انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-22-2008, 02:26 PM
ام انس السلفيه ام انس السلفيه غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي لا تعتذروا

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم


لا تعتذروا


بل موتوا بغيظكم


هل انتهت قضية رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ؟؟؟


هل انتهى الموضوع .. وانفض المولد .. وحفظت القضية ؟؟؟


أيها المسلمون .......


أمتي .. أمة الإسلام ...


أحبتي في الله ..


أحبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...


كلا وألف كلا ..


<<< القضية لم تنته >>>


أيها المسلمون .............


إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لم يأخذ حقه ...


ولم يؤخذ بثأره حتى الآن ...


<<< لم تنته القضية >>>


فلا تناموا .. ولا تسكتوا .. ولا تهدأوا ...


بل لابد أن يستمر الحديث عنه وعن نصرته وعن مقاطعة أعدائه وعداء من سبوه وشتموه وانتقصوا منه..


لابد أن تستمر المشاريع الفعالة للعمل بسنته ونصرة شريعته .. ورفع رايته .. وإعلاء لواء دينه ..


لا للمظاهرات الصاخبة ..


ولا للتفجيرات أيًّا كانت .. وأينما كانت ..


ولا لأذى الناس ..


ولا لفتح باب الشر على الناس أيا كانوا ..


وإنما ندعو إليه وبحق ..


نعم : لتعليم السنة وإقامة صرحها ونشرها ونصرها ..


ونعم : لنشر الإسلام ودرء الشبهات ، وتبصير الناس بعظمة هذا الدين ..


نعم : لتعريف العالم كله بعظمة الإسلام وعظمة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..


وتعريف العالم كله بقدر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند الله وعند المسلمين ..


وتعريف العالم كله أن أرواح المسلمين كلهم فداء لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولا يمس قدره ولا مقامه .


<<< لم ولن تنتهي القضية >>>


بل لابد أن تبقى حية في نفوس ومدارك المسلمين ..


ولذلك تعالوا أذكركم أصل القضية كي لا تنسوها أو يتناساها البعض عمدا :


نشرت الرسوم المسيئة الفاجرة للمرة الأولى في شهر سبتمبر من عام 2005 م ، وقدم مسلمو الدانمارك احتجاجا للحكومة ؛ رُفض اجتجاجهم .


وعندما تقدموا لرفع قضية لمساءلة المسيئين ؛ رفض المدعي العام رفع القضية .


وعندما طلب أحد عشر سفيرا عربيا مقابلة رئيس الوزراء لتقديم الشكوى ؛ رفض مقابلتهم ..


وعندما طالب العديد من المسئولين الكبار من رؤساء وأمراء وسفراء وساسة بتقديم الاعتذار تجنبا للحرج أمام الشعوب الغاضبة ؛ لم يستجب لأي منهم ، بل أعيد نشر الرسوم في أكثر من بلد أوروبي على وجه التعدي والتحدي والاستفزاز .


حتى أن الجريدة الدنماركية سيئة الذكر اختارت يوم عيد الأضحى لتعيد فيه نشر الرسوم ، بينما اختارت جريدة فرنسية أخرى أول أيام العام الهجري لتكرر نشرها !!!


ومن يومها والمعاندون يتمادون ، لا في الدنمارك فحسب ، بل في كل دول الاتحاد الأوربي الخمس والعشرين، وعلى لسان مسئولي هذا الاتحاد الذين أيدوا الموقف الدنماركي ورفضوا الموقف الإسلامي ، بل حذروا من استمرار المقاطعة للدنمارك ؛ لأنه في نظرهم تعد مقاطعة للاتحاد الأوربي كله ، بل تحايلوا على هذه المقاطعة بوضع اسم الاتحاد الأوربي على البضائع الدنماركية !!!


كان آخر المواقف المعاندة للمواقف الرسمية الإسلامية ما حدث مع وفد البرلمان الباكستاني الذي زار مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل في الفترة من 5 إلى 8 مارس 2006 م ، بتكليف من رئيس الوزراء (شوكت عزيز) ، للعمل على حل الأزمة مع أوروبا ، إلا أن الوفد عاد خالي الوفاض ، دون اعتذار أو حتى وعد بالاعتذار .


أما على المستوى الشعبي ؛ فقد تحمس بعض الناس للذهاب إلى كوبنهاجن عاصمة الدنمارك لعمل مؤتمر (الحوار الديني والحضاري) زعموا !!! يعرضون فيه - باجتهاد منهم - على عدد من المثقفين ورجال الدين في الدنمارك وجهة نظر العالم الإسلامي في غضبته من أجل نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، راجين متلطفين ملتمسين منهم أن يحترموا دين المسلمين ، ويحثوا حكومتهم على ذلك ، ولكنهم رفضوا مطالب هذا الوفد الذين أُسقط في أيديهم ؛ لأن الكثيرين من المسلمين نصحوهم وحذروهم من النتائج المحرجة لهذا المؤتمر ، وقد حدث ما توقعه المحذرون ؛ حيث رفض (المُضيفون) المطالبَ المقدمة باسم المسلمين ، وانتهى المؤتمر دون إصدار نتائج أو بيان ختامي !! وهو ما اعتبر فشلا ذريعا لفكرة الحوار مع (الآخر) ؛ لأن هذا الآخر هو آخر من يهتم بالحوار – في مثل هذه الأمور – إلا بمنطق الحديد والنار !!!


لقد بكى بعض المنظمين للمؤتمر من المسلمين أمام الدنماركيين من هول المفاجأة من هذا السلوك المعاند الذي كان لا يتوقعه على أرض أوروبا (المستنيرة) وقال : (جئنا مع إخواننا بيد ممدودة .. ولكننا لم نجد يدا تمد إلينا !!!)


ثم احتشد مؤخرا عشرات من الدعاة والمفكرين في مؤتمر في دولة البحرين لنصرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من أنحاء العالم الإسلامي ، وواصل الأوربيون التحدي ورفضوا الاعتذار أو مجرد قبول توصيات هذا المؤتمر.


فماذا بعد يا عقلاء المسلمين ؟؟؟


قال الملك جل جلاله سبحانه : {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً *رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقاً *اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} [سورة الطلاق :10-12] ..


يقول لكم ربكم جل في علاه .. يا أولي الألباب : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ * هَا أَنتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [سورة آل عمران :118-120] ..


هذا القرآن نزل للتدبر والعمل .. فتدبروا وتفقهوا .. ولا تتعنتوا .. واعملوا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ..


أحبتي في الله ..


لابد اليوم من تقرير حقائق أذكرها بإيجاز :


أولا : إن عظمة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومنزلته الجليلة لا تهتز ولا تتأثر ولا ينتقص منها أبدا بفعل هؤلاء السفهاء ولا بمحاولاتهم الشانئة ، ولا بفعل غيرهم أيا كانوا ومهما كانوا ، لن يستطيع الأغمار من هؤلاء الكفار ولا غيرهم ولو اجتمع الثقلان أن ينالوا ذرة من عظمة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وقدره أبدًا لأنها أولا : محفوظة بحفظ الله ، وثانيا : هي تزيد في قلوب المؤمنين دوما ..


وليموت هؤلاء الكفار بغيظهم أقول :


أن هذه الأرض بأركانها الأربعة .. وقاراتها الخمس .. وملياراتها الستة .. وفي دورة أيامها السبعة لتشهد بعظمة النبي ، فاسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يتردد على مدار ساعات اليوم بل ودقائق الساعة ، بل ثواني الدقيقة ، بل أجزاء أجزاء الثانية يتردد اسم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كل لحظة تحت كل سماء وعلى كل أرض ، فما من نسمة مسلمة في أرجاء العالم المملوء بالمسلمين إلا وهي تنطق باسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مقترنا باسم الله الأعلى وبأعلى قدر من التبجيل والتعظيم وفي كل أذان وفي كل إقامة وفي كل صلاة مفروضة أو مسنونة ، وفي الثناء وفي الدعاء والذكر والشكر ... حتى البيع والشراء والزواج والطلاق والنوم واليقظة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .


فتبقى الأرض كلُّها تلهج باسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من كل أصحاب اللهجات ، ومن كل ذوي الجنسيات والعرقيات ، ومن كل الأعمار ، في كل الأقطار مقترنا باسم الله العظيم جل جلاله ، ليصدق قول الله تعالى : {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً} [سورة الشرح :1-6] ..


هل بعد كل هذا نحتاج إلى اعتذارهم أو رد اعتبار منهم .. كلا والله ..


ثانيا : إن عظمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم التي تطاول عليها هؤلاء السفهاء الأغمار من سفلة الكفار ، لن تنقص أو تهتز باعتداءاتهم ، بل تزيد هذه الاعتداءات تعلق المؤمنين بمحبته واتباعه ، وهذا ما كان ، وهكذا دوما يكون وسيكون .. أيقظت هذه الاعتداءات الغيرة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في قلوب المسلمين جميعا ..


وليموتوا بغيظهم أيضا أقول :


انظروا إلى نتيجة فعلتكم الشنعاء :


لم تزد المؤمنين به إلا محبة له وتوقيرا لمقامه ورغبة في الاجتهاد في تعزيره وتوقيره والدفاع عنه ، بل وحدث ما لم نره من زمان بعيد أن تجتمع كلمة المسلمين وأن تتوحد صفوفهم حكاما ومحكومين طلبا للانتصار لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وحتى المنافقين قالوا كلمتهم واجتهدوا مخلصين أو غير مخلصين في نصرة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..


*** موتوا بغيظكم ***


ثالثا : وهنا أقول ، وبملء فمي وأعلى صوتي :


<<< لا تعتذروا .. لا تعتذروا >>>


نعم لا تعتذروا .. ونحن نعلم والله بيقين أنكم لن تعتذروا ، ولعل عدم اعتذاركم ينبه بقية الغافلين المخدوعين عن دفائنكم وخباياكم التي بينها كتاب ربنا جل جلاله ، وجلاها نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ..


قال ربي وأحق القول قول ربي للمنافقين حين أرادوا أن يعتذروا ، وبمثلها نقول :


{ لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ} [سورة التوبة :66] ..


{ لاَّ تَعْتَذِرُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [سورة التوبة :94] ..


ثم قال ربنا جل جلاله سبحانه الملك :


{ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة التوبة :95] ..


ونهدئ من روع الذين يشحذون الاعتذار ويتسولون له ولهم معا :


<<< لا تعتذروا >>>


فنبينا أغلى وأغنى وأعلى من أن نتكفف رد اعتبار من أمثالكم ، فاعتباره مرفوع في السماء قبل أن يرفع في الأرض ، ومحفوظ عند الخالق جل وعلا قبل أن يحفظ عند المخلوقين ..


<<< لا تعتذروا >>>


فلعل عدم اعتذاركم يعجل بانتقام الله منكم ، وهو وحده القادر على أن يكفينا ويكفي نبينا شر حقدكم ، ويحوله إلى فتح لدعوته ، واستجلاء لشخصيته ، ورفعة لاتباع هديه وسنته ..


قال ربنا جل وعلا : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ *إِنَّا كَفَيْنَاكَ المُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [سورة الحجر :94-96] .. وسوف يعلمون ...


<<< لا تعتذروا >>>


<<< حقا ....... لا تعتذروا >>>


فاعتذاركم وإن حصل لن ينفعنا ، ولن يفيد رسولنا بشيء ؛ بل نعلم من مكركم ودهائكم وتلونكم أن اعتذاركم إن حصل سيكون سياسيا أو دبلوماسيا أو حتى اقتصاديا بسبب خسارتكم للمكاسب الدنيوية التي هي عندكم أقدس المقدسات ..


وحينها لو فهم المسلمون فلن يفلح اعتذاركم في إطفاء هذه الغضبة في قلوب المسلمين ..


حقا ... لا تعتذروا .. فنحن لا نحتاج إليها ولن نحتاج ..


ولأحبتي من المسلمين الصابرين المخلصين ، أصحاب منهج الحق أقول كلمتين لابد منهما :


إن حقيقتين عظيمتين لا بد لإخوتي في الله وأحبتي من إدراكهما وفهمهما حق الفهم :


الأولى : أن المستقبل لهذا الدين ، والعاقبة للمتقين ؛ جاء بذلك حكم الله وقضاؤه سبحانه ولذلك نحن منه على يقين ...


قال الملك جل جلاله : {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [سورةغافر : 51] ..


وقال سبحانه وتعالى : {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ} [سورة الروم : 47] .


قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :«ليبلغن هذا الأمر مبلغ الليل و النهار و لا يترك الله بيت مدر و لا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل يعز بعز الله في الإسلام و يذل به في الكفر » .


الثانية : أن الله ناصر من نصره واستمسك بدينه ، وخاذل من خذل دينه وعصى أمره واتبع هواه ...


قال عز من قائل : {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [سورة الحج : 40] ...


وقال الملك الكبير المتعال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [سورة محمد : 7] ..


وقال عز وجل : {بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} [سورة آل عمران: 150] ..


وقال جل جلاله سبحانه : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ} [سورة يوسف : 110] .


ولابد لنا مع هاتين الحقيقتين الجليلتين من وقفات :


أن لا يأس ولا قنوط ؛ فعقيدتنا منصورة ، وديننا ممكّن ، وعلينا الجزم بذلك وعلمه علم اليقين ؛ لنعيش بنفسية آملة متفائلة ، تركز نظرها على النور ، وتتجه للاجتماع على ضوئه .


ومع أن الفأل الحسن وحسن الظن بالله تعالى من أهم المقومات للمؤمن المطمئن دائما ، إلا أن أهمية ذلك تزداد حين ندرك أن من أهم مرامي عدونا : إضعاف معنوياتنا ، وغرس اليأس والإحباط في دواخلها ، ليقتل الهمم، ويستأصل باعث العمل من نفوسنا ؛ لأن الأمة اليائسة لا تصنع شيئاً .


أن طاعة الله تعالى ولزوم شرعه هو مفتاح النصر وبوابة التمكين ، وأنه لا سبيل لهذه الأمة لنيل الرفعة والظفر بالعزة إلا عبر ذلك .


يقول الفاروق - رضي الله عنه - : « إنا كنا أذلّ قوم ، فأعزنا الله بالإسلام ؛ فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به : أذلنا الله » .


وعليه فقد جعل الله تعالى عزنا وذلنا معاشر المسلمين بأيدينا لا بأيدي غيرنا ، ومصداق ذلك من كتاب الله قوله سبحانه وجل في علاه : {أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة آل عمران : 165] ، فأعمالنا هي سبب ما أصابنا ويحلّ بنا ، وهي نفسها باعث الإصلاح وشرطه ، ومقوِّم التغيير المأمول ، قال تبارك وتعالى : {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [سورة الرعد : 11] .


أن النصر يتخلف بانتفاء شروطه ووجود موانعه ، والمتأمل في واقعنا يجد أن الإيمان ضعيف ، وما يقدح في أصله أو كماله كثير ، والأمة غارقة في بحور الشهوات والشبهات ، وهي فوق ذلك في غفلتها تهيم ؛ فهي أكثر ما تكون تشتتاً وفرقة ، وأبعد ما تكون عن الأخذ بالأسباب في سبيل العزة ورفع راية الدين.


أما إذا جئت إلى أوساط الهداة ومبعث الأمل العلماء والدعاة ؛ فمع كثرة خيرهم وعموم نفعهم إلا أنك تشاهد أمراضاً شتى ، الواحد منها يعوق النصر ويمنع التمكين ؛ فكيف بها مجتمعة ؟ فأنت ترى في بعضهم قلة في الفقه ، وضعفاً في النظر ، أو تقصيراً في التبليغ والبيان ، وطلباً للدنيا وتأكُّلاً باسم الدين ، وفرقة وتشرذماً وتحزباً في أحيان كثيرة على غير الدين ...


وهلُمَّ جراً .


إنها بحق حالة مزرية ، هي أبعد ما تكون عن استحقاق النصر وأهلية التمكين ، ولكن لا يأس ؛ بل الأمل قوي ...


مع شدة الضعف وعظم الهوان إلا أن الأمر لم يبلغ من السوء مبلغ اليأس منها والعجز عن إصلاحها ؛ إذ الأمة مع شدة المرض ما برحت حية لم تمت ، وما زالت تملك كثيراً من مقومات القوة وعوامل التغيير التي لم تستثمر بالصورة المطلوبة بعد .


لكن كل ذلك لن يجدي ما لم ينهج المصلحون المنهج النبوي في بيان الحق وإصلاح الخطأ والرد على الباطل .


وحين يتأمل المرء في حال هداة عصرنا ومناهجهم في التغيير يجدهم طرائق شتى :


* ففئات تأخذ جانباً من الجوانب المطلوبة للتغيير ، وتضرب صفحاً عن بقية الجوانب .


* وفئات تستعجل الطريق ، فتختار مرحلة متقدمة من مراحل التغيير ، قافزة على ما دونها من المراحل التي لا قيام للمرحلة المختارة إلا بها .


* وتلك تتطلع إلى الحكم مرددة ما روي عن الفاروق عمر - رضي الله عنه - : « إن الله ليَزَع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن » .


* وفئات داخلها الخور والخوف فخشيت الأذى ، أو ركنت إلى الدنيا وملذاتها ، وزين لها الشيطان سوء عملها .


وكل هذه الطرائق مهما حققت من خير لن تقود إلى إصلاح الأمة ؛ لأنها أخذت ببعض الكتاب وتركت بعضه.


ولذلك فإنهماعائقان متقابلان هما أعظم عوائق نجاح دعوات الإصلاح والتغيير : الاستعجال ، والضعف والخور .


فأما الأول : فيقود إلى الهلكة مهما كان قصد صاحبه حسناً ؛ لفقد الرفق والحكمة ، وعدم إعطاء البعد الزمني حقه .


وأما الثاني : فيحول بين الإنسان والعمل ليلجأ بعدها ضعيف النفس إلى التسويغ لخوره والتأصيل لضعفه وإعطائه بعداً شرعياً .


ومن يتأمل في هدي نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يجد أنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بذل غاية وسعه في الإصلاح بطريقة قوية وإصرار .. كل ذلك في ظل تؤدة ورفق ، وحكمة ظاهرة ، وأخذ بالأسباب الشرعية ، وإتيان للبيوت من أبوابها .


فإنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم دعا وعلّم ، وبنى وربّى ، وآخى ووحد ، وأقام دولة الإسلام ، وأقام شرائع الإسلام في المجتمع ، بعد عمل وجهد جهيد ، وصبر طويل ، وخطوات متأنية .


ذلك كان هديه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :{ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ المَصِيرُ } [الشورى :15] .


فإذا أردنا لأمتنا فلاحاً ولأنفسنا نجاحاً فلنسلك مسلكه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ولْنسر على نهجه ، فلن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به حال أولها .


وفي ظل هذا الواقع المأساوي رغم وجود هذه الكوكبة المشرقة من العلماء الربانيين والدعاة الصادقين وأبناء الصحوة المباركة ؛ فإن واجب الوقت من حيث الجملة هو بيان الحق والدعوة إليه ، وتعليم الدين وتربية أبنائه عليه ؛ حتى تُحمى البيضة ، ويُحافظ على الهوية .


وفي سبيل تحقيق ذلك والتمكين له ؛ يجب تجاوز الصعاب وتحمّل الأذى مهما بلغ الأمر .


{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة يوسف : 21] .


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .




:ozkorallah:
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-22-2008, 10:47 PM
رفقا بالقوارير. رفقا بالقوارير. غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-23-2008, 12:26 AM
ام انس السلفيه ام انس السلفيه غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

وخيرا جزاكى
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:25 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.