( ياأرض ابلعى ماءكِ)

[محب العربيه أحمد عبادة]

 

*** بسم الله الرحمن الرحيم***

• أحبائى فى الله .. إن هذه المشاركة تعتبر أول مشاركة لى فى منتداكم الرائع الذى سيكون - بمشيئة الله - سبباً من أسباب الخير فى ديننا ودنيانا وأردت بهذه المشاركة المتواضعة أن أبين
  
• بعضاً من ملامح الإعجاز اللغوى والعلمى فى القرآن الكريم ليتأكد الجميع من أن القرآن الكريم هو كلام الله وأن رسولنا العظيم ما نطق عن هواه وإنما هو وحى من عند الله
• أبدأ معكم فى مشاركتى الأولى بالرسول الأول الذى أرسله الله إلى قومه وهو سيدنا نوح عليه السلام، فقال تعالى : ( إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه ..............) ، والملاحظ فى هذه السورة
• الكريمة أنها لم تتناول سوى قصة سيدنا نوح (عليه السلام) وذلك لأن سيدنا نوح (عليه السلام) لبث فى قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يستجب له قومه، فبدأ سيدنا نوح (عليه السلام)
• الدعوة بإنذارهم ودعوتهم إلى عبادة الله وترك عبادة يغوث ويعوق ونسرا ولكنهم لم يستجيبوا لدعوته فظل يدعوهم ليلاً ونهارًا ولكنهم لم يستجيبوا أيضًا لدرجة أنهم إذا ما التقوا بسيدنا نوح
  
• (عليه السلام) وضعوا أصابعهم فى آذانهم واستغشوا ثيابهم مصرين على الكفر والعناد ، فبدأ بوسيلة أخرى وهى الترغيب فى الإيمان بالله بقوله : ( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا *يرسل السماء
• عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا .. ) ثم تكلم معهم عن قدرة الله فى رفع السماوات السبع وبسط الارض وجعل القمر نوراً والشمس سراجا
• ولكنهم أيضاً أصروا على العصيان فما كان من سيدنا نوح (عليه السلام) - بعد أن حاول معهم بكل المحاولات طوال هذا الزمن - إلا أن دعا عليهم قائلاً : ( ربِ لا تذر على الارضِ من
• الكافرين ديارا ) مبيناً السبب ( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا ) لأن سيدنا نوح (عليه السلام) عاش معهم فترة طويله مكنته من معرفتهم وفقدانه الأمل فى إيمانهم لأنهم
• كانوا يوصون بعضهم البعض بعدم طاعة نوح (عليه السلام) ، وكان الله يعلم ذلك فاستجاب الله لسيدنا نوح (عليه السلام) وأمره بصنع السفينة وحمل المؤمنين عليها ومن كل زوجين اثنين
• ؛ كى يغرق الباقين وحينما فعل سيدنا نوح (عليه السلام) ذلك أمر الله تعالى قائلا : ( ففتحنا أبواب السماء بماءٍ منهمر وفجرنا الارض عيوناً ) فارتفعت السفينة مع الماء وارتفع القليل الذين
• آمنوا معها وكلما علا الماء علت السفينة أما من كفر فغمرته المياه فمات حتى ابن سيدنا نوح
  
• (عليه السلام ) لم ينفعه صعوده فوق الجبل العال فغرق مع من غرق وبعد هذا الغرق أمر الله
• السفينة أن تتجه إلى جبل الجودى وحينما انتهى الأمر أمر الله قائلاً :( ياأرض ابلعى ماءك وياسماءَ أقلعى .............) وهكذا كانت نهاية الظالمين من قوم نوح (عليه السلام)
• أما المؤمنون فعاشوا حياة هانئة ورضى الله عنهم وأدخلهم الجنة .
• هذه الآيات بها من الإعجاز النفسى واللغوى والعلمى ، فمن بعض هذا الإعجاز :
  

الإعجاز النفسى:
ــــــــــــــــــــ
أن سيدنا نوح (عليه السلام) تناول دعوته مع قومه بالأسلوب والترتيب المنطقى الذى يتوافق مع النفس البشرية فبدأ معهم بـ:

-إبلاغهم أنه رسول من عند الله يدعوهم إلى عبادته وحده لا شريك له ليدخلهم الجنة .........فلم يطيعوه

- فأخذ بأ سلوب الإلحاح عليهم ودعوتهم جهراً ......... فلم يطيعوه

- فاتبع معهم اسلوب الإغراء بأنهم إن آمنوا بالله سينزل عليهم المطر ويمددهم بالأموال والبنين ويجعل حياتهم رخية هنية فى البساتين والحدائق ....... فلم يطيعوه

- فبدأ معهم ببيان عظمة الله وقدرته فى رفع السماوات السبع وبسط الارض وهو القادر على كل شىء فلم يطيعوه

- فلم يجد سيدنا نوح (عليه السلام) بعد كل هذه المحاولات إلا أن دعا عليهم لأنهم مصرون على العصيان .

- أما الإعجاز اللغوى نجده فى :

-أن الله خصص هذه الصورة لقصة سيدنا نوح (عليه السلام)مع قومه؛ لطول الفترة الزمنية التى قضاها معهم .

- قوله تعالى إنى دعوة قومى ليلاً ونهارا فلم يزدهم دعائى إلا فرارا ) يوحى باجتهاد سيدنا نوح فى دعوته ، وبإصرار قومه على العصيان .

- قوله تعالى : ( جعلوا أصابعهم فى آذانهم ) هذا يبين أن هؤلاء القوم كانوا يحكمون إغلاق آذانهم بشدة لأنه من المفترض أن إغلاق الآذان بالأنامل وليس بالأصابع .

- قوله تعالى ( إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفارا ) فلماذا حكم عليهم سيدنا نوح (عليه السلام) بأنهم لن يلدوا إلا الكافر والفاجر ؟ لأنه عاش فيهم فترة طويلة جعلته يحكم عليهم هذا الحكمالصائب .

- الإعجاز العلمى :



يتجلى فى قول الخالق سبحانه : ( وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجا ) تبين هذه الايات أن القمر غير مضىء ولا هو مصدر للضوء فقد أخبر الله عنه بأنه نور أما الشمس فهى

مصدر الضوء لذا عبر الله عنها بأنها السراج المضىء وقد أثبت العلم ذلك .

- قوله تعالى وقيل ياأرض ابلعى ماءك وياسماء أقلعى ) فلماذا لم يقل الله تعالى للسماء ابلعىماءك بالرغم من أن الماء الذى أغرق قوم نوح (عليه السلام) نزل من السماء وخرج من

الارض لقوله تعالى: ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا ) ؟
فالإجابة هنا واضحةتماما وهى أن الماء مصدره الأرض سواء أكان الماء الذى هبط من السماء أو الذى

خرج من الأرض لآن الماء الذى نزل من السماء صعد إليها من الأرض أثناء عمليات البخر فأصبح سحباً وبعد أن يتكثف ينزل على الأرض على هيئة أمطار وهذا ما أثبته العلم الحديث

، أثبت أن الأرض هى مصدر الماء وليست السماء لقوله تعلى : ( والسماء ذات الرجع ) أى أن السماء ترجع الماء الذى أتى إليها من الأرض على هيئة بخار ماء سائلا مرة أخرى.

فسبحانه القائل عن رسوله الحبيب : ( وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحى يوحى )

********************* بقلم / أحمد عبادة

[أم كريم]

جزاكم الله خيرًا

[محب العربيه أحمد عبادة]

شكراً لمرورك الطيب وجزاكِ الله خيراً