انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > واحــة الأســـرة المسلمــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 12-17-2011, 05:01 AM
أم عمر أم عمر غير متواجد حالياً
اللهم نسألك الجنة بغير حساب وأن ترحم أبى وتعلى قدره فى الجنة وترزقنا الثبات حتى الممات
 




افتراضي

المركب
ثلاثية المركب
1 - الهنيء .
2 - المتواضع .
3 - حصول المنفعة به .

1 - الهنيء .
الهنيء هو الوصف الذي ذكر في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ( أربع من السعادة : .. المركب الهنيء ) .
و( الهنيء ) صفة تطلق على الصلاح والعطاء واليسر والسهولة .
وهي صفات من فات السعادة ومداخلها .
فـ ( الهنيء ) هو الذي يأتيك بلا مشقة .
مشقة أي مشقة ..
فهو مركب حصل بغير مشقة في قيمته في البحث عنه ، ولم يكن باب مشقة في حفظه والعناية به ، والمقصود مشقة مرهقة أو مهلكة .
فكم تجد اليوم من يبذل نفيس ماله وحرّ رزقه في مركب فارهٍ مجهّز بأفضل التقنيات رغبة في شهرة أو أمر آخر .
فانظر مشقة هذا المركب في حصوله ، ثم انظر المشقة الحاصلة بحفظه والعناية به فسبحان الله كيف أن من الناس من يصيبه العناء والتعب والشقاء في مركب يبذل فيه نفسه ونفيسه ثم هو يشقى به ولا يسعد !!
ومن هنا فرفاهية المركب وفخامته ليس بالضرورة آية سعادة وهناء .
بل ربما كان صاحب هذا المركب من أشقى الناس بمركبه .
ثم انظر في مركب هذا شأنه كيف يحجز صاحبه من أن ينفع به وأن يعطي به العطاء الكثير خوفاً من تلفه أو نحو ذلك .
فكان المركب الهنيء هو المركب الذي يأتي بلا مشقة في حصوله ولا مشقة في حفظه وانشغال القلب به .. ثم هو مركب ( هنيء ) يحصل به العطاء الكثير لصاحبه ولغيره .

- 2 - المتواضع ..
لمّا كان المركب مما يُتخذ للتجمل كما قال الله تعالى : ( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ) وقال والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ) فإنه صار من المتعين على المرء أن يعلم أن هذه نعمة من الله وفضل . وواجبه فيها الشكر لا الكبر . ولك أن تتأمل عظيم منّة الله تعالى على عباده بهذه النعمة في قوله : ( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون . لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنّا له مقرنين . وإنا إلى ربنا لمنقلبون )
فتأمل كيف أن الله جعل المركب مسخّر للعبد لا أن العبد مسخر له ، ولذلك تعجب أشد العجب ممن تجده سخّر نفسه للمركب عناية وتلميعا والشقاء في سبيل ذلك .
وتأمل أيضا قوله ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) فيه تذكير وتنبيه إلى أن العبد منقلب إلى الله وراجع إليه فعلام الكبر والبطر ؟!
وحين كان جمال المركب مظنة التفاخر والتكبر ، فقد نهى صلى الله عليه وسلم من اتخاذ مركب الشهرة .جاء في مسند الروياني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ركب مركبا ذا شهرة أعرض الله عنه وإن كان عليه كريما )
وأي شقاء يكون للعبد حين يعرض الرب الرحيم الكريم عنه ؟!
وكم هي سعادة المرء حين يكون الله في معيته .
والإنسان يحتاج إلى معية الله تعالى وحفظه له ، فإننا اليوم نعيش ثورة حضارية جعلت المركب اليوم يختلف عما كان عليه من قبل ؛ فقد صارت مراكب اليوم مراكب سريعة وبأشكال وموديلات ومميزات تختلف عن ما يكون الحال في بعير أو فرس !
فإنك تقضي اليوم المسافة من مدينة إلى أخرى بأسرع وقت وبأقل تكاليف من المشقة والتعب ، ولمّا كانت هذه الوسائل الحديثة فيها مظنة الهلاك في حادث أو نحوه فإن العبد هنا يحتاج أن يتواضع في مركبه ليكون الله في معيته .
هذا جانب من جوانب السعادة في باب التواضع في المركب .
ونقرأ في السيرة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب مرة( برذوناً ) فأنكر نفسه فنزل من عليه وقال : إنما يركب هذا من لا خلاق له !! وذلك لما أحس في نفسه من التغيير ورؤية النفس !!

3 - حصول المنفعة به .( ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم ).
قال الله تعالى {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [غافر : 79] . ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون )
فإن من غايات المركب أن تحصل به المنفعة من حمل الأثقال والتنقل كما قال الله تعالى : ( وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم ،والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة )
ومن أعظم المنافع التي تُحصّل بما سخره الله تعالى لعبده من المركب : استخدامه في الطاعة والمعروف :
- إغاثة ملهوف .
- المشي به في سبيل الله جهادا في طلب علم أو ضرب في الأسواق للرزق ..وهكذا..
ولذلك أثر عن بعض السلف أن من شقاء المركب أن لا يستخدم في جهاد أو طاعة!!
وتأمل عظيم فضل الله كيف أن حصول المنفعة من المركب تعطي البيت سعادة ورخاء من جهة حصول منافع أهل البيت بهذا المركب
وخصوصا في مثل زماننا الذي صار المركب فيه وسيلة من وسائل إدخال السرور والسعادة على البيت المسلم . سيما والحاجة إليه ملحّة بسبب تباعد الأوطان ، وتعدد الحاجيات واختلافها .
فبه يسافرون في أمن ورخاء ..
وبه يتنقلون من مكان لآخر في يسر وستر .
وبه يُنقذ مريضا - بإذن الله - ... وهكذا..
آما حين يكون المركب عاطلا متعطلا لا تحصل به منفعة ولا تتحقق به مصلحة فسيكون حينها مدخل تعب وضنك على أهل بيت مركبهم لا تحصل به منفعة والواقع يشهد بذلك .

اسأل الله أن يرزقنا وإياكم حياة سعيدة هنيئة في ظل طاعته ، وان يصرف عنّا وعنكم السوء والفحشاء .
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

ناصح للسعادة الأسرية
مهذب أبو أحمد،اهــ.


وبهذا تمت هذه السلسلة المباركة اسأل الله أن يجعلها فى ميزان كاتبها وميزانى وأن ينفع بها العالمين آمين

ولا تنسونى من صالح دعائكم
التوقيع

غراس الجنة:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر


التعديل الأخير تم بواسطة أم عمر ; 12-17-2011 الساعة 05:03 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
البيت, السعيد"تابعونا", ثلاثيات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:33 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.