انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-20-2009, 12:41 AM
*زهرة الفردوس* *زهرة الفردوس* غير متواجد حالياً
{قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
 




Icon64 مشى وحيداً ... ومات وحيداً ... ويبعث وحيدا ...!!!

 

كن كالصحابة في زهد وفي ورعٍ القوم هم ما لهم في الناس أشباهُ


عُبَّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراهُ


وأُسْدُ غابٍِ إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياهُ


يا رب فابعث لنا من مثلهم نفراً يشيِّدوا لنا مجداً أضعناهُ





أبو ذر الغفاري _جندب بن جنادة _ رضي الله عنه


قال عنه صلى الله عليه وسلم : (ما اقلت الغبراء ولا اظلت الخضراء من رجل اصدق من أبي ذر )


وقال : (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث يوم القيامة وحده)





قصة إسلامه



أقبل على مكة نشوان مغتبطا..


صحيح أن وعثاء السفر وفيح الصحراء قد وقذاه بالضنى والألم، بيد أن الغاية التي يسعى اليها،


أنسته جراحه، وأفاضت على روحه الحبور والبشور.


ودخلها متنكرا، كأنه واحد من أولئك الذين يقصدونها ليطوّفوا بآلهة الكعبة العظام.. أو كأنه عابر سبيل


ضل طريقه، أو طال به السفر والارتحال فأوى اليها يستريح ويتزوّد.


فلو علم أهل مكة أنه جاء يبحث عن محمد صلى الله عليه وسلم، ويستمع اليه لفتكوا به.


وهو لا يرى بأسا في أن يفتكوا به، ولكن بعد أن يقابل الرجل الي قطع الفيافي ليراه، وبعد أن يؤمن


به، ان اقتنع بصدقه واطمأن لدعوته..


ولقد مضى يتسمّع الأنباء من بعيد، وكلما سمع قوما يتحدثون عن محمد اقترب منهم في حذر،


حتى جمع من نثارات الحديث هنا وهناك ما دله على محمد، وعلى المكان الذي يستطيع أن يراه


فيه.


في صبيحة يوم ذهب الى هناك، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم جالاسا وحده، فاقترب منه


وقال: نعمت صباحا يا أخا العرب..


فأجاب السول عليه الصلاة والسلام: وعليك السلام يا أخاه.


قال أبو ذر:أنشدني مما تقول..


فأجاب الرسول عليه الصلاة والسلام: ما هو بشعر فأنشدك، ولكنه قرآن كريم.


قال أبو ذر: اقرأ عليّ..


فقرأ عليه الرسول، وأبو ذر يصغي.. ولم يمضي من الوقت غير قليل حتى هتف أبو ذر:


"أشهد أن لا اله الا الله.


وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"!


وسأله النبي: ممن أنت يا أخا العرب..؟


فأجابه أبو ذر: من غفار..


وتألقت ابتسامة على فم السول صلى الله عليه وسلم، واكتسى وجهه الدهشة والعجب..


وضحك أبو ذر كذلك، فهو يعرف سر العجب الذي كسا وجه الرسول عليه السلام حين علم أن هذا


الذي يجهر بالاسلام أمامه انما هو رجل من غفار..!!


فغفار هذه قبيلة لا يدرك لها شأو في قطع الطريق..!!


وأهلها مضرب الأمثال في السطو غير المشروع.. انهم حلفاء الليل والظلام، والويل لمن يسلمه


الليل الى واحد من قبيلة غفار.


أفيجيء منهم اليوم، والاسلام لا يزال دينا غصّا مستخفيا، واحد ليسلم..؟!


أسلم أبو ذر من فوره..


وكان ترتيبه في المسلمين الخامس أو السادس..





حلاوة الأذى في سبيل الله



لقد توجه الى الرسول عليه الصلاة والسلام فور اسلامه بهذا السؤال:


يا رسول الله، بم تأمرني..؟


فأجابه الرسول: ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري..


فقال أبو ذر: والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالاسلام في المسجد..!!


هنالك دخل المسجد الحرام ونادى بأعلى صوته:


[أشهد أن لا اله الا الله.. وأشهد أن محمدا رسول الله]...


كانت هذه الصيحة أول صيحة بالاسلام تحدّت كبرياء قريش وقرعت أسماعها.. صاحها رجل غريب


ليس له في مكّة حسب ولا نسب ولا حمى..


ولقد لقي ما لم يكن يغيب عن فطنته أنه ملاقيه.. فقد أحاط به المشركون وضربوه حتى صرعوه..


وترامى النبأ الى العباس عم النبي، فجاء يسعى، وما استطاع أن ينقذه من بين أنيابهم الا بالحيلة


لذكية، قال له:


"يا معشر قريش، أنتم تجار، وطريقكم على غفار،، وهذا رجل من رجالها، ان يحرّض قومه عليكم،


يقطعوا على قوافلكم الطريق".. فثابوا الى رشدهم وتركوه.


ولكن أبا ذر، وقد ذاق حلاوة الأذى في سبيل الله، لا يريد أن يغادر مكة حتى يظفر من طيباته


بمزيد...!!


وهكذا لا يكاد في اليوم الثاني وربما في نفس اليوم، يلقى امرأتين تطوفان بالصنمين (أساف،


واثلة) ودعوانهما، حتى يقف عليهما ويسفه الصنمين تسفيها مهينا.. فتصرخ المرأتان، ويهرول


الرجال كالجراد، ثم لا يفتون يضربونه حتى يفقد وعيه..


وحين يفيق يصرخ مرة أخرى بأنه " يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله". ويدرك الرسول


عليه الصلاة والسلام طبيعة تلميذه الجديد الوافد، وقدرته الباهرة على مواجهة الباطل. بيد أن وقته


لم يأت بعد، فيعيد عليه أمره بالعودة الى قومه، حتى اذا سمع بظهور الدين عاد وأدلى في مجرى


الأحداث دلوه..





بعد الهجرة إلى المدينة



يهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة، ويستقر بها والمسلمون معه.


وذات يوم تستقبل مشارفها صفوفا طويلة من المشاة والركبان، أثارت أقدامهم النقع.. ولولا


تكبيراتهم الصادعة، لحبسهم الرائي جيشا مغيرا من جيوش الشرك..


اقترب الموكب اللجب.. ودخل المدينة.. ويمم وجهه شطر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم


ومقامه..


لقد كان الموكب قبيلتي غفار وأسلم، جاء بهما ابو ذر مسلمين جميعا رجالا ونساءا. شيوخا


وشبابا، وأطفالا..!!


وكان من حق الرسول عليه الصلاة والسلام أن يزداد عجبا ودهشة..


فبالأمس البعيد عجب كثيرا حين رأى أمامه رجلا واحدا من غفار يعلن اسلامه وايمانه، وقال معبّرا


عن دهشته:


"ان الله يهدي من يشاء"..!!


أما اليوم فان قبيلة غفار بأجمعها تجيئه مسلمة..وقد قطعت في الاسلام بضع سنين منذ هداها


الله على يد أبي ذر، وتجيء معها قبيلة أسلم..


ان عمالقة السطور وحلفاء الشيطان، قد أصبحوا عمالقة في الخير وحلفاء للحق.


أليس الله يهدي من يشاء حقا..؟؟


لقد ألقى الرسول عليه الصلاة والسلام على وجوههم الطيبة نظرات تفيض غبطة وحنانا وودا..


ونظر الى قبيلة غفار وقال:


"غفار غفر الله لها".


ثم الى قبيلة أسلم فقال:


"وأسلم سالمها الله"..


وأبو ذر هذا الداعية الرائع.. القوي الشكيمة، العزيز المنال.. ألا يختصه الرسول عليه الصلاة والسلام


بتحية..؟؟


أجل.. ولسوف يكون جزاؤه موفورا، وتحيته مباركة..


ولسوف يحمل صدره، ويحمل تاريخه، أرفع الأوسمة وأكثرها جلالا وعزة..


ولسوف تفنى القرون والأجيال، والناس يرددون رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في أبي ذر:


" ما أقلّت الغبراء، ولا أظلّت الصحراء أصدق لهجة من أبي ذر"..!!






يمشي وحده..ويموت وحده..ويبعث وحده



في غزوة تبوك.. سنة تسع من الهجرة، وقد أمر الرسول عليه السلام بالتهيؤ لملاقاة الروم، الذين


شرعوا يكيدون للاسلام ويأتمرون به.


وكانت الأيام التي دعى فيها الناس للجهاد أيام عسر وقيظ..


وكانت الشقة بعيدة.. والعدو مخيفا..


وخرج الرسول وصحبه.. وكلما أمعنوا في السير ازدادوا جهدا ومشقة، فجعل الرجل يتخلف، ويقولون


يا رسول الله تخلف فلان، فيقول:


" دعوه.


فان يك فيه خير فسيلحقه الله بكم..


وان يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه"..!!


وتلفت القوم ذات مرة، فلم يجدوا أبا ذر.. وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام:


لقد تخلف أبو ذر، وأبطأ به بعيره..


وأعاد الرسول مقالته الأولى..


كان بعير أبي ذر قد ضعف تحت وطأة الجوع والظمأ والحر وتعثرت من الاعياء خطاه..


وحاول أبو ذر أن يدفعه للسير الحثيث بكل حيلة وجهد، ولكن الاعياء كان يلقي ثقله على البعير..


ورأى أبو ذر أنه بهذا سيتخلف عن المسلمين وينقطع دونهم الأثر، فنزل من فوق ظهر البعير، وأخذ


متاعه وحمله على ظهره ومضى ماشيا على قدميه، مهرولا، وسط صحراء ملتهبة، كما يدرك رسوله


عليه السلام وصحبه..


وفي الغداة، وقد وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا، بصر أحدهم فرأى سحابة من النقع والغبار


تخفي وراءها شبح رجل يغذ السير..


وقال الذي رأى: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق وحده..


وقال الرسول عليه الصلاة والسلام:



(كن أبا ذر)..


وعادوا لما كانوا فيه من حديث، ريثما يقطع القادم المسافة التي تفصله عنهم، وعندها يعرفون من


هو..



وأخذ المسافر الجليل يقترب منهم رويدا.. يقتلع خطاه من الرمل المتلظي اقتلاعا، وحمله فوق


ظهره بتؤدة.. ولكنه مغتبط فرحان لأنه أردك القافلة المباركة، ولم يتخلف عن رسول الله واخوانه


المجاهدين..


وحين بلغ أول القافلة، صاح صائهحم: يارسول الله: انه والله أبا ذر..


وسار أبو ذر صوب الرسول.


ولم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى تألقت على وجهه ابتسامة حانية واسية، وقال:


[يرحم الله أبا ذر..

يمشي وحده..

ويموت وحده..

ويبعث وحده..].





وفاته رضي الله عنه


تعالوا بنا اليه نؤد للراحل العظيم تحية الوداع، ونبصر في حياته الباهرة مشهد الختام


ان هذه السيدة السمراء الضامرة، الجالسة الى جواره تبكي، هي زوجته..


وانه ليسألها: فيم البكاء والموت حق..؟


فتجيبه بأنها تبكي: " لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا"..!!


".. لا تبكي، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه


يقول: ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين..


وكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري .. وهأنذا بالفلاة


أموت، فراقبي الطريق،، فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت".


وفاضت روحه الى الله..


ولقد صدق..


فهذه القافلة التي تغذ السير في الصحراء، تؤلف جماعة من المؤمنين، وعلى رأسهم عبدالله بن


مسعود صاحب رسول الله.


وان ابن مسعود ليبصر المشهد قبل أن يبلغه.. مشهد جسد ممتد يبدو كأنه جثمان ميّت، والى


جواره سيدة وغلام يبكيان..


ويلوي زمام دابته والركب معه صوب المشهد، ولا يكاد يلقي نظرة على الجثمان، حتى تقع عيناه


على وجه صاحبه وأخيه في الله والاسلام أبي ذر.


وتفيض عيناه بالدمع، ويقف على جثمانه الطاهر يقول:" صدق رسول الله.. نمشي وحدك، وتموت


وحدك، وتبعث وحدك".!






مات أبو ذر وحيدا، في فلاة الربذة.. بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه..


ولقد بعث في التاريخ وحيدا في عظمة زهده، وبطولة صموده..


ولسوف يبعث عند الله وحيدا كذلك؛ لأن زحام فضائله المتعددة، لن يترك بجانبه مكانا لأحد


سواه..!!!





اللهم إجمعنا مع حبيبنا المصطفى وصحابته الكرام في الفردوس الأعلى من الجنه .... يارب ....يارب
التوقيع

أنت مهموم بالقرش والفرش والكرش وسعد يهتز لموته العرش !

جعفر تق...طعت بالسيوف أوصاله وارتفع بالفرح تهليله وابتهاله !


تهاب الوضوء إذا برد الماء و حنظلة غسل قتيلا في السماء !


تعصي حي على الفلاح ومصعب بن عمير قدم صدره للرماح !


ما تهتز فيك ذرة والموت يناديك في كل يوم مائة مرة !


والله لو أن في الخشب قلوب لصاحت ولو أن للحجارة أرواح لناحت !


يحن المنبر للرسول الأزهر والنبي الأطهر وأنت لا تحن ولاتئن ولا يضج بكاؤك ولا يرن !


ويحك خف ربك وراجع قلبك واذكر ذنبك

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-20-2009, 01:36 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا

وبارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-07-2009, 11:04 AM
الياسمينه الياسمينه غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

رضي الله عن جميع الصحابه واجمعنا معهم بجنات النعيم مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-08-2009, 01:36 AM
اللؤلؤةالمكنونة اللؤلؤةالمكنونة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي


جزاكِ الله خيرا وبارك الرحمن فيكِ ونفع بك
ونسأل الله أن يقر أعيننا برؤية مثل هؤلاء الرجال الأطهار
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:03 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.