كلمة حول أحداث تونس ( الشيخ عبدالله العبيلان )

[أم عائشة]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفريغ لإجابة سؤال طرح الشيخ عبدالله بن صالح العبيلان حفظه الله في الأحداث التي جرت في تونس في اليوم الثالث عشرمن شهر صفر لعام 1432هـ موجهة لشعب تونس بصفة خاصة وللمسلمين بصفة عامة
نص إجابة الشيخ العبيلان حفظه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك نبينا محمد و آله وصحبه أجمعين
الإصلاح عند الخلق له طرق ، فالهنود عندهم طرق للإصلاح وكذاعند الصينيين وعند الأوربيين و الإصلاح يراد به يعني إصلاح أمور المعاش وأمور الدنيا ، والإصلاح في الإسلام له طريقة جاءت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم , ولذلك الله عز وجل أنزل النبي صلى الله عليه وسلم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) أنزل عليه الآية الكريمة وبيت المقدس كان في أيدي النصارى و يدلك أن حصول الخير للمسلمين من الأمن والأمان مفهومه في الإسلام وفي الفتوحات للبلاد الأخرى مفهومه في الإسلام غير مفهوم الحركات التحررية التي جرت مثلاً في آسيا في فيتنام وفي رومانيا لما أسقطوا رئيسهم (شاوسسكو ) .الإسلام يرى أن الأصل هو إصلاح الدين وكماله في حياة العباد فإذا كمل الدين في حياة العباد وأقاموا ما
أمرهم الله عزوجل به فإنه يترتب ذلك حينئذ المصالح ولذا قال الله تبارك وتعالى (وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ . مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) وقال (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم ْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) وقال (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) وأشار القران الكريم في قصة بني إسرائيل إلى الأمر في قول الله تبارك وتعالى (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) بماصبروا ماذا صبروا ؟ هل معنى أنهم صبروا صبر البهائم ؟ لا إنما صبروا قيامهم بأمر الله وعبوديتهم لله ، المقصود يعني أني أقول ماأشبه الليلة بالبارحة , قبل يعني عشرين عاماً تقريباً أو نحوها حدثت أحداث في الجزائر وتحمس فيها بعض الإخوان وأيدوا ماتفعله جبهة الإنقاذ وترتب في الحقيقة أمور يعني أمور عظيمة الإسلام والمسلمين حتى قيل إنه قتل أكثر من مئة ألف وكان مشايخنا ينكرون ,الشيخ عبدالعزيز ابن باز الله يغفر له والشيخ محمد العثيمين والشيخ ناصر الدين الألباني حتى إنهم لما قالوا للشيخ الألباني: إن جبهة الإنقاذ يقولون إن عددهم ستة ملايين. قال : فقاعات صابون , ستعلم إذا انجلى عنك الغبار أفرس تحتك أم حمار .
والذي يجري في تونس اليوم هو شبيه بما جرى في الجزائر والعجيب أن الشرارة التي أوقدت الفتنة هي إحراق رجل لنفسه !والأعجب من ذلك أنهم جعلوه بطلاً ! كيف يعمل إنسان مخالف لشرع الله ويقتل نفسه بغير إذن من الله والله عز وجل يقول (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) ثم يجعل بطل ! ثم ماذا ترتب بعد ذلك؟! ترتب ذلك أن الهمج الرعاع خرجوا وجابهوا القوات المدججة بالسلاح وسفكت الدماء ماهي الثمرة من ذلك ؟

الثمرة في الحقيقة فيما يظهر لي المستفيد الأول والأخير منها هم أعداء الإسلام ولذلك سمعت في بعض الأخبار أن وزير الخارجية التونسي كان في أمريكا قبل اندلاع الأحداث مما يدلك أن مؤامرة يقوم بها أعداء الإسلام لتفريق كلمة المسلمين وإضعافهم وتشتيت شملهم، و الذي يريده الكفار.

لكن أنا أقول الناس ومع الأسف الآن سيرهم حتى بعض المنتسبين للدعوة مع الأسف هو الإعلام بمايريهم من صور فهم بعواطفهم وانسلاخهم من العلم النافع ومن العقل الكامل جروا خلف الإعلام وظنوا أن فيه خير للإسلام والمسلمين ولاريب أن ليس فيه خير للإسلام ولاللمسلمين ، فإن كان المقصود من أن منهج يرضي الله فلاريب أن المنهج لا يرضي الله عز وجل , أما إن كان المقصود منه أنه مجرد تنفيس ومطالبة بحقوق ف المنهج هومنهج غربي يعني مثل ماذكرت لك سابقاً أسقطوا ملك الرومان وسقطت دولة الاتحاد السوفيتي فكان ماذا ؟ فهل نحن مطالبون بأن نقتدي بأولئك أو مطالبون بأن نقتدي بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
المقصود أن مايحصل في تونس الأمرلاينبغي أن ينسب للإسلام، وبغض النظرعن سقوط الحاكم ومن عدم سقوطه، وباتفاقنا نسأل الله عز وجل أن يصلح حكام المسلمين جميعاً وأن ذهاب مثل الرجل قد يكون فيه خير، ولكن حينما نعود إلى الأصل والأساس نقول إن لايمكن أن يؤدي إلى ماجاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، بل المسلمون الآن هم في أسوأ أوضاعهم .

الأمر سوف يزيد الأمر سوءاً ولن يزيده خيراً وتصور لو أن الأمر يعني مثل فعله بعض الشعوب العربية في أكثر من بلاد عربية ما الذي سوف يحصل ؟لاريب أن سوف يضعف المسلمين ويفرق صفهم ويشتت شملهم ويجعلهم يقتلون بعضهم بعضا ويستبيح بعضهم أموال بعض بل وأعراض بعضهم البعض .

والغريبة أني أيضاً أسمع بعض من نقص حقه من العلم، والغريب أيضاً أن الفتنة تجد يتكلم فيها الشيوعي والليبرالي والعلماني والإسلامي يؤيدونها مما يدلك أن ليس من وحي الإسلام ولو كان لهاعلاقة بالإسلام لما رأيت الشيوعي والليبرالي والعلماني يثنون عليها ، والغريب أن الجميع يستدلون ببيت لأبي القاسم الشابي :
إذا ماالشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ـ سبحان الله العظيم ــ انظر الأحداث والفتن كيف سلبت العقول !انظر كيف يستدلون ببيت مناقض للعقيدة والتوحيد بحيث يجعلون مشيئة الله تابعة لمشيئة خلقه والله عزوجل يقول (وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ)
المقصود أن الأعمال و التصرفات ينبغي أن يبرأ منها الإسلام وأنه لاعلاقة له بها ، ليسمونها ماشاؤوا لكن لاينسبونها للإسلام لأن ليست طريقة النبي عليه الصلاة والسلام ولاطريقة أصحابه من بعده للإصلاح ، وما جرى المسلمين في صدر الإسلام وماجرى عليهم من فتن إنما هو بسبب مثل الأمر فكانت المطاردات أيضا في ذلك الوقت شبيهة بالمطاردات في مثل الوقت ، ومع ذلك النبي عليه الصلاة والسلام، وطبعاً مع عدم المقارنة بين عثمان وغيره سمى عثمان شهيداً مع أن الذين قتلوه كانوا يدعون المطالبة بالعدل.
أنا أستدل ب لا التشبيه بين عثمان وغيره لا فحاشاه رضي الله عنه وأرضاه ، لكن أريد أن أقول إن ذلك المنهج الذي اتخذه أولئك الناس في ذلك الوقت زمن عثمان لم يكن منهجاً إسلامياً صحيحاً، ولم يكن موافقاً لكتاب الله وسنة رسوله، بل أنكره عامة الصحابة وأنكره عامة أهل العلم وأهل السنة مما يدلك أن الطريقة للإصلاح ليست طريقة شرعية، بل هي طريقة استوردت وهاهنا فائدة أقولها : إذا أردت أن تعلم الأمر الذي يجري في الإسلام أوحتى في الدعوة في الجهاد انظر مامصدره؟ هل مصدره الإسلام ؟ هل يوجد في الإسلام حث مثل الأمور أومصدره غيره؟ حينئذ إذا علمت أن الإسلام ليس مصدر الأمر فستعلم أن مصدر الأمر هو أعداء الإسلام ، فلا ينبغي أن يكون قدوتنا نحن أعداء الإسلام إنما قدوتنا نحن رسول الله صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم .
أعود فأقول : اسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين إن العمل فيما ينقدح في نفسي هو مؤامرة من الصهيونية العالمية لتفكيك المسلمين شعوباً وحكاماً ، وأعود وأذكر الحركات الإسلامية التي تسعى إلى الإصلاح أنكم لازلتم كما يقال في المثل العامي (من جرف إلى عدامة ) مع الأسف ، لازلتم تقعون في نفس الأخطاء وأحداث الجزائر مع أن بعضهم أيدها عفا الله عنهم عادوا وتنصلوا منها بل عادوا وانتقدوها ورأوا أن ليس منهج ! والآن يعودون مرة أخرى ويؤيدون أحداث تونس !
المقصود أن الأمر لاصلة له بالإسلام لا من قريب ولامن بعيد والله عزوجل أسأل أن يصلح أحوال المسلمين ويصلح أعمالهم وقلوبهم ويردنا وإياهم إليه ردا جميلاً .
----------------------------
السؤال الثاني :
شيخنا غفر الله لك بعض من ينصر الطرق المخالفة للشريعة يصد الناس عن الكلام الطيب ، عن المنهج السلفي الرصين بأن يشغب عليهم بقوله إن هؤلاء يعظمون هؤلاء الحكام الظلمة ويطبلون لهم لذلك غاروا لما أبعدوا
فأجاب الشيخ رفع الله قدره :

في الحقيقة أنا لا أرى أن هناك أوقح ولا أقبح من الحكم في تونس والحاكم في تونس، و الظاهر أنه يفهمه الصغير من أبناء المسلمين الذين لم تتلوث فطرته يعلم أن نظام الحكم في تونس حكم يخالف دين الله ويخالف شرع الله وربما يحارب دين الله، ولكن سبحان الله العظيم انظر إلى منهج القرآن ، فرعون قال: أنا ربكم الأ. وحاكم تونس لم يصل إلى الكلام، ومع ذلك ماالمنهج الذي أمر الله عز وجل موسى وبني إسرائيل أن يعملوه في الواقع الذي يعيشونه ، هناك فرق بين تعلق الإنسان بالله بإرادة الله بالعبادة وعمله بما أمر الله عز وجل به كما قال تعالى :(وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) وانطلاق الإنسان من مفاهيم أخرى غير سواء كان بطلب العيش أو غير ذلك .
المقصود أنه لاينسبون الأمر للإسلام ، الإسلام من بريء . والعجيب كما تقدم أن قتل النفس ومن يسمى بوعزيزة الذي قتل نفسه جعل بطلا! كيف ؟! إهدارلكتاب الله وسنة رسوله وإعمال للرأي في مقابل الكتاب والسنة ، كيف يجعل الله قاتل نفسه خطر عظيم بل هو ربما أعظم ممن قتل غيره ثم نأتي ونجعله بطلاً!! هل من مفاهيم الإسلام؟!
السائل : بقي سؤال أخير الله يغفر لك ، الآن بدأت تنتشر الفعال في دولة الجزائر وغيرها من الدول ، فلو توجهون كلاما نحو وجزاكم الله خيرا .
قال الشيخ غفر الله لنا وله : والله أنا أنصح من أراد الله والدار الآخرة أن لا يدخل في الفتن ، لأنه أولا من حيث الواقع أنه الذي سيحصد ثمار الفتن هم الدول الكبرى اليهود والنصارى وأتباعهم ومنهم الرافضة هم الذين سوف يحصدون الأمر الآخر الذي أحذر منه ماقاله النبي صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم :" إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار . قلنا: يارسول الله القاتل فمابال المقتول؟ قال : إنه كان حريصاً قتل صاحبه )
و الذي يريده الكفار اليوم هم يريدون إثارة الفتن في بلاد المسلمين ، والمقصود من هو إضعاف الحكام وإذا ضعف الحكام وذهبت هيبتهم فماالذي سيحصل؟ سيحصل الفساد بأنواعه ولذلك ربنا قال (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاتَعْلَمُونَ )
المقصود أن سفك الدماء ربما هو أعظم جريمة بعد الشرك بالله ليس بعد الشرك من الجريمة جريمة القتل ، تقتل لأجل ماذا ؟ أمن أجل لقمة العيش؟ هل هو دين الإسلام؟!لا ليس دين الإسلام ، مأخوذ من اليهود والنصارى ، ومع الأسف أن الشعوب العربية اليوم والإسلامية قد تشبعت بثقافة الغرب بسبب تسليط الإعلام الفاسد عقولهم حتى التبس عليهم الحق بالباطل فرأوا الحق باطلاً والباطل حقاً . انتهى
استمع له من هنا صوتيا :
http://islamancient.com/lectures,item,883.html

مصدر الموضوع: ساحات الحكمة الإسلامية

[خليل (ابو ادم)]

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يثبتك اختنا ام عائشه على المنهج السلفي
وان ينفع بك وان يختم لنا ولك بالخير

قال النبي الحبيب خليل الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ومن والاه:

(العبادة في الهرج كهجرة الي)

والحمدلله رب العالمين