هل أسافر لطلب العلم أم أنتظر فرصة للجهاد؟؟

[أبو خديجة المالكي]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم مشائخنا الفضلاء ونشهد الله العظيم اننا نحبكم لوجهه الكريم .

اما بعد

فلا يخفى على فضيلتكم ماتمر به بلاد المسلمين الآن من ثورات مباركة كانت بمثابة المتنفس لمن إختاروا طريق الإلتزام.وإننا والحمد لله نرجو من الله عز وجل أن يهيء الأسباب لفتح جبهة في اي بلد من البلاد التي تمر بثورات ونحن نرقب تلك الفرصة عن كثب وننتظر قدومها بإذن الله.ولكن في نفس الوقت فتح باب للسفر في طلب العلم في أرض الكنانة على يد مشائخ الإسكندرية.ولكني ترددت في الموافقة خوفا من أن تضيع فرصة الجهاد في سبيل الله في حال تيسر الأمر.

لذلك نطلب رأيكم بارك الله فيكم.إما أن أذهب لطلب العلم لعل الله أن يستعملنا في نشر الحق وإما ان أرفض وأجتهد وحدي في الطلب من خلال الكتب والأشرطة الصوتية المتوفرة على النت.

بارك الله فيكم وحفظكم ورعاكم وسدد خطاكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السائل: Abu Jihed

المجيب: اللجنة الشرعية في المنبر

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبيه الكريم
وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :

فقد كان من المهم –أخي الكريم- أن تذكر محل إقامتك حتى تتضح الصورة..

وعلى كل حال فينبغي دائما الجمع بين طلب العلم والإعداد للجهاد ‘

فبعض الناس اليوم يريد أن يفصل بين العلم والجهاد فيجعل السلفية قسمين : سلفية علمية ..وسلفية جهادية !!

وتالله لا قيمة للسلفية العلمية إذا لم تكن جهادية ‘ ولا قيمة للسلفية الجهادية إذا لم تكن علمية ..

فالجهاد الشرعي لا يبنى إلا على أسس علمية ..

والعلم لا قيمة له إذا لم يكن محرضا على الجهاد ..

فعلى كل مؤمن حريص على الخير أن يكون مسلما سلفيا جهاديا علميا ..

ومن الواجب عليك أخي الكريم أن تكون متحينا لفرصة النفير إلى الجهاد متى ما أمكن وأن تكون مستعدا لذلك ..

وقد روى مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

(من خير معاش الناس لهم رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه...) الحديث .

فكن دائما على استعداد للنفير حتى تكون مرابطا ولو بالنية ..

فالجهاد يكتب لكل من نواه ولمّا يقدر على الخروج لما روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه :

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة؟ قال : وهم بالمدينة :حبسهم العذر).

كما أن من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منزلة الشهداء

لما روى مسلم عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)..

وفي الوقت نفسه ينبغي الحرص على ما تيسر من طلب العلم .. واستخدام كل الوسائل المتاحة امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز )..

والدروس على الأشرطة لها فائدة وأثر كبير وقد استفاد منها طلبة العلم كثيرا ..

والله أعلم
والحمد لله رب العالمين .
أجابه، عضو اللجنة الشرعية :
الشيخ أبو المنذر الشنقيطي