هل يجوز تعليم و تحفيظ القرآن لاخت مسلمه ولكنها غير عربية؟

[أبو سيف]

 

السؤال

أخت لها صديقة أسلمت مؤخراً وهى غير عربية, وتريد تحفيظها القرءان ولكنها لا تجيد تجويد القرءان
فهل يجوز لها تعليم هذه الأخت القرءان..؟!

الإجابة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
ففي صحيح البخاري من حديث عثمان ابن عفان _رضي الله عنه_ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
قال الحافظ ابن حجر _رحمه الله_ : ( ولا شك أن الجامع بين تعلم القرآن وتعليمه مكمل لنفسه ولغيره ، جامع بين النفع القاصر والنفع المتعدي ، ولهذا كان أفضل ، وهو من جملة من عنى سبحانه وتعالى بقوله : " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين " ، والدعاء إلى الله يقع بأمور شتى ، من جملتها تعليم القرآن ، وهو أشرف الجميع ، وعكسه الكافر المانع لغيره من الإسلام كما قال تعالى : " فمن أظلم ممن كذب بآيات الله وصدف عنها " ) انتهى ،
وعليه فتعلم القرآن وتعليمه للغير من أحب الأعمال إلى الكريم الوهاب ، فإذا كان المتعلم من حديثي العهد بالإسلام تأكد هذا الاستحباب ، لما في ذلك من تأليف لقلبه ، واهتمام لشأنه ، وتقدير لشغفه ،
فإذا كانت هذه المعلمة من غير المجودين لكتاب ربها ، فلا يجوز لها أن تعلم غيرها إلا إذا لم تجد مجودات في بلدها ؛
ذلك لأن التجويد العملي للقرآن واجب على الأعيان ، وذلك على قدر الاستطاعة والإمكان ،
قال أبو الخير ابن الجزري إمام هذا الشان :
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرآن آثم
لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا
وهو أيضا حلية التلاوة وزينة الاداء والقراءة
وحل هذا الإشكال ، في الذهاب بالأخت المسلمة _ثبتنا الله وإياها _ إلى الأخوات المجودات المجازات ، وما أكثرهن والحمد لله ، فإن لم تجد فاقترح أن يعرض هذا الأمر في منتدى الأخوات ، لعلها تجد الدليل إلى أخت مجودة تعلمها كتاب ربنا الجليل ، والله أسأل أن يوفقنا وإياكم وإياها إلى ما يحب ويرضى سبحانه .