انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-30-2017, 06:11 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي مذهب اهل السنة في الالفاظ المجملة المبتدعة هو التوقف و الاستفصال

 

الجسم من الصفات التي لم يأت الكتاب والسنة بنفيها أو إثباتها

رقم الفتوى: 53925
التصنيف: منهج السلف في الأسماء والصفات




فضيلة العلماء إكراماً وإجلالا أقدم لحضرتكم سؤالي، اهدوني إلى الصراط المستقيم إن بعض أصدقائي يقول إن إثبات الجسمانية لله تعالى كفر لأن الله تعالى ليس كمثله شيء ولا يمكن رؤيته لأن الجسم ضروري للرؤية، لهذا لا تدركه الأبصار في الدنيا ولا في الآخرة والله تعالى نور والنور أيضا لا يمكن رؤيته إلا بجسم آخر؟








الإجابــة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الذي عليه السلف ودلت عليه النصوص أن الله تعالى لم يره أحد في الدنيا يقظة،
بل ذكر العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في شرحه لكتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة أن رؤية الإنسان ربه في الدنيا
مستحيلة لنقص حياة البشر حينئذ،
ولذلك لما قال موسى عليه السلام: رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ.

جاء الجواب من رب العزة تبارك وتعالى: لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي.... {الأعراف:143}،
أما رؤية الله في الآخرة فهي واقعة -إن شاء الله- لا محالة، وقد أجمع على ذلك السلف، ودل على ذلك الكتاب والسنة،
فمن الكتاب قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:22-23}،

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: أسألك لذة النظر إلى وجهك...
وهو جزء من حديث رواه النسائي وغيره عن عطاء بن السائب عن أبيه وصححه الألباني.

ومعلوم أن حياة البشر يوم القيامة أكمل من حياتهم في الدنيا حيث لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم،
وننبه هنا إلى أمر مهم جداً ذكره الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في فتاويه حيث قال رحمه الله:
ولكن رؤيتنا لله -عز وجل- لا تقتضي الإحاطة به لأن الله تعالى يقول "ولا يحيطون به علما"
فإذا كنا لا يمكن أن نحيط بالله علماً - والإحاطة العلمية أوسع وأشمل من الإحاطة البصرية -
دل ذلك على أنه لا يمكن أن نحيط به إحاطة بصرية، ويدل لذلك قوله تعالى: لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ
وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ. فالأبصار وإن رأته لا يمكن أن تدركه، فالله عز وجل أعظم من أن يحاط به، وهذا الذي ذهب إليه السلف.
انتهى.

واعلم أن المرء إذا جاءه الحق عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فالواجب عليه أن يسمع ويطيع،
قال الله تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {النور:51}،
أما أن يخوض بعقله ورأيه في دين الله فلا يجوز بحال؛ بل قد يؤدي به ذلك إلى الكفر والضلال أعاذنا الله وإياك من ذلك،
قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {الأعراف:33}.

أما بخصوص القول المذكور في سؤالك، وهو أن الله تعالى لا يمكن رؤيته لأن الجسم ضروري للرؤية، أو لأنه نور، والنور لا يمكن رؤيته إلا بجسم آخر.
فهذا قول باطل ظاهر البطلان، وهو يستلزم نفي أسماء الله تعالى بل وصفاته وأفعاله وكل شيء ثابت له سبحانه،
لأننا إذا أردنا أن نثبت له سمعاً أو بصراً أو حياة على سبيل المثال فسيستلزم ذلك -حسب قوله- أن يكون له جسم،
وبالتالي لا بد من نفي ذلك عنه، تعالى عما يقولون علوا كبيراً، وحقيقة أمر هؤلاء
- وهم الذين ينفون ما ثبت لله تعالى بزعم أنه يستلزم إثبات الجسم له سبحانه -
أنهم يعبدون عدما -والعياذ بالله- لأنهم يعطلون الله تعالى عن كل ما هو ثابت له،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى:
فإن نفيت ما نفيت لكونك لم تجده في الشاهد إلا للجسم فانف الأسماء بل وكل شيء لأنك لا تجده في الشاهد إلا للجسم.
انتهى.

وهذا قليل من كثير مما أجاب به شيخ الإسلام عمن يقول بمثل هذه الأقوال الباطلة.
واعلم أن الجسم من الصفات أو الألفاظ التي لم يأت الكتاب والسنة بنفيها ولا إثباتها، فإن أراد به مثبته معنى صحيحاً وافقناه على ذلك المعنى الصحيح، ولم نوافقه على استعمال ذلك اللفظ وإلا فلا، والأولى الإعراض عن هذا اللفظ على كل حال،

فقد قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية: والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- في الفتاوى الكبرى: ا
لكلام في وصف الله بالجسم نفياً وإثباتاً بدعة لم يقل أحد من سلف الأمة وأئمتها: إن الله ليس بجسم كما لم يقولوا:
إن الله جسم؛ بل من أطلق أحد اللفظين استفصل عما أراد بذلك، فإن في لفظ الجسم بين الناطقين به نزاعاً كثيراً،
فإن أراد تنزيهه عن معنى يجب تنزيهه عنه مثل أن ينزهه عن مماثلة المخلوقات فهذا حق. ولا ريب أن من جعل الرب
جسماً من جنس المخلوقات فهو أعظم من المبتدعة ضلالاً؛ دع من يقول منهم: إنه لحم ودم ونحو ذلك من الضلالات المنقول عنهم.

إلى أن قال رحمه الله تعالى: وهكذا مثبت لفظ الجسم إن أراد بإثباته ماجاءت به النصوص صوبنا معناه ومنعناه
من الألفاظ المجملة، وإن أراد بلفظ الجسم ما يجب تنزيه الرب عنه من مماثلة المخلوقات رددنا ذلك عليه وبينا ضلاله وإفكه...
انتهى.
والله أعلم.







إسلام ويب
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:23 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.