انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الفقه والأحكــام يُعنى بنشرِ الأبحاثِ الفقهيةِ والفتاوى الشرعيةِ الموثقة عن علماء أهل السُنةِ المُعتبرين.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-17-2015, 10:54 AM
كامل محمد محمد محمد عامر كامل محمد محمد محمد عامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي المقاصد فى ميزان القرآن و السنة

 

من وحى أهل الحديث
المقاصد
فى ميزان القرآن و السنة
إعداد دكتور كامل محمد عامر
مختصر بتصرف من كتاب
الإحكام في أصول الأحكام
للإمامالمحدثالحافظأبيمحمدعليبنأحمدبنسعيدالأندلسيالقرطبي
1433هـ ــــ 2012م
(الطبعة الأولي)
قال قوم: الحكيم بيننا لا يفعل شيئاً إلا لعلة صحيحة، والسفيه هو الذي يفعل الأشياء لغيرعلة، فقاسوا ربهم سبحانه وتعالى على أنفسهم.
وقالوا: إن الله تعالى لا يفعل شيئاً إلا لمصالح عباده، وراموا بذلك إثبات العلل في الديانات.
والجواب: أن هذه القضية الفاسدة تكاد تكون أصلاً لكل كفر في الأرض ؛ وهي أصل لقول الدهرية الذين جعلوها برهانهم في إبطال الخالق فقالوا: إنه لا بد من علة للمفعولات، وإذ لا بد من علة فلا بد لتلك العلة من علة، وهكذا أبداً حتى يوجبوا كون أشياء لا أوائل لها.
إن أول ضلال هذه المسألة قياسهم الله تعالى على أنفسهم في قولهم: إن الحكيم بيننا لا يفعل شيئاً إلا لعلة، فوجب أن يكون الله عز وجل كذلك.
و لما كان القياس هو تشبيه الشيء بالشيء، فوجب أنهم مشبهون الله تعالى بأنفسهم، وقد أكذبهم الله تعالى في ذلك بقوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }[الشورى: 11].
إن الحكيم منا إنما صار حكيماً لأنه انقاد لأوامر ربه تعالى، ولتركه نواهيه، فهذا هو السبب الموجب على الحكيم منا ألا يفعل شيئاً إلا لمنفعة ينتفع بها في معاده أو لمضرة يستدفعها في معاده. وأما الباري تعالى فلا يسأل عما يفعل.
وأيضاً: فإنا لم نسم الله تعالى حكيماً من طريق الاستدلال أصلاً، ولا لأن العقل أوجب أن يسمى تعالى حكيماً، وإنما سميناه حكيماً لأنه سمى بذلك نفسه فقط، وهو اسم علم له تعالى لا مشتق، ويلزم من سمى ربه تعالى حتماً من طريق الاستدلال أن يسميه عاقلاً من طريق الاستدلال.
وأما قولهم: إنه تعالى يفعل الأشياء لمصالح عباده فيقال لهم:
أَلِمَصْلَحَة جميع عباده فعل تعالى ما فعل؟
أم لمصلحة بعضهم؟
فإن قالوا لمنفعة جميعهم كابروا وأكذبهم العيان، لأن الله تعالى لم يبعث قط موسى عليه السلام لمنفعة فرعون ولا لمصلحته، وهكذا القول في كل كافر، لو لم يبعث الله من كذبوه من الأنبياء لكان أصلح لدنياهم وآخرتهم.
وأيضاً فلا شيء في العالم فيه مصلحة لإنسان إلا وفيه مضرة لآخر، فما الذي جعل الصلاح على عمرو بفساد زيد حِكْمَه؟ وكل من فعل هذا بيننا فهو سفيه، بل هو أسفه السفهاء، والله تعالى يفعل كل ذلك وهو أحكم الحكماء فصح بالضرورة أنه سبحانه يفعل ما يشاء لصلاح ما شاء، ولفساد ما شاء، ولنفع من شاء، ولضر من شاء {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }[الانبياء:23]ونجده عز وجل قد حبب بين زوجين حتى أطاعاه, وحبب بين آخرين حتى عصياه واشتغلا بما هما فيه عن الصلاة في أوقاتها, وابتلى قوماً فصبروا, وابتلى قوماً فكفروا وعافى قوماً فصبروا وشكروا، وعافى آخرين فبطروا وكفروا.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:45 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.