انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 03-22-2009, 06:31 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

موانع الانتفاع بالفطرة السليمة
إنّ مثَل الفطرة مع الحق كبصر العين مع الشمس، فكل ذي عين مبصرة لو تركت عينه بغير حجاب عليها فإنه يرى الشمس، فالعقائد الباطلة كاليهودية والنصرانية والمجوسية مثل الحجاب على العين، فهي تحول بين البصر وبين رؤية الشمس، كما أن كل ذي حس سليم يحب الحلو إلّا أن يعرض في طبيعته فساد يجعل الحلو في فمه مراً، فيقول: أنا أشرب العسل فأجد أنه مر، فنقول له: أنت فيك فساد في حاسة الذوق في لسانك، فالأجزاء الحسية في اللسان فيها آفة، أو عندك سبب آخر، فالأذى فيك أنت، وأما العسل فهو هو، فكذلك العين السليمة يستطيع الإنسان أن يرى بها الشمس، لكن قد تأتي الحجب فتحول دون رؤيتها، والعين نفسها مستعدة لتتقبل ضوء الشمس وتعترف به، لكن الحواجز الموجودة تحجب الرؤية، كما يقول الشاعر: ومن يكن ذا فم مرّ مريض يجد مراً به الماء الزلالا أي: بعض الناس يصيبه مرض، فيقول: أنا أشرب الماء وأطعمه مراً، فهذا آفته في نفسه، وليست في هذا الماء الزلال.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-22-2009, 06:31 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

قصة تتعلق بالفطرة
وأذكر أني سمعت شريطاً لأحد الإخوة كان نصرانياً وأسلم، وذكر في قصة إسلامه السبب الذي فجر قضية الإسلام في ذهنه، وظلت في ذاكرته إلى أن نضج وكبر، ثم انتهى الأمر ولله الحمد إلى إسلامه، وهو من الدعاة إلى الإسلام الآن. قال هذا الأخ: إن أباه تأخر جداً في اصطحابه إلى القسيس كي يقوم بعملية التعميد أو التغطيس، ومعروف أن التعميد لا يكون إلّا بأن يتجرد الإنسان من ثيابه تماماً سواء كان رجلاً أو امرأة، ولو كان ابن عشرين أو ثلاثين سنة ولم يعمد بعدُ، فيحمله القسيس وأعوانه ويغطسونه في ماء خاص، والله أعلم ماذا في هذا الماء، ويقولون: إن فيه بركة وأشياء من الزيوت ونحوها، والله أعلم. المهم أن هذا الأخ لما اصطحبه أبوه كان عمره اثنتي عشرة سنة، ولم يكن قد عُمَّد بعد، فذهب مع أبيه إلى هذا القسيس لكي يعمدوه، فصرخ القسيس في وجه أبيه وقال له: صار الآن اثنتا عشرة سنة ولم تعمده بعدُ؟! أما تعلم أنه حتى الآن ما زال مسلماً؟! كيف تأخرت إلى الآن في تعليمه؟! فحفر هذا الكلام في ذاكرة الولد، فلما كبر سُّنه ظلت تلك الكلمات تحزّ في نفسه، فقال لنفسه لما أدرك ونضج: لو كان الله سبحانه وتعالى يعرف ديناً أفضل من دين الإسلام لفطرني عليه. فكانت كلمة هذا القسيس سبب إسلامه.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-22-2009, 06:33 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

حقيقة الإسلام وعدم مصادمته للحقائق العلمية
إإن حقيقة الإسلام أن يستسلم العبد لله لا لغيره، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فيا سبحان الله! لو أنّ عاقلاً تأمل في حقائق هذا الدين، واعتبر نفسه محايداً لا علاقة له بالأديان، فتأمل وبحث عن صورة لعقيدة صحيحة، وأحكام كاملة، وقيم مثالية، ونظافة وطهارة، وكمال في كل شيء، فإنه لا يجد إلا الإسلام، فلا يمكن أن تكون هناك صورة أخرى للدين الصحيح في غير هذا الدين، وهذا كله يدرك بالعقل حتى دون الخوض في الأدلة الشرعية، فكل سؤال له في ديننا جوابه العلمي المنطقي الذي يقتنع به الإنسان. فلا يصادم الدين الإسلامي الحقائق العلمية أبداً، فهو الفطرة السليمة، وهو قيم وأخلاق ومُثُل عليا. فهذا هو معنى لا إله إلا الله، فالقلوب مفطورة على الافتقار إلى الله سبحانه وتعالى، ولو استرجع الإنسان من فترات طفولته المبكرة، لشعر أن قلبه في حالة افتقار إلى الله عز وجل. إنّ هذه القلوب لا تقنع أبداً، ولا تطمئن إلى أي محبوب سوى الله عز وجل، وكلما أحبت غير الله فإنها لا تقنع به، بل تنتقل عنه كما قال ابن القيم : لقد كان يسبي القلب في كل ليلة ثمانون بل تسعون نفساً وأرجحُ يهيم بهذا ثم يعشق غيره ويسلوهم من فوره حين يصبح فلما دعا قلبي هواك أجابه فليس أراه عن خبائك يبرحُ إلى آخرها، وهي قصيدة جميلة في أوائل كتاب (طريق الهجرتين) للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى. فالقلب لا يسكن ولا يطمئن إلا إذا عُمَّر بمحبة الله، وأما إذا عمَّر بغير ذلك فلا يمكن أن يجد سكينة أو راحة، بل قضى الله سبحانه وتعالى قضاء مبرماً لا يرد ولا ينقض أنّ من أحب غيره عذب به ولابد. فإذا أحبت القلوب الله سبحانه وتعالى ووحدته سكنت واطمأنت واستقرت الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 03-22-2009, 06:33 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

معنى الفطرة لغة واصطلاحاً
الفطرة في اللغة: مأخوذة من فطر الشيء يفطره، إذا شقه، فشقّ الشيء معناه فطره، وتفطر يعني: تشقق، والفطر هو الشق، وجمعه فطور، ومنه فطر ناب البعير، إذا نبت. وقال عز وجل: إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ [الانفطار:1]، أي: انشقت، وفي حديث عائشة رضي الله عنها كما في البخاري : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه) يعني: تتشقق. والفَطر هو الابتداء والاختراع، قال الله عز وجل: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ [فاطر:1]، يعني: خالقهما ومبتدئهما. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كنت لا أدري ما (فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما : أنا فطرت البئر، فهي بئري، يعني: أنا بدأتها. ففهم معنى الفطر من قول الأعرابي، فهذا من حيث اللغة. أما من حيث الاصطلاح، فالفطرة هي دين الإسلام. كما في قوله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30]. إن الحقيقة التي نستنبطها من القرآن في هذه القضية: هي أن كل مولود يولد على فطرة التوحيد، فقد دلتنا قصة آدم عليه السلام على أنه كان على عقيدة التوحيد، ودل القرآن الكريم والسنة النبوية على أن هذا لم يكن خاصاً بالإنسان الأول وهو آدم عليه السلام، وإنما هو عام في كل مولود. يقول سبحانه وتعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:30]. قال ابن كثير : أي: سدد وجهك واستمر واثبت على هذا الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية السمحة، ملة إبراهيم عليه السلام التي هداك الله لها، وكملها لك غاية الإكمال، وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها، فقد فطر الله تعالى العباد على معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره. وقوله: (حَنِيفًا ) يعني: مائلاً عن الأديان إلى الإسلام. وقد اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى: ((لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)) فقال بعض العلماء: إنها خبر بمعنى الطلب، كما تقول في الحديث: (لا ضرر ولا ضرار)، فلفظه لفظ الخبر، لكن المقصود به الأمر أو النهي ، أي: لا تضر غيرك سواء ابتداء أو على سبيل المقابلة. وكذلك مثل قوله تعالى: فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ [البقرة:197]، فلفظه لفظ الخبر، والمراد به الطلب والتكليف، أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا، بدليل أن الناس قد يرتكبون مثل هذا، فدل على أنه أمر شرعي إرادي، وليس أمراً كونياً قدرياً. إذاً: فقوله: ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) خبر بمعنى الطلب، أي: لا تبدلوا خلق الله، ولا تحرفوا الناس عن فطرتهم. القول الثاني: أنها خبر على بابه، وليس المقصود بها الأمر أو التكليف، لكن المعنى أن الله سبحانه وتعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة، فلا يولد أحد إلا على ذلك، ولا تفاوت بينهم في ذلك، فكل الناس يستوون في أنهم يفطرون على الفطرة المستقيمة السوية. لقد فسر البخاري قوله تعالى: ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) قال: لدين الله، واستشهد أن قوله تعالى: خُلُقُ الأَوَّلِينَ [الشعراء:137] يعني دين الأولين، ثم قال: الفطرة الإسلام. وقال سبحانه وتعالى: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [البقرة:213]، وزادها إيضاحاً في قوله: وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ [يونس:19]. فهذه الآيات الكريمات تدل على أن الدين الحنيف هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وأن ذلك هو الدين القيم الذي كان الناس عليه قبل أن يختلفوا. قال العلماء في تفسير قوله تعالى: (( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً )) أي: أن الناس بقوا عشرة قرون على الدين الحق، وذلك قبل حدوث التغيير وظهور الشرك، فبقي الإسلام والتوحيد ولم يطرأ شرك إلا بعد ألف سنة من وجود البشرية في هذه الأرض، ثم طرأ الشرك بعد ذلك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟)، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: اقرءوا إن شئتم: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30] رواه البخاري و مسلم . يقول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: ( ما من مولود ) يعني: ليس هناك مولود من بني آدم. قوله: ( إلا ويولد على الفطرة ) ، أي: على الدين الإسلامي، وذلك كما في قوله تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30]، وهذه الفطرة كما قال العلماء: هي الإيمان المعهود الذي أخذ الله عليه الميثاق من بني آدم، وذلك لما ضرب صلب آدم واستخرج منه كل ذريته عليه السلام، فأخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر، وقال لهم: : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا [الأعراف:172]، فكل إنسان أخذ عليه هذا الميثاق، وقد يقول قائل: نحن الآن لا نذكر هذا الميثاق، فنقول: يكفي أن يخبرنا الوحي بوقوعه، فنؤمن بوقوعه كسائر أخبار الغيب التي أخبرنا الله عنها، فنصدقها وإن نسينا هذا الميثاق، ثم إنك تشعر في نفسك بهذا الميثاق وهذه الفطرة، فأنت تشعر أن قضية وجود الله سبحانه وتعالى مثلاً لا تحتاج إلى دليل بالنسبة للمؤمن السليم الفطرة، فلا تجد عنده جدلاً في قضية وجود الله، وإنما تجد الجدل في ذلك عند من تلوث بالشبهات والوساوس الشيطانية، ممن استمع لأهل الإلحاد والانحراف وأشباههم. فتجد أنّ أقوى دليل عند الإنسان على وجود الله هو الفطرة، وهذه مسألة غير قابلة للنقاش عنده؛ لأنّ هذه الفطرة مغروسة في الأعماق، فهذا أقوى دليل على أن الله خلقنا بفطرة، فنحس بالانجذاب إلى التوحيد، والإقرار بألوهيته تبارك وتعالى. وقال بعض العلماء في قوله تعالى: ( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ) أي: اثبت على إيمانك القديم الواقع منك في عالم الذر. وهذه الفطرة هي فطرة الإسلام، والسلامة من الاعتقادات الباطلة، والقبول بالعقائد الصحيحة. وتفسير الفطرة في الحديث وفي الآيات بالإسلام تدل عليه أشياء كثيرة وتؤيده وتثبت صحته، فالروايات المختلفة الألفاظ المتفقة المعاني والتي يفسر بعضها بعضاً تؤيد هذا، مثل رواية: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة) كما في الرواية التي ذكرناها، وهناك رواية أخرى: (ما من مولود يولد إلا وهو على الملة)، أي: الملة الإسلامية الحنيفية، كما في (صحيح مسلم ). أيضاً: مما يؤيد تفسير الفطرة بالإسلام قول أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بعدما ذكر قوله عليه الصلاة والسلام: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) إلى آخر الحديث، ثم قال أبو هريرة رضي الله عنه: اقرءوا إن شئتم: ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ). فقد فسر أبو هريرة الحديث بالآية. وحكى أبو عمر بن عبد البر إجماع العلماء على أن المراد بالفطرة في هذه الآية هو الإسلام. وأيضاً: فتوى أبي هريرة رضي الله عنه، فقد سئل رضي الله عنه عن رجل عليه كفارة، وهي عتق رقبة مؤمنة، أيجزئ عنه الصبي أن يعتقه وهو رضيع؟ فقال: نعم؛ لأنه ولد على الفطرة. فاستدل أبو هريرة بالحديث السابق على أن هذه رقبة مؤمنة. وقال ابن شهاب الزهري : يصلى على كل مولود متوفى وإن كان لغية. يعني: من ولد الزنا؛ من أجل أنه ولد على فطرة الإسلام فهو لا ذنب له، وإن كان أتى عن طريق الخطيئة فإنه يولد مبرأ من كل وزر. وأفتى الزهري رجلاً عليه رقبة مؤمنة أن يعتق رضيعاً؛ لأنه ولد على الفطرة. وقال الإمام أحمد : من مات أبواه وهما كافران، حكم بإسلامه، واستدل بقوله عليه الصلاة والسلام: (كل مولود يولد على الفطرة ). وأيضاً: قوله: (فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه )، فقد ذكر الانحرافات التي تطرأ على الفطرة، وذكر أنواعها، وذكر تغيير الفطرة إلى ملل الكفر، ولم يذكر الإسلام، فلم يقل: أو يمسلمانه، ولكن قال: (فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه )، فعُلم أنه يتحول عن الإسلام إلى غيره بفعل الأبوين أو غيرهما. وأيضاً: قوله عليه الصلاة والسلام: (كما تُنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟)، فهذه إشارة إلى مثال أنتم ترونه في حياتكم وواقعكم، فالبهيمة خُلقت سليمة، ثم جُدعت بعد ذلك، أي: أنها تقطع أذنها، فهل تولد وهي مقطوعة الأذن؟ الجواب: الأصل أن البهائم تولد سليمة، وقطع الأذن شيء طارئ. فالتغيير هو الانحراف والنقل عن الأصل، فلذلك قال بعده: (هل تحسون فيها من جدعاء؟) إشارة إلى أن البهيمة خلقت سليمة، ثم جدعت بعد ذلك، فكذلك الولد يولد سليماً من الكفر، ثم يطرأ عليه الكفر بعد ذلك، فالعيب الذي طرأ على البدن يقابله العيب الذي طرأ على الدين وهو الكفر. فهذه الفطرة هي فطرة الإسلام، والسلامة من الاعتقادات الباطلة.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-22-2009, 06:35 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

الأصل في عقيدة الإنسان هو التوحيد
إن ذلك الحديث الشريف الذي سبق ذكره وفيه: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه ..) يؤكد أن الأصل في عقيدة الإنسان هو التوحيد، وأنه يولد مهيئاً للعقيدة الصحيحة في فاطره وخالقه سبحانه وتعالى، وأما الشرك فهو انحراف يطرأ على هذا الأصل فيفسد الفطرة، وذلك بتأثير البيئة المحيطة به، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (فأبواه يهودانه) ، أي: يجعلانه يهودياً إذا كانا يهوديين. قوله: (أو ينصرانه) أي: يجعلانه نصرانياً إن كانا نصرانيين. وقوله: (أو يمجسانه) أي: يجعلانه مجوسياً إن كانا مجوسيين. والشاهد من الحديث أن الضلال عن فطرة الإسلام ليس من المولود، بل هو من مؤثر خارجي، فإن بلغ الحلم وبقي منحرفاً عن دين الفطرة بقي معه ضلاله، وإذا أسلم وجهه لله عز وجل انتفى عنه وعاد إلى الفطرة الإسلامية. لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً يؤكد معنى الحديث فقال: (كما تنتج البهمية) يعني: كما تلد البهيمة قوله: (بهيمة جمعاء) أي: تامة الأعضاء، وسميت جمعاء؛ لاجتماع أعضائها. (فالمولود يولد على الفطرة مثل نتاج البهيمة، فإنها تولد سليمة الأعضاء مكتملة). قوله: (هل تحسون فيها من جدعاء؟) أي: هل تبصرون فيها مقطوعة الأذن أو الأطراف أو الأنف، وإنما يطرأ عليها قطع الأعضاء بعد ولادتها سلمية. فكذلك الأبوان الكافران يغيران فطرة ولدهما، ويزينان له العقيدة الباطلة. وهذا الذي دل عليه الحديث النبوي الشريف قد دل عليه الحديث القدسي الذي رواه عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته حاكياً عن الله عز وجل أنه قال: وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت عليهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً). فقوله تعالى في الحديث: (إني خلقت عبادي حنفاء كلهم) أي: جمع حنيف، وهو الذي يميل إلى الشيء ولا يرجع عنه، كالحنف في الرِّجْلِ وهو ميلها إلى خارجها، فلا يقدر الأحنف أن يرد حنفه، والمقصود بالحنيف هنا: الذي يميل عن الأديان إلى الإسلام، فهذا الحديث يدل على أن الأصل في الآدميين هو الفطرة والتوحيد، وأن الشرك عارض طارئ. فهذا ما تيسر من الكلام في شرح قوله صلى الله عيله وآله وسلم: (ما من مولود إلا ويولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟). ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: (اقرءوا إن شئتم: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا [الروم:30] إلى آخر الآية، وهذا الحديث رواه الشيخان كما بينا. وللحديث إن شاء الله شيء من البقية، فهناك حقائق أخرى من القرآن فيها الرد على هذه المزاعم فيما يتعلق بالتاريخ الحقيقي لدين الإسلام ولفطرة التوحيد.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 03-22-2009, 06:37 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

شبهة والجواب عنها
السؤال: احتج القائلون بالتطوير على زعمهم بحديث للنبي صلى الله عليه وسلم وهو : (كان خلق آدم ستون ذراعاً في السماء، ثم تناقص الخلق حتى وصل إلى هذه الحالة) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، فما الرد الصريح على هذه الشبهة؟ الجواب: طول الإنسان الآن يقرب من متر ونصف أو أكثر، فهل في هذا تصحيح لنظرية التطور الكذابة؟!فقد عكسوا كل شيء، فقالوا: إنّ الأصل في الإنسان هو الشرك، ونحن نؤمن أن الأصل في الإنسان هو التوحيد، وكذلك هنا في مسألة البنية والجسم، فالذي حصل هو عملية انحطاط في الجانبين: في العقيدة، وفي البنية، ففي العقيدة الأصل هو التوحيد، ثم طرأ الشرك، كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا [البقرة:213]، فالشرك طارئ كما جاء في الحديث الذي ذكرناه آنفاً، وأما في بنية البدن نفسه، فهذا الحديث يثبت أن آدم عليه السلام كان في أكمل وأقوى وأجمل صورة، ستون ذراعاً في السماء، يصل تقريباً إلى ارتفاع عمارة مكونة من أربعة عشر دوراً ، فهذه خلقة آدم، فلا يزال طول الخلق ينقص إلى اليوم، فهذا يدل على أن بنية الإنسان أيضاً حصل فيها عملية انحدار ونقصان، لا تطور كما تزعم نظرية التطور. وصلى الله على عبد ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول من محاضرات الشيخ محمداسماعيل المقدم
حفظه الله تعالي

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 03-23-2009, 09:18 PM
رفقا بالقوارير. رفقا بالقوارير. غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

ربى يزيدكنَّ من فضلهِ ويبارك فيكنَّ
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 03-24-2009, 02:48 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

امين ...وجزاكِ الله خيرا كثيرا
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 03-03-2012, 11:05 PM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي

....................
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 06-10-2012, 11:53 PM
أم سُهَيْل أم سُهَيْل غير متواجد حالياً
" منْ أراد واعظاً فالموت يكفيه "
 




افتراضي

رحمكِ الله ياأمي وغفر لكِ ورفع قدركِ ويمن كتابكِ وأثقل ميزانكِ
وجعل الفردوس الأعلى داركِ ومستقركِ من غير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم آآآآآآآآآآآآآمين





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:43 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.