تناقضات الإخوان أصحاب شعار " الإسلام هو الحل "

[*أم مريم*]

 

كل يوم يظهر وجه من وجوه الإخوان " المسلمين " كما يسمون أنفسهم أصحاب شعار " الإسلام هو الحل "

ولا أدري عن أي إسلام يتحدثون ؟ عن الإسلام بأخلاقه ومبادئه التي بُعث بها النبي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه

أم الإسلام الخاص بحسن البنا وبيعته للجماعة والمبني على المصالح الخاصة للجماعة على أرض الواقع وفقط

مع ما يحمله من بلاءات عقائدية لا يتسع المجال لذكرها .

ما أكتب عنه اليوم شيء شعرت معه بالغثيان وأعتذر من الكلمة لكنها صدقاً أقل ما يصف شعوري

- عندما مات المدعو ( شنودة ) بابا النصارى رأينا وسمعنا ما قاله أعضاء الإخوان تحت قبة البرلمان من التعازي

و جريهم للكتدرائية لتقديم واجب العزاء في رحيل " قداسته " والثناء العجيب على من كان يسوم المسلمات في الأديرة سوء العذاب

والهرولة والحزن وبرقيات التعازي لل" إخوة " الأقباط والفتاوى خرجت من هنا وهناك تؤكد بجواز تعزية النصارى

مع كلللللل الأدلة التي تحرم التعزية في رأس الكفر الذي كان يحارب المسلمين

لكن

" المصلحة طبعاً تحتم عليهم الجري واللهث للعزاء " وكذلك بعض المحسوبين على التيار الإسلامي فعلوا نفس فعلتهم

البرلمان وقف دقيقة حداد تتخيلوا دقيقة حداد على وفاة بابا النصارى

وسمعنا من يقول إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا لبابا لمحزنون !!!!!

لكن

عندما تموت زوج مرشح مسلم (والله العظيم مسلم) لا يعزونه ولا يذهبون للجنازة ولا حتى سمعنا كلمة عزاء على استحياء من واحد منهم

انا كمسلمة شعرت بالأسى والمرارة والغثيان منهم ومن فعلهم ومن فَعل فعلتهم وهنا تظهر الأخلاق الإسلامية والمبادىء والمصالح

هل الصراع على الكرسي الآن هو الفيصل ؟؟

(هذا فل من الفلول فلا يجوز تعزيته )

اما الكافر رأس الكفر يقفوا دقيقة حداد عليه ويقولون فيه أشعار على انجازاته الرائعة !!!

ومنذ أيام قليلة رأينا رئيس البرلمان الإخواني وهو في الكتدرائية يهنىء النصارى بعيد" القيامة المجيدة" ( مع ما فيه من شرك بالله وكفر بواح !! ) فلاضير من عزاء النصارى ومشاطرتهم وتهنئتهم في افراحهم لكن لا يجوز تعزية (الفل ) المسلم !!!

هل هذا هو الإسلام الذين تريدون تطبيقه يا من ترفعون شعار الإسلام هو الحل ؟ فعن أي إسلام تتحدثون ؟

بل إنكم رسبتم في( الولاء والبراء ) بجدارة في عيون الكثيرين من العوام البسطاء

فلا فرق بينكم وبين المنافقين أمامهم الذين قال عنهم ربنا عز وجل

(فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ


لسان حال الناس يقول الأن


حسرة على مصر وألف حسرة إذا وصلت لأيديكم قد كنتم على مر الزمان أصحاب مصلحة تتمدون مع من يعطونكم مصلحتكم

فأي مصير ينتظر مصر وأهلها معكم .. وما جرى في جامعة المنصورة من إلقاء زجاجات المياه الغازية ومطاردة الشاطر ومرسي بالحجارة من الطلبة هناك إلا خير دليل على سقوطكم من أعين الكثيرين

حسبنا الله ونعم الوكيل

فلقد طفح بنا الكيل

[أبو عبد الله محمد السيوطي]

جزاكم الله خيرا ... نسأل الله تعالى أن يرد الشاردين الى الحق ردا جميلا

[التونسي الصابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أم مريم*

أم الإسلام الخاص بحسن البنا وبيعته للجماعة والمبني على المصالح الخاصة للجماعة على أرض الواقع وفقط

مع ما يحمله من بلاءات عقائدية لا يتسع المجال لذكرها .

الأخت مريم لو تسمحي لي بسؤال :
هلاّ ذكرتي لي البلاءات العقائدية هذه وأرجو أن لا تذكري تجاوزات أشخاص وإنما عقيدة يدرسها الحسن البنا رحمة الله عليه,,
لأني على حد علمي هو رجل فاضل وهو قاوم الإستبداد...؟؟

ثم لي تعقيب بسيط أنت قلتي :
"ما أكتب عنه اليوم شيء شعرت معه بالغثيان وأعتذر من الكلمة لكنها صدقاً أقل ما يصف شعوري"
والله أصارحك وأنا لا أخفي عليك آلمتني هذه الكلمة لما تحمل من فرقة وتشرذم وعدم رغبة في توحيد الصف ووالله ما آلمني أكثر هو صدورها منك أنت وأنت المختصة في علوم القرآن ,, أنا لست إخوانيا ولكن ربما أخالفهم في المنهج والفكر ولكن لا يعني أنني أحكم على تيار بتجاوزات أشخاص أو أكره أناس ولا أطمع في هدايتهم...
لن أضيف ولست هنا لأغير رأييك ولكن أرجو أن تجيبي على سؤالي وأن تقدري نصحي المؤلم في بعض الأحيان...
وبارك الله فيكم وأرجو أن تقرئي السؤال من أخ إلى أخته لا غير..

[أمة الغفور]

جزاكم الله خيرا اختنا وبارك فيكم الشيخ حسن البناكان رجل مجاهد ضد الانجليزوادعو الله له ان يحتسبة الله من الشهداء ولكن فى حد علمى الرجل كان يتبع الطريقة الحصافية وهى من الطرق الصوفية قديكون معذور ايامها لقلة نشر العلم الشرعى وتصحيح الكتب اما اخوان اليوم فحدث عن اخطاءهم الكثيرففى منطقتنا يجتمعون ويصلون فى مسجد به ضريح ويؤمهم فيه عضو مجلس شعب حاليا فأحد طلبة العلم قال له يا أخى فتوى الشيخ بن بازبعدم جواز الصلاة التى فيها قبرفكان الرد مصلحة الدعوى اولا ونجمع العدد اولا فقال له وحكم الصلاة الباطلة هذا غير ان هناك احد المساجد الاهلية فى منطقة شعبية ولا يصلى فية لااعداد قليلة ولا يوجد لهم معلم للدين فذهب الى المسجد احد الافاضل لتعليمهم وانضم الية عدد من شباب السلفية واصبح المسجد يضج بالمصلين وااخذوا يعلموههم احكام الصلاة وتحفيظ القرأن والعلوم الشرعية وفرح العوام بهم جدا واخذ حضرة النائب السابق والحالى العزة وذهب الى الاوقاف وقال انا نائب الدائرة وامرهم بطرد الاخوة والمسجد حاليا خاوى وعاد لحاله القديم وفىمسجد اخر بناة احد طلبة العلم وبدوا ااعطاء الناس الدروس العلمية فأذا بحضرة النائب يعتلى المنبر ويقول هذا مسجد ضرار وجزاكم الله خير

[*أم مريم*]

الأخ أبو عبد الله محمد السيوطي

جزاكم الله خيراً على ردكم وأسأل الله أن يتقبل دعائكم

***

الأخ الفاضل التونسي الصابر

جزاكم الله خيرا على المرور والتعقيب

بالنسبة للمخالفات في عقيدة حسن البنا رحمه الله وأتباعه وفكر الجماعة يمكنك ببحث صغير على النت في المواقع الموثوق فيها أن تجد مؤلفات وليس مقالات

فلعلك تبحث عنها بنفسك ولعل الله يهديك إلى الحق طالما طلبته منه بصدق ولا تكتفي بحد علمك فنحن طالما نحيا علينا ان نبحث ونتحرى الحق دائما

أما عن جملتك

والله أصارحك وأنا لا أخفي عليك آلمتني هذه الكلمة لما تحمل من فرقة وتشرذم وعدم رغبة في توحيد الصف ووالله ما آلمني أكثر هو صدورها منك أنت وأنت المختصة في علوم القرآن ,,

هل يجب علينا نحن فقط غض الطرف عن كل البلاءات والتنازلات ونقدم المزيد من الدنية في ديننا للآخرين وهم حكموا سيطرتهم على البلاد بطولها وعرضها

من أجل عدم شق الصف والتشذرم ؟؟ عن أي صف تتحدث ؟ الصف الإخواني ؟

أما صف المسلمين لابد ان يقوم على كتاب الله وسنة رسوله لا عوج فيه ولا أمتا

لماذا لا تتوجه إليهم هم بقولك ؟ لماذا لا تقول لهم أين الولاء والبراء يا سادة ؟ أين أخلاق الإسلام ؟

لماذا لا تقول لهم <لماذا لم تضعوا ايديكم في أيدي السلفيين وتتوحدوا ؟>

بل إنهم يجاهرون بعدم التوافق معهم منذ بداية البرلمان وإلى اليوم !!!

والأدهى والأمر أنهم الآن يقطعون المرشح " أبو الفتوح" إرباُ في جلسات (وضوح الرؤية ) التي ينظمونها في فروع الجماعة في كل المحافظات ويكيلون له التهم الشنيعة

وخرج منهم من أفتى بأن من سينتخب ابو الفتوح آثم آثم ...

والله اعلم هل هذا مقصود منهم أم هي الحقيقة أنهم انقلبوا عليه لزعمهم انه خالف قوانين الجماعة بترشحه

مع انهم نكثوا عهدهم بعدم دفع مرشح منهم فإذا بهم يدفعون بالشاطر فلما تم استبعاده قالوا : بلاها الشاطر هاتوا مرسي !!!

التكالب على كرسي الرئاسة هو همهم وليذهب كل شيء إلى الجحيم

فبالله عليك وجه سؤالك لمن يخرج كل يوم بوجه جديد يناسب الزمان والمكان والظرف والأشخاص

والله المستعان والله أسأل أن يكشف النوايا ويولي علينا من يخشاه ويتقيه حق تقاته

[*أم مريم*]

أختي أمة الغفور

حياك الله وبارك بك على المرور

ما تحكينه غيض من فيض أما ما ذكرتيه عن حسن البنا رحمه الله فهو أفضى إلى ربه ليس لنا أن نحاسبه

الإشكال في اتباع الجماعة فهم يقدسون فكره ومنهجه

فلا تسمعي منهم أحد يقول قال الله وقال رسوله ؟

بل جل أقوالهم قال حسن البنا وسيد قطب

و أقواله وأفكاره ومبادئه تدرس لكل من ينتسب للجماعة

الولاء للجماعة وفكر الجماعة والسمع والطاعة


وللاخ التونسي الصابر ولمن يريد أن يفهم الفكر والمنهج للجماعة

أقدم لهم هذا الرابط وهو بحث متكامل بالأدلة

منهج الاخوان هل هو على طريق السلف الصالح ام لا؟

[التونسي الصابر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أم مريم*

هل يجب علينا نحن فقط غض الطرف عن كل البلاءات والتنازلات ونقدم المزيد من الدنية في ديننا للآخرين وهم حكموا سيطرتهم على البلاد بطولها وعرضها

الحمد لله الذي بعث محمد رحمة للعالمين,,صلوات ربي وسلامه عليه..
والله يا أخية خطر ببالي قول عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم "أنرضى الدنية في ديننا؟؟"
وأترك لك رد النبي صلوات ربي وسلامه عليه ,فأنت أعلم مني بما أجابه سيد الخلق..

ثم لي تعقيب على قولك:
"من أجل عدم شق الصف والتشذرم ؟؟ عن أي صف تتحدث ؟ الصف الإخواني ؟ "
الله وحده عليم بما في نيتي وقصدي..أنا يا أختي بالطبع لست مصريا ولا أعلم الكثير عن الإخوان والسلفية هناك ,,ولكن همي وقلبي يحترق ليل نهار والله يعجز اللسان عن التعبير لحال هذه الأمة ,,,
"أليس منكم رجل رشيد"
هذه الكلمة أو الآية دائما أتذكرها عندما يضيق صدري من الواقع وحتى عندما يعجل الحكماء ولا يصبرون على أذى الناس ...


وأخيرا أقول لكل عضو ربما لم أجد من يفهمني في المنتدى ولكني والله لا أقصد إلاّ الخير وكم أرجو وأدعو والله في كل صلاة أن يوحد صفوف المسلمين ..وأن يقر أعيننا برؤية ذلك في الدنيا ..

وعذرا على كل حال على ما بدر منّي..

[*أم مريم*]

بل أنا أعلم صدق نيتك الطيبة وألمسها في كل ردودك يا أخانا الفاضل

لكن رغبتك في توحيد الصف لا تكفي ولا رغباتنا بل يجب أولا الإجتماع على التوحيد الخالص وإلا سينهدم البناء كله فوق رؤوسنا جميعاً

وأرجو أن تكون اطلعت على الرابط الذي جئتك به في ردي على الأخت امة الغفور

وأخيرا أقول حماعة الإخوان كحزب لا يقتصر فكره على مصر فقط بل هو فكر موجود في كل مكان ظهرت فيه

سواء في بلاد شمال افريقيا او مصر او الخليج او المملكة العربية السعودية

لمن له دراية ومتعمق في متابعة الجماعة سيعلم هذا ويفهمه

الجماعة لها اهداف معينة تظل طوال عمرها تسعى لتحقيقها سواء شرقت أو غربت

ولن ينجو من هذا البحر اللجي إلا المتمسك بالتوحيد الصافي

[كتاب ربى نبض قلبى]

جزاكى الله خيرآ
أختاه

للأسف هذا هو الواقع المرير

[أبو عبد الله محمد السيوطي]

بارك الله فيكم أختنا أم مريم و جزاكم خيرا

و أقول مستعينا بالله

توحيد الصف لا يكون الا على الحق و لا و لن تصح أبداً وحدة صف لا تكون هذه الوحدة على الحق من أجل الحق

أما مسألة من هو المفرق للصف ... فأنا أتعجب ! لأن المُفرّق للأمة - أمة الحق - هو من فارق الحق

و قد برّأ الله تعالى نبيه ممن فرّق دينه و احتزب .. يقول تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ " و قُرئ في الآية السابقة أيضا " فارقوا "
يقول الطبري رحمه الله : حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن ليث، عن طاوس، عن أبي هريرة قال: (إن الذين فرقوا دينهم) ، قال: نزلت هذه الآية في هذه الأمة. [ صححه أحمد شاكر ]

و يقول ابن أبي عاصم في السنة : ثنا ابن مصفى، ثنا بقية، ثنا شعبة، أو غيره ، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر بن الخطاب «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة: " يا عائشة {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} [الأنعام: 159] هم أصحاب البدع وأصحاب الأهواء، ليس لهم توبة، أنا منهم بريء، وهم مني براء».
[ رجاله موثقون و بن مصفى و بقية مدلسان لكن صرّحا بالتحديث فأُمن تدليسهما أما مجالد فهو صدوق ليس بالقوي قد تغير و اختلط بآخره و لكن شعبة كان ممن روى عنه قبل اختلاطه ... يقول المزي في التهذيب : و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : حديث مجالد عند الاحداث يحيى بن سعيد وابى اسامة ليس بشئ، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء القدماء قال أبو محمد يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره.
و يشهد له ما ثبت بسند صححه الألباني عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : «إن الله حجب التوبة، عن صاحب كل بدعة» و عليه فالحديث يقبل التحسين و الله أعلم .]

و يقول الطبري رحمه الله : حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن إدريس قال، أخبرنا مالك بن مغول، عن علي بن الأقمر، عن أبي الأحوص، أنه تلا هذه الآية: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء) ، ثم يقول: بريء نبيكم صلى الله عليه وسلم منهم. [ صححه أحمد شاكر ]

و يقول الشوكاني رحمه الله : " ومعنى شيعا: فرقا وأحزابا، فتصدق على كل قوم كان أمرهم في الدين واحدا مجتمعا، ثم اتبع كل جماعة منهم رأي كبير من كبرائهم يخالف الصواب، ويباين الحق لست منهم في شيء أي لست من تفرقهم، أو من السؤال عن سبب تفرقهم والبحث عن موجب تحزبهم في شيء من الأشياء، فلا يلزمك من ذلك شيء ولا تخاطب به إنما عليك البلاغ، وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا» أي نحن برآء منه، وموضع في شيء نصب على الحال." اهـ

فقوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ " و قرئ " فارقوا " ... يحتمل أن تكون المفارقة كفعل كاليهود و النصارى و المشركين .. و هي مفارقة أصل الدين الأول و هو التوحيد و الاخلاص و تحصل هذه المفارقة بالشرك و الكفر الأكبران أو الأصغران .........
و قد تكون المفارقة للأصل الثاني و هو الاتباع و تحصل بالابتداع في الدين و الابتداع قرين الفرقة ... لماذا؟ ........ لأن الجماعة المعتبرة شرعا هم جماعة المسلمين قبل ظهور الفرق و نشأتها و كانت هذه الجماعة على الحق حتى ابتدع قوم بدعة ففارقوا بذلك الجماعة - التي هي على الحق - ثم تلاهم قوم آخرين و هكذا .... فالأصل هم الجماعة المتمسكة بالحق .. و المفرِّق هو من أنشأ الفرق بابتداعه في الدين ما ليس منه ........ أو بإحداث جماعة محدثة من عنده يوالي و يعادي فيها

و لذلك فاني أعجب كثيرا ممن ينشئون الأحزاب الدينية و يُقِرُّون الجماعات ... ثم يتهمون من يحارب البدع و التحزبات بأنه هو الذي فرّق الأمة بتحذيره منهم! ... أقول لمثل هذا : اذا كنت فعلا تخشى على الأمة من التفرق فلم تُقِرُّهم على انشائهم الفرق و الأحزاب ؟! ....... سبحان الله! أليس هذا قمة التناقض؟!.. فادع الاخوان أولا الى العودة الى منهج السلف الصالح و ترك ما هم عليه من بدع و التي من أشدها تفريقا للأمة البيعة البدعية التي لا يزالون يمارسونها ... و قد قال رسولنا صلى الله عليه و سلم «مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ، وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً، وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ """يَغْضَبُ""" لِعَصَبَةٍ، أَوْ ""يَدْعُو"" إِلَى عَصَبَةٍ، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً، فَقُتِلَ، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ، وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ» رواه مسلم و رواه أحمد باسناد صحيح رجاله رجال الشيخين عدا أبي قيس بن رياح -واسمه زياد- فمن رجال مسلم و رواه غيرهما

فأهل السنة و الجماعة هم أهل " سنة " لا بدعة و " جماعة " لا فرقة .. و الجماعة هي الاجتماع على الحق
يقول الشيخ محمد بن سعيد رسلان حفظه الله كما في الدعائم 195 : " فمعنى أهل السنة : أخص الناس بها و أكثرهم تمسكا بها و اتباعا لها اعتقادا و قولا و عملا .
و سُمّوا " أهل السنة " لانتسابهم لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم دون غيرها من المقالات و المذاهب بخلاف أهل البدع فانهم يُنسبون الى بدعهم و ضلالاتهم كالقدرية و المرجئة و تارة ينسبون الى أفعالهم القبيحة كالرافضة و الخوارج
و المراد بالسنة : الطريقة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه قبل ظهور البدع و المقالات ..." الى أن قال حفظه الله في الفصل التالي : " و من أسباب تسميتهم بهذا الاسم - أي أهل السنة و الجماعة - أنهم قد تميزوا بميزتين عظيمتين :
الأولى : تمسكهم بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى صاروا أهلها بحلاف سائر الفرق فهي تتمسك بآرائها و أهوائها و أقوال قاداتها و زعمائها فهي لا تنسب الى السنة و انما تنسب الى بدعها أو الى أئمتهم أو الى أفعالهم ...
و الميزة الثانية : أنهم أهل الجماعة لاجتماعهم على الحق و عدم تفرقهم لاجتماعهم على ما اعتقدوه و عملوا به و هو سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم " اهـ
أسأل الله أن يجعلنا منهم بمنه و كرمه
أما من زعم أنه من أهل السنة و الجماعة و هو يدعو الى البدعة و الفرقة فليَصدُق فعله قوله و الا فلا ملام علينا ان حذرنا منه كي لا يُغتر به عندما يقول للناس أن مذهب أهل السنة و الجماعة هو البدعة - التي يدعو اليها - و الفرقة - و هي حزبه الذي يبايعه و يوالي و يعادي فيه - ... و هذا مصداق ما ورد من آثار بأن البدع تظل تتكاثر و تضمحل السنن حتى تتخذ البدعة سنة و يُستغرب ممن أخذ بالسنن ! ....... نسأل الله العافية
يقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده، ثم قال: "هذا سبيل الله مستقيما". وخط على يمينه وشماله، ثم قال: "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه". ثم قرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} رواه أحمد في المسند و الحاكم و غيرهما و هو حسن صحيح

فنحن مأمورين باتباع سبيل الله الذي هو سبيل نبينا صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله عليهم و هو الحق ..... فماذا بعد الحق الا الضلال؟!
فرسولنا صلى الله عليه و سلم قد أخبرنا أن من خالف سبيل الله فقد اتبع السبل و الله تعالى قد أمرنا ألا نتبع السبل كما سبق في قوله تعالى :وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ...

و كذا من خالف سبيل الله من الفرق فقد اتبع السبل و عصى الله تعالى
و قد أخبرنا صلى الله عليه و سلم كما في "الصحيحين" عن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال من أمّتي أمّة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك "
فالحق هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله عليهم..
و أهل الحق يظلون ظاهرين عليه ثابتين منصورين الى أن يأتيهم أمر الله آخر الزمان بقبض أرواح المؤمنين حتى لا يذكر اسم الله في الأرض فتقوم الساعة على شرار الناس [ مستفاد من شرح العلامة ابن عثيمين و العلامة الفوزان على الواسطية ]

و في حديث الافتراق المشهور وردت صفة الفرقة الناجية فقال صلى الله عليه و سلم : " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم و أصحابي "[ سند هذا اللفظ حسن ]
و في لفظ " و هي الجماعة " .. و الجماعة هي جماعة أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و من اتبعهم باحسان .. و هم أهل الحق الثابتون عليه المتمسكون به لا يضرهم من خالفهم بل هو يضرّ نفسه و يهلكها لأن مخالفتهم تعني مخالفة الحق الذي هم ظاهرين عليه كما أخبر نبينا صلى الله عليه و سلم
و قد خاصم عبد الله بن عمر رضي الله عنه في الله و تبرأ ممن خالف عقيدة أهل السنة و الجماعة في اثبات القدر خيره و شره - و لم يكن ذلك تفريقا للأمة -

فعَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ، قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِي الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ - أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ - فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلًا الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِي أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الْكَلَامَ إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ، وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ، وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لَا قَدَرَ، وَأَنَّ الْأَمْرَ أُنُفٌ، قَالَ: «فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ، وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي»، وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ «لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ» ثُمَّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْإِحْسَانِ، قَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا، قَالَ: «أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»، قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟» قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ» رواه مسلم و هو متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه

فها هو عبد الله بن عمر رضي الله عنه يخاصم في " العقيدة " التي منها " الايمان بالقدر خيره و شره "
و الأمثلة على ذلك من فعل السلف كثير ... ربما - يسر الله لي - أجمعها في موضوع مستقل

بارك الله فيكم و جزاكم خيرا و هداني و إياكم الى صراطه المستقيم