تدمير النفس السوية

[رداد السلامي]

 

دائما حين تدعو إلى الله يكون نظر الكثير إلى ما تملك من ماديات ، وحين تحث على الصلاة تصبح في نظر الماديين انتهازيا يريد الحياة الدنيا فقط ، ويتحدث عن ما يعتقدون أنه أوهام لا يمكن ان تحدث وغيبيات لاتحس ولا تلمس ، وهكذا تصبح عرضة للسخرية والتكذيب ، يبحث عن فتات الحياة الدنيا.
ولأنك إنسان مسلم في مظهرك ما يوحي بببساطة لاتستحق الالتفات اليها ، ويديك خالية من ماديات الحياة الدنيا ولاتملك الا وعيا بأهمية ان يكون مجتمعك مسلما حقا ، متمسكا بأصوله الثابته القرءان الكريم والسنة النبوية تلقى كبدا مؤلما وأنت تحاول تفتيق أذان القلوب كي تنصت الى بساطة الكلمة التي تقولها وعمقها الذي ترنو اليه ، فأنت مجرد من مواهب الخطابة والفصاحة وتفتقر الى سلاسة القول كي تصنع الاثر وتثمر في القلوب ، تكتفي بأداء ما ترى أنه واجب ، وتمضي غير آبه بألسنة حداد تسلقك بعد ذهابك.
نحن لدينا مجتمع يعج بإفك الخطايا والمنكرات ويستثقل الكلمة القويمة التي تستهدف الهداية وصناعة الأثر القلبي المتدبر ، مجتمع اجاد الماديون مصاهرته وصهره بأفكارهم ، وتنميطه وإماطة الخير من وجدانه وقلبه وتفتيق قيم المكر والسخرية في قوله وفعله ، وبالتالي أضحى من الصعب تغذيته بوعي الخطر الذي يتهدد وجوده واجياله بفعل اضمحلال القيم الإيمانية والأخلاقية التي أزهقتها هموم الحياة وتحديات العيش ومبدأ المنافسة على متاع الحياة الدنيا ، مجتمع يصنع الاحتكار ويبتكر أساليب محاربة ذاته بذاته وتدمير قيم الايمان والخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والتعاون على البر والتقوى ، مجتمع يستقوي بخبراء المادة على خبراء الروح ، وبخبراء الدماغ على خبراء القلب ، ولذلك فهو مجتمع في حالة جدل متماكر ينفي بعضه ويستقوي بالشر على الخير ناخرا تماسكه ناقضا من قوته ، مجتمع يستجيب لوعد الشيطان ووسوسته ويفتح أذنية لصوت الثبور ومخاوف الفاقة والفقر ، ويرتجف قلبه عند سماع تخويف الشيطان ويدق واجفا ، مجمتع فيه الولاء للماديات والانتماء للشح ، مجتمع يتناسل ويتكاثر ولكن حين تجس نبض أعماقه تجدها خاوية من الروح مجلجلة في فراغ روحي مخيف.
ما الذي يحي المجتمع ؟
الذين يريدون الإصلاح في الأرض سيواجهون تعقيدات عميقة راسخة في القلوب ومتشعبة في الفكر ، واقع أجاد الماديون تفخيخه كي لا يكتمل مسعاهم الإصلاحي ، وكي لايؤسس المشروع بصلابة ، ولذلك يؤلمك الفراغ الذي يشكل بيئة خصبة لنمو أفكار البلاء واستشراء وسوسة الشياطين ، وتجذر القيم المادية واضمحلال الإيمان وتلاشي التدين في أبرز تجلياته ومظاهره العبادية الواضحة "الصلاة " .
جهد مستميت لتأسيس الخير ، ذلك اننا في زمن أصبح فيه صوت الدرهم أقوى من صوت القرءان ، وصوت موت القلوب أقوى من صوت حياتها ، مجتمع ينفخ فيه الشيطان من روحه ، وينفخ فيه الماديون من أفكارهم وتنفخ فيه الفضائيات فلسفاتها التفكيكية الناعمة، مجتمع يتواصى على فعل المنكر ، ويعتقد أن النفس السوية انحراف خطير مصاب ذووها بحالة نفسية ..!!
لقد تلاشت من مجتمعنا النفس السوية وأصبحت بنيته تبنى بناء يعمل على الضد من تعاليم ديننا وقيمنا ويستسيغ ثقافة المخاتلة والخداع ويعبد الاشكال المادية ، مجتمع يسخر منك وانت تدركه ويضحك من كلمة الله ورسوله وانت تراه ، ويحدثك عن انه مسلم ، وهو مفلس من كل قيمة حية تدل على اسلامه ، بعيدا عن الاصول وصولي لاهث على الحياة هي منتهى إرادته وغاية علمه ، على ان ثمة خير يومض فيه ويتلألأ ، وثمة قلة تستجيب لكنها تكتفي بصلاح ذاتها ، كأن الامر لا يعنيها ، وكان يد الانحراف لن تمتد اليها ، وهنا يكمن الخطر.

[التونسي الصابر]

شكرا أخي رداد سلامي على الموضوع ,,
إلا أن الكتابة صغيرة الحجم وتتعب القارئ..
لي تعقيب:
أنت قلت:
"الذين يريدون الإصلاح في الأرض سيواجهون تعقيدات عميقة راسخة في القلوب ومتشعبة في الفكر"
ماذا تقصد بذلك ؟

[رداد السلامي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التونسي الصابر

شكرا أخي رداد سلامي على الموضوع ,,
إلا أن الكتابة صغيرة الحجم وتتعب القارئ..
لي تعقيب:
أنت قلت:
"الذين يريدون الإصلاح في الأرض سيواجهون تعقيدات عميقة راسخة في القلوب ومتشعبة في الفكر"
ماذا تقصد بذلك ؟

التعقيدات هذه تتمثل في ان الواقع الحياتي تعاضد مع القائمون بعملية مسخ المجتمع مما ولد رانا في القلوب فالران المادي المتمثل في الشهوات والتكالب أنتج فكر ماديا محضا بدون وعي لدى هذا المجتمع ،فعملية الرزق لا يربطها بالله بل بالتكالب والتحايل والتنافي ، واذا قلت ان الله بيده كل شيء وهو الرزاق اعترف اعترافا لسانيا وليس قلبيا
وبالتالي تجد هؤلاء في ترابط مع ذوي المشروع المادي العلماني دون شعور سواء على المستوى لفردي ام الجماعي .

[التونسي الصابر]

واضح الآن...شكرا