انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2011, 08:45 PM
ام عبده البرنس ام عبده البرنس غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon36 قصة فتاة جامعية عصرية الجزء الثاني

 

في إحدى جلساتي مع زميلاتي بجوار الكافيتريا.. كنا نتجاذب أحاديثنا المعتادة.. وقد توالت ضحكاتنا عالية.. ومن بالغ جرأتنا أننا وضعنا بجوارنا جهازا صغيرا للتسجيل..
وأدرناه على أغنية صاخبة من أحب الأغنيات إلينا.. ويبدو في هذه المرة أن صوت المسجل كان عاليا..

جاءت إلينا فتاة.. فألقت علينا السلام.. وطلبت منا تقصير صوت المسجل حتى تستطيع الحديث معنا.. فقمنا بتقصير الصوت..

كانت فتاة جميلة جدا.. ولباسها يشير إلى ذوق رفيع.. ومع ذلك فليس فيه بهرجة أو تبرج.. ولكنه يمتاز بالدقة والجودة والتناسق بين الألوان.. كنت أنتظر حديث تلك الفتاة التي أعجبت بجمالها وملابسها جدا.. فبدأت- هي الأخرى تلومنا على سماع الأغاني.. وتنصحنا بسماع القرآن والأشرطة المفيدة.


تعجبت أن تحدثنا هذه الفتاة الجميلة العصرية عن هذه الأمور.. ولكني آثرت هذه المرة أن أحتفظ بهدوئي وأبحث في معلوماتي الدينية القديمة.. فقلت لها: إننا نستمع إلى القرآن أحيانا.. ولكن هذا لا يمنع أن نرفه عن أنفسنا بسماع . شيء من الموسيقى والغناء..

قالت: هناك موانع كثيرة.. فالقرآن والغناء لا يمكن أن يجتمعا في قلب واحد.. بل إذا تمكن أحدهما من القلب.. طرد الآخر على الفور..

قلت: هذا رأيك أنت.. ولا ينبغي أن تفرضي رأيك على الآخرين.. فنحن نحب القرآن ونحب الغناء أيضا..


قالت: لكي أثبت لكن صحة كلامي أريد أن تخبرني أي واحدة منكن: متى آخر مرة بحثت عن إذاعة القرآن الكريم لتستمع إلى القرآن؟..

فسقط في أيدينا.. ولم تنطق إحدانا ببنت شفة.. ومع ذلك فقد كان صوت الكبر والغرور يتعالى داخلنا

فقالت لها إحدانا: ليس لك أن تحاسبينا على ما نفعل.. ونحن لسنا في كلية شرعية حتى تأتينا بهذه النصائح..

قالت: وهل تعاليم الإسلام خاصة بمنسوبي الكليات الشرعية فقط.. والآخرون يفعلون ما يشاؤون؟

قلت: لا لا.. هي لم تقصد ذلك.. وإنما تقصد أن الغناء ليس محرما.. وليس هناك دليل على تحريمه..



قالت: بل هناك أدلة كثيرة.. منها قوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا} [لقمان: 6].. قال ابن مسعود رضي الله عنه: لهو الحديث هو الغناء.. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "سيأتي زمان على أمتي يستحلون فيه الحِرَ والحرير والخمر والمعازف " [رواه البخاري] والمعازف هي الموسيقى والغناء..

ولما رأت زميلاتي أننا لن نستطيع مجاراتها.. قالت إحداهن: اتركن الحديث مع هؤلاء المتزمتات. ثم توجهت إليها قائلة: لقد قطعت علينا حديثنا.. وأرى أن نصيحتك قد انتهت.. فدعينا الآن وانصرفي لشأنك..

فقالت: آسفة لقطع حديثكن.. ولكن لا تنسين كذلك أن هذا العمل مخالف لأنظمة الجامعة.. ثم استأذنت وانصرفت..

لم أكن أحب أن تواجه هذه الفتاة الجميلة المنظمة بمثل هذا الأسلوب الجاف الذي دل على
ضعفنا أمام حججها القوية.. كنت أحب أن أظهر عليها في المناقشة.. وأثبت لها رأيي في عدم حرمة الغناء.. ولكن كيف ذلك وهي تستدل بآيات وأحاديث في تحريم الغناء؟! انصرفت الفتاة.. فانطلقت يد إحدى صاحباتي لترفع صوت الأغنية كما كان.. وتوالت الضحكات مرة أخرى..

وفي أحد الأيام قابلتني هذه الفتاة في الكلية.. فجاءت وسلمت علي.. وأرادت أن تعتذر.. فبادرتها أنا بالاعتذار عما حدث من زميلتي.. واتضح من خلال الحوار أنها تدرس في القسم الذي أدرس فيه.. فتعجبت من ذلك وقلت لها: لقد حسبتك تدرسين في إحدى الكليات الشرعية..

قالت: ولماذا؟

قلت: لأن ثقافتك الشرعية يبدو أنها عالية.. أفلا يؤثر ذلك على مستواك الدراسي؟!

قالت: أبدا فأنا أنظم وقتي.. وقد زادني التزامي تنظيما ومعرفة لقيمة الوقت وأهميته.. وبالمناسبة فأنا أجيد الإنجليزية وعلوم الحاسب الآلي، وهما من أهم الأمور في تخصصنا.. وأقوم بشرح بعض الدروس للطالبات فإذا احتجت شيئا في ذلك فأنا على أتم الاستعداد.

عند ذلك نظرت إليها بإعجاب وإكبار.. واستصغرت نفسي.. إنها تعطي دروسا في الإنجليزية والحاسب الآلي.. ونحن نجلس للضحك وسماع الغناء.. أ هذه هي العصرية التي كنت أحلم بها؟!..

أحسست أن هذه الفتاة تهتم بي بشكل خاص.. وتريد إقامة علاقة صداقة معي.. ولكن كيف أقيم معها علاقة وهي تتكلم دائما عن الحلال والحرام، وهذا ي
شعرني بأنني مازلت طالبة المتوسط أو الثانوي.. دعك منها فإن هؤلاء متشددون ولا يعرفون أن الزمن قد تغير وأن الإنسان لابد من أن يواكب عصره الذي يعيش فيه.. كفي عن ترديد هذه الاسطوانة المشروخة.. عصرية.. مدنية.. تقدم.. ورقي.. ما هي مظاهر العصرية التي نعيش فيها سوى بنطال لاصق.. وتنورة مفتوحة.. وحذاء رجالي.. ووجه يشبه وجوه البهلوانات.. أما هي فتدرس الإنجليزية وعلوم الحاسب الآلي.. إنها أكثر مني مدنية.. وكذلك فهي ملتزمة بتعاليم دينها.. فقد جمعت بين الحسنيين.. ما هذا الذي أقول؟! هل تأثرت بهذه الفتاة إلى هذه الدرجة؟ أين رأيي المستقل؟ وتفكيري الخاص.. وحريتي التي كنت أبحث عنها دائما؟. لا لا.. لابد أن أتخلص من هذه الفتاة حتى لا تعكر علي حياتي..

كنت أتعمد بعد ذلك ألا أراها ولا تراني.. وإذا رأيتها من بعيد.. سلكت طريقة آخر حتى لا تراني.. وظلت علاقتي كما هي بزميلاتي الأخريات.. غير أن صورة هذه الفتاة.. وثقتها بنفسها.. وثقافتها العالية والمتنوعة وعصريتها الواضحة.. كانت لا تزال ترد على خاطري بين فترة وأخرى..

وحانت ساعة الحقيقة.. فقد مرضت مرضا شديدا.. أدخلت على إثره المستشفى وبقيت بها فترة طويلة..

كنت قد اشتقت إلى رؤية زميلاتي.. لمعرفة آخر أخبار الكلية.. والدروس التي فاتتني..

وبعد أسبوع جاءتني إحداهن.. وأخبرتني باعتذار الأخريات لعدم تمكنهن من الزيارة.. فطلبت منها تصوير المحاضرات التي فاتتني.. فوعدتني بذلك..

كنت أنتظر تلك المحاضرات بفارغ الصبر.. ولكن أحدا من زميلاتي لم يأت لزيارتي بعد هذا الطلب!!



ما فائدة الصداقة إذا لم تكن لها ثمار وقت الأزمات والشدة؟. أليس الصديق عند الضيق؟!.. و ظللت أنتظر أسبوعا آخر ولكن دون جدوى.. وبعد يومين.. أخبرت أن هناك فتاة تريد زيارتي.. فحسبت أنها إحدى زميلاتي أتت بالمحاضرات كما طلبت.. فطلبت من الممرضات إدخالها.. فدخلت تلك الفتاة التي ناقشتني في مسألة الحجاب عند باب الجامعة.. فتعجبت من زيارتها.. وكيف عرفت أنني مريضة في المستشفى.. فلما خلعت نقابها وجلست بجواري. عرفت أنها هي نفس الفتاة التي قدمت لنا النصيحة عند الكافيتريا.. وهي نفس الفتاة التي تدرس معي بنفس القسم.. وهي التي أعجبت بها إعجابا شديدا لجمالها وثقافتها ودقتها في اختيار ملابسها.. وشخصيتها القوية.. كدت لا أصدق أن هذه الفتاة العصرية تجلس أمامي وتلبس هذه العباءة الساترة.. فقلت لها: أنت أنت؟ قالت: نعم.. لقد سألت زميلاتك عنك فأخبرنني عن مرضك.. فطلبت منهن اسم المستشفى ورقم الغرفة.. لأقوم بزيارتك.. فإن في زيارة المريض أجرا كبيرا..

قلت لها: في الحقيقة أنا لا أعرف كيف أشكرك على هذا الشعور النبيل.. وأريد أن أعتذر لك عن كل ما حصل مني.. قالت: لا عليك.. المهم أن تخرجي بالسلامة.. لأن الاختبارات على الأبواب.. ثم أخرجت من حقيبتها مجموعة من الأوراق وقالت لي.. هذه مجموعة المحاضرات التي فاتتك.. وسوف تجدين في نهاية كل محاضرة ملخصا لها.. كما أنني سوف أقوم بزيارتك- إن شاء الله- بعد أسبوع لموافاتك بالمحاضرات الجديدة.

عند ذلك لم أتمالك نفسي من البكاء.. وتذكرت شدتي معها وصدي لها عند البوابة وعند الكافيتريا.. ومع ذلك فهي تعاملني بكل هذا الود والمحبة والشفقة..

وتذكرت كذلك زميلاتي اللاتي بخلن علي بزيارة أو حتى بسؤال عبر الهاتف.. عند ذلك تهاوت كل أفكاري وتصوراتي عن الحرية والتقدم والعصرية.

لقد فهمت الآن أن الحرية ليست في التخلي عن القيم والتنصل للعادات والمبادئ الحميدة..

لقد فهمت الآن أن العصرية ليست في التنكر للدين والأخلاق والتشبث بأفكار وثقافات بعيدة كل البعد عن هويتنا وقيمنا.

لقد فهمت الآن أن الحرية في كبح جماح النفس وعدم الخضوع لرغباتها والاستسلام لنزغاتها.

لقد فهمت الآن أن الحرية في الإحساس بالآخرين ومساعدتهم والت
خفيف
من معاناتهم وآلامهم..

لقد فهمت الآن أن الإسلام قد كفل للمرأة حريتها وأعطاها من الحقوق ما يكفل لها حياة كريمة في ظل تعاليمه الرشيدة.. قلت لها: أعترف الآن بالهزيمة.. وقد نويت من هذه اللحظة أن أغير حياتي وفق ما شرعه الله تعالى.. لأكون فتاة طيبة مثلك..

قالت وقد تهلل وجهها بابتسامة مشرقة: يا أختاه! ليس في علاقتنا غالب ومغلوب.. المهم أن نصل جميعا إلى بر الأمان.. والفوز الحقيقي.. والسعادة الدائمة..

قلت: نعم.. هذا هو المهم..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2011, 12:14 AM
أبو عبد الله محمد السيوطي أبو عبد الله محمد السيوطي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بسم الله ما شاء الله

الله أكبر

جزاكم الله خيرا
التوقيع

روى الامام مسلم و غيره عَنْ عَلِيٍّ - رضي الله عنه - ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ»

و في رواية : قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قُلِ اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ» ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِهِ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-11-2011, 02:40 AM
ام رفيدة ام رفيدة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ما شاء الله لا قوة الا بالله بارك الله فيكم وزادكم علما ونورا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-15-2011, 03:38 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكِ الله خيراً
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-15-2011, 09:08 AM
التونسي الصابر التونسي الصابر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جازاك الله خيرا
قصة مؤثرة..صراحة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الجزء, جامعية, عصرية, فتاة, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:36 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.