Untitled-2
 

 

دروس غـرفة الأخوات يُدرج فيه دروس " العقيدة - الحديث - التفسير - التجويد - اللغة العربية " كتابة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2009, 05:44 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الأربعون النووية ( 5 )

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آسفة جداً على ما حدث للصوت فى الغرفة الصوتية ولكن قدّر الله وما شاء فعل
ولكى لا يحدث أى تعطيل للأخوات أرسل إليكم الحديث الرابع حتى نتواصل ويتم تيسير الأمر من الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
آمين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-21-2009, 07:03 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

بارك الله فيك معلمتي الغالية .
جعله الله في ميزان حسناتكم.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-21-2009, 11:07 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اللهم آمين
اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل يارب

جزاكِ الله خيراً أختى الحبيبة

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-28-2009, 10:56 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الأربعون النووية (5)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هُداه .. ثم أما بعد ..
الحديث الرابع
عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال : " إن أحدكم يُجمع خلقه فى بطن أُمه أربعين يوماً نُطفة ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ثم يكون مُضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه المَلك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : بكتبِ رزقه وأجله وعمله وشقىٌ أو سعيدٌ ، فوالله الذى لا إله غيره إن أحدكم ليعملُ بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتابُ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذارع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها "" ..... رواه البخارى ومسلم

هذا الحديث متفق على صحته ، وقد تلقته الأُمة بالقبول
وهو الصادق المصدوق : يعنى الصادق فى قوله ، والمصدوق يعنى المُصدَّق فيما جاء به من الوحى عن الله سبحانه وتعالى
لماذا قال( وهو الصادق المصدوق ) ؟
قال هذا تأكيداً لإحترام النبى صلى الله عليه سلم ، ولأن الكلام الآتى هو فى أمر غيبى ، فكما نُصدق النبى صلى الله عليه وسلم فى الأشياء الحاضرة والمُشاهدة فكذلك يجب أن نصدقه فى الأمور الغيبية ، وهذاالحديث كله فى أمرٍ غيبى كما سيأتى..

قال : إن أحدكم يُجمع فى بطن أُمه 40 يوماً نُطفة : يعنى عند إلتقاء ماء الرجل بماء المرأة فيجتمع هذان الماءان ويكونان هذا التكوين ( النُطفة ) ، فالنُطفة هى الماء ، ويظل ماءً لمدة أربعين يوماً

ثم يكون علقةً مثل ذلك : والعلقة يعنى قطعة اللحم ، إنتقل الجنين لطور آخر من أطوار تكوينه : كان ماء ثم أصبح دماً ، مثل ذلك يعنى فى المدة ، يعنى أربعين يوم أخرى
ثم يكون مُضغةً مثل ذلك : والمضغة يعنى قطعة اللحم ، إنتقل التكوين من ماء ثم دم ثم قطعة من اللحم – بعد أربعين يوم أخرى
يعنى بعد 120 يوم يكون الجنين قطعة لحم ثم يبدأ بإذن الله عز وجل التكوين الخلقي للإنسان شيئاً فشيئاً
ثم يُرسل الله تعالى إليه المَلك الموكَّل بهذا الأمر فينفخ فيه الروح ، والروح هى ما يحيا به الجسم ، وقد سُئل النبى صلى الله عليه وسلم عن الروح فأمره الله تعالى أن يقول : { قل الروح من أمر ربى وما أُوتيتم من العلم إلا قليلاً }
فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات ( يعنى أربعة أشياء ) :
1)كتابة رزقه إلى أن يموت ( والرزق نوعان :
أ – رزقٌ يقوم به البدن : وهو الأكل والشرب واللباس والمسكن ... إلخ
ب – ورزقٌ يقوم به الدين وهو : العلم والإيمان
2)كتابة أجله ( يعنى عمره ) : أى مُدة بقاءه فى الدنيا ، وهذا الأجل لا يتقدم لحظة ولا يتأخر ، إذا تمّ الأجل إنتهت الحياة
3)كتابة عمله : يعنى ما يكتسبه من الأعمال القولية والفعلية ، كله مكتوب على الإنسان
4)كتابة هل هو شقى أم سعيد ( فى هذه الدنيا وفى الآخرة ) قال تعالى { فمنهم شقىٌ وسعيد فأما الذين شقوا ففى النار لهم فيها شهيقٌ وزفير خالدين فيها ما دامتِ السمواتِ والأرض إلا ما شاء ربُك إن ربَّك فعالٌ لما يريد * وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السمواتِ والأرض إلا ما شاء ربك .. } فالنهاية إما شقاوة وإما سعادة .. فالسعيد هو الذى تم له الفرح والسرور ، والشقى بالعكس
اللهم اجعلنا من أهل السعادة يارب
فوالله الذى لا إله غيره : وهذا قَسَم من النبى صلى الله عليه وسلم
وقيل أن هذا القسم مُدرج من كلام بن مسعود رضى الله تعالى عنه وليست من كلام النبى صلى الله عليه وسلم
وعندنا قاعدة تقول : إذا إختلف المُحدثون فى جملة من الحديث أمُدرجة هى أم من أصل الحديث ؟
فالأصل أنها من أصل الحديث ، فلا يُقبل الإدراج إلا بدليل قوى
وعلى هذا فإن جملة ( فوالله الذى لا إله غيره ) هى من كلام النبى صلى الله عليه وسلم
فوالله الى لا إله غيره : هذا قَسَم مُؤكَّد بالتوحيد :
القَسَم : فوالله ، والتوحيد : الذى لا له غيره : أى لا إله حقٌ إلا الله { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل }

إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع (يعنى مُدة يسيرة ) فيسبق عليه الكتاب ( يعنى الذى سبق فى علم الله تبارك وتعالى فى اللوح المحفوظ ) فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها
وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ...
وفى رواية : إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار : أى أن عمله لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى وإنما أراد بعمله الناس ،
ولعلنا نذكر قصة الرجل الذى غزا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى إحدى الغزوات وأثنى الناس عليه وقالوا إنه قاتل قتالاً شديداًَ .. فلمّا حكوا عنه للنبى صلى الله عليه وسلم قال : هو من أهل النار .. فقال أحد الصحابة : لأتبعنّـه، فتبعه ثم وجده قد جُرح جرحاً شديداً لم يحتمله فقام إلى سيفه وغمده فى بطنه – أى أنه قَتَلَ نفسه ، فهو من أهل النار ، أعاذنا الله وإياكم منها ،، وصدق النبى صلى الله عليه وسلم
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حُسن الخاتمة ، فكما قال النبى صلى الله عليه وسلم " الأعمال بالخواتيم "
قال بن عثيمين – رحمه الله – " ما من أحدٍ يُقبل على الله بصدقٍ ويعمل بعمل أهل الجنة بصدقٍ إلا ولن يخذله الله أبداً ، فالله عز وجل أكرم أن يُخذل عبده الذى أخلص له .. أ. هـ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-28-2009, 10:57 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

هذا الحديث فيه قضايا مهمة وسنقسمها إلى عدة وحدات :

الوحدة الأولى : فيما يتعلق بخلق الإنسان :
هذا الحديث يدل على أن الجنين يمر بعدة أطوار :
1)النطفة ( الماء ) عندما يلتقى ماء الرجل بماء المرأة ويأذن الله سبحانه وتعالى بأن يتكون جنين من إلتقاء الماءين ، وحينئذٍ تبدأ الأربعين يوم الأولى
2)ثم يتحول هذا الماء إلى دم لمدة 40 يوماً أخرى
3)ثم يتحول هذا الدم إلى العلقة ( قطعة اللحم ) 40 يوماً أخرى ثم يبدأ تكوين العينين والأُذنين ويبتبيّـن خلقه ... وبعد المائة وعشرين يوماً يُنفخ فيه الروح بإذن الله تعالى
وهذه الأطوار ذكرها أيضاً ربنا جل وعلا فى سورة المؤمنون {ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نُطفةً فى قرارٍ مكين ثم خلقنا النُطفة علقة فخلقنا العلقة مُضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} سلالة من طين : هذا أصل تكوين الإنسان عندما خلق الله آدم ، قرار مكين : الرحم
إذاً خلْق الإنسان لا يكون دفعة واحدة وإنما يمر بأطوار يُقدرها الله تبارك وتعالى لحكمة أرادها الله جل وعلا ظهر منها بعض هذه الحكم ولا زال خافياً شئ من الحِكَم

نفخ الروح :
متى يكون الجنين حياً ؟
ظاهر الحديث بعد 120 يوماً يُرسَل إليه المَلك فينفخ فيه الروح
بعد نفخ الروح هذا هو الحد الفاصل بين ما يجوز فيه إسقاط الجنين وما لا يجوز فيه إسقاط الجنين ، بعد 120 يوم لا يجوز بأى حال من الأحوال أن يُسقط الجنين .. لماذا ؟
لأنه أصبح كائن حى فلا يجوز إزهاق هذه الروح لأنه إزهاق لنفس عصمها الله سبحانه وتعالى .. وينبنى على هذا أنه إذا سقط بعد نفخ الروح فيه فإنه يُسمّى و يُغسّل ويُكفّن ويُصلى عليه ويُدفن فى مقابر المسلمين لأنه صار إنساناً
ومن هذا الحديث نعلم أن الله تبارك وتعالى إستأثر بعلم عدة أشياء منها علم ما فى الأرحام .
طيب :العلم الآن بعد فترة يستطيع أن يعرف ما فى رحم هذه المرأة هل ذكر أم أنثى ، فهل هذا يُنافي هذا ؟
ذكر أهل العلم أنه بعد نفخ الروح فإن ذلك لا يُنافى ، أما قبل نفخ الروح فلا يستطيع أحد أن يعرف .. أما بعد نفخ الروح فإن الله سبحانه وتعالى جعل الإنسان قادراً على أن يعرف ، فهو سبحانه وتعالى الذى قدّر أن يعلم الأطباء نوع الجنين وإن كان مشوه أو غير مشوه سوي أو غير سوي .. فكل شئ بقدر الله عز وجل ، وأطوار خلق الإنسان تدلنا على عظمة الخالق سبحانه وتعالى { فتبارك الله أحسن الخالقين }
لكن برغم علمهم نوع الجنين هل يستطيعون أن يعلموا رزقه ؟؟ هل يستطيعون أن يعلموا شقىٌ أم سعيد ؟؟ هل يستطيعون أن يعرفوا متى أجله ؟؟
كلا وألف كلا .. لا يعلم هذا إلا الله سبحانه وتعالى

الوحدة الثانية : القَــــدر :
بيّن النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث أنه عند نفخ الروح يؤمر المَلك بكتابة أربعة كلمات :
1) رزقه 2) عمله 3) أجله 4) شقى أم سعيد ؟
هذا التقدير لكل إنسان ، وهذا من التقدير الخاص ،
وهناك تقديرات أخرى ، منها : التقدير العام :
فالله سبحانه وتعالى قدّر الأشياء قبل وقوعها ، وكتبها فى اللوح المحفوظ قبل خلق الناس كما جاء فى الحديث الصحيح : " إن أول ما خلق الله القلم فقال له أُكتب .. فقال : ما أكتب ؟ قال : أُكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ""
فكل شئ فى هذه الدنيا مُقدر ، قد علمه الله سبحانه وتعالى ثم كتبه ثم شاءه ثم أوْجده ، فهى أربعة مراتب :
1) العلم 2) الكتابة فى اللوح المحفوظ 3) المشيئة 4) الإيجاد والخلق

وهناك تقديرات خاصة منها ما ذُكر فى هذا الحديث : لكل إنسان تقدير خاص أثناء نفخ الروح فيه
وهناك تقدير للسنة ، وهو ما يكون ليلة القدر ، قال تعالى { فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم }
وهناك تقديرٌ يومي كما قال تعالى { كل يومٍ هو فى شأن }
إذاً هذه التقديرات التى يُقدّرها الله سبحانه وتعالى على عموم الناس
الخلاصة :
أن ما يعمله الإنسان وأن رزقه وعمره وأجله وشقاوته أو سعادته فى الدنيا والآخرة مكتوبةٌ عند الله سبحانه وتعالى
وهذه حقيقة يجب أن تستقر فى ذهن الإنسان تصديقاًَ لما جاء عن الله عز وجل ولما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-28-2009, 11:00 PM
أم سلمى أم سلمى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


وهنا قد يرد سؤال يسأله بعض الناس وهو : فلم العمل ؟ لو كانت الأمور مكتوبة ومُقدرة عند الله سبحانه وتعالى فلِمَ العمل ؟ لماذا نعمل وقد كتب الله تعالى أهل الجنة وأهل النار؟

النبى صلى الله عليه وسلم سُئل هذا السؤال فيما رواه على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه فيما أخرجه البخارى وغيره قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : "" ما من نفسٍ منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة أو النار وإلا قد كتب شقياً أو سعيداً .. فقال رجل : يا رسول الله : أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا .. إعملوا فكلٌ مُيسر لما خُلِق له ""
فأهل السعادة ميسرون لعمل أهل السعادة ، وأهل الشقاوة ميسرون لعمل أهل الشقاوة
ثم قرأ عليه الصلاة والسلام { فأما من أعطى وأتقى وصدّق بالحُسنى فسنُيسره لليُسرى وأما من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسره للعُسرى }

نستنتج من هذه الحقيقة حقيقة أخرى وهى : أن الله سبحانه وتعالى أعطى للعبد إختياراً
كيف هذا ؟
مثلاً أنت عندما تخرج من بيتك تذهب حيثُ تريد : إلى المسجد أو إلى العمل أو إلى السوق أو إلى التجارة أو إلى زيارة الأرحام .. كما تريد
وإذا خُيرت بين نار حارقة أم بين حديقة غناء تأكل فيها مما لذ وطاب فماذا ستختار ؟ حتماً ستختار الحديقة .. يعنى ربنا أعطاك إختيار
فلماذا نوقع هذا الإختيار فى أمور الدنيا ونُقر به ولا نوقعه فيما فرضه الله علينا وطلبه منا أن نعمله – لصالحنا نحن - ؟
أيضا ً لو ضربك إنسان بالقلم على وجهك وقال هذا مُقدّر ، ألست تقوم بضربه أيضاً وتقول له :وهذا مُقدّر أيضاً ؟!! .. إذاً عندك إختيار بأن ترد الشئ بمثله .. فلماذا لم تسكت وتقول نعم هذا مُقدّر علىّ وخلاص إنتهى الأمر ؟!!
فلماذا فى الأمور المحسوسة نقول هذه أمور كُتبت علينا وانتهى ولهذا نحن نقع فى الشهوات والمحرمات ؟!!
أعتقد أن هذه الأمثلة تُبين أن للإنسان إختيار فيما يعمل فى هذه الحياة ، هذا الإختيار لكل إنسان هو لا شك مندرج تحت تقدير الله سبحانه وتعالى ..

وأيضاً ينبنى على هذا حقيقة أخرى وهى أنه لا ينبغى أن نجعل القَدر حُجة على أعمالنا ، ولا نقول هذا أمر مكتوب ..
لا .. أنت مُحاسَب ومُجازَى على عملك ، وكما حدث فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه عندما قام شخص بالسرقة ، فلمّا قدموه لتُقطع يده قال : يا أمير المؤمنين إنما سرقتُ بقدر الله ( الله قدّر علىّ أن أسرق ) . فقال عمر : ونحن نقطع يدك بقدر الله
سبحان الله ..
فإذاً لا ينبغى أن نجعل القدر حُجة على أعمالنا وإنما علينا العمل وعلينا بذل الأسباب ،
إننا فى هذه الحياة وفى التعامل مع أقدار الله تعالى ومع الأعمال نتعامل فيها من جانبين :
أأننا نعتمد على الله سبحانه وتعالى ونتوكل على الله فى جميع أُمورنا ، فالله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وجعله مناسق مع حركةالإنسان ، ولذلك نجد الطير كما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم تغدو خِماصاً ( يعنى جياع ) وتروح بِطاناً ( يعنى شبعت ) إذاً علينا بذل الأسباب ، فالطير بذلت السبب وهى تمشى بفطرة الله وخلق الله لها
أيضاً الطالب لا ينجح إلا إذا ذاكر وكدَّ ، والمريض يُشفى بعد الذل السبب والذهاب للطبيب وأخذ العلاج فجعل الله الشفاء ، والمسافر لا يصل |إلى مكانه إلا إذا بذل السبب وركب وسيلة السفر ... إذاً لابد من بذل السبب مع التوكل على الله عز وجل ، فيكون الأمران معاً كجناحى الطائر ، فلا نقول نحن متوكلون وننام فى بيوتنا ونريد أن يأتينا الرزق ونريد الشفاء ونريد السعادة تأتينا بدون أى مُنغص من منغصات الحياة
يجب أن نبذل السبب المعقول مع قوة الإعتماد على الله سبحانه وتعالى – جنباً إلى جنب – فهكذا نتعامل مع القدر
كما جاء صاحب الإبل ليُصلي فقال : يارسول الله : أأعقل الإبل أم أتوكل على الله وأتركها ؟ .. قال : إعقلها وتوكل
أيضاً وأنت ذاهب للإستشفاء أو عند ذهابك لطلب الرزق فأعلم أنه لن يحصل إلا ما قدَّرهُ الله عز وجل فتعتمد عليه لكن لابد من بذل السبب لأن الله سبحانه وتعالى أوجد فى هذا الكون تناسق بين الكون وبين الإنسان ، تناسق بين الأسباب ومسبباتها ، يعنى مثل قضايا مترتب بعضها على بعض
لو كان هذا الكون لا يمشى بسنن ولا أسباب ولا مسببات لنُصر النبى صلى الله عليه وسلم ، فالله قادر على أن ينصر رسوله فى يوم وليلة ، بل بقوله تعالى كُن فيكون - وكما حدثت معجزة الإسراء والمعراج- كان يمكن أن تحدث مُعجزة ويُنقل الرسول من مكة إلى المدينة بدون الهجرة وما حدث فيها ، لكن الله أراد أن يُعلم الناس الأخذ بالأسباب
إذاً لابد من الأمرين :
1)الإعتماد على الله واللجوء إليه
2)وبذل السبب الممكن الذى فى مقدرة الإنسان

ويُستفاد من الحديث
1)حُسن أُسلوب عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه
2)أنه ينبغي للإنسان أن يُؤكِّد الخبر الذى يحتاج الناس إلى تأكيده – كما قال بن مسعود : وهو الصادق المصدوق
3)تظهر فى هذا الحديث حكمة الله تبارك وتعالى فى أطوار الجنين من النُطفة إلى العلقة إلى المُضغة ....
4)المُضغة قد تكون مُخلّقة وقد تكون غير مُخلّقة ، ويترتب على هذا :
-لو سقطت المُضغة وهى غير مُخلقة فإن الدم النازل لا يُعتبر نفاساً
-أيضاً لو سقطت وهى غير مُخلقة فإن المرأة التى فى العدة لا تنقضى عدتها لأن العبرة بأن يكون الحمل مُخلقاً
لماذا ؟
قال العلماء : لأنه قبل التخليق يُحتمل أن تكون قطعة لحم فقط وليس آدمياً
5)أن نفخ الروح يكون بعد تمام أربعة أشهر ( 120 يوم )
6)عناية الله تبارك وتعالى بالإنسان حيث وكَّل به مَلَك حتى وهو فى بطن أُمه
7)أن الملائكة عليهم السلام عبيدٌ يُؤمرون ويُنهون
8)أن الملائكة عليهم السلام يكتبون
9)أن الإنسان لا يدرى ما كُتب له ، ولذلك أُمر بالسعى وببذل الأسباب لتحصيل ما ينفعه
10)أن نهاية بنى آدم أحد أمرين لا ثالث لهما : إما الشقاوة وإما السعادة .. اللهم اجعلنا من السعداء يارب
11)الراحة النفسية والطمأنينة القلبية فى مسألة الرزق ، فالإنسان يعمل متوكلاً على الله تعالى ويبذل السبب فحينئذٍ يطمئن لأنه يعلم أن رزقه مكتوب عند الله ومُقدر فيطمئن ويرتاح
12)هذا الحديث يُعالج بعض الكِبر الموجود فى نفسية بعض الناس ، لأن الإنسان يعلم أنه ما هو إلا ماء خرج من بيه وأُمه ثم قطعة دم ثم قطعة لحم .. فَــلِمَ الكِبر ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(, ), 5, الأربعون, النووية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 06:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.