ماذا لو كان بيشوى هو مرشد الإخوان ؟؟

[أبو أنس الأنصاري]

 

فى نهاية العام 2006م قام طلاب جماعة الإخوان المسلمين بعمل عرض رياضى داخل جامعة الأزهر تضامناً مع القضية الفلسطينية .. بعدها بساعات حشر الناس لميقات يوم معلوم ! انقلبت مصر رأساً على عقب .. حالة استنفار تام من قبل النظام .. الأمن المركزى هرع إلى الشوارع .. تم ترويع أسر وعائلات الإخوان ، وتمت مصادرة ممتلكاتهم وأموالهم والزج بالمئات منهم فى غياهب السجون ..

بعد العرض الرياضى لطلاب الإخوان وعلى مدار عام كامل .. نصبح ونمسى على سب وطعن الإسلام من قبل الفضائيات المأجورة والصحف التى يمولها ساويرس .. مجلس الشعب كله وقف على قلب رجل واحد – باستثناء أعضاء الإخوان طبعا – ليدين " إرهاب " الإخوان ! أحد أعضاء الحزب الوطنى قال أنه لم يستطع النوم عندما شاهد العرض " العسكرى المسلح " ! ودخل على الخط مجلس الشورى الذى أعلن عضو فيه أن الإخوان أخطر من " تجار المخدرات " ! وقام آخر ليزيد من الحبكة الدرامية فقال أن الإخوان أخطر من " الجمرة الخبيثة " !
وتمت محاكمة قيادات إخوانية أمام القضاء العسكرى وسجنهم بمدد تتراوح بين الخمس سنوات والسبع سنوات ..
كان " تامر أمين " هو رمز هذه الحملة اللا إنسانية ضد الإخوان فى برنامج البيت بيتك .. يشترك معه السمج عمرو عبدالسميع الذى تم طرده من لندن بعد قضية تحرش جنسى .. بالإضافة لفرقة حسب الله الموجودة بـالمغفور لها " روز اليوسف " وباشتراك بعض المفكرين الإسلاميين المستنيرين من عينة " عبدالفتاح عساكر " و " جابر عصفور " و " صلاح عيسى " وغيرهم من كتاب الختان والـ جى سبوت !
كانت حربا شعواء ليس ضد الإخوان وإنما ضد الإسلام .. حرموا عيوننا النوم من أجل عرض رياضى .. وطعنوا فى عقيدتنا من أجل عرض رياضى .. وطالبوا بحذف المادة الثانية من الدستور التى تنص أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع من أجل عرض رياضى ..
كانوا أسودا على الإخوان .. وكانت ألسنتهم طويلة جدا تنال من كل شئ .. وكان إفكهم فاضحا وشرهم واضحا ..
هؤلاء الذين يعملون لحساب الشيطان الأكبر شنودة الثالث لا يجرؤون أن يتفوهون بكلمة نقد واحد تجاه صنمهم ووثنهم الإرهابى شنودة وعصابته الباغية التى زادت فى تطاولها وفحشها وتنكيلها بالمسلمين ..
يوم أن قال الأستاذ محمد مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان أنه يوافق أن يحكم ماليزى مسلم مصر .. قامت الدنيا ولم تقعد .. وتم سب الرجل سبابا فاحشا من خلال صحف وفضائيات ساويرس .. وبعضهم كان يضع كلامه فى مقارنة مع كلام الشيطان الأكبر شنودة الثالث الذى يقول : مصر ليست وطنا نعيش فيه .. بل وطن يعيش فينا .. ورغم أن الشيطان الأكبر يقصد طائفته النصرانية التى روج بينها أنها هى صاحبة الوطن .. لكن خستهم جعلتهم يقيمون الدنيا من أجل تصريح يتفق مع مبادئ الإسلام بأنه لا ولاية للنصرانى على المسلم .. فضلا عن أن الأستاذ المرشد لم يقل " بالروح بالدم نفديك يا شارون " و لم يقل " يا أمريكا فينك فينك .. أمن الدولة بينا وبينك " لكن أنى لعبدة الطاغوت شنودة أن يتحدثوا بصدق وهو يأمرهم بالفحشاء والمنكر والبغى ؟؟
فى العام نهاية العام 2009م أصدرت مجلة الأزهر ملحقا عبارة عن كتيب للدكتور محمد عمارة يرد على منشور تنصيرى بذئ .. قامت قيامة الشيطان الأكبر شنودة الذى أوعز إلى فرق المشاة الأرثوذكسية و مارينز العباسية ليقوموا بعملية إرهاب واسعة فى الصحف والفضائيات .. وبالفعل تمت مصادرة الكتاب .. وأصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا يوحى للقارئ أن من أصدروه اعتنقوا النصرانية إذ جاء فيه أنهم يعلنون " إيمانهم الشديد بالمسيحية والمسيحيين " !
يوم الأربعاء 15 / 9 / 2010م أعلن الأنبا بيشوى فى " المصرى اليوم " أن المسلمون هم ضيوف جاءوا من الجزيرة العربية .. وأنه يستعد للاستشهاد إذا ما تم إخضاع الكنائس والأديرة للتفتيش !
مر الكلام مرور الكرام على كوماندوز العباسية و مارينز الكنيسة وفرق " أحمد ياعمر " و " الردّاحون الجدد " .. لم يتحدث أحد ولم يعقب أحد بكلمة .. وكأن حبل الإنقاذ قد أتاهم من خلال تصريحات الدكتور محمد سليم العوا فى قناة الجزيرة لبرنامج " بلا حدود " فى ذات اليوم ، عندما تحدث عن واقعة محددة وهى ضبط نجل وكيل مطرانية بور سعيد وهو قادم من إسرائيل بسفينة محملة بأطنان من المتفجرات الخطيرة .. هنا هب مارينز الكنيسة بسرعة ليمزقوا ثياب العوا ويشهروا فى وجهه السنج والسيوف والمطاوى والبُلط وماء النار والجنازير .. العوا يريد إشعال الوطن وعمل فتنة طائفية ! تركوا التصريحات النازية الإجرامية الفاشية التى قالها بيشوى .. وأمسكوا برأس العوا ! لم يناقشوا واقعة ابن وكيل مطرانية بور سعيد .. لكنهم أخذوا يسخرون من الرجل وتحدث صفيق منهم عن أن شيطانهم الأكبر شنودة يقوم بصنع قنبلة نووية ومفاعل نووى ليخرج الموضوع من جديته ويحوله إلى مادة للسخرية والتندر ..
السؤال الآن : ماذا لو كان الأنبا بيشوى هو مرشد جماعة الإخوان المسلمين ؟؟
ماذا لو كان الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان هو الذى قال أنه مستعد للاستشهاد هو وجماعته إذا اعتقلت الحكومة إخوان منهم ؟؟
ماذا لو كان الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان هو الذى قال أن النصارى ضيوف فى بلدنا مصر ؟؟
وأقول جازماً أننا كنا سنظل لعدة سنوات أسرى هذه التصريحات .. وأن التلفزيون المصرى وفضائيات ساويرس كانوا سيدعون لاعتقال غالبية أعضاء الإخوان ، وعمل حملات مداهمات وملاحقات واعتقالات ..
وكانت الحكومة ستقوم بحذف المادة الثانية من الدستور بسرعة .. وكان سيصدر قرارا بتجريم النقاب وحظر الحجاب واعتقال أى ملتحى .. وسيتم الزج بآلاف الإخوان فى غياهب السجون .. وكان علينا أن نستمع لفرق الكوماندوز الأرثوذكسية وهى تردح وتسب وتطعن فى الإسلام .. وكنا سنقرأ لخفافيش الكنيسة و عبدة الطاغوت وهم يطالبون بحذف آيات قرآنية كريمة .. وكنا سنجد سبا مقذعا لمرشد الإخوان فى افتتاحيات " الأهرام " و " الأخبار " و " الجمهورية " والدعوة لتوقيع أقصى عقوبة عليه بعد محاكمته عسكريا .. وكانت أكشاك وعشش " حقوق الإنسان " ستخرج فى حفلة تطبير لتدين تصريحات مرشد الإخوان وكيف أنه يعتبر " الأشقاء الأقباط " ضيوف .. وكنا سنرى مذيعات التهتك والتكسر يتحدثون عن إنهيارهم العصبى من جراء التصريحات " الفزيعة " لمرشد الإخوان .. وكانت برامج " الكنيسة شو " ستورّم عقولنا بالحديث عن " إرهاب " مرشد الإخوان .. وبالقطع سيحل المفكرون الإسلاميون المستنيرون ضيوفا فى هذه البرامج للتحليل والبحث والتمحيص وصرف روشتة تزيل أثار هذه التصريحات من عينة عمل كوتة فى مجلس الشعب للأشقاء الأقباط .. وإلغاء المادة الثانية من الدستور .. وغلق إذاعة القرآن الكريم .. وتعيين قساوسة ليخطبوا الجمعة بدلا من الأئمة تدعيماً لأواصر الوحدة الوطنية .. وتدريس الكتاب المقدس فى المدارس .. وفرض " اللغة القبطية " على طلاب المدارس والجامعات وتشريع قانون يبيح زواج المسلمات من النصارى وغلق الفضائيات الإسلامية وعمل كنيسة لكل مواطن والسماح بالتنصير واستضافة الأنبا بيشوى فى القناة الأولى ليشرح عقيدة الثالوث ...
هذا ما قالوه إبان حادث نجع حمادى المريب فى يناير 2010م الذى راح ضحيته ستة نصارى ومسلم .. وهذا ما كانوا سيرددونه إذا قال مرشد الإخوان عبارة واحدة من التى قالها بيشوى .
هم الآن رقدوا على رجاء القيامة .. فى انتظار أى تصريح إسلامى ليفتعلوا ضجة تدارى على تصريحات بيشوى الإجرامية .. استغلوا حديث العوا ليفتعلوا مشكلة وكأن بيشوى لم يقل شيئاً .. ويصير الموضوع " اضطهاد الأقباط " والقول أن كنائسهم مكدسة بالأسلحة .. لكن بيشوى لم يمهل كلاب جهنم .. وقام فى 22 سبتمبر بالطعن فى القرآن الكريم والإدعاء أن به آيات أضيف فى عهد عثمان بن عفان .. وكالعادة لم تستمع لأى مجرم فيهم يدين بيشوى أو يطالب باعتقاله ومحاكمته .. بل الأغرب أنك تجد من دافع عنه واعتبر كلام بيشوى " أسئلة مشروعة " ! تماما كالخيانة التى يمارسونها ويعتبرونها مشروعة !
قامت فرق الكوماندوز بتبرير جريمة بيشوى .. وعندما خرج شيطانهم الأكبر شنودة فى التلفزيون المصرى ليعرب عن أسفه مما سببته تصريحات بيشوى من مظاهرات تم فيها ضرب صور شنودة بالبُلغة القديمة والهتاف : يا شنودة لا قداسة .. إنت رمز للنجاسة .. عقب أسف شنودة قام مارينز الكنيسة بعمل حفلات " زار " تراقصوا فيها حتى فقدوا وعيهم .. خرج أحدهم فى التلفزيون ليقول " أسفك على راسنا يا قداسة البابا " ! وتحول الموضوع إلى أن المسلمين هم الذين أجرموا فى حق شنودة الرجل العجوز الذى تأسف وهو فى هذه السن ولم يكن هناك داعى لأن يتأسف .. " لأنه معملش حاجة " على حد قول خنزير منهم !
و بعدها بيوم كان شنودة فى قناة الحياة يصفع كل الديايثة أصحاب الجلود السميكة الذين هللوا لأسف شنودة .. قال شنودة بالحرف : أنا لم أعتذر .. صفعة على أقفية خنازير الكنيسة الذين تحدثوا عن " البابا الشجاع " و " البابا النبيل " و " البابا صمام الأمان " ... إلخ تقيؤات خنازير الكنيسة ..
وحتى الآن لم يعتذر بيشوى .. وما اعتبره البعض اعتذارا من شنودة عاد لينفيه فى تحدى صريح يدل على شخصية إجرامية دموية بشعة تريد الخراب والدمار لمصر ..
المضحك فى الأمر أن هناك الآن " شلة " تتحدث فى الصحف والفضائيات عن إزالة الإحتقان الطائفى .. هذه الشلة تتحدث عن غلق الفضائيات الإسلامية .. وغلق المواقع " الوهابية " والسماح ببناء الكنائس فى كل مكان .. والضرب بيد من حديد على كل من يثير الفتنة .. ومحاربة الأفكار المستوردة من " دول أحادية الدين " ومنع النقاب فى المترو والشوارع .. والحجاب حجاب القلب !
إذاً .. لماذا تجاهلتم أن شنودة هو سبب الفتنة الطائفية فى مصر ؟؟ لماذا تتجاهلون أن مصر لن ينصلح حالها إلا يعزل شنودة وبيشوى ومحاكمتهما وتعيين بطريرك عاقل ؟؟
يا ولاد ........ أين كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ومارى عبدالله وماريان وتريز وياسمين فوزى ؟؟ أين هؤلاء النسوة المختطفات المحتجزات فى سجون الإرهابى الخطير شنودة فى مخالفة صريحة للقانون والدستور ؟؟
يا أولاد الأفاعى .. بيشوى قام بسب ديننا ودعا لطردنا من مصر .. ما علاقة النقاب والحجاب والفضائيات الإسلامية بذلك ؟؟
يا أبناء الحيات .. الكنيسة تمارس الإرهاب والإجرام وتستولى على أراضى الدولة بالدراع وتعمل لحساب أمريكا وإسرائيل .. ما علاقة ذلك بكوتة فى مجلس الشعب وتغيير المناهج الدراسية وحذف الآيات القرآنية الكريمة ؟؟
يكاد المرء يُجن وهو يرى هؤلاء الصفقاء يتحدثون عن الفتنة الطائفية دون أن يتحدثوا بكلمة واحدة حقيقية أو دون أن يبدوا رأيهم فى طعن بيشوى فى القرآن الكريم أو احتجاز مواطنات وتعذيبهن فى الأديرة والكنائس وعدم السماح لهن بالظهور فى وسائل الإعلام ..
لو أردتم حل مشكلة الفتنة الطائفية فلا حل لها إلا بالآتى :
1- اعتقال شنودة ومحاكمته عسكريا على جرائمه بحق الإسلام ومصر وتهييج الفتنة الطائفية .
2- اعتقال بيشوى ومحاكمته عسكريا لطعنه فى القرآن الكريم والدعوة للاقتتال .
3- اعتقال مكارى يونان ومتياس نصر منقريوس وعبدالمسيح بسيط ونجيب جبرائيل وممدوح رمزى وممدوح نخلة
4- غلق صحف وفضائيات ساويرس
5- تعيين نيافة البابا ماكسيموس الأول بطريركا للكرازة المرقصية وبابا للإسكندرية .
6- الإفراج عن جميع الأخوات الأسيرات بسجون الإرهابى شنودة .
ما عدا ذلك .. اخرسوا ولا تتكلموا ..
ويبقى السؤال : ماذا لو كان بيشوى هو مرشد الإخوان ؟؟ وماذا لو كان مرشد الإخوان هو الذى طعن فى كتابهم المسمى " مقدس " ؟؟
القاعود

[أم الزبير محمد الحسين]

لاحول ولا قوة إلا بالله
والله المستعان