انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-22-2010, 10:16 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon36 افعلها ............ والثمن الجنه

 

الحمد لله الذي وعد من أطاعه جنات عدن تجري من تحتها الأنهار فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، خير من صلى وصام وعبد الله حتى أتاه اليقين
اخوانى واخواتى ان
الصلاة
للصلاة في الإسلام منزلة لا تعدلها منزلة أي عبادة أخرى فهي عماد الدين الذي لا يقوم إلا به، قال [r «رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»([1]).
وهي فريضة دائمة مطلقة، لا تسقط حتى في حال الخوف، قال تعالى: }حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ{ [سورة البقرة، الآيتان: 238، 239].

([1]) أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.

وهي آخر ما يفقد من الدين، فإن ضاعت ضاع الدين كله، قال [r «لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضًا الحكم وآخرهن الصلاة»([1]

([1]) أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وصححه والألباني.
وقد توعد الله تارك الصلاة بقوله: }فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ{ [الماعون: 4، 5]، والسهو هو تركها حتى يخرج وقتها.
وحذر جل وعلا من إضاعة الصلاة وتوعد مضيعها بالعذاب الشديد فقال تعالى: }فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا{ [مريم: 59]، والغي: واد في جهنم خبيث الطعم بعيد القعر جعله الله لمن أضاع الصلاة واتبع الشهوات.


ولقد اهتم المسلمون بهذه الصلوات أيما اهتمام وحافظوا عليها أشد المحافظة وكان قدوتهم في ذلك رسول الله [r[/ كما ذكرت ذلك عائشة -رضي الله عنها-: “كان رسول الله r يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه».



صور من اهتمام السلف بالصلاة


وسار السلف الصالح من هذه الأمة على هذا المنهج النبوي الشريف، فهذا سعيد بن المسيب من شدة حرصه على الصلاة حافظ على دخول المسجد قبل الأذان لمدة تزيد عن أربعين سنة، قال برد مولى سعيد بن المسيب: ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد([1]).
وقال ربيعة بن يزيد: ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضًا أو مسافرًا([2]) .
وأرشد [COLOR=window****]r للمحافظة على هذا الخير العظيم فقال: «اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»([3]).]
* شهد أهل الخير لأهل الخير فقد قال يحيى بن معين عن يحيى بن سعيد: إنه لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة([4]).
أولئك قوم قلوبهم معلقة بالمساجد وقد جاءتهم البشائر في قوله r: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله» وذكر

([1]) طبقات الحنابلة 1/141، حلية الأولياء 2/163، صفة الصفوة 2/80.

([2]) السير 5/240.

([3]) أخرجه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه الألباني.

([4]) السير 9/181، تذكرة الحفاظ 1/229، الزهد 530.
منهم: «رجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه»([1]).
وقد حث سفيان بن عيينة على السير إلى الصلاة حتى قبل النداء فقال: لا تكن مثل عبد السوء لا يأتي حتى يدعى ائت الصلاة قبل النداء([2]).
وذلك استجابة لقوله [r]: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط فذلكم الرباط» [رواه مسلم].
الحنين إلى الصلاة:
ضرب سلفنا الصالح أروع الأمثلة وأصدق الاستجابة حتى في حالات المرض الشديد، فعندما سمع عامر بن عبد الله، المؤذن وهو يجود بنفسه ومنزله قريب من المسجد قال: خذوا بيدي، فقيل له: إنك عليل، فقال: أسمع داعي الله فلا أجيبه، فأخذوا بيده، فدخل في صلاة المغرب فركع مع الإمام ركعة ثم مات([3]).

وهذا فاروق هذه الأمة -رضي الله عنه- ينتبه بعدما ذكر بالصلاة وهو في حالة الإغماء الشديد،
فقد ذكر المسور بن مخرمة

([1]) متفق عليه.

([2]) التبصرة 1/137

([3]) صفة الصفوة 2/131، السير 5/220.



[t[ أن عمر بن الخطاب لما طعن جعل يغمى عليه فقيل: إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة، فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين، قد صليت فانتبه فقال: الصلاة ها الله، فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى وإن جرحه ليثعب دمًا([1]).
رضي الله عنه وأرضاه، لقد علم الصحابة شدة اهتمامه وحرصه على الصلاة -فعلموا أنه إن ذكرت الصلاة على مسمعه وبه حياة- فإنه سيفيق من الإغماءة التي كان فيها وقد كان ذلك، فلما ذكروا له الصلاة أفاق.
أما في زماننا فلا يحلو للبعض النوم إلا وقت الصلاة، والبعض يسمع صوت المنبه للصلاة ولكن لا يستيقظ، وآخرون يوقظون للصلاة ولا يستجيبون -وكأنهم إلى الموت أقرب منهم للحياة- ولكن لو سمعوا بأن لصًا في الدار أو صافرة الإنذار انطلقت، لرأيت سرعة الانتباه وقوة الوثبة.

([1]) تاريخ عمر 243، الزهد للإمام أحمد 182.



منقول من كتاب سلسة اين نحن من هولاء (والثمن الجنة)
للشيخ عبد الملك القاسم

يتبع ان شاء الله






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-23-2010, 02:20 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تابع لما سبق
صور من حال السلف مع الصلاة
أن عمر بن الخطاب لما طعن جعل يغمى عليه فقيل: إنكم لن تفزعوه بشيء مثل الصلاة إن كانت به حياة، فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين، قد صليت فانتبه فقال: الصلاة ها الله، فلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى وإن جرحه ليثعب دمًا([1]).
رضي الله عنه وأرضاه، لقد علم الصحابة شدة اهتمامه وحرصه على الصلاة -فعلموا أنه إن ذكرت الصلاة على مسمعه وبه حياة- فإنه سيفيق من الإغماءة التي كان فيها وقد كان ذلك، فلما ذكروا له الصلاة أفاق.
أما في زماننا فلا يحلو للبعض النوم إلا وقت الصلاة، والبعض يسمع صوت المنبه للصلاة ولكن لا يستيقظ، وآخرون يوقظون للصلاة ولا يستجيبون -وكأنهم إلى الموت أقرب منهم للحياة- ولكن لو سمعوا بأن لصًا في الدار أو صافرة الإنذار انطلقت، لرأيت سرعة الانتباه وقوة الوثبة.
لا تعرضن لذكرنا في ذكرهم
ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد([2])



أخي المسلم
سطر الربيع بن خثيم موقفًا عظيمًا في حياته فها هو بعدما سقط شقه يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحابه يقولون: يا أبا يزيد لقد رخص لك، لو صليت في بيتك فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي: حي على الفلاح، فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فليجبه ولو زحفًا ولو حبوًا([3]).
لقد كان هناك دافع يدفعهم ويستحثهم لتحمل المشاق في سبيل إقامة الصلاة طاعة لله عز وجل، وامتثالاً لأوامره، ورغبة فيما عنده.
فهذا عدي بن حاتم يقول: ما جاء وقت الصلاة إلا وأنا إليها بالأشواق، وما دخل وقت صلاة قط إلا وأنا لها مستعد([4]).
لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية، والهمم العالية، فأسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية، وأسمع الله من كان حيًا فهزه النداء إلى منازل الأبرار وحدا به في طريق سيره فما حطت به رحاله إلا بدار القرار([5])

([1]) تاريخ عمر 243، الزهد للإمام أحمد 182.

([2]) صفة الصفوة 4/266.

([3]) حلية الأولياء 2/113.

([4]) الزهد للإمام أحمد 249.

([5]) رهبان الليل 39.

فهو كما ذكر أبو بكر بن عبد الله المزني: من مثلك يا ابن آدم؟ خلي بينك وبين

الماء والمحراب، متى شئت تطهرت ودخلت على ربك -عز وجل- ليس بينك وبينه ترجمان ولا حاجب([1]).
فهذه ولله الحمد من نعمه علينا نقصده متى شئنا فترفع بالصلاة الدرجات وتحط الخطيئات، فسبحانه ما أكرمه وجل جلاله ما أعظمه.
ولا شك أنه يتأسف على فوات هذه النعم وضياع الأوقات بدون فائدة ورأس مال المسلم عمره.. أفلا يتأسف على ضياعه؟ قال أبو رجاء العطاردي: ما أنفس عليَّ شيء أخلفه بعدي إلا أني كنت أعفر وجهي في كل يوم وليلة خمس مرات لربي عز وجل([2]).
أخي المسلم:

لقد أعطوا الصلاة حقها وأنزلوها منزلتها، ولذلك كانت عندهم المقياس الأول، كما أكد ذلك عمر بن الخطاب بقوله: إذا رأيت الرجل يضيع من الصلاة فهو والله لغيرها أشد تضييعًا([3]).
وسار على هذا المنهج أبو العالية فقال: كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام، فأول ما أتفقد من أمره صلاته، فإن وجدته يقيمها ويتمها أقمت وسمعت منه، وإن وجدته يضيعها رجعت ولم أسمع منه وقلت: هو لغير الصلاة أضيع.

([1]) البداية والنهاية 9/256.

([2]) حلية الأولياء 2/306.

([3]) تاريخ عمر 204.
وامتدادًا لهذا التواصل الخير امتد هذا الحرص ليصل إلى أطفالهم امتثالاً لقوله، r
: «مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع»([1]).
فكان زيد الأيامي يقول للصبيان: تعالوا فصلوا أهب لكم الجوز، فكانوا يجيئون ويصلون ثم يحوطون حوله، فقيل له: ما تصنع بهذا؟ قال: وما علي، أشتري لهم جوزًا بخمسة دراهم ويتعودون على الصلاة([2]).
والكثير الآن اهتم بتربية أبنائه تربية دنيوية بحتة، فحرص على المأكل والمشرب وتوفير وسائل الترفيه واللهو ولكنه ترك المهمة الأولى والمسئولية الكبرى للآباء ألا وهي تربية أبنائهم التربية الإسلامية الصحيحة وتعويدهم على الصلاة وتفقدهم حال غيابهم عنها والله -سبحانه وتعالى- يقول: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ{ [التحريم: 6].
الصلاة مع الجماعة:
أوجب الله -سبحانه وتعالى- أداء الصلاة المفروضة مع الجماعة فقال تعالى: }وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ{ [البقرة: 43]، وداوم عليها r، وأصحابه مداومة شديدة حتى كأنها جزء من الصلاة، ولم يتركها r في السلم ولا في الحرب ولا في مرضه الذي

([1]) أخرجه أبو داود وأحمد والحاكم وحسنه الألباني.

([2]) حلية الأولياء 5/31.

مات فيه.
وفي مساجدنا اليوم اختفى هذا الأمر ولم يحرص الجميع على أدائها مع الجماعة، فإننا نرى حضور المصلين لصلاة الجمعة وامتلاء المساجد بهم، ثم لا نراهم في الصلوات الخمس، أيحسبون أنهم لا يحاسبون على هذا التقصير والتهاون؟ أم بأي عذر سقطت عنهم صلاة الجماعة حتى يتخلفوا عنها لا سيما وهم يسمعون ذلك النداء الذي يرتفع على المسامع خمس مرات كل يوم؟
أخي الحبيب:
لكم نحمد الله على ذلك، فكم من مسلم في بلاد الكفار يحرم من سماع هذا النداء، وكم من ميت لم يعد يجيب نداء التوحيد، وكم من مريض يحن إلى تلبية الدعوة ويحول بينه وبينها المرض، فإن لنداء التوحيد رنة في الأذن وفرحة في القلب، كيف لا، وهي دعوة من الله جل وعلا للسير في ركب الصالحين الراكعين الساجدين.
ولهذا كان أبو عمران الجزني إذا سمع الأذان تغير لونه وفاضت عيناه.
وقبله كان سيد المرسلين كما قالت عائشة رضي الله عنها «كان رسول الله r يحدثنا ونحدثه فإذا حضرت الصلاة فكأنه لم يعرفنا ولم نعرفه» صلوات ربي وسلامه عليه.
وكان علي بن الحسين -رحمه الله- إذا توضأ يصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: تدرون

بين يدي من أريد أن أقوم؟!([1]).

([1]) صفة الصفوة 2/93.

يتبع ان شاء الله

منقول من كتاب سلسة اين نحن من هؤلاء

لعبد الملك القاسم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-25-2010, 11:44 AM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

تابع لما سبق

صور من حياه السلف وحالهم مع الصلاة
وحين استيقظ سليمان بن الأعمش من النوم لحاجة فلم يصب ماء، وضع يده على الجدار فتيمم، ثم نام، فقيل له في ذلك، قال: أخاف أن أموت على غير وضوء([1]).
وذلك امتثالاً لقول الرسولr]: «واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن»([2]).
ليس الطريق سوى طريق محمد




فهي الصراط المستقيم لمن سلك
من يمشي في طرقاته فقد اهتدى
سبل الرشاد ومن يزغ عنها هلك([3])

توضأ منصور بن زاذان يومًا فلما فرغ دمعت عيناه ثم جعل يبكي حتى ارتفع صوته فقيل له: رحمك الله ما شأنك؟ فقال: وأي شيء أعظم من شأني؟ أريد أن أقوم بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم، فلعله أن يعرض عني([4]).
وما ذاك إلا لصلاح قلوبهم وصفاء سرائرهم، فعندما قيل ليزيد بن عبد الله: ألا نسقف مسجدنا؟ قال: أصلحوا قلوبكم يكفكم مسجدكم([5]).
فإن من صلح قلبه وأخلص نيته لم ينظر إلى سقف ولا إلى نقش بل اهتم بصلاته وتأديتها على الوجه الأكمل رجاء قبولها.
وهذا عدي بن حاتم -رضي الله عنه- يقول: ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء([6]).
وتلبية النداء في حياتهم تتم بصورة عملية لا تراخي فيها ولا تكاسل، فهو نداء يعني لهم التوجه إلى المسجد وترك ما في أيديهم من أعمال الدنيا.
لنر إبراهيم بن ميمون المروزي ومهنته الصياغة وطرق الذهب والفضة، كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء لم يردها.
إنهم رجال تفرغوا لتلبية هذا النداء طاعة لرب العالمين وامتثالاً لأمر سيد المرسلين، تركوا الدنيا جانبًا وقاموا عن أعمالهم سراعًا متجهين إلى الله -جل وعلا-.
أخي المسلم:
صلاة المرء في أخراه ذخر

وأول ما يحاسب بالصلاة


فإن يمت فطوبى ثم طوبى


له الفوز فيها بالصلاة
وإلا النار مثواه وتبًا

له تبًا بعد الممات



وكانوا من شدة الحرص على الصلاة وعلى الطاعات نراهم يتسابقون إلى المساجد حال النداء فهو كما قال الشاعر:
تراه يمشي في الناس خائفاً وجلاً

إلى المساجد هونًا بين أطمار



وحالنا اليوم خلاف ذلك، ونرى البون الشاسع و الفارق الكبير بين عباد الأمس ورجال اليوم، فهناك الكثير اليوم ممن لم يدخل المسجد قبل الأذان أو معه بل إن البعض قد يموت وهو لم يدخل المسجد بل يدخل به للصلاة عليه.
وهذا الاهتمام بأمر الصلاة الذي نراه في واقع حياتهم من حضورهم إلى المساجد مبكرين ومحافظتهم على الصف الأول نراه استجابة لقوله [r]: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لا يجدوا إلى أن يستهموا عليه لاستهموا عليه»([7]).
وحافظ على هذا الخير الكثير من سلف الأمة فكان بشر بن الحسن يقال له (الصفي) لأنه كان يلزم الصف الأول في مسجد البصرة خمسين سنة.
وانقلبت الأمور وتغيرت المفاهيم وندر من يحافظ على هذا الواجب العظيم والخير العميم.
أما عن الحرص على حضور التكبيرة الأولى مع الإمام التي لا يدركها الكثير من الناس اليوم فحدث ولا حرج.
قال سعيد بن المسيب: ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين سنة وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة([8]).
}وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ{.
هو مطلب يستحق المنافسة، وهو أفق يستحق السباق، وهو غاية تستحق الغلاب.
والذين يتنافسون على شيء من أشياء الأرض مهما كبر وجل وارتفع وعظم، إنما يتنافسون في حقير قليل فانٍ قريب الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولكن الآخرة ثقيلة في ميزانه فهي إذن حقيقة تستحق المنافسة فيها والمسابقة([9]).
بقى سليمان بن مهران سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى([10]) رحمنا الله برحمته، فالبعض قد لا يدرك التكبيرة الأولى في السنة كاملة إلا مرة أو مرتين.. وانظر إلى الصفوف بعد انتهاء الإمام من الصلاة ترى أن من أدرك الصلاة كاملة هم القلة القليلة.



([1]) حلية الأولياء 5/49.

([2]) أخرجه أحمد والبيهقي والحاكم وصححه الألباني.

([3]) ذيل تذكرة الحفاظ 175.

([4]) صفة الصفوة 2/12.

([5]) حلية الأولياء 2/312.

([6]) السير 3/160.

([7]) متفق عليه.

أين نحن من هؤلاء؟
هذا أسيد بن جعفر يقول: ما رأيت عمي بشر بن منصور فاتته التكبيرة الأولى، ولا رأيته قام في مسجدنا سائل قط إلا أعطاه([1]).
وقال وكيع بن الجراح: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى([2]).
بل إن بعضهم -رحمه الله - لم تفته التكبيرة الأولى مع الإمام إلا في يوم واحد منذ أربعين سنة ولعذر.
فقد قال ابن سماعة: مكثت أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي([3]).
وإذا كان هذا ما عرفناه من اهتمامهم بالصلاة وبتكبيرة الإحرام خصوصًا، فلا غرابة إذا قال إبراهيم النخعي: إذا رأيت الرجل يتهاون بالتكبيرة الأولى فاغسل يديك منه([4]).
وهذا إبراهيم التيمي يؤكد هذا الاهتمام وأنه عنوان صاحبه بقوله: إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يديك منه([5]).
وقد أدرك السلف -رحمهم الله- ذلك فاهتموا بالتبكير إلى الصلاة فقال سفيان بن عيينة: إن من توقير الصلاة أن تأتي قبل الإقامة([6]).
* هذا هو شدة حرصهم واهتمامهم ما بالك إذا فاتتهم الصلاة في الجماعة مع شدة عنايتهم بها واستعدادهم لها.
قال قاضي الشام سليمان بن حمزة المقدسي: لم أصل الفريضة منفردًا إلا مرتين وكأني لم أصلهما قط، مع أنه قارب التسعين([7]).
وكانوا يتألمون لفوات هذا الخير العظيم والأجر الجزيل.
قال محمد بن المبارك الصوري: كان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى([8]).
ولم تكن صلاة الجماعة تعدل عندهم شيئًا من أمور الدنيا التي أصبحنا نلهث وراءها وربما نؤخر الصلاة من أجلها، فقد أتى ميمون بن مهران المسجد فقيل له: إن الناس قد انصرفوا فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، لفضل هذه الصلاة أحب إلي من ولاية العراق([9]).
والبعض منا يفوت صلاة الجماعة لأمر بسيط وشغل قليل من

([1]) صفة الصفوة 3/376.

([2]) تذكرة الحفاظ 1/154. والسير 6/228. وصفة الصفوة 3/117.

([3]) السير 10/646

([4]) السير 5/65 وصفة الصفوة 3/88.

([5]) السير 5/62.

([6]) صفة الصفوة 2/235.

([7]) حدثني أحد المشايخ الفضلاء: إنهلم تفته صلاة الجماعة إلا مرة واحدة عندما كان عمره تسع سنوات وأضاف كأني لم أصلها مطلقًا.

([8]) تذكرة الحفاظ 1/219.

([9]) مكاشفة القلوب 364.



([8]) وفيات الأعيان 2/375. وحلية الأولياء 2/163.

([9]) في ظلال القرآن 2/3860.

([10]) تذكرة الحفاظ 1/154.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
............, الجنه, افعلها, والثمن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:11 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.