القرآن والإعجاز

[عاشق اللغة العربية]

 

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إخوانى الأعزاء أردت اليوم أن ألتقى بكم لنتدارس سويًّا ونعيش فى رحاب آيات سورة (الشمس)

ففى هذه الآيات الكريمة الكثير من الإعجاز العلمى واللغوى،فإذا تأملنا هذه الآيات نجد أن الله قد

بدأها بالقسم ،فأقسم بالشمس وشروقها وبنورها الهادىء ،ثم بما بعدها وهو الضحى بعد شروقها

ليملأ الكون بنورها الذهبى ،ثم يقسم بالقمر الذى يليها، ثم بالنهار الذى يأتى بعد القمر ليجليها

ويجعلها واضحة فيه يراها كل الخلق وتنير الكون،ثم يأتى الليل فيغطيها ويحجب ضوءها عن الكون

فتظلم الآفاق ويهدأ الناس فى سكونهم ،ثم يقسم بالسماء وبنائها وبمن بناها وخلقها وهو الله الخالق

ثم ينزل إلى الأرض ومن خلقها وهيأها ومنحها أسباب الحياة كى يحيا عليها الخلق هانئين بحياتهم

فحينما ننظر إلى هذه الآيات الكريمة نجد أن الله أقسم فى الآية الأولى بالشمس وضيائها وفى الثانية

أقسم بالقمر الذى يتبعها بنوره ثم أقسم بالنهار (الذى تكون فيه الشمس ) الذى يوضح الشمس لمن

يراها وتبعهاالليل(الذى يكون فيه القمر ) ليغطى الشمس بضيائها حتى يظهر القمر ؛لأن القمر بنوره المتواضع

لا يظهر فى وجود الشمس بنورها الساطع ثم اقسم بالسماء وبنائها - فالبناء يوحى بالعلو ، فالذى بناها إنما هو

الله القادر، وبعد القسم بالسماء اقسم بالأرض التى بسطها وجعلها ممهدة كى نستطيع العيش عليها .

- والمتأمل لهذه الآيات يجد أن الله استخدم اسلوب التضاد بترتيب رائع ومعجز فنجده يتكلم عن الشمس ويليها

القمر ثم يعود ويتكلم عن النهار الذى تتضح فيه الشمس لمن يراها ثم يتبعها بالليل الذى يغطيها فلا يراها أحد ثم

ينتقل إلى السماء التى تظهر فيها الشمس عالية ويتبعها بالأرض التى انسلخ منها القمر، فالقمر تابع للأرض .

-كل هذه المتضادات أظهرت المعنى فى نسق ممتع لمن أراد أن يتذوق اللغة العربية ويشعر بجمالها .

-فالحمد لله الذى وهبنا الشمس والقمر ، والنهار والليل ، والضوء والظلام ؛ كى نستمتع بهذه الحياه ونشعر بلذة

شكر الله المنعم على هذه النعم