انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > الملتقى الشرعي العام

الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-01-2008, 08:07 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي موقع لواء الشريعة====دعوة للعودة لتحكيم شريعة الرحمن للنشر===

 

لماذا الشريعة



لا نشك في أنَّ تعظيم الشريعة وإحياءها والحياة في ظلِّها، مطلبٌ ومطمح كلّ الإسلاميين وجميع المسلمين الصادقين أيًّا كان انتماؤهم، فلا يُتصور أن يكون المسلم مسلماً إلا بذلك؛

لأن هذا هو حقيقة الرضا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، فكل من رضي بذلك فهو من المسلمين أنصار الله، ومن لم يرض بذلك فهو من الظالمين أعداء الله.

تعظيم الشريعة والنزول على حكمها والدفاع عن حرماتها هو رفع للوائها ،الذي هو لواء القرآن والسنة، ولواء الأسلاف الصالحين من الصحابة والتابعين ، وفي ظل هذا اللواء - لو صدقت النوايا- فكلنا في الحق سواء، لا فرق بيننا إلا بالتقوى، ولا تفرقة تفصلنا بحزبية أو عصبية أو عنصرية أو طبقية.

* تحت لواء الشريعة... كلنا في الدين ... إخوان مسلمون.

* وتحت لواء الشريعة....نحن على طريقة من سلف في حملها ... سلفيون.

* ونحن تحت لوائها وفي ميادين نصرتها ...مجاهدون مقاومون....

* تحت لوائها، ولرفع صوتها وإيصال كلمتها ......كلنا دعاة تبليغيون.

* نحن جمعيتها الشرعية وجماعتها الإسلامية وأنصار سنتها المحمدية.

* كل من حمل لواء هذه الشريعة الغراء بعلم وعمل وإخلاص، هم ( أنصار الله ) الذين يشملهم وصف ( حزب الله )، حيث لا يتمثل حزب الله على الحقيقة إلا فيمن يتولى كل المؤمنين وعلى رأسهم الصحابة والتابعين (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)).

* إن لواء هذه الشريعة يظلل كل من عمل لدين الله على نور من الله يرجو ثواب الله، مهما كان مكانه أو موقعه.
ماذا لو تشاركنا جميعاً في حمل هذا اللواء في بيوتنا..في أعمالنا ..مع أهلينا وجيراننا وإخواننا..مع أمتنا وشعوبنا؟

لو أدى كل واحد منا واجبه تجاه حمل هذا اللواء، لارتفع خفاقاً على كل أرض وتحت كل سماء ... ولكن يبدو أن بعض سواعدنا كلتَّ، وبعض جهودنا قلَّتْ وملَّتْ، َوبعض أصواتنا خفت وخفتت، فصرنا بهذا أحد أسباب غياب تطبيقها وتحكيمها في حياة المسلمين.

هل نجح أعداء الشريعة في صرف بعضنا عن حمل لوائها وتبني قضيتها كما كان الشأن في السابق؟!

- هل أفلح العلمانيون في إرهاب بعض دعاتنا وعلمائنا؛ ليسكتوا عن هذا الأصل العظيم من أصول الدين، بل أصل الأصول بعد توحيد رب العالمين ؟

- هل وقعنا في الفخ الذي أراده العلمانيون لنا بتطبيع الحياة دون تطبيق شريعة الله؟

- هل يذكر الإسلاميون في مصر- مثلاً- أو غيرها- كيف كان حجم وقدر قضية الشريعة في حقبة السبعينات وأوائل الثمانينيات في برامج الجماعات والحركات؟

- ما هو حجمها وقدرها الآن في برامجنا وتجمعاتنا وتحركاتنا ؟

- هل تغيرت المواقف من تعظيم الشريعة؟ هل استنفدنا الوسائل في نصرتها؟ هل نجحت الجهود في إعادتها ؟ أم هل أصبحنا في غنى عنها وعن الحياة في كنفها والعودة إلى أحكامها وإعادة كيانها؟!

قد تكون بعض الوسائل التي سبقت غير ناجعة، أو غير صحيحة..لكن هل معنى ذلك أن نصمت عن نصرة شريعة الرحمن في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات وتنشأ الحركات والكيانات انتصاراً لشرائع الشيطان ؟!

لا نُنْكِر أن العالم الإسلامي شهد الكثير من الجهود و التحركات على طريق العودة إلى الشريعة ولكن ذلك لم يكن وافياً في مضمونه ولا كافياً في تأثيره، بدليل أن أنصار الشريعة مازالوا غرباء بمطالبهم مستضعفين بمناشطهم في أكثر بلدان العالم الإسلامي الذي يبلغ سكانه خمس سكان العالم.

حاجتنا إلى نصرة الشريعة أعظم من حاجة الشريعة لنصرتنا، فقد أمرنا الله بنصرتها لننتصر بها، حيث أن نصرها نصر لله، وقد قال سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ)....ووعد الله أنصاره بالنصر والثبات والتمكين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7)).

إن نصرة الشريعة تتمثل اليوم وفي كل يوم، في نصرة القرآن ونصرة السنة ونصرة الصحابة ونصرة المنهج الحق وعلمائه ودعاته وحملته وحمُاته، ونصرة القضايا النظرية والواقعية لهذه الشريعة في ميادين الجدال أو الجلاد
.
لنصرة الشريعة ألوية كثيرة في تلك الميادين، وهذا الموقع لواء من ألويتها، وفي هذا الموقع ( لواء الشريعة ) محاولة طموحة ضمن محاولات عديدة لإعادة الاعتبار إلى (قضية الشريعة) في قلوب الناس وعقولهم، حتى يعاد لها الاعتبار في واقع حياتهم، والموقع مفتوح لكل صوت من كل مكان، و من أي إنسان صادق مخلص لهذا الدين، مهما كان انتماؤه ومهما كان توجهه إذا كان من أهل الحق والسنة، كي يكون من أنصار الله كما أمر الله تحت ( لواء الشريعة).



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-01-2008, 08:55 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

اجتمعوا على المطالبة بالشريعة واجتنبوا الخلاف

محمد أبو الهيثم


الفصائل الإسلامية بمختلف مشاربها واتجاهاتها تتفق وتجتمع على وجوب العودة للشريعة الغراء وتدفع الغالي والثمين فداء لهذا المطلب الواضح المبين


{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

في وقت ادلهمت فيه الخطوب، وتوالت المحن ، نجد اختلافات تطفو بين وقت وآخر ،لو نظر لها عاقل فضلاً عن ذي دين ،لتركها وانتبه لما عليه من واجب أكيد ،وعمل طويل يحتاج منه إلى جهد جهيد ؛لكن للأسف يئس الشيطان أن يعبد هاهنا ونجح في التحريش .
الفصائل الإسلامية بمختلف مشاربها ،واتجاهاتها تتفق وتجتمع على وجوب العودة للشريعة الغراء ،وتدفع الغالي والثمين فداء لهذا المطلب الواضح المبين , فلن تنصلح الأمة إلا بالعودة لدينها ،وتحكيم شرع ربها ،والارتماء في رحاب كتابه وسنة نبيه ،اللذين بهما تشفى الأمة من سقمها ،ويعود إلى عرينه الأسد الهصور , ويشفى من مرضه الرجل المريض الذي استغل أعدائه مرضه أيما استغلال ،وفرحوا برقدته وقسموا تركته وهو بعد على قيد الحياة ؛فلا حياء ولا شفقة ولو عادوا للوراء ،وسألوا التاريخ لأراهم كيف ساهم الرجل المريض في إرساء حضارتهم ؟!وكيف تفاعل معهم يوم أن كانوا في ظلماتهم ؟!, فما قامت لهم حضارة، وما نهضوا إلا على أسس حضارة هذا الكيان ،الذي لابد يومًا سيشفى ،ويومها حتماً سيسود , ولكن هل سيعاملهم ساعتها كما يعاملونه اليوم ؟!

إن اجتماع الفصائل الإسلامية على المطالبة بعودة الشريعة ،والسعي في تطبيقها واجب حتمي , يفرضه على الجميع كتاب ربهم وسنة نبيهم , وإن اختلافهم اليوم ،وطعن بعضهم البعض بين الحين والحين ؛إنما هو انتصار للنفس والشيطان , وهذا الاختلاف لا يصب إلا في مصلحة أعداء هذا الدين ،ولا يُثمر إلا النكوص والعودة للوراء , ولو تأمل عاقل لوجد أن ثمرة هذا الاختلاف أوهام ،وأن ما اجتمعت عليه الفصائل الإسلامية من أسس لو تحولت لعمل دءوب لوفرنا خلافاتنا حتى تينع ثمرتنا ؛لكان هذا خيراً عظيمًا وجهداً حكيماً , فحبذا اجتماع الجهد والحكمة .

فلنعمل لديننا ،وننصر شريعتنا وننبذ الاختلاف والفرقة ونجعلها وراء ظهورنا, وننظر لغد مشرق يُبْنَى على أكتاف الجميع , فلا عيش إلا عيش الآخرة , ولا خير إلا في سيادة الإسلام وارتفاع لواء الشرع المطهر فوق الهامات،إننا إن نصرنا شريعتنا،فإن الله حتمًا سينصرنا، (إن تنصروا الله ينصركم), وإن جاهدنا لنصرتها؛فحتما سيهدينا الله السبل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ).

منهج واحد وطريق واحد

مع كثرة التجارب يتضح بجلاء لكل سالك يبتغي الحق ،ويطلب صراط الصدق أنه ليس هناك إلا منهج واحد وطريق أوحد ،موصل للغاية التي يريدها الجميع ؛مع ضمان سلامة السالك من آفات الضلال ،ودروب الشبهات ألا وهو صراط الله ،المتمثل في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

ومن ثَمَّ فمنهج المطالبة بشريعة الرحمن ،والعودة بالأمة لسابق مجدها التليد لن يكون إلا بالعودة لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،فثمَّ الطريق وثم المنهج ولا طريق غيرهما ،ولا منهج حق سواهما ؛فكل ما عداهما لا يخلو من شبهة ضلال فضلاَ عن أن يكون الضلال نفسه .
ولكن التساؤل الملح ؟؟ هاهنا كتاب الله وبين أيدينا السنة ؛فلماذا لا نجد من يضع لنا ورقة علاج تعود بها الأمة وبسرعة البرق الخاطف ؟؟
بالطبع لو تأملنا لمصادر تشريعنا وعدنا لمنهج نبينا صلى الله عليه وسلم ؛لوجدنا أنه ما عاد بالناس للحنيفية في سويعات بعد ما بدلوا دين إبراهيم ؛وإنما صبر على دعوته ؛فلم يكل ولم يمل حتى اكتمل دين الله وتمت رسالة الإسلام , ولم تتم وينزل عليه الوحي ببشرى تمامها -

المتمثلة في قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " -إلا وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أتمَّ البلاغ وأكمل بناء دولته على قواعد التوحيد الخالص ،الذي جوهره إرجاع الخلق إلى بارئهم بإرجاع العبادة بمعناها الشامل من نسك وحكم وولاية لله رب العالمين ،حتى اكتمل منهج الحياة بمنهج الدين ؛فالدين الإسلامي منهج حياة يظهر بأعلى صوره بكل جلاء في قوله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين " .
إذن فالمطالبة بالشريعة و طريق منهج العودة يحتاجان إلى صبر وجهد , ويحتاجان إلى قيادة حكيمة ؛متأسية بقيادة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي المتمثلة في الموقعين عن الله وعن رسوله -صلى الله عليه وسلم -من العلماء الربانيين ،الذين يأمرون بالهدي والحق ويعدلون به ويربون أجيال الأمة عليه ،ويبذلون الغالي والرخيص من أجله ومن أجل العودة إليه " ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون "
فالأمة يجب أن تلتف حول علماءها ،وتسلمهم قيادها ليرتقوا بالناس إلى مجدهم ،ويعودوا بالأمة إلى عزها , وعلى العلماء أن يحثوا الرعية بالاهتمام بشرع الله ،والمطالبة بتطبيقه بجانب الاهتمام بتطبيق الشرع واقعاً ملموساً نراه حضارة وتقدماً تحترم العلم الدنيوي ،والتقدم المادي مع تطويعه للشرع ولخدمته ليتكامل المنهج.
أما عن طريقة المطالبة والتغيير ؛ فينبغي أن نصارح الجماهير أن التغيير لا يكون بوصفة علاجية عاجلة, وإنما هي العودة الصادقة والالتفاف حول القيادة العلمية, ثم بعدها يتغير طور التغيير بتغير أحوال الشعوب المطالبة به ،ولنا في أطوار دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم -الأسوة الحسنة فالقرآن والسنة هما المرجع , وقد مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم _في أطوار تكوين المجتمع الإسلامي بمراحل مختلفة ؛تغيرت فيها طرق المطالبة والتنفيذ مع ثبات المنهج .
وطالما أن المنهج ثابت والقيادة حكيمة تبعد الناس من مواطن الزلل ،ومفاسد التسرع والرعونة ؛فإن العاقبة ستكون حسنة بإذن الله.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-01-2008, 11:39 PM
قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أخي الحبيب وفقك الله

الموقع مليء بكلام ائمتنا السلفيين على اختلاف مدارسهم و هذا فريد و جميل

لكني
عجِبتُ من الموقعِ

حيثُ فتحت أول الصفحات فإذ بالنابلسي ( وانت اعلم مني بحاله ) يتصدرها والله المستعان !


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-01-2008, 11:59 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

الموقع أخي الحبيب خاص بمسألة الشريعة فقط

والشيخ النابلسي لا نعرف عنه إلا خيرا

وحتى لو كان عنده بعض الأخطاء فقد قال كلمة حق في مسألة الشريعة وهي مدار حديث الموقع

ومسألة تصدير النابلسي في الصفحة الرئيسية فالموقع متجدد فلا يبق شيئا على حاله

والله المستعان


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-02-2008, 02:55 AM
القيم القيم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكم الله كل خير يا حبيب يا ابا عيسى
وفقكم الله وسدد خطاكم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-14-2008, 06:04 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

مراحل الانحراف عن شرع الله (1-3)

رأفت صلاح
26 - 3 - 2008



من القمة الشامخة إلى الحضيض الذي تعانيه الأمة اليوم.. مسافة هائلة تبعث على الذهول .
كيف تأتىّ للأمة التي ارتفعت إلى تلك القمم السامقة التي لم تسبقها إليها أمة في التاريخ ولا أدركتها بعدها أمة في التاريخ أن تتدنى إلى هذا الدرك من الضياع والذل والهوان والهبوط المسف الذي وصلت إليه اليوم والذي لا تكاد تدانيه أمة في الواقع المعاصر.



إن هناك أمما " تاريخية " وصلت إلى أمجاد ضخمة وتمكنت في الأرض قرونا عدة وسيطرت على مساحات شاسعة من الأرض وملكت من وسائل القوة الأرضية ما يفوق الحصر.. ثم اندثرت تماما كأن لم تكن قط وكما حدث للإمبراطورية الرومانية العتيدة أكبر إمبراطوريات التاريخ والإمبراطورية الفارسية التي كانت تنازعها السيادة في الأرض وجرى ذلك كله سواء في التمكين والقوة أو الدمار والاندثار حسب سنن ربانية لا تتبدل وحسب مشيئة ربانية هي التي أجرت هذه السنن في الحياة البشرية:

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)} [سورة الرعد 13/41] {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43}
[سورة فاطر 35/43] ولكن.. أمة العقيدة. هل تجرى عليها ذات السنن التي تجرى على الجاهليات؟!

يرى ابن خلدون - من دراسته للتاريخ - أن هناك " سنة " تدول الدول بمقتضاها.. هي سنة " الشيخوخة" فالدول في رأيه تولد ضعيفة ثم تقوى ويشتد عودها وتعظم قوتها ثم تهرم كما يهرم الفرد فتذبل ملكاتها وتتلاشى طاقاتها فتصير إلى الزوال..
ولكي نعرف كيف انحرفت أمة الإسلام عن شرع الله، نعود للوراء حتى نحصر محطات الانحراف التي مرت بها البشرية عن شريعة الله، وسنة الله التي جرت عليهم لما وصلوا لهذه المرحلة:

1- عشرة قرون يتحاكمون إلى شرع الله: إن آدم وذريته من بعده كانوا على التوحيد عشرة قرون، كما قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه، فكانوا يتحاكمون إلى شرع الله .
2- ثم وقعت الأمة في الشرك بعد نوح عليه السلام ، فبعث الله النبيين وأرسل الرسل، وأنزل الله تعالى الكتب لتحكم بين الناس فيما يختلفون فيه، فلم يترك الله تبارك وتعالى الإنسانية هملاً، ولم يترك الجماعة البشرية بلا كتاب ولا شريعة تنظم حياتهم، فلا يزعم زاعم أن الكتب السماوية إنما نزلت لتنظيم ما يسمونه بالجانب الروحي فقط، وتركت للناس الاحتكام إلى الطواغيت أو الأهواء أو الشرائع الوضعية عامة.

3- كيف انحرفت البشرية عن شرع الله: أي كيف نشأت القوانين الوضعية، وكيف نشأ الحكم بغير ما أنزل الله حتى أصبح الناس يتحاكمون إلى شرع غير شرع الله؟
فأما كيف وجدت هذه الشرائع فبحسب ترتيبها.

المرحلة الأولى : الاحتكام إلى الأعراف:

أول ما وجد عند الناس من الانحراف هو الاحتكام إلى الأعراف والعادات والتقاليد وشيوخ القبائل والملوك المتسلطين المتألهين، فلم تكن القوانين مكتوبة.
فالمرحلة الأولى من مراحل الانحراف لم تكن القوانين مكتوبة، فلم يضاهوا فيها شرع الله، وهذه المرحلة موجودة في كثير من الأمم البدائية، وما تزال إلى هذه اللحظة عند الأمم البدائية التي لم تعرف الكتابة، فيحتكمون إلى هذه الأعراف والتقاليد والأوضاع المألوفة كما في البوادي، حتى في البلاد الإسلامية وجزيرة العرب .

المرحلة الثانية : بداية تدوين القانون :
التاريخ القديم سجل لنا بعض الأحكام التي وجدت والتي ربما نقشت أو كتبت، ومن أشهرها:
1- قوانين الملك الآشوري القديم حمورابي: وهو سادس ملوك بابل وأشهرهم (1792-1750 ) ق.م ، وقد دونها على حجر من الديوريت بالكتابة المسمارية ، وباللغة الأكادية البابلية ، وهذه القوانين يعتبرها القانونيون أساساً للتشريع الحديث، وهو يتألف من 300 مادة بعضها محي وباقي منها 282 ، في متحف اللوفر بباريس، ومواد هذه القوانين قصيرة موجزة ، وهى تقرر لكل حادثة حكما فتبدأ بـ "إذا" ثم تبين الحكم بعد ذلك ، وقد تضمنت أحكام للتقاضي والعقوبات والملكية والأسرة والمواريث ونظم العقود الشائعة في عصر، فالرجل إذا قتل رجلاً أو سرق ثوراً فله حكم كذا وكذا من العقوبة.

بالنسبة لهذه القوانين نحن نعتقد أن ما كان فيها من خير وحق فإنه يحتمل أن يكون أُخِذها عن شريعة نبي لم يذكر، أو من بقايا كتب ورسالات أنزلها الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وإما أن يكون اجتهاداً ووافق بعض الصواب، ثم جاء بالباقي من عند نفسه كأي طاغوت من الطواغيت يضع من عنده تشريعات، فنجد فيها ما يوافق الحق أحياناً اتفاقاً، وأما الباقي فهو مردود عليه، ولا يعد ذلك فتحاً ولا تجديداً، وإنما يعد انحرافاً واحتكاماً إلى الطاغوت، ولو أنهم رجعوا إلى دين الله وإلى شرعه لوجدوا خيراً كثيراً، فكل أمة أنزل الله تبارك وتعالى لها من الشرع والدين ما يكفل لها صلاح حياتها ونظامها.

2- ثم في التاريخ الوسيط -كما يسمونه- القرون الوسطى، نجد أن أشهر من وجدت عندهم من الأمم التشريعات والقوانين المكتوبة هم الرومان، ولذلك إلى الآن يقولون: إن القانون الروماني هو أفضل وأوسع وأشمل أنواع القوانين المعروفة في القرون الوسطى، لأنهم لا يعدون شريعة الإسلام ودين الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شرعاً، ولا يعترفون به مع أنه كان يحكم الحياة جميعها، وهو تشريع مكتوب أيضاً.

* فالمقصود أن المرحلة الثانية هي مرحلة تدوين القوانين، وأنها أول ما ابتدأت بشكلها القريب من المعاصر في عصر الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية، وأشهر هذه القوانين قوانين الإمبراطور جوستنيان الذي ظهر في أواخر القرن السادس الميلادي(527 م )، فهو معاصر لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقريباً، وبلغت الإمبراطورية الرومانية في عصره شأناً عظيماً، وكتبت القوانين المسماة قوانين (مدونة ) جوستنيان .

وكان دينهم في ذلك الزمان هو النصرانية ؛ لأن النصرانية دخلت إلى أوروبا عام (325م) والإمبراطور الذي اعتنق النصرانية وأدخلها في بلاده هو قسطنطين، وهو الذي جمع الأساقفة واختار دين التثليث ، وترك مذهب التوحيد. وأخذ هذا الدين المنحرف من المحرف الأكبر شاؤول الذي غير اسمه إلى بولس اليهودي.

ولما لم تجد الدولة النصرانية الكفاية في تسيير شئون حياتها وتلبية احتياجات الناس بسبب النقص الحاصل في التوراة، ووجدت نفسها أنها في حاجة إلى تنظيمات وإلى تشريعات، ووجدوا أن لهم أعرافاً وقوانين وأنظمة جاء جوستنيان وأمثاله فنظموها، ثم كتب بعد ذلك عدة قوانين وانتشرت حتى سمي القانون الروماني، وهذه قصة التاريخ أو التقنين في العصور الوسطى كما يسمونها.

المرحلة الثالثة: قيام الثورة الفرنسية:
وهذه هي المعلم الفاصل في تاريخ أوروبا الذي يعتبرونه فجر العصر الحديث والإنسانية كلها، وهي الثورة الفرنسية التي قامت سنة (1789م)، فأقامت لأول مرة في تاريخ أوروبا النصرانية مبادئ لا تستند إلى الدين في شيء، وجعلت ارتكاز الحياة والاحتكام في الحياة إلى أهواء الناس، وكان شعارهم وهم يتظاهرون ويذبحون ويسفكون الدماء: اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس، أي: أنهم يقضون على الإقطاع الملكي من جهة وعلى الدين من جهة أخرى، لتقوم دولة علمانية لا تحتكم إلى الدين في شيء، كذلك نحيت التوراة والإنجيل وما فيها من أحكام، وابتدأ الناس في وضع الأحكام الوضعية والقوانين الوضعية، وأخذوا يفكرون في إنشاء دساتير.

طريقة الدساتير المكتوبة :
وبعد الثورة الفرنسية ظهر نابليون الذي اجتاح معظم أوروبا ، هذا الطاغوت الكبير عندما ظهر وضع لهم القانون الأول المكتوب في أوروبا وهو المعروف بقانون "نابليون " وضعه عام (1804 م)، وهو عبارة عن مدونة في الأحكام أغلبها يتعلق في المعاملات وما أشبه ذلك، فانقسم بعد ذلك التاريخ الأوروبي التشريعي -أي: التقنيني- على فرعين:
الفرع الأول : الذي أخذ بالاتجاه الفرنسي، وهذا يضع التقنينات التفصيلية في كل شيء، وفرنسا نموذج لذلك، فهناك قانون التجارة، وقانون القضاء، ودستور البلاد.
ثم القوانين الفرعية: القانون المدني، والقانون التجاري، والقانون الإداري، وكل ذلك نما مع الزمن وتطور وتتدرج إلى أن وصل إلى المرحلة التي نراها اليوم.

الفرع الثاني: طريقة القوانين غير المكتوبة:
وهو الاتجاه الذي ساد في بريطانيا ويمثله في الدرجة الأساسية الإنجليز، وهم لا يأخذون التقنين على أنه مواد مكتوبة، وإنما أخذوا طريقة العرف المتبع أو القوانين غير المكتوبة نظام السوابق، فيأتون إلى القضاء الإنجليزي، فإذا وقعت قضية إن كان لها سابقة رجع إلى ما كان قد عمل به وحكم به الأولون، وإن كانت قضية جديدة فهذه توضع وتكون سابقة، وهكذا، فيسمى نظام السوابق، وهو نظام غير مدون على الشكل الفرنسي.

والعالم الإسلامي نقل النموذجين فتجد هنالك دولاً أخذت الطريقة الفرنسية فتكتب الدستور مائة مادة أو مائتين مادة، ثم بعد ذلك تغيره، وكل أمر من أمورها ترجع فيه إلى مادة من مواد الدستور، وبعضهم جرى على الطريقة الإنجليزية - الأنجلو سكسونية- وهي طريقة الرجوع إلى الأعراف، فيقال: قد سبق أنه في عام كذا صدر مرسوم بكذا، وهكذا تدرس اللجنة القضائية القضية وتتخذ فيها حكماً، ثم يصبح سابقة، وتأتي قضية أخرى تدرسها كذلك، فيسمى نظام السوابق.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية حصل فيها دمج بين النظامين، فمن جهة الدستور فمكتوب، وهو الذي يفخر به الأمريكيون؛ لأنهم وضعوه عند قيام اتحاد الولايات الأمريكية ، وفي نفس الوقت نجد أن الأنظمة في أمريكا كالقانون المدني والتجاري وما أشبه ذلك على الطريقة الإنجليزية ليس مكتوباً، وإنما هو حسب السوابق، فهذا مجمل للكيفية التي يحتكم بها هؤلاء المتحاكمون إلى الطواغيت وإلى القوانين.

القوانين الوضعية في بلاد الإسلام :
كانت الشريعة الإسلامية هي القانون الوحيد الذي يتحاكم إليه ويقضى به في بلاد المسلمين، وكان بعض المسلمين يتهاونون في تطبيق بعض الأحكام الشرعية، ولكن لم يحدث أن اتخذ المسلمون قانونا لهم غير الشريعة الإسلامية في تاريخهم، وبقيت الشريعة الإسلامية هي المهيمنة والحاكمة إلى منتصف القرن الثالث عشر الهجري حيث بدأت القوانين الوضعية تتحكم في رقاب المسلمين ، فكيف تم ذلك:

1-
بدأ الانحراف مبكرا جدا في حياة هذه الأمة، بدأ منذ العصر الأموي أول كسر في المبادئ الإِسلامية فـي سياسة الحكم وسياسة المال، إذ بدأ "الملك العضوض" بنظامه الوراثي ومظالمه، وبدأ ما يشبه الإِقطاع في محيط الأمراء وأتباع السلطان.
ومع ذلك فقد ظل المجتمع إسلامياً فـي مجموعه. كانت العاصمة وحدها هي التي فسدت . فسدت فساداً جزئيا في سياسة الحكم والمال بالنسبة للملوك والأمراء . ولكن ما زال أولئك الحكام أنفسهم - رغم انحرافهم - يقرون بمبادئ الإِسلام ويحكمون شريعة الله في شئون الناس ، كبيرها وصغيرها ، مع التحايل عليها أحياناً فيما يختص بأشخاصهم وأقربائهم قي شئون الحكم والمال.

2- ثم جاء العصر العباسي .. ودخل الفرس في توجيه سياسة الدولة وتشكيل صورتها. ودخل في "الفكر الإِسلامي" بعض المفاهيم الغريبة عليه - وأبرزها الصوفية والفلسفة النظرية التجريدية الغريبة على التصور الإِسلامي في واقعيته المثالية - كما دخل العاصمة كثير من ألوان الفساد الخلقي ، وانتشر في قصور الخلفاء والأمراء والأتباع جو من اللهو والفسوق والتفاهة والانصراف عن الكدح والجد .. لا يعرفه الإِسلام ولا يمكن أن يسيغه . من جوارٍ ومطربين وملهين، وألوان من البذخ الفاحش، والترف الفاجر ، و " أدباء " يُمِدُّون لهذا كله ليرتزقوا ، ومع ذلك كانت الشريعة هي المهيمنة.

3- الحكم بالسياسة: كان بعض أمراء الدولة الإسلامية يخرج على أحكام الشريعة بدعوى أنه يسوس الأمة ويقودها ، ويسمى هذا الخروج سياسة ، يقول ابن تيميه رحمه الله : (( وعامة الأمراء إنما أحدثوا أنواعا من السياسات الجائرة من أخذ أموال لا يجوز أخذها ، وعقوبات على الجرائم لا تجوز )) وقد كان الجهل بالشريعة هو الذي أدي إلي خروج الأمراء علي بعض أحكام الشريعة يقول ابن تيمية مبينا بدء العمل بالسياسة المخالفة للشريعة : (( فلما صارت الخلافة في ولد العباس واحتاجوا إلي سياسة الناس وتقلد لهم القضاء من تقلده من فقهاء العراق , ولم يكن ما معهم من العلم كافيا في السياسة العادية احتاجوا حينئذ إلي ولاية المظالم وجعلوا ولاية حرب غير ولاية شرع , وتعاظم الأمر في كثير من أمصار المسلمين حتى صار يقال الشرع والسياسة وهذا يدعو خصمه إلي الشرع وهذا يدعو إلي السياسة سوغ حاكما أن يحكم بالشرع والآخر بالسياسة )) وقد أصبحت السياسة لافتة يحكم من ورائها بحكم الشيطان ويخرج علي حكم الرحمن، وباسم السياسة وضع حكام الدولة العثمانية عدة قوانين مخالفة للشريعة في وقت مبكر من قيام الدولة العثمانية.

المرحلة الرابعة:
4 - ظهر أول نموذج في العالم الإسلامي يخرج عن حدود الشرع من القوانين ، هو نموذج الياسق أو الياسا، الذي أتى به التتار، وشَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية تكلم في فتواه المشهورة عن التتار، وهو أكثر من فصّل في الياسق، وما هو حاله وشأنه وتاريخه.

وكذلك المقريزي في كتاب الخطط عندما تكلم عن المماليك في مصر ، وأنهم كانوا يتحاكمون إلى الياسق، قال: وهذا الياسق عبارة عن كتاب وضعه جنكيز خان.

والحافظ ابن كثير رحمه الله ذكر ذلك باقتضاب في تفسير قول الله تبارك وتعالى:
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] قال: مثل ما يتحاكم به التتار إلى كتابهم الذي يسمى الياسق. وجنكيز خان من أكبر الطواغيت في العصر الوسيط أو التاريخ الإسلامي، فقد جمع القبائل الهمجية من المغول في أواسط آسيا ثم اكتسح بهم الجانب الشرقي من العالم الإسلامي في بلاد ما وراء النهر ، وهي بلاد عظيمة فسيحة جداً، وكان في أيام الدولة الخوارزمية، وما كان أحد يأبه لهذه القبائل، واجتاحت هذه القبائل بعد حروب دامية الجانب الشرقي من العالم الإسلامي ودمرته، ثم أتوا على بلاد السند التي تسمى الآن باكستان ، وبلاد خراسان وأفغانستان ، وشمال إيران ثم بلاد فارس ، ثم وصل حفيده هولاكو إلى بغداد عام (656هـ) التي كانت فيها وقعة التتار المشهورة في بغداد ، وكانوا يعتقدون أنه إله، وأنه ابن الشمس، ولهذا قال شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية في رده عليهم يقول: ''هذه شمس، نزلت إلى الخيمة، ثم حملت به أمه ودخلت الخيمة'' كيف هذا؟! فهذا اعتراف منهم بأنهم لا يعرفون له أباً، فهو ابن غير شرعي -نعوذ بالله- والشاهد أن هذه العقيدة هي التي يعتقدها أكثر المجوس إلى الآن، حتى اليابانيون يعتقدون أن الإمبراطور من سلالة الشمس، وهي نفس العقيدة القديمة الموجودة عند البوذيين المجوس في شرق آسيا.

فقالوا إن هذا الرجل لما كان بهذه العظمة وبهذه المنـزلة جمع هذه القبائل ووضع لهم تشريعات وقوانين، وكتبها كما يقول المقريزي في ألواح من الفولاذ، وجعلها شرعاً في بنيه يحتكمون إليها، وهو أقرب إلى القوانين العسكرية المعروفة الآن.
لكن كما يقول ابن كثير رحمه الله: ''اشتمل على بعض الأحكام من المجوسية واليهودية وبعض الأحكام اقتبسها من الشريعة الإسلامية، وأحكام أخرى وضعها من عنده فجمع وغيَّر وبَدَّل كما يشاء
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً}
[النساء:82]'' .
وقد كتبه في مجلدين كبيرين بخط غليظ ، وكان يحمل عندهم على بعير ، ولما اكتمل وضعه كتبه نقشا على صفائح الفولاذ . ولما غزا هولاكو بغداد واجتاح التتار العالم الإسلامي، حصل أن بعض التتار أسلموا لكنه كان إسلاما ضعيفاً كإسلام كثير ممن يعيش في دول الغرب ليس لهم من الدين إلا الاسم، وكانت قوة الإسلام متمركزة في بلاد الشام ومصر.

وهنا تأتي فتوى شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله في التتار ذلك الحين، التي كان سببها كما ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية أن الناس اختلفوا في شأن التتار، فقال قوم: كيف نقاتلهم وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذه الشبهة القديمة الحديثة المتجددة، وقال قوم: يقاتلون قتال البغاة، وقال قوم: يقاتلون قتال الخوارج فاختلف الناس في أمرهم، وصارت ضجة ولم يحسم العلماء الموقف في شأنهم، فيقول الحافظ ابن كثير : فأصدر شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله فتواه في شأنهم، فاجتمعت عليها الكلمة، واتفقت عليها الأمة والحمد لله، وهو أنه قال: إنهم يحتكمون إلى الياسق الذي وضعه الطاغوت جنكيز خان فلم يحكموا بشرع الله، فهذا مما يبرر قتالهم قتال الخارجين على شريعة الله تعالى ودينه، فبناءً على ذلك وفق الله تعالى المسلمين كما يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله واجتمعت كلمتهم وخرجوا ومعهم شَيْخ الإِسْلامِ ابن تيمية رحمه الله، لقتال التتار صفاً واحداً، وكان شَيْخ الإِسْلامِ رحمه الله يقاتلهم ويبشر المسلمين بالنصر، حتى كسر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى شوكة التتار وخفض أمرهم وانتصر عليهم المسلمون.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-15-2008, 12:42 AM
القيم القيم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ماشاء الله
سلمت يداكم
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-22-2008, 03:52 PM
غدا نلقى الأحبة غدا نلقى الأحبة غير متواجد حالياً
عضو فعال
 



افتراضي

لا حول ولا قوة الا بالله
انا لله وانا اليه راجعون
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-22-2008, 04:02 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

الأخت غدا نلقى الأحبة

إن كان من خطأ فيما كُتب فلا تحرمونا من نصائحكم
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 04-22-2008, 04:04 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

مراحل الانحراف عن شرع الله (2-3)


رأفت صلاح
3 - 4 - 2008

5- جاءت بعد ذلك الدولة العثمانية.. حين استولى الأتراك العثمانيون على مقاليد الحكم في ديار الإِسلام من أواخر القرن السابع الهجري إلى منتصف القرن الرابع عشر ، فقد تأسست سنة 699 هـ ( 1300 م ) وأصبحت خلافة سنة 923 هـ ( 1517 م)

عندما استولى السلطان سليم الأول على مصر ، ثم ألغيت الخلافة سنة 1924 م ، وقد حقق الأتراك للإِسلام أمجاداً حربية رائعة ما في ذلك شك ، وظل الإسلام والشرع كما هو في كتب الفقه ، حتى تدنت هذه الأمة في الحضارة ،

وانحطت في جميع المجالات ، كذلك مفاهيم الإِسلام قد عانت انحساراً كبيراً على يد الأتراك أو الأحرى أن نقول إنها جمدت وتحجرت على أيديهم وتوقفت عن النماء . وفي أثناء ذلك كله كان الإسلام قد تعرض لأحداث عنيفة أليمة من الداخل والخارج على السواء . من صراعات الأسر الحاكمة ، ومن هجمات المغول والتتار ، وهجمات الصليبيين حينا بعد حين ..

فلما جاءت هذه الوقفة المتحجرة على يد الحكم العثماني ، كان ذلك إرهاصا بضربة قاصمة تصيب الإسلام .وظهر الغرب بقوة عصرية مادية تنظيمية، فحصلت الفتنة بالكفار وركوب سننهم وطرائقهم، والدخول فيما دخلوا فيه، كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

شاعت في المسلمين بعد انهيار الدولة العثمانية أقوال بأنه: "لا بد أن نقتبس من الغرب حضارته بكل ما فيها من خير أو شر!!.."، وظهر أعداد من الذين يسمون المستنيرين في مصر وتركيا، فظهر الشيخ رفاعة الطهطاوي وظهر خير الدين التونسي ، وأما في تركيا فقد ظهرت على مستوى رئيس الوزراء–مدحت باشا-وأمثاله،فكانت هناك دعوة إلى اقتباس هذه النظم المفيدة حسب زعمهم. وكالعادة بدأت القوانين تحاصر الشريعة الإسلامية، فأول ما ابتدأت بالمعاملات والتنظيم العسكري، واستقدم خبراء من السويد وفرنسا لتنظيم الجيش العثماني ليكون من الجيوش الحديثة.

وفي المجال التجاري كانت الدولة تتعامل مع أوروبا تجارياً، فأخذوا القوانين الفرنسية التجارية، وأخذوا نفس المواد، وغيروا فيها شيئاً ما حتى أصبح يسمى القانون العثماني التجاري، والتنظيمات الإدارية أخذوا بها عندما ظهرت فكرة البرلمانات والمجالس النيابية في أوروبا .

ثم بدأت القوانين الوضعية تتسلل إلى قضاء الدولة العثمانية ، وإلى ولاياتها فى العالم العربي والإسلامي : * ظهرت في تركيا الدعوة المسماة بالتنظيمات، وصدر قانون التنظيمات الأول لعام (1255هـ) وقيل: إنه لا بد من الاقتباس من تنظيمات الأمم الراقية، واعتبار أن هذه القوانين قوانين راقية، وأنها جديرة بأن تقتبس.

* ففي عام (( 1840 م )) صدر أول تقنين في بلد إسلامي مستمدا أحكامه من مصادر أجنبية وهذا هو قانون العقوبات العثماني الذي نقا الكثير عن القانون الجنائي الفرنسي الصادر في سنة ( 1810 م ) ومن أهم ما استحدثه هذا القانون الأخذ بمبدأ لا عقوبة إلا بنص ، فخرج بذلك عما جري عليه الشرع الإسلامي باسم التعزير ، ثم إنه ألغي نهائيا عقوبة الرجم في جريمة الزنا وعقوبة قطع اليد في السرقة .

* سنة ( 1851م ) صدر قانون جنائي آخر ثم قانون جنائي ثالث في سنة ( 1858 م ) وقد اقتبس هذا الأخير كله عن القانون الفرنسي وبعض التعديلات من القانون الإيطالي.

* سنة ( 1850 م ) صدر قانون التجارة نقلا عن القانون الفرنسي الصادر سنة ( 1807 م ) * في سنة(1858 م)أصدرت الدولة العلية قانون الأراضي الأميرية والأراضي المتروكة وأراضي الموات وكذلك صدر في عام(1913م)قانون الانتقال في الأراضي الأميرية مقتبسا عن القانون الألماني والسويسري.

* في عام ( 1861م ) صدر قانون أصول المحاكمات التجارية وفي سنه ( 1864 م ) صدر قانون التجارة البحرية وصدر قانون المحاكمات الحقوقية عام ( 1880 م ) وقانون الإجراء عام ( 1906م ).

* وفي عام ( 1876م ) صدر القانون المدني الذي عرف باسم مجلة الأحكام العدلية وقد أخذت نصوص هذا القانون من الفقه الحنفي.

*وهكذا شيئاً فشيئاً حتى ظهر ما سموه الدستور عام (1908م) أيام السلطان عبد الحميد ، ولما ظهر الدستور قالوا: الآن وصلنا إلى أن نكون أمة حديثة وأمة راقية متمدنة لها دستور تحتكم إليه، وتتعامل بمقتضاه، ويكفل حرية جميع المواطنين، ثم حدثت مشكلة الثورة على الدستور وإلغاء الدستور.

* فالمقصود أن العملية انتهت بإلغاء نظام الخلافة على يد كمال أتاتورك عام (1924م)، وانتهت بذلك كل الأحكام الشرعية تقريباً، وما بقي منها شيء في تركيا ، ومسخوا الإسلام مسخاً كلياً، حتى أنهم ألغو الأذان وغيروه، فأصبح المؤذن لا يؤذن باللغة العربية، وألغو الحروف العربية، ومزقوا الحجاب، وفرضوا هذه القبعة الصليبية، وكل ما فيه تغريب فرضوه بالقوة، هذا في تركيا.

6- المرحلة السادسة: الثورة العربية الكبرى : ثم بدأت مرحلة جديدة حيث بدأت الشعوب العربية بالثورة على مظالم الحكم التركي ، وطلبت الاستقلال عن الدولة العثمانية فرارا من الظلم ، وضحك عليهم اليهود والنصارى معاً – عن طريق لورنس ، رجل المخابرات البريطاني الذي قاد " الثورة العربية الكبرى " في حقيقة الأمر – فأفهموها أنها ستحصل على الاستقلال ، وعلى العدل السياسي ، وعلى العصرانية والتمدن والتقدم ، وأنها ستولد ولادة جديدة بعد الثورة ، وتحقق من أحلامها ما لم يتحقق لها في التاريخ !

وعملت " الثورة العربية الكبرى " عملها ، ففتتت وحدة العالم الإسلامي ، وأسهمت إسهاما ظاهرا في هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ( ) ، ودمرت الخط الحديدي الذي كان السلطان عبد الحميد قد أنشأه ما بين اسطنبول والمدينة المنورة.

وعندما خرجت تركيا مهزومة من الحرب دارت مفاوضات طويلة بينها وبين بريطانيا ،وفى مؤتمر لوزان وضع رئيس الوفد الإنجليزي ( كرزون ) أربعة شروط للاعتراف بتركيا : 1- إلغاء الخلافة الإسلامية إلغاء تاما.
2- طرد الخليفة خارج الحدود.
3- مصادرة أمواله.
4- إعلان علمانية الدولة.

ولم تنسحب بريطانيا من تركيا حتى تحققت تلك الشروط ، وسلمت مقاليد البلاد والعباد إلى خادمهم المخلص أتاتورك المجرم .

وعندما احتجت المعارضة في مجلس العموم البريطاني على ( كرزون ) لاعترافه بتركيا أجاب : (( إن القضية التركية قد قضى عليها ، ولن تقوم لها قائمة ، لأننا قضينا على القوة المعنوية فيها وهى الخلافة الإسلامية )).

ثم .. تقاسمت بريطانيا وفرنسا بلاد العالم العربي ، وقسّمتاه إلى دويلات ضعيفة هزيلة فقيرة ، خاضعة كلها للاحتلال الصليبي تم ذلك في 18 مارس 1915 م عن طريق اتفاقية (سايكس – بيكو) الشهيرة ، ووُضِعت فلسطين – هدف اللعبة كلها – تحت الانتداب البريطاني ، تمهيدا لتسليمها لليهود فيما بعد ، وإنشاء إسرائيل.

وكان هذا هو الثّمَن الذي حصلت عليه الدول العربية حين ثارت - أو أثيرت – ضد مظالم الحكم العثماني : فقدت استقلالها ، وفقدت كرامتها ، وفقدت الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وجعلها مسرى رسوله صلى الله عيه وسلم ، وفيها ثالث المسجدين الشريفين ، واستعبدت للغرب الصليبي ، وعاث اليهود في أرجائها.

ولم يفت ذلك العالَمَ الصليبي المتحفز الواقف بالمرصاد ، فقد كانت هذه فرصته السانحة المرتقبة من أزمان.

وانقض الصليبيون انقضاضتهم الهائلة على العالم الإِسلامي ليدمروه ويقضوا عليه ..

ومع ذلك .. مع ذلك كله الذي أصاب الإسلام من داخله وخارجه .. فهل كان الإِسلام قد مات وكتب عليه الفناء ؟! كلا !
فقد اقتضى الأمر من الصليبيين قرنا كاملا ليتغلبوا على العالم الإسلامي بكل ما يملكون من قوة وعتاد.

واقتضاهم قرنا آخر ليحاولوا تدميره والقضاء عليه بعد أن حكموه . مع كل ما يملكون من كيد ومكر وتدبير
وقد حدث تحول هائل في العالم الإسلامي بعد هذا الغزو الصليبي الأخير .

هو أكبر تحول في تاريخه كله .. وأكبر انحراف.

ولكن الاستعمار الصليبي كان قد عاجل العالم الإسلامي قبل تلك اليقظة الحية .. ليقضي على عدوه القديم .

وصنع الاستعمار الصليبي كل ما وسعه وما وسعته شياطين الأرض .. لتكون هذه الضربة هي القاضية ، وليقتلع الإسلام من الجذور .

في هذه المرة لم تكن وسيلتهم هي الجيوش وحدها كما كان الأمر في الغزوات السابقة .

ولكن كان إلى جانب الجيوش كل ما يملكون من علم وكيد وتدبير ومكر ، يشوهون به تعاليم الإسلام ذاتها ، وينشرون هذه الصورة المشوهة في قلوب المسلمين أنفسهم ، ليصرفوهم عن الإِسلام في الواقع بعد أن فشلوا في تنصيرهم على يد المبشرين !

وحين جال الاستعمار الصليبي جولة في العالم الإِسلامي ، كان الانحراف في المجتمع المسلم قد أخذ مداه ، وكانت قد وجدت تلك الأفكار الغريبة - التي لم توجد قط من قبل في أي عصر من عصور الإِسلام في رفعته أو هبوطه -

الأفكار التي تقول : ما للدين ونظام المجتمع ؟ ما للدين والاقتصاد ؟ ما للدين وعلاقات الفرد بالمجتمع وبالدولة ؟ ما للدين والسلوك العملي في واقع الحياة ؟ ما للدين والتقاليد ؟ ما للدين والملبس - وخاصة ملابس المرأة ؟ ما للدين والفن ؟ ما للدين والصحافة والإِذاعة ، والسينما والتليفزيون ؟ وباختصار : ما للدين والحياة ؟ ما للدين والواقع الذي يعيشه البشر على الأرض ؟!

وكان قد وجد المسلم الذي يقول : أنا مسلم ما دمت أصلي وأصوم ، ولكن لا عليّ أن آخذ نظامي الاقتصادي من أية فكرة على الأرض غير إسلامية ، وآخذ أفكاري وتقاليدي من أي نظام على الأرض غير مسلم.

وكان ذلك هو حصيلة الجهد الجبار الذي بذله الاستعمار الصليبي في العالم الإسلامي خلال قرنين كاملين من الزمان .
وهناك دولة أخرى لا ينبغي أن ننساها وهي الهند فعندما جاء الإنجليز كانت الشريعة الإسلامية هي الأصل، وكان ملوك المغول الذين يحكمون الهند مسلمين، ومنهم أرونق زيب هذا الملك العالم وأمثاله.

فقامت الحكومة الإنجليزية بإلغاء الشريعة الإسلامية، وأعطت الأفضلية لعباد البقر، وهم الأكثرية لأن المسلمين اشتغلوا ببناء تاج محل، وبناء القباب، وبناء المشاهد، واشتغلوا باللهو والطرب، بل وصل ببعضهم الأمر إلى الإلحاد، وتركوا الدعوة إلى الله، وظل عباد البقر، يعبدون البقر فجاء الإنجليز فطمسوا شريعة الله، وحكموا بين الناس القوانين الوضعية التي قبلها ورضيها عباد البقر.

ولذلك نجد أن الهند وباكستان وبنجلادش التي هي باكستان الشرقية هي أكثر الأمم تقريباً في العالم تقليداً وتبعية للنظام الإنجليزي، فنفس الطريقة في الأحكام والبرلمان والانتخاب واختصاصات رئيس الدولة، واختصاصات رئيس الوزراء؛ لأنها مأخوذة حرفياً من الإنجليز .

التعديل الأخير تم بواسطة الوليد المصري ; 04-22-2008 الساعة 04:07 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:28 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.