انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


بيان عقائد الشيعة الباطلة يُدرج فيهِ وثائقَ وأدلةَ تبيِّنُ حالَ الشيعة الروافضِ وعقائدهم; من أجلِ تبصيرِ أهلِ السنّةِ والمخدوعينَ بهم وبحالهم.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2009, 04:21 PM
احمد_ق احمد_ق غير متواجد حالياً
Banned
 




New من اقوال علي رضي الله عنه

 

من اقوال علي رضي الله عنه


النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا *** إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها



أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً ***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت ***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها




إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها



واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً ***تسبــحُ الله جهراً في مغانيهـــا
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ***بركعةٍ في ظــلام الليــــل يحييها

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 07-08-2009 الساعة 04:39 PM سبب آخر: لايجوز قول علي عليه السلام انما رضي الله عنه
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-08-2009, 10:25 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

الأخ أحمد .. شكرا لك على هذه الأشعار الحسنة .

هل يمكنك إثبات نسبتها إلى الصحابي علي رضي الله عنه ؟

أو : ما مصدرك الذي جلبتها منه ؟
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-09-2009, 01:18 PM
احمد_ق احمد_ق غير متواجد حالياً
Banned
 




افتراضي

علي امام وليس صحابي هو امام معصوم الامام علي عليه السلام وارجوا ان لا احد يلعب في العنوان مرة اخرى ....... وهذه اقوال له في كتبنا الشيعة وهي صحيحة مئة بالمئة وشكرا ً ولن اثبتها لأنها مثبتة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 07-09-2009, 03:32 PM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي

صار عندنا سؤالان :

(1) هل هناك آية في القرآن ، أو حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيه أن عليا ( إمام معصوم ) ؟

(2) أثبت أن هذه الأشعار التي جلبتها فعلا قالها علي ، بإيراد سند متصل بها إليه ، أو تبقى الدعاوى مجرد دعاوى .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07-09-2009, 05:40 PM
احمد_ق احمد_ق غير متواجد حالياً
Banned
 




افتراضي

هل هناك آية في القرآن تقول ان ابي بكر وعمر وعثمان كانا اصحاب الرسول ؟؟؟؟؟؟
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-09-2009, 06:15 PM
احمد_ق احمد_ق غير متواجد حالياً
Banned
 




افتراضي

الأمام علي عليه السلام هو من اهل بيت الرسول لأنه تزوج سيدة نساء العالمين السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى اله وعليه واله وسلم واذا كنت تقرأ القرأن اخي المسلم فتسجد الأية التي تقول : بسم الله الرحمان الرحيم " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ً " وهذا يعني ان اللله عصى اهل البيت عن الخطأ ولا اذكر ان آية نزلت في حق الصحابة وارجوا المعذرة الله خلق لنا العقل ولنفكر قليلا ً وسنجد ان الأثمة هم احق واولى الناس بالولاية لا ليزيد وعمر بن سعد ومعاوية لعنهم الله الذين قتلو ابن بنت رسول الله الأمام الحسين وكفى هذا الكلام لتصدق يا اخي المسلم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-09-2009, 07:31 PM
زادالرحيل زادالرحيل غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




Icon64

يقال: أن كل مقرون بالمحبوب محبوب، وكل مقرون بالمكروه مكروه، وفي هذا المعنى يقول الشاعر:
أمر على الديار ديار ليلى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما تلك الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا



إذاً فالعاطفة الصادقة تشمل بعطفها وودها ليس المحب وحده، ولكن كل ما يتصل به، مما لم يمنع مانع من حبه والميل إليه، وبموجب هذه الطبيعة، وانطلاقا من هذه السجية، أحبت أمة الإسلام آل بيت نبيها - صلى الله عليه وسلم - وأنزلوهم المقام السامي، والمنزل الرفيع، وقدموهم في حبهم على حب أهليهم وأقربائهم، حتى قال أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – :" لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إلي أن أصل من قرابتي " متفق عليه .


ومما زاد هذه المودة الطبيعية قوة ما أخبر الله عنه من إرادته تطهير آل بيت نبيه وتزكيتهم، فقال سبحانه: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }(الأحزاب:33)، وما أمر به النبي – صلى الله عليه وسلم – أمته من الصلاة عليه وعلى آله، فقال – عليه الصلاة والسلام - : ( قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) رواه البخاري . وما دعا به النبي – صلى الله عليه وسلم - لآل بيته أن يجعل الله عليهم صلواته وبركاته، حيث ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كساءً على فاطمة والحسن والحسين ثم وضع يده عليهم، ثم قال: ( اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد ) رواه الطبراني . ويقول الإمام الشافعي في حب آل النبي - صلى الله عليه وسلم -:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكم من لم يصل عليكم لا صلاة له



إذاً فلا إشكال في حب آل النبي - صلى الله عليه وسلم - وموالاتهم، بل هو محل إجماع عند أهل السنة جميعاً، ولكن الإشكال هو في الانحراف بهذه المحبة كشعور صادق نبيل إلى منهج من الغلو لا يرضي الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - كالقول بعصمتهم عن الخطأ، ووجوب طاعتهم، وكونهم يعلمون الغيب، وانحصار الولاية فيهم، وهي مسالك من البدع ينبغي الحذر منها، وبيان ضلال أصحابها.
دعوى عصمة أئمة آل البيت
غلت طائفة في آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - غلوا
عظيماً، إذ زعموا أن أئمة منهم ك علي والحسن والحسين معصومون من الخطأ فلا يقع منهم، ولا يجوز عليهم، يقول صاحب كتاب ( عقيدتنا في الإمامة ): " ونعتقد أن الإمام كالنبي، يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن، من سن الطفولة إلى الموت، عمداً وسهواً . كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان، لأن الأئمة حفظة الشرع والقوامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي، والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة، بلا فرق " أ.هـ

وللرد على هؤلاء نقول: إن دعوى العصمة باطلة بلا شك، والدليل على بطلانها انتفاء الدليل على وجودها، وعدم ادعاء الأئمة أنفسهم لهذه الصفة، والحقائق التاريخية التي تثبت وقوع الخطأ منهم، فقد حفظ لنا التاريخ كثيراً من المواقف التي تظهر بوضوح عدم اعتقاد الأئمة لأنفسهم العصمة، وعدم ادعائهم لها، ومعرفة معاصريهم بهذه الحقيقة، حيث تعاملوا معهم على أنهم بشر صالحون غير معصومين، فهذا علي - رضي الله عنه - يأمر ابن عباس أن يسير إلى الشام، قائلاً له سر إلى الشام، فقد وليتكها. فقال له ابن عباس : ما هذا برأي، معاوية أموي، وهو ابن عم عثمان ، وعامله على الشام، ولست آمن أن يضرب عنقي بعثمان ، أو أدنى – أقل - ما هو صانع أن يحبسني، قال علي : ولم ؟ قلت: لقرابة ما بيني وبينك، وأن كل من حمل عليك حمل علي. ولكن اكتب إليه، فمنِّّه وعده، فأبى علي ، وقال: لا والله، لا كان هذا أبدا " أ.هـ من "سير أعلام النبلاء". وهذه الحادثة تدل على أن علياً لم يكن يعتقد من نفسه العصمة وإلا لما قبل مراجعة ابن عباس - رضي الله عنه -، وأن ابن عباس لم يكن يعتقد في علي العصمة وإلا لما راجع علياً ، وأشار عليه بخلاف رأيه.
وحادثة أخرى تظهر هذه الحقيقة وتجليها، وهي ما كان عليه أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - في آخر أيامه من كثرة شكواه من أتباعه بسبب مخالفتهم إياه، وعصيانهم له، حتى كان من دعائه: " اللهم إني قد مللتهم وملوني، وسئمتهم وسئموني، فأبدلني بهم خيرا منهم، وأبدلهم بي شرا مني، اللهم مث – أذب - قلوبهم كما يماث الملح في الماء، أما والله لوددت أن لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم " وكان يخاطبهم بمرارة بالغة فيقول: " يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال، وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم، ولم أعرفكم، معرفة والله جرت ندماً، وأعقبت سدماً، قاتلكم الله، لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب – جرع – التهمام - الهم - أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان " أ.هـ من نهج البلاغة . فهل لو كانت العصمة ثابتة لعلي ، هل كان سيختار من ينغص عليه حياته، ويخالفه في رأيه، ويعصيه في أمره .!!


وهذا الحسن - رضي الله عنه - يتراجع عن رأي والده في قتال أهل الشام، ويوقع صلحاً يتنازل فيه عن الخلافة لمعاوية - رضي الله عنه – ثم لا يلبث الحسين – رضي الله عنه – أن يرجع عن نهج أخيه، ويخرج لقتال الأمويين، ويستجيب لنداءات أهل الكوفة، فهل كان الحسن مصيبا فيما ذهب إليه، ما يعني بالضرورة خطأ الحسين ، وإذا كان الحسين مصيباً فذلك يعني ضرورة خطأ الحسن ، والاحتمالان يدلان على جواز الخطأ عليهما، وهو أمر يقران به، ولم يدعيا يوما عصمتهما - رضي الله عنهما -.


وهذا الإمام الصادق جعفر بن محمد أحد الأئمة - رضي الله عنه - يوصي قوماً راحلين عن المدينة بالقول: " إنكم - إن شاء الله - من صالحي أهل مصركم، فأبلغوهم عني: من زعم أني إمام معصوم مفترض الطاعة، فأنا منه برئ، ومن زعم أني أبرأ من أبي بكر وعمر ، فأنا منه برئ ". وروى حماد بن زيد ، عن أيوب قال: سمعت جعفراً يقول: " إنا والله لا نعلم كل ما يسألوننا عنه، ولغيرنا أعلم منا "، ذكر هذين الخبرين الذهبي في "سير أعلام النبلاء".


وقد مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بكونهما سيدا شباب أهل الجنة، وبكونهما ريحانتيه من الدنيا، وبأن الحسن سوف يصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين، ولم يرد مدحه لهما بالعصمة، وعِلْم الغيب، ووجوب الطاعة بإطلاق، ولا شك أن هذه الخصال أعظم ثواباً وأرفع منزلة فلو ثبتت لهما لمدحهما بها النبي - صلى الله عليه وسلم - .


أما الاستدلال على عصمة أئمة من آل البيت بقوله تعالى: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } (الأحزاب: 33) فالرد على هذا الاستدلال بهذه الآية من وجوه :
الوجه الأول: أن الآية عامة في كل آل البيت، فلم خصصتم بالعصمة البعض وأخرجتم البعض الآخر، فإن قلتم دلنا على ذلك حديث الكساء، قلنا حديث الكساء إنما ذكر فاطمة والحسن والحسين فلم أضفتم عليهم غيرهم .!!
الوجه الثاني: أن سياق الآية يدل على أن أزواجه داخلات في مدلول "أهل البيت"، وأنتم لم تقولوا بعصمتهن، والدليل على دخول أزواجه في مدلول الآية أن الله خاطبهن في بداية الآية، وقبلها، وبعدها، فقال سبحانه:{ يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفاً خبيراً }(الأحزاب:32-34).


الوجه الثالث: أن الآية نصت على أن الله يريد إذهاب الرجس عن أهل البيت، ولا يصح عقلا إرادة نفي شيء ليس بموجود أصلاً، وفي هذا دليل على أن آل بيته – صلى الله عليه وسلم – قد يتلبسون بشيء من الذنوب، وأن الله يريد إذهاب ذلك عنهم . ونصت الآية كذلك على أن الله يريد تطهير آل بيت نبيه، ومن المعلوم أن التطهير إنما يحصل لمن تلبس بشيء يحتاج إلى تطهير، والمعصوم طاهر من الذنوب، فليس بحاجة إلى تطهير، فدلت الآية على جواز ووقوع الذنوب من آل بيت النبي .


أما الاستدلال على عصمة أئمة آل البيت بقوله تعالى: { لا ينال عهدي الظالمين }(البقرة: 124)، حيث قالوا: إن العهد هنا هو الإمامة، وأن من شرط الإمام ألا يكون ظالما، قالوا والظلم أنواع: منها المعاصي وعليه فمن شرط الإمام أن يكون معصوما من جميع الذنوب، والجواب عن هذا أن لفظ الظلم وإن كان يطلق على كل مخالفة للشرع، إلا أن المراد به هنا مخصوص بما كان كفراً أو فسقاً، كارتكاب الكبائر والإصرار على الصغائر، ولهذا اشترط العلماء في الإمام أن يكون عدلا بمعنى أن يكون مجتنبا للكبائر غير مصر على الصغائر، - هذا فيما يتعلق بدينه - ولم يشترطوا فيه أن يكون معصوماً، وهذا الإمام علي يذكر شروط الإمامة فيقول: " وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في أموالهم نهمته، ولا الجاهل فيضلهم بجهله، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ويقف بها دون المقاطع، ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة " أ.هـ نهج البلاغة ولم يقل – رضي الله عنه – يجب أن يكون الإمام معصوما لا يخطئ.

على أننا لو قبلنا بشرط العصمة في الأئمة، لما بقي في أمة الإسلام كلها إمام، إذ ما من أحد إلا ووقع في الخطأ أو قال به، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل بني آدم خطاء ) رواه ابن ماجه . حتى أئمة آل البيت أنفسهم أخطؤوا وندموا على أشياء عملوها كما أسلفنا بذكر أمثلة ذلك من قبل .




اعتقاد علم الأئمة بالغيب
لم يكتف الغلاة بادعائهم العصمة لبعض أئمة آل البيت، حتى زادوا على الغلو غلواً، فادعوا علمهم بالغيوب وانكشاف الحجب عنهم، يقول صاحب كتاب (عقيدتنا في الإمامة): " إن قوة الإلهام عند الإمام التي تسمى بالقوة القدسية تبلغ الكمال في أعلى درجاته، فيكون في صفاء نفسه القدسية على استعداد لتلقي المعلومات في كل وقت وفي كل حالة، فمتى توجه إلى شيء من الأشياء وأراد معرفته استطاع علمه بتلك القوة القدسية الإلهامية بلا توقف، ولا ترتيب مقدمات، ولا تلقين معلم . وتنجلي في نفسه المعلومات كما تنجلي المرئيات في المرآة الصافية لا غطش – عمى - فيها ولا إبهام .. وما سئلوا عن شيء إلا أجابوا عليه في وقته، ولم تمر على ألسنتهم كلمة ( لا أدري )، ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة، أو التأمل أو نحو ذلك " أ.هـ .


والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن صاحب هذا العقيدة قد رفع مقام الأئمة فوق مقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان - صلى الله عليه وسلم – يسأل عن الشيء فيؤجل الإجابة عنه إلى حين نزول الوحي، وربما سئل عن الأمر فيجيب بقوله: لا أدري، كما سئل عن وقت الساعة، فقال: ( ما المسؤول عنها – الساعة – بأعلم من السائل ) متفق عليه . وسئل - عليه الصلاة والسلام - عن "الروح" فرد العلم بها إلى الله، كما قال تعالى: { ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا }(الإسراء:58) وأمر الله نبيه أن يصرّح بعدم علمه الغيب، فقال سبحانه:{ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء }(الأحقاف:9 ) فكيف يقال بعد ذلك: إن أئمة من آل البيت يعلمون الغيب، وتنجلي في نفوسهم المعلومات، لا شك أن ذلك مسلك من الغلو لم يرتضه الله ولا رسوله، ولا ادعاه هؤلاء الأئمة الكرام لأنفسهم، بل كانوا على غاية من التواضع والعلم بالله، ما يمنعهم من ادعاء ما اختص الله به { قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله }(النمل:65).


وقد قال بعض أصحاب علي له: " لقد أُعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك – عليه السلام – وقال للرجل: وكان من قبيلة تسمى كلب، يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلّمٌ من ذي علم، وإنما الغيب علم الساعة، وما عدده الله بقوله: { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت }(لقمان:34) فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام، من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، ومن في الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وما سوى ذلك علّمه الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم – تنضم - عليه جوانحي " أ.هـ من نهج البلاغة، فهذا تصريح منه - عليه السلام - بأنه لا يعلم الغيب، ولا يدعيه، وما أخبر به مما فيه إخبار عن مستقبل آت، أوضح مصدره، وأنه من تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم – إياه، وإخباره عنه، فأين هذا من دعوى علم الغيب التي يدعيها الغلاة في أئمة آل البيت وفي مقدمتهم علي - عليه السلام - .


ومما يدل على انتفاء اتصاف علي بعلم الغيب من الوقائع التاريخية - زيادة على ما سبق - هو أنه لم يكن من رأيه – عليه السلام - اللجوء إلى التحكيم في وقعة صفين، ولكنه مال إلى موافقة أتباعه طلباً لوحدة الوصف وذرأًً للفتنة، ولو كان يعتقد من نفسه معرفة ما تؤول الأمور إليه لما وافقهم، ولو كانوا يعتقدون فيه - وهم أتباعه ومناصروه - علم الغيب لما خالفوه، فدل ذلك على أن نسبة علم الغيب لعلي كنسبة دم ابن يعقوب – عليهما السلام - إلى الذئب .




اعتقاد وجوب متابعتهم وأن الحق معهم
وبنى الغلاة على ما سبق من دعوى العصمة وعلم الغيب في الأئمة وجوب طاعتهم، والدخول في بيعتهم، وعدم جواز مخالفتهم، وأنهم " هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، وأنهم الشهداء على الناس، وأنهم أبواب الله، والسبل إليه، والأدلاء عليه، وأنهم عيبة – خاصته - علمه، وتراجمة وحيه، وأركان توحيده، وخزان معرفته، .. وأن مثلهم في هذه الأمة كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.. وأن أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه، وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم معصيته، ووليهم وليه، وعدوهم عدوه، ولا يجوز الرد عليهم، والراد عليهم كالراد على الرسول، والراد على الرسول كالراد على الله تعالى. فيجب التسليم لهم والانقياد لأمرهم، والأخذ بقولهم " أ.هـ من كتاب ( عقيدتنا في الإمامة ).
وللرد على هذه الدعوى نقول: إن الطاعة على نوعين، النوع الأول: طاعة مطلقة، وهي طاعة الله وطاعة رسوله، قال تعالى: { وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون }(آل عمران: 132). والنوع الثاني: طاعة مقيدة بطاعة الله، وهي أنواع منها طاعة الرعية لحكامها، وطاعة الأمة لعلمائها، والأولاد لآبائهم، والزوجات لأزواجهم، فإن أريد بطاعة أئمة آل البيت النوع الثاني من الطاعة فلا إشكال، لكن بشرط موافقتها لطاعة الله ورسوله، وبهذا لا يتميزون عن غيرهم من علماء الأمة, أما إن أريد بالطاعة النوع الأول وهو الطاعة المطلقة فلا شك أنها من الغلو والتطرف في محبة آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم – إذ لم يفرض الله طاعة أحد بإطلاق سوى طاعته سبحانه وطاعة رسوله التابعة لطاعته، فكيف يقال إن الأئمة واجبو الطاعة وأن طاعتهم كطاعة الله .!!
ومما يُرد به على هذه الدعوى من الغلو في أئمة آل البيت أن أياً منهم - ولا سيما الصحابة منهم - لم يدع هذه الطاعة لنفسه، وفي الشواهد التي ذكرناها سابقاً ما يدل على ذلك.
أما الاستدلال على وجوب متابعتهم بإطلاق بحديث زيد بن أرقم - رضي الله عنه – أنه قال: قال - رسول الله صلى الله عليه وسلم - : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) رواه الترمذي وقال: حسن غريب . فليس فيه دلالة سوى على وجوب متابعتهم في حال إجماعهم، وقد قال بحجية إجماع العترة جمع من العلماء منهم شيخ الإسلام ابن تيمية . وليس في الحديث ما يدل على وجوب متابعة كل واحد منهم فهذا توسع في فهم الحديث لا يجوز .
ثم إن الحديث قرن بين العترة وبين الكتاب، وفي هذا تأكيد على أنه لا يصح أن يكون القول المخالف للكتاب واجب الاتباع، ولو قال به أحد هؤلاء الأئمة، فالحديث يبقي على الكتاب كمرجعية أساسية لا يمكن التنازل عنها .
ثم إن من المعلوم أن آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكونوا طيلة هذه الأزمان على مذهب واحد، بل توزعتهم المذاهب والفرق، كما توزعت غيرهم، فادعاء طائفة ما أنهم أتباع آل البيت هو إلغاء لآل البيت من المذاهب الأخرى .
وما يؤكده العلماء - وهو ثابت لمن تتبع أقوالهم - أن علماء آل البيت لم يجتمعوا بحمد الله على ما يخالف عقيدة السلف، ولم ينسبوا لأنفسهم ما تقوّله الغلاة عليهم من العصمة وعلم الغيب ووجوب الطاعة بإطلاق، بل نهوا عن ذلك وبينوا فساده كما أسلفنا من ذكر آثارهم .
فما على المسلم إلا أن يستمسك بهدي القرآن والسنة في إنزال الناس منازلهم، وأن يحذر مما حذرا منه من الغلو في الدين والناس ورفعهم فوق أقدارهم، قال تعالى: { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق }(النساء:171) وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) رواه أحمد .
فإن الغلو في الدين قد جرّ النصارى من التوحيد إلى التثليث، ومن القول برسالة المسيح إلى القول بإلوهيته، وجرّ الغلاة في آل البيت من القول بصلاحهم وكونهم قدوة وأسوة إلى القول بعصمتهم وعلمهم الغيب حتى جعلوا قبورهم مزارا وملجأ ومغاثا فإنا لله وإنا إليه راجعون .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 07-09-2009, 07:37 PM
زادالرحيل زادالرحيل غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

اقتباس:
وسنجد ان الأثمة هم احق واولى الناس بالولاية لا ليزيد وعمر بن سعد ومعاوية لعنهم الله الذين قتلو ابن بنت رسول الله الأمام الحسين




الصحابة رضوان الله عليهم أهل لكل مدح وثناء ، وكل تعظيم وتبجيل ، لمكانتهم في الإسلام ، وتضحيتهم في سبيله ، فهم الذين حملوا إلينا الدين ، وبلغوا شريعة رب العالمين ، فلهم في عنق كل مسلم حق واجب ، من الإجلال والتعظيم ، والمحبة والتكريم ، والدعاء لهم بالمغفرة والرضوان ، كما قال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } (الحشر:10) هذا هو واجبنا نحو الصحابة الكرام وهو واجب يقتضيه الشرع ، ويحث عليه العرف ، كما قال تعالى : { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إلا الإحسان } (الرحمن:60)
غير أن البعض ممن تنصل من هذا الحق وجحده ، لم يقدر الصحابة قدرهم ، فاستبدل القدح بالثناء ، والذم بالمدح ، وما علم أنه يذم من مدحه الله ورسوله ، ويهجو من أثنى عليه الله ورسوله ، وهو فوق ذلك متعرض للوعيد والذم لمخالفته أمر النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن سبهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه البخاري ومسلم .

وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه ، قال : قيل : لعائشة رضي الله عنها إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر ! فقالت : " وما تعجبون من هذا ! انقطع عنهم العمل ، فأحب الله ألا يقطع عنهم الأجر " .

وروى ابن بطة بسند صحيح ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، أنه قال : " لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة ، وفي رواية : خير من عبادة أحدكم عمره " .
فمن أضل ممن يكون في قلبه غل أو حقد على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، مع توافر الآيات والأحاديث في مدحهم والثناء عليهم ، لمقامهم مع سيد الخلق صلى الله عليه وسلم في أحلك الظروف ، وأصعب الأزمات ، ولما قاموا به من نشر الدين وتبليغه ، فكيف يجرؤ أحد بعد ذلك على انتقاصهم أو الحطِّ من أقدارهم ، غير أن توقيرنا لهم واعترافنا بحقهم ، لا يدفعنا إلى الغلو فيهم ، فندعي لهم العصمة من الخطأ والزلل ، بل نقول إن الخطأ في حقهم جائز ، وخطؤهم إما أن يكون عن نظر واجتهاد فهذا لهم فيه أجر الاجتهاد ، واللوم والعتب عنهم مرفوع ومدفوع ، وإما أن يكون خطؤهم عن تقصير وتفريط على مقتضى الجبلة البشرية ، فهذا أمر بينهم وبين الله عز وجل ، لا ندخل فيه ، بل نكف ألسنتنا عنه ، هذا هو الواجب وهو مقتضى العدل ، نسأل المولى عز وجل أن يوفقنا لحب آله وأصحابه وأن يوفقنا للقيام بحقهم ، والاقتداء بهم ، والذب عنهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العال

ردكم الله الى الحق رد جميل وانار لكم البصر والبصيره

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 07-09-2009, 07:39 PM
زادالرحيل زادالرحيل غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي


عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة

في الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم


لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر


منشور في المجلد الرابع من «كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد العباد البدر» حفظه الله، نشر: دار التوحيد بالرياض


بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة


الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أما بعد: فمن رحمة الله بعباده وإحسانه إليهم وفضله عليهم أن بعث فيهم رسولاً من أنفسهم؛ ليبلغهم رسالة ربهم، ويرشدهم إلى كل ما ينفعهم، ويحذرهم من كل ما يضرهم، وقد قام صلى الله عليه وسلم بما أرسل به على التمام والكمال، فدل أمته على كل خير، وحذرها من كل شر، ونصح غاية النصح، وقد اختار الله لصحبته وتلقي الشريعة عنه قوماً هم أفضل هذه الأمة التي هي خير الأمم، فشرّفهم بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وخصهم في الحياة الدنيوية بالنظر إليه، وسماع حديثه من فمه الشريف، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

أدلة من الكتاب والسّنّة على فضل الصحابة وعظم منزلتهم

وقد بلّغ الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعثه الله به من النور والهدى على أكمل الوجوه وأتمها، فكان لهم الأجر العظيم، لصحبتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والجهاد معه في سبيل الله، وأعمالهم الجليلة في نشر الإسلام، ولهم مثل أجور من بعدهم؛ لأنهم الواسطة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه.

وقد أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وأثنى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنّته المطهرة، وحسبهم ذلك فضلاً وشرفاً.

قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة:100].

وقال تعالى: ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [محمد:29].

وفي قوله - سبحانه - في حق الصحابة الكرام رضي الله عنهم ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾ أخطرُ حكمٍ، وأغلظ تهديد، وأشد وعيد في حق من غِيظ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه غل لهم.

وقال تعالى: ﴿لاَ يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [الحديد:10].

وقال تعالى في بيان مصارف الفيء: ﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر:8 -10].

هذه ثلاث آيات من سورة الحشر، الأولى منها في المهاجرين، والثانية في الأنصار، والثالثة في الذين يجيئون بعد المهاجرين والأنصار مستغفرين لهم سائلين الله تعالى أن لا يجعل في قلوبهم غلاًّ لهم وليس وراء هذه الأصناف الثلاثة إلَّا الخذلان، والوقوع في حبائل الشيطان.

ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لعروة بن الزبير بشأن بعض هؤلاء المخذولين: «أُمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم» أخرجه مسلم في أواخر صحيحه.

وقال النووي في شرحه بعد ذكر آية الحشر: (( وبهذا احتج مالك في أنه لا حق في الفيء لمن سبّ الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنَّ الله إنما جعله لمن جاء بعدهم ممن يستغفر لهم )).

وقال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: (( وما أحسن ما استنبط الإمام مالك - رحمه الله - من هذه الآية الكريمة أن الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفيء نصيب؛ لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

وقال صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عمران بن حصين، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.

وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: «خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» والله أعلم ذكر الثالث أم لا.

وأخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال: «القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث».

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم».

وروى ابن بطة بإسناد صحيح - كما في منهاج السنة لابن تيمية - عن ابن عباس أنه قال: «لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة - يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - خير من عمل أحدكم أربعين سنة».

وفي رواية وكيع: «خير من عمل أحدكم عمره».

ولما ذكر سعيد بن زيد رضي الله عنه العشرة المبشرين بالجنة قال: «والله لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح» أخرجه أبو داود والترمذي.

وعن جابر رضي الله عنه قال: قيل لعائشة: إن أناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبا بكر وعمر فقالت: «ما تعجبون من هذا؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر» ذكره ابن الأثير في جامع الأصول.

ويشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إنَّ المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار».

وروى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نَصيفَه».

وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مدَّ أحدهم ولا نصيفه».

وأخرجه من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ولفظه: كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحداً من أصحابي؛ فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه».

فإذا كان سيف الله خالد بن الوليد وغيره ممن أسلم بعد الحديبية لا يساوي العمل الكثير منهم القليل من عبد الرحمن بن عوف وغيره ممن تقدم إسلامه مع أنَّ الكل تشرَّف بصحبته صلى الله عليه وسلم فكيف بمن لم يحصل له شرف الصحبة بالنسبة إلى أولئك الأخيار؟ إن البون لشاسع، وإن الشقة لبعيدة؛ فما أبعد الثرى عن الثريا، بل وما أبعد الأرض السابعة عن السماء السابعة، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

هذه بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على فضل أولئك الأخيار الذين مثلهم ما كانوا ولا يكونون رضي الله عنهم.


الصحابة كلهم عدول

وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم عدول بتعديل الله تعالى لهم، وثناء رسوله عليهم صلى الله عليه وسلم.

قال النووي في التقريب الذي شرحه السيوطي في تدريب الراوي: «الصحابة كلهم عدول، من لابس الفتن وغيرُهم بإجماع من يعتد به» انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: « اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلَّا شذوذ من المبتدعة» انتهى.

ولهذا لا تضر جهالة الصحابي فإذا قال التابعي: عن رجل صحب النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤثّر ذلك في المروي؛ لأن الجهالة في الصحابة لا تضر؛ لأنهم كلَّهم عدول.

قال الخطيب البغدادي في كتابه الكفاية: «كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلَّا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم في نص القرآن».

ثم ساق بعض الآيات والأحاديث في فضلهم ثم قال: «على أنه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحالُ التي كانوا عليها من الهجرة، والجهاد، والنصرة، وبذل المهج، والأموال وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين، القطع على عدالتهم، والاعتقاد لنزاهتهم، وأنهم أفضل من جميع المُعَدَّلين والمزَكِّين الذين يجيئون بعدهم أبد الآبدين».

وروى بإسناده عن أبي زرعة قال: (( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة».


ملخص عقيدة أهل السّنّة والجماعة في الصحابة رضي الله عنهم

ومذهب أهل السّنّة والجماعة فيهم وسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وسط بين المُفْرطين الغالين الذين يرفعون من يُعَظَّمون منهم إلى ما لا يليق إلَّا بالله أو برسله، وبين المُفرِّطين الجافين الذين ينتقصونهم ويسبونهم؛ فهم وسط بين الغلاة والجفاة؛ يحبون الصحابة جميعاً وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، فلا يرفعونهم إلى ما لا يستحقون، ولا يقصرون بهم عما يليق بهم؛ فألسنتهم رطبة بذكرهم بالجميل اللائق بهم، وقلوبهم عامرة بحبهم.

وما صح فيما جرى بينهم من خلاف فهم فيه مجتهدون، إما مصيبون ولهم أجر الاجتهاد وأجر الإصابة، وإما مخطئون ولهم أجر الاجتهاد وخطؤهم مغفور، وليسوا معصومين، بل هم بشر يصيبون ويخطئون، ولكن ما أكثر صوابهم بالنسبة لصواب غيرهم، وما أقل خطأهم إذا نسب إلى خطأ غيرهم ولهم من الله المغفرة والرضوان.

وكتب أهل السّنّة مملوءة ببيان هذه العقيدة الصافية النقية في حق هؤلاء الصفوة المختارة من البشر لصحبة خير البشر صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين.

من أقوال أئمة السلف في الصحابة
1 - قول الإمام الطحاوي:

ومن ذلك قول الطحاوي في عقيدة أهل السنة: «ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلَّا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان».

2 - قول ابن أبي زيد القيرواني:

وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة رسالته المشهورة وهو يبين عقيدة أهل السنة: «وأن خير القرون الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكر أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلَّا بأحسن ذكر، والإمساك عما شجر بينهم، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج، ويظن بهم أحسن المذاهب».

3 - قول الإمام أحمد:

وقال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب السنة: «ومن السّنّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم أجمعين والكف عن الذي جرى بينهم، فمَن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو واحداً منهم فهو مبتدع رافضي، حبهم سنّة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة».

وقال: «لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساويهم، ولا يطعن على أحد منهم؛ فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته، وليس له أن يعفو عنه، بل يعاقبه ثم يستتيبه فإن تاب قبل منه، وإن لم يتب أعاد عليه العقوبة، وخلده في الحبس حتى يتوب ويراجع».

4 - قول الإمام أبي عثمان الصابوني:

وقال الإمام أبو عثمان الصابوني في كتاب عقيدة السلف وأصحاب الحديث: «ويرون الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيباً لهم أو نقصاً فيهم، ويرون الترحم على جميعهم والموالاة لكافتهم».

5 - قول شيخ الإسلام ابن تيمية:

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه العقيدة الواسطية: «من أصول أهل السّنّة والجماعة، سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله في قوله: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾.

وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».

ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم، ومراتبهم، ويفضلون من أنفق من قبل الفتح - وهو صلح الحديبية - وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار، ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر - وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ـ: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، وبأنه لا يدخل النارَ أحدٌ بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.

بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس وغيرهم، ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة - بعد نبيها - أبو بكر، ثم عمر، ويثلثون بعثمان، ويربعون بعليّ رضي الله عنهم، كما دلت عليه الآثار، وكما أجمع على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعليّ رضي الله عنهم بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل، فقدم قوم عثمان وسكتوا، وربعوا بعلي، وقدم قوم علياًّ، وقوم توقفوا، لكن استقرّ أمر أهل السنة على تقديم عثمان، ثم عليّ وإن كانت هذه المسألة - مسألة عثمان وعليّ - ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند الجمهور من أهل السنة، لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم عليّ، ومن طعن في خلافة أحدٍ من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله».

ثم ذكر محبتهم لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوليهم لهم وحفظهم فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوليهم أزواجَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، وإيمانهم بأنهن أزواجه في الآخرة.

ثم قال: «ويتبرؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما جرى بين الصحابة، ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيها ونُقِص وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم - إن صدر - حتى أنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير القرون وأن المُدَّ من أحدهم إذا تصدّق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم، ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفّر به عنه.

فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين، إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور.

ثم إن القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة، والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح.

ومن نظر في سيرة القوم بعلم، وبصيرة، وما مَنَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء، لا كان ولا يكون مثلهم، وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله».

هذه (خمسة) نماذج من أقوال السلف الصالح فيما يجب اعتقاده في حق خيار الخلق بعد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه، ورضي الله عن الصحابة أجمعين.

القدح في الصحابة قدح في الكتاب والسّنّة
ومما ينبغي التفطن له أنَّ القدح في هؤلاء الصفوة المختارة رضي الله عنهم قدح في الدين؛ لأنه لم يصل إلى من بعدهم إلَّا بواسطتهم، وتقدم في كلام أبي زرعة قوله: «وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسّنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة» يعني: الذين ينتقصون أحداً من الصحابة.

القدح في الصحابة لا يضرهم
وأن القدح في الصحابة لا يضرهم شيئاً، بل يفيدهم كما في حديث المفلس المتقدم، ولا يضر القادح إلَّا نفسه، فمن وجد في قلبه محبّةً لهم وسلامة من الغل لهم، وصان لسانه عن التعرض لهم إلَّا بخير، فليحمد الله على هذه النعمة، وليسأل الله الثبات على هذا الهدى، ومن كان في قلبه غلٌّ لهم، وأطلق لسانه بذكرهم بما لا يليق بهم فليتق الله في نفسه، ويقلع عن هذه الجرائم، وليتب إلى الله ما دام باب التوبة مفتوحاً أمامه قبل أن يندم حيث لا ينفع الندم.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

منقول من موقع راية الإصلاح أدامها الله
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 07-09-2009, 07:45 PM
زادالرحيل زادالرحيل غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

اكبر مكتبة للرد على الشيعة(ومعرفة حقيقة الشيعة)والفتنة الخطيرة


والله هذا الرابط يكفى من لديه عقل للعوده للصواب نفعكم الله به

http://www.damasgate.com/vb/t138155/
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:31 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.