Untitled-2
 

 
 
 
العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ > دروس غـرفة الأخوات
 
 

دروس غـرفة الأخوات يُدرج فيه دروس " العقيدة - الحديث - التفسير - التجويد - اللغة العربية " كتابة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-21-2010, 07:57 PM
أم أيمن أم أيمن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




Islam تفريع المحاضرة العاشرة والأخيرة / تفسير سورة الفاتحة

 









إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيئَاتِ أَعْمالِنَا ، مَنْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضِلَّ لهُ , وَمَنْ يُضْلل فَلا هادي لهُ ، وأشْهَدُ أَنْ لاإله إِلا الله وَحَدهُ لا شَرِيكَ له , وأشْهَدُ أنَّ مُحَمداً عَبدُه وَرَسُولهُ .
اللهم صلِّ وسَلِمْ وبَارِكْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ , ومَنْ تَبِعَهمْ بإحسان إلى يومِ الدينِ .
أمابعد...
فإنَ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله , وخيرَ الهديِّ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم , وشَرَّ الأمورِ مُحْدَثاتُهَا , وكُلَّ مُحدثةٍ بِدْعَة ,وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَة وكُلَّ ضلالةٍ فِي النَّار .



)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(
جمعت هذه الآية كل اصناف الخلق المكلفين ولم تستثني منهم احدا ولا يخرج المكلفون عن هذه الاصناف الثلاثة فكل الخلق ينتمون لهذه الاصناف.
)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ( ثم زاد في وَصْفٌ للصراط (المطلوب الهداية إليه في الـدعاء السابق ) توضيحا وبيانا بعد وصفه بالاستقامة وهو الصراط الذي لا عِوَجَ فيه وتعريفه بأن بقول )صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين( أي الصراط الذي سلكه من أَنْعَمَ اللّه عليهم , مَنْ هم الذين أنعم الله عليهم ؟ هم: النبيون والصديقون والشُّهَدَاء والصالحون. كما في قوله تعالى )ومَنْ يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ فأولئك مع الذين أَنْعَمَ اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداءوالصالحين وحَسُنَ أولئك رَفِيقًا(كما قلنا دائما أحسن ما يفسر القرآنَ بالقرآنُ .
)صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ(أي: طريق المنعَم عليهم، الذي يسيرون عليه أهل النعمة؛ الذين انعم الله عليهم بالهداية، أنعم عليهم بالتوفيق، أنعم عليهم بالإعانة؛ أعانهم على عبادته، أعانهم على ذكره، وشكره، أعانهم على القيام بحقوقه؛ أعانهم بالمشي على هذا الصراط، والاستمرار عليه، وعدم تركه، وعدم الانحراف والميل عنه؛ فهؤلاء هم أهل النعمة الذين أنعم عليهم. هم الذين سلكوا الصراط المستقيم وعرفوا الحق وعملوا بمقتضاه. فعندما أقول )اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَعَلَيهِمْ(يعني أنني أسأل ربي أن يجعلني معهم، كأني أقول: يا رب أنعم علي، واجعلني من أهل المنعم عليهم، الذين أنعمت عليهم، وتفضلت عليهم، واسْلُك بي سبيلهم، ودلني على طريقهم؛ حتى أحشر معهم؛ فإني أحبهم، ومن أحب قوما حشر معهم. وعن ابن عباس رضي اللّه عنهـما: صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين.
) غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(
روى عن عَدِيِّ بن حاتم رضي اللّه عنـه أنه قال: سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ فقال: "هم اليهود"،ولا الضالين قال: "النصارى".رواه أحمد والترمذي
غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وهو غير صراط المغضوب عليهم وهم اليهود الذين عرفوا الحق وخالفوه ,علموا الحق وعدلوا عنه وسمي اليهود مغضوبا عليهم؛ لأنهم عصوا على بصيرة؛ معهم علم ولم يعملوا به، أي ولا تهدنا صراط الذين غضبت عليهم, وذكر الله في صفة اليهود الغضب عليهم في قوله -تعالى- )فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ ( أي: رجعوا باستحقاق غضبين. ويقول قسم من المفسرين (المغضوب عليهم) هم العصاة.






وَلاَ الضَّالِّينَ: ولاصراط الضالين الذين لم يعرفوا الحق وهم النصارى وسمي النصارى ضالون؛ لأنهم يتخبطون في العمل، فيعملون على جهل وضلال, عملوابغير علم كما قال الله تعالى"وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا "الحديد من الآية 27, فقدوا العِلْم فهم لا يهتدون إلى الحق بسبب جهلهم بعيدون عن الحق، بعيدون عن سواء السبيل؛ فهم ضالون )قل هل انبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا( (الكهف آية 103-104) هذا الحسبان لا ينفعهم انما هم من الاخسرين.
وفي هذه الآية تعليم لكل من أراد النجاة والفوز برضاء الله والجنة فعليه أن يحرص على العلم النافع , و إذا تعلم فعليه أن يعمل بعلمه , وإلا كان علمه حجة عليه .

والله تبارك وتعالى قد عاب على الذين يعلمون ولا يعملون , فقال تعالى ) " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ(البقرة 44 .
وقال تعالى)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَاتَفْعَلُونَ {2} كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ(الصف3 .
وضرب الله للعالم غيرِ العاملِ مثل السَّوء ؛قال)تعالى مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (الجمعة5 . يعني مثل الذين تعلموا التوراة ثم لم يعملوابها كمثل الحمار.
ومثل الكلب في قوله تعالى )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ175وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث(.{176 }"الأعراف
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يُؤتى بالرَّجل يوم القيامة فيُلقى فيالنار ,فتندلِقُ أقتابُ بطنه , فيدور بها كما يدورالحمار في الرحى , فيأتيه الناس فيقولون : يا فلان ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف , وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه , وأنهاكم عن المنكروآتيه " .
ولذلك كان شعار نبي الله شعيب عليه السلام )ومَا أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إلى ماأنْهَاكُمْ عنهُ إنْ أُرِيدُ إلَّا الإصْلاحَ ما اسْتَطَعْتُ ومَا تَوفِيقِي إلاباللهِ عَليهِ تَوَكَّلْتُ وإلَيهِ أُنِيبُ (هود 88 .يقول بعض السلف: من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى؛ وذلك لأن العلماء إذا فسدوا فقد عصوا على بصيرة، وليس من يعلم كمن لا يعلم، وحينئذ يكون عذابهم أشد، وأما إذا تركوا التعلم وتعبدوا على جهل وعلى ضلال، فإنهم أيضا يعذبون على تركهم العلم، لماذا تركتم العلم وتعبدتم وأنتم على جهالة، وأنتم قادرون على أن تزيلوا جهلكم, وأن تكملوا نقصكم بالتعلم حتى تتعلموا العبادة ثم إذا تعلمتموها وعبدتم الله تعالى بها انت مقبولة. قال الشنقيطي : واليهود والنصارى وإن كانوا ضآلين جميعاً مغضوباً عليهم جميعاً ، فإن الغضب إنما خص به اليهود ، وإن شاركهم النصارى فيه ، لأنهم يعرفون الحق وينكرونه ويأتون الباطل عمداً فكان الغضب أخص صفاتهم ، والنصارى جهلة لا يعرفون الحق فكان الضلال أخص صفاتهم .
وقال ابن القيم : ولكن تارك العمل بالحق بعد معرفته به أولى بوصف الغضب وأحق به ومن هنا كان اليهود أحق به ,والجاهل بالحق أحق باسم الضلال ،ومن هنا وصف النصارى به .
ما اللفتة في هذه الآية ؟
إسناد الإنعام إليه في قوله تعالى: )صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَعَلَيهِمْ( وحذف الفاعل في الغضب في قوله تعالى: غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وإن كان هو الفاعل لذلك في الحقيقة، كما قال تعالى )أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ( المجادلة: 14]، وكذلك إسناد الضلال إلى من قام به، وإن كان هو الذي أضلهم بقدَره،كما قال تعالى: ) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ( [الكهف: 17]. وقال: ) مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( الأعراف: 186]. إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه سبحانه هو المنفرد بالهداية والإضلال، لا كما تقوله الفرقة القدرية ومن حذا حذوهم، من أن العباد هم الذين يختارون ذلك ويفعلونه ،ويحتجون على بدعتهم بمتشابه من القرآن، ويتركون ما يكون فيه صريحا في الرد عليهم،وهذا حال أهل الضلال والغي، وقد ورد في الحديث الصحيح: "إذا رأيتم الذين يتبعون ماتشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" . يعني في قوله تعالى: ) فَأَمَّاالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ( [آلعمران: 7]، فليس لمبتدع في القرآن حجة صحيحة؛ لأن القرآن جاء ليفصل الحق من الباطل مفرقًا بين الهدى والضلال، وليس فيه تناقض ولا اختلاف؛ لأنه من عند الله،تنزيل من حكيم حميد .
قال ابن القيم :
أولاً : أن هذا جاء على الطريقة المعهودة في القرآن ، وهي أن أفعال الإحسان والرحمة والجود تضاف إلى الله سبحانه وتعالى ، فيذكر فاعلها منسوبة إليه ، فإذا جىء بأفعال العدل والجزاء والعقوبة حذف الفاعل وبني الفعل معها للمفعول أدباً في الخطاب .... ومنه هذه الآية فإنه ذكر النعمة فأضافها إليه ولم يحذف فاعلها ، ولما ذكر الغضب حذف الفاعل وبنى الفعل للمفعول ، ونظيره قول إبراهيم الخليل ( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطـعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين ) فنسب الخلق والهداية والإحسان بالطعام والسقي إلى الله ، ولما جاء إلى ذكر المرض قال ( وإذا مرضت ) ولم يقل : أمرضني ، ومثل قوله تعالى حكاية عن مؤمني الجن ( وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً ) .



وقال تعالى )صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَعَلَيهِمْ( ولم يقل تنعم عليهم فلماذا ذكر الفعل الماضي؟
اختار الفعل الماضي على المضارع اولاً: ليتعين زمانه ليبين صراط الذين تحققت عليهم النعمة )ومَنْ يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ فأولئك مع الذين أَنْعَمَ اللّه عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رَفِيقًا( (النساء آية 69) صراط الذين انعمت عليهم يدخل في هؤلاء. واذا قال تنعم عليهم لأغفل كل من انعم عليهم سابقا من رسل الله والصالحين ولو قال تنعم عليهم لم يدل في النص على انه سبحانه انعم على احد ولاحتمل ان يكون صراط الاولين غير الآخرين ولا يفيد التواصل بين زمر المؤمنين من آدم عليه السلام إلى ان تقوم الساعة.
ولو قال تنعم عليهم لكان صراط هؤلاء اقل شأنا من صراط الذين انعم عليهم فصراط الذين انعم عليهم من اولي العزم من الرسل والانبياء والصديقين اما الذين تنعم عليهم لا تشمل هؤلاء. فالاتيان بالفعل الماضي يدل على انه بمرور الزمن يكثر عدد الذين انعم الله عليهم فمن ينعم عليهم الآن يلتحق بالسابقين من الذين انعم الله عليهم فيشمل كل من سبق وانعم الله عليهم فهم زمرة كبيرة من اولي العزم والرسل واتباعهم والصديقين وغيرهم وهكذا تتسع دائرة المنعم عليهم ,اما الذين تنعم عليهم تختص بوقت دون وقت ويكون عدد المنعم عليهم قليل لذا كان قوله سبحانه انعمت عليهم اوسع واشمل واعم من الذين تنعم عليهم.
وقال تعالى أنعمت عليهم ) ولم يقل : المنعم عليهم كما قال : المغضوب عليهم .






رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-21-2010, 07:59 PM
أم أيمن أم أيمن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

لماذا قدم المغضوب عليهم على الضآلين؟
المغضوب عليهم الذين عرفوا ربهم ثم انحرفوا عن الحق وهم اشد بعدا لان ليس من علم كمن جهل لذا بدأ بالمغضوب عليهم وفي الحديث الصحيح ان المغضوب عليهم هم اليهود واما النصارى فهم الضالون. واليهود اسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضى التقديم.
وصفة المغضوب عليهم هي اول معصية ظهرت في الوجود وهي صفة ابليس عندما امر بالسجود لآدم عليه السلام وهو يعرف الحق ومع ذلك عصى الله تعالى وهي اول معصية ظهرت على الارض ايضا عندما قتل ابن آدم اخاه فهي اذن اول معصية في الملأ الأعلى وعلى الأرض )ومن يقتل مؤمنا متعمدا.فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه( (النساء آية 93) ولذا بدأ بها.
أما جعل المغضوب عليهم بجانب المنعم عليهم فلأن المغضوب عليهم مناقض للمنعم عليهم والغضب مناقض للنعم.
ما الفرق بين معنى الضلال في الفاتحة (ولا الضالين) و قوله تعالى (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء)و(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى)؟
معنى الضلال في الآيات الثلاث واحد وهو عدم معرفة شرع الله سبحانه وتعالى. فموسى فعل هذا قبل النبوة فهو لا يعرف شرع الله، والرسول لما يقول له الله عز وجل تعالى (ووجدك ضالاً فهدى) يعني لم تكن عارفاً شرع الله تعالى فهداك إلى معرفة شرع الله بالنبوة. فالضلال هنا عدم معرفة شرع الله وليس الضلال معناه الفسق والفجور وعمل المنكرات وإنما هو الجهل بشرع الله سبحانه وتعالى: غير الضالين، وموسى قبل النبوة فعل هذا فكان جاهلاً بشرع الله ومحمد لم يكن يعرف شرع الله تعالى قبل النبوة فالمعنى واحد.

فوائد الآية ) صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين(


.1 من فوائد الآية: سؤال اللّه الهداية إلى الصراط المستقيم والتثبيت عليه حتى ينال العبد رضوان الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومن أعظم النعم على العبد أن يوفقه الله لسلوك طريق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين


1- ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: )اهدِنَـا الصِّرَاطَالمُستَقِيمَ (وهذا مجمل؛ )صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ( وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوق للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوقة إليه.


2- لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: { وإياك نستعين } ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: ) اهدنا الصراط المستقيم ( لأن { الصراط المستقيم } هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم.


3- ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: ) وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه( [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..

5- ومن فوائد الآية: بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى وبيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم و إسناد النعمة بالهداية إلى الصراط لله وحده، وهو المنعم بالهداية دون أن يشركه أحد في نعمته، فاقتضى اختصاصه بها أن يضاف إليه بوصف الإفراد فيقال : أنعمت عليهم ، أي أنت وحدك المنعم المحسن المتفضل بهذه النعمة ، وأما الغضب فإن الله سبحانه غضب على من لم يكن من أهل الهداية إلى هذا الصراط ، وأمر عباده بمعاداتهم ، وذلك يستلزم غضبهم عليهم موافقة لغضب ربهم عليهم، واليهـود قد غضب الله عليهم، فحقيق بالمؤمنين الغضب عليهم، فحذف فاعل الغضب، وقال : المغضوب عليهم لما كان للمؤمنين نصيب من غضبهم على من غضب الله عليه بخلاف الإنعام فإنه لله وحده . [ مدارج السالكين: 1 / ]
6 - المغضوب عليهم : هم اليهود ، والضالون : هم النصارى ، كما في الحديث من قوله e ( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ) رواه الترمذي .
7- انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون.
8- الحذر من سلوك سبيل من غضب عليهم ولعنهم ومن ضلوا عن الحق ولم يهتدوا إليه. فينبغي على المسلم أن يبتعد عن طريق اليهود والنصارى ، لأن الله حذر منهما ، فيجب على المسلم أن يحذر كل الحذر .
قال ابن تيمية رحمه الله : ولما أمرنا الله سبحانه وتعالى ، أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين ، كان ذلك مما يبين أن العبد يخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين ، وقد وقع ذلك كما أخبر به e حيث قال : لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتمـوه ، قالوا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟ وهو حديث صحيح . [ الفتاوى : 1 / 56 ]
1- أسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم . وعلى رأسهم اليهود؛ والذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق . وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة (أي النصارى) أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..
2- تقديم الأشد، فالأشد؛ فالله تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..




تناسب افتتاح الفاتحة مع خاتمتها
تبدأ سورة الفاتحة بقوله تعالى (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) وتنتهي بقوله(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7))نلاحظ أنه في الخاتمة هو استوفى أنواع العالمين، العالمين من هم؟ إما منعم عليهم الذين أنعمت عليهم أو مغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه أو الضالين ليس هناك صنف آخر، هؤلاء هم العالمون المكلفون فلما قال رب العالمين ذكر من هم العالمين في آخر السورة إذن صار هناك تناسب بين مفتتح السورة وخاتمتها، (رَبِّ الْعَالَمِينَ)من هم العالمين؟ العالمين هم (الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) إذن هناك تناسب ظاهر بين مفتتح السورة وخاتمتها. العالمين هم العقلاء المكلفون لأنه جمع مذكر سالم وجمع المذكر السالم الأصل فيه أن يكون للعاقل إما علم عاقل أو صفة عاقل والعالمين ملحقة بها (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) (لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الفرقان) إذن العالمين هم المكلفون العقلاء، قسمهم هذا التقسيم وشمل هذا التقسيم العالمين ويدخل فيهم الجن لأنه يدخل فيهم كل المكلفين.
انتهت السورة الكريمة ويُستحبُّ لمن فرغ منها أن يقول" آمين "
وآمين , ليست من الفاتحة , ولكن اسم فعل بمعنى : (استجب يا رب) .
روي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه قال: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا تلا ) غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ( قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول" رواه أبو داود وابن ماجة .
وورد عنه صلى الله عليه وسلم إذا قال : آمين , مد بها صوته , وحثَّ المصلين على أن يؤمِّنوا معه , فقال إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا فإنَّ مَنْ وافق تأمينُه تأمينَ الملائكةِ غُفر له ما تقدم من ذنبهِ.الملائكة تؤمِّن مع الإمام , فينبغي للمصلي أيضا أن يؤمن مع الإمام , فإن قال مع الإمام آمين ,ووافق تأمينه تأمين الإمام والملائكة, غفر له ما تقدم من ذنبه.
ويحرص على أن يكون التأمين واحداً بحيث أنه في السنة والحديث الصحيح أن مسجد رسول الله كان يهتز من كلمة آمين لأن الصحابة كانوا يقولونها بصوت واحد ليس مرتفعاً ولا يعني علو الصوت كما يفهمه بعض الناس,لا, لأننا لا ننادي أصم ولكننا نناجي ربنا. وتقال آمين بصوت جيد لكن لأن الجميع يقولونها فيكون نوع من الإهتزاز لمجموع الأصوات وليس لعلو الصوت .
وهنا ننبه على خطأ يقع فيه كثير من المصلين؛ وهو أنهم يسبقون الإمام بآمين , لا ينتظرون الإمام حتى يقول آمين ويقولون معه , عندما يقول ولا الضَّالين , يقولون : آمين , والمفروض أن نعطي الإمام فرصة حتى يرجع إليه نَفَسُه .

علماءالتجويد يقولون " وَلاَ الضَّالِّينَ" هنا مد لازم ستحركات , وبعده مد اللين الذي في الياء , التي وراءها النون الساكنة أيضا أربع حركات , عشر حركات . إذن ينقطع نفس الإمام عند الانتهاء من الكلمة , إذاً على المسلم أن لا يتعجل, ينتظرالإمام حتى يرجع اليه نَفَسَهُ , وعندما يبدأ النطق بآمين , يبدأ معه .
والذي يسبق الإمام بالتأمين يُضيِّع عليه الأجر ؛ " غفر له ما تقدم من ذنبه".
اذن عرفنا المواضع التي تُشرع فيها الاستعاذة ,والمواضع التي تشرع فيها البسملة , والمواضع التي تشرع فيها الحمدلة ؛( في أي وقت نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,ومتى نقول بسم الله , والحمد لله , عرفنا هذا ولكن في أي وقت ُتقرأ الفاتحة ؟؟
تُقرأ الفاتحة في وقتين فقط : في الصلاة ؛لأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب , إلا أن يكون في الصلاة الجهريَّة خلف الإمام .

وعند الرُّقية : يضع المريض يده على مكان الألم ,ويقرأ الفاتحة .
ومن المؤكد أيضا أنها تقرأ في القراءة في المصحف بداية الختمة نبدا بالفاتحة .
ومن قرأها في غير هذه المواضع كمن يقرأها عند خطوبة البنت أو في السوق أثناء البيع والشراء أو عند ألأنتهاء من الصلاة فهذه كلها لاأصل لها من السُّنَّة وإنما بدعة إبتدعها الناس بغير دليل ولا برهان.
فوائد السورة
سورة الفاتحة على إيجازها قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن
1-تضمنت السورة الايمان والعمل الصالح، الايمان بالله (الحمد لله رب العالمين) واليوم الآخر (مالك يوم الدين) والملائكة والرسل والكتب (اهدنا الصراط المستقيم) لما تقتضيه من ارسال الرسل والكتب.
2- تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة. توحيد الربوبية (رب العالمين) وتوحيد الالوهية (اياك نعبد واياك نستعين) وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ داخلٌ فيما اشتملتْ عليه السورةُ الكريمةُ من الأسماءِ الحسنى , والصفاتِ العلى , الله , الرب , الرحمن , الرحيم , مالك ولذا فهي حقاً أم الكتاب.
3- في هذه السورة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هذا إثبات لجميع أنواع المحامد لله -جل وعلا-، والحمد هو الثناء على الله -جل وعلا- بصفاته وأسمائه وأفعاله، سواء منها ما كان متعلقا بالخلق، أو متعلقا بذاته -جل وعلا-.



4- وقوله -جل وعلا-: رَبِّ الْعَالَمِينَ هذا فيه إثبات صفة الربوبية لله، وأنه رب الخلائق أجمعين، والعالمون هم كل من سوى الله -جل وعلا-، فهو ربهم كما أنه إلههم، و هو المستحق للحمد.
5-تضمنت السورة إثبات الجزاء على الأعمال في قوله " مالك يوم الدين " وأن الجزاء يكون بالعدل لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
7 - وتضمنت إثبات القدر وأن العبد فاعل حقيقة خلافا للقدرية والجبرية.
- 8 بل تضمنتالرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله : " اهدنا الصراط المستقيم " لأنه معرفة الحق والعمل به وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.
9-وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى عبادة واستعانة في قوله : " إياك نعبد وإياك نستعين "
تناسب خاتمة الفاتحة مع فاتحة البقرة
تنتهي سورة الفاتحة بذكر المنعَم عليهم والمغضوب عليهم والضالين (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7))والبقرة تبدأ بذكر هؤلاء أجمعين، تبدأ بذكر المتقين (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (1)) وهؤلاء منعَم عليهم ثم تقول (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6)) تجمع الكافرين من المغضوب عليهم والضالين وتذكر المنافقين (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)) إذن اتفقت خاتمة سورة الفاتحة مع افتتاح سورة البقرة. ذكر في خواتيم الفاتحة أصناف الخلق المكلفين (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7))وذكرهم في بداية البقرة.
المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه والضالون لم يعلموا الحق وإنما ضلوا الطريق ويضربون مثلاً اليهود والنصارى، المغضوب عليهم منهم اليهود والنصارى. وفواتح البقرة تحدثت عن هذه الأصناف المتقين والكفار والمنافقين جمعت المغضوب عليهم والضالين يجمعهم الكفار.
فالحمد لله ربالعالمين .خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من اولها الى آخرها فمن لم يحمد الله تعالى فهو مغضوب عليه وضال ومن لم يؤمن بيوم الدين وان الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وملكه ومن لم يخص الله تعالى بالعبادة والاستعانة ومن لم يهتد الى الصراط المستقيم فهم جميعا مغضوب عليهم وضالون.
وعلى كل حال هذه السورة عظيمة؛ ولا يمكن لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-21-2010, 08:02 PM
أم أيمن أم أيمن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي




وأود في نهاية الحلقة أن أنبه على بعض الأخطاء الشائعة بين الناس في قراءة سورة الفاتحة

1- الحمد:هناك من لا ينطق حرف الألف، ويختلس الحركة اختلاسا تظن أنه يقرأ: حمد بدون الألف واللام.
الحمدو= إشباع الضم على الدال حتى يصبح واوا.
الحمْـ~ـد=مد الميم مدا شاذا قبل نطق الدال.
إلحمد=نطق الألف همزا مكسورا...
2-لله:
لِلْ لاه= هناك من يقف على اللام الثانية وقفة غريبة.

للآ ه= مد االألف الطبيعي بعد اللام الثانية مدا غير جائز.
للهي= إشباع الكسر بعد الهاء حتى يصبح ياءا، ومثلها الكاف في "مالك"، والصاد في "صراط".
3-تسكين الباءفي كلمة رب)رب العالمين(و الصواب أنهامكسورة.
العالمين:
*العآآآلمين= مد الألف الثانية مدا يخرجها من الطبيعي إلى ماهو أكثر من 3 حركات، وهو خطأ شائع ومنتشر بسبب التقليد لبعض أئمة المساجد.

ومثلها في حروف العلة:
الرحمان (ا)،.. الرحيم (ي)،.. مالك (ا)،.. يوم (و)،.. إياك-وإياك (ي،ا)،.. الصراط-صراط (ا)،.. عليهم-عليهم (ي)،.. غير (ي)،.. المغضوب (و)..



4- تكرير الراء في قوله تعالى (الرحمن الرحيم).
الطريقة الصحيحة : نطق الراءمشددة ، ولكن مع منع اللسان من تكرار الراء .
ضم النون في كلمة الرحمن)الرحمن الرحيم( و الصواب أنهامكسورة .
-5 تسكين الكاف في) مالك( و الميم في)يوم( ، في" مالك يوم الدين "،و الصوابكسرهما . أوعدم إعطاء الكسرة حقها عند الكاف في قوله تعالى ( مالك) ، وكذلك في الميم فيقوله) يوم(. والطريقة الصحيحة: إعطاء الكسرة حقها، ومراعاتها عند النطق بها.
6 - إياك،وإياك:
اياك= بدون تحقيق الهمز،.

إيـــ~ـــاك= مد الياء مدا زائدا
إياآآك= مد الألف ، وهو خطأ منتشر..

إياكا= إشباع الفتح على الكاف حتى يصير ألفا.
إيـاك= بدون تشديد الياء لحن جلي يخرج المعنى، فتصبح العبادة متوجهة لغير الله. فتشديد الياء في الموضعين متعين (إياك نعبد وإياك نستعين)و في تخفيفهما قلب للمعنى ، لو اعتقده الإنسان لكفر ، فكلمة (إياك) بتخفيف الياء بمعنى(ضياء الشمس) فيصير كأنه يقول شمسك نعبدو هذاكفر...(من كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر بن عبد الله أبوزيد(
7- نعبد:
نعبد= فتح الباء عند العامة وهو خطأ شائع
نعبدْ= اختلاس نطق الضم على الدال فتسمع القراءة على نحو:" نعبدْوإياك"، فيلزم تحقيق نطق الضم على الدال.
تسكين الدال وقلقلتها في كلمة)نعبد (و الصواب ضمها .
8- نستعين:
نستاعين= مد الفتح على التاء حتى يخيل للمستمع أن بعد التاء ألفا، ومثلها: التاء في "المستقيم"، والتاء في "أنعمت".
9-إهدنا:
هدنا: اختلاس حركة الهمز عند القراءةبالإبتداء..

إهدنا: قلقلة الهاء الساكنة بحركة غريبة نحو الكسر.
10 -الصراط:
السراط: كثير من الذين يقرأونها يستبدلون الصاد سينا، وعند كثير من القراء يزيدون المد الطبيعي في الألف مدازائدا..

تفخيم التاءمن كلمة (المستقيم)و نطقها طاء ، و المبالغة في تفخيم) القاف)في نفس الكلمة مع أنها مكسورةأي أدنى مراتب التفخيم ، و ليس بها إطباق ( حرف منفتح).
1- الذين أنعمت:
الذينـَنـْعمت= نقل حركة الهمز وكأن على النون الأولى سكون، أو: إلغاء همزة أنعمت ..

أنعمت= كثيرمن الذين يقرأونها لايظهرون النون الساكنة بينما إظهارها واجب لوجود حرف العين بعدها.
أنعمتُ= بضم التاء وهو لحن جلي.
ضم التاء فيكلمة)أنعمت(و الصواب فتح التاء لأن المعني يختلف.
2- عليهم غير:
القراءة الصحيحة المتبعة هي عدم الوقف على "عليهم" ، وإنماالوصل إذا قرأ برواية حفص، لأن الوقف لغير حفص، وعلماء القراءات والتجويد لا يجيزون التنقل بين الروايات في القراءة الواحدة إلا من باب التعليم
3- استبدال الضاد دالا في قوله ( غير المغضوب) عليهم يقع فيه الكثير

استبدال الضاد ظاء في قوله (غير المغضوب) عليهم يقع فيه الكثير.
4- المغضوب:
المقضوب= نطق الغين نطقا هو أقرب لحرف القاف خاصة في بعض الأقاليم..

المغظوب= نطق الضاد ظاءا أو زاءا وربما يجتمع مع ذلك نطق الغين قافا فيصبح اللحن لحنا جليا..
15-عدم مد الألف من كلمة )الضالين ( و الصواب مده مد لازم ( مد مشبع)،و من الأخطاء المبالغة في تشديد اللام من نفس
الكلمة ( تعليق اللسان عند النطق باللام) و الصواب نطقها كحرف مشدد عادي بسلاسة دون مبالغة أو تعليق
للسان ، و من الناس من لا ينطق التشديد نهائيا و ينطقها لام مخففة و لا يمد الألف(خطئين).
الظالين= نطق الضاد ظاءا، وهو مشهور عندالعامة وحتى أئمة المساجد، وفي بعض الأقاليم لا يفرقون بين الحرفين نطقا.
الــضالـ ـين= السكت الزائد على اللام الشمسية عند الشروع في نطق الضاد، ومثلها اللام سكتا أو مدا..
الضالين= مد العارض للسكون مدا مشبعا بسبب الإنتهاء من قراءةالفاتحة، والصحيح، الإلتزام بالقراءة والرواية، فلحفص القصر والتوسط والإشباع، فبأي الطرق الثلاثة قـُرِأ المد العارض للسكون في "العالمين"، وجب التقيد بهذه الطريقة في "الرحيم" ،"الدين" ، "نستعين" ، "المستقيم" ، "الضالين".
من المهم جداضبط قراءة الفاتحة لأنها كما قلنا تقال في كل ركعة من الصلاة حتى لا نقع في لحن جلي.
وهذا مايمكنُ قولُه بين يدي هذه السورةِ الكريمةِ , سورةِ الفاتحة ونسألُ اللهَ سبحانَه وتعالى بأسمائِه الحُسنى , وصفاتهِ العُليا , أن يرزقَنَا حُسْنَ البيانِ , وحسنَ الفهمِ , وأنْ يجعلَ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قلوبِنَا , ونورَ صدورِنَا , وجلاءَ أحزانِنا , وذهابَ همومِنا وغمومِنا .



المصادر
اعتمدت في شرح الآيات على بعض كتب التفسير الموثوقة منها :
تفسير ابن كثير
التفسير الميسر
في ظلال القرآن
الجلالين
تفسير القرطبي
تفسير الطبري
تفسير السعدي
الوسيط
تفسير الشيخ العلامة محمد بن صالح بن العثيمين
معلومات فقهية عن سورة الفاتحة من شرح الشيخ خالد الصقعبي.
من اللمسات البيانية للدكتور حسام النعيمى فى سورة الفاتحة
برنامج(ورتل القرآن ترتيلاً
مدارج السالكين

إن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن فضل الله وحده
والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
والحمد لله الذي بنعمتهتتم الصالحات
اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم
ولاتجعل لأحد شيئا منه سواك



رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
/, المحاضرة, العاشرة, الفاتحة, تفريغ, تفسير, سورة, والأخيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 06:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.