كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إنا للهِ وإنا إليهِ راجعون !
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته دعوني اليوم أقدم هذا النعي لعزيزٍ فقدناه ، ولحبيبٍ لطالما تمنيتُ وجوده فليس لي أن أقول و أنا أسطر هذه الكلمات إلا إنا لله و أنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها ! وإليكم الخبر .. فهذا الإمام الكبير أبو جعفر ابن جرير الطبري يرويه لنا قال لأصحابه يوما : تنشطون لكتابة التفسير . قالوا له : في كم ورقة يكون ؟ قال : قال في ثلاثون ألف ورقة . قالوا : هذا مما تفنى دونه الأعمار !! فقال : إنا لله مات الهمم فأملاه في ثلاثة آلاف ورقة فقال لهم : تنشطون في كتابة التاريخ من لدن أدم وحتى زماننا هذا . قالوا : في كم ورقة يكون ؟ قال : في ثلاثون ألف ورقة . قالوا : هذا مما تفنى دونه الأعمار !! فقال : إنا لله مات الهمم فأملاه في ثلاثة ألاف ورقة . و لنقف قليلا على هذا النعي الميت الهمة وعلوها.. فرحمهم الله ماذا نقول في مثلهم ؟ فأصحابه وهم على قدر من العلم والطلب كبير وقال فيهم إنا لله ماتت الهمم ، وكيف لا يقول ؟! فهم يقولون هذا مما تفنى دونه الأعمار وهو سيمليه لهم من حفظه فكيف به وهو من قرأ وجمع ورتب ولم يفنى عمره ، فكيف يقولون هذا وما عساه يقول لو رآنا اليوم ؟ وأظنه سيقول ما قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ذهب الذين يعاش في أكنافهم ,,,, و بقيت في خلف كجلد الأجرب
و لو نظرنا إلى حماد بن سلمة الإمام الكبير وقد قالوا فيه : لو قيل لحماد بن سلمة القيامة غدا ما أستطاع أن يزيد في عمله شئ !! بل لو رأينا ابن عقيل الحنبلي وهو يقول : أنه لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا كل لساني عن مناظرة و بصري عن مطالعة أستطرحت فأعملت فكري حال أستطراحتي فلا أقوم إلا وقد خطر لي ما أسطره . حتى أنني أختار سف الكعك و تحسيه بالماء على الخبز لأجل ما بينهما من تفاوت في المضغ !! ماذا لي أن أقول وأنا أسمع هذه الكلمات بل انظر إلى الإمام الكبير ابن الجوزي و هو يقول في كتابه العظيم صيد الخاطر : كان الناس يأتون لزيارته من لوعة الشوق فلا يستطيع أن يردهم فماذا يفعل لأنه بهذه الطريقة سيضيع وقته و لكن كانوا رجالا أعطاهم الله من الفهم أعلاه ومن الهمة مبلغها ومن الورع والتقوى أبلغه . فجهز أعمالا حتى إذا أتوا لزيارته عمل بها حيث أنها لا تتطلب إمعان الفكر وصفاء الذهن فكان يعمل في قص الورق وبري الأقلام وترتيب الكتب . فرحمهم الله وجمعنا معهم بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى لم يضيعوا الثواني ناهيك عن الساعات و نحن ضيعنا الأعمار ناهيك عن السنوات ولا نأبه بالأيام ماذا حل بنا وما خطبنا وفي الناهية أقول إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله ! منقول |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|