انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-04-2009, 06:08 AM
مع الله مع الله غير متواجد حالياً
مشرفة سابقة-جزاها الله خيرًا .
 




افتراضي كيف تجتمع المعية مع الفوقية لله تبارك وتعالى ؟!

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وقفت على كلمات نفيسة للشيخ محمد جبر -حفظه الله- في شرح كيفية الجمع بين العلو والمعية لله تبارك وتعالى فأحببت مشاركتم إياها نفعنا الله واياكم بها



المعية من حيث العموم تنقسم الى :
معية عامة : هي معية علم وإحاطه فالله تبارك وتعالى مع الخلق أجمعين معهم مُطلع عليهم يعلم سرهم ونجواهم , فهذه معية عامة لخلقه أجمعين مؤمنهم وكافرهم
معية خاصة : وهي خاصة بالمؤمنين وهي معية التأييد ونصر بجانب العلم والإحاطة وهذه خاصة بمن أراد الله عز وجل أن يُأيده من رسله أو من المؤمنين , ففي قوله عز وجل لموسى : } إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى { فهذه معية خاصة مقيدة بشخص موسى وهارون , وقوله عز وجل : } إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ { فهذه معية مقيدة بوصف فكل من حاز وصف التقوى فالله عز وجل معه
فالمعية الخاصة إما أن تكون مقيدة بوصف أو مقيدة بشخص

معية الله عز وجل لا تنفي علوه وفوقيته فهو سبحانه وتعالى فوق عرشه بائن من خلقه غير حالٍ فيهم , بائن من خلقه : أي منفصل عنهم غير حالٍ فيهم ومع ذلك هو معهم محيط بهم قريب منهم .

كيف تجتمع المعية مع الفوقية ؟
نقول أن معيته سبحانه وتعالى ليست كمعية أحدنا فالله عز وجل معنا لكن في نفس الوقت هو فوق عبده مستوٍ على عرشه بائن من خلقه , إذا كان العقل لا يُدرك هذه الكيفية فلا عيب من ذلك لأننا لا نستطيع أن نُدرك كيفية ذات الله عز وجل أو كيفية صفاته سبحانه وتعالى فنحن لا نعلم الكيفية كيف تكون .
ابن تيمية –رحمه الله- بيَّن أن الله عز وجل رغم علوه فهو معهم قريب منهم وضرب المثل بالقمر في السماء قال أن العرب تقول : مازلت أسير والقمر معي , فأنت تسير والقمر معك والقمر في السماء فالقمر من ينظر اليه في ليلة البدر مثلاً وأنت تسير القمر معك والذي يمشي في أسوان القمر معه ويراه ويقول القمر معي فالقمر تنظر اليه في أي وقت وفي أي مكان وأنت تسير تظن أنه معك يصاحبك في المسير وفي نفس الوقت القمر في السماء وليس معك في نفس مكانك , فإذا كان هذا الكلام يجوز في حق المخلوق فما بالك بالخالق عندما يُثبت الله تعالى أنه مستوٍ على عرشه وفي نفس الوقت يُثبت أنه مع خلقه } هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ { رغم أنه أثبت أنه استوى على العرش إلا أنه رغم ذلك معكم أينما كنتم فإستوائه سبحانه وتعالى على عرشه لم يتنافى مع معيته لنا سبحانه وتعالى , فهو على الرغم من علوه وفوقيته مستوٍ على عرشه بائن من خلقه وغير حالٍ فيهم
" فإنه العلي في دنوه وهو القريب جل في علوه " فالله هو العلى ذاتاً وشأناً وقهراً ومع ذلك ينزل الى السماء الدنيا في ثلث الليل الآخر , وإلا لو كان معنا في كل لحظة فلا معنى لنزوله سبحانه وتعالى فى ثلث الليل الآخر وعشية عرفة وغير ذلك كيف شاء وليس هذا منافياً لعلوه وفوقيته سبحانه وتعالى , فهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء وله القدرة المُطلَقة .
ولذلك عندما تُطبق هذا الكلام مثلاً على بعض الأحاديث فتجد ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي يقول : " ولا زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصر به ورجله التي يمشي بها " فهل يُصبح سمعاً للإنسان يعني أداة سمع ؟ لا , ولكن هذا الكلام لا يدل على أنه جوارح الإنسان أبداً تعالى عن ذلك علواً كبيراً سبحانه وتعالى وإنما يصير معهم بتوفيقه في كل أعمالهم فلا تعمل تلك الجوارح إلا بما يرضى ويحب , فلا يسمع الغيبة والنميمة والأغاني والأشياء التي تُخرج الإنسان عن دينه " كنت رجله التي يمشي بها " فلا يمشي في مُحَرَّم ولا يمشي إلا الى ما يحبه الله ويرضى .
فهذا مثل يُقرِّب المعية الى الذهن قليلاً ليُبين أن الله تبارك وتعالى رغم علوه فإنه سبحانه وتعالى قريب من العبد , ولا نُكلف أذهاننا بالبحث في كيفية الجمع بين العلو والمعية في آنٍ واحد لأن هذه صفة ثابتة لله عز وجل , ثابت أنه عليٌ مستوي على عرشه وثابت أنه معنا , فهو سبحانه وتعالى معنا قريب منا , لا نقول بذاته لأنه أثبت أن ذاته فوق عرشه سبحانه وتعالى , ولذلك جُل أهل العلم يقولون إن المعية والقرب وهذه الأشياء إنما هي بعلمه وإحاطته بما يدور في أذهاننا وقلوبنا وعقولنا وبكل ما يحدث في هذا الكون .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:37 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.