انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 04-17-2009, 09:50 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

عدم تهيئة النفس لمواجهة معوقات وصعوبات العمل في طريق الله

السابع: من أسباب الانتكاس: عدم تهيئة النفس لمواجهة معوقات وصعوبات العمل في طريق الله، يتصور بعض الناس أن الالتزام وأن الدين طريق مفروش بالزهور، وهذا مخالف لسنة الله، والله قد قال في سورة العنكبوت: ألم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت:1-3] أي: أيظن الناس أنهم سيتركون بسبب قولهم هذه الكلمة ولا يقدم لهم ابتلاءات وامتحانات، إذا ظن هذا الظن سيسقط، لكن إذا هيأ نفسه، وأعدها لمواجهة أي صعوبة، يتوقع أنه يسجن، يتوقع أنه يمرض، يتوقع أنه يفقر، يتوقع أن امرأته تخرج من بيته، يتوقع أنه يقتل، يتوقع كل شيء في سبيل الوصول إلى مرضاة الله تبارك وتعالى، فإذا ما جاء هذا الأمر المتوقع، يجد النفس مهيأة لاستقباله فيكون الوقع هين، والأثر بسيط، لكن حينما لا تكون النفس متهيئة له، كيف يكون الأثر؟! النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبره ورقة بن نوفل وقال له: (ليتني معك إذ يخرجك قومك، قال صلى الله عليه وسلم: أومخرجي هم؟ قال: نعم. ما جاء أحد قومه بمثل ما تأتي به إلا أخرجه قومه وآذوه، فقال: الله المستعان) استعان بالله عز وجل. أيضاً عثمان بن عفان لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في الصحيحين يقول أبو موسى الأشعري : (تبعت رسول الله بعد أن خرج من المسجد ودخل بئر أريس -يعني: بستان أريس في المدينة - يقول: فجلس على شفير البئر ودلى رجليه ثم قال: يا أبا موسى! لا تأذن لأحد إلا بعد أن تخبرني، يقول، فقلت: الحمد لله أنا اليوم بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: فجاء أبو بكر فقلت: يا رسول الله! أبا بكر، قال: ائذن له وبشره بالجنة، يقول: وبعد قليل طرق الباب طارق، قلت: من؟ قال: عمر، قلت: عمر يا رسول الله! قال: ائذن له وبشره بالجنة، يقول أبو موسى فقلت: ليت أبا عامر يأتي) يقول: يا ليت أخي يأتي، يظن أن كل من جاء دخل، وهي ليست هكذا إنما هي لأناس معينين، يقول: (فليت أبا عامر يأتي، يقول: فجاء ثالث وطرق الباب، قلت: من؟ قال: عثمان ، قلت: يا رسول الله! عثمان، قال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فقال عندما بشره: أبشر بالجنة على بلوى تصيبك، فقال: الله المستعان). هذه تهيئة الرسول صلى الله عليه وسلم هيأ نفسية عثمان لقبول البلاء، ولذا كان عنده يوم أن قتل أربعمائة عبد في حراسته وهم مملوكون وقد كان تاجراً، فقالوا: ندافع، قال: من ألقى سلاحه فهو حر، فوضعوا السلاح كلهم يريدون الحرية، وأعتقهم لوجه الله، وجلس على مصحفه لا يدفع عن نفسه حتى دخلوا إليه وذبحوه وسال دمه الشريف على المصحف، رضي الله عنه وأرضاه. فلا بد أن تتوقع وأن تهيء نفسك، للابتلاء، ولا تسأل الله البلاء وسل الله العافية، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تتمنوا لقاء العدو ولكن إذا لقيتموه فاثبتوا) نسأل الله العافية، ولكن نسأل الله أن يثبتنا إذا لقينا ذلك.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-17-2009, 09:52 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

صحبة الأشرار والعصاة

الثامن: من أسباب الانتكاس: صحبة الأشرار والعصاة، مثل صحبة ذلك الرجل الذي أضل نفسه وأضل غيره معه؛ لأن القرين السيئ يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب، أدخل جملاً أجرب في مائة جمل سليم، هل تعديه بالعافية أم يعديها بالجرب؟ يعديها بالجرب؛ لأن المرض ينتقل، والعافية لا تنتقل، وضع تفاحة معفنة في صندوق صحيح هل التفاح الصحيح يصلح المعفنة أم المعفنة تعفن الصندوق كله؟ كذلك ضع شخصاً خبيثاً مع عشرة صالحين يفسدهم كلهم، ولهذا في الحديث في الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أو تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه ريحاً خبيثة) فإياك -يا أخي- من مجالسة رفقاء السوء فقد قيل عن جليس السوء:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي

إذا ما صحبت القوم فاصحب خيارهم ولا تصحب الأردى فترد مع الردي
*** ويقول الآخر:
فلا تصحب أخا الفسق وإياك وإياه

فكم من فاسق أردى مطيعاً حين آخاه

يقاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشاه

وللناس على الناس مقاييس وأشباه

وللقلب على القلب دليل حين يلقاه
كن مع شكلك، هل رأيت حمامة تمشي مع الغربان؟! هل رأيت كلباً يمشي مع الغزلان؟! لا يمشي معها إلا لأنه يريد أن يفترسها، لا تمش إلا مع من هو مثلك على الدين والاستقامة، وإذا مشيت مع قرناء السوء أهلكوك.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 04-17-2009, 09:53 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

ارتكاب المعاصي والاستهانة بصغائر الذنوب

التاسع: من أسباب الانتكاس: مقارفة المعاصي والاستهانة بصغائر الذنوب: يقول الله عز وجل: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ [المطففين:14] أي: غطى القلوب: مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين:14] تستهين بنظرة أو بأغنية أو بكلمة أو بخاطرة أو بمعصية فتنكت في قلبك، يقول عليه الصلاة والسلام والحديث في صحيح مسلم قال: (تعرض الذنوب على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أُشربها -أي: قبلها- نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب ردها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أسود مرباد كالكوز مجخياً، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه، وقلب أبيض كالصفاء لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض) فأنت اجعل في قلبك حاجزاً ضد الذنوب، كلما جاء ذنب رده، لماذا؟ حتى لا ينكت في قلبك نكتة سوداء ثم تتراكم هذه النكت السوداء ثم يصير راناًَ، فيكون قلبك مرباداً ثم ينكسر القلب وينتهي، وهذه الردة -والعياذ بالله- والكفر.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 04-17-2009, 09:54 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

علاج الانتكاس

أما العلاج من أجل أن تثبت في الطريق؛ لأن الطريق إلى الجنة ليس سهلاً، أشعر نفسك أنك تريد الجنة، عمير بن الحمام لما قال عليه الصلاة والسلام: (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال: جنة عرضها السماوات والأرض؟! قال: نعم. قال: بخٍ بخ، قال: ما حملك على هذا؟ قال: أريد أن أكون من أهلها ثم رمى تمرات كانت في يده وقال: إنها والله لحياة طويلة أن أمكث حتى آكل التمرات وقام وقتل في سبيل الله) هذه طريق جنة حافظ على نفسك من الآن؛ لأن الطريق هنا صعب، والأصعب منه الصراط، والأصعب منه العرصات، والأصعب منه تطاير الصحف، والأصعب منه الطرد من الحوض، والأصعب منه خفة الميزان، والأصعب من ذلك السحب على الوجه إلى النيران. اضبط نفسك الآن وداوم واصبر وقل: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، وقل: يا رب سلِّم سلِّم، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، توقع أنك سوف تموت ذلك اليوم، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، توقع أنك تموت في الليل، وإذا صليت فصل صلاة مودع، فقد تصلي العشاء ولا تستطيع أن تصلي الفجر، هكذا المؤمن خطوة خطوة، إلى أن يقف عند جدار الموت وينزل إلى الجنة بإذن الله، وعلاج هذه الظاهرة بتسعة أمور:......
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 04-17-2009, 09:56 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الحرص والمواظبة على الطاعات

أولاً: الحرص الكامل والمواظبة على الطاعات: حرص كامل ومواظبة، لا يؤذن إلا وأنت في المسجد، وإذا كنت عبد سوء فتأتي بعد الأذان، أما بعد الأذان، ما معنى الأذان، معنى الأذان أن تقوم، لكن بعضهم يؤذن المؤذن فينام، جاء في الحديث الذي في صحيح مسلم : (من سمع المنادي فقال مثلما يقول ثم سأل الله لي الوسيلة وجبت له شفاعتي يوم القيامة) يعني: تقول مثلما يقول، أي: أنك تؤذن، ولهذا جاء في الصحيحين قوله عليه الصلاة والسلام: (لو تعلم أمتي ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا). فأنت تؤذن مع المؤذن وتأتي أول شخص، ولا بد أن تكون الأول دائماً في الطاعات، وفي مكة في الحرم إذا استطعت وكل مكة حرم إن شاء الله، في أصح أقوال العلماء، لكن تتفاوت مكة أيضاً فالذي بجانب الكعبة يختلف عمن هو بعيد منها، وأيضاً الصف الأول ليس مثل الصف الثاني، فخير صفوف الرجال أولها، ويتفاوت الناس فاحرص دائماً أن تصلي في الحرم، وأن تصلي في مسجد الكعبة، وإذا صليت في مسجد الكعبة فاحرص على الصف الأول، ليكن عندك هم وحرص، فأنت طالب آخرة، كل ما تعلم أنه يوصلك إلى الآخرة ويزيد من درجتك عند الله فاحرص عليه، ولا تفرط وتتساهل به، إذا سمعت بجنازة يصلى عليها فاقعد، وتجد بعض الناس يسمع بالجنازة يصلى عليها ويمشي وكأنه أمر عادي ولا يعلم أنه محروم من أجرها، وفي الحديث: (من حضر الجنازة حتى يصلى عليها كتب له من الأجر قيراط، وإذا حضر أحد الدفن كتب له قيراطان قيل: وما القيراط؟ قال: مثل جبل أحد) أي: حسنات. فلا بد من الحرص على الطاعة بكل صورها وأشكالها، طاعة الصلاة، وطاعة الصيام، وطاعة القيام، طاعة الزكاة، طاعة النافلة، طاعة الحج، طاعة العمرة، طاعة بر الوالدين، طاعة ذكر الله، طاعة قراءة القرآن، طاعة الدعوة إلى الله، طاعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طاعة الحب في الله والبغض في الله، طاعة إكرام الضيف، طاعة الزيارة، هذه اسمها طاعات، فاحرص عليها وزد من الاهتمام بأمرها.
رد مع اقتباس
  #16  
قديم 04-17-2009, 09:57 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

البعد عن المعاصي

ثانياً: البعد عن المعاصي دقيقها وجليلها: من أي باب ومن أي طريق، من باب النظر إلى الحرام، أو من باب سماع الحرام، أو من باب الغيبة والنميمة والسب والشتم الحرام، أو من باب الفرج والزنا واللواط، أو من باب البطن -أكل الحرام- أو من باب اليد -البطش الحرام- أو من باب الرجل -السير إلى الحرام- أقفل كل أبواب المعاصي، وضع من قلبك جندياً عليها، وقل: يا عين خافي من النار، يا أذن لا توجد أغانٍ، فالله ما خلق هذه الأذن للغناء، يقول الله: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً [الإسراء:36]. يا لسان قف! قل خيراً تغنم، واسكت عن الشر تسلم، يا رجل لا تحمليني إلا إلى طاعة الله وإلى المساجد وإلى حلق الذكر، وإلى الزيارة في الله، يا يد لا تمتدي إلى حرام، أقفل أبواب الشر من أجل أن تتعالج (100%).
رد مع اقتباس
  #17  
قديم 04-17-2009, 09:58 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الوسطية والاعتدال

ثالثاً: الوسطية والاعتدال: عن طريق الرجوع إلى الكتاب والسنة، لا تقصر ولا تقفز؛ لأن تجاوز الدين خطأ والتقصير عنه خطأ، والحل هو الوسطية، والوسطية تعرف عن طريق العلماء الموثوق في علمهم، من تثق في علمه ودينه وأمانته تستشيره، وتحاول أن تأخذ دينك ممن هو على علم وعلى بصيرة
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 04-17-2009, 10:05 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


ملازمة الصالحين وصحبتهم


رابعاً: ملازمة الصالحين وصحبتهم وملازمة الجماعة وعدم العزلة: فإن الشيطان يفترس الإنسان إذا كان منفرداً.

الاستعداد وتهيئة النفس لمواجهة المصائب

خامساً: الاستعداد وتهيئة النفس لتلقي ومواجهة أي صعوبة عن طريق الله عز وجل.

البعد عن قرناء السوء

سادساً: البعد كل البعد من قرناء السوء وإخوان الضلال وإخوان الشر والأشرار، انتبه! اقطع صلتك بهم مهما كان حبك لهم وحدد موقفك منهم بصلابة، وقل لهم: لستم مني ولا أنا منكم، كما قال إبراهيم: (كفرنا بكم). لابد أن يكون موقفك قوي: إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] زميل دراسة أو جار، إذا رأيته تاب امشِ معه وإذا لم يتب اهجره في الله عز وجل؛ لأن الهجر في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان.








رد مع اقتباس
  #19  
قديم 04-17-2009, 10:07 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

إعطاء النفس حقها

سابعاً: إعطاء النفس حقها، فلا تقصر في هذا الجانب وتمنعها حقها من المباحات، ومداعبة الأهل، ومداعبة الأولاد، إذا دخلت باب البيت من حين أن تدخل خذ الولد وارفعه إلى فوق ولاعبه واضحك معه، كان الأطفال يركبون على ظهر رسول الله وهو في الصلاة، وقد صعد الحسن على ظهره، فأطال في السجود حتى كاد الصحابة يسبحون، فلما رفع رأسه اعتذر وقال: (إن ابني هذا ارتحلني) يقول: ركب علي. من وسائل العلاج: التكامل في حياة المسلم لإعطاء النفس حقها، وإعطاء الأهل حقهم، وإعطاء الأولاد حقهم، بالمداعبة وبالنكتة البريئة، وبالنزهة وبالرحلة وبالسمر اللطيف في المباحات، يروي الإمام مسلم عن حنظلة الأسدي أنه قال لـأبي بكر وقد لقيه، قال: (نافق حنظلة ! قال: ما ذاك؟ قال: نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون قلوبنا في غاية الرقة، ثم نخرج فنعافس النساء والأولاد فتقسوا قلوبنا، قال أبو بكر : وأنا مثل ذلك -الذي عندك أنا أحس به، هيا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال: لا يا حنظلة ! ساعة وساعة) يعني: القلوب لا تبقى دائماً على وتيرة واحدة وإنما ساعة وساعة، ساعة تكون رقيقة، وساعة ينبغي للإنسان أن يعود فيها إلى مباحاته وإلى شئونه العامة، ثم قال: (أنتم بشر لستم ملائكة) يقول: (لو أنكم تبقون في الطرقات وفي الشوارع وعند أهلكم كما تبقون يوم أن تكونوا عندي لصافحتكم الملائكة في الطرقات) يعني: لانقلبتم عن بشريتكم ولأصبحتم ملائكة، ولكنكم بشر والبشرية ملازمة للإنسان، ففي حدود ما أباح الله لا ينبغي للإنسان أن يقصر، وأن يضيع هذا مدعياً أنه من الدين، فإن هذا قد يؤدي إلى ردود فعل عكسية قد لا تكون سليمة مع بعض الناس، قد تكره الإنسان في الدين، وتكره الزوجة في الإسلام، وتكره الأولاد، وينشئون معقدين لا يريدون أن يكونوا مثل أبيهم على الالتزام بأسباب تقديمه الصورة المعتمة القاتمة عن الدين، وإلا فإن في ديننا فسحة، وفي ديننا مجال لإظهار ذلك، والذين يمارسون الحياة الكاملة الطيبة الإسلامية مع زوجاتهم ومع أولادهم، يعيشون أكرم عيشة. نعم. بعض النساء تتصور أن ما في الدنيا أعظم من زوجها، ملتزم لكن يقوم بالحق الكامل، يدخل وهو مبتسم ويضع يده عليها يضمها ويقبلها ويلاعبها ويخرج معها، وهنا هو الصحيح، لكن بعضهم يدخل عندها كأنه عسكري لا يبتسم ولا يضحك ولا يمزح، وإذا دخل أخذ الكتاب وجلس يقرأ، تقول: الله أكبر عليك مع الكتاب ليل نهار، -يا أخي- اجعل للكتاب وقتاً، وللنكتة وقتاً، وللسمر وقتاً، أما أن تعقدها وتقدم هذا الشيء فهي تتصور أن هذا هو الدين فينعكس ذلك في نفسها تقول: ما هذا الدين الذي أتيت به أنت؟ لكن لو قدمت الدين بالقالب الصحيح، وقت الجد اقرأ، ووقت الأنس تجلس مع زوجتك وتلاعبها، فقد كان صلى الله عليه وسلم وهو أكرم خلق الله يداعب أهله، وقد سابق عائشة مرة فسبقته ومرة سبقها، من منا يسابق زوجته الآن، هل هناك أحد يسابق زوجته الآن؟ لو أن شخصاً آخر قام بهذا لقالوا: هذا أخبل مجنون، سبحان الله! ما أقسى قلوبنا. يا أخي! سابقها، داعبها، العب رياضة أنت وإياها، ابتسم لها، قبلها، خذها معك للمسجد الحرام تصلي معك، اخرج بها في نزهة، عوضها إذا منعتها من الحرام، بعض الشباب يقول: لا أدخل بيتي جهاز تلفزيون ولا فيديو ولا دش نقول: جزاك الله خيراً حميتهم لكن أوجد البدائل؛ لأن هذا يحدث فراغاً عندها، فإذا حدث الفراغ هذا وما ملأته أنت بالحق ملأته هي بالباطل، وإذا لم تأت بالتلفزيون تضطر أنها تسمع التلفزيون ولو بالتليفون، تقول لزميلتها: ضعي السماعة بجانب التلفاز حتى نسمع المسرحية، لماذا؟ بسبب سوء التطبيق من قبل بعض الناس، فوسائل العلاج أنك تعطي أهلك حقهم من المباحات.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 04-17-2009, 10:08 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

تذكر الموت

ثامناً: تذكر الموت: اجعل ذكر الموت بين عينيك، ألست ستموت؟ نعم. متى؟ لا تدري. أليس ممكن الآن؟ نعم. ممكن الليلة؟ نعم. ممكن في كل لحظة، هل جهزت نفسك؟ بعد كل لحظة ممكن أن تموت، يخبرني أحد الإخوان في رسالة لي هنا، يقول: هناك شاب حضر محاضرة للشيخ/ عبد الله الحماد الرسي وخرج من المسجد وذهب إلى البيت ونام، ومات بعد ساعة من نومته، مات لكن بعد خروجه من المسجد وبعد طاعة وبعد محاضرة، وبعد أيام رؤيت له رؤية حسنة، رآه بعض رفاقه فقالوا: ما صنع الله بك؟ قال: بشر أهلي أنني في الجنة، نسأل الله أن تكون هذه الرؤية حق، وأن يجعله في الجنة، ولا نقول إلا خيراً؛ لأنه خرج بعد الطاعة إن شاء الله، فأنت توقع الموت بعد كل لحظة، يمكن يقع هذا الكلام علي الليلة، ويمكن على أحد منكم. كم من إنسان ركب سيارته وما نزل منها باختياره، وكم من إنسان لبس ثوبه وما خلعه هو بل قطعت أزراره من رقبته، وكم من إنسان نام على فراشه وما استيقظ منه، وكم من إنسان خرج من بيته وما عاد إليه، فتذكر الموت؛ لأنك إذا تذكرت الموت تضبط نفسك وتمشي على الطاعة وتترك المعاصي
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:18 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.