<< تحت عين الرقيــــب >>

[*أم مريم*]

 

قصة من الواقع
*
*
*

خرج علي مع أصدقائه خارج المدينة ، اشتروا الخمور وأوقفوا سيارتهم في حرش كثيفة أشجاره ، فتحوا أبواب السيارة شغلوا موسيقى صاخبة ، رقصوا وشربوا الخمرة حتى فقدوا السيطرة على أنفسهم ، اخرجوا صندوقاً اسوداً محكم الإغلاق ، مليء بالسموم ، يتعاطون المخدرات ، خاف علي وابتعد رغم ضعف جسده ووهانة قدرته العقلية لشربه الخمر ، خاف من والده ، ضحكوا على فعلته ونعتوه بالجبان الأبله ، انضمت إليهم رفيقاتهم ، فتيات بعن أنفسهن بثمن بخس واتخذن الرذيلة سبيلا ، ارتجف علي وهرب جانباً ، لم يتصور يوماً أن يزني فبرأيه الزنى دين لا بد أن يرد ولو داخل جدار بيته ، جلس جانباً ليرى الأعراض تهتك ويجن جنون أصدقائه والفتيات يعبدون النفس الامارة بالسوء والهوى ، بكى ولم يعلم أين هو وماذا عليه أن يفعل وليس بكامل قواه العقلية والجسدية ، تساءل ما ردة فعل والده إن عرف ما يفعل الآن . اقترب أحدهم منه قليلا وبيده كأس ماء ، قال له لا تخف يا علي ، نحن نحبك ، ونعدك أن لا يتكرر الامر ، شرب علي الكأس ليغط بعدها بسبات عميق.
أغمض علي عينيه ، لم يستطع فتحها ، صعب عليه ذلك ، بيئة جديدة ووجوه لم يراها قط ، غرفة جديدة وبناية مغلقة ، صوت غريب ينادي عليه ، علي تعال إلى هنا ، الطبيب يريد أن يراك ، خرج من غرفته، ملابسه مُمزقه شعره مُبعثر ، عيونه غرقت بالقذاء ، جسده ازرق لكمية الحقن التي أعطيت له وبالكاد يستفيق من نومه، دائماً " مسطول " لكثرة الأدوية والمسكنات ، دخل غرفة الطبيب ، بجانبه ممرض وعامل اجتماعي وعالم نفس ، سأله الطبيب من أنت فأجاب أنا علي وسألوه من والدك فأجاب والدي بن لادن وأمي توفيت ردوا عليه وقالوا هذا غير ممكن فأجاب أن أمير قطر زاره قبل قليل واخبره بذلك ، وإذا به يسقط عن الكرسي ويقول أبعدوه أبعدوه ، استغربوا فلم يروا أحداً ، فقال علي ان سمير خلفي يريد قتلي ، سألوه من سمير وأين هو ؟ كيف تعرفت عليه ؟ قال انه يطاردني منذ مدة لاني أحب أخته ، ولكني لم أتحدث معها فقط أحبها ، أجلسوه على الكرسي وأعطوه كأساً من الماء ، شرب وهدأ ، ركـّـز وأغمض عينيه وسألوه ما بك لماذا صمت ، قال إن الله يكلمني ويقول لي أنت مرسل وجعلت بك قوة لا يملكها بشر لتحرر العالم من الظلم ويحل السلام فلا فرق بين غني وفقير أو ملك ومواطن ، هزوا رؤوسهم آسفين وأخرجوه ليدخن السجائر في الساحة المحاطة بجدار حديدي يرتفع عن الارض أربعة أمتار ، أعلاه حاجز أشواك فولاذية .
حال أبناء وسطنا العربي مؤسف مقلق ، يعيشون في فراغ قاتل يرشدهم للهلاك ، ينقص وعي وإرشاد لإنقاذ جيل كامل من الانزلاق والدمار ، ننظر ونرى الحال ونقف جانباً بلا حراك ، صمتنا مشاركة في الجريمة ، جريمة قتل نفوس ودفن أجساد حية روحها ، الفراغ اخطر ما يواجهه الشاب ، طاقاته عظيمة كبيرة يجب توجيهها وتصريفها حيث يجب، وإلا استثمرها حيث يريد أهل الشر ، ليتضاعف العنف والقتل والسرقة ، لا يجلس الوالد مع ابنه ليتحدث معه ويسأله عن حاله وعن دراسته ويومه فيما قضاه ، الأم توجهت لبناء المجتمع ونسيت مهمتها الأولى ببناء الإنسان ، بناء ابنها ومن بناء ابنها تبني المجتمع ، وان فشلت بمشروع بناء ابنها فقد دمرت المجتمع ليكون فلذة كبدها عبء على امتنا . الفتاة لا تجد الشخصية المثالية لتشاركها مشاكلها وهمومها ، مشاكل الفتيات كثيرة في فترة بلوغها إن لم ترشد وتوجه تفاقمت المشاكل وصعب حلها ، ولربما يتم حلها من قبل الشخصية الغير مناسبة ، فتقول الأم حين لا رجعة ولا ينفع الندم، أين كنت ؟!

قصة علي لا تختلف كثيراً عن حال كثير من أبنائنا ، هو تدهور ووصل الحضيض ، من أبنائنا وصلوا القاع ومنهم يتدحرج لا يمكنه تدارك ذلك وحده فينتظر من يمد له يد العون ويتعلق بقشة فوق انهار المياه وجريانها لعلها تنقذهم ، ستمد لهم يد خبيثة تدعي سهرها لأجله ومساعدته ، فتلقي به لاحقاً في الجحيم ، فيكون عون لنشر السلاح والمخدرات ويقتل ويتلقى مقابل ذلك مبلغاً مغرياً فيفقد الإنسان إنسانيته ، أوراق يشتري بها الإنسان روح الانسان ويسلب عائلة فردها.
قام أصدقاء علي بوضع حبة في المشروب تؤدي لضرب المخ وفقدان الإنسان قدراته العقلية ، أحياناً يكون الحال قابل التصليح وأحياناً اخرى يبقى الشاب باقي حياته في مشفى المجانين كما علي ، وأشفق على والديه الذين ضحوا وكدوا لأجله ، فقطفوا الثمار بالسفر كل يوم للاطمئنان على حاله في المشفى بدل بناء مستقبل زاهر له ، وما هو الا في ريعان الشباب لم يبلغ العشرين.

بقيت صرخة واحدة

يا معشر الآباء إحذروا

ويا معشر الشباب إحذروا

فراغ = ضياع

منقوول للفائدة والعظة

اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

[أم مُعاذ]

اسأل الله عز وجل ان يحمي شبابنا
جزاكِ الله خير اختنا

[(أم عبد الرحمن)]

هى مسؤولية عظيمة
اللهم احفظ ابناءنا
وجزاك الله خيرا