بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على الرسول محمد الكريم
عليه الصلاة و اتــــم التسليم
وبـــــــــــعد :
كـــــوني لماحة للجمـــال فقط...!!
بعض الناس يتحمس كثيراً لأنْ يكون لماحاً .. فلا يكاد يسكت عن الملاحظة والثناء ..
لكنهم قالوا قديماً : *الشيء إذا زاد عن حده .. انقلب إلى ضده *
ومن تعجل الشيء قبل أوانه .. عوقب بحرمانه ..
فكوني لماحة للأشياء الجميلة الرائعة .. التي يفرح الشخص برؤية الناس لها .. وينتظر ثناءهم عليها .. ويطرب لسماع ألفاظ الإعجاب بها ..
أما الأشياء التي يستحين من رؤيتها .. أو تخجل من ملاحظتها فحاولي أن تتعامي عنها ..
*********
مثلاً :
دخلت بيت صاحبة لك فرأيت الكراسي قديمة ..
فانتبهي من أن تكوني من الثقلاء الذين لا يكفون عن تقديم اقتراحات لم تطلب منهم ..
انتبهي من أن يفرط لسانك بقول : لماذا ما تغيري الكراسي ؟!
الثريات نصفها ما يشتغل ..!!
لماذا لا تشترين ثريات جديدة !!
دهان الجدار قديييييم .. لماذا ما تدهنه بألوان جديدة !؟
يا أختي هو لم يطلب منك اقتراحات .. ولست مهندسة ديكور اتفقت معك على أن تستفيد من آرائك .. ابقي ساكتة ..
لعلها لا تستطيع تغييرها ..
لعلها تمر بضائقة مالية ..
لعلها .. لعلها..
*********
ليس أثقل على الناس ممن يحرجهم بالنظر إلى ما يستحون منه .. ثم يثيره ويبدأ في التعليق عليه ..
ومثل ذلك .. لو كان ثوبه قديماً .. أو مكيف سيارته متعطل .. قل خيراً أو اصمت ..
ذكروا أن رجلاً زار صاحباً له فوضع له خبزاً وزيتاً ..
فقال الضيف : لو كان مع هذا الخبز زعتر !!
فدخل صاحب الدار وطلب من أهله زعتراً للضيف فلم يجد ..
فخرج ليشتري ولم يكن معه مال ..! فأبى صاحب الدكان أن يبيعه بالآجل .. فرجع وأخذ مطهرته
( وهي الإناء الذي يضع فيه الماء ليتوضأ منه ) فخرج بها ودفعها إلى صاحب الدكان – رهناً – حتى إذا لم يسدد له قيمة الزعتر يبيع صاحب الدكان المطهرة ويستوفي الثمن لنفسه ..
ثم أخذ الزعتر ورجع به إلى ضيفه .. فأكل ..
فلما انتهى الضيف من الطعام قال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا .. وقنعنا بما آتانا ..
فتأوَّه صاحب الدار تأوُّه الحزين وقال : لو قنّعَك الله بما آتاك .. لما كانت مطهرتي مرهونة !!
فانتبهي يا لبيبة .. كوني لماحة لما يفرح ويَسُر .. لا لما يحزن ..
وكذلك لو زرت مريضاً فلا ترددي عليه :
أووووه .. وجهك أصفر .. عيناك زائغتان .. جلدك يابس ..
عجباً !! هل أنت طبيبه ؟ قولي خيراً أو اصمتي ..
ذكروا أن رجلاً زار مريضاً .. فجلس عنده قليلاً .. ثم سأله عن علته .. فأخبره المريض بها .. وكانت علة خطيرة ..
فصرخ الزائر :
آآآآ .. هذه العلة أصابت فلاناً صاحبي فمات منها .. وأصابت فلاناً صديق أخي ولا يزال مقعداً منها أشهراً ثم مات ..
وأصابت فلاناً جار زوج أختي ومات ..
والمريض يستمع إليه ويكاد أن ينفجر ..
فلما أنهى الزائر كلامه وأراد الخروج التفت إلى المريض وقال : هاه .. توصيني بشيء ؟
قال المريض : نعم .. إذا خرجت فلا ترجع إلي َّ .. وإذا زرت مريضاً فلا تذكر عنده الموتى ..
إذا اضطررت للمح سيء .. كوسخ ثوب .. أو رائحة سيئة .. فأحسني التنبيه .. كوني لطيفة ذكية ..
__________
من كتاب "استمتع بحياتك"
د. محمد العريفي
كوني لمَّـاحة للجمال فقط ...!
العرض العادي
