انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: الصوتيات والمرئيات ::. > واحة الصوتيات الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-19-2010, 04:10 PM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي المنة شرح اعتقاد اهل السنة نسخة منقحة بمقدمات لازم تتعلم توحيد

 

شرح كتاب منة الرحمن
وللتعريف بالشيخ ومكانته ورسوخه فى علم التوحيد
اسوق اليكم كلام للدكتور العفانى من كتاب زهرة البساتين فى سيرة العلماء الربانيين عنه
ومقدمة دراسة نقدية
اولا الرابط
http://www.salafvoice.com/sndlib/show_group.php?id=2
قال الدكتور سيد حسين العفانى حفظه الله
فى مقدمة كتاب( قراءة نقدية)

لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
حفظه الله تعالى


(...وأشهد الله على أن الشيخ ياسر علم مبارك من أعلام الدعوة السلفية في مصر، وراحلة علم عالية السَّنام تامة الخلق، تغدو إليها رواحل العلم خِفافاً خماصاً، وتروح عنها ثقالاً بِطاناً، فقد أنعم الله
عليه بعلم أوثقه إلى القرون الأولى، وأقامه على جادتها، وأراه من آيات العلم الكبرى.. امتد فسطاط علمه ويمتد ويمتد كل يوم، يأوي إليه الألوف من طلاب العقيدة السلفية، فاستنارت بصائرهم بنور ما عنده من الحق والفهم، وهُدُوا على سواء القصد، ونهلوا من معين علم الشيخ ورسائله وتسجيلاته من بعيد وقريب.. ورأوا فيه منارة علت في سماء قرننا وضوَّأت آفاق الحياة، فأقبل إليه طلاب معرفة علم عقيدة السلف ينهلون من معينه الثَّر الصافي في زمن نهدت فيه رغائب الأمة في شعاب التفرق والأهواء، وصار معظم الناس في ضياع من الحق، وإقلاق في الورع، وتكاثر في الباطل، فأضحوا كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة».


ويكفي الشيخ ياسر أنه خير من ينافح ويذبّ ويجادل عن عقيدة السلف الصالح، وفهمه العميق العالي لقضايا الإيمان والكفر.. يكفي الشيخ نُصْرَةً من ربه أن نصبه لنشر راية العقيدة الصحيحة السمحة، وكسر شوكة البدعة، والكشف عن زيوف وعورات أنصار العقائد الفاسدة، وجهالات سِمَان المبتدعة.. يكفي الشيخ نصرة من ربه أن صيّره أميناً على هذه العقيدة، يحفظ الله به وبإخوانه هذه العقيدة.. وينشرها بهم.. ولا ينكر هذا إلا من ينكر الشمس في رابعة النهار، ولو لم يكن له من فضلٍ إلا هذا لكفاه.


قليلك لا يُقال له قليلُ قليلٌ منك يكفيني ولكن


وهو خيرُ حارسٍ يقظٍ لهذه العقيدة، وسدٌّ تحتبس وراء أسواره العالية أمواج الانحرافات العقدية أن يجتاح سيلها المجنون كلّ ما شاد الخير والبر من شعائر ومآثر.

وسل المئات التي التقت به، أو التي أشرق عليها الرجل في مداره العتيد، ما من أحد منهم إلا وفي حياته ومشاعره وأفكاره أثر من توجيهات الشيخ ياسر يعتزُّ به ويغالي بقيمته، ويعده أعلى وأنفس ما في حياته وعمره.

والشيخ ياسر فوق هذا "رجل عامة" لديه ثروة طائلة من علم تربية الأفراد و(الكوادر)، وله بصر نافذ بطبائع الناس، وتقييم الأفراد، وميزان المواهب، تأخذ كلماته البارعة طريقها المستقيم إلى عقول طلاب العلم فتأسرها، وشغاف قلب السامع.. ولديه إمكانيات فائقة لتربية الجيل على فهم ومنهج سلفي واضح ومعين، وإنه لمطلب في مناط الثريا، ولن يناله إنسان قاعد غير قائم ولا عامل ناصب، بل فيه طول جهاد ومثابرة وصبر.. ولقد أينعت ثمار غرسه.. وفاح زهر بستانه بشذاً فوّاح يمتد في مصرنا كلها.. فإذا ما عاشرت هذا الرجل المبارك تجده عالماً عاملاً بكّاء خاشعاً كثير التهجد حسن الخلق.
أسأل الله أن يبقي هذا الشيخ الضخم نبراساً لإخوانه، وأن يطيل في عمر، وأن يجعله من سادات الربانيين، وأن يبارك في ولده وعلمه ورزقه، وأن يجعل له في قلوب المؤمنين ودّاً، وأن يختم لنا وله بخاتمة الحسنى، وأن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.


وأوصي طلاب العلم بكل دروس الشيخ ومحاضراته وكتبه ورسائله وخاصة هذا الكتاب القيم الغالي.. وساعة أن يعملوا بهذه الوصية لا ينسوني من دعائهم وليتذكروا قولي لهم: "بعتكم أغلى الملك، فلا تنسوني غداً لكرامة الدلّال".
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


وكتبه:
سيد بن حسين العفاني
الجمعة، 4 من رجب 1425هـ )

وقال ايضاً


كتابه ( زهر البساتين من مواقف العلماء والربانيين )
صفحة 310 المجلد السادس
بعد ترجمة عاطرة لبعض فضائل الشيخ العلامة
محمد بن إسماعيل المقدم
حفظه الله تعالى
.....
وشقيق الروح مربي الرجال الداعية الفذ فضيلة الشيخ الدكتور ياسر برهامي الذي وضع الله له القبول في أوساط الشباب وتخرج على يديه كوادر من المدرسين الذين أحاطوا بدقائق عقيدة السلف .. ولله ما أحلى غرسه فيهم .. وهذا من عاجل الجزاء له وعاجل البشرى للمؤمن .. ويشكر له جهده وعلو همته العجيبة في الدعوة إلى الله عز وجل .


وأُشهِدُ الله أنه من الرجال الذين تعرفهم في وقت المحن والشدائد فتحبهم ، وتحب فيه سعة أفقه ، وصبره على العبادة ، ولين جانبه ، ويشكر له دفاعه العظيم عن عقيدة السلف ، وتحريره لمسائلها العلمية .




سيبدو لكم في مَضْمَرِ القلبِ والحشا
سيرةُ حبٍ يـومَ تبـدو السرائـرُ





فاللهم بارك في جهودهم .. وعظّم أجرهم .. وبارك في دعوتهم وأبنائهم وأهليهم .)ا.هـ
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-20-2010, 03:18 PM
رحيق الورد رحيق الورد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-22-2010, 05:46 AM
الصورة الرمزية الطامعة في رضا ربها
الطامعة في رضا ربها الطامعة في رضا ربها غير متواجد حالياً
( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
 




افتراضي

جزاكِ الرحمن خيراً أخيتي ..
وجعله في موازين حسناتكِ .. اللهم ءامين
التوقيع

رسالتي في الحياة :


سأطوّر نفسي باستمرار
من أجل خدمة الإسلام والمسلمين
وسأسخّر التقنية في مجال دعوة الآخرين

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-30-2010, 07:49 AM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-06-2010, 01:41 PM
رحيق الورد رحيق الورد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

اليكم تفريغ الاشرطة لمن اراد المتابعة بالقراءة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرايم

إليكم تفريغ أشرطة منة الرحمن للشيخ ياسر برهامي حفظه الله

وكلكم يعلم أهمية هذا الكتاب في العقيدة

أسأل الله أن ينفعنا به

وأن تعم الفائدة على سائر المسلمين

آمين

الشريط الأول



تحميل الدرس


شرح المنة

شرح كتاب منة الرحمن في نصيحة الإخوان
بإذن الله تبارك وتعالى سوف نبدأ في المرة القادمة في شرح أصول أهل السنة والجماعة من كتاب المنة ، قبل أن نبدأ فنحن نود أن نذكر مقدمة في أهمية دراسة الإيمان أو قل أهمية الإيمان كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم .
دراسة التوحيد والعقيدة وتطبيق ذلك عملياً مر عبر التاريخ بمراحل مختلفة حتى صار طريق القرآن والسنة طريقاً مهجوراً إلا من رحم الله سبحانه وتعالى من عبادة المؤمنين السائرين عليه .
نشبه أمر الإيمان وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله بالقصر العظيم المنيف الذي من دخله وجد فيه أنواع السعادة والراحة كلها وقد عدا على هذا القصر الأعداء ورموه بأنواع من الحجارة وأنواع من الأشياء التي يريدون هدم هذا القصر بها وقد هدموه في نفوس الكثيرين وبقيت بعض المعالم في نفوس البعض وعبر الزمان تعرض هذا القصر بأنواع من الهجمات فكانت فرق البدع والضلال في الحقيقة هي امتداد لعقائد المشركين والملل المنحرفة الأخرى والمنافقون هم الذين ترأسوا هذه الفرق محاولة لإفساد الدين كما أفسدوا قبل ذلك ما جاء به الأنبياء من دين موسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فكان ما وقع من أنواع الإنحراف في الاعقتاد الأول انحراف الخوارج وغلوهم في مسائل الإيمان ثم بعد ذلك انحراف التشيع والغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي وقع في أواخر عصر الخلافة الراشدة وحرق علي رضي الله عنه هؤلاء الغلاة الذين ألهوه وقالوا عنه أنه هو الله ، ثم بعد ذلك بدع التجهم بدعة الجهمية في نفي الأسماء والصفات ثم بعد ذلك أو معه بدع نفي القدر وبدعة الإرجاء وأنواع من البدع أدت إلى هدم هذا القصر في نفوس الكثيرين من الناس وكان لابد في كل زمن من وجود معالم تحدد حدود هذا القصر الذي بناه الأنبياء على سبيل المثال أعني ، كان لابد من وجود هذه المعالم ليتمكن كل مؤمن أن يبني قصره الداخلي في حدود هذه المعالم ، ولابد من التمييز بين ما كان من لبنات القصر الأولى التي وضعت على أوصله وقواعده التي أسسها الأنبياء وبين الأحجار التي قصد بها هدم القصر وصار كومة لدى كثير من المنتسبين للإسلام ، كومة من الأحجار عبارة عن لبنات من البناء الأول وعبارة عن أحجار كانت معاول هدم وكانت أسباب هدم لهذا القصر فكان تحديد معالم عقيدة أهل السنة والجماعة في المسائل المختلفة منذ أن انحرف أهل البدع كان هو مثل ترسيم الحدود ووضع الأسس التي يبنى عليها البناء .
كان من أخطر ما تعرضت له دراسة العقيدة والتوحيد المنهج المختلف والطريقة المختلفة في تناول أمور الغيب وأمور الإيمان المخالف لطريقة الكتاب والسنة أعني بذلك دخول الفلسفة وعلم الكلام فإنه مازال له الأثر الخطير إلى يومنا هذا ، وكما ذكرنا كان لابد من تحديد المعالم وكل زمن يظهر فيه نوع من الانحراف ينص أهل السنة على مسائل بعينها يظهر بها حدود البناء الذي يحتاج كل واحد منا أن يبنيه لنفسه ، تحديد هذه المعالم قد تزداد زمن بعد زمن ، أعني كان في الزمن الأول هناك من يخالف في مسائل الإيمان فأصبحت مسائل الإيمان والكفر من أهم المسائل التي ينص عليها ويبين أن مرتبك الكبيرة ليس بكافر وأنه لا يخلد في النار وأن الإيمان يزيد وينقص ونحو ذلك مع أن أصول الإيمان الستة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الذي هو مثل فهرس الكتاب الذي جمع فيه معالم الدين يجب أن يضع كل منا نصب عينيه هذه الستة وكما كرنا حدود المعالم التي هي نابعة من الستة ولكن أبرزت وبينت لما ظهر أهل البدع المخالفون لما ظهر من يخالف في علو الله على عرشه صار مسألة العلو والفوقية أحد المسائل التي صنفت في التوحيد قديماً تقتصر غالباً على هذه المسائل ، أعني التي تعرضت لهجوم من أهل البدع واختلط فيه الأمر لدى الكثيرين من المنتسبين للإسلام وكما ذكرنا كل زمن كان يحصل فيه بعض المسائل ، عندما ظهرت مثلاً في عصر المعتزلة مسألة خلق القرآن صار ينص في عقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله غير مخلوق مع أن هذا لم يكن في الزمن الأول ومن نقل عن الصحابة رضي الله عنهم لم ينقل هذه العبارة ولكنها مقتضى الدليل الثابت من الكتاب والسنة ومقتضى ما نقل عنهم في كتاب الله سبحانه وتعالى والبدع الخطيرة التي وقعت في ترك نصوص الكتاب والسنة والانشغال والفلسفة في علم الكلام في الحقيقة ميراث عقيدة أخرى وأمة أخرى غير أمة الإسلام وميراث من خالف أنبياء الله ورسله .


ومن الطرائف التي يتندر بها :
أن النصارى في زماننا يقر كبريهم بابا الفاتيكان بأن العقيدة التي يدينون بها هي مزج بين تعاليم المسيح وبين الفلسفة الإغريقية وهذا كلام واضح فعلاً يوقن به كل من ينظر في عقيدتهم ، ولم يقل العقيدة التي جاء بها المسيح وفعلاً والله تعاليم المسيح ما عندهم من تعاليمه إلا وصايا وتهذيب للنفس وأما العقيدة فأخذوها من مصدر آخر بالقطع واليقين وليس من كلام المسيح وهذا الذي وقع لأمتنا دخول الفلسفة الإغريقية مرة أخرى على يد الفلاسفة أولاً ثم المتكلمين الذين هذبوا الفلسفة وصبوها في قالب إسلامي مما أدى إلى وجود قدر عظيم من الانحراف ،أدى أن يقف أهل السنة موقفاً محدداً في مسائل بعينها ، كان من آخر ما تعرض للعدوان والهجوم من عقائد أهل الإيمان ما يتعلق بتوحيد الإلوهية وما يتعلق بصرف العبادة لغير الله وذلك لأنها أعظم المسائل وضوحاً ولذا نجد في الكتب المتقدمة التي ألفت قبل عصور الانحطاط الشديد الذي شهد مولد الغلاة من عباد القبور بعد أن سيطر الرافضة والباطنية زمناً طويلاً على كثير من بلاد المسلمين حوالي ثلاثة قرون تقريباً للدولة الباطنية المسماة بالفاطمية أدت إلى أن يخترق الأعداء هذا الحاجز عند الكثيرين وصارت عبادة القبور والغلو فيها وعبادة الصالحين أمراً موجوداً كان يخشى منه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ويحذر منه صلى الله عليه وسلم وقع الإطراء في الأنبياء والصالحين الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم ولذا نجد في الكتب المتقدمة على هذا العصر إشارة إلى أهم قضايا التوحيد وهو توحيد الإلوهية وترك الشرك بالله سبحانه وتعالى لأنها كانت مستقرة في ذلك العهد ، كما لم نجد في كلام الصحابة رضي الله تعالى عنهم مثلاً أن القرآن مخلوق ولم نجد لهم كلاماً في تخصيص بعض الصفات بالإثبات دون بعض أو بالكلام عليها دون بعض أو بذم التأويل والتحريف خصوصاً فكذلك وقع في العصور المتأخرة أكثر من ذلك فيما يتعلق بتوحيد الربوبية والإلوهية ، كانت قضايا ثابتة لدى أهل الإيمان جميعاً مثل الرجوع إلى شرع الله عز وجل والالتزام بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ ما خالف ذلك من أحكام الجاهلية وكذلك قضية أن الإسلام هو وحده الدين الحق وأن ما سواه من الملل والأديان باطلة وهذه الأمور لها جذورها أعني هذه البدع المحدثة في زماننا لها جذورها في الفرق الضالة قديماً ولكن لم تظهر بقوة ولم تطرح بقوة على أسماع المسلمين كما ظهرت في زماننا فاحتاج الأمر إلى مزيد من التحديد أعني مزيد من وضع المعالم وذلك دخلت قضايا توحيد الإلوهية التي لم تكن تذكر في الكتب المتقدمة والتي يحرص البعض وله رأيه ووجهته في ذلك على أن تكون هي علامة التوحيد أننا نرجع إلى دراسة ما كتبه المتقدمون ، نقول هذا أمر ينبغي أن يكون ولكن بشرط أن يضم إليه ما يحتاج إليه الناس ، لو تأملت مثلاً كتاب العقيدة الطحاوية وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا الكتاب للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مجدد القرن الثاني عشر تعرض لكثير جداً من المسائل لم يتناولها مثلاً كتاب العقيدة الطحاوية ولا شرحه وكما ذكرت كان السبب في ذلك أن هذه البدع لم تكن ظهرت في العصر الأول فاحتاج الأمر إلى مزيد من التحديد والتوضيح وكما ذكرنا عندما اختلط المسلمون بأعدائهم اختلاطاً خطيراً جداً بعد احتلال الأعداء لمعظم بلاد المسلمين في عصور الاستعمار بل هو استخراب ومازالت أثارة تضر المسلمين جميعاً لما اختلطوا بعدوهم ظهرت مناهج هؤلاء الكفار في التحاكم وفي فرض قضية الولاء والبراء أعني قضية الموالاة على غير الدين وفرض أن ملل الكفار ملل مقبوله وسائر أنوع المعاملات التي تدخل في حيز موالاة الكفار المنهي عنها دخلت في دائرة اهتمام أهل السنة وأصبحوا ينصون على ذلك وينبهون عليه مع أنك ربما لا تجد في كتب المتقدمين الذين تكلموا عن الأسماء والصفات والقضاء والقدر والإيمان والكفر وتكلموا عن الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرهم لا تجدهم يكثرون الكلام على موالاة المشركين ولا على التحاكم لشرع الله حتى ظن البعض أن هذه ليست من قضايا التوحيد وليست من قضايا الإيمان كما ذكرنا جانب من القصر بل هو أعظم أجزائه وأهم أجزائه هدم لدى الكثيرين ممن ينتسبون إلى الإسلام فصار تحديد هذه المعالم أمراً لازماً بالإضافة إلى المعالم الأولى فإن أهل البدع فيها لم ييأسوا خصوصاً أنهم بعد أن دحروا وغلبوا على أيدي أئمة السنة في الأزمنة المختلفة تدثروا بثياب أخر ولبسوا ملابس أخر وأسماء أخر لا تجد أحداً يكاد يقول أنه معتزلي ولكن تجد عقائد المعتزلة موجودة لدى الكثيرين ، لا تجد من يصرح بأنه من الخوارج لكن عقيدة الخوارج موجودة أما الشيعة فتجد الأمر أخطر من ذلك وهم يكادون الآن خطراً جاثماً أو أكبر الأخطار فيمن ينتسب إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله على أهل الإسلام بالإضافة إلى فرق الصوفية الغلاة ممن تربى في حضن التشيع وأخرج لنا هذا العدو أنواع من المخاطر الهائلة على الأمة الإسلامية لذلك كان لابد من تحديد المعالم في عصرنا وفيما قبل ذلك حتى تحدد معالم القصر الذي نريد بناءه .
طريقة القرآن طريقة بناء عظيم لا يوجد لها مثيل ، يختلط فيا الإيمان مع العمل مع الأحوال القلبية مع السيرة سيرة الأنبياء مع موقف تغير من داخل الإنسان ، تحديد المعالم اكتفى به البعض مع أن رسم الحدود ليس هو بناء القصر ، هناك مسئولية شخصية على كل إنسان في أن يبني قصر الإيمان في قلبه بناءاً محكماً .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-09-2010, 01:46 AM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

مشششكووووووووووووور جدااااااااا
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-09-2010, 04:15 AM
أبو دجانة السلفي أبو دجانة السلفي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

جزاااكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
وحفظ الله مشائخنا المباركين في الثغر السكندري
ووقاهم الله من كيد الكائدين
ومكر الماكرين
ونفعنا الله بعلمهم وعملهم
اااااااااامين
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-10-2010, 01:50 AM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

وجزاك خيرا عظيما
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 06-18-2010, 05:37 PM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

العقيدة الصحيحة ( عقيدة السلف ) في الأسماء والصفات



نستكمل الكلام على أهمية الإيمان بالأسماء والصفات وقد ذكرنا أنها أصل الدين وأول واجبات على المكلف وأول واجب في الدعوة إلى الله عز وجل كما دل عليه حديث معاذ في إرساله إلى اليمن وأيضاً أن الآيات المتضمنة للصفات لها فضيلة خالصة كفضل آية الكرسي { وقل هو الله أحد } وأن حبها سبب حب الله عز وجل لعبده وكذا رغب النبي صلى الله عليه وسلم في إحصاء الأسماء الحسنى بقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله تسع وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة )وتكلمنا عن معنى إحصائها وهو القيام بالتعبد لله عز وجل بها والقيام بحق كل منها بشهود آثاره والتعبد لله عز وجل والتعبد له بمقتضاها .

نقول في ضمن الأدلة على أهمية أمر الأسماء والصفات ، الفرق بين المسلمين وبين اليهود والنصارى هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الفقر والتعب وغل اليدين والعجز نعوذ بالله من ذلك .

والفرق بين المسلمين والنصارى هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الصاحبة والولد والموت والبكاء وسائر صفات المخلوقين حين قالوا إن الله هو المسيح أبن مريم ، وكذا المشركين قال وظن الجاهلية في صفات الله مهلك والعياذ بالله ، فقد قال سبحانه وتعالى فيمن شك في صفة السمع والعلم لله سبحانه وتعالى { ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون وذلك ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين }

الفرق بين اليهود والنصارى في الأسماء والصفات بأن اليهود فقد قال الله سبحانه وتعالى عنهم { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغي حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق } فذكر الله جرائم اليهود في وصفهم الله سبحانه وتعالى بصفات النقص وسخريتهم من استقراض الله سبحانه وتعالى لعباده وهو غني عنهم لأن الله عز وجل قال { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } فاستهزء أحبار اليهود والمشروع أنه حاصل اليهودي التي ضربه أبو بكر رضي الله عنه حتى أدماه لما سمع هذه الكلمة قال إن الله فقير ونحن أغنياء فضربه أبو بكر رضي الله عنه ضرباً شديداً لما سمع هذه الكلمة غضباً لله عز وجل ويكفي في تعظيم هذه الكلمة أن الله قرنها بل قدمها على قتل الأنبياء قال { سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء } فانظر جريمة من قتل نبياً هل تعلم كيف أن من قال عن الله سبحانه وتعالى أنه فقير قد ارتبك جرماً عظيماً فظيعاً لابد أن يعاقب عليه في الدنيا والآخرة ، وكذا قال سبحانه وتعالى { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً } فجعل الله ذلك من زيادة الكفر والطغيان الذي هم عليه والعياذ بالله ، وهذا يدل على أن الفرق بيننا وبينهم في قضية الإلوهية والربوبية في قضية أسماء الله وصفاته فمعرفة الله عز وجل أول الواجبات والعقيدة في الله سبحانه وتعالى والإيمان به أعظم الواجبات وهو الفاصل بين أهل الإيمان وأهل الكفر والعقيدة الإسلامية أسمى عقيدة في الوجود وأعلى عقيدة عند مقارنتها بكل عقائد البشر أما المشركون فعقائدهم مما يضحك منه كل عاقل وإنما ينتسب إلى الأنبياء اليهود والنصارى فالفرق بيننا وبينهم في هذه القضية .

اليهود ينسبون إلى الله عز وجل أنواع العجز وأنواع النقص كما ذكر الله عز وجل وصفهم إياه بالفقر وذكر سبحانه وتعالى وصفهم إياه بغل اليدين أنه يديه مغلولة وأما التعب فقولهم أنه استراح في اليوم السابع أنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهم يرون أن الانقطاع عن العمل يوم السبت واجب وضروري تشبهاً بالله تعالى الله عن ذلك ، ذلك لأنه انقطع عن العمل وترك العمل تعباً ، قال الله عز وجل { ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب } نعم التنزيه لله سبحانه وتعالى عن كل نقص وحمده سبحانه وتعالى على صفات كماله وعظمته وقدرته عز وجل ، اللغوب هو التعب منافاة لقدرة الله سبحانه وتعالى ، وهم يذكرون أسوء من ذلك والكتب التي بين أيديهم تضمن ما هو أسوء من ذلك تضمن أنه يغلبه أعداؤه ويغلبه خلقه وبعض خلقه كما ينسبون له العجز والجهل والمرض فعندهم في التوراة التي فيها التحريف أنه ـ بينما الرب يطوف في الأرض إذا أمسك به يعقوب من حقوه أي من وسطه عندهم الإله هذا كإنسان مخلوق وضعيف ومنعه أن يصعد إلى السماوات فصارعه فصرعه ولم يتركه حتى أعطاه لقب إسرائيل يفسرونه إصرع إيل أي الذي صرع الرب والعياذ بالله ، ومثل جبرائيل وإسرافيل وإسماعيل أي الذي سمع كلام الرب ونحو ذلك فكل منها لها تفسير قريب منها ، فإصرع إيل يزعمون أنه الذي صرع الرب تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً وهذا غاية في الكفر والضلال ، ويعقوب إنما كان عبداً لله عز وجل وغلب نفسه لله إن صح أنه أصبح إصرع ولا يمكن أن تكون إسرا أنه سار ليلاً إلى ربه عز وجل ، بمعنى مثل من أدلج بلغ المنزل ومن قام أو أسرع لله قبل أن يسرع الناس ونحو ذلك مع البحث اللغوي في ذلك يحتاج إلى معرفة أصول اللغة العبرانية لكن هي قريبة من اللغة العربية في الجملة لكن اعتقادهم والعياذ بالله أنه صرح الرب أمر فظيع

طالب : كتاب التوراة فيه حق وباطل أم كله باطل ؟

الشيخ : نعم نقول أن التوراة فيها حق وفيها باطل ، فيها حق وفيها تحريف ليس أن كلها باطلة وليس أن كلها حق ، فهناك فعلاً ما يجزم أنه باطل مثل ما ذكرنا من التعب ومثل ما ذكرنا من أنه مغلوب مصروع والعياذ بالله تصور اليهود عن الإله دخل فيه تصورات الوثنية بالإضافة إلى الحزبية والعصبية الجاهلية التي عندهم وهو أنه إله مخصوص في الإلوهية وفي الربوبية وفي باقي الأسماء والصفات في القدرة وفي العلم ، عندهم أن آدم بعد أن أكل من الشجرة وكان عارياً هو وامرأته سمع صوت الرب ماشياً في الجنة فاختبأ منه بين الأشجار فقال يا آدم أين أنت ؟ فقال أنا سمعت صوتك في الجنة وأنا عريان فخشيت أن تراني فقال ومن أخبرك أنك عريان أأكلت من الشجرة التي نهيتك عنها ،،، فنسأل الله العافية ، وهذا مما ينسبونه إلى الله ، وهذا في صفر التكوين الذي عندهم الآن ،

للعلم هم يغيرون ما يطعن عليهم فيه الآن ، لكن هذا مما مازال موجوداً ، والطبعات أحياناً تتغير والطبعات القديمة كان عندهم أنه حزن وإلى يومنا هذا موجود عندهم أنه حزن أنه صنع الإنسان وندم ندماً شديداً ولما أفسد قوم نوع وأنه قال أنه يهلكهم ويدمهم وسائر من على الأرض من كائنات ودبابات وطيور السماء ، وعندهم أنه بعد الطوفان حزن حزناً شديداً على ما صنع في الإنسان وكان في النسخ القديمة أنه بكى حتى رمد وعادته الملائكة والعياذ بالله ، نعوذ بالله من ذلك ، لكن النسخ الحديثة فيها أنه حزن حزناً شديداً على ما صنعه بالإنسان ، نسبة الحزن عندهم ونسبة الجهل لأنه لا يدري أين آدم يقول أين أنت ، وقال أنه اختبئ منه فهل يختبئ من الله عز وجل ؟ نسأل الله العافية ، ويزعمون أيضاً والعياذ بالله أن الله سبحانه وتعالى هو رب وإله بني إسرائيل فقط فهم لا يمكنون أحداً ولا يرون أحداً يمكن أن يعبد الله عز وجل غيرهم لذلك لا يمكن أن يكون يهودياً إلا أن يكون مولوداً على اليهودية من أم يهودية يعني لا يوجد تهود في الديانة اليهودية ، الديانة اليهودية مقصورة عليهم فقط ، عبادة الله عندهم ليست إلا لليهود وأما الأمم الأخرى فيتركون في الشرك والعياذ بالله ولذلك استجازوا أن يخترعوا الملل الكفرية بما فيه إنكار وجود الله والشرك بالله وينشرونها في الأمم ، فلا نستغرب أن اليهود هم الذين أسسوا الشيوعية كانوا سبباً في إضلال أمم وأجيال شقت بهذه العقائد الفاسدة ، كما ذكرنا أنهم يرون أن إله بني إسرائيل خاص بهم ولا يتمكن باقي البشر من عبادة الله سبحانه وتعالى وهم أيضاً إنما خلقوا ليكونوا عبيداً لعبيد بني إسرائيل وهذا من أقبح العقائد والعياذ بالله ، في الربوبية يجعلونه كما ذكرنا عاجزاً لا يعلم ويحزن ويندم ويبكي ويمرض والعياذ بالله فنسأل الله العفو والعافية ، هذا يدلنا على سمو العقيدة الإسلامية وأنها بحمد الله تبارك وتعالى أنقى عقيدة في الوجود على الإطلاق فنحمد الله تبارك وتعالى على ما أنعم به علينا فلا يلزمنا بفضله سبحانه وتعالى إلا أن نعتقد لله كل كمال أما اليهود والنصارى فيلزمهم أن يعتقدوا ويصدقوا ليكونوا على دينهم أنواع الضلالات ، يعني لابد أن يصدق بالكتاب المسمى بالمقدس ولابد أن يعتقد صحة ما فيه من أن الله يحزن ويجهل ويمرض ويعجز ويغلب ويبكي ونسأل الله العافية ، فنحمد الله عز وجل أن عافاناً من هذا الكفر والضلال ، فلو أن إنساناً ظل عمره كله يتعبد لله وهو يعتقد أنه تعالى الله مغلول اليد وأنه فقير وأنه يتعب ويعجز ويمرض هل ينفعه ذلك ؟ لذلك لا تغتر بأنهم قد يوجد فيهم من يعبد الله وقد يوجد من يقر بأنواع من عقائد جاءت بها الرسل لكن عندهم والعياذ بالله هذه العقائد الكفرية ،

طالب : اليهود أسوء أم النصارى ؟

الشيخ : النصارى أسوء ، لذلك نقول أنه لا يصح أن يقول قائل ما فائدة البحث في هذه المسائل وليس وراءها عمل ؟ البعض يقول لماذا نتكلم في الأسماء والصفات وكلها أمور نظرية ، فلو كان فقط أمور نظرية لا يترتب عليها عمل مع أن هذا الكلام كلام باطل كما ذكرنا وعمل القلب من أهم الأعمال ، فنقول إن من أهم الأمور الاعتقاد وراءها ما هو أعظم وأهم من العمل وهو الاعتقاد ، وفي الحقيقة كل معرفة من هذه المعارف وراءها عمل ألا وهو عمل القلب الذي هو من أهم الأعمال والله عز وجل كفرهم من أجل فساد الاعتقاد في الله فكيف يقول قائل بعد ذلك أن هذا الموضوع غير ذي أهمية ؟ فضلاً عن أن لا يعرف الناس بربهم ولا يعلمهم أسماء الله تعالى وصفاته فالقضية قضية خطيرة بلا شك والله عز وجل غضب غضباً شديداً ممن وصفه بصفات النقص ويدل على ذلك أيضاً ما ذكر عز وجل في النصارى لذلك نقول أن الفرق بيننا وبين النصارى أيضاً في الأسماء والصفات إذ نسبوا لله الصحابة والولد ، قال الله عز وجل { وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إداً } أي عظيماً { تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً أن دعوا للرحمن ولداً } يتفطرن أن يتشققن وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً لمجرد أن يوجد من يدعوا للرحمن ولداً ، يكاد الكون أن ينشق خوفاً من الله فسبحان الله كيف بأمر عظيم هائل بهذه المثابة ومع ذلك نجد كثيراً من الناس يرون أن الأمر يسير ولا يوجد فرق بيننا وبينهم والعياذ بالله وكلها أديان سماوية ، هذه العقائد أنت تعلمها عن هؤلاء القوم ينسبون إلى الله عز وجل الصاحبة والولد ويقولون اتخذ الله ولداً بأنواع الاعتبار كلها ، يعني يعتقدون أن الولد انبثق ومولود من أبيه قبل كل الدهور كما يقولون والعياذ بالله ، وأن هذا الإله قد تجسد وولد من مريم العذراء وصار جسداً في بطنها خصوصاً عقيدة الأرذوذوكس الذين يعتقدون أن الرب سبحانه قد تجسد لا أنه إله حل في جسد مخلوق بل هو نفسه تجسد وصار مولوداً من مريم وصار يتعرض لكل ما يتعرض له الإنسان من ألم وبكاء وحزن وعندهم يقولون أن المسيح الذي هو عندهم هو الله ، وقال الله عز وجل { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } وهذا لا يختلف فيه فرق النصارى اليوم ، وفرق النصارى اليوم كلها متفقة على ذلك على اختلاف في طبيعة المسيح فقط ، أما الطوائف الثلاثة الكاسوليك والأرذوذكس والبروسطانت الكبرى كلها متفقة على أنه هو المسيح ، ولذلك نقول من يعلم هذه العقيدة ثم يقول بعد ذلك عنهم أنهم مؤمنون ليس بمسلم ويكذب القرآن لأنهم يصفون الله بكل صفات النقص حين قالوا أنه هذا المخلوق كما ذكرنا ولد وولد لأن الآب قد ولد الإبن والإبن مولود من أبيه فهم يكذبون ما قال الله عز وجل { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } بالإضافة إلى ما ذكرنا من كل لزوم صفات النقص أنهم يعتقدون أنه كما ذكرنا أنه يحزن قالوا عن المسيح أنه قال نفسي حزينة حتى الموت ، قال يا أبتي لتجزي عني تلك الكأس لتكن مشيئتك أنت لا مشيئتي أنا ، إذن هذا مما يدل أولاً على أنه ليس هو الله قطعاً لأنه لو كان هو الله فكيف يقول لتكن مشيئتك أنت لا مشيئتي أنا ؟ لكن أنه يزعم أنه مشيئته ليست نافذة فكيف يزعمون بعد ذلك أنه هو الله تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً ، ويزعمون أن الشيطان أخذه ليجربه فأخذه في البرية وأجاعه وجعله يجوع وكان جائعاً فقال له ادعوا الرب إلهك أن يجعل لك الحجارة خبزاً فقال إنه مكتوب ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان ولكن بكل كلمة تخرج من فم الرب فقال ارمي بنفسك من فوق الجبل وادعو الرب إلهك أن يحفظك أو يمنعك فقال مكتوب لا تجرب الرب إلهك فقال اسجد لي وأعطيك كل ما لي في الأرض فقال اخسأ يا شيطان فإنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وعده تعبد ، هذه كلمات كلها تدل على التوحيد ومع ذلك هم يعتقدون أن الرب هو الذي يقول ذلك ، وهذا من أعظم الأدلة على بطلان اعتقادهم وتناقضهم في نفس الوقت ، كيف يكون هو الله وهو يقول اخسأ يا شيطان فإنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد ، يقول أنا لا أسجد إلا لله ولا أعبد إلا الله ، هذا دليل على أن المسيح تكلم بهذه الكلمات دلالة على أنه ليس هو الله وليس ابناً لله وإنما يقول الرب إلهك وهو يعتقد أن له رب وإله وأنه يسجد له وحده ويعبده وحده لكن الشيطان لا يدري من ربه حتى يأتي به ليجربه ويقول له اسجد له ، هل الشيطان يريد أن يسجد له الرب ، أريد أن الإله يسجد له والعياذ بالله هذا من أعجب العجب .

وأنه يتألم ويصرخ وعندهم أن المصلوب صرخ بصوت عظيم وقال إلوي إلوي لما شقوتني ، الذي تفسيره ــ إلهي إلهي لما تركتني ؟ ، وأنه صرخ بصوت عظيم وأسلم الروح ، أسلمها لمن ؟ على أي الأحوال هذا مخلوق يموت ويتألم ويصرخ ويعترض ويظن أن الله قد تركه ، فكيف يتفق ذلك مع قولهم أنه هو الله تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً .

العجب والله من أناس يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، يعني عظمة العقيدة الإسلامية قبل التشريعات الإسلامية لأنها أعظم منها قدراً وعظمتها في سموها في الاعتقاد في الله سبحانه وتعالى ، فعلاً هذه العقائد تشربت من عقائد الوثنية عند الإغريق وعند الفراعنة وتشرب اليهود من بقائهم وسط الفراعنة يعبدون العجول ويعبدون الأصنام ولذلك كانت عقائدهم ومعتقدهم في صفات الله عز وجل مشربة بهذه الاعتقادت السخيفة عقائد أهل الشرك والنصارى يصرحون بذلك ولا يستحيون أن يقولوا أن عقيدتهم هي مزج بين تعاليم المسيح وبن الفلسفة الإغريقية لأن الفلسفة الإغريقية لا تنكر وجود الآلهة المتعددة بل أساطير اليونان مليئة بأنواع صفات النقص والعجز كالفراعنة والهنود يصفون الآلهة بالصراعات يصفون الآلهة بصفات النقص والولادة والموت والحرب والصراع مع الآخرين حتى يقتل بعضهم بعضاً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .

لذلك أن السماوات تكاد أن تنشق والأرض تكاد أن تنشق وتخر الجبال هداً أن دعوا للرحمن ولداً ، لا أظن مسلماً يؤمن بهذه الآية ثم بعد ذلك يقول عن هؤلاء أنهم مثلنا وأننا وهم مؤمنون وأننا إخوان لا فرق بيننا وبينهم ومع ذلك نجد كثيراً من الناس يرون الأمر يسير ، نحن نعلم أن الرهبان عاش عمره يعذب نفسه بأنواع العبادات البدعية ظناً أن ذلك يقربه إلى الله ، لو كانت البدعة وحدها عنده لما صال النار الحامية إنما يصلى النار الحامية لفساد العقيدة أصلاً لا للرهبنة فقط ، والرهبنة بدعة ضلالة تعذب النفس ولا يثاب لكن دخول النار الحامية والعياذ بالله لأجل العقيدة الفاسدة ولفساد ظنه في الله قال الله عز وجل { وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية } والآية لها تفسيرين أنها عاملة في الدنيا تتعب نفسها وتصلى يوم القيامة ناراً حامية على هذا الوجه وهذا فيه أثر عن عمر رضي الله عنه أنه مر بصومعة راهب فظل يبكي وقال تذكر قول الله عز وجل { وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية } أي هو يعمل وينصب وفي الآخرة يصلى ناراً حامية .

وعلى الوجه الثاني في التفسير أنها عاملة ناصبة في النار ، على أحد الوجهين أنها وجوه عاملة ناصبة تتعب نفسها في الدنيا في العبادة ومع ذلك تصلى ناراً حامية في الآخرة ، والوجه الآخر أنها يوم القيامة عاملة ناصبة تعمل وتتعب في النار وتكلف بأنواع المشاق كمن يكلف صعود جبال النار ويذوب جسمه فيها ويعاد كما كان ويوشك أن يخرج ثم يعاد ويطاف بينه وبين الحميم الآن ويكلف أنواع المشاق في النار والعياذ بالله ، فهم وجوه عاملة نصابة وهذا إسناده أصح والله أعلم ،

وإن كانت وجوه الكفار المشركين من عباد الصلبان وعباد المسيح عليه السلام داخلة في هذا فهم يعملون وينصبون ويتعبون وهم في الآخرة والعياذ بالله يصلون النار ، نسبوا لله الموت والبكاء وسائر صفات المخلوقين حين قالوا أن المسيح ابن الله ذلك بأنهم يعتقدون أن المسيح هو الله وأنه ابن الله وأنه ثالث ثلاثة ، وهي ليست بــ [ أو ] هي بـ [ الواو] ، لأنهم يعتقدون الثلاثة معاً من التناقض العجيب الذي لا يقبله عاقل واختلفوا من أجل ذلك في فرقهم كلها عليه ، يعني كيف يمكن أن يكون هناك أصل خرج منه فرع ويكون هو نفسه ، لأنهم يقولون أن الابن مولود من أبيه ، يقولون أن الآب هو خالق الكل ، ضابط ما يرى وما لا يرى ، يصفونه ويؤمنون بأقنوم الأبن ، والأقنوم هذا مثل كلمة الشخصية وكأن الإله له عدة شخصيات تعالى الله عن قولهم ، اقنوم الابن يقولون المولود من أبيه قبل كل الدهور ، فكيف يكون مولود وقبل كل الدهور ؟ التناقض في المتن نفسه ، فقبل كل الدهور يعني بلا زمن أو من البداية وفي البدء كان الكلمة عندهم ، فكيف وهذه الكلمة إنما هي صفة من صفات الأول فيقولون مولود من أبيه قبل كل الدهور إله من إله شعلة نور من شعلة نور ، إله من إله يعني اثنين ولكن بعد ذلك يقولون هم شيء واحد وأنه تجسد وولد من مريم العذراء وصلب من أجلنا ويؤمنون بالإله المحي من الروح القدس ويحدد أنه انثبق من الآب وليس من الابن إذن هناك انبثاق والإنبثاق هذا ينافي أنه شيء واحد لأن هناك أصل وفرع كما ذكرنا وكل هذا من ضلالاتهم والعياذ بالله .

فكل هذه العقائد نسبة النقص لله عز وجل في نسبة الصاحبة والولد وكما ذكرنا اعتقادهم أن المسيح هو الله وكل صفات البشرية كانت موجودة فيه وكان يسمي نفسه ابن الإنسان وكان يصلي لله عز وجل ويسجد لله عز وجل وهي كثير في الإنجيل هذه الصفات ونسبوا إليه أنه صلب ومات وبقي ثلاث أيام ميتاً ثم قام من بين الأموات ويحتفلون بهذا اليوم بعيد القيامة أنه قهر الموت وأنه مات فعلاً وبعد ذلك قهر الموت وقام من بين الأموات ، فأين العالم بلا رب في هذه الأيام الثلاثة ؟ بقي منتظماً كل شيء على عادته فهناك من يحيى ويموت خلال هذه الأيام الثلاثة وهناك من يولد ، أكان هناك أناس تعطلت ولادتها ؟ بل كل الأمور كانت عادية خلال هذه الأيام الثلاثة والعياذ بالله ، نجد بعد ذلك ناس من المسلمين الجهلة يذهبون لهنئونهم بذلك بأنه يعتقد أن الله قد مات ؟!! ، خصوصاً الأرذوذكس الذين يعتقدون أن المسيح طبيعة واحدة .

والفرق بين الأرذوذكس والكاسوليك فيما يتعلق بطبيعة المسيح .

الكاسوليك يقولون طبيعتين طبيعة إلهية وطبيعة بشرية فهي روح حل في جسد كالحلولية .

والأرذوذكس يقولون طبيعة واحدة ومشيئة واحدة وليس إلا شيء يعني اتحاد في الأقانيم وهم اتحادية ولذلك عندهم أنه لم يكن هناك إله طيلة الثلاث أيام وكان ميتاً وبعد ذلك غلب الموت ، نسأل الله العافية .

يقولون رب السماوات والأرض هو الذي مات شخصياً ، فمثل هذا الاعتقاد زيادة في الكفر والعياذ بالله .

قال الله تعالى { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } حتى لو كان أخلاقهم جيدة وحتى ولو كان يعامل الناس جيداً ويتقن عمله ولكنه يعتقد هذا الاعتقاد والعياذ بالله مثل من يحسن العمل ويتقنه ويحسن المعاملة وطيب ويعبد البقرة والعياذ بالله ، فماذا تقول على هذا ؟ أيشفع له أنه طيب في المعاملة فلا بأس بعبادة البقرة ؟ أو لا تضره عبادتها ؟ ، وعبادة المخلوق عموماً أيا ما كان حتى لو كان حسن الخلق لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ، وابن جدعان كان حسن الخلق وكان يقري الضيف ويفك الأسير ويطعم الطعام هل ينفعه ذلك ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا إنه لم يقل يوماً رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين ) وكان يعتقد أسوء من ذلك والعياذ بالله ، يعتقد صفات النقص لله عز وجل ،

قضية الإيمان بالأسماء والصفات قضية عظيمة ، توحيد الأسماء والصفات والاعتقاد في الله عز وجل هو أساس الإيمان .

العجيب أننا نجد بعض الناس يقولون يعذر بالجهل في توحيد الأسماء والصفات ولا يعذر بالجهل في توحيد الإلوهية .

بل قضية توحيد الإلوهية مبنية على قضية الأسماء والصفات .

ولذلك لا يتصور أن يعبد من يصفه بصفات النقص إلا على هذا التناقض الذي على أهل الكتاب

إذا لم يعلم العبد أن الله هو الرزاق كيف يطلب منه الرزق والمدد ، كيف يدعوه كيف يسأله وهو يظن أنه فقير مثلاً ، فإذا علمت أن الله هو الغني وأن الله هو الرزاق عملت أنه هو الذي يطلب منه الرزق وطلبت منه الرزق فالدعاء فرع على معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا .

ولذلك هذا القول أنه يعذر في الأسماء والصفات ولا يعذر في توحيد الإلوهية قول باطل .

والصحيح أنه على عدم بلوغ الوحي ، كما ورد في القرآن { لأنذركم به ومن بلغ } فمن بلغه القرآن منذر سواء في الإلوهية أو الأسماء والصفات .

لذلك نقول توحيد الأسماء والصفات أصل توحيد الربوبية ومعنى توحيد الربوبية هو توحيد الرب بأفعاله عز وجل ، وهو إنما فعل لأنه له صفات الكمال ، كخلق الله سبحانه وتعالى الخلق فهو فعل من أفعاله وهو قادر على ذلك ولأنه العليم بخلقه { وهو بكل خلق عليم } { ألا يعلم من خلق } ، إذن كونه خلق لابد أن يكون عالماً ولابد أن يكون عليماً سبحانه وتعالى ، فهذا دليل على أن الربوبية مبينة على الأسماء والصفات والإلوهية مبنية على الأسماء والصفات ، ولذلك نقول أن هذه القضية من أعظم القضايا أهمية ، ولا يمكن أن يتصور أن تهمل هذه القضية أو يقال أنها قضية نظرية لا دخل لنا بها ، أو أن العمل يكفي أو يعمل بما هو عليه ، كما نسمع أهل مساواة الأديان في زماننا يقولون أن كل إنسان نشأ على دين يعمل عليه والعياذ بالله ، وأنهم في الآخرة ينجون على حسب أعمالهم بهذا الدين والمهم التقوى ، كان التقوى يمكن أن تتحقق من غير توحيد الله ، كيف وهو لم يتق الشرك ، وكيف وهو لم يتق وصف الله تعالى بصفات النقص ، فهو لم تنفعه تقوى ،

ومن الأدلة على أهمية الإيمان بالأسماء والصفات أيضاً :

مخالفة المسلمين لأهل الجاهلية :

ظن الجاهلية في حق الله تعالى مهلك ، قال الله تعالى في الثقفيين والقرشي أو القرشيين والثقفي ، قال الله عز وجل { ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون } قال ابن مسعود رضي الله عنه ( اجتمع عند البيت ثلاثة نفر قرشيان وثقفي أو ثقفيان وقرشي قليلة فقه قلوبهم كثير شحم بطونهم ) كثرة اتباع الشهوات تعمي القلب ، ( فقال أحدهم أترون الله يسمع ما نقول فقال الآخر يسمع أن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا قال الآخر إن كان يسمع إن جهرنا فهو يسمع إن أخفينا فأنزل الله عز وجل { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعهم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيراً مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المنظرين }

جعلوا البحث في أسماء الله من المسامرة ، يتكلمون كما يتكلم الناس في القضايا الخطيرة ويأخذون برأي بعضهم ، وكل واحد يقول رأيه وتركوا الوحي ، ولذلك قامت عليهم الحجج ، ظنهم لا يغني عنهم شيئاً ، كونهم ظانين نفسهم على الحق لا يعفيهم ، ظنوا أن الله لا يعلم كثيراً مما يعملون ، كذلك ظنوا أنهم إذا استغشوا ثيابهم لم يدري ما يصنعون وما يقولون ، { ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون } ، كما ظن اليهود أن آدم استخفى خلف الشجر ، نسأل الله العافية .

من أعرض عن أدلة الوحي بعد أن بلغته ولم يتدبرها ولم يتأمل فيها حتى جهلها فهو ليس بجاهل معذور ، بل هو جاهل معذب ،

هؤلاء النفر الثلاثة كانوا قد بلغتهم دعوة النبي صل الله عليه وسلم وأصبحوا يتكلمون في أسماء الله وصفاته بناءاً على ما وصل ولكن ليس بناءاً على اتباع الوحي ولكن بناءاً على الآراء المحضة ، ولذلك كان كفرهم والعياذ بالله ولا يعذرون بذلك ، كما أن اليهود والنصارى غير معذورين ، وكما أن الهندوس غير معذورين ، لأنهم أعرضوا عن الوحي ، وبلغتهم دعوة الإسلام إجمالاً ، أعرضوا عنها ويمكنهم أن يصلوا إلى القرآن ولكن أعرضوا عنه فقامت عليهم الحجة وصاروا كفاراً وإن كانوا جهالاً ، ولكن ليس الجهل الذي يعذرون به ، الجهل الذي يعذر به صاحبه الجهل الناشئ عن عدم البلاغ وليس الجهل الناشئ عن الإعراض .

معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته ومحبته ودعاؤه بها والتعبد له بمقتضاها هي جنة الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة .

أعظم سعادة في الدنيا أن يعرف العبد ربه عز وجل ويحبه ويتقرب منه ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ) جمع بين لذة النظر إلى وجه الله والشوق إلى لقاء الله ، هذا إنما يحصل بسبب معرفة الأسماء والصفات ، أن يكون العبد عالماً بها ومحبة الله عز وجل ، والله عز وجل فطر الإنسان على حب الجمال والجلال وتعظيم من يتصف بذلك ، فالعباد فطروا على أن يحبوا الله وفطروا على أن يعظموا الله عز وجل ، فحين يجد الإنسان ذلك يجد السر في داخله الذي خلق وفطر عليه وهو أنه يتوجه إلى الله حنيفاً راجياً له ومعظماً له ، لذلك يسعد في الدنيا قبل الآخرة ،

فحين ذكر الله نعيم أهل الجنة أول ما فطر من نعيمهم ذكر القرب فقال الله عز وجل { والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم } قبل أن يذكر الجنة ذكر القرب ، حقيقة نعيمهم في قربهم ، إنما صارت الجنة جنة وصارت محلاً للسعادة بسبب القرب من الله ، صارت النار محلاً للعذاب بالبعد عن الله عز وجل .

وتعرف من هذا في الدنيا من أن من تقرب إلى الله سعد ومن حجب عن الله قلبه ومن ابتعد عن الله عز وجل شقي في الدنيا قبل الآخرة ، لأن الله ذكر نعيم أهل الجنة في القرب ، لأنه لو أن الجنة كانت لإنسان بحذافيرها دون قرب من الله عز وجل شقي ، كما أن الناس يحالون في الدنيا أن يتشبهوا بما أعد الله لعباده في الجنة ويصنعون القصور ويصنعون فيها أنواع الشهوات وتجد ملايين من هؤلاء في أشد أنواع الشقاء ويصابون بالإكتئاب والحزن رغم كل اللذات لأن القلب لا يسعد إلا بالقرب من الله فذكر الله عز وجل في نعيم أهل الجنة ، أن قربهم من الله هو سبب سعادتهم ونعيمهم بالقرب منه قبل أن يذكر { في جنات النعيم } وقبل أن يذكر ما أعد الله لهم من الطعام والشراب والأزواج وأنواع اللذات ، قال { والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكيئن عليها متقابلين يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاءاً بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً } ذكر الله عز وجل نعيهم الحسي في وسط نعيم أولاً معنوي بالقرب والنعيم المعنوي آخراً بقوله { لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً } يعني عند عدم سماع اللغو ولا تسمع التأثيم فأنت تنعم ، فمن نعيم أهل الجنة أنهم لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً ، فالله لم يحرم علينا اللغو والباطل والحرام والكذب والغيبة والنميمة إلا لكي نتنعم ، فالذي يغتاب وينم يشقى ، والذي يكذب يشقى ، والذي يسمع الأغاني والشتائم والسب يتألم بذلك ، ولذلك من نعيمهم أنهم لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلا قيلاً سلاماً سلاماً وأعلى السلام سلام الله عز وجل { سلام قولاً من رب رحيم } وسلام الملائكة والنبيين ، وسلام بعضهم على بعض ، فسماع السلام من الله عز وجل أعلى نعيمهم ، وأعظم نعيمهم القرب من الله والنظر إلى وجهه وسماع كلامه ومعرفته ومحبته سبحانه وتعالى .

قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى تريدون شيئا أزيدكم فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) فأعظم نعيم أهل الجنة بالله عز وجل ، وأعظم نعيم أهل الإيمان بالله عز وجل ، ولذلك سماع الكلام من الله عز وجل وسماع القرآن من الله عز وجل وسماع السلام وسماع الثناء منه سبحانه أعظم ما يتمتعون به من أنواع السماع ، اجعل ذلك نظير ما يكون لك في الدنيا من أنك إذا سمعت كلام الله عز وجل وهو أعظم ما تنتفع به وأعظم ما تسعد به ، ولذلك سماع القرآن في الحقيقة يسعد القلوب أعظم سعادة ، ومعرفة ما في القرآن من معرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله ، وشهود آثار هذه الأسماء والصفات ، ويأخذك القرآن إليها ويدلك عليها بأقصر الطرق يجعلك تشعر بالسعادة الحقيقية .

كيف يستهان بهذه المسألة وكيف الاستغناء عنها ؟

كما ذكرنا في المقدمة أن سبب المشكلة الظن بأن علم الكلام السخيف هو هذه العقيدة فإذا قيل الأسماء والصفات انصرف الكلام إلى التحريف والتعطيل أو التكييف والتمثيل ، فعند ذلك ظن من ظن أن ذلك علم من الطرف العقلي ولم يعرف طريقة القرآن والسنة كما ذكرنا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " يقصد بذلك القرب من الله ومحبته ومعرفته سبحانه وتعالى ، ذلك أن التوحيد أصل ذلك ، فمن لم يعرف ربه عز وجل ويحبه لم يوحد الله ولا يدخل جنة الآخرة .

هذه أدلة الكتاب والسنة في أهمية هذا العلم ، العلم بأسماء الله عز وجل وصفاته والتعبد لله عز وجل بذلك والإيمان به .

الإجماع :

أجمع المسلمون على فضل هذا العلم وشرفه حتى أهل البدع يعظمون هذا العلم ويقولون أن العلم بالأسماء والصفات هو أصل الدين ، فمن قلل من شأنه أو قال عنه أنه طرف عقلي وبحث في الكتب القديمة مثلما يقولون عليها الكتب الصفراء والتي مضى عليها أكثر من ألف سنة ، فهذا القول مرده إلى الجهل بحقيقة هذا العلم ، لأنه ظن أن المقصود منه علم الكلام المدمر الذي يخرج منه الإنسان غير سالم من آثاره بل يقع في كثير من المنكرات ، فمن قال إنه تعلم الأسماء والصفات طرف عقلي أو انشغال عن ما هو أولى منه فهو ضال مبتدع ، يقولون أتتركون قضايا المسلمين وتتكلمون في الأسماء والصفات ؟

نقول أن الحقيقة الكلام في الأسماء والصفات أعظلم أسباب انتصار المسلمين ، وهذا أمر لا شك فيه ، فساد الاعتقاد من أعظم أسباب هزيمة المسلمين وتسلط أهل البدع عليهم ، بل أصحاب العقائد الفاسدة في أبواب الاعتقاد كلها هم أعوان أعداء الإسلام وهم أعداء الإسلام ، الدولة الباطنية المسماة بالفاطمية كانت من أعظم أسباب تسلط الصليبيين على بيت المقدس ، ولما زالت وعاد المسلمون إلى السنة أعاد الله عز وجل لهم بيت المقدس ، ووجود الرافضة في الدولة العباسية كانوا من أعظم معاول الهدم وكانوا من أعوان التتار عليهم ، بل هم الذين جرأو التتار على قتل الخليفة العباسي ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فلما ظهرت الفلسفة في بلاد المشرق كما يقول شيخ الإسلام بن تيمية قال ناقلاً عن ابن دقيق العيد " إنما استولت التتار على بلاد الشرق لظهور الفلسفة فيهم وضعف الشريعة " فلما تظهر علوم الفلسفة وعلم الكلام يتسلط الأعداء ، ولو نظرنا إلى واقعنا المعاصر لوجدنا ذلك ، عندما انتشر التصوف الفلسفي وبدع الشرك والتقرب لغير الله تسلط الاستخراب الغربي والاحتلال الغربي على عامة بلاد المسلمين ، ما صارت الدولة الإسلامية رجلاً مريضاً بزعمهم كما وصفوا في آخر الأيام إلا بسبب تبني مناهج أهل البدع والضلال وانتشار التصوف الفلسفي الذي عظم القبور وصرف العبادات إليها بالإضافة إلى عقائد علم الكلام المفسد الذي أدى إلى جهالة عامة المسلمين إلا من رحم الله سبحانه وتعالى ، في الحقيقة أن الكلام في أسماء الله وصفاته تصحيح للاعتقاد هو تحقيق لمعاني الإيمان وهو أخذ بالقلوب إلى الله عز وجل وتتقرب إليه وتحبه وتعظمه فعند ذلك تهون عليها الدنيا فيكون هذا من أعظم أسباب انتصار المسلمين ، ذلك أنه عندما يعظم الإنسان اسماء الله تعالى وصفاته ويدعوه بها ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته ، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان يشتد الأمر يقول ( اللهم منزل الكتاب مجري السحاب سريع الحساب اهزمهم انصرنا عليهم ) فالنبي صلى الله عليه وسلم يتوسل إلى الله عز وجل باسمائه وصفاته قبل الدعاء بحصول الهزيمة والزلزلة على الكفار ، ونحن في الحقيقة أحياناً لا نستطيع دفع كيد الكائدين ومكر الماكرين ، يكادون يحيطون بنا ووالله ما لنا إلا الله سبحانه وتعالى ، نلجأ إليه وتضرع إليه ونتوكل عليه ، ما بأيدينا أسباب كثيرة نمنع بها أسباب مخططات الأعداء ونحن نراهم يأخذون بلاد المسلمين بلداً تلو الآخر ، وينشرون فيه أنواع الظلم والفساد والكفر والشرك والبدع ومع ذلك ، أملنا في الله عز وجل ورجاؤنا أن يدفع الله عن بلاد المسلمين الشر والفساد والسوء بأن نتوكل على الله وأن نعرف بأنه هو الملك وأنه هو الرحمن الرحيم ، وأنه سبحانه وتعالى رب العالمين الذي يدبر الأمر ، لذلك نقول صفاء العقيدة وسلامتها هو الدفاع الأكيد عن بلاد المسلمين ، وصحة العقيدة في أسماء الله تعالى وصفاته هو طريق الوقاية أمام هجمات الأعداء على عقائد المسلمين ، محاولات التنصير مثلاً ومحاولات التغريب ومحاولات العلمنة ، كل هذه مبنية على الجهل بالله سبحانه وتعالى ، لو أن إنساناً عرف ربه سبحانه وتعالى وسلم اعتقاده ما أمكن أبداً أن يتسلط عليه الأعداء ، لو عرف أن الله ربه هو الذي يأمره وينهاه كما هو الذي خلقه ورزقه وكما أنه هو الذي يملك حياته وموته لا يمكن أن يطلب شيئاً من غيره ولا أن يتضرع إلى غيره ولا أن يذل لغيره ولا أن يخاف من غيره ولا أن يسالم على عقيدته ويبيعها بثمن بخس نعوذ بالله من ذلك .

هذا هو الفصل الأول في هذا الباب وهو أهمية الإيمان بالأسماء والصفات .

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .


فريق عمل شبكة طريق السلف

التعديل الأخير تم بواسطة الطامعة في رضا ربها ; 06-29-2010 الساعة 11:09 PM سبب آخر: تنسيق الخط
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 06-29-2010, 07:55 PM
سجودي سجودي غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي



تابع الكلام عن التعطيل وأنواعه، والكلام عن التحريف والتأويل
ذكرنا في المرة السابقة في شرح معنى عقيدة أهل السنة أنهم يؤمنون بكل ما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل
ذكرنا التعطيل وذكرنا أنه يشمل تعطيل الباطنية نفاة النقيدين وذكرنا أنهم يقولون لا موجود ولا ليس بموجود لا سميع ولا ليس بسميع ولا حي ولا ليس بحي وهم الذين يصفون الله بالمستحيل ليس بالعدم فقط بل بالمستحيل أنهم يجعلون الألهة هم الأئمة من البشر تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً وهذا تعطيل كفر وذندقة ونفاق بلا تردد نوعاً وعيناً
وذكرنا تعطيل الفلاسفة أنهم لا يثبتون وجود الررب وأنهم يثبتون الوجود المطلق الذي يسمونه واجب الوجود الوجود الواجب ولا يثبتون ذاتاً ولا اسماً ولا صفة ولا يثبتون فعلاً وأن الله خالق هذا العالم ويقولون بنظرية الفيض وأن الوجود قد قام من الوجود الأصلي ابتداءاً أو الوجود الواجب ابتداءاً ويقولون بقدم المادة وهذا والعياذ بالله غير أيضاً من الكفر
وذكرنا تعطيل الاتحادية والحلولية الذين يقولون أن وجود الرب هو وجود المخلوقات وهذا في الحقيقة نفي لوجود الله لأنهم يجعلون المخلوقات هي الله إما أنها شيء واحد ابتداً وإما يقولون شيء واحد بالحلول وأن الله حل بالمخلوقات وأنه في كل مكان وهذا تحليل الجهمية أولاً ، ذكرنا ذلك في المرة السابقة .
النوع الرابع تعطيل الجهمية الأوائل النفاة لصريح الكتاب والسنة :
مع أنهم في الحقيقة يقولون بالحلول إلا أن مذهبهم كان هو الأصل لمذهب المعتزلة والأشاعرة وليس أنهم يعني ذلك جعلناهم مذهباً أو قسماً مستقلاً
الجهمية الأوائل النفاة لصريح الكتاب والسنة لا يثبتون أسماً ولا صفة لله عز وجل ولا فعلاً ويثبتون ذاتاً مجردة عن الأسماء والصفات لكن كانت جرائتها هؤلاء الذنادقة في بداية أمرهم عظيمة يحاولون صرف الناس عن نصوص الكتاب والسنة لذا صرحوا بمناقشة الكتاب والسنة لذا ناشد هذه العقيدة جهم بن صفوان وقتل على الذندقة وهو أخذها عن الجعد بن درهم قتل على الذندقة أيضاً والجعد هو أول من أظهر هذا الإعتقاد علانية قال إن الله لم يكلم موسى تكلمياً ولم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يستوى على العرش كما كان القدرية الأوائل أيضاً غلاة في قولهم يقولون لا قدر كما أن الرافضة الأوائل كانوا غلاة في غلوهم في علي فقالوا أن علياً هو الله كانوا هؤلاء أيضاً غلاة في التصريح في نفي الصفات حتى قالوا لم يستوى على العرش كانت محاولات عديدة في الزمن الأول لهدم هذا الدين ، ذنادقة كفار دخلوا في الدين لأجل أن يحرفوه كما حرف اليهود دين النصارى بخلاف من دخل فيه كبولس المسمى ببولس الرسول رسول الشيطان الذي أدخل كل الخذعبلات والشركيات إلى دين النصارى لعدم رسوخ أكثرهم في العلم وتمكنت هذه العقيدة بعد ذلك عبر مراحل كثير في التاريخ ، حاول أعداء الإسلام ذلك أيضاً من خلال هؤلاء الغلاة الذين كما ذكرنا كانوا في الحقيقة ذنادقة وبفضل الله عز وجل الدولة الأولى التي نشأت بعد النبي صلى الله عليه وسلم كانت خلافة راشدة العلم فيها راسخ جمع الله بين السلطان والقرآن فكان أصحاب السلطان هم أهل القرآن فما استطاع أهل البدع أن يطلوا برؤسهم إلا في آخر الخلافة الراشد ثم كانت الدولة بعد ذلك لبني أمية ورغم كونهم كان عندهم من الظلم وأنواع الفساد والمعاصي إلا أنهم كانوا على السنة وكان عندهم شدة محمودة على أهل البدع لذلك كما ذكرنا رؤس هؤلاء قتلوا على الذندقة وعامة رؤس البدع لم يكن لهم ذكر حسن في الأمة بل لهم ذكر سيء كما ذكرنا ، عبد الله بن سبأ لازال مذموماً عند أهل العلم وعند أهل السنة جميعاً وهو الذي اخترع الغلو في علي رضي الله عنه والقول عنه بأنه هو الله وحرق علي رضي الله عنه هؤلاء والقدرية الأوائل أتباع غيلان القدري الذين لا قدر وأن الأمر أنف أيضاً كان الصحابة والتابعون وأئمة المسلمين رغم ما وقعوا فيه من ظلم ومعاصي وشهوات إلا أنهم كان لهم شدة على هؤلاء المبتدعين كما كان لهم شدة على الخوارج وغيرهم فالجعد بن درهم كان صريحاً في محاولة الهدم والتكذيب بالكتاب والسنة ويجرئ الناس على ذلك ولم تفلح هذه الطريقة لذلك لجأو بعد ذلك إلى تحريف النصوص بدلاً من التكذيب المباشر لها لذلك جعلناهم قسماً مستقلاً لأجل أن تكفيرهم ناشئ من التصريح بالتكذيب الكتاب والسنة يقول إن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهم خليلاً ولم يستوى على العرش مع إجماع المسلمون أن هذه نصوص قرآنية فالتكذيب لذلك تصريح لا تحريفاً اقتضى تكفير كل قائل بذلك نوعاً وعيناً ولذلك كما ذكرت أن كل من الجعد بن درهم والجهم بن صفوان قتل على الذندقة في زمنين متقاربين لذلك نقول أن الجعد قال ذلك صراحة باللفظ وكفره أهل زمانه من التابعين وقتله خالد بن عبد الله القصري على ذندقته وهو أحد ولاة بني أمية وكان ظالماً شديد البطش لكنه أحسن في قتل الجعد بن درهم وكان في بني أمية شدة على أهل البدع وهذا من محاسنهم فقال في يوم عيد الأضحى أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهم خلياً ولم يكلم موسى تكليماً تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً فذبحه يوم عيد الأضحى ونزل عن منبره وذبحه في أصل المنبر
العجيب أن هذه العقيدة أصلها مأخوذ عن اليهود وهم يعتقدون التشبية في الغالب لكن الجعد أخذها عن طالوت وطالوت هذا أخذها عن لبيب بن الأعصم الذي سحر النبي عليه الصلاة والسلام من اليهود ومحاولات اليهود هي نفيس المحاولات وأن عبد الله ابن سباً كان أيضاً يهودياً وعبيد الله بن القداح الذي هو أصل الدولة الباطنية المسماة بالفاطمية كان يهودياً وبولس المزعوم الذي حرف النصرانية كان أيضاً يهودياً ، فمحاولات اليهود لإفساد الدين محاولات قديمة فضلاً عما كان عبر التاريخ نسأل الله العافية ،
تلقى الجهم هذه العقيدة وهو الذي نشرها وهو الذي كان يقول أيضاً أن الله في كل مكان لكن القول بالحلول صراحة إنما أشتهر بلوازمه عن من ذكرنا من الصوفية المتأخرين الذين صرحوا بالحلول وكلمة الله في كل مكان ظاهرها الكفر كما ذكرنا وظاهرها الحلول ولكن أكثر من يقولها أو كثير ممن يقولها لا يلتزم لازمها بل يكون مقصوده علمه وقدرته لا خلوا منه مكان ولكن يصرح بلفظ باطل فيقول هو في كل مكان فهذا المكان لو بين له والتزم لوازمه كفر وأما قبل ذلك فالقول كفر ولا يلزم تكفير قائله بخلاف من يقول لم يكلم موسى تكليماً وهو يعلم قول الله { وكلم الله موسى تكليماً } بخلاف من يقول لم يستوى على العرش ، يعني في فرق بين من يقول لم يستوي على العرش بمعنى استولى وبين من يقول لم ستوي على العرش ، وفي فرق بين من يقول المحبة هي إرادة الثواب والخلة هي شدة المحبة يعني هي الثواب الأعلى والأفضل وبين من يقول لم يتخذ إبراهم خليلاً والعياذ بالله ، فالذي يقول إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً يكذب القرآن وتكذيب القرآن لا يحتمل كما ذكرنا والحجة قائمة به على كل من سمع القرآن وعامة المسلمين كلهم يعلمون النصوص ولذا لا يقبل دعوى الجهل خصوصاً من متعلم وقارئ ومدعي للعلم فلا يقبل دعوى الجهل ولذلك كان هؤلاء والعياذ بالله كفاراً وقتلهم أئمة زمنهم وكفرهم علماء زمنهم على ذلك ،
هذه العقيدة تلقاها بشر المليسي رأس المعتزلة تلقاها من جهم بشر المليسي وبعد ذلك انتشرت هذه العقيدة على أيدهم خدعوا بها المأمون الخليفة العباسي وكان أبوه هارون الرشيد من المتمسكين بالسنة في باب الإعتقاد وكان شديداً أيضاً على أهل البدع إلا أن المأمون كان مولعاً بعلم الكلام فدسس إليه المعتزلة ونقلوا إليه علوم الأوائل والترجمة وكان يجزي على الترجمة أموالاً جزيلة ترجمة كتب اليونان حتى حصلت الفتنة في زمنه عندما أقنعه المعتزلة في زمانه بامتحان الناس في خلق القرآن وأن القرآن مخلوق وأن من لم يقل ذلك فهو كافر وأن أصلهم في نفي الصفات جملة ونفي الأفعال ويثبتون اسماء بلا صفات ، المعتزلة أخذوا عن الجهمية ذلك لكن في ثوب من التأويل قالوا سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم أثبتوا ذاب الرب وأسمائه الحسنى ونفوا صفاته وأفعاله فقالوا سميع بلا سمع وعليم بلا علم وقدير بلا قدرة هذا الكلام في الحقيقة متناقض ، يعني ماذا عليم بلا علم قدير بلا قدرة كلام ليس له معنى كلام أوله ينقض آخره لكن هذا الأمر كان منبعه في الحقيقة من معاملة النصوص والمسائل الإعتقادية بالمنطق الرياضي اليوناني قالوا أن العلم غير القدرة والسمع غير البصر والصفات غير الذات وإذا أثبتنا سمعاً وبصراً وقدرة وعلم وذاتا نكون أثبتنا آلهة متعددة نكون أثبتنا قدماء وليس واحد فقط قديم قالوا يكون هذا شركاً وكفراً ، المعاملة معاملة الكلام يسمونه علم الكلام معاملة كأنه رياضيات ، لما تفكر تقول أن العلم غير الذات نعم صح ، والسمع غير البصر صح ، طيب في الحقيقة هل ينفصل الصفة عن الذات ؟ في الحقيقة هي ذات واحدة ولها صفات عديدة وهي لا تتعدد في الحقيقة التعدد هذا في ذهن الإنسان فهذا كان أحد الأسباب الخطيرة التي أدت بهم إلى أن ينفي الصفات كلها جملة وخصوصاً صفة الكلام فقالوا القرآن كلام الله بمعنى كلام خلقه فطريقة التفكير أدت إلى المحنة المشهورة فعلها المأمون ولم يكن يحسن الأمور فخدعه أهل البدع وامتحن الناس وأشهر من امتحن في ذلك هو الإمام أحمد رحمه الله فاستجاب البعض تقية وامتنع الإمام أحمد رحمه الله حتى كشف الله عز وجل هذه الغمة هو ليس المأمون الذي امتحن الإمام أحمد المأمون أمر بحبسه وحمله إليه ثم مات وهو في الطريق وجاء المعتصم فضرب الإمام أحمد وسجن أكثر من سنتين ممتنعاً أن يقول بخلق القرآن ثم بعد ذلك أذهب الله عز وجل هذه الفتنة بالمتوكل والحمد لله
كما ذكرنا كلام المعتزلة متناقض الذي أدى بهم إلى هذا التناقض محض شبهات باطلة في أذهانهم قالوا لو أثبتنا لله صفات متعددة فلو أثبتنا قديماً فقد أثبتنا إلهين ولو أثبتنا بصراً لصاروا ثلاثة ولو أثبتنا القدرة لصاروا أربعة فيصر عندنا آلهة شتى وهذا ينافي التوحيد فنفوا صفات الرب جل وعلا ،
الجواب على ذلك نقول الوجود إلا تثبتون الوجود ؟ الكلمة وحدها صفة غير الذات صفة تسمى صفة الوجود فالجهمي يقول لا نثبت وجوداً والفيلسوف لانثبت ذاتاً فأنتم في الحقيقة ما تردون به على الفلاسفة نرد به عليكم وما تردون به على الجهمية نرد به عليكم لأن الكلام على الصفات فرع عن الكلام في الذات كما ذكرنا ، وعنده أيضاً أن إثبات الصفات يستلزم التشبيه وهو كفر أيضاً ، فنقول أيضاً كما أن الله عز وجل أثبت لنفسه أسماءاً وصفات وسمى بعض خلقه بهذه الأسماء والصفات ولم يستلزم ذلك التشبيه كما أثبت لنفسه ذاتاً سبحانه وتعالى ولم يستلزم ذلك التشبيه بالمخلوقين نثبت ذلك في باقي الصفات للمخلوقين فيما أثبتوه ، كما أثبتوا الذات بلا تشبيه فكذلك نثبت الصفات بلا تشبيه ، لما يردوا على لشبهة الأولى مسألة تعدد القديم بأن هذا التعدد وهذه الغيرية في الذهن فقط وليست في الحقيقة وليست في الخارج فالله عز وجل واحد وله أسماء وصفات كما قال الله عز وجل { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيما تدعوا فله الأسماء الحسنى } أسماء كثيرة والمسمى واحد وصفات متعددة والموصوف واحد وهذا أمر واضح في الذهن وفي العقول.
الشبهة الثانية نقول أثبتم ذاتاً ليست كالذوات وأثبتهم أسماءاً ليست الأسماء ولها معاني تختلف ولها حقائق وكيفيات تختلف فأثبتوا كذلك صفات ليست كالصفات ونأخذ نفس الطريقة على الأشاعرة لما يثبتوا بعض الصفات على بعض نقول لهم ما نفيتموه نقيسه على ما نفيتموه كما أثبتهم سمعاً وبصراً وقدرة ليست كمسع وبصر وقدرة المخلوقين فكذلك أثبتوا وجهاً ويدين ورجلين أيضاً ليست كصفات المخلوقين فهناك شبهتين يثيرهم المعتزلة وكذلك من صار بعدهم
الشبهة الأولى تعدد القديم ونقول التعدد هذا في الحقيقة في الذهن ليس في الخارج
الشبهة الثانية التشبيه نقول أثبتهم ذاتاً بلا تشبيه فكذلك أثبتوا صفات بلا تشبيه وأثبتهم أسماء بلا تشبيه فكذلك أثبتوا صفات بلا تشبيه لذلك نقول كلامهم باطل بالقطع فالصفات أنما تقوم بذات الرب عز وجل ولا تقوم منفردة أو بذاتها لا يوجد صفات تقوم بذاتها ،إنما الصفات تقوم بموصوف فالإنفصال بين الصفة والموصوف أو بين الصفات والذات إنما هو انفصال في الذهن فقط وليس في الخارج ليس هناك سمع مستقل ولا بصر مستقل ولا يلزم أن يكون هناك تعدد بل الإنفصال في الذهن أما في الخارج وفي الحقيقة فلا فالله عز وجل واحد لا شريك له لم يزل منفرد أسمائه وصفاته وأفعاه عز وجل
تعطيل الأشاعرة هو الاعتداد بسبع صفات ، لماذا أدخلنا الأشاعرة في التعطيل لأنهم عطلوا بعض الصفات ، الاعتداد بسبع صفات أو بثلاث عشر لما يضاف إلى السبع الست الأخرى الخمسة السلبية الصفة الثبوتية صفة الوجود أو عشرين صفة لما تضاف إلى صفات المعاني التي هي كونه سميعاً كونه بصيراً كونه عليماً التي هي في الحقيقة مردها إلى نفس الصفات السبع يقولون أن العقل يثبتها لذلك نقول أن منبع البدعة هي تقديم العقل واعتبار أن العقل هو مصدر التلقي ، في الحقيقة كما ذكرنا نقول العقل السليم يثبت الصفات الأخرى كما أثبتنا في صفة الرحمة العقل السليم يثبت أن صفة الرحمة صفة كمال وليس نقصاً وكذا في سائر الصفات فمنبع البدعة هي بدعة الجهمية الأوائل وبدعة الفلاسفة وهي أن العقل مصدر التلقي كما ذكرنا ذلك ،
الفرق الخارجة من الملة بالكلية نوعاً وعيناً ممن ذكرنا هي فرق الحلولية والاتحادية والباطنية والفلاسفة والجهمية الأوائل المكذبون النافون لصريح الكتاب والسنة الذين يقولون الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم كلم موسى تكلمياً فنقول أن هؤلاء كفار نوع وعين لو وجدنا واحد يقول أن الله لم يكلم موسى تكليماً ويقول لا سميع ولا ليس بسميع ويقول أن صفات الإله تحل في المخلوقات وهي صفات الأئمة ويقول أن ربنا في الكلب والخنزير وأن ربنا هو فلان الفلاني بعينه والذي يقول ذاتي لذاتي صلت والذي يقول كان سجودي في كل ركعتي والقائل كلاهما كفر يعني القول نفسه كفر والقائل كافر ، لأنه لا يمكن ولا تصور أنه يحتاج إلى إزالة شبهة لأنه مما يعلمه المسلمون بالضرورة بل يعلمه اليهود والنصارى بالإضافة إلى المسلمين يعني وجود الله غير وجود المخلوقات هذا ثابت عند اليهود والنصارى واعتقاد أن ربنا وجوده هو وجود المخلوقات هذا لا نزاع في كفره نوعاً وعيناً ولذلك قلنا أن هذه الفرق فرق خارجة عن الأثنتين وسبعين فرقة ليست من فرق الأمة أصلاً هم أساسا من الذنادقة الكفار إذا ظهر على أحدهم وعدمت عقيدته حكم بالكفر والعياذ بالله أما المعتزلة فأقوالهم أقوال كفرية لكن لا يكفر المعين منهم حتى تقالم عليه الحجة لوجود الشبهة يعني هم لم يقولوا لم يكلم موسى تكلمياً يقولون كلمه بكلام المخلوق لما تتأمل وتقول أن هذا الكلام منفصل ولم يقوم بقائمة إذاً لم يتكلم به في الحقيقة ولما نتأمل كلامهم نجد هو الكلام الأول لكن في نوع من التحريف فوجود الشبهة منع من تكفيرهم ، لو سألت واحد في الشارع اليوم وقلت له القرآن مخلوق أو غير مخلوق يعرف أن يتكلم ؟ لا يعرف ، لو قلت له لم يكلم الله موسى تكلمياً ؟ يعرف يقول لا هذا الكلام خلاف القرآن أو أقصى حاجة أنه يحتاج أن يخرج له المصحف ، بخلاف أن القرآن مخلوق يحتاج إلى أدلة واستدلال والشبهة هنا غير الشبهة فية لم يكلم موسى تكليماً ، لو جئت وقلت لشخص عادي أو طفل صغير من المسلمين أن فلان هذا هو ربنا هيكفره فوراً ، المسلم يكفر من يقول ذلك ابتداءاً ولا يشك في هذا فلذلك قلنا أن في شبهة محتملة في كلام المعتزلة , الإمام أحمد رحمه الله والأئمة في زمانه نصوا نصوصاً كثيرة على تكفير من قال بخلق القرآن وفي نفس الوقت لم يرى الإمام أحمد وغيره قتال المأمون وغيرة ممن بعده لذلك أختلف أصحاب الإمام أحمد في حكمه على من يقول بخلق القرآن وعلى المعتزلة عموماً فمنهم من قال هم كفار كفر نقال عن الملة وكفرهم أحمد رحمه الله وبالتالي إنما كان عن عجز عن مقاطعتهم أو نحو ذلك، وهذا الكلام غير ظاهر، لأن الإمام أحمد رحمه الله ظل على طاعة هؤلاء الأمراء في ذلك الوقت ولم ينزع يداً من طاعة .
المذهب الثاني مذهب من يقول قصد الإمام أحمد رحمه الله أنه كفر دون كفر وهذا كلام باطل أيضاً من يتأمل نصوص أحمد ولوازم الكلام ونصوص الأستدلال ووصفه أياهم بالذنادقة وغير ذلك يدل على انه أنما يقول أن من يقول أن القرآن مخلوق كافر كفر أكبر مخرج من الملة ،ما مذهب أحمد في ذلك ؟ الصحيح ما رجحه شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله من أنه دخل في كلام المتأخرين ما دخل المتقدمين في نصوص الكتاب والسنة في مسألة النوع والعين بمعنى ظنوا أن كل من قال كذا فهو كافر يلزم منه تكفير المعين ولذلك لما وجد الإمام أحمد وغيره لا يعاملون هؤلاء معاملة الكفار قال بعضهم كفر دون كفر وقال بعضهم إلزام باللوازم ، الصحيح أن هذه الأقوال أقول كفر ولكن لا يلزم تكفير المعين حتى تستوفى الشروط وتنتفي الموانع ومن هنا كان امتناع الإمام أحمد والصحابة رضي الله عنهم في شأن الخوارج وما كان عليه عامة وعلماء المسلمين في شأن الروافض ،فهذه الفرق رغم وجود خلاف بين المنتسبين للمذاهب في حكمهم وفي تكفيرهم والخلاف في ذلك سائغ إلا أن الصواب في هذا أن الأقوال المنقولة عن هذه المذاهب أعني هذه المذاهب البدعية أقوال كفرية لكن لا يكفر المعين حتى تستوفى الشروط وتنتفي الموانع وتقام الحجة وتزال الشبهة وقبل ذلك لا يزال حكم الإسلام باقي عليهم ولا يعني ذلك أن التكفير مقصود به كفر دون كفر بل هو كفر أكبر ولكن منع من تكفير المعين وجود الشبهات ،
بالنسبة لطوائف المعتزلة وطوائف الخوارج وطوائف الرافضة الذي ليسوا بالغلاة أعني الغلاة الذين يقولون بألوهية غير الله أو بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك هؤلاء من الغلاة كما ذكرنا من الفلاسفة والباطنية وغيرهم وهؤلاء من أهل البدع كما ذكرنا الخوارج أو فرقة ظهرت كلام النبي صلى الله عليه وسلم ظاهر في أن عامتهم يخرج من الدين ومع ذلك علي رضي الله عنه لم يعاملهم كما يعامل المرتدون ولا يقاتلهم ولم يعاملهم كما عمل مثلاً أتباع مسليمة الكذاب بل كان علي رضي الله عنه بعد أن ظهر عليهم أمر بتفرقتهم في البلدان ومنع من اجتماعهم ولم يقم عليهم حد الردة بخلاف من كان يقول بنبوة مسليمة مثلاً أو بنبوة أسود العنسي أو غيرهم فبذلك كان الصحيح عند كثير من أهل العلم أن الخوارج وكذلك المتعزلة وكذا الرافضة الذين يسبون أبا بكر وعمر أن أقوالهم وإن كانت أقوالهم أقولاً كفرية مخرجة من الملة إلا أن هذا بعد إقامة الحجة بعد اسيتفاء الشروط وانتفاء الموانع فكفرهم كفر نوع لا عين ليس يعني ذلك أنه لم يعين مطلقاً أو لا سبيل إلى التعيين بل إذا إقيمت الحجة كفر بعينه كذلك وعلى هذا يحمل من قتل منهم على الذندقة وقتل على الردة بعد أن أقيمت عليه الحجة بأمراء ذلك الزمان والله أعلى وأعلم ،
علي رضي الله عنه الروايات التي فيها أن علي حرق الخوارج كان لفظة بالمعنى الذين خرجوا عن الدين ليس بالخوارج الذين كفروا الصحابة الذين حرقهم علي هم الذين قالوا بألوهيته ، جمع الروايات يوضح أن لفظة الخوارج على معناها اللغوي بمعنى خرجوا من الدين أما الخوارج الذين كفروا علياً رضي الله عنه بل قتلوه علي رضي الله عنه أمر بالانتظار في ابن ملجم في إن مات وأمر بقتله خصوصاً وإن لم يمت فسيرى فيه رأيه فإذاً كان ابن ملجم مع كونه والعياذ بالله من الخوارج قتل علي تعبداً لم يحكم عليه بردته مباشرة وكما ذكرنا الأحاديث تدل على عدم تعميم الخوارج بالكفر حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فيتمارى في الفوقة ) وقال في أهل البدع الذين يردون عن حوضه ( فلا ينجوا منهم إلا مثل همل النعم ) فهمل النعم قلة قليلة ، فهذه الروايات توضح أنه يمكن أن يوجد بعض المخدوعين منهم ممن يأخذ أولاً ذات الشمال ثم ينجوا بعد ذلك ويمكن أن يبقى فيه شيء من أصل الدين ومن هنا امتنع تكفيرهم بالعموم في فرق بين التكفير بالنوع والتكفير بالعين أو بالعموم ، ما معنى تكفير بالعموم ؟ يعني مثل تكفير الدروز ومثل تكفير الإسماعلية ومثل تكفير العلويين الذين يقولون بألوهية علي ومثل تكفير البهائيين ،يعني أي واحد يقول أنه بهائي أو واحد يقول أنه درزي يعتقد ألوهية الحاكم بأمر الله يكون هو نفسه شخصياً وكل طائفته كافر نوعاً وعيناً الطائفة كلها مثل تكفير عوام وعموم النصارى وجميع طوائف المشركين التي تشرك بالله عز وجل بخلاف عندما نقول اللمعتزلة ، المعتزلة نوعهم وأقوالهم فيها أقوال كفرية ولكن فلان الفلاني ابن أبي دؤاب مثلاً المأمون ـ المعتصم ـ انظر المعتصم كان شديداً جداً على الإمام أحمد وهو الذي قام بحبسه وضربه لأن المأمون كان يوصيه بذلك وهو لابد أن يقيم هذه المسألة تديناً وعبادة وهو الذي كان فتح عامورية وكان هذا الأمر دليل على جهله وتأويله وأنه كان متؤلاً في أمره هذا فلم يخرج من الملة وإنما كان يفعل ذلك تأويلاً كما ذكرنا فرغم أن القول قول كفر لكن لاتكفر الطافة بالعموم ولا يكفر المعين إلا بعد أستيفاء الشروط وانتفاء الموانع وهكذا في كل البدع إذا لم يكن معلوم من الدين بالضرورة مخالفتها لهذا الدين ، إذا انتشر العلم ،وهذا الأمر يختلف من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان على حسب انتشار العلم ، معلوم من الدين بالضرورة معنا انتشر علمه بين المسلمين حتى صار لا يحتاج إلى بحث واستدلال ، ما كان يحتاج إلى بحث استدلال ونظر لابد من إقامة الحجة أولاً والله أعلى وأعلم ، نقل الإجماع على تكفير الخوارج ، نقل إجماع الخوارج على تكفير الخوارج ومع ذلك ليس بصحيح ، هذا وهم ممن ينقل الإجماع بل لو قلت العكس لكان أفضل لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا مع علي رضي الله عنه وما عامل به علي الخوارج لم ينكر عليه فلو قلنا بأن الاتفاق على عدم التكفير لكان أفضل لكن المسألة كما ذكرنا الراجح فيها وجود خلاف سائغ ،لكن كما قال ابن المنذر (لا أعلم أحداً وافق أهل الحديث على تكفير الخوارج) ، تكفيرهم بماذا ؟ بالعموم أن يجعل كل الطائفة كافرة ، إن كانت المسألة فيها نزاع بناءً على كلام الإئمة في التكفير ، علما يحمل ؟ بعضهم يحمله على كفر دون كفر وبعضهم يحمله على كفر أكبر ويطبق وبعضهم وهو الذي يفصل يقول هذا كفر نوع لا كفر عين ، كفر الاعتقاد والمقالة وأما الشخص المعين فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة ،
طالب : مناظرة ابن عباس لا تعتبر حجة عليهم ؟
الشيخ : ابن عباس ناظر الخوارج ورجعت طائفة كبيرة ورجعت طائفة أخرى الذي حضر المناظرة لم يجعلها حجة في تكفيره والذي شهد المناظرة أعلم بهم وأنه بقيت عندهم بعض الشبهات ولم يتسع وقت المناظرة ربما لإزالتها لذلك بقي عذرهم الجزئي ليس عذراً بالكلية إنما كان عذراً في عدم التكفير لا عذراً في القتال ،فالاختلاف بين الصحابة كان على قتالهم ، الإجماع من الصحابة كان على قتال الخوارج وأما أنهم كفار فليس كذلك وهناك فرق بين التكفير وبين القتال .
سؤال ....
الشيخ ، صحيح أن هناك بعض الأمور ليست من قبيل الاجتهاد وهناك بعض الأمور من قبيل الاجتهاد ، في مسائل في الاعتقاد فيها اجتهاد مثل رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ولكن من باب الإخبار لا يصح فيه الاجتهاد ، ما وجه الاجتهاد في إن الكرسي موضع القدمين ؟ هذا لا يكون إلا بنقل لذلك قلنا له حكم الرفع بخلاص التكفير وعدم التكفير لذلك قلنا بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع
أما الإشاعرة فهم أهل بدع وضلال وإقرارهم بالصفات المشهورة المعلومة من الدين باضرورة منع من تكفيرهم وإن كان عندهم تعطيل والاستواء وتعطيل لبعض الصفات لكنه ليس على سبيل الإنكار لصريح القرآن يعني لم يقولوا لم يستوي على العرش بل على سبيل التأويل ، يقولون استوى بمعنى استولى ، هذا في الحقيقة هو كلام الجهمية الأوائل ، يعني من الذي جاب استوى بمعنى استولى ؟ الجهمية الأوائل صرحوا بتكذيب القرآن ونفي القرآن وقالوا لم يستوي على العرش وأما المتأخرون قالوا استوى ولكن بمعنى استولى ، هذا هو التحريف الذي سيبينه إن شاء الله ،
الذي يقول استوى بعمنى استولى واليد بمعنى القدرة والنعمة والرجل بمعنى المقام العظيم كل هذا من البدع والضلال الموروث عند الأشاعرة عن المتقدمين من المعتزلة رغم أنهم خالفوهم لكن كما ذكرنا كان عندهم ميراث سيء من تقديمهم العقل المزعوم على النقل الصحيح .
المنفي الثاني في هذه الجملة ( من غير تعطيل ولا تحريف ومن غير تكييف ولا تمثيل ) في أربع أشياء منفية نقول نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير
تعطيل وتكلمنا عن أنواع التعطيل وحكم التعطيل والفرق المعطلة
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم .
أما التحريف فنوعان :
التحريف اللفظي فمعناه تحريف اللفظ في اللفظ الآتي والحديث ، كقول بعض المعتزلة في قول الله تعالى { وكلم اللهُ موسى تكليماً } يقرؤها { وكلم اللهَ موسى تكليماً } يصبح موسى فاعل وهو الذي تكلم والله مفعول به ، إذا الكلام هنا اثبات الكلام لموسى ويجعل الآية ليس فيها كلام لله ويثبت أن الكلام لموسى وليس صفة لله فجعله من فعل موسى ليهرب من اثبات صفة الكلام ، وهذا لا يمكنه في مثل قول الله تعالى { ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه } ماذا يصنع فيها ؟ لا يستطيع فهي لا تحتمل إلا وجهاً واحدً ،
أما التحريف المعنوي فهذا هو الأكثر ، والأغلب والأعم في التحريف المعنوي نادر أما التحريف المعنوي هو الأكثر وهو تحريف المعنى بحيث يبقى اللفظ على ما هو عليه لكن يحرف المعنى ويدخل في التحريف التأويل المذموم وفي الحقيقة مقصد شيخ الإسلام من كلمة التحريف يقصد بها التأويل ولكن التأويل لأنه لفظ ورد في الكتاب والسنة ولها معاني مشتركة ومتعددة لم يقل نؤمن من غير تأويل لأن كلمة التأويل هذه في تأيل صحيح ولذلك قال من غير تحريف ولأن شيخ الإسلام حريص على أن ينفي ما نفاه الكتاب والسنة ، ما الذي ورد ذمه في القرآن ؟ التحريف { يحرفون الكلم عن مواضعه فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم } وهذا كما هو تحريفهم في حطة إلا حنطة فكان هذا من التحريف فلذلك يدخل في التحريف التأويل المذموم ، لماذا التأويل المذموم ؟ لأن في تأويل غير مذموم ،هو تأويل دل عليه الدليل إذاً هو في الحقيقة من باب التفسير ، يدخل في التحريف التأويل المذموم الذي ابتدعه بعض الخلف بشبهات عقلية فاسدة كقول المعتزلة ومن وافقهم فيما بعد عصر المعتزلة وبعد هزيمة المعتزلة وانقراضهم واقعياً وإن بقيت كتبهم وافقهم الاشاعرة بعد ذلك في { الرحمن على العرش استوى } أي استولى تحريفاً للمعنى هم يثبتون اللفظ ويحرفون المعنى الحقيقي ، المعنى الحقيقي هو العلو والارتفاع والصعود وهو فعل لله عز وجل فعله سبحانه وتعالى بعد خلق السماوات والأرض في ستة أيام ، فعلاً يليق بجلاله وعظمته وفسر السلف استوى بما ذركنا أي علا وارتفع وصعد وبعضهم فسره باستقر ولا يصح ولا نظير لاستقر في صريح الكتاب والسنة بخلاف علا وارتفع وصعد وقد وردت في أحاديث أخرى لذلك كان في الحديث الصحيح أن استوى بهذه الألفاظ الثلاثة وهو علو خاص على العرش بالإضافة على العلو العام على جميع الخلوقات وهو صفة لله عز وجل وصفة الاستواء صفة فعلية كانت في وقت ذكره الله عز وجل قال { ثم استوى على العرش } بعد خلق السماوات والأرض بستة أيام ، نقول تحريفهم استوى بمعنى استولى كان تحريفاً للمعنى ، هم يثبتون اللفظ يعني لو قلت له { الرحمن على العرش استوى } سيقول نعم ، لكن استوى ما معناها يقول استولى ، يحرفون المعنى الحقيق وهو العلو والارتفاع والله عز وجل على العرش استوى لمعنى علا وارتفع ينفون ذلك يقولون لا يجوز أن يوصف بالاستواء والفوقية لكن هو استواء هو الاستيلاء ، وكلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله يقول ما أشبه اللام التي زادها هؤلاء في استوى بمعنى استولى بالنون التي أزادوها في حطة يقول { ادخولوا الباب سجداً } يقولوا حطة وحط عنا خطايانا فاستهزاءً منهم وسوء أدب مع الله قالوا حنطة يعني حبة في شعرة وحنطة عبارة عن حبة في غلاف فيه شعرة من ناحية وشعرة من ناحية أخرى فقالوا حنطة ـ حبة في شعرة ـ حرفوا اللفظ وقالوا المعنى الخاص به ـ ودخلوا يذحفون على استاهم ،على ستاهم بدل ما يدخلوا سجداً دخلوا يذحفون على مقاعدهم استهزاءاً منهم بالشرع والعياذ بالله طوائف منهم فعلت ذلك فأنزل الله عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون فكان الواجب عليهم أن يدخلوا فيصلوا كصلاة الفتح عندما يمن الله على المسلمين بفتح بلد فيستحب أن يدخلوا يصلون ، إذا دخلوا فيصلوا صلاة الفتح ثمان ركعات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، مع أن استوى ليست لغة بمعنى استولى إلا في كلام الأخطل النصراني المثلث الذي ليس بحجة في اللغة الذي قال
استوى بشر على العراق من غير سيف ولا دم مهراق
فهذا الكلام ليس الأخطل بحجة في اللغة حتى يستدل بكلامه ولو كان فهذا تأويل لا دليل عليه فلا يقبل ، لأن لابد حتى يحمل الكلام على هذا المعنى المرجوح من دليل ، ثم استوى بمعنى استولى تقتضي وجود منازعة ووجود مالك قبل ذلك لهذا العرش استولى عليه من استولى عليه عليه ، فهل يقولون بوجود من كان مالكاً للعرش قبل الله عز وجل واستولى الله عز وجل منه كما أن بشر استولى على ا لعراق بعد أن كان هناك من كان يملكها غيره ؟ فهذا كلام باطل من جهة المعنى وباطل من جهة اللغة وباطل من جهة الإعتقاد وباطل من كونه لم يرد عن أحد من الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أنه فسر استوى بمعنى استولى ،
كما ذكرنا الاستواء علو الخص لأن العلو على سائر المخلوقات صفة ذاتية أزلية ، الله عز وجل الأعلى قبل خلق السماوات والأرض وعندما خلقها وبعد أن خلق السماوات والأرض استوى على العرش استواء خاصاً وعلواً خاصاً ،
أيضاً من التأويل المذموم والتحريف المذموم قولهم في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر ليلاً فيقول من يسألني فأعطيه من يدعوني فأستجيب له من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر ) متفق على صحته وفي روايات في الصحيح يقول الله عز وجل ( لا أسأل عن عبادي غيري ) وهذه الرواية تمنع كل تأويل ، ( لا أسأل عن عبادي غيري من يدعوني فأستجيب له هل من سائل فأعطيه) ونحو ذلك ، الأداء حين الفجر الصادق ، يقول الأشاعرة في هذا الحديث ينزل أمر ربنا أو ينزل ملك من ملائكة ربنا وهو أصلاً بعضهم يحتج برواية ثبت فيها لفظ القيام فينزل ملك فيقول هل من سائر فيعطى ، وهذه الرواية في الحقيقة لا تنافي نزول الرب عز وجل فلا شك أن نزول الرب سبحانه يكون معه نزول ملائكة من ملائكته والملائكة تتنزل في أوقات كثيرة عديدة وهذا الوقت خصوصاً الملائكة فيها ينزلون يستغفرون ويحثون المؤمنين على الاستغفار لذلك ، لكن هل هناك منافاه بين نزول الملائكة وبين نزول الرب سبحانه وتعالى كما قال عز وجل { وجاء ربك والملك } فهل مجيئ الملائكة ينفي مجيئ الرب ، مجيء الرب جاء سبحانه وجاء الملائكة وفعل الله غير فعل الملائكة ، ولذلك الرواية التي فيها نزول ملك ليست بحجة في الدليل لأن رواية لا أسأل عن عبادي غيري لا يصح معها أن يكون الملك هو الذي ينادي لأن من يسأل فيعطى وهل من داع فيستجاب له هذا ملك غير الله عز وجل والله عز وجل هو الذي يقول لا أسأل عن عبادي غيري ، إذاً لا يمكن أن يكون ملك يقول لا أسأل عن عبادي غيري يستحيل ، فلا يصح هذا التأويل ، لكنهم لا يثبتون نزول الرب سبحانه وتعالى لماذا ؟ لأنهم يقولون أن هذا النزول لا يليق بالله ولا يجوز أن يوصف الرب بالنزول والصعود الارتفاع والانتقال وذلك كله جهل عظيم ، ذلك لأن صفات الله سبحانه وتعالى وأفعاله نأخذها من كتاب ربنا ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فمصدر التلقي في عقيدة أهل السنة والجماعة وعقيدة السلف هو الكتاب والسنة ليست العقول ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ولذلك لا نتصور ولا نسأل عن كيفيات ملازمة لكيفيات نزولنا ،يعني البعض يقول أينزل ويخلو منه العرش ؟ أم ينزل ولا يخلو منه العرش ؟ نقول قادر على أن ينزل ولا يخلو منه العرش . يعني ماذا ينزل ويخلو منه العرش ؟ يعني هل ينافي ذلك صفة العلو والاستواء وصفة النزول ؟ نقول لا منافاه هو عز وجل على العرش استوى وهو ينزل كيف يشاء استواء يليق بجلاله ونزولاً يليق بجلاله لأنه لم يرد أن هذا يعارض هذا ، نحن عندنا يلزم من النزول أن تنتفي صفة العلو الأخرى وأما في حق الله عز وجل فلا تنافي لأنه نزول ليس كنزولنا ، من يقول نزل كنزول هذا يكون كذب على الأئمة ولا يكون هذا من علماء المسلمين لأنه شبه نزول الرب عز وجل بنزول هذا ، مما يكذبون على شيخ الإسلام وتجد ألفاظاً كثيرة في الكتب التي تذم شيخ الإسلام بن تيمية بالكذب والزور أنه كان على المنر فقال ينزل كنزولي هذا ثم ينزل من على المنبر، هذا من الكذب على شيخ الإسلام ، سبحان الله ينفي التمثيل والتشبيه في كل كتبه ، فإنما لما لم يجدوا شيئاً يطعنون به إلا الكذب ليرودوا على الناس مذمته والطعن فيه فتجد بعض الضعفاء العقول ينشرون هذا الكلام رغم نصوص كتب شيخ الإسلام وأنها انتشرت والحمد لله خلاف زمان مثلاً كانت الكتب مجهولة ، الآن مطبوعة في كل مكان أن شيخ الإسلام ينفي التشبيه والتمثيل فيكف تزعمون أنه يقول نزل كنزولي هذا ؟!! نعوذ بالله فأصبحت يعني محاولات مفضوحة بفضل الله سبحانه وتعالى ،
في الحقيقة الذي نفى الصفة هو الذي وقع في التشبيه لأنه اعتقد أن ظاهر الكتاب والسنة التشبيه والكفر تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ،
أخبر الله عز وجل عن صفة اليد بقول { وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان } لإثبات اليدين لله عز وجل فلا يجوز بعد ذلك لعبد أن يقول أن اليد التي وصف الله بها نفسه هي جارحة وأن الجوارح هي جزء من أجزاء البدن ، هذا لايليق بالله ! من الذي قال لك أن اليد جزء ؟!! أقلنا لك أن ليد جزء ؟؟! اليد جارحة ؟!! هي عندنا نحن بعض منا لكن في حق الله ليست أبعاضاً كما أن السمع في حقنا عرض وليس في حق الله عرض ، عرض يعني شيء يعرض للذات
العرض والجوهر هذه اصطلاحات فلسفية
الجوهر الذات والعرض ما يحصل له من صفة أو فعل
فيقولوا الصفات إما أعراض أنه يقتضي أن يكون عرض يعني حدث لشيء ، نحن أصلاً كانت ماتنا ليس فيها صفة السمع وكنا تراب وماء وبعد ذلك عرض لها الصفة، هي في حقنا نحن أعراض ، لم نكن نسمع أصبحنا نسمع كنا ماء وطين ثم صرنا بشر نسمع ونبصر فالسمع والبصر في حقنا نحن أعراض لكن لا نقول أن السمع والبصر في حق الله أعراض كما لا نقول أن اليد والوجه والرجل في حق الله أبعاض أو أجزاء أو جوارح بل نقول عن الصفات التي هي في حقنا أعراض نسميها صفات والتي هي في حقنا أبعاض نسميها أيضاً صفات لا نقول أبعاض ولا أعراض ولا نقول هذه المصطلحات التي كذب بسببها الكتاب والسنة ، هم يسمونها الأول أبعاض ثم ينفوها وبعد ذلك يأولوها فنحن لا نقبل الأمر من أوله ، لا نسميها جوارح لا نسمي اليد جارحة ولا نسميها بعضاً من الله ولا جزء من الله تعالى الله عن لذلك ، فهم قالوا اليد التي وصف الله بها نفسه جارحة وهذا لا يليق ونحن نعرف ما يليق بالله فنصرف اللفظ الذي ورد في معنى آخر وهو معنى القدرة والنعمة ، هذا كلام باطل أأنتم أعلم أم الله ، الله عز وجل أعلم بما يليق به والرسول صلى الله عليه وسلم أعلم بما يليق به وما تكلم مرة واحد بأن اليد لا تليق بالله أو أن النزول لا يليق بالله ، هو الذي تكلم بذلك وسكت صلى الله عليه وسلم عن تفسيره فنسكت نحن كذلك ، كذلك لا يجوز بعبد أن يقول أن قوله تعالى { بل يداه مبسوطتان } معناه قدرته أو نعمته لأن اللفظ لا يحتمل ذلك لماذا ؟ لأن صفة القدرة هي صفة واحدة فلا نقول أن لله قدرتين أو أن لله نعمتين ، والأوضح منها { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } لأنها لا تحتمل ولن تستعمل قط إلا في إثبات اليدين ، وكذلك لا يصح معنى النعمة لأن نعم الله لا تحصى وقدرته صفة ذاتية قائمة به عز وجل فكيف يكون { بل يداه مبسوطتان } يعني يداه أو نعمتاه ؟!! ، الذي يحرف يسمي ما يفعله تأويلاً والتأويل هو الكلمة المشهورة عندهم فلا يسمون التحريف تحريفاً لكن يسمونه تأويلاً لنصوص متشابهة كما يزعمون ،نصوص الصفات متشابهة لكن ليست من كل وجهة ليست بمعنى مجهولة المعاني ، هم سمونها نصوص متشابهة لكن ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سمى نصوص الصفات متشابهة كما قال مازال هؤلاء عندما ذكر ابن عباس رضي الله عنه في الصفات فانتفض رجل عنده انكاراً بذلك فقال ما بال هؤلاء يجدون رقة عند محكمة ويهلكون عند متشابهه؟ , سمى أنكاره ماذا ؟؟ هلاكاً ، ولما سماها متشابهة ؟ لأنها اشتبهت على أهل الزيغ والضلال ، ولأنها تحتمل معاني قد تكون من جهة اللغة بعيداً عن الدلالة الشرعية ، تحتمل من جهة اللغة عدة معاني من ضمنها التشبيه لكن ماذا يصنع أهل الحق في هذه النصوص المتشابهة ؟ رد المتشابه إلى المحكم يتسق الكتاب كله ، { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } النصارى تمسكوا بهذه وقالوا إنا ونحن تدل على الجمع فالله ثالث ثلاثة !! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، تركون المحكم عند قوله { قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد} وتركوا المحكم من قوله { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } وغير ذلك وقال عز وجل عن الملائكة { بل عباد مكرمون } فتركوا كل هذا المحكم وابتعوا المتشابه ، هو اشتبه عليهم ومن جهة اللغة يشتبه لو لم يرد إلى المحكم لأن أنا ونحن تستعمل في اللغة العربية وفي غيرها في حق الواحد المعظم نفسه وفي حق الجماعة المتكلمين أو واحد يتكلم مندوباً عن طائفة فزعموا هم أن هذا المعنى هو المقصود أن هذا المعنى يتحدث عن الجماعة جماعة متكلمين ولا شك أنه من باب الواحد المعظم لنفسه لأنه عندما رددناه إلى المحكم نحو قوله { قل هو الله أحد } تأكدنا وعلمنا يقيناً أن الله هو الواحد الأحد وهو الجبار ليس جمعاً وإنما هو احد يعظم نفسه فهذا مستعمل في اللغة وهذا جائز في اللغة ومن منقتضياتها هذا الاستعمال فاشتبه عليهم فوجب أن يرد إلى المحكم فهؤلاء تركوا المحكم واتبعوا المتشابه فزاغوا وهلكوا والعياذ بالله ، كذلك نصوص الصفات يمكن لغة أن تحتمل التشبيه لكن لو رددناه إلى المحكم من قوله { لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد } ورددناه إلى المحكم {مثل قوله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فالمقصود الإثبات بلا تشبيه إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل تنزيه في قوله { ليس كمثله شيء } بلا تعطيل لأنه قال { وهو السميع البصير } أثبت أنه لم يلد ولم يولد ونفي الكفو عنه سبحانه وتعالى وأثبت الواحدانية وصفات الكمال { قل هو الله أحد الله الصمد } الذي يلجئ إليه في الحوائج له صفات لها معاني ثابتة وليست لا من باب التحريف لا نقول بالتجهيل ولا نقول بالتكييف ، التجهيل أن يكون ليس لها معاني معلومة ، بل لها معاني معلومة ولكن كيفية تليق بذات الرب سبحانه وتعالى كما سيأتي فسموا هذه النصوص نصوص متشابهة لكي يحرفوها وظنوا أن هذا هو المقصود من قوله سبحانه وتعالى { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب } المحكمات التي لا تحتمل إلا معنى واحداً ، هن أم الكتاب أي أصله الذي يرجع إليه عند الإختلاف { وأخر متشابهات } {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله } هم حملوا الآية على { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } على القراءة الأخرى وقالوا الراسخون في العلم هم الخلف الذين علموا التأويل الذي هو التحريف على الحقيقة ، الحقيقة أن الآية {وما يعلم تأويله إلا الله } المقصود بالتأويل ما آل إليه الكلام في حقيقة الأمر ، حقيقة الصفات حقيقة الذات كيفية الصفات وكيفية الذات وكيفية كل الغيبيات لا يعلمها إلا الله ، وأما على قراءة بن عباس { وما علم تأويله إلا الله والراسخون في العلم } وقال أنا من الراسخون في العلم فالتأويل فيها على معنى التفسير لا على الإحاطة بالغيبيات وبكيفية الصفات ، كلمة التأويل تطلق على ما يأوول إليه الكلام حقيقته التي يأوول إليها وتطلق على التفسير ، والتأويل الإصطلاحي الذي هو صرف النص عن ظاهره إلى معنى أخر مرجوح ، هو إن صح التأويل يكون من باب التفسير إن لم يصح فهو مذموم لأنه بلا دليل ولا يجوز حمل الكلام عليه بغير دليل وصرفه وحمل الآيات على معاني واصطلاحات حادثة بعد عصر الكتاب والسنة وعصر الصحابة رضي الله عنه الذين لم يفهموا من القرآن من كلمة التأويل هذا المعنى فهو لا يجوز ذلك نقول قول ابن عباس (أنا ممن يعلمون تأويله ) أذا ً الراسخون في العلم هم الصحابة رضي الله عنهم إذاً يعلمون تأويله يعني يعلمون تفسيره الصحيح وأما أن أحداً من البشر يعلم كيفية صفات الرب جل وعلا قال عز وجل { ولا يحيطون به علماً } لكن ليس معني ذلك لا نعمل معاني لصفات الرب لا في فرق بين ما أقول أن هذه الصفات ليس لها معنى نهائي عندنا معانيها مجهولة للبشر وهي حروف جعلت بجوار بعضها لا يستفاد منها معنى نقول لا هؤلاء أهل التجهيل وأهل التفويض وسيأتي بيانه أكثر، هم الذين يقولون له معاني مجهولة لا تتكلم فيها والآخرين يقولون لها معاني ونحن الذين رسخنا في العلم ليس السلف والعياذ بالله ، لا الراسخون في العلم هم السلف عملوا التفسير وردوا المتشابه إلى المحكم فعلموا أن الله{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فاتسق الكتاب كله ، ردوا ما احتمل إلى ما لا يحتمل ، ردوا ما احتمل معاني إلى ما لا يتحتمل إلى معاني الحق ، فالله سبحانه وتعالى { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فصفات الله تليق بجلالة وعظمته لا تشبه صفات المخلوقين لا تماثل صفات المخلوقين ليس له كفؤ ولا ند ولا مثيل ولا سمي سبحانه وتعالى ، فهذه الآيات المحكمات إذا رددنا إليها المتشابهات اتسق الكتاب كله لأن الكتاب له متشابه يشبه بعضه بعضاً والكتاب كله محكم فيه الإحكام والإتقان وما كان مقسماً فيه إلى محكم ومتشابه ، المحكم ما لا يحتمل إلا معنى واحداً والمتشابه ما احتمل معاني رددنا المتشابه إلى المحكم فاتسق الكتاب كله ، إذا النصوص المتشابه ما معنى أنها متاشبهة ؟ ليس معناها أنها تقبل التحريف جملة وليس أنها معنى مجهولة المعاني بل هي ترد إلى المحكم فيعلم معناها الصحيح وتفسيرها الصحيح ونكل كيفيتها إلى الله عز وجل كما أثبتت ذلك النصوص التي هي أم الكتاب ، لذلك كما ذكرنا أن أهل البدع يسمون نصوص وآيات الصفات نصوص متشابهة تحتاج إلى تأويل كما ذكرنا أنها عندنا تسمى النصوص المتشابهة لكن بمعنى ماذا ؟ بمعنى أنها متشابهة على أهل الزيغ والضلال ومتشابهة على أهل اللغة تحتمل معاني لكن شرعاً ترد إلى المحكم فيتسق الكتاب كله فإذاً ليس معنى أنها متشابهة أن لا بد أن نصرفها عن ظاهرها بل نقول ظاهرها ا للائق بجلال الله لا تصرف عنه لأن ظاهرها هو حق لا شك في ذلك ، هم يؤولون هذه الصفات ،
على سبيل المثال :لماذا ينفون الاستواء ؟ يقولون يلزم منه الجهة والجهة يلزم منها التحيز ليكون الله في حيز وفي مكان معين ؟ الجواب عن ذلك ، لا يلزم منه التحيز ولا أن الجهة بمعنى المكان المخلوق ، نحن نثبت ما أثبته الله في كتابه وما أثبته الرسول في سنته من أن الله فوق العرش ، لفظة فوق التي يسمونها الجهة لا يلزم منها أن يكون مكان محدوداً يحل فيه الرب سبحانه وتعالى ، بل الله عز وجل هو العلي الكبير هو أكبر من كل شيء فلا يحيط به شيء بل هو عز وجل بكل شيء محيط وهو عز وجل لا يحل في مخلوقاته بل هو كما يقول السلف مستوى على عرشه بائن من خلقه بائن يعني منفصل لا يحل في المخلوقات ، السماوات السبع والأراضون السبع في كف الرحمن كخردلة في يد أحدكم ، الحديث صحيح ، والخردلة شيء خفيف جداً مثل بذور اللقاح أو نحو ذلك ،
الذي حرف كأنه يقول لله عز وجل إن الصفة التي وصفت بها نفسك ووصفك بها رسولك صلى الله عليه وسلم لا تجوز بك وأنا ألغيها وآتي بما يليق بك فما أقبح هذا وما أشد سوء أدبه والله عز وجل أعلم بنفسه ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلم به ، لا يجوز أن نقول أن الكتاب والسنة يظهر منها الباطل لذلك نقول لا يجوز أن نصف الرب إلا بما وصف به نسفه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نحرف فالتحريف نوع من التعطيل وإن كان دون التصريح بالتعطيل ، الذي يحرف يحاول إلا يكذب صريح القرآن فيأول وهذا فعل المعتزلة والأشاعرة لكن أصل هذه التأويلات تأويلات الجهمية لما فشلت حيلتهم في رد الكتاب صراحة وفي رد السنة صراحتة لجأوا إلى التأويل لكن لأجل عدم معرفة المتأخرين بعقيدة السلف أصبحت عقيدة هؤلاء ا لجهمية هي عقيدتنا وإن كانوا لا يسمون أنفسهم بالجهمية

فريق عمل شبكة طريق السلف
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لازم, منقحة, الموت, السنة, اعتقاد, اهم, بمقدمات, بتعلم, توحيد, شرح, وصية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 07:38 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.