انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-26-2010, 04:25 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Arrow حقيقة الشرك وبيان بعض مظاهره القولية والعملية والاعتقادية

 

فهرس "إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب"




حقيقة الشرك ، وبيان بعض مظاهره القولية والعملية والاعتقادية
أقسام الشرك ، وكيف وقع في بني آدم ؟


س16: ما أنواع الشرك ؟ وما الفرق بينها ؟ وهل هو الكفر أم بينهما اختلاف ؟

ج16: قسَّم أهل العلم - رحمهم الله تعالى - الشرك إلى قسمين :
الشرك الأكبر ، والشرك الأصغر ، وفرقوا بينهما بعدة أمور :

الأول : أن الشرك الأكبر مخرج من الملة ، وأما الشرك الأصغر فإنه لا يخرج عن الملة ، وبمعنى آخر نقول : الشرك الأكبر ينافي مطلق الإسلام ، وأما الأصغر فإنه ينافي كماله الواجب .

الثاني : أن الشرك الأكبر محبط لجميع الأعمال إذا مات صاحبه عليه ، وأما الشرك الأصغر فإنه لا يحبط إلا العمل الذي خالطه على تفصيل سيأتي بيانه - إن شاء الله تعالى -

الثالث : أن الشرك الأكبر موجب للعداوة المطلقة والبغضاء المطلقة ، وأما الأصغر فإنه يوجب من البغض والعداوة بمقداره فقط ، أي أنه يوجب مطلق العداوة لا العداوة المطلقة .

الرابع : أن الشرك الأكبر لا يدخل في حيز المغفرة إذا مات صاحبه عليه كما قال تعالى : ﴿
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ ، وأما الأصغر ففيه خلاف والأقرب أنه داخل في حيز المغفرة إن شاء الله تعالى -

الخامس : أن الشرك الأكبر موجب لصاحبه الخلود الأبدي المطلق في جهنم والعياذ بالله ، وأما الأصغر فإنه وإن عذب صاحبه فإنه لا يوجب له الخلود ، بل يعذب بقدره أو إلى ما شاء الله تعالى ثم يخرج إلى الجنة .

السادس : أن تحريم الشرك الأكبر تحريم مقاصد ، وأما الأصغر فإن تحريمه تحريم وسائل ، ولذلك فالقاعدة عندنا تقول :
كل وسيلة للشرك الأكبر فشرك أصغر .

وأما آخر السؤال فجوابه أن يقال :
إن الكفر والشرك كالإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا ، أي إذا ذكر الكفر وحده دخل معه الشرك كقوله تعالى :
﴿
إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئًا وأولئك هم وقود النار
أي والذين أشركوا كذلك ، وإذا ذكر الشرك وحده دخل معه الكفر كقوله تعالى :
﴿
إن الله لا يغفر أن يشرك به
أي ولا يغفر أيضًا أي يكفر به ، وأما إذا اجتمعا في نصٍ واحد فإن الشرك يكون معناه صرف شيء من أمور التعبد لغير الله تعالى والكفر جحد معلوم من الدين بالضرورة أو ترك العمل بما ورد الدليل الصحيح الصريح بتكفير تاركه . وبالجملة فيقال :
كل شرك فهو كفر وليس كل كفرٍ شركًا ، والله أعلم .





س17: هل هناك نواقض لكلمة التوحيد ؟ ما هي مع بيانها بالأدلة - على وجه الاختصار ؟

ج17: نعم لها نواقض وهي كثيرة ويجمعها عشرة نواقض :

الأول : الشرك الأكبر ، قال تعالى :
﴿
ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ﴾ ، وقال تعالى : ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ولا تدع مع الله إلهًا آخر لا إله إلا هو ﴾ .

الثاني : اتخاذ الوسائط بينه وبين الله تعالى ، يدعوهم في كشف الملمات وتفريج الكربات وإجابة الدعوات ، قال تعالى : ﴿
والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ﴾ .

الثالث : السحر وتعلمه وتعليمه والعمل به ومنه الصرف والعطف ، قال تعالى : ﴿
وما يعلمان من أحدٍ حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ﴾، وثبت قتله عن ثلاثة من الصحابة كما سيأتي بيانه - إن شاء الله تعالى

الرابع : الاستهزاء بشيء مما جاء به النبي
صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ﴿ ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ﴾ .

الخامس : الإعراض عن الشريعة المطلق فلا يتعلمها ولا يعمل بها ، قال تعالى : ﴿
والذين كفروا عما أنذروا معرضون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ومن أظلم ممن ذكِّر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون ﴾ .

السادس : بغض شيء مما جاء به النبي
صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : ﴿ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ﴾ .

السابع : من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم ودليله الإجماع .

الثامن : إعانة المشركين وموالاتهم ومناصرتهم ومظاهرتهم على المسلمين ، قال تعالى : ﴿
لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ... ﴾ الآية ، وقال تعالى :
﴿
ألم تر إلى الذين تولوا قومًا غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ﴾ ، وقال تعالى : ﴿ومن يتولهم منكم فإنه منهم ... ﴾ الآية .

التاسع : مـن اعتقد أن هـدي غير النبي
صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه فإنه يكفر إجماعًا ، قال تعالى : ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً أولئك الذين لعنهم الله ... ﴾ الآية ، وقال تعالى : ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا ﴾ ، وقال تعالى : ﴿إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾ ،
وفي الحديث :
(وخير الهدي هدي محمدٍ
صلى الله عليه وسلم ).

العاشر : من يعتقد أن في وسعه الخروج عن الشريعة التي جاء بها محمد
صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : ﴿ومن يبتغِ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ﴾ .

فهذه جملة النواقض التي يدخل تحتها سائر النواقض المذكورة في باب حكم المرتد ، والله أعلم .





س18: ما أنواع الدعاء ؟ وما العلاقة بينهما ؟

ج18 : الدعاء نوعان : دعاء العبادة ، ودعاء المسألة .
فدعاء العبادة هو أن يفعل العبد من صلاة أو صدقة أو صيام أو حج وعمرة أو ذكر من تسبيح وتهليل وتكبير ، ونحو ذلك ، فهذه الأشياء من دعاء العبادة ؛ لأن العبد يريد بفعل ذلك ثواب الله تعالى ويخاف عقابه ، فهو بهذه الأشياء قد دعاء الله ضمنًا .

وأما دعاء المسألة فهو دعاء الطلب بمعنى أن يرفع العبد يديه ويدعو ربه بما شاء .

وأما العلاقة بينهما فإنهما متلازمان لا ينفكان أبدًا وبيان ذلك أن دعاء العبادة متضمن لدعاء المسألة ، ودعاء المسألة مستلزم لدعاء العبادة .
فالدعاء هو العبادة كما أخبر به النبي
صلى الله عليه وسلم ، فكل شيء شرعته لنا الشريعة شرع إيجاب أو استحباب فإنه لا يخرج عن أحد نوعي الدعاء ، إما أن يكون من دعاء العبادة وإما أن يكون من دعاء المسألة ، والله أعلم .





س19: ما المراد بقولك في النونية
( وكلاهما في النص متفقان ) ؟


ج19: المراد به أن يقال : قوله : (
وكلاهما ) أي دعاء العبادة ودعاء المسألة ، وقوله : ( في النص متفقان ) أي أن النص من الكتاب والسنة إذا ورد فيه لفظ ( دعا ) وما تصرف منها فإنه يصح أن يفسر بدعاء العبادة وبدعاء المسألة ، وقد يترجح أحدهما في بعض النصوص لبعض القرائن ، فإذا رأيت المفسرين قد اختلفوا على قولين في تفسير لفظ الدعاء الوارد في النصوص فقال بعضهم المراد دعاء المسألة

وقال بعضهم بل المراد دعاء العبادة فاعلم أنه من قبيل خلاف التنوع لا التضاد ؛ لأنهما متلازمان لا ينفكان أبدًا ، والله أعلم ..




س20: هل هناك أمثلة توضح لنا هذا الكلام ؟

ج20: نعم الأمثلة كثيرة ، وإنما أذكر لكم بعضها من باب التمثيل فقط فأقول :

منها : قوله تعالى : ﴿
ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ﴾ ، فهنا لفظان من ألفاظ الدعاء ، الأول : قوله: ( يدعو ) ، الثاني : قوله: ( دعائهم ) ، فقيل: أي ( يعبد ) و( عبادتهم ) ، وقيل: ( يسأل ) أو ( سؤالهم ) وكلا القولين صحيح ؛ لأنه صادق على جميع هذه المعاني .

ومنها : قوله تعالى : ﴿
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ﴾ فقيل : اعبدوني ، وقيل : اسألوني ، وكلاهما صحيح ؛ لأنهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر .

ومنها : قوله تعالى : ﴿
ادعوا ربكم تضرعًا وخفية ﴾ فقيل : اعبدوا ، وقيل : اسألوا ، وكلاهما صحيح ؛ لأن لفظ الدعاء صادق عليهما ، وعلى ذلك فقس ، والله أعلم .






س21: ما حكم صرف الدعاء لغير الله سبحانه ؟ مع توضيح ذلك بالأدلة .

ج21: أما دعاء العبادة فصرفه لغيره شرك ، وأما دعاء المسألة فلا يخلو من حالتين :

إن كان قد صرفه لغير الله في أمرٍ لا يقدر عليه إلا الله تعالى فهذا شرك أكبر مخرج من الملة بالكلية - أعاذنا الله وإياك منه - ، وذلك كمن يدعو القبور والأموات والشياطين أو الأنبياء أو الملائكة في أمرٍ لا يقدر عليه إلا الله تعالى وهو المراد بقولنا سابقًا في النواقض : اتخاذ الوسائط بينه وبين الله تعالى ، فيدعوهم في كشف الملمات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات أو برزق الولد أو إنزال المطر أو مغفرة الذنوب
أو أن يكونوا له شفعاء عند الله تعالى ، وهذا هو أكثر الشرك الذي وقع في ابن آدم ، قال تعالى : ﴿
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾ ، وقال تعالى : ﴿وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا ﴾ ، وقال تعالى : ﴿إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ﴾ ، وقال تعالى : ﴿إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ﴾ فسمى الله دعاءهم من دونه شركًا ، وقال تعالى : ﴿ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ﴾ فسمى الله تعالى دعاءهم لهم عبادة وقد تقرر أن العبادة حق صرف لله تعالى لا يصرف لملك مقرب ولا لنبي مرسل فضلاً عن غيرهم ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .

وأما إذا صرف دعاء المسألة لغير الله في أمر يقدر عليه البشر ، أو نقول : يقدر عليه المدعو فإنه لا يكون ذلك الصرف شركًا ، بل يكون سؤالاً ، وهذا لا بأس به ، إذ ليس هو من العبادة حينئذٍ في شيء ، والله أعلم .





س22: كيف وقع الشرك في بني آدم ؟ مع الدليل .


ج22: هذا سؤال مهم جدًا وبه نتعرف على السبب الذي حصل به ذلك الأمر الخطير لنحذره ونجانبه .

فأقول : إن السبب هو الغلو في الصالحين والأولياء الذي وقع في عهد نوحٍ - عليه الصلاة والسلام - ، كما ورد ذلك في الصحيح من قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله تعالى : ﴿
وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودًا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا ﴾ فقال :
(
هذه أسماء رجالٍ صالحين فلما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) .
وقال ابن القيم : (
قال غير واحد من السلف : لما ماتوا عكفوا على قبورهم وصوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ) ا.هـ .

وهذا الأمر لا يزال يقع فيه الكثير من بني آدم من تعظيم قبور الأولياء والصالحين وشهرة الأمر تغني عن ضرب المثال له ، فالسبب إذًا هو الغلو في الصالحين ، ولذلك قال الإمام المجدد - رحمه الله تعالى - في كتاب التوحيد :
« باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين » ، وقال أيضًا : « باب ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانًا تعبد من دون الله تعالى » ، وقال أيضًا : « باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده » .

وهذه التراجم المهمة ينبغي تدبرها وفهمها حق فهمها فإنها برد اليقين وفيها بيان السبب الذي أوقع الشرك في ابن آدم ، والله أعلم .




س23: عرف الغلو ؟ مع بيان بعض الأدلة التي حذرت منه .

ج23: الغلو هو مجاوزة الحد والإفراط فيه ، فإذا قيل : الغلو في الصالحين أي مجاوزة الحد فيهم بحيث يضفى عليهم من الصفات التي هي من خصائص الله تعالى ويعتقد أنهم يجلبون خيرًا أو يدفعون شرًا ، وإذا قيل الغلو في القبور أي مجاوزة الحد فيها بحيث يفعل بها أو عندها ما هو خارج عن حد الشريعة وهكذا ، قال تعالى : ﴿
يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ﴾ وهذا نهي لهم وإخبار لنا عن السبب الذي أوقعهم فيما وقعوا فيه ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - محذرًا من الغلو فيه : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - محذرًا أمته من السير على نهج الأمم قبلها : ( ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور الأنبياء مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك )، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق عليه وزاد مسلم : ( والنصارى )، قالت عائشة : ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا . وقال - عليه الصلاة والسلام - لأم حبيبة وأم سلمة لما ذكرتا له كنيسة بأرض الحبشة :
(
أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجد وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله )، وقال - عليه الصلاة والسلام - :
(
اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) ، وفي السنن من حديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور والمتخذين لها المساجد والسرج ، وروى مسلم من حديث أبي مرثد الغنوي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها ).
وثبت في السنة النهي عن تجصيصها والكتابة عليها والأمر بتسوية ما علا منها ، كل ذلك تحذيرًا من الغلو فيها ؛ لأن الغلو فيها باب كل شر وشرك ، والله أعلم .





س24: وضح منهج الوسطية في التعامل مع القبور وأصحابها ؟


ج24: إن هذه الأمة الإسلامية زادها الله شرفًا ورفعة هي الأمة الوسط بين الأمم ، ولهذه الوسطية صور كثيرة .

وجوابنا على هذا السؤال يحمل صورة من صور الوسطية وبيانه أن يقال : أن الشريعة توسطت في أمر القبور فلم تنزلها عن مكانتها ولم ترفعها عن مرتبتها ، فحرمت الجلوس عليها ، وقضاء الحاجة بينها ، والمشي بينها بالنعال ، وجعلت الحق لصاحب القبر في مكانه هذا ، فلا يجوز التعدي عليه بنبشٍ ونحوه ، وسنت السلام على أهلها ، ومنعت الاتكاء عليها ، وكل ذلك احترامًا لأهلها وتكريمًا لهم ، وبالمقابل حذرت أشد الحذر من اتخاذها مساجد يصلى عندها ، أو يدعى أصحابها من دون الله تعالى ، أو يشيد بناؤها ويرفع فوق الشبر ، أو يذبح عندها ، أو تتخذ زيارتها عيدًا ، أو يجعل لهم موالد ، أو يعتقد فيهم أنهم يجلبون خيرًا أو يدفعون شرًا ، أو أن يتبرك بترابها أو يطال الجلوس عندها على هيئة الاعتكاف أو يطاف عليها ، وأعظم من ذلك أن يركع لها أو يسجد أو تقبل ونحو ذلك .
فانظر كيف مسلك الوسطية التي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؛ لأنه وحي يوحى ، فالحمد لله على الهداية ، وأساله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغيث بلاد الإسلام بالاعتقاد الصافي والمنهج السليم ،

والله أعلم .


التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks


التعديل الأخير تم بواسطة أم كريم ; 01-26-2010 الساعة 04:51 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-26-2010, 09:06 PM
ثابته علي قيمي ثابته علي قيمي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاك الله خيرا ياحبيبه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-27-2010, 06:08 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
اختي الحبيبة
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-27-2010, 09:15 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وبارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً
وفقنا الله جميعاً إلى صالح الأعمال
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مظاهره, الشرك, القومية, بعض, دقيقة, والاعتقادية, والعملية, وبيان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:48 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.