انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 12-06-2011, 04:05 AM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

· الحرز والتحصين من الشيطان الرجيم . .
الحرز والتحصين من الشيطان الرجيم أحد أسباب السعادة في المسكن .
لمّا كانت الأسرة هي نواة المجتمع ولبّه وأصل تكوينه حرص الشيطان أشد الحرص على إفساد هذه الأسرة وتفريقها وفك أواصرها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ؛ فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ) قال : ( ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ) !!!
قال : ( فيدنيه منه ويقول نعم أنت ) قال : قال ( فيلتزمه )
من هنا عُلم أن من أهم أهداف إبليس : إفساد البيت المسلم وتصدّعه وتفرق أفراده .
فإن لم يستطع إلى ذلك سلك سبلاً أخرى في الإغواء وإفساد الأسرة بمحق بركتها وتزيين الرذيلة والفاحشة ، ليبقى كيان الأسرة هش البنيان فيعزل الأسرة عن أن تؤدي دورها الفاعل في المجتمع .
ولأجل ذلك ندبت الشريعة إلى مدافعة هذا العدو ومحاربته بالتحصن والحرز منه . فمن ذلك :
- قراءة سورة البقرة في البيت .
فعن عبد الله قال ( اقرؤوا سورة البقرة في بيوتكم فإن الشيطان لا يدخل بيتا يقرأ فيه سورة البقرة ) قال الحاكم :هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
فسورة البقرة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)
قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة .
وإن من أشد الأزمات التي تعاني منها بيوت المسلمين اليوم معاناة السحرة وما يقومون به من إفساد البيوت ، ومن هنا كان هذا التوجيه النبوي الكريم حماية وسياجاً وحرصاً على سعادة البيت المسلم في ظل الوحي .

- الصلاة في البيت وقراءة القرآن .
فعن بن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا ) .
والمقصود تعاهد النوافل بأدائها في البيت ، فعن بن عمر رضي الله عنهما قال : حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل صلاة الصبح كانت ساعة لا يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها حدثتني حفصة أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر صلى ركعتين ) .
ومن مثل ذلك : ركعات الضحى ، وقيام الليل .وغيرها .
وصلاة النوافل بالبيت لها من الفوائد الجمّة سواء على البيت وعلى أفراده :
فهي حصن وحرز للبيت من الشيطان الرجيم .
كما أن من فوائدها تربية أهل البيت على إقامة الصلاة والمحافظة عليها .
وهذه إحدى السنن المهجورة التي غفلنا عنها ألا وهي سنة إقامة نوافل العبادات في البيت .

- إخراج كل ما يمنع دخول الملائكة من كلب أو صورة .
فعن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ) .
وبقدر ما يخلو البيت من المنكرات والملاهي المحرمة بقدر ما يبعد عنها الشيطان ولا يكون له فيها من حظ أو نصيب .
واليوم اشتد البلاء بدخول أطباق الفساد والفجور من غير حسيب ولا رقيب ،الأمر الذي يقطف المجتمع اليوم جناه حنظلاً مرّاً !!

- الذكر عند دخول المنزل .
فالشيطان حريص على أن يشارك أهل البيت في معاشهم ليمحق البركة وتقع الفتنة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله ثم طعامه قال أدركتم المبيت والعشاء )

- قفل الأبواب عند المساء .
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم فأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفئوا مصابيحكم )

انتظرونا مع الجار الصالح بإذن الله
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر


التعديل الأخير تم بواسطة أم حُذيفة السلفية ; 12-07-2011 الساعة 03:58 PM سبب آخر: تعديل لفظ الجلاله
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 12-07-2011, 08:12 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 12-08-2011, 05:11 PM
قرة العين قرة العين غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيكي ونفع بك موضوع قيم فعلا
الهم ارزق شبابنا وشباب المسلمين ازواجا صالحين
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 12-09-2011, 10:41 PM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

أم حذيفة
قرة العين
بارك الله فيكما وأحسن إليكما ونفعنا وإياكم والمسلمين بما جاء آمين
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 12-09-2011, 10:44 PM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

· الجار الصالح ..
وهو حقا عامل مهم في إيجاد البيت السعيد .، جاء في الأثر أربع من السعادة ومنها ( .. الجار الصالح ) .. ومن قبل القائل : الجار قبل الدار !!
وصلاح الجار أمر ليس بيد أي أحد .. لكن بمقدور الإنسان أن يختار الجار الصالح بالسؤال عن الجار قبل السكنى .
ولأهمية الجار الصالح فقد ندبت الشريعة إلى حسن اختيار الجار ، جاء في بعض الآثار ( شؤم الدار سوء الجار ) وجاء عند ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ( اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادي يتحول )
الأمر الذي يدعونا إلى حسن الجوار وحسن اختيار الجوار .
ولنتأمل هذه القصة العجيبة لنرى كيف أن للجار أثرا على جاره في سلوكه أو سلوك زوجته وابناءه .
أخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " .. كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم قال وكان منزلي في بنى أمية بن زيد بالعوالي فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت أن تراجعني ! فقالت : ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل !!
فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فقالت : نعم !
فقلت : أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل ؟!
قالت : نعم ! قلت : قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة..)
فتأمل كيف أن الزوجة تأثرت بسلوك جاراتها حتى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم . الأمر الذي يجعل الجار الصالح عاملا مهما من عوامل السعادة في البيت والأسرة .

أثر صلاح الجار على سعادة الأسرة .
وتبرز جوانب السعادة الأسرية في جانب الجار الصالح :
- أن الجار الصالح يحفظ العورة ويستر العيبة .
فالبيوت أسرار ، والجار من أقرب الناس للأسرة ، بل ربما قد يعيش أحداث جاره سرورا وفرحاً من خلال علاقته بجاره أو علاقة الزوجة بزوجة الجار أو علاقة الأبناء بعضهم ببعض .
فهذا ولاشك يجعل من الأسرة والجار بيتاً واحداً في معرفة ما يدور فيه ، سيما أن كثيرا من النساء اعتدن عند الزيارات أن تتحدث كل امرأة عن واقع بيتها سلباً وإيجاباً ولا أدل على ذلك من قصة حديث أم زرع حين اجتمعت إحدى عشر امرأة عند عائشة رضي الله عنها وصارت كل واحدة منهن تذكر شأنها وزوجها !
فحين يكون الجار صالحاً فإنه سيحفظ الغيبة ويستر العيبة .
ولكم أن تتخيلو حياة اسرة بجوار جار لا يستر العيبة ولا يحفظ الغيبة .. هل ترون أنها أسرة سعيدة ؟؟!
حتى لو كان أفرادها على قلب واحد ؟؟!!

- أن صلاح الجار يعين على نشوء الأبناء في بيئة صالحة .
فإن الأطفال يتأثرون بغيرهم ممن هم في سنّهم ومرحلتهم ، والأمر يتضح بالضد حين يكون الجار جار سوء وله أبناء سوء فانظر كيف يظهر أثر سوءهم في أخلاق الأبناء وسلوكهم . فإن الأطفال مطبوع فيهم حب التقليد لغيرهم .
ومن جهة أخرى فإنه من عادة الأطفال فيما بينهم الشجار والخصومة ، فحين يكون الجار جار سوء فإنه قد يعكّر عليك صفو حياتك بسبب ما يحدث بين الأطفال .

- الجار الصالح يعين على نوائب الدهر .
فقد تمر الأسرة بفاقة أو حاجة فيكون الجار خير معين بعد الله ، وقد جاء في الحديث الصحيح الترغيب في هذا الأمر :
قال صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن جارة لجارتها ولوفر سن شاة ) .

- الجار الصالح يعين على طلب العلم والدعوة .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " .. كان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وأنزل يوما فيأتيني بخبر الوحي وغيره وآتيه بمثل ذلك .."
وهكذا يتبن لنا دور الجار الصالح في تكميل السعادة واستقرارها على البيت المسلم . وفي سبيل رعاية هذا السعادة وحمايتها فإن الشريعة قد جاءت بالتحذير من كل ما من شأنه يؤثر على ذلك ، فمن ذلك :

- النهي عن إيذاء الجار .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) .وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه ) .

- الأمر بالتوسيع على الجيران .
فقد ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا طبخت قدرا فكثر مرقتها فإنه أوسع للأهل والجيران ) .
فتأمل كيف جاءت توجيهات النبوة بالكفّ عن أذى الجيران والأمر إليهم بالإحسان كل ذلك حماية وسياجاً لإفشاء السعادة بين الناس وخاصة سعادة البيت المسلم .

اللهم إنا نعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول !!

انتظرونا مع نهاية الثلاثية
ثلاثية المركب

التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 12-17-2011, 05:01 AM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

المركب
ثلاثية المركب
1 - الهنيء .
2 - المتواضع .
3 - حصول المنفعة به .

1 - الهنيء .
الهنيء هو الوصف الذي ذكر في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ( أربع من السعادة : .. المركب الهنيء ) .
و( الهنيء ) صفة تطلق على الصلاح والعطاء واليسر والسهولة .
وهي صفات من فات السعادة ومداخلها .
فـ ( الهنيء ) هو الذي يأتيك بلا مشقة .
مشقة أي مشقة ..
فهو مركب حصل بغير مشقة في قيمته في البحث عنه ، ولم يكن باب مشقة في حفظه والعناية به ، والمقصود مشقة مرهقة أو مهلكة .
فكم تجد اليوم من يبذل نفيس ماله وحرّ رزقه في مركب فارهٍ مجهّز بأفضل التقنيات رغبة في شهرة أو أمر آخر .
فانظر مشقة هذا المركب في حصوله ، ثم انظر المشقة الحاصلة بحفظه والعناية به فسبحان الله كيف أن من الناس من يصيبه العناء والتعب والشقاء في مركب يبذل فيه نفسه ونفيسه ثم هو يشقى به ولا يسعد !!
ومن هنا فرفاهية المركب وفخامته ليس بالضرورة آية سعادة وهناء .
بل ربما كان صاحب هذا المركب من أشقى الناس بمركبه .
ثم انظر في مركب هذا شأنه كيف يحجز صاحبه من أن ينفع به وأن يعطي به العطاء الكثير خوفاً من تلفه أو نحو ذلك .
فكان المركب الهنيء هو المركب الذي يأتي بلا مشقة في حصوله ولا مشقة في حفظه وانشغال القلب به .. ثم هو مركب ( هنيء ) يحصل به العطاء الكثير لصاحبه ولغيره .

- 2 - المتواضع ..
لمّا كان المركب مما يُتخذ للتجمل كما قال الله تعالى : ( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) وقال والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ) فإنه صار من المتعين على المرء أن يعلم أن هذه نعمة من الله وفضل . وواجبه فيها الشكر لا الكبر . ولك أن تتأمل عظيم منّة الله تعالى على عباده بهذه النعمة في قوله : ( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون . لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون )
فتأمل كيف أن الله جعل المركب مسخّر للعبد لا أن العبد مسخر له ، ولذلك تعجب أشد العجب ممن تجده سخّر نفسه للمركب عناية وتلميعا والشقاء في سبيل ذلك .
وتأمل أيضا قوله ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) فيه تذكير وتنبيه إلى أن العبد منقلب إلى الله وراجع إليه فعلام الكبر والبطر ؟!
وحين كان جمال المركب مظنة التفاخر والتكبر ، فقد نهى صلى الله عليه وسلم من اتخاذ مركب الشهرة .جاء في مسند الروياني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ركب مركبا ذا شهرة أعرض الله عنه وإن كان عليه كريما )
وأي شقاء يكون للعبد حين يعرض الرب الرحيم الكريم عنه ؟!
وكم هي سعادة المرء حين يكون الله في معيته .
والإنسان يحتاج إلى معية الله تعالى وحفظه له ، فإننا اليوم نعيش ثورة حضارية جعلت المركب اليوم يختلف عما كان عليه من قبل ؛ فقد صارت مراكب اليوم مراكب سريعة وبأشكال وموديلات ومميزات تختلف عن ما يكون الحال في بعير أو فرس !
فإنك تقضي اليوم المسافة من مدينة إلى أخرى بأسرع وقت وبأقل تكاليف من المشقة والتعب ، ولمّا كانت هذه الوسائل الحديثة فيها مظنة الهلاك في حادث أو نحوه فإن العبد هنا يحتاج أن يتواضع في مركبه ليكون الله في معيته .
هذا جانب من جوانب السعادة في باب التواضع في المركب .
ونقرأ في السيرة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب مرة( برذوناً ) فأنكر نفسه فنزل من عليه وقال : إنما يركب هذا من لا خلاق له !! وذلك لما أحس في نفسه من التغيير ورؤية النفس !!

3 - حصول المنفعة به .( ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم ).
قال الله تعالى {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [غافر : 79] . ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون )
فإن من غايات المركب أن تحصل به المنفعة من حمل الأثقال والتنقل كما قال الله تعالى : ( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم ،والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة )
ومن أعظم المنافع التي تُحصّل بما سخره الله تعالى لعبده من المركب : استخدامه في الطاعة والمعروف :
- إغاثة ملهوف .
- المشي به في سبيل الله جهادا في طلب علم أو ضرب في الأسواق للرزق ..وهكذا..
ولذلك أثر عن بعض السلف أن من شقاء المركب أن لا يستخدم في جهاد أو طاعة!!
وتأمل عظيم فضل الله كيف أن حصول المنفعة من المركب تعطي البيت سعادة ورخاء من جهة حصول منافع أهل البيت بهذا المركب
وخصوصا في مثل زماننا الذي صار المركب فيه وسيلة من وسائل إدخال السرور والسعادة على البيت المسلم . سيما والحاجة إليه ملحّة بسبب تباعد الأوطان ، وتعدد الحاجيات واختلافها .
فبه يسافرون في أمن ورخاء ..
وبه يتنقلون من مكان لآخر في يسر وستر .
وبه يُنقذ مريضا - بإذن الله - ... وهكذا..
آما حين يكون المركب عاطلا متعطلا لا تحصل به منفعة ولا تتحقق به مصلحة فسيكون حينها مدخل تعب وضنك على أهل بيت مركبهم لا تحصل به منفعة والواقع يشهد بذلك .

اسأل الله أن يرزقنا وإياكم حياة سعيدة هنيئة في ظل طاعته ، وان يصرف عنّا وعنكم السوء والفحشاء .
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ناصح للسعادة الأسرية
مهذب أبو أحمد،اهــ.


وبهذا تمت هذه السلسلة المباركة اسأل الله أن يجعلها فى ميزان كاتبها وميزانى وأن ينفع بها العالمين آمين

ولا تنسونى من صالح دعائكم
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر


التعديل الأخير تم بواسطة أم عمر ; 12-17-2011 الساعة 05:03 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البيت, السعيد"تابعونا", ثلاثيات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:50 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.