انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-27-2010, 03:30 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




New غزوة بني المصطلق

 

بســم الله الـرحمــن الرحيــم


السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،



لماأصاب المسلمين ما أصابهم في غزوة أحد، تجرأت عليهم قبائل العرب المحيطةبالمدينة،
وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن ضرارالمصطلقي أخذ يجمع الجموع لحرب المسلمين،
ويؤلب عليهم القبائل المجاورة،وقد سبق أن أعان الحارث وقبيلته قريشا على النبي صلى الله عليه وسلم فيغزوة أحد، فلما تأكد للنبي صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعونلقتاله، جهز جيشه وخرج في شعبان من السنة الخامسة للهجرة وقيل السادسة،وأغار عليهم وهم غارون، وأنعامهم تستقى على الماء،
فقتل مقاتلتهم، وسبىذراريهم، وكان في السبي من نساء المشركين: برة بنت الحارث سيد القوم، وقدأخذ من قومها مئتا أهل بيت أسرى، وزعت على المسلمين،
وهنا يظهر حسن سياسةالنبي صلى الله عليه وسلم وعظم كرمه، فإن هذه القبيلة من أعز قبائل العربفأسر نسائهم بهذه الحال يصعب جداً على نفوسهم،
فأراد النبي صلى الله عليهوسلم أن يجعل المسلمين يمنون على النساء بالحرية من تلقاء أنفسهم، فتزوجبرة بنت الحارث وسماها جويرية، وجعل عتقها صداقها، فقال المسلمون:
أصهاررسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أسرهم في أيدينا: فمنوا عليهمبالعتق، فكانت جويرية أيمن امرأة على قومها، تقول عائشة رضي الله عنها،
فما كانت امرأة أعظم بركة منها! وكان لزواج رسول الله صلى الله عليه وسلممن جويرية وإطلاق السبي أثر بالغ في تأليف قلوبهم ، فبدؤوا عهداً جديداًمن المشاركة في الجهاد ذودا عن الإسلام، ومن الطاعة لله، والإنقيادلأحكامه،
وتسبب هذا الكرم العظيم، وهذه المعاملة الجليلة أن أسلم بنوالمصطلق عن بكرة أبيهم.
وكان يمكن لهذه الغزوة أن تنتهى بهذا النصرالميسر ويعود المسلمون دون كبير تعب لولا ما وقع فيها من الأحداث الخطيرةالتي سببها خروج المنافقين مع المسلمين على غير عادتهم، وإنما خرجوا هذهالمرة لثقتهم بانتصار المسلمين فرغبوا أن يصيبوا من عرض الدنيا،والمنافقون شؤم كما وصفهم الله تعالى:
{لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّازَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُالْفِتْنَة}[التوبة:47]،
فكان من الفتن التي وقعت واستغلها المنافقونلإثارة الشقاق بين المسلمين ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله وهو منشهد هذه الغزوة، قال:
" كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ـ يعنى ضربدبره برجله أو بيده ـ فقال الأنصارى:
يا للأنصار، وقال المهاجري: ياللمهاجرين: فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوىالجاهلية ؟
وأنا بين أظهركم ؟ قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرينرجلا من الأنصار! فقال: (دعوها فإنها منتنة) !
فسمع ذلك عبد الله بن أبيفقال: فعلوها! يعنى المهاجرين: أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنالأعز منها الأذل! فسمع ذلك غلام من الأنصار فبلغ النبي صلى الله عليهوسلم فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلىالله عليه وسلم:
(دعه! لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه) "،
فهذاالذي وقع بين الرجلين من الخلاف وأدى إلى قولهما: يا للأنصار وياللمهاجرين سماه النبي صلى الله عليه وسلم دعوى الجاهلية، رغم شرف اسمالمهاجرين والأنصار،
وإقرار الله تعالى لهذه التسميه وثنائه عليها بقوله:
)وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِوَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُعَنْهُمْ}[التوبة:100]،
إلا أن استغلال الرجلين لهذه التسميات الشريفةبحيث تستعمل استعمالاً خاطئاً يفرق بين المسلمين ويحيى عصبياتهم الجاهليةالتي قضى عليها الإسلام، هو الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكر عليهمذلك ويقول: (دعوها فإنها منتنة):
أى قبيحة أو خبيثة، وسماها دعوةالجاهلية، ولا شك أنه يلتحق بهذا كل دعوة إلى العصبية لغير منهج الإسلامكالتعصب للأحزاب أو الفرق أو الجماعات والموالاة والمعاداة فيها وفيأشخاصها على حساب المنهج الذي يجتمع عليه المسلمون وألا يتفرقوا،
فكيف إذاأصبح المسلمون يتعصبون إلى أسماء غير شريفة ومعان تافهة غير محمودة كمنيتعصبون إلى الأجناس والأعراق والقوميات،
أو يتعصبون لمناهج الغرب التيصاغها من لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة،وكل حمية لغير الله ودينه ورسولهداخلة في دعوى الجاهلية ومن ذلك الحمية لمجرد اللهو واللعب،
والموالاةأوالمعاداة على الألعاب المختلفة كالكرة وغيرها بحيث تخرج من حد اللعب إلىحد الجد، لتصبح من الحمية الجاهلية التي هي من سمات الكافرين كما قالتعالى:
{إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَحَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ}[الفتح:26]، وقد استغل رأس النفاق عبد الله بنأبي بن سلول هذه المخالفة التي وقعت من الرجلين،
وأراد أن يوقع الفتنة بينالأنصار ـ أهل المدينة ـ وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرين منخارج المدينة، فقال كلمته الشنعاء
( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزمنها الأذل ) ،
فجعلها الله عليه عاراً وشنارا حيث أنزل الله سورةالمنافقين تفضح أفعالهم وتكشف نواياهم، وترد الأمور إلى نصابها فتجعلالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والذل والصغار للمنافقين،
ولا أذل لعبد اللهبن أبي من قول ابنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله بلغني أنكتريد قتل أبي،
فإن كنت تريد قتله فمرني بقتله، فوالله إن أمرتني بقتلهلأقتلنه، وكان باراً بأبيه، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له برأباك ولا يرى منك إلا خيراً، فلما رجع المسلمون إلى المدينة وقف له ولدهعلى الطريق وقال له:
والله لا تدخل المدينة حتى يأذن لك رسول الله صلىالله عليه وسلم بالدخول، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخوله، فتبينبذلك من العزيز ومن الذليل،
وإنما تحمل النبي صلى الله عليه وسلم دسائسهذا المنافق وصبر على غدارته دفعاً ومنعاً للمفسدة الأكبر،
أن يتحدث الناسـ وفيهم من ليس من أهل الإسلام ممن لم يطلع على حقيقة النفاق والمنافقين ـأن يتحدثوا أن محمداً يقتل أصحابه.
لقد أراد النبي صلى الله عليه وسلمأن يؤصل للمسلمين قاعدة هامة جداً، ما أحوج الدعاة التي تفهمها، والتأدببأدبها،
فكثيراً ما تتعارض المصالح في الموقف الواحد،
فواجب الداعية أنيكون حكيماً ذا بصيرة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيحرص علىتحقيق أعلى المصلحتين الشرعيتين ولو بتفويت إحداهما إذا تعذر الجمعبينهما،
كما يحرص على دفع أقوى المفسدتين الشرعيتين ولو بارتكاب أدناهمالدفع المفسدة الأكبر، وذلك إذا عجز عن دفعهما معاً، إن هذا مقتضى حكمةالنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته.
وخلاصة درسه الذي نتعلمه من صنيعه مع المنافقين أن نقول :
لقداستحق ابن أبيٍّ القتل بسبب نفاقه وكيده للإسلام،
وقتلُهُ مصلحة عظيمةوردع لأمثاله،
لكن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن هذه المصلحة تفوتمصلحة أخرى أعظم منها وهي الحاجة إلى أن يظهر المسلمون كالجسد الواحد،مجتمعين حول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتفقين على منهج الإسلام، فلوقتل ابنَ أبيٍّ لتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ولكان في هذا صرف للناسعن الإسلام وصد لهم عن سبيله،
ولظهر المسلمون بصورة منفرة لتنازعهموشقاقهم وخلافاتهم، بينما لو تحمل النبي صلى الله عليه وسلم مرارة أفعالالمنافقين كابن أبي وأمثاله، وصبر على مكايدهم،
ورأى الناس علو أمرالإسلام لدخلوا في دين الله أفواجا، وهذا هو المقصد الصحيح للدعاة، ولنيضر المنافقون إلا أنفسهم، ومثل هذا الدرس يكرره لنا النبي صلى الله عليهوسلم مرة أخرى حين يقول لعائشة:
(لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمتالكعبة ولبنيتها على قواعد إبراهيم )
أي أنه كان يجب أن يعيد بناء الكعبةعلى قواعد إبراهيم وهذه مصلحة،
لكن تحصيلها سيؤدى إلى مفسدة أكبر حين لا
يحسن حدثاء العهد بالإسلام فهم هذا الموقف على حقيقته ولا يتحملون رؤيةالكعبة وهي تهدم وتسؤ بهم الظنون.
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المصطلق, بوح, غزوة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:07 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.