لَيَوْمٌ مِن إِسْحَاقُ أحَبَ إلىَّ مِنْ عُمرْى

[أم هارون السلفية]

 

إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهَ
وعن الإمام أحمد , قال : لا أعرف لإسحاق فى الدنيا نظيراً

1-اسْمُهُ وَمَوْلِدُهُ وصِفَتُّهُ
اسْمُهُ : إسحاق بن إبراهيم بن مَخْلدَ بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن وارث بن عبيد الله بن عطية بن مُرَّةَ بن كعب بن همام ابن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمى ,
ثم الحنظلى المروزى .
قال ابن خلكان : ((ورَاهْوَيْة : لقب أبيه , أبى الحسن إِبراهيم , وإِنما لُقَّبَ بذلك لأنه وُلِدَ فى طريق مكة , والطريق بالفارسية ((راه)) , و((ويه)) معناه , وُجِدَ فكأنه وجد فى الطريق , وقيل فيه أيضاً : ((راهويه)).
وقال إِسحاق المذكور : قال لى عبد الله بن طاهر , أمير خراسان : لم قيل لك ابن راهوية ؟ وما معنى هذا ؟ وهل تكره أن يقال هذا ؟ قلت : اعلم أيها الأمير , أن أبى ولد فى الطريق , فقالت المراوزة : (( راهوية)) لأنه ولد فى الطريق , وكان أبى يكره هذا , وأما أنا فلست أكره هذا.
مَوْلِدُهُ : قال الذهبى : مولده فى سنة إِحدى وستين ومئة.
صِفَتُّهُ : قال على بن إسحاق بن راهويه : ولد أبى من بطن أمه مثقوب الأذنين , فمضى جدى راهويه , إلى الفضل بن موسى , فسأله عن ذلك , فقال : يكون ابنك رأساً , إما فى الخير , وإما فى الشر.
وقال أبو يحيى الشعرانى : إِن إِسحاق كان يخضب بالحناء.

2 -ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ
قال المِزَّىُّ : أحد أئمة المسلمين , وعلماء الدين , اجتمع له الحديث , والفقه , والحفظ , والصدق , والورع , والزهد , ورحل إلى العراق , والحجاز , واليمن , والشام , وعاد إلى خراسان , فاستوطن نيسابور , إلى أن مات بها , وانتشر علمه عند أهلها.
وعن أبى داود الخفاف , قال : سمعت أحمد بن حنبل , يقول : لم يعبر الجسر مثل إِسحاق.
وقال نعيم بن حماد : إِذا رأيت الخراسانى يتكلم فى إِسحاق بن راهويه , فاتهمه فى دينه.
قال السبكى : إنما قيَّدَ الكلام بالخراسانى , لأنه أهل إقليم المرء ؛ هم الذين بحيث لو كان فيه كلام , لتكلموا فيه ؛ فكأنه يقول : من تكلم فيه من أهل أقليمه , فهو متهم بالكذب ؛ لأنه لا يتكلم بحق , لبراءته مما يشينه فى دينه.
وقال أبو بكر محمد بن النضر الجارودى : حدثنا شيخنا وكبيرنا , ومن تعلمنا منه , وتجملنا به ؛ أبو يعقوب ؛ إسحاق بن راهوية رضى الله عنه.
وقال الحاكم : هو إمام عصره فى الحفظ والفتوى.
وقال أبو إسحاق الشيرازى : جمع بين الحديث , والفقة , والورع.
وعن عبد الله بن محمد الفراء , قال : دخلت على يحيى بن يحيى , فسألته عن إِسحاق , فقال : ليوم من إِسحاق , أحب إلىَّ من عمرى.
وقال أحمد بن سعيد الرياطى : لو كان الثورى , الحمادان فى الحياة , لاحتاجوا إلى إسحاق فى أشياء كثيرة.
وقال أبو محمد الدارمى : ساد إِسحاق أهل المشرق والمغرب بصدقه .
وقال أبو نعيم الحافظ : كان إِسحاق قرين أحمد , وكان للآثار مثيراً , ولأهل الزيغ مبيراً.
قال حنبل : سمعت أبا عبد الله , وسئل عن إِسحاق بن راهويه , فقال : مثل إِسحاق يُسأل عنه؟! إِسحاق عندنا إِمام .
وعن الإمام أحمد أيضاً , قال : لا أعرف لإسحاق فى الدنيا نظيراً
قال الشافعى : ابن راهويه أحد الأئمة , ثقة مأمون , سمعت سعيد بن ذؤيب , يقول : لا أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق.
وقال أبو عبد الله الأخرم : سمعت محمد بن إسحاق بن راهويه , يقول : دخلت على أحمد بن حنبل , فقال : أنت ابنُ أبى يعقوب , قلت : بلى , قال : أما إنك لو لزمته , كان أكثر لفائدتك ؛ فإنه لم تر مثله.
وقال قتيبة بن سعيد : الحفاظ بخراسان : إِسحاق بن راهويه , ثم عبد الله الدارمى , ثم محمد بن إسماعيل.
3-عِلْمُهُ وَحِفْظُهُ_رَحِمَهُ اللهُ
قال محمد بن عبد الوهاب : كنت مع يحيى بن يحيى , وإسحاق نعود مريِضاً ,
فلما حاذينا الباب , تأخر إِسحاق , وقال ليحيى تقدم , فقال يحيى لإِسحاقَ : بل أنت تقدم ,
فقال : يا أبا زكريا ,أنت أكبر منى , قال : نعم أنا أكبر منك , ولكنك أعلم منى , قال : فتقدم إِسحاق.
قال ابن عدى : ركب إِسحاق بن اهويه دَيْن ؛ فخرج من مرو , فكلم أصحاب الحديث
يحيى بن يحيى فى أمر إِسحاق , فقال : ما تريدون؟ قالوا : تكتب إلى عبد الله ابن طاهر رقعةً , وكان عبد الله بن طاهر أمير خراسان,
وكان بنيسابور , فقال يحيى : ما كتبت إليه قط , فألحُّوا عليه , فكتب فى رقعة إلى عبد الله بن طاهر : أبو يعقوب؛
إسحاق بن إبراهيم , رجل من أهل العلم والصلاح , فحمل إِسحاق الرقعة إلى عبد الله ابن طاهر , فلما جاء إلى الباب ,
قال للحاجب : معى رقعة يحيى بن يحيى إلى الأمير , فدخل الحاجب , فقال له : رجل بالباب , زعم أنَّ معه رقعة يحيى بن يحيى إِلى الأمير ,
فقال يحيى بن يحيى ؟ قال : أدخله , فدخل إسحاق , وناوله الرقعة , فأخذها عبد الله وقبلها , وأقعد إِسحاق بجنبه , وقضى دَيْنهَ ثلاثين ألف درهم , وصيَّرهُ من ندمائه .
قال السبكى : انظر ما كان أعظم أهل العلم عند الأمراء , وانظر ما أدنى هذه الكلمة , وأقصر هذه الرقعة , وما ترتب عليها من الخير , وما ذلك إلا لحسن اعتقاد ذلك الأمير , وصيانة أهل العلم أيضاً , والناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم .
وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء : رحم الله إِسحاق ؛ ما كان أفقهه وأعلمه .
وقال ابن على ابن حجر : لم يخلف إِسحاق , يوم فارق الدنيا , مثله بخراسان , علماً وفقهاً :
بَيَّضَ اللهُ وَجْهَـهُ وِوِقِاهُ ... فَزَعاً يَوْمَ قَمْطَرِير وَهَوْلَهُ
وَأَثَابَ الفْردَوْس مَنْ قَالَ .. آمـينَ وأَعْطَاهُ يَوْمَ يِلْقِاهُ سُؤْلَهْ
وعن محمد بن إسحاق بن خزيمة : قال : والله لو أن إسحاق بن إبراهيم الحنظلى , كان من التابعين , لأقروا له بحفظه وفقهه.
وعن على بن خُشُرم : حدثنا ابن الفضل عن ابن شُبرمة , عن الشعبى , قال : ما كتبت سوداء فى بيضاء إلى يومى هذا , ولا حدثنى رجلٌ بحديث قط , إلا حفظته , قال علىّ :
فحدثت بهذا إسحاق بن راهويه , فقال : تعجب من هذا ؟ قلت : نعم , قال : ما كنت أسمع شيئاً إلا حفظته ؛ وكأنى أنظر إلى سبعين ألف حديثاً , أو قال : أكثر فى كتبى .
وقال أحمد بن سلمة : سمعت أبا حاتم الرازى , يقول : ذكرت لأبى زرعة حفظ إِسحاق بن راهويه , فقال : أبو زرعه ما رئِىَ أحفظ من إسحاق.
ثم قال أبو حاتم : والعجب من إِتقانه , وسلامته من الغلط , مع ما رُزِقَ الحفظ , فقلت لأبى حاتم : إِنه أملى التفسير عن ظهر قلبه , قال : وهذا أعجب : فإن ضبط الأحاديث المسندة أيسر وأهون , من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها.

4-خَشْيَتُهُ وَصِدْقُهُ _ رَحِمَهُ اللهُ

عن محمد بن داود الضبِّى , قال : سَمعت محمد بن أسلم الطوسى , يقول حين كات إٍسحاق الحنظلى : ما أعلم أحداً أخشى لله من إسحاق ؛

يقول الله تعالى : [إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ] {فاطر:28} ؛ وكان أعلم الناس , ولو كان سفيان الثورى فى الحياة , لاحتاج إلى إسحاق.
قال محمد بن عبد السلام : أخبرت بذلك أحمد بن سعيد الرياطى , فقال : والله , لو كان الثورى , وابن عيينة , والحمادان فى الحياة , لاحتاجوا لى إِسحاق.
قال محمد : فأخبرت بذلك محمد بن يحيى الصَّفَّار , فقال : والله , لو كان الحسن البصرى فى الحياة لاحتاج إلى إِسحاق فى أشياء كثيرة.
حدثنى على بن أحمد الهاشمى , قال : هذا كتاب جدى , فقرأت فيه : حدثنى محمد بن داود النيسابورى ,
قال : سمعت أبا بكر ابن نعيم , يقول : سمعت الدارمى , يقول : ساد إِسحاق بن إِبراهيم أهل المشرق والمغرب بصدقه.

5- مُنَاظَرَةُ إِسْحَاقَ لِلشَّافِعِىَّ - رَحِمَهُما اللهُ-

تناظر إسحاق , والشافعى -رحمهما الله- فى كراء دور مكة ؛ فقال الشافعى : قال الله تَعَالَى : [لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ] {الحشر:8} ؛ فنسب الديار إلى مالكها , أو إلى غير مالكها ؟ وقال النبى ^ يوم فتح مكة : (( مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ , فَهُوَ آمنٌ , وَمَنْ دَخَلَ دَاَرَ أَبِى سُفْيَانَ فَـهو آمن)) فنسب الديار إلى أربابها , أم إلى غير أربابها؟
واشترى عمر بن الخطاب داراً للسجن من مالكٍ , أو من غير مالك؟ وقال النبى ^((وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عقَيْلٌ مِنْ دَارٍ)).

قال إسحاق : فقلت : الدليل على صحة قولى أن بعض التابعين قال به , فقال الشافعى لبعض الحاضرين : من هذا؟ فقيل : إسحاق بن إبراهيم الحنظلى , فقال الشافعى : أنت الذى يزعم أهل فرسان أنك فقيههم , قال إسحاق : هكذا يزعمون ,
قال الشافعى : ما أحوجنى أن يكون غيرك فى موضعك , فكنت آمر بعرك أذنيه.

أقول : قال رسول الله ^ , وأنت تقول : قال عطاء , وطاووس , والحسن , وإبراهيم , وهل لأحد مع رسول الله ^ حجة.

فقال إسحاق : اقرأ :
[ سَوَاءً العَاكِفُ فِيهِ وَالبَادِ ] {الحج:25} , فقال الشافعى : هذا فى المسجد خاصة , فى رواية : قال إِسحاق : لما عرفت أنى أُفخمت قمت.
وعن زكريا الساجى , قال : حدثنى جماعة من أصحابنا ؛ أن إسحاق بن راهويه ناظر الشافعى , وأحمد بن حنبل حاضر فى جلود الميتة إِذا دُبِغَتْ , فقال الشافعى : دباغها طهورها , فقال إِسحاق : ما الدليل؟ فقال الشافعى : حديث الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس , عن ميمونة , أن النبىَّ مَرَّ بشاة ميتة , فقال : (( هَلاَّ انْتَفَعْتُمْ بِجِلْدِهَا)).
فقال إِسحاق : حديث ابن عُكيم , كتب إلينا رسول الله ^ قبل موته بشهر : (( لا تَنْتَفِعُوا مَن الـمَيتةَ بإهاب ولا عَصَبٍ )) , أشبه أن يكون ناسخاً لحديث ميمونة : لأنه قبل موته بشهر , فقال الشافعى : هذا كتاب , وذاك سماع , فقال إسحاق : إن النبى ^ كتب إلى كسرى , وقيصر , وكان حُجَّة عليهم عند الله , فسكت الشافعى , فلما سمع ذلك أحمد بن حنبل , ذهب إلى حديث ابن عكيم , وأفتى به , ورجع إِسحاق إِلى حديث الشافعى , فأفتى بحديث ميمونة.
6- اتِّبَاعُهُ للِسُّنَّةِ
عن وهيب بن جرير , قال : جزى الله إسحاق بن راهويه , وصدقة بن الفضل , ومَعْمَر عن الإسلام خيراً ؛ أحيوا السُّنَّة بالمشرق .
قال حرب الكرمانى : قلت لإسحاق :
[مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ] {المجادلة:7}
كيف تقول فيه؟ قال : حيثما كنت , فهو أقرب إليك من حبل الوريد , وهو بائن من خلقه وأبين شئٍ فى ذلك قوله : [الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى] {طه:5}

وقال سليمان بن داود الخفاف : قال إِسحاق بن راهويه : إجماع أهل العلم , أنه تَعَالَى , على العرش استوى , ويعلم كُلَّ شئٍ فى أسفل الأرض السابعة.

وقال أحمد بن سلمة : سمع إسحاق الحنظلى , يقول : ليس بين أهل العلم اختلاف أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , وكيف يكون شئٌ خرج من الرب -عَزَّ وَجَلَّ- مخلوقاً.
وورد عن إِسحاق أن بعض المتكلمين , قال له : كفرت برب , ينزل من السماء إلى السماء , فقال : آمنت بربٍّ يفعل ما يشاء.
7_شيُوُخُهُ وَتَلَامِذَتُهُ - رَحِمَهُمُ اللهُ
شيُوُخُهُ : قال الخطيب : سمع جرير بن عبد الحميد الرازى , وإِسماعيل بن علية , وسفيان بن عيينة , ووكيع بن الجراح , وأبا معاوية , وأبا أسامة , ويحيى بن آدم , وبقية بن الوليد , وعبد الرازق بن همام , والنضر بن شُميل , وعبد العزيز الدراوردى وعيسى بن يونس , وعبدة بن سليمان , وأبا بكر بن عياش , وعبد الوهاب الثقفى , ومعتمر بن سليمان , ومحمد بن بكر البرسانى , وعبد الله بن وهب , ومحمد بن سلمة الحرانى , وسويد بن عبد العزيز , ومعاذ بن هشام , والوليد بن مسلم , وورد بغداد غير مرة , وجالس حفاظ أهلها وذاكرهم , وعاد إلى خراسان , فاستوطن نيسابور , إلى أن توفى بها , وانتشر علمه عند الخراسانيين .

تَلَامِذَتُهُ : قال الذهبى : قال الحاكم : أصحاب إسحاق عندنا على ثلاث طبقات ؛

فالأولى : محمد بن يحيى , وإبراهيم بن عبد الله السعدى , ومحمد بن عبد الوهاب العبدى , وأحمد بن يوسف السلمى , وإسحاق بن إبراهيم العفصى.
وعلى بن الحسن الدَّاربجردى , وحامد بن أبى حامد المقرئ , وخشنام بن الصديق , وعبد الله بن محمد الفراء , ويحيى بن الذهلى.

الطبقة الثانية : مسلم بن الحجاج , وسرد جماعة.
الطبقة الثالثة : خاتمتهم ؛ أبو العباس السَّرَّرراج.
وقال الخطيب : وروى عنه محمد بن إِسماعيل البخارى , وإسحاق بن منصور الكوسج , ومسلم بن الحجاج النيسابورى , ومحمد بن نصر المروزى , وأبو عيسى الترمذى , وأحمد بن سلمة , وخلقٌ يطول ذكرهم ,
وروى عنه من قدماء شيوخه ؛ يحيى بن آدم , وبقية بن الوليد ,
ومن أقرانه : أحمد بن حنبل , ولم أر فى أحاديث البغداديين شيئاً , استدل به على أنه حدث ببغداد , إلا أن يكون على سبيل المذاكرة , والله أعلم.

8- وَفَاتُهُ - رَحِمَهُ اللهُ-

قال الدولابى : قال محمد ابن إسحاق بن رَاهويه : وُلِدَ أبى فى سنة ثلاث وستين ومئة , وتوفى ليلة نصف شعبان , سنة ثمان ومئتين , قال : وفيه يقول الشاعر:
يَا هَذَّةً مَا هُدِدْنا لَيلَةَ الأَحَدِ ... فى نِصْفِ شَعْبَانَ لا تُنْسِى أبدَ الأَبَدِ

وقال أبو عبد الله البخارى : توفى ليلة نصف شعبان , وله سبع وسبعون سنة , ثم قال الخطيب عقيب هذا : فهذا يدل على أن مولده فى سنة إِحدى وستين ومئة.

رَحِمَ اللهُ إِسْحَاق مَا كَانَ أفْقَهَهُ وَأَعْلَمَهُ.
-----
المراجع
تاريخ بغداد
سير أعلام النبلاء
طبقات الشافعية
تهذيب الكمال
وفيات الأعيان

منقول من منتدى منهاج القاصدين

[مع الله]

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة ونفع بكِ

[أم هارون السلفية]

وجزاكِ خيراً ونفع بكِ ربى ..