انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الفقه والأحكــام يُعنى بنشرِ الأبحاثِ الفقهيةِ والفتاوى الشرعيةِ الموثقة عن علماء أهل السُنةِ المُعتبرين.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-22-2008, 04:26 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam كيف تعود من الحج كيوم ولدتك امك ؟؟

 

كيف تعود من حجك كيوم ولدتك أمك



د/ السيد العربى بن كمال,,,,,



*مقدمات هامة بين يدى الحج:


كيف تعود من حجك كيوم ولدتك أمك:
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى...أما بعد:
فإن فريضة الحج التي فرضها الله على عباده من أعظم شعائر الإسلام ، ومشهد رفيع عالي القدر من مشاهد الأمة المكرمة المفضلة التي فضلها الله على سائر الأمم ، ومشهد عظيم من مشاهد الأمة الواحدة الموحدة التي جمع بين أجناسها الدين رغم اختلاف الألسن والألوان ، حيث يجتمع الملايين من المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، عليهم ملابس الإحرام، ملابس الطهر والنقاء، ولهم جؤار عظيم وهم يرددون : "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" ، فهذا مشهد عظيم مهيب يأخذ بالنفس ويذهب بها في آفاق السمو والعلو، فتتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة من حوله قد قدموا إلى البيت العتيق بيت الله الحرام بعد أن أعزهم الله تعالى ومكن لهم في الأرض ،
والمسلم إذا تدبر فى هذه الصورة وأمعن النظر والتفكر وجد أن هناك بون شاسع بين الحقيقة , حقيقة الحج , والواقع , بين الحق والظاهر , بين ما يعلن فى القول وبين ما ينبغى أن يكون فى القلوب وتشهد به الأعمال , بين ما جُعل الحج لآجله وبين ما يَحصل ويقع من الحجيج إن لم يكونوا كلهم فكثير منهم ، وهذا البون الحاصل يعد ضربا من الكذب , نعم هكذا هو دون مغلاة أو زيادة , ولقائل أن يقول كيف ذلك وقد رتبنا , وعزمنا , وتهيأنا , وأنفقنا الكثير , و..... و..... , وكل ذلك بإرادتنا , فكيف يقال أن ما يقع من كثير من الحجيج حال حجهم يعد كذبا إن هذا كلام لايكاد يصدق , ولكن لاتعجب فهذه هى الحقيقة التى سأبينها لك , وسأذكر بعض البيان الذى عساه أن يجيب على ذلك الإستفهام الكبير الذي أرتسم على وجوه كثير من السامعين , وكذا لعل الله أن يجعل فيه هدى وسبيل للخروج من هذا الذى يزعم انه كذب , ويكون عونا على نسك مقبول وحج مبرور عسى أن يرجع من أراد الحج من حجه كيوم ولدته أمه.... فاقول وبالله تعالى التوفيق.
أعلم أخى أن فضل الحج عظيم وأجره جزيل،
فقد قال صلى الله عليه وسلم : "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ". متفق عليه.
[و(يرفث) من الرفث، وهو الجماع والتعريض به، وذكر ما يفحش من القول. (يفسق) يرتكب محرما من المحرمات ويخرج عن طاعة الله عز وجل. (كيوم ولدته أمه) من حيث براءته من الذنوب].‏

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: " إيمان بالله ورسوله " قيل: ثم ماذا ؟ قال: "جهاد في سبيل الله " قيل: ثم ماذا ؟ قال: "حج مبرور " رواه البخاري . وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على التزود من الطاعات، والمتابعة بين الحج والعمرة فقال: " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة " رواه أحمد والترمذي . وقال صلى الله عليه وسلم : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " رواه مسلم. و قال صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ". رواه مسلم

وهو يجمع بين عبادة بدنية ومالية:
فالأولى: بالمشقة والتعب والنصب والحل والترحال.
والثانية: بالنفقة التي ينفقها الحاج في ذلك.
ويكفى أن الحجيج يقفوا فى هذه الأيام مع نداء عظيم ، أو خطاب كريم ، أنطلق في غابر الزمن ، فأثار القلب والشجن , فمن فوق جبل أبي قيس أعظم جبال مكة نادى إبراهيم بعدما أكتمل بناء البيت العتيق , بما أمره به الرحمن جل وعلا بقوله سبحانه " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " فينادى إبراهيم ويُسمع الله هذه الدعوة الربانية نطفاً في الأرحام ، ويٌسمعها من يشاء سبحانه من الأحياء والكائنات و الذرات ، عندها تبدأ الرحلة العظيمة من أين ؟ من أقطار الدنيا كلها تأتي الملايين تلو الملايين على مدار التاريخ لتجيب هذا النداء وتلبي ذاك الدعاء ، يفدون إلى بيت الله الحرام زرافات ووحداناً من أعماق القارات ، ومن شطأن المحيطات ، يقطعون الفيافي والقفار ، و يجتازون عباب البحار ، ويطيرون في جو السماء آمين هذا البيت العتيق المكرم.
فلله در هاتيك الجموع وهي تؤم بيت الله الحرام ، فما إن تقارب أرضه إلا وقد ضجت حناجرها ، وتعالت أصواتها " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ".
وهى تلبية النبي كما فى الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت:
إني لأعلم كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبي: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك).[خ ك الحج باب التلبية].

وما معنى لبيك :
[(لبيك اللهم لبيك) أجبناك يا الله إلى ما دعوتنا، ونحن قائمون على إجابتك إجابة بعد إجابة].‏
والناظر حوله فى أرض الحجيج يجد أن كثيرا ممن تطأ أقدامُهم رحاب البيت العتيق ، وتكتحل أعينهم برؤية الكعبة المعظمة ، إلا وتجد العين وقد سحت الدمع غزاراً ، وحق لها أن تسح ، فهي تطأ الأرض التي طالما سٌكبت عليها العبرات ، و استجيبت منها الدعوات ، وفرجت منها كربات.
ثم تتواصل بعدها أحداث تلك الرحلة العباديه بين هاتيك العرصات الطاهرة " منى وعرفات ومزدلفة و الجمرات " والنفوس فيما بينها خاشعة ولربها خاضعة ، الأيادي قد رفعت تناجيه ، والعيون قد فاضت ماءها تبكيه ، والقلوب تناديه ، والملك الحق يسمع أنينها ، ويعلم حديثها ، فلله كم نفس طافت وداع البيت خاتمة حجها بأن غسلت ذنوبها ، وحُرمت على النار أعضاءُها ، وزُفت إلى جنات النعيم أجسادُها , فذاك وربي فرحها وسرورها .
هذا كله يبين أن المحروم ......المحروم من تيسر له الذهاب إلى تلك البقاع ولكنه لم يكن صادقا فى تلبيته التى عرفنا مهناها , وحج بجسده ولم يحج بقلبه فلم يقع منه الحج المبرور الذى لاثواب له الا الجنة ...جعلنا الله وإياكم من أهلها...أمين.
ولقائل أن يقول وكيف أكون صادقا وأحج حجا مبرورا بقلبي وجسدى كله معا؟
للجواب على ذلك سأتناول معكم حديث ذكرته فى أول كلامى وهو حديث أبى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"[خ - كتاب الحج. باب فَضْلِ الْحَجِّ الْمَبْرُورِ].

وبقراءة الحديث والتأمل في ألفاظه نجده قد اشتمل على أربعة عناصر ، هي :
أولاً : العبادة المطلوبة وهي الحج .
ثانياً : المتوجه بها إليه أو المقصود بها , وهو الله تعالى .
ثالثاً : مضيعات هذه العبادة أو مفسداتها , وهى الرفث والفسوق .
رابعاً: الجائزة وهي مغفرة الذنوب جميعها .
فمن قام بهذه العبادة على الوجه الذي شرعه الله تعالى ، قاصداً بذلك الله وحده ، متجافياً عما يخل بها أو يكدر صفوها ؛ ناله من ذلك ما أخبر به الرسول الصادق الوعد صلى الله عليه وسلم .

ولو فصلنا بعض الشئ نقول:
* الحج : الحج لغة القصد لمُعظَم. وشرعا: زيارة البيت وهو المسجد الحرام في مكة على الوجه المشروع من التعظيم والتقديس، وفي أوقات مخصوصة، مع القيام بأعمال معينة. والحج ركن من أركان الإسلام، ويجب في العمر مرة واحدة على من توفرت فيه شروطه، وهو من أفضل القربات إلى الله عز وجل.
والحج عبادة من العبادات التي يشترك المال والبدن في القيام بها ، ولها شروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها ، ومرادنا هو ما وراء ذلك من المعاني الكثيرة العظيمة ،المعانى الإيمانية القلبية , والفوائد الغزيرة التي اشتمل عليها الحج ، والتي لن نتمكن من أن نأتي على ذكرها جميعاً ، بل حسبنا أن نشير على وجه الاختصار إلى بعضها , فمن ذلك:

1 - الهجرة إلى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم :
فمن المعاني التي نلحظها في أداء عبادة الحج الهجرة إلى الله ورسوله ، وهذا يتجلى في قيام المسلم بترك ماله وولده وأهله وعمله ودياره ، وقدومه على الله جامعاً بين الخوف والرجاء ، فيطلب مغفرة ربه ويرجو رحمته وفضله ، قال الله تعالى في بيان استجابة المسلمين لهذه الهجرة : { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } ( الحج : 27 ) . « والفج : الطريق الواسعة ، والجمع فجاج .. والعميق معناه البعيد » . فيخرج المسلمون من فجاج الأرض ما قرب منها وما بعد ، كلٌّ حسب داره وموطنه ، قاصدين وجه الله تعالى ، مهاجرين له فارين إليه :قال تعالى:{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّه } ( الذاريات : 50 ) ،وقال تعالى:(« لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ») ، والغريب أن هناك ، ممن يحجون بيت الله ويقصدونه ، من لا ينتبهون لهذا المعنى في تلك العبادة ولا يمتثلونه ، وأنت تستغرب عندما ترى الحاج وعليه آثار السفر ، ومظاهر الهجرة ، وهو في الوقت نفسه غير قادر على هجر « السيجارة » وغيرها من المعاصى والعادات السيئة القبيحة كحلق اللحية وما هو أكبر، ولو تفطن الحاج إلى معنى الهجرة في الحج لكان من أوائل ما ينبغي عليه فعله هو هجر السيئات والمعاصي ؛ فإن(« المهاجر مَنْ هَجَرَ ما نهى الله عنه » كما قال صلى الله عليه وسلم) [أخرجه البخاري ، كتاب الإيمان ، باب : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، حديث رقم 9 ]. ، وقال أيضا:( « المهاجر مَنْ هَجَرَ السيئات » )[ ابن حبان في صحيحه ، (1/424)] . ، وإذا لم يأخذ المسلم نفسه بذلك فأنى يتحقق له هذا المعنى من تلك العبادة العظيمة وكيف يكون صادقا لابد انه كاذب ولو فى بعض الأمر ؟!
قال الله تعالى في شأن الهجرة والحج داخلٌ فيها : { وَمَن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } ( النساء : 100 ) ، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (« مَنْ خرج حاجاً فمات ؛ كُتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة » )[ أخرجه أبو يعلى ، (11/238) و الطبراني في الأوسط ، (5/282) ، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب ، (2/111) ، وقال : (رواه أبو يعلى من رواية محمد بن إسحاق ، وبقية رواته ثقات) ، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (2/654) للبيهقي في الشعب... والحديث وإن كان فيه ضعف الا أن معناه جاءت به نصوص صحاح كما فى الحديث عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ إِذْ وَقَعَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَوَقَصَتْهُ أَوْ قَالَ فَأَوْقَصَتْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْنِ وَلَا تُحَنِّطُوهُ وَلَا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلَبِّيًا" [خ - كتاب الجنائز. باب الْكَفَنِ فِي ثَوْبَيْنِ].
وقال الذهبي في السِّيَر : « قال الحاكم : سمعت ابنَيْ المؤمل بن الحسن يقولان : أَنْفَقَ جدُّنا في الحجة التي توفي فيها ثلاثمائة ألف . قال الحاكم : فحججت مع ابنيْ المؤمل وزرنا بالثعلبية قبر جدهما فقرأت لوح قبره : { وَمَن يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ المَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } ( النساء : 100 ) » ) [سير أعلام النبلاء ، (12/29)] .

2 - المجاهدة في طاعة الله :
ومن المعاني التي نجدها في الحج بذل الجهد في طاعة الله تعالى ، فالمسلم الحاج يخرج من داره وبلده قاصداً بيت الله الحرام فيقدم في طائرة أو على ظهر سفينة أو دابة ، وأحياناً يقدم على رجليه محققاً بذلك عبادة ربه ، لا تحول بينه وبين ذلك الصعاب أو المشاق التي قد تعترض سبيله ,فإن المشقة التى فى الحج تجعل الحج نوع من أنواع الجهاد ، وبذلك جاء الحديث ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" نعم الجهاد الحج"
[( خ ) عن عائشة قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 6769 في صحيح الجامع].
والمشقة تختلف من زمن الى زمن ومن حال الى حال, وكما يقال "الأجر على قدر المشقة" ولك أن تتخيل الفرق بين المشقة التى كان يعانيها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم , والمشقة التى نعانيها نحن فى أزماننا, وأضرب لكم مثلا واحدا فقط لأبين ذلك , وهو السفر بين مكة والمدينة على أشق الأمور الأن يسافر الحاج محرما فى سيارة مكيفة فى مدة لاتزيد على 6-7 ساعات على اقصى تقدير لكن فى زمن النبي كانت على ظهور البعير تأخذ حوالى 9 أيام , ففى الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
انطلق النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، بعد ما ترجل وادهن، ولبس إزاره ورداءه، هو وأصحابه، فلم ينه عن شيء من الأردية والأزر تلبس، إلا المزعفرة التي تردع على الجلد، فأصبح بذي الحليفة، ركب راحلته، حتى استوى على البيداء أهل هو وأصحابه، وقلد بدنته، وذلك لخمس بقين من ذي القعدة، فقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة،"[البخارى كتاب الحجباب: ما يلبس المحرم من الثياب والأردية والأزر].

ولكن فى الحقيقة لم يستفد من هذا الدرس كثير , فتجد من الحجيج مَنْ إذا اعترضته الصعاب أو المشاق تقاعس عن أداء ما وجب عليه واعتذر عن ذلك ؛ بأن هذا صعب ، وهذا شاق ، والطقس حار أو بارد .. ونحو ذلك .

3 - الأمة الواحدة :
أمة المسلمين واحدة مذ خلق الله تعالى آدم - عليه السلام - ، إلى أن يرث عز وجل الأرض ومن عليها ، جمع بينهم توحيد الله وعبادته ، فلم يعد شيء يقدر على التفريق بينهم ؛ لا جنس ولا شكل ولا لون ولا لغة ولا بلد ، وها هم المسلمون على تنوعاتهم الكثيرة في هذا الموسم العظيم يجمعهم موقف واحد لعبادة الله العلي الكبير ، وفي هذا الموقف الكبير أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى الجليل ، فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا أَلَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمْ الْغَائِبَ".[ خ - كِتَاب الْإِيمَانِ. باب لِيُبَلِّغْ الْعِلْمَ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ].
وهذا يبين مدى وحدة المسلمين وحرمة كل شئ فيهم على بعضهم البعض بل شدد فى الوحدة وشبهها بالجسد الواحد ففى الحديث عَنْ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْواً تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" [ خ - كِتَاب الْأَدَبِ. باب رَحْمَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِم ] .
وما فقه هذا الدرس مَنْ فرَّق بين المسلمين في نظرته إليهم أو تعامله معهم على أساس أشكالهم أو ألوانهم أو بلدانهم أو أجناسهم أو لغاتهم ،أو أموالهم , وما فقه هذا الدرس مَنْ عاش لنفسه دون أمَّته ، وهو يرى إخوانه المسلمين وهم يُتخطفون وتنتقص أراضيهم من أطرافها ،ويقتلون فى كل واد , وهو مع ذلك لا يشعر بضرٍ أو ألم إلا ما أصابه هو أو أولاده أو أهله الأقربين .
4 - تعظيم الشرع والتسليم له :
المسلم معظِّم للشرع مقدِّم له على كل شيء ؛ على الآراء والأقوال ، على العقول والأفهام ، على الرجال ، على النفس والمال ، يرى الشريعة معصومة ، يقبل منها كل ما جاءت به وثبتت نسبته إليها ؛ حتى لو لم يستوعب ذلك عقله ، أو لم تتبين له في ذلك الحكمة ، ويظهر ذلك المعنى جلياً في الحج ، يظهر في كل شعيرة من شعائره ، وأظهر ما يكون في ذلك تقبيل الحجر الأسود ، فالحجر الأسود حجر ، والحجر لا يضر ولا ينفع ، ولكنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّله ، والمسلم المتبع لأجل ذلك يقبِّل الحجر ويحرص عليه اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وثقةً فيه .
وقد سجَّل هذه القضية الصاحب الجليل والخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عندما أراد أن يقوم بهذا العمل فقال : (« إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبّلك ما قبّلتك » )[ أخرجه البخاري ، كتاب الحج ، باب : ما ذكر في الحجر الأسود ، رقم (1494)] . قال ابن حجر - رحمه الله - :(« وفي قول عمر هذا : (التسليم للشارع في أمور الدين ، وحسن الاتباع فيما لم يُكشف عن معانيها ، وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم تُعلم الحكمة فيه )[ فتح الباري ، (3/463) ] ، وهذا الدرس لم يفهمه الكثير ممن قدَّم عقله وفكره وهواه ، أو ممن قدَّم رغبته وشهوته ، أو ممن توقف في امتثال الأمر أو النهي الثابت بالدليل حتى يعلم العلة أو الحكمة.
5 - البراءة من الشرك وأهله :
من الأمور المحكمة التي دلت عليها النصوص الشرعية الثابتة من الكتاب والسنة ، وجوب البراءة من الشرك وأهله ، قال الله تعالى : { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }( الممتحنة : 4 )
قال ابن كثير - رحمه الله - : ({ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ } ؛ أي بدينكم وطريقتكم ، { وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً } ؛ يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا ما دمتم على كفركم ، فنحن أبداً نتبرأ منكم ونبغضكم { حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه } ؛ أي إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له ، وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد ) [تفسير ابن كثير ، (4/ 349)]. وقد كرَّست شعائر الحج المتعددة هذا المعنى وأكدته ، فخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين في الموقف بعرفة والدفع منها ، وكذلك الخروج من المزدلفة ، بل حتى العمرة فى الحج شرعت مخالفة للمشركين وتمييزاً للموحدين فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:كانوا يرون أن العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرَم صفرا، ويقولون إذا برا الدبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر، حلت العمرة لمن اعتمر.... قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة (أى من ذى الحجة) مهلين بالحج ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْحِلِّ قَالَ حِلٌّ كُلُّهُ) ومعنى (برا الدبر) أي شفي ظهر الإبل من أثر إحتكاك الأحمال عليها بعد رجوعها من الحج. (عفا الأثر) ذهب أثر إصابتها وقيل أثر مسيرها عند المجئ للحج. وقوله:(فتعاظم ذلك عندهم) أي لما كانوا يعتقدونه أولا....والشاهد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مخالفة المشركين فى كل شئ.
وعن عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ قال شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صَلَّى بِجَمْعٍ الصُّبْحَ ثُمَّ وَقَفَ فَقَالَ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا لَا يُفِيضُونَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ وَيَقُولُونَ أَشْرِقْ ثَبِيرُ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَالَفَهُمْ ثُمَّ أَفَاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ".[ خ - كتاب الحج. باب مَتَى يُدْفَعُ مِنْ جَمْعٍ].... وهذا وغيره درس عظيم في بغض المشركين والبراءة منهم ومن أفعالهم وعباداتهم وسلوكهم وأخلاقهم ، وما فقه هذا الدرس مَنْ يتشبه بالمشركين في العبادات أو الأخلاق والسلوك أو المظهر أو الزي واللباس ؛ لأن من البراءة ترك التشبه بهم ، والقصد إلى مخالفتهم , بل كذِب كل الكذب فى حجه وتلبيته من سارع فيهم وأحبهم بل ووالاهم وناصرهم والعياذ بالله.

6 - مجانبة الكبر والبعد عنه تواضعاً لله تعالى:
المسلم متواضع في غير ذل ، عزير في غير كبر ، فإن الذل والكبر من الأخلاق الذميمة التي تأباها الشريعة والنفوس الشريفة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يدخل الجنة مَنْ كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) [أخرجه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب : تحريم الكبر وبيانه ، رقم (131) ]،
وعَنْه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ:" أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ".[خ - كِتَاب الْأَدَبِ. باب الْكِبْرِ].
وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم " من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدين دخل الجنة " وأخرج أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه " من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله الله في أعلى عليين، ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين "..... وعن سفيان عند مسلم "....... ومن تطاول تعاظما خفضه الله، ومن تواضع تخشعا رفعه الله "
والحُجاج في هذا المجمع العظيم في يوم عرفة ، ما بين رئيس ومرؤوس ، وأمير ومأمور ، وملك ومملوك ، جميعهم في لباس واحد إزار ورداء ، رؤوسهم عارية ، أيديهم مرفوعة ، ألسنتهم تلهج بالذكر والدعاء وطلب المغفرة ، همُّهم الفوز بالرضوان ودخول الجنان ؛ لا التعالي أو التكبر على عبيد الخالق الديان ، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يترجم ذلك عملاً في الحج فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ إِلَى السِّقَايَةِ فَاسْتَسْقَى فَقَالَ الْعَبَّاسُ يَا فَضْلُ اذْهَبْ إِلَى أُمِّكَ فَأْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَرَابٍ مِنْ عِنْدِهَا فَقَالَ:" اسْقِنِي قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ أَيْدِيَهُمْ فِيهِ قَالَ اسْقِنِي فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ أَتَى زَمْزَمَ وَهُمْ يَسْقُونَ وَيَعْمَلُونَ فِيهَا فَقَالَ اعْمَلُوا فَإِنَّكُمْ عَلَى عَمَلٍ صَالِحٍ ثُمَّ قَالَ لَوْلَا أَنْ تُغْلَبُوا لَنَزَلْتُ حَتَّى أَضَعَ الْحَبْلَ عَلَى هَذِهِ يَعْنِي عَاتِقَهُ وَأَشَارَ إِلَى عَاتِقِهِ".) [ خ - كتاب الحج باب سِقَايَةِ الْحَاجّ]ِ.
وهذا درس لم يفقهه مَنْ يمشي على الأرض يدكها برجله دكاً ، أو من يصعِّر خده للناس تعالياً وكبراً , وكثير من الحجيج يتعاملون مع النسك بكبر .... نعم لاتتعجب , فمنهم من لايبيت بمزدلفة اذ كيف ينام على التراب ومنهم من لايبيت بمنى ومنهم من يرمى فى أوقات لايصح فيها الرمى ليس الا كبرا من مخالطة من يرمون , لاضعفا وعجزا ومنهم من يفعل غير ذلك مما يدل على الكبر الذى هو من أكبر دلالات الكذب فى الحج والتلبية.
7 - تزكية النفوس وتطهيرها :
حَضَت الشريعةُ المسلم على تزكية نفسه وتطهيرها ، وتحريرها من شح النفس وبخلها ، فأمرت بإعطاء الفقراء والمساكين حقهم من الزكوات ، وحثت على الإنفاق عليهم والإحسان إليهم ، ووعدت على ذلك الأجر الجزيل ، وفي الحج يحتاج الناس إلى الزاد الذي به قيام النفوس ، وفي هذا الموقف يأمر الله الحجاج أن يُخرِجوا من أموالهم وأزوادهم ما يطعمون به الفقير ؛ من النسك الذي ذبحوه تقرباً إلى الله تعالى ، فقال تعالى : { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ } ( الحج : 28 ) ، فيفعل الحاج من ذلك ما يفعل طعمةً للفقراء والمساكين ، وتقوى لله عز وجل قال تعالى : { لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } ( الحج : 37 ) .
وهذا الدرس لم يفهمه مَنْ يبخل على قريبه أو جاره الفقير من المسلمين فيمنع عنهم ما ينفعهم أخذه ، ولا يضره عطاؤه . ولم يفهمه أيضاً مَنْ يقدِّم في نسكه العجفاء أو العرجاء أو ذات العيب ، فإنما ذلك شيء يقربه الإنسان لربه ، والإنسان عندما يقرّب لحبيب أو يهدي لصديق ؛ فإنه يختار من الأشياء الجيد النفيس ولكنك ترى كم ينفق بعض الحجيج من نفقة فى المتاع والملذات والهدايا والمشتروات وهم مع ذلك أشحة على الخير الا ما رحم ربى.
10 - الحج فريضة العمر :
العبادات مع الزمن أنواع ، فمن العبادات ما هو فريضة العام كصوم شهر رمضان ، ومنها ما هو فريضة الأسبوع كفريضة الجمعة ، ومنها ما هو فريضة اليوم ، وهي الصلوات الخمس ، ومنها ما هو فريضة العمر ، وهو الحج فلا يجب في العمر كله إلا مرة واحدة . وقد يحاول الإنسان أن يبحث : لِمَ فُرض الحج مرة واحدة في العمر ؛ أهو من أجل التيسير, قد يكون .. لكن المؤكد أن الحج قد اشتمل على دروس كثيرة وتعاليم جليلة ، لو فقهها المسلم وعمل بها لأغنته ، فلم يحتج إلى الحج مرة أخرى ؛ إذ كانت الأولى تكفيه لو أداها كما يحب ربنا ويرضى ، ويبقى المسلم مندوباً بعد ذلك إلى تكرار الحج مرة ومرات حتى تتأصل عنده تلك المعاني وغيرها مما اشتمل عليه الحج ؛ حتى تصير كالملكة للنفس ، فيفيض الله عليه من رحمته ويفتح عليه من كنوزه .

وبعد أيها الأحبة الكرام حجاج بيت الله الحرام , من لم يستفد من هذه الدروس ويعى هذه المعانى ويعمل بها ومن خلالها فلا يكون قد حج حجا مبورا حجا من القلب قبل القالب , بل يكون قد كان من الركب والعير , وصدق عمر اذ كان يقول "الركب كثير والحج قليل" ...هذا فى زمن عمر رضى الله عنه فكيف بزمننا مع سوء احوالنا , وكثرة شهواتنا, وكثرة تعلقنا بدنيانا , وقلة علمنا , وكثرة جهلنا وذنوبنا.
أما من يصدُق ويُصَدِق بقلبه وعمله فطوبى له , طوبى له اذا أدى حجا مبرورا سالم من المبطلات والمنقصات والمفسدات والتى عبر عنها الحديث بقوله" فلم يرفث ولم يفسق" والرفث والفسوق مانعان من الموانع التي تحول دون حصول الأجر على النحو المأمول ، فأما الرفث فالمراد به الجماع , وهو مفسد للحج أو ما دونه من المباشرة والتقبيل ، أو التكلم به بحضرة النساء.[ تفسير ابن كثير ، (1/ 237)] . وأما الفسوق فالمراد به المعاصي ، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم هنا موافق لقول الله عز وجل : { فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجّ } ( البقرة : 197 ) ، قال أبو بكر الجصاص : « فتضمنت الآية الأمر بحفظ اللسان والفَرْج عن كل ما هو محظور من الفسوق والمعاصي . والمعاصي والفسوق وإن كانت محظورة قبل الإحرام ؛ فإن الله نَصَّ على حظرها في الإحرام تعظيماً لحرمة الإحرام ، ولأن المعاصي في حال الإحرام أعظم وأكبر عقاباً منها في غيرها » [أحكام القرآن ، لأبي بكر الجصاص ، (1/384)] ، فجلال الحج وعظمته لا يناسبه وقوع الحاج في تلك الرذائل ، فيمتنع الحاج من ذلك وينتهي عنه تطهيراً لنفسه ، وتزكية لها ، وصعوداً بها في مراقي العلا ، يقطعها عن عوائدها ، ليخرج الحاج من حظ نفسه وداعيتها ، إلى تكميل نفسه بالخُلُق الرفيع العالي والسلوك الحسن .
وعندئذ تأتيه الجائزة من ربه تعالى جزاءً وفاقا على ما كان منه من حج مبرور لاكِبرَ فيه ولاغرور , ولا لغو فيه ولافجور, ولكن بِر وايمان , وتقوى وإحسان , وهجرة بالجسد والجنان , يرجو عفو الرحمن , بقلبه قبل اللسان .... فيبشره ربه ان صرت مطهرا من ذبوك كيوم ولدتك أمك....اللهم ارزقنا وبشرنا بالخير فى الدنيا والأخرة....أمين.
وأبشر يا من نويت الحج بيوم عظيم تقال فيه العثرة وتغفر فيه الزلة فقد قال صلى الله عليه وسلم : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ". رواه مسلم .فلتهنأ نفسك، ولتقر عينك، واستعد للقاء الله عز وجل واستثمر أوقاتك فيما يعود عليك نفعها في الآخرة فإنها ستفرحك يوم لا ينفع مال ولا بنون...
يوم تتطاير الصحف، وترتجف القلوب، وتتقلب الأفئدة، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى..ولكن عذاب الله شديد.

*صفة الحج والعمرة :
أنواع الأنساك :
الأنساك ثلاثة : تمتع ـ إفراد ـ قران .
فالتمتع : أن يُحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج. فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر . فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله .
والإفراد : أن يُحرم بالحج وحده، فإذا وصل مكة طاف للقدوم وسعى للحج ولا يحلق ولا يقصّر ولا يحل من إحرامه بل يبقى محرماً حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد وإن أخّر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس .
والقران: أن يُحرم بالعمرة والحج جميعاً، أو يُحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها، وعمل القارن كعمل المفرد سواء ، إلاَّ أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه .
وأفضل هذه الأنواع الثلاثة التمتع وهو الذي أمر به النبي r أصحابه وحثهم عليه حتى لو أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فإنه يتأكد عليه أن يقلب إحرامه إلى عمره ليصير متمتعاً ولو بعد أن طاف وسعى؛ لأن النبي r لما طاف وسعى عام حجة الوداع ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه عمرة ويقصر ويحل. وقال r : "لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به" .

صفة العمرة:
إذا أراد أن يُحرم بالعمرة، فالمشروع أن يتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل للجنابة ويتطيِّب بأطيب ما يجده من دهن عود أو غيره في رأسه ولحيته ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام .
والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء .
ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام ثم يصلي غير الحائض والنفساء الفريضة إن كان في وقت فريضة وإلاَّ صلى ركعتين ينوي بها سنة الوضوء .
فإن فرغ من الصلاة أحرم وقال : "لبيك عمرة ـ لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" . يرفع الرجل صوته بذلك والمرأة تقول بقدر ما يسمع من بجنبها .
وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعاً أو ينـزل منخفضاً أو يقبل الليل أو النهار وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة ويستعيذ برحمته من النار .
والتلبية مشروعة في العمرة من الإحرام إلى أن يبدأ بالطواف وفي الحج من الإحرام إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد .
فإذا دخل المسجد الحرام قدّم رجله اليمنى وقال : "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" .
ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده إشارة ولا يقبلها .
والأفضل أن لا يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم .
ويقول عند استلام الحجر : "بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد r ".
ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره، فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل فإن لم يتيسر فلا يزاحم عليه ويقول بينه وبين الحجر الأسود : "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم إني أسألك العفو العافية في الدنيا والآخرة".
وكلما مر بالحجر الأسود كبّر .
ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن، فإنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله .
وفي هذا الطواف أعني الطواف أول ما يقدم ينبغي للرجل أن يفعل شيئين :
أحدهما : الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه، وصفة الاضطباع أن يجعل وسط ردائه داخل إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف؛ لأن الاضطباع محله الطواف فقط .
الثاني : الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، والرمل إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي كعادته .
فإذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم فقراً:{واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}[سورة البقرة: الآية 125] ثم صلى خلفه ركعتين خفيفتين يقرأ في الأولى : {قُل يأيها الكافرين} [سورة الكافرون] وفي الثانية : {قل هو الله أحد} [سورة الإخلاص] بعد الفاتحة .
فإذا فرغ من صلاة الركعتين رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه إن تيسر له.
ثم يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ {إنَّ الصفا والمروة من شعائر الله} [سورة البقرة، الآية : 185] ، ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. وكان من دعاء النبي r هنا : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) ويكرر ذلك ثلاثاً مرات ويدعو بين ذلك .
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغ العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع ولا يؤذي فقد روي عن النبي r أنه كان يسعى حتى ترى ركبتاه من شدة السعي تدور به إزاره، وفي لفظ وإن مأزره ليدور من شدة السعي، فإذ بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة فيرقى عليها ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا .
ثم ينـزل من المروة إلى الصفا ماشياً فيمشي في موضع مشيه ويسعى في موضع سعيه .
فإذا وصل إلى الصفا فعل كما فعل أول مرة وهكذا المروة حتى يكمل سبعة أشواط ذهابه من الصفا إلى المروة شوط ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر .
ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن .
فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه إن كان رجلاً وإن كانت امرأة تُقَصّر من كل قرنٍ أُنملة .
ويجب أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس. وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس.
والحلق أفضل من التقصير إلا أن يكون وقت الحج قريباً بحيث لا يتسع لنبات شعر الرأس فإن الأفضل التقصير ليبقى الرأس للحلق في الحج .
وبهذه الأعمال تمت العمرة .
ثم بعد ذلك يحل منها إحلالاً كاملاً ويفعل كما فعله المحلون من اللباس والطيب وإتيان النساء وغير ذلك .

صفة الحج :
إذا كان يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج ضحىً من مكانه الذي أراد الحج منه .
ويفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من الغسل والطيب والصلاة.
ثم ينوي الإحرام بالحج ويلبي .
وصفة التلبية بالحج : "لبيك حجاً، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" .
وإن كان خائفاً من عائق يمنعه من إتمام حجه اشترط فقال : "وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" وإن لم يكن خائفاً من عائق لم يشترط.
ثم يخرج إلى منى فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً من غير جمع.
فإذا طلعت الشمس يوم عرفة سار من منى إلى عرفة فنـزل بنمرة إلى الزوال إن تيسّر له، وإلاَّ فلا حرج؛ لأن النـزول بنمرة سنة .
فإذا زالت الشمس صلى الظهر والعصر على ركعتين يجمع بهما جمع تقديم كما فعل النبي r ليطول وقت الوقوف والدعاء .
ثم يتفرغ بعد الصلاة للذكر والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ويدعو بما أحب رافعاً يديه مستقبل القبلة ولو كان الجبل خلفه؛ لأن السنة استقبال القبلة لا الجبل .
وكان أكثر دعاء النبي r في ذلك الموقف العظيم : "لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" .
فإن حصل له ملل وأراد أن يستجم بالتحدث مع أصحابه بالأحاديث النافعة وقراءة ما تيسر من الكتب المفيدة خصوصاً فيما يتعلق بكرم الله وجزيل هباته ليقوي جانب الرجاء في ذلك اليوم كان ذلك حسناً .
ثم يعود إلى التضرع إلى الله ودعائه ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء فإن خير الدعاء دعاء يوم عرفة.
فإذا غربت الشمس سار إلى مزدلفة . فإذا وصلها صلى المغرب والعشاء جمعاً إلاّ أن يصل مزدلفة قبل العشاء الآخرة فيصليها في وقتها .
لكن إن كان محتاجاً إلى الجمع إما لتعب أو قلة ماء أو غيرهما فلا بأس بالجمع وإن لم يدخل وقت العِشاء .
وإن كان يخشى أن لا يصل مزدلفة إلاَّ بعد نصف الليل فإنه يصلي ولو قبل الوصول إلى مزدلفة ولا يجوز أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد نصف الليل .
ويبيت بمزدلفة فإذا تبين الفجر صلى الفجر مبكراً بأذان وإقامة ثم قصد المشعر الحرام "مكان المسجد" إن تيسَّر، فوحد الله وكبر ودعا بما أحب حتى يسفر جداً .
وإن لم يتيسر له الذهاب إلى المشعر الحرام دعا في مكانه ويكون حال الذكر والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديه .
فإذا أسفر جداً دفع قبل أن تطلع الشمس إلى منى ويسرع في وادي محسر .
فإذا وصل إلى منى رمى جمرة العقبة وهي الأخيرة مما يلي مكة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى كل واحدة بقدر الحمّصة تقريباً يكبر مع كل حصاة .
فإذا فرغ ذبح هديه ثم حلق رأسه إن كان ذكراً وأما المرأة فحقها التقصر دون الحلق . ثم ينـزل لمكة فيطوف ويسعى للحج .
والسنة أن يتطيب إذا أراد النـزول إلى مكة للطواف بعد الرمي والحلق .
ثم بعد الطواف والسعي يرجع إلى منى فيبيت بها ليلتي الحادي عشر والثاني عشر ويرمي الجمرات الثلاث إذا زالت الشمس في اليومين .
والأفضل أن يذهب للرمي ماشياً وإن ركب فلا بأس .
فيرمي الجمرة الأولى وهي أبعد الجمرات عن مكة وهي التي تلي مسجد الخيف بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر بعد كل حصاة .
ثم يتقدم قليلاً ويدعو دعاء طويلاً بما أحب فإن شق عليه طول الوقوف والدعاء بما يسهل عليه ولو قليلاً ليُحَصِّل السنة .
ثم يرمي الجمرة الوسطى بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة .
ثم يأخذ ذات الشمال فيقف مستقبل القبلة رافعاً يديه ويدعو دعاء طويلاً إن تيسر له وإلا وقف بقدر ما تيسر .
ثم يرمي جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يكبر مع كل حصاة ثم ينصرف ولا يدعو بعدها .
فإذا أتم رمي الجمار في اليوم الثاني عشر فإن شاء تعجل ونزل من منى وإن شاء تأخّر فبات بها ليلة الثالث عشر ورمى الجمار الثلاث بعد الزوال كما سبق .
والتأخر أفضل، ولا يجب إلاّ أن تغرب الشمس في اليوم الثاني عشر وهو بمنى، فإنه يلزمه التأخر حتى يرمي الجمار الثلاث بعد الزوال .
فإذا أراد الخروج إلى بلده لم يخرج حتى يطوف للوداع لقول النبي r : "لا ينفر أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت" .
إلاَّ أنه خفف عن الحائض ، فالحائض والنفساء ليس عليهما .

فائدة :
يجب على المحرم بحج أو عمرة ما يلي :
1ـ أن يكون ملتزماً بما أوجب الله عليه من شرائع دينه كالصلاة في أوقاتها مع الجماعة.
2ـ أن يتجنب ما نهى الله عنه من الرفث والفسوق والعصيان {فمن فرض فيهن الحجَّ فلا رفث ولا فُسُوق ولا جدال في الحج} [سورة البقرة، الآية : 197] .
3ـ أن يتجنب أذية المسلمين بالقول أو الفعل عند المشاعر أو غيرها .
4ـ أن يتجنب جميع محظورات الإحرام .
أ - فلا يأخذ شيئاً من شعره أو ظفره فأما نقش الشوكة ونحوه فلا باس به وإن خرج دم.
ب- ولا يتطيب بعد إحرامه في بدنه أو ثوبه أو مأكوله أو مشروبه ولا يتنظف بصابون مطيّب فأما ما بقي من أثر الطيب الذي تطيّب به عند إحرامه فلا يضر .
ج- ولا يقتل الصيد وهو الحيوان البري الحلال المتوحش أصلاً .
د - ولا يجامع .
هـ- ولا يباشر لشهوة بلمس أو تقبيل أو غيرهما .
و - ولا يعقد النكاح لنفسه ولا غيره ولا يخطب امرأة لنفسه ولغيره .
ز - ولا يلبس القفازين وهما شراب اليدين فأما لف اليدين بخرقة فلا بأس به .
وهذه المحظورات السبعة محظورات على الذكر والأنثى .

ويختص الرجل بما يلي :
1ـ لا يغطي رأسه بملاصق فأما تظليله بالشمسية وسقف السيارة والخيمة وحمل العفش عليه فلا بأس به .
2ـ لا يلبس القميص ولا العمائم ولا البرانس ولا السراويل ولا الخفاف إلاَّ إذا لم يجد إزاراً فيلبس السراويل أو لم يجد نعلين فليلبس الخفاف .
3ـ لا يلبس ما كان بمعنى ما سبق فلا يلبس العباءة ولا القباء ولا الطاقية ولا الفنيلة ونحوها .
ويجوز أن يلبس النعلين والخاتم ونظارة العين وسماعة الأذن وأن يلبس الساعة في يده أو يتقلدها في عنقه ويلبس الهميان(المنطقة يوضع فيها النقود وتشد على الوسط، كما يفعل عامة الحجاج اليوم).
ويجوز أن يتنظف بغير ما فيه طيب وأن يغسل ويحك رأسه وبدنه وأن سقط بذلك شعر بدون قصد فلا شيء عليه .
والمرأة لا تلبس النقاب وهو ما تستر به وجهها منقوباً لعينيها فيه ولا تلبس البرقع أيضاً والسنة أن تكشف وجهها إلاَّ أن يراها رجال غير محارم لها فيجب علهيا ستره في حال الإحرام وغيرها . ا.هـ .

هذا وصلى اللهم وسلم على محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا




وكتبه الفقير الى عفو ربه الغفور

د/ السيد العربى بن كمال,,,,,
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-07-2009, 09:22 PM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا أمنا وبارك فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:34 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.