انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-05-2009, 03:35 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي :: منهج الموازنات أم منهج الذباب..؟! ::

 

منهج الموازنات أم منهج الذباب ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
يهاجم البعض منهج " الموازنات "‏‎ ‎في الحكم على الناس وعلى الجماعات الإسلامية بحجة أن هذا المنهج ‏ليس من منهج السلف‎ , ‎بل تعدى بعضهم - هداه الله - حتى قال أن من يقول بمنهج الموازنات يريد أن يحمي‏‎ ‎أهل البدع من النقد , ولا ندري كيف عرف هؤلاء ما في قلوب الناس ! وبعضهم أساء أكثر‎ ‎من ذلك للمنهج ‏السلفي القويم فقال أن منهج الموازنات لم يأتِ به لا اليهود ولا‎ ‎النصارى ولا أي أحد من أهل البدع !! .. ‏واستدلوا لكلامهم بكلام لبعض العلماء لا‎ ‎يفهم منه ما يقوله هؤلاء !‏‎

ثم قرر هؤلاء أن منهج السلف هو أن يحكم على‎ ‎الناس بمنهج " الذباب " كما سماه شيخ الإسلام ابن تيمية ‏حين قال :‏‎
‎" ‎إن بعض‎ ‎الناس لا تراه إلا منقداً داءً, ينسى حسنات الطوائف و الأجناس و يذكر مثالبهم, فهو‎ ‎كالذباب ‏يترك مواضع البرء والسلامة , ويقع على الجرح والأذى, وهذا من رداءة النفوس‎ ‎وفساد المزاج "‏‎

والصحيح أن الناقد إن كان يريد أن يبين أخطاء المنتقد ، أو‎ ‎أن يرد على المخالف .. فإنه لا يلزمه أن يذكر ‏حسناته ، ولكن يلزمه ذلك إن كان يحكم‎ ‎على الناس وعلى الجماعات حكما عاما ..‏‎

وقد ورد في القرآن مدح لصفة حسنة عند‎ ‎بعض أهل الكتاب : { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده ‏إليك , ومنهم من إن‎ ‎تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما } .. ولا يعني هذا أن الله يمدح‎ ‎اليهود ‏فهم من الكفرة .. ولكن هذا يعني أنهم مع غلبة السوء عليهم وعلى أنهم من أهل‎ ‎النار إلا أن الله أثنى على ما ‏عندهم من خير .‏‎
وورد كذلك كلام يفهم منه ذكر‎ ‎الخير والشر في الحكم على الأشياء في قوله تعالى : { يسألونك عن الخمر ‏والميسر قل‎ ‎فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }‏‎
وقال تعالى : { ولا‎ ‎يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى }‏‎

أما في السنة‎ ‎فحديث حاطب رضي الله عنه فيه دليل واضح على أن حسنات حاطب غلبت على سيئه العظيمة‎ ‎التي فعلها رضوان الله عليه ..‏‎
وكذلك حديث حذيفة الذي أخرجه البخاري .. والذي‎ ‎فيه : ( قلت – أي حذيفة - : وهل بعد ذلك الخير من شر ‏؟ قال : نعم وفيه دخن )‏‎
فحكم عليهم بالخيرية على الرغم من وجود " الدخن " !‏‎

وسنستعرض في هذا‎ ‎الموضوع كلام العلماء الثقات في القديم والحديث حول منهج الموازنات في الحكم على‎ ‎الناس ..‏‎

أولا : الإمام سعيد بن المسيب‎
‎ " ‎ليس من شريف ولا عالم ولا‎ ‎ذي فضل إلا وفيه عيب ، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن ‏كان فضله‎ ‎أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله "‏‎
البداية والنهاية 9/106‏‎

ثانيا : الإمام‎ ‎ابن سيرين‎ ‎
‎"‎ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم ، وتكتم خيره "‏‎
الجامع‎ ‎لأخلاق الراوي 2/202‏‎

ثالثا : الإمام الشافعي‎
‎" ‎إذا كان الأغلب‎ ‎الطاعة فهو المعدل ، وإذا كان الأغلب المعصية فهو المجرح "‏‎
الكفاية ص 102‏‎


رابعا : الإمام أحمد بن حنبل‎
يروي عبدالله الحميدي قصة حصلت له‎ ‎مع الإمام أحمد والإمام الشافعي .. حيث ذهب الحميدي وأحمد لمجلس ‏الشافعي ، وبعد‎ ‎انتهاء الدرس سأل الإمام أحمد عبدالله الحميدي عن رأيه بالإمام الشافعي . فقال‎ ‎الحميدي :‏‎
‎" ‎فجعلت أتتبع ما كان أخطأ فيه .. فقال لي أحمد بن حنبل : أنت لا‎ ‎ترضى أن يكون رجل من قريش يكون له ‏هذه المعرفة وهذا البيان .. تمر مائة مسألة يخطيء‎ ‎خمسا أو عشرا ، اترك ما أخطأ وخذ ما أصاب ! "‏‎
آداب الشافعي ومناقبه للرازي : ص‎ 44

وقال أبو حاتم : " حادثت أحمد بن حنبل فيمن شرب النبيذ من محدثي أهل‎ ‎الكوفة وسميت له عددا منهم . ‏فقال : هذه زلات لهم ، لا نسقط بزلاتهم عدالتهم "‏‎
المسودة ص 265‏‎


خامسا : الإمام سفيان الثوري‎
‎" ‎عند ذكر‎ ‎الصالحين تنزل الرحمة , ومن لم يحفظ من أخبارهم إلا ما بدر من بعضهم في بعض على‎ ‎الحسد ‏والهفوات والتعصب والشهوات دون أن يعي بفضائلهم حرم التوفيق ودخل في الغيبة‎ ‎وحاد عن الطريق " .‏‎
جامع بيان العلم وفضله لابن عبدالبر 2/162‏‎



سادسا : الإمام ابن حبان‎
يتكلم ابن حبان عن دور الحسد في‎ ‎تقييم الرجال فيقول :‏‎
‎" ‎من الذي يتعرى عن موضع عقب من الناس ؟ أو من لا‎ ‎يدخل في جملة من لا يلزق فيه العيب بعد العيب ؟‎
والمحسود أبدا يـُقدح فيه ، لأن‎ ‎الحاسد لا غرض له إلا تتبع مثالب المحسود ، فإن لم يجد ألزق مثله به "‏‎
الثقات‎ 8/26



سابعا : شيخ الإسلام ابن تيمية‎
يقول شيخ الإسلام في‎ ‎حكمه على الصوفية :‏‎
‎" ‎والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من‎ ‎أهل طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب ‏اجتهاده ، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل‎ ‎اليمين , وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من ‏يذنب فيتوب أو لا يتوب ،‎ ‎ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه " .‏‎
المجلد الحادي عشر ص 18 من‏‎ ‎مجموع الفتاوى‎

وقال عن المتصوفة أيضا :‏‎
‎" ‎والذين شهدوا هذا اللغو‎ ‎متأولين من أهل الصدق والإخلاص والصلاح غمرت حسناتهم ما كان لهم فيه وفي ‏غيره من‎ ‎السيئات أو الخطأ في مواقع الاجتهاد ، وهذا سبيل كل صالحي هذه الأمة في خطئهم‎ ‎وزلاتهم .. "‏‎
الاستقامة 1/297‏‎


ويقول :‏‎
‎" ‎ومن سلك طريق الاعتدال‎ ‎عظم من يستحق التعظيم وأحبه ووالاه ، وأعطى الحق حقه فيعظم الحق ويرحم ‏الخلق ..‏‎ ‎ويعلم أن الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات ، فيحمد وذم ، ويثاب ويعاقب ، ويحب من‎ ‎وجه ‏ويبغض من وجه .‏‎
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة‎ ‎ومن وافقهم "‏‎
منهاج السنة 4/543‏‎

ويقول :‏‎
‎" ‎كثيرا ما يجتمع في الشخص‎ ‎الواحد الأمران – أي الحسنات والسيئات - ، فالذم والنهي والعقاب قد يتوجه ‏إلى ما‎ ‎تضمنه أحدهما ، فلا يغفل عما فيه من النوع الآخر .‏‎
كما يتوجه المدح والأمر‎ ‎والثواب إلى ما تضمنه أحدهما ، فلا يغفل عما فيه من الأمر الآخر.‏‎
وقد يمدح‎ ‎الرجل بترك بعض السيئات البدعية والفجورية ، لكن قد يسلب مع ذلك ما حمد به غيره على‎ ‎فعل ‏بعض الحسنات السنية البرية .‏‎
فهذا طريق الموازنة والمعادلة ، ومن سلكه كان‎ ‎قائما بالقسط الذي أنزل الله له الكتاب والميزان "‏‎
مجموع الفتاوى 10/365-366‏‎



ثامنا : الإمام الذهبي‎
في ترجمة قتادة يقول الذهبي : ( لعل‎ ‎الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنـزيهه وبذل ‏وسعه . والله‎ ‎حكم عدل لطيف بعباده ، ولا يسأل عما يفعل ، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر‎ ‎صوابه وعلم ‏تحريه للحق واتسع علمه وظهر ذكاؤه وعرف صلاحه وورعه واتباعه ، يغفر له‎ ‎زللـه ولا نضلله ونطرحه ‏وننسى محاسنه ، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه ونرجو له‎ ‎التوبة من ذلك )‏‎
سير أعلام النبلاء 5/279‏‎

ويقول :‏‎
‎" ‎إنما يمدح‎ ‎العام بكثرة ما له من الفضائل، فلا تُدفن المحاسن لورطة ، ولعله رجع عنها "‏‎
سير‎ ‎أعلام النبلاء 16/285‏‎

ويقول :‏‎
‎" ‎غلاة المعتزلة وغلاة الشيعة وغلاة‎ ‎الحنابلة وغلاة الأشاعرة وغلاة المرجئة وغلاة الجهمية وغلاة الكرامية ‏قد ماجت بهم‎ ‎الدنيا وكثروا ، وفيهم أذكياء وعباد وعلماء ..‏‎
نسأل الله العفو والمغفرة لأهل‎ ‎التوحيد ونبرأ إلى الله من الهوى والبدع ونحب السنة وأهلها .‏‎
ونحب العالم على‎ ‎ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ ، إنما العبرة‎ ‎بكثرة ‏المحاسن "‏‎
سير أعلام النبلاء 20/45‏‎

ويقول في ترجمة المروزي :‏‎
‎" ‎ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه‎ ‎وبدعناه وهجرناه لما سلم ‏معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما ..‏‎
والله هو هادي الخلق إلى الحق وهو أرحم الراحمين فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة‎ "
سير أعلام النبلاء 14/40‏‎

ويقول في ترجمة ابن خزيمة :‏‎
‎" ‎ولو أن كل‎ ‎من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لاتباع الحق - أهدرناه وبدعناه ، لقل من‏‎ ‎يسلم ‏من الأئمة معنا رحم الله الجميع بمنه وكرمه .‏‎
سير أعلام النبلاء 14/374‏‎ ‎


تاسعا : الإمام ابن القيم‎
يقول الإمام ابن القيم مقررا منهج الموازنات في الحكم على الناس :‏‎
‎" ‎من قواعد الشرع والحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام‎ ‎تأثير ظاهر فإنه يحتمل ‏له ما لا يحتمل لغيره ، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره .. فإن‎ ‎المعصية خبث والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل ‏الخبث بخلاف الماء القليل فإنه يحمل ،‎ ‎ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر : ( وما يدريك لعل الله ‏اطلع على أهل‎ ‎بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) .. وهذا هو المانع له صلى الله عليه وسلم‎ ‎من قتل ‏من جس عليه وعلى المسلمين وارتكب مثل ذلك الذنب العظيم ، فأخبر صلى الله‎ ‎عليه وسلم أنه شهد بدراً ، ‏فدل على أن مقتضى عقوبته قائم لكن منع من ترتب أثره عليه‏‎ ‎ما له من المشهد العظيم ، فتلك السقطة ‏العظيمة مغتفرة في جنب ما له من الحسنات .‏‎
ولما حض النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة فأخرج عثمان رضي الله عنه تلك‎ ‎الصدقة العظيمة قال : ( ‏ما ضر عثمان ما عمل بعدها ) ..‏‎
وقال لطلحة لما تطأطأ‎ ‎للنبي صلى الله عليه وسلم حتى صعد على ظهره إلى الصخرة " أوجب طلحة " .‏‎
وهذا‎ ‎موسى كليم الرحمن عز وجل ألقى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه له ، ألقاها‎ ‎على الأرض حتى ‏تكسرت .. ولطم عين ملك الموت ففقأها ، وعاتب ربه ليلة الإسراء في‎ ‎النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ‏شاب بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها‎ ‎من أمتي .. وأخذ بلحية هارون وجره إليه وهو نبي الله ‏‏.. وكل هذا لم ينقص من قدره‎ ‎شيئاً عند ربه ، وربه تعالى يكرمه ويحبه فإن الأمر الذي قام به موسى والعدو ‏الذي‎ ‎برز له والصبر الذي صبره ، الأذى الذي أوذيه في الله أمر لا تؤثر فيه أمثال هذه‎ ‎الأمور ولا تغير في ‏وجهة ولا تخفض منزلته ..‏‎

وهذا أمر معلوم عند الناس‎ ‎مستقر في نظرهم أن من له ألوف من الحسنات فإنه يسامح بالسيئة والسيئين ‏ونحوها حتى‎ ‎إنه ليختلج داعي عقوبته على إساءته وداعي شكره على إحسانه فيغلب داعي الشكر لداعي‎ ‎العقوبة كما قيل :‏‎
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ****** جاءت محاسنه بألف شفيع‎
وقــال آخر :‏‎
فإن يكن الفعل الذي ساء واحداً *** فأفعاله اللاتي سررن كثير‎

والله سبحانه يوازن يوم القيامة بين حسنات العبد وسيئاته فأيهما غلب كان‎ ‎التأثير له فيفعل بأهل الحسنات ‏الكثيرة الذين آثروا محابه ومراضيه وغلبتهم دواعي‎ ‎طبعهم أحياناً من العفو والمسامحة مالا يفعله مع غيرهم ‏‏" .‏‎
الفوائد‎

ويقول :‏‎
‎" ‎ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي‎ ‎له في الإسلام قدم صالح وأثار حسنة وهو ‏من الإسلام بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة‏‎ ‎هو فيها معذور بل مأجور لاجتهاده ، فلا يجوز أن يتبع فيها ، ‏ولا يجوز أن تهدر‎ ‎مكانته وإمامته في قلوب المسلمين "‏‎
إعلام الموقعين 3/283‏‎

ويقول :‏‎
‎" ‎فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم‎ ‎وتعطلت ‏معالمها " .‏‎
مدارج السالكين 2/39‏‎

ويقول :‏‎
‎" ‎فالأعمال تشفع‎ ‎لصاحبها عند الله – أي في يوم لقيامة – ، ولهذا من رجحت حسناته على سيئاته أفلح ،‏‎ ‎ولم يعذب ووهبت له سيئاته لأجل حسناته " .‏‎


عاشرا : الشيخ محمد بن‎ ‎عبدالوهاب‎
‎" ‎ومتى لم تتبين لكم المسألة لم يحل لكم الإنكار على من أفتى أو‏‎ ‎عمل حتى يتبين لكم خطأه ، بل الواجب ‏السكوت والتوقف ، فإذا تحققتم بينتموه ولم‎ ‎تهدروا جميع المحاسن لأجل مسألة أو مائة أو مائتين أخطأت ‏فيهن فإني لا أدعي العصمة‎ "
تاريخ نجد 2/161‏‎


حادي عشر : الشيخ عبدالرحمن السعدي‎
‎" ‎ثم‎ ‎لو فرض أن ما أخطؤوا أو عثروا ليس لهم فيه تأويل ولا عذر ، لم يكن من الحق والإنصاف‎ ‎أن تهدر ‏المحاسن وتمحى حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير كما هو دأب أهل البغي‎ ‎والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير ‏وفساده مستطير ، أي عالم لم يخطيء ؟! واي حكيم لم‎ ‎يعثر ؟! "‏‎
الرياض الناظرة والحدائق النيرة الزاهرة‎


ثاني عشر :‏‎ ‎الشيخ ابن باز‎
‎" ‎إذا أخطأ العالم أو الداعية في مسألة ، ينبه عليها ولا‎ ‎يسقط حقه فيما أصاب فيه ، بل يجب الإنصاف والعدل ‏‏.‏‎
ولا ينبغي للعاقل أن يترك‎ ‎الحق إذا قاله الداعية أو العالم من أجل أنه أخطأ في مسألة .. الحق مقدم على ‏الجميع‎ .. ‎فإذا كان عنده حق وباطل : يؤخذ الحق ويترك الباطل ..‏‎
لا يغمط حق الداعية‎ ‎بالكلية ، ولكن يشكر على ما أصاب فيه من الحق ، وينبه على خطئه في مسألة من ‏المسائل‎ "
مجلة الإصلاح 27/12/1413 هـ " بتصرف "‏‎

ثالث عشر : الشيخ محمد ابن عثيمين‎
سئل الشيخ رحمه الله‎ : ( ‎ما رأيكم فيمن إذا أراد أن يقوم شخصاً لا يذكر ما لديه من خير بل يذكر مساوئه‎ ‎فقط ؟ )‏‎

فقال رحمه الله جواباً على ذلك :‏‎
‎" ‎هذا من الإجحاف والجور‎ ‎لأن الله عز وجل يقول في كتابه : { يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا كُونُوا‎ ‎قَوَّامِينَ لله شُهَدَاء ‏بِالقِسْط وَلا يَجْرِمَنَّكُم شَنَآن قَوْم عَلَى أَلاَّ‎ ‎تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هَوَ أقْرَبُ لِلتّقْوَى } .. فنهانا الله سبحانه وتعالى أن‎ ‎يحملنا بغض قوم على عدم العدل ، بل أمرنا أن نقول العدل .‏‎

وقد أقر الله‎ ‎تعالى الحق الذي صدر من المشركين وأقر النبي صلى الله عليه وسلم الحق الذي صدر من‎ ‎اليهود ‏قال تعالى : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَة قَالوُا وَجَدْنَا عَلَيْهَا‎ ‎آبَائَنَا وَالله أَمَرَنَا بِهَا } ، فكان الجواب : { قُل الله لا يَأْمُرُ‎ ‎بِالفَحْشَاءِ } فأبطل قولهم { الله أَمَرَنَا بِها } لأنها باطل وسكت عن قولهم {‏‎ ‎وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَائَنَا } لأنها حق .‏‎
وجاء حبرٌ من اليهود إلى النبي صلى‎ ‎الله عليه وسلم وقال إنّا نجد في التوراة أن الله يجعل السماوات على ‏إصبع والأراضين‎ ‎على إصبع .. الخ .. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقاً لقول الحبر وقرأ { وَمَا‎ ‎قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه الآية } .. فأقر اليهودي على قول الحق وهو يهودي .‏‎

والواجب على من أراد أن يقوم شخصاً تقويماً كاملاً إذا دعت الحاجة أن يذكر‎ ‎مساوئه ومحاسنه ، وإذا كان ‏ممن عرف بالنصح للمسلمين أن يعتذر عما صدر من المساوئ .‏‎ ‎مثلاً نحن نرى العلماء كابن حجر والنووي ‏وغيرهما ممن لهم أخطاء في العقيدة لكنها‎ ‎أخطاء نعلم علم اليقين فيما تعرف من أحوالهم أنها حدثت عن ‏اجتهاد ."‏‎
جريدة‎ ‎المسلمون عدد 4730‏‎


ويقول رحمه الله مبينا الفرق بين الرد على المخالف‎ ‎وبين الترجمة والتقييم :‏‎
‎" ‎إذا تكلم إنسان في شخص فإما أن يريد تقويمه : فهذا‎ ‎لا بد أن يذكر محاسنه ومساوئه ، ثم يحكم بما ‏تقتضيه الحال : إن غلبت المحاسن أثنى‎ ‎عليه ، وإن غلبت المساوئ أثنى عليه شرا .‏‎
أما إن كان يريد أن يرد بدعته فلا وجه‎ ‎لكونه يذكر المحاسن ، لأن ذكر المحاسن في مقام الرد عليه يجعله ‏ضعيفا وغير مقبول "‏‎
شريط مسجل في تاريخ 16/12/1416 هـ‏‎

رابع عشر : الشيخ عبدالله الجبرين‎
يقول الشيخ عن حسن البنا وسيد قطب رحمهما الله :‏‎
‎" ‎إن سيد قطب وحسن‎ ‎البنا من علماء المسلمين ، ومن أهل الدعوة .. وقد نفع الله بهما وهدى بدعوتهما ‏خلق‎ ‎كثير ، ولهما جهود لا تنكر . لأجل ذلك شفع الشيخ عبدالعزيز بن باز في سيد قطب عندما‎ ‎قرر عليه ‏القتل ، فلم يقبل شفاعته الرئيس جمال عبدالناصر – عليه من الله ما يستحق -‏‎ ، ‎ولما قتل كل منهما أطلق ‏على كل واحد أنه شهيد لأنه قتل ظلما وشهد بذلك الخاص‎ ‎والعام ونشر ذلك في الصحف والكتب بدون إنكار . ‏ثم تلقى العلماء كتبهما ونفع الله‎ ‎بها ولم يطعن أحد فيها منذ أكثر من عشرين عاما ، وإذا وقع منهما أخطاء ‏يسيرة في‎ ‎التأويل ونحوه فلا يصل إلى حد التكفير ، فإن العلماء الأولين لهم مثل ذلك كالنووي‎ ‎والسيوطي ‏وابن الجوزي وابن عطية والخطابي والقسطلاني وأمثالهم كثير .‏‎

وقد‎ ‎قرأت ما كتبه الشيخ ربيع المدخلي في الرد على سيد قطب ورأيته جعل العناوين لما ليس‎ ‎بحقيقة ، فرد ‏عليه الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله ..‏‎
وكذلك تحامل على الشيخ‎ ‎عبدالرحمن عبدالخالق وجعل في كلامه أخطاء مضللة مع طول صحبته له من غير ‏نكير :‏‎

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ***** ولكن عين السخط تبدي المساويا‎


هذه هي أقوال بعض علماء أهل السنة ، وهناك‎ ‎غيرها مما لا يتسع المقام لذكره ..‏‎
ومن شاء أن يستزيد فعليه أن يرجع لهذه‎ ‎المراجع :‏‎
‎1- ‎شريط ( وصايا للدعاة ) للشيخ عبدالله بن قعود ، على هذا الرابط :‏‎
‎2- ‎كتاب ( تصنيف الناس بين الظن واليقين ) للشيخ بكر أبو زيد‎

‎3- ‎كتاب ( منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم ) للشيخ أحمد الصويان‎

‎4- ‎كتاب ( إنصاف أهل السنة والجماعة ) للشيخ محمد العلي‎

-5 كتاب ( ضوابط ينبغي تقديمها قبل الحكم على الأشخاص والطوائف والجماعات ) للشيخ حامد بن عبد الله العلي

‎ والله‎ ‎تعالى أعلم‎ ‎

------------------- كتبه أحد طلبة العلم


منقول.. وكان هناك في أصل الموضوع لنكات لموقع لا يفتح فلم أنقلها وما يتعلق بها.
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال

التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 12-05-2009 الساعة 03:40 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
::, أم, منهي, الموازنات, الذباب؟


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:32 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.