انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-22-2015, 09:08 PM
داود العرامين داود العرامين غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




New من بلاغة القران الكريم في اية((قال فبعزتك لأقعدن لهم صراطك المستقيم ))موضوع رقم(12)

 

من بلاغة القران الكريم(أنظروا ما في هذه الاية من بلاغة)((قال فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطَك المستقيم ثم لاتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم...)) الاعراف،16،17
نلاحظ أن المولى جل في علاه قد حذف حرف الجر(على)والتقدير((لأقُعدن لهم على صراطَك المستقيم)) حيث إننا لا نقول في لغتنا (قعدت الأريكة) بل نقول:قعدتُ على الأريكةَ)،قال تعالى((ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)) (55)يس لأن الفعل (قعد)فعل لازم وهو الذي يكتفي بالفاعل ،مثل:قعد الزائر،فهي جملة تامة،فإذا أردنا المزيد قلنا:قعد الزائر على الأريكة،وهكذا فالفعل اللازم يحتاج إلى واسطة لاكمال المعنى لدى السامع أو المتلقي ،والواسطة المحذوفة في الاية هنا هي حرف الجر(على) ،بينما أثبته(حرف الجر) في(من بين أيديهم)و(من خلفهم) و(عن أيمانهم)و(عن شمائلهم) ،وذلك الحذف جاء في قمة البلاغة لأن الشيطان لا يستطيع القعود على صراط الله المستقيم فهو طريق طاهر وشريف وأرفع وأسمى من أن يقعد عليه الشيطان اللعين الرجيم ،فإذا علمنا أن حرف الجر(على )يفيد الاستعلاء-قال تعالى((يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين ))(144)الاعراف، وقال تعالى في تفضيل بني اسرائيل ((ولقد اخترناهم على علم على العالمين واتيناهم من الايات ما فيه بلاء مبين))(32)الدخان ،وقال تعالى ((وعليها وعلى الفلك تُحملون))(22)المؤمنون ،وقال تعالى((فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم إجعل على كل جبل منهن جزءاً))(260)البقرة ،وقال تعالى((إن الله اصطفي ادم ونوحا وال إبراهيم وال عمران على العالمين))(33)ال عمران ،-إذا علمنا ذلك عرفنا سبب الحذف، فحرمان ابليس من هذا الاستعلاء ومن الظفر بهذه المنزلة الشريفة يجعلنا ندرك أن الحذف جاء في قمة البلاغة،فيبقى سلطان إبليس على البشر محصورا في الذين يتبعونه والذيبن استطاع ان ينفذ إليهم من جهاتهم الاربعة،أو من إحداها،وما دام لا يستطيع القعود على صراط الله المستقيم يبقى كيده ضعيفا قال تعالى:((فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً))(76) النساء،وهذه إشارة قوية أخرى في هذه الاية -(16)الاعراف- أدركها إبليس فقال تعالى على لسانه((فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلَصين))فنراه بعد أن قال(لأغوينهم أجمعين)(82) ص، قد استثنى(إلا عبادك منهم المخلصين)(82 )ص ،وهو يعلم مسبقا قول الله تعالى ((إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين)) (42)الحجر، وعبادُ الله هم المؤمنون فليس له عليهم سلطان،قال تعالى ((أِنه ليس له سلطان على الذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون ))(99)النحل،((أنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون))(100) النحل،ثم هو بنفسه يعترف لمن أغواهم في خطبة أخيرة له فيهم في النار((وقال الشيطان لما قضي الامر إن الله وعدكم وعد الخير ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي أِني كفرت بما أشركتموني من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم )) (22)إبراهيم ،فإذا كان كيده ضعيفاً فإن الذين يستجيبون له هم الضعاف ضعاف النفوس وأصحاب الهوى وأولو اللذائذ ،وعُباد الشهوات ،واللاهثين وراء المنصب والجاه الزائف الزائل بغير هدى، وأهل الشرك والمنافقين، فأولئك وامثالهم قلوبهم فارغة وعزائمهم خائرة غير مشحونين بالايمان فسرعان ما تنفذ اليهم الشياطين فيسقطون في حبائلهم. كما أننا نلمس حرص إبليس اللعين على إغواء من يستطيع بكل ما يستطيع حين قال(ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين))باستعمال اللام لام التوكيد،فهو في حركة مستمرة حول الانسان يدور حوله ويحيط به كإحاطة السوار بالمعصم ليدخل من أي نافذة فُتحت له،ونلاحظ ان ابليس اللعين لم يقل(ومن فوقهم فأنّى له أن يكون فوق الانسان والانسان أكرم منه وأعز عند الله لو أدرك ذلك البشر عموما،فكيف يكون فوق الانسان وقد أُمر أن يسجد له،وهذه مكرمة لو أدركها الناس لعرفوا أنهم مكرّمون ابتداءً عند ربهم قبل أن يحي من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة بعد ارسال الرسل اليهم،هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فإن الشياطين يُقذفون من كل جانب بالشُهُب إذا ما حاولوا الصعود إلى أعلى قال تعالى((لا يسّمعون إلى الملأ الأعلى ويقذفون من كل جانب))(8)الصافات ،وقال تعالى((وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا))الجن(9).كما أن فيها إشارة على أن الله تعالى((و هو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفَظَة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون))الانعام(61) وهو فوق السماوات والارض ولا يسمح لأحد أن يكون حاجزاأو حاجبا ما بينه وبين خلقه فالاتصال مع السماء يبقى مفتوحا لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها قال تعالى((يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن امنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا))الانعام(158).
ولو أعربنا (صراطَك)في الاية (12)الاعراف-موضوع البحث- فانها:مفعول به منصوب على نزع الخافض،والخافض المنزوع-أي المحذوف-هو حرف الجر.والمفعول به يقع عليه فعل الفاعل،والفاعل إبليس ،وهذا النوع من الحذف موجود في القران الكريم قال تعالى((واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا))الاعراف(155)،والتقدير (واختار موسى من قومه سبعين رجلا لميقاتنا))،ومن الشعر العربي الفصيح ،قول الفرزدق :منا الذي اختير الرجال سماحةً--------وخيراً إذا هب الرياح الزعازعُ
والتقدير:منا الذي اختير من الرجال سماحةً
وبما أن الاية القرانية قالها الله تعالى على لسان إبليس فيكون إبليس مدركا بنفسه أنه لا يستطيع القعود على صراط الله المستقيم ،والذي
هو صراطَ الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية ادم كما هو مبين في سورتي( الفاتحة)(مريم)،أي هو رسالات الله إلى البشر على مر العصور وما حوته من شرائع الُهدى تستقيم بها وعليها حياتُهم،ولكل نبي أتباع امنوا به فسعدوا بما اتاهم من الهدى ،وهم المؤمنون فهم محصنون من قعود الشيطان على طريقهم باتباعهم صراط انبيائهم الحصين أصلا، واّخرهم أتباع محمد-صلى الله عليه وسلم-فالايمان والتقوى بالتزام ما أمر الله ،واجتناب ما نهى عنه في رسالته الخاتمة(الاسلام)هى أقوى الحصون التي لا يستطيع الشيطان اعتلاءها،قال تعالى ((الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون)) الانعام (82)،فهلا أدرك المسلمون النعمة التي هم عليها فاستمسكوا بها؟
واخيرا فإن الشيطان للانسان عدو يجب الحذر منه وقد حذرنا الله تعالى في ايات كثيرة منه قال تعالى((ألم أعهد إليكم يا بني ادم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلاِ كثيرا أفلم تكونوا تعقلون))
أرأيتم حرف الجر الذي قيل عنه(يجر الجبل)فإذا ما حُذف من طريق الشيطان تعثر وبقي الجبل ثابتا.
اللهم انا نعوذ بك من همزات الشياطين ونعوذ بك ربّ أن يحضرون ،اللهم فقهنا في القران وارزقنا حسن تلاوته وتدبر بلاغة معانيه.
بقلم الشاعر:داود العرامين/فلسطين

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:47 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.