مواقف ، وخواطر ، وعبر .

[عبد الملك بن عطية]

 

كنتُ خلفه ، ورأيته كأن في عقله شيء ، ثم صرتُ جنبه ، فقال لي مثل ما قال للذي سبقني : ( يعني هي حتتبلى عليك ) ؟! فانعطفت قليلا فانعطف معي ، فعبستُ ضيقا ، فقال لي : ( تعرف إن النبي كان على طول بيبتسم للناس ) ؟!
فأدرت وجهي تجاهه مندهشا ، فقلتُ : نعم ، صلى الله عليه وسلم ، وابتسمت .
ثم قال لي شيئا ، فأجبته : (معلش ، الدنيا بقت صعبة ) ..
فردني : ( لا ، الدنيا زي ما هي ، الناس اللي بقت وحشة ) !!

[عبد الملك بن عطية]

كنت في المسجد بعد العشاء ، أقص قصة كعب بن مالك – رضي الله عنه - ، حتى بلغت سجوده شكرا لله لما بُشِّرَ بتوبة الله عليه ، فقاطعني واحدٌ قائلا : وسجود لاعبي الكرة في الملعب ؟!
وكما تعلمون فإن الفتوى صنعة يعشقها كثيرون ، ولا يُشترط لها تعلم ولا إتقان ! فوقع لغط ؛ كلٌّ يحدث من بجانبه .. فلما قضوا قلتُ :
أولا : رجل نزل ورفاقه مكشوفة عوراتهم ، يشاهدهم الألوف مباشرة ، وتنتقل صورتهم إلى الملايين .. وجمع حوله الألوف في الملعب ، في صور مسوخ ، واختلاط بين الجنسين .. وضيع صلاته وصلاة الملايين معه .. وألهى الملايين عن ذكر الله .. وشغل الناس عن شؤون دينهم ودنياهم .. وأحيى النعرات العصبية الجاهلية ... الخ ، فأي نعمة يسجد شكرا لها ؟!(1)
ثانيا : بلغنا أن الصحابة تسابقوا ، وتباروا ، وتنافسوا ، في مباح اللهو ، فما سجد أحدهم شكرا لله أنه فاز !
ثالثا : سجد كعب لما نزلت عليه توبة ربه (2) ، وسجد النبي صلى الله عليه وسلم لما أوحي إليه أن من صلى عليه صلى الله عليه ، ومن سلم عليه سلم الله عليه (3) .. تأملوا سمو ما شكروا ربهم عليه ، فهل يليق بسجود الشكر أن يكون في لهو ، فضلا عن محرم ؟! (4)
فسكت الناس وما أجاب أحد ، وواصلت قصة كعب .

(1) وسجود الشكر يُشرع عن تجدد النعم .
(2) كما عند البخاري مسلم في قصة توبته .
(3) عن عبد الرحمن بن عوف قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل واستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود ثم رفـــع رأسه وقال : ( إن جبريل أتاني فبشرني ، فقال : إن الله عز وجل يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه ، فسجدت لله شكرا ) رواه أحمد .
(4) ولمعرفة حكم كرة القدم ومشاهدتها ، راجع :
http://islamqa.com/ar/ref/75644
http://islamqa.com/ar/ref/146844
http://islamqa.com/ar/ref/131652
والله أعلم .

[أبو أنس الأنصاري]

متابع..
سددكَ اللهُ ووفقك .. وزادكَ من فضلهِ.

[أم الزبير محمد الحسين]

جزاكم الله خيراً

[عبد الملك بن عطية]

تكلمت في درس البارحة عن قوله صلى الله عليه وسلم : " والصدقة برهان " (*) ، وبينت معناه : هو أن الصدقة تكون برهانا على إيمان العبد ؛ ذلك أن المال محبب إلى النفس ، وليس يمكن أن تخرج منه في سبيل الله إلا لإيمان في قلبه .
ركبتُ سيارة الأجرة ، وعند إشارة توقفنا ، فجاءت طفلة سائلة ، فأعطاها السائق شيئا ، وأنا أحدث نفسي : إيهْ أيها المؤمن ، الآن تقدم البرهان على إيمانك ! وضربت يدي في جيبي الأيسر وأخرجت ما فيه إلى يدها .
وكنتُ أضع في الأيمن المال فئة العشرين جنيه ونحوه ، وفي الأيسر المال فئة الربع جنيه ، فخطر لي : ماذا لو أني قلبتُ الوضع ، وأني أعطيتُ السائلة الآن المال الكبير ؟!
فأخرجت مال الجيب الأيمن لأتأكد ، وحين جئتُ أضعه قلت لنفسي : إيهْ أيها المنافق !

(*) عن أبي مالكٍ الحارث بن عاصم الأشعريِّ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمان ، والحَمدُ لله تَمْلأُ الميزَانَ ، وَسُبْحَانَ الله والحَمدُ لله تَملآن - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَينَ السَّماوات وَالأَرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ ، والصَّدقةُ بُرهَانٌ ، والصَّبْرُ ضِياءٌ ، والقُرْآنُ حُجةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ . كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائعٌ نَفسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُها )) رواه مسلم . 1/140 ( 223 ) .

[نور الاسلام]

بارك الله فيك يا اخى وفى انتظار المزيد

[أبو مصعب السلفي]

ماشاء الله!.. متابع بشغف أخي المبارك..

[أبو مصعب السلفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي

كنت في المسجد بعد العشاء ، أقص قصة كعب بن مالك – رضي الله عنه - ، حتى بلغت سجوده شكرا لله لما بُشِّرَ بتوبة الله عليه ، فقاطعني واحدٌ قائلا : وسجود لاعبي الكرة في الملعب ؟!

وكما تعلمون فإن الفتوى صنعة يعشقها كثيرون ، ولا يُشترط لها تعلم ولا إتقان ! فوقع لغط ؛ كلٌّ يحدث من بجانبه .. فلما قضوا قلتُ :
أولا : رجل نزل ورفاقه مكشوفة عوراتهم ، يشاهدهم الألوف مباشرة ، وتنتقل صورتهم إلى الملايين .. وجمع حوله الألوف في الملعب ، في صور مسوخ ، واختلاط بين الجنسين .. وضيع صلاته وصلاة الملايين معه .. وألهى الملايين عن ذكر الله .. وشغل الناس عن شؤون دينهم ودنياهم .. وأحيى النعرات العصبية الجاهلية ... الخ ، فأي نعمة يسجد شكرا لها ؟!(1)
ثانيا : بلغنا أن الصحابة تسابقوا ، وتباروا ، وتنافسوا ، في مباح اللهو ، فما سجد أحدهم شكرا لله أنه فاز !
ثالثا : سجد كعب لما نزلت عليه توبة ربه (2) ، وسجد النبي صلى الله عليه وسلم لما أوحي إليه أن من صلى عليه صلى الله عليه ، ومن سلم عليه سلم الله عليه (3) .. تأملوا سمو ما شكروا ربهم عليه ، فهل يليق بسجود الشكر أن يكون في لهو ، فضلا عن محرم ؟! (4)
فسكت الناس وما أجاب أحد ، وواصلت قصة كعب .

للفائدة حول سجود شكر اللاعبين -هداهم الله-:
[rainbow]
ملخص: حكم سجود اللاعبين للشكر عند فوزهم أو عند تسجيلهم للأهداف
[/rainbow]

[أم حُذيفة السلفية]

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

[عبد الملك بن عطية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب السلفي

للفائدة حول سجود شكر اللاعبين -هداهم الله-:
[rainbow]
ملخص: حكم سجود اللاعبين للشكر عند فوزهم أو عند تسجيلهم للأهداف
[/rainbow]

قبل القراءة ، أدعو الله أن يجزيك خيرًا ، فكنتُ سمعتُ عن هذه الأوراق للشيخ " العصيمي " قبل أن تُنشر ، ثم لم أوفق إليها .