انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2010, 09:34 PM
أبو أنس الأنصاري أبو أنس الأنصاري غير متواجد حالياً
II كَانَ اللهُ لَهُ II
 




افتراضي الحقيقة والقتل بنيران صديقة

 

الحقيقة والقتل بنيران صديقة
كتبه/ البخاري إبراهيم



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
ففي ظل التقدم التقني الهائل في مجال المعلومات الإلكترونية أو ما يُعرف بـ"ثورةالإنترنت" أو "العولمة المعلوماتية"قد اجتاحت المجتمع مجموعة من الأخلاق الرديئة التي تتعلق بحرمات الأمة الإسلامية وعرضها وعلمائها، وهي انتشار التشهير والفضائح، ونشر الإشاعات والاتهامات والافتراءات والبهتان العظيم من خلال: تقنيات كاميرات المراقبة والهواتف المحمولة، ومواقع الإنترنت والفضائيات، وتكنولوجيا "البلوتوث" التي تسمح بالانتقال اللاسلكي بين الهواتف المحمولة بسرعات فائقة، ودقة في تشغيل البيانات؛ فضلاً عن الصحف والمجلات.
فهي كارثة باتت تهدد مؤسسات فاعلة في المجتمع، ودعاة إلى الله على بصيرة, بل وبيوتًا مسلمة كثيرة.. ! فكم خربت من بيوت، وكم فضحت من مستورات، وكم هزت من كيانات!
فرب شائعة تسببت في هزيمة جيش، أو قيام حرب، أو قتل نفس، أو طلاق زوجة، أو خراب أسرة، أو فساد في الأرض، أو فصل من وظيفة، أو إقامة بدعة لا أصل لها، أو هدم سنة ثابتة، أو صرف المسلمين عن قضية من قضاياهم المصيرية.
كم من مقالة حق أريد بها باطل صدت الكثيرين عن سماع الحق من فلان! وكم من مقالة سوء نفرت الناس من داعية محتسب؛ ففتحت بابًا من الطعن واللمز والتشهير, فاتهموه بمشابهة الخوارج مثلاً لا لشيء إلا لكونه صدع بالحق المر ولم يداهن كما يداهن غيره, أو لكونه بيَّن عقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل هامة من مسائل الاعتقاد: كالحاكمية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقضايا الولاء والبراء، وغيرها... فحُرم الناس بإيقافه خيرًا كثيرًا.
وكم من باب للخير قد أغلق بسبب همزٍ ولمزٍ، وأمورٍ بُيِّتتْ بليل, وكم من مشروعٍدعوي ضخم أجهضته كلمةُ انتقاص طائشة في حقالقائمين عليه؛ أطلقها مراهقٌممن لا هم لهم إلا مشاغلة الدعاة إلى الله، والتعرض لهم بالسب والتشهير وملء صدور الناس كراهية عليهم! وكم من يدٍ بالسوء امتدت فوَأدَت منشطًاإسلاميًا في مهده، وكم فُرضتْ قيودٌ وعراقيلٌ بجرّة قلمٍ ماكانت يوما لله!
وهذاابن القيم -رحمه الله- يلفـّه استغرابٌ من مدّعي التديّنوالوَرَع الذين سَلّوا سيوفَ الكلمة لتقطّعَ لحوم إخوانهم، ولميُراعُوا لميِّتٍ حُرمة، فيقول: "وكم ترى من رجلٍ متورّعٍ عنالفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولايبالي ما يقول!".
وهي ظاهرة وإن كانت قديمة، إلا أن الذي ضخمها وهوَّل من أمرها هو تلكم التقنيات الحديثة المشار إليها, حتى راجت هذه الظاهرة وفعلت فعلتها في النفوس الخبيثة.
ولا يخفى أن استغلال التقنية الحديثة لارتكاب الجرائم المختلفة، والتي من ضمنها التشهير بالآخرين فيه حرف لهذه التقنية عن نهجها الصحيح, وعما ينبغي أن تكون عليه من تحصيل المنافع للمجتمعات والأشخاص.
والأمر الذي يجعلك تعجب أخي القارئ حتى يتفجر منك العجب، بل ما يجعل البدن يقشعر حينما يرى ويسمع مظاهر هذه الظاهرة؛ أنها ليست صادرة عن عدو ظاهر أو منافقٍ معلومِ النفاق, بل يقوم بها طائفة من المنتسبين لحقل الدعوة والعلم, وربما يزاحمون أهلالصلاح والالتزام بمناكبهم، ويقفون معهم لخدمة دين الله في خندقٍواحد, ولكنهم بغوا على إخوانهم، وأصابوهم بطائشسهامهم.
بما يمكن أن نستعير له المصطلح العسكري: "القـتـل بنيران صديـقـة".
فهو عدوان وبغي ممن هم محسوبون على التيار الإسلامي، لكن سهامهم في الحقيقة موجهة إلى إخوانهم, ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا!
فما أحراهم أن يعتبروا بقول إياس بن معاوية -رحمه الله- لما كان سفيان بن الحصين جالسًا عنده،فمرّ رجلٌ فنال منه سفيان، فقال إياس: اسكت! هل غزوتَ الروم؟
فردسفيان: لا.
فسأله إياس ثانية: أغزوتَ الترك؟
فقال سفيان: لا؛فعلَّمه إياسٌ درسًا لم ينسه سفيان أبدًا، حين صاح فيه: "سلم منكالروم، وسَلِم منك الترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟!".
لقد انقلبت الموازين عند هؤلاء حتى أنهم يحتسبون الأجر من الله بفضيحة إخوانهم في الله، والتشهير بهم بغير حق في المنتديات وغيرها...
تقرَّبوا إلى الله ـجهلاًـ بإيذاء إخوانٍلهم، يظنون أن ذلك يقربهم إلى الله زُلفى؛ وغفلوا عن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَلا يُقْبَل الْلَّه إِلا الْطَّيِّب) (متفق عليه).
فيا ليت شعري مَن يشتري أعراضَ العلماء والدعاةاليوم من هجَّاءٍ قد تخلف "في كهوف القَعَدَة الذين صرفوا وجوههمعن آلام أمتهم، وقالوا: هذا مغتسلٌ باردٌ وشراب"، و"كلما مرَّعلى ملأ من الدعاة اختار منهم ذبيحًا فرماه بقذيفة من هذهالألقاب المُرّة، تمرق من فمه مروق السهم من الرَّميّة، ثم يرميهفي الطريق، ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق؛ فإن ذلك من شُعَبالإيمان" تصنيف الناس بين الظن واليقين ص22.
إن مما تستوحش منه قلوبالمؤمنين النقية، وتشمئز منه نفوسهم السويّة ما تراه اليوم منتصرفات رعناء لأدعياء العلم والفضل حين يخطئ عَلَمٌ أو رمزٌمُوثّق أو داعيةُ خيرٍ كانت له في الإسلام سابقةٌ؛ فإذا هم يستبشرون, ويستبيحونعرضه، ويهتكون أستاره، وينسون فضله، ولمّا يشتدّ عودُهم أو ينضجفكرُهم، أو يبلغوا سنّ الحُلُم بَعْد.
فإلىأدعياء الغيرة -ممن يستبشرون بأخطاء الدعاة، ويتصيّدون هناتهم،ويبحثون عن زلاتهم- نسوق كلامًا نفيسًا لابن القيم -رحمه الله- يشرح فيه منهجًا لميزان الرجال؛ حيث يقول: "من قواعد الشرعوالحكمة أيضًا أنَّ مَنْ كثُرت حسناته وعظُمَـت، وكان له في الإسلامتأثـيرٌ ظـاهر فإنـه يُحـتمل منـه ما لا يحتمل لغيره، ويُعفى عنهما لا يعفى عن غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لميحمل الخبث، بخلاف الماء القليل فإنه لا يحتمل أدنىخبث".
الحقيقة:
إذا فتشت معي أخي القارئ عن السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة وجدت أنها قد تأخذ صورًا وأشكالاً عديدة إلا أن الذي يربط بينها جميعًا هو أنها صادرة من نفوس مريضة يدفعها الحسد أو الحقد أو التلذذ بإيذاء الآخرين أو غيرها من الأهداف الخبيثة وإن اختلفت تلك الأهداف من شخص لآخر.
ونُذَكِر إخواننا الذين بغوا على دعاتنا وعلمائنا بمقولة التابعي المخضرم الثقة أبي معبد عبد الله الجهني -رحمه الله-: "إني أرى ذكر مساوئ الرجل عونًا على دمه"؛ وسبب هذه المقولة أنه ذكر لأصحابه في مجلس له يومًا قائلاً: "لا أعين على دم خليفة أبدًا بعد عثمان".
وكانت كلمة مثيرة منه حقـًا حتى أن كل من سمعه استغربها, فهو العبد الصالح المحب لعثمان المُجل له، العالم بمكانته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما لهذا الشيخ البرئ الذي لم يرفع سيفًا في وجه عثمان قط يتهم نفسه ويلومها على ما لم تفعل؟ حتى إن أحدهم انبرى بجرأة ليسأله: يا أبا معبد وهل أعنت على دمه؟! فيقول مقالته السالفة: "إني أرى ذكر مساوئ الرجل عونًا على دمه".
فهو يتهم نفسه بجزء من دم عثمان؛ لأنهرأى بأم عينه كيف أن ما ظنَّه، وقام في نفسه من أنه الحق قد أدّىإلى استغلال الرُّعاع له حين تكلم به، وكيف استزلهم الشيطان حتى قتلواعثمان -رضي الله عنه-.
أين هؤلاء من قول أبي بكرٍ الصّديق -رضي الله عنه- فيما أخـرجه عبد الرزاق فيمصنفه: "لو لم أجد للسارق والزاني وشارب الخمر إلا ثوبي لأحببتأن أستره عليه!".
إنقلبًا كبيرًا رحيمًا كقلب الصدّيق -رضي الله عنه- قد وسعالعصاة المجرمين ليسترهم، وأولئك ضاقت نفوسهم عن نجاحات إخوانهم؛فأبت إلا أن تتتبَّعَ عوراتهم لتفضحهم؛ فيا للهالعجب.. !
وإلى أمثال هؤلاء وجَّه رسولنا -صلى الله عليه وسلم- حديثه قائلاً: (يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَبِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لاَ تَغْتَابُواالْمُسْلِمِينَ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).
وإذا تأملنا هذا الحديث الشريف قليلاً.. وربطناه بما سبق ذكره تبيَّن لنا أن هذه الظاهرة "ظاهرة القتل بنيران صديقة" ظاهرة قديمة، لكنها متطورة جدًا في وسائلها، مواكبة أحدث الوسائل والتقنيات فليهنأ أصحابها بهذا التطور!
وما أمر أولئك المتشدقين بالدعاوى الزائفة لاستباحة أعراض إخوانهم، بل مشايخهم من الدعاة وطلاب العلم إلا كأمر أولئك الذين خاطبهم أبو هريرة -رضي الله عنه- قائلاً: "يُبصرُأحدُكم القذاةَ في عين أخيه، وينسى الجِذْلَ -أو الجذْعَ- فيعين نفسه؟!" قال أبو عبيد: "الجذل الخشبة العالية الكبيرة".
إن التفريط في المنهج الإسلامي للتثبت من الأخبار ونقلها، والذي أوصى الله به عباده المؤمنين؛ هو من أعظم الأسباب لهذه الظاهرة الخطيرة؛ فكم من مظلوم في ماله أو بدنه أو عرضه, أو اعتقاده كان سبب ذلك هو التساهل في نقل الأخبار وإشاعتها والتشهير بأصحابها.
إن مواجهة جريمة التشهير في "الإنترنت" وغيره.. تستند إلى قواعد: شرعية، وإنسانية،وأخلاقية تحتم علينا ضرورة التعامل مع هذا النوع من جرائم التشهير بطريقة أكثر جديةوفاعلية؛ تحفظ الحقوق، وتمنع الاعتداء، وتحقق العدالة في المجتمع، ولا يمكنالقبول بتسويغ هذا النوع من التشهير باسم حرية الرأي أو حق استعمال النقد.
والعجيب أنَّ من يُشهِّر بغيره ممن يفوقونه علمًا وقدرًا، حينما ينادي بحرية الرأي والتعبير يحاول أن يحتكر ذلك لنفسه ولمن يوافقه فحسب؛ فلا يسمح لغيره بأن يخالفه الرأي، بل يحاربه ويُشهر به.
لقد اعتنى التشريع الإسلامي بالتأصيل لمجموعة من الأحكام كفل بها حقوق الفرد والمجتمع وضمان الحريات، وعدم المساس بهذه الحقوق أو النيل من كرامة الأشخاص بوجه عام؛ فحرمت الشريعة الإسلامية ترويج الشائعات، والتشهير بالمسلمين، وأوجبت ضرورة التثبت من الأخبار قبل نشرها، وحذَّرت من: الغيبة، والنميمة، وإشاعة الفاحشة، وتتبع عورات المسلمين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شرعت الحدود والتعزيرات والزواجر، وجعلت لها من العقوبات والمؤيدات ما يكفل لها التطبيق وتحقيق مقاصد التشريع.
هذا كله ولم يكن في عصر التشريع جريدة، ولا هواتف، ولا كاميرات تجسس، ولا قنوات فضائية، ولا مواقع الكترونية، مما هو أولى وأدعى للوقوف على حجم هذه المشكلة الكبيرة مترامية الأطراف، والتي لم يسلم منها العلماء فضلاً عن غيرهم!
فقد تعدى الأمر كونه نوعًا من الأذى إلى كونه جريمة خطيرة ماسة بحرية الإنسان ونظام الدولة وسلامتها، لذلك تحولت طريقة النظر فيها من مجرد الجهة الأخلاقية إلى النظرية التشريعية.
وإذا كان الأمر كذلك فإن الحاجة تصبح ملحة لوجود أنظمة زاجرة تمنع استخدام مثل هذه التقنيات الحديثة للإساءة والتشهير بالآخرين؛ عملاً بقاعدة: "مـَنْ أمِنَ العقوبَة أساءَ الأدَب"!



www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-19-2010, 04:55 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الحقيقة, بنيران, صديقة, والقتل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 05:17 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.