انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-09-2014, 03:30 PM
نور الماجد نور الماجد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي تفسير سورة (المَسَد) : الشيخ زيد البحري

 

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري





تفسير سورة (المَسَد)

أما بعد : ..
فقد ذكر البخاري رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم (وقف على الصفا فنادى في قريش إنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فلما اجتمعوا قال إني أني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقام شخص من بين القوم فقال (تباً لك ألهذا جمعتنا ؟) فأنزل الله عز و جل سورة المسد تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ(2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ(3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ(4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ(5) ] هذا المتحدث الذي ناهض النبي صلى الله عليه و سلم و دعا عليه بالهلاك من هو ؟ أبو لهب اسمه عبد العزى ،قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم عمه ، إذاً لو نالتك أذية أو بلية من قول أو فعل من أي شخص فلا تستغرب هذا الأمر، فإن القريب قد يظلم قريبه ، هذا عمه !، لكن لما في قلبه من الخبث و الشرك و الحسد قال (تبا لك ، ألهذا جمعتنا ؟) ، كان من الأليق و الأفضل و الأحسن و الأجدر بهذا العم أن يكون عضدا لابن أخيه ، و سبب هذا فساد القلب ، و لذا نرى كثيرا من الأسر تشتت و تفرقت ،و هم أقرب ما يكون بسبب ما في القلب من الفساد ، بل إن هذا الرجل كان يسعى خلف النبي صلى الله عليه وسلم في مواسم الحج و يقول( احذروه فإنه كذاب ) دعا على النبي صلى الله عليه وسلم بالخسران فقال عز و جل (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) تبت : أي خابت و خسرت يدا أبي لهب دعا عليه ، هل تحقق هذا الدعاء ؟ نعم (وَتَبَّ) أي: وقع هذا الخسران ، و عبر باليدين لأن معظم ما يفعله الإنسان بيديه ، لكن يتعجب الإنسان كيف يكنيه الله سبحانه و تعالى و الكنية تعظيم و تشريف، فلماذا كناه الله عز و جل ؟ هذا الرجل اسمه عبد العزى و كُنّي في الجاهلية بأبي لهب لحمرة كانت في و جهه ، كان شديد الحمرة ، فكناه الله عز و جل بأبي لهب لأنه سيلاقي نارا حمراء تناسب هذا الوجه القبيح الذي كان أجدر به أن يخضع للحق فأصابه هذا العذاب الذي هو النار ، بل لما نزلت هذه السورة قال ( سيدافع عني مالي و ولدي ) فقال عز و جل (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ) يعني لن يغني عنه ماله و ما كسب ، كسب هنا يعني الولد ، النبي صلى الله عليه و سلم قال كما في السنن ( إن أفضل ما أكلتم من كسبكم و إن و لدكم من كسبكم )،الولد من كسب أبيه (سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ) نار: نكرها لتعظيمها و لتفخيمها ، ما صفة هذه النار ؟ ذات لهب، تناسب كنيته ،تناسب و جهه ، فإنه لما شرف بوجهه عند قومه فإن الله عز و جل سيخيّب و يذل هذا الوجه ، لأن أشرف ما في الإنسان هو الوجه ، فلو تضرب إنسانا ضربة قوية أخف عليه من أن تبصق في وجهه ، (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ) أي : و امرأته ستصلى نارا كما سيصلاها هو ،لأنها كانت تحمل الشوك و تضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم من باب الإيذاء ، انظروا إلى هذا التوافق المرأة مع زوجها ، لأن أعظم قرين للإنسان هي الزوجة ، و لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين( تنكح المرأة لأربع لدينها و مالها ونسبها و جمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) لأن الزوجة في الصحبة أعظم من الصاحب ، الصاحب قد يوثر في صاحبه بل يؤثر في صاحبه ، فالزوجة من باب أولى لأنها تصحب الزوج أكثر من غيره في الساعات و الزمن و لذا سماها الله تعالى صاحبة قال تعالى [يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ(34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ(35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ(36)]. {عبس}، (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الحَطَبِ) أي بما كانت تحمله من حطب لإيقاع الأذية بالنبي صلى الله عليه و سلم ، كانت كما قال بعض المفسرين كانت تحمل الحطب الذي يشعل الفرقة بين الناس أي أنها نمامة ، مثلما تحرق النار الحطب فالنمامة تحرق الأسر و العلاقات ،و لكن الله عز و جل كفاه شرها ، و لذلك أتت إلى النبي صلى الله عليه و سلم في يوم من الأيام و أبي بكر رضي الله عنه ،فلم تر النبي صلى الله عليه و سلم فقالت ( يا أبا بكر أين صاحبك الذي صبأ و الله لئن رأيته لأفعلن به و لأفعلن به ) فنزل قولالله تعالى [وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ] {يس:9} الغشاوة على البصر و هذا فيه راحة للمسلم أنه متى أوذي في دين الله عز و جل فإنه سيعلو و لن يخيبه الله عز و جل ، (فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) جيدها أي عنقها مِنْ مَسَدٍ) أي من حديد ،من نار قد لف عليه بإحكام ، لماذا العنق ؟ النبي صلى الله عليه و سلم كان يكره في المنام أن يرى الرجل الغل و يحب القيد ، لو رأى الإنسان قيدا في رجله أحسن من أن يرى الغل في عنقه لم ؟ لأن القيد ثبات في الدين ، و أما الغل فهذا من سما أهل النار ، نظير ما كانت تحمله من حطب و شوك على كتفها الملاصق لعنقها كان لها عذاب يرصد و الجزاء من جنس العمل (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) {الكهف:49} فنسال الله أن يثبتنا على دينه
، هذا و الله أعلم ،و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:19 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.