حتى لا ننخدع :من هم السنة الحقيقيون؟

[رداد السلامي]

 

من هم السنيون الحقيقون؟
من خلال المعايشة لمن يقولون انهم من عرق بني امية ، وجدت ان هؤلاء ليسوا سنيون حقيقون ويمثلون انتماء عرقيا يتجاوز السنة والمفهوم السني بمضمونه الاتباعي والامتثالي لكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم نحو تفسير السنة تفسيرا عرقيا ضيقا وغريبا.
وهؤلاء قد يلقتون مع من يسمون انفسهم آل البيت ، "ويبيتون ما لايرضى من القول" وهم في انشباك مع التيار الاستخباري التركي بصيغته العرقية ، ومع التيار الشيعي بصيغته النظرية التي تقدس آل البيت..
أي أنهم ذو منزع براجماتي متمسيد ومتبيت،يدعي السنية وهو آسن في المضمون والضمير ، يستحمر الفكر الاصيل جهارا نهارا ، مع أنه بغل مهجن لا يعي من السنة سوى أنها بنو امية تماما كما هو الوعي الشيعي .
ذو منزع مترفع بسقوط انتهازي تابع لجهاز الاستخبارات التركية بصيغتها الأمنية المعلمنة ،ومنزع متحوثث ، وبلوثة فكرية ضيقة تختزل السنة في العرق ، والحاكمية في البيت ، إن لهؤلاء بطن خفية تماما كما هي بطني الحوثية.
ما هي السنة ؟
الشهيد سيد قطب رحمة الله قال أن: "" السنة ليست شيئاً آخر سوى الثمرة الكاملة النموذجية للتوجيه القرآني، كما لخصتها عائشة رضي الله عنها وهي تُسأَل عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجيب تلك الإجابة الجامعة الصادقة العميقة: (كان خلقه القرآن) [أخرجه النسائي].
إذا السنة ليست عرق أو بطن أو بطنين ، هي عمل حي متحرك بمضمون القرءان الكريم على النحو الذي تخلق به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،والخلق مفهوم شامل للحياة على مستوى الظاهر والباطن.
من هنا فإن التمسيد المستأسد بنعومة يجعلنا نكتشفه من خلال السلوك والكلمة ومن خلال التحايلات المحيلة إلى النفي ومحاولات الارضاخ بتصيد الفرص المنتهزة لعوز المفكر وفاقته ، ومن خلال محاولة توظيف عطائها غطاء مستترا لارهابه وابتزازه ، وتأزيمه كي تصنع مبررات ذلك النفي ، وهو عمل لا يتنفسه الا من جبل على نفسية منحرفة في فهمها لا تقيم للقيم ادنى اعتبار ، وانتهازية استطاعت الافكار العلمانية ان تصيغ عملها على شاكلة فلسفتها واخلاقها ومسلكها ، أي ان هؤلاء يمتثلون الفكر العلماني تماما ، فالاسلام او الانتماء الحركي والتنظيمي أصبح مجرد هوية أو تنظيم خال من المضمون التربوي الاسلامي القائم على الايمان والعمل الحي بذلك الايمان ، وكثيرا ما ينحت هؤلاء الحركة ويستنزفون طاقاتها تحت دعوى الحماية لها ،ليتم تجفيف بنيتها الاساسية من عناصرها الحية ، وصياغتها بعلمانية ، وفي بلادنا يتم نمذجة الحركة وفق نموذج تركيا ، ليصل الامر الى علمنة السلوك والممارسة ، فالعرق الاموي وجد ذاته يفسر السنة بذاته،والعمل الاستخباري التركي ينتهز هذا التفسير ليصنع من هذا الغباء الاموي أداة صياغة تقترب من نموذجه الاصلي في تركيا ، وخطورة العمل الاستخباري التركي انه يتدخل في عملية التصنيف باختلال فاضح فكل من ناهض نزعة العلمنة والبراجماتية أسبغ عليه القاب انحرافية فهو حوثي وشيعي ومخترق ، إذ ان هذا الجهاز الخطير في نزعته التركية يصيغ اللغة بتانيث حقير ضد الفكر الرجولي في نزعته الاصيلة ،ويفتقر الى المقاييس الحقيقية لأن مقاييسه مادية براجماتية بغية برجمته ومحاولة إخضاعه ، إن التكامل مع تركيا لا يعني التآكل في القيم وعلمنة الحركة الاسلامية ، وإن الوقوف أمام الامتداد التركي بصيغته العلمانية أمر مهم ، وما موقف حركة الاخوان المسلمون في مصر ، إلا دليل على وعي الحركة بتصدير نموذج مهجن في حالة استبغال تطبيقي ، فلكي لا يستيقظ الوعي القومي الذي دمر الخلافة العثمانية ذاتها ، علينا أن نختبر بنية المشروع الذي سنتكامل معه حتى لا يكون مشروع آكل لقيمنا كحركة اسلامية عالمية ، هدفها نشر رسالة الاسلام وليس ذو امتداد مضامينه مادية وليست رسالية، مالم فإن علينا ان نضع تركيا ضمن التصنيف الشيعي بالتوازي مع ايران ، فالعلمانية لا تختلف عن التشيع في شيء .