انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-06-2015, 02:54 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي رمضان زمان ... من غير ألوان

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم،
أما بعد..


الأفاضل الكرام..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله وبياكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
حياكم الله ومرحبًا؛ يا أهل الخير، ويا كل باغيًا للخير.. فمرحبًا بكم في مسعانا لكل الخير وفي طريقنا للخير.
مرحبًا بكم في أيام النفحات من شهر رمضان، ومرحبًا بشهر الخيرات من كل عام، شهر الصوم والقرآن.


مـرحبــًا رمضـــان

كلمات سمعتها وأسمعها هذه الأيام؛ كلما أشاهد قناة الندى الفضائية، حفظ الله شيخنا الحويني والقائمين عليها وأثابهم حسن الثواب.






مـرحبــًا رمضـــان
كلمات تأتي في استراحة قليلة بين برنامج وآخر، وهذا الإعلان الموجز السريع بتعليق في نهايته لأحد المذيعين:


رمضـــــان .. هايفكرك برمضان زماااااان ،

وجزء من تسجيل للشيخ سيد النقشبندي رحمه الله، يُنشِد قائِلًا: مرحبًا رمضان







فتعــالـوا بنــا معــًا نستعيد ذكـريـاتنـا مـع ... شهر الخير .. شهر رمضان .. زماااان زماااااان



يا ترى فاكرين أيام زمان ، أيام وليالي رمضان؟
ويا ترى .. فاكرين كمان .. أيام زمان .. من غير ألوان؟

أيوه من غييير ألوااان!! ... أيام الأبيض واسود!

لو تلاحظوا إن الإعلان بيظهِر صور قديمة لمصر بالأبيض والأسود، تُشعرِكم بالهدوء وعدم الزحام والصخب والضوضاء،
ودا هو السبب الأساسي اللي دفعني لنقل بعض خواطري التي دارت في عقلي؛ بين ذكرياتي من زمن جميل مضى وولَّى بكل ما فيه من معاني جميلة وراقية،
وبين نصيحتي لنفسي قبلكم ثم حضراتكم، واللي أحب أعرضها عليكم؛ لنعمل بها جميعًا إن شاء الله تعالى.

ياترى .. مين فاكر أيام زمان من غير الألوان؟



طبعًا أغلب أبنائي الفضلاء وبناتي الفضليات ما حضرش الأيام دي، وأعتقد إن مواليد الخمسينات والستينات هم اللي ها يفتكروا هذه الأيام؛

لأن ذكرياتي بالتحديد في الفترة من عام 1965 إلى عام 1975..
لما كانت الصور الفوتوغرافية مازالت بالأبيض والأسود، ولما كانت التليفزيونات أيضًا بالأبيض والأسود، وحديثي عنها من خلال الكلام عن الألوان.

والألوان كلمة ليها معاني مختلفة، أحب الأول نتعرف معًا على بعض هذه المعاني
من معجم [اللغة العربية المعاصر] :
ألوان: إسم ، جمع لَوْن ، أي:
1- صفة الشَّيء: من بياض وسواد وغيرهما ( أصفر، أحمر، أزرق، أخضر، بني، رمادي، ...) ، ولا تُدْرَك إلاَّ بالنَّظَر:
{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا } البقرة: 69 ، { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } فاطر: 28 2
2-
نوع ، صنف:
- ذو لونين: مُنافِقٌ ، مُرَاءٍ
- لَوْن أدبيّ ، ألوان الطَّعام ، قاسى ألوانًا من العذاب ، لَوْنٌ نغميّ: جرس لصوت أو أداة.
عمى الألوان: ( طب ) عجز في التمييز بين الألوان خاصّة الأحمر والأخضر ، ويرجع ذلك إلى عيب في مخاريط شبكيّة العين.

*******************************


وحديث الذكريات عن رمضان زمان اللي من غير ألوان؛ خلينا نركز فيه على لونين متضادَّيْن: أبيض و اسود
لما كانت الصور أبيض واسود، ولما كانت شاشات التليفزيون أبيض واسود،
و كمــان .. لما كااااانت القلوووب بين لونيـــن ؛ أبيــض أو اســود !!

وأهم ذكرياتي الثابتة بعقلي وجوارحي عن رمضان من غير ألوان، أحب أبدأها بمقارنة بين فترتين:

* الفترة الأولى في الأعوام 1965 ، 1966 ، وأوائل عام 1967

*******************************
حينما عمَّ السواد بقلوب أكثر الناس وانصرفوا عن طريق الاستقامة، وحادت بهم نفوسهم إلى طريق معوَّجٍّ،

قاد الشباب –وهم عماد الأمة ومستقبلها- إلى التقليد الأعمى للغرب، والوقوف على نواصي الطرقات، بلا هدف سوى اللهو وإضاعة الوقت فيما لا يُفيد،
فكانوا يقضون أوقاتهم في الضحكات الصارخة والألفاظ الخارجة بكل تنطُّع، ومعاكسة فتيات مُتبرجات بالعري أيضًا لكَفرةِ الغرب مُقلِدات!

ساد المجتمع في هذه الفترة البعد عن الدين والتدين، وعدم التمسك بكتاب الله تعالى، إلا من رحم الله من عباده المتقين!


فكان الجزاء من الله العزيز الرحمن بنكسة مريرة أليمة في شهر يونية 1967، واحتلال اليهود لجزء من أرض مصر الغالية!!

حينها
كان جنود الجيش من الشباب هتافهم الحماسِّي هو: هـَــعْ !

و هَاعَ في الحرب، أي: صَاحَ ، و الهيْعة هي: الصَّوت الذي يخافه الإنسانُ من عَدُوِّه!

ظــنَّ جنودنا واهمين أنهم سيُخِيفون العدو بهذه الصيحة، واعتقدوا أنها ستُرعِبه!!

فما كان مآل هذه الهــع إلا أسر الكثير منهم والباقي وقع .. بين قتيل ومصاب وكسير قد انخدع، بظنٍّ واهٍ في قُوةٍ قد زال و انقشع
!!



* والفترة الثانية في الأعوام 1971 ، 1972 ، وأواخر عام 1973

*******************************

عندما عمَّ البياض قلوب أكثر الناس وانصرفوا عن طريق اللهو والاعوجاج، فامتلأت ساحات المساجد بالشباب،
ولم يعد هناك أثر لشباب النواصي في الطرقات؛ إلا القليل جدًا، وبانت مظاهر الاستقامة واتضحت بفضل الله تعالى،
وانتشر عدد الفتيات المُحجبات، تاركين التبرج بلا رجعة،
وبدا جليًا للجميع صلاح أحوال المجتمع عما كان عليه من قبل،
فكان الجزاء من الله العزيز الرحمن بالنصر في حرب العاشر من رمضان في يوم السبت من
عام 1393 الموافق 6 اكتوبر 1973
و حينها كان أيضًا لجنود الجيش من الشباب هتافهم الحماسِّي؛ لكنَّهم هتفوا باسم الله مُردِّدين: الله أكبر


والفارق كبير بين هتافين لهما دلالتين مختلفتين بالكلية؛ الله أكبر، و هــع


هتافين تميَّزَ مضمون كلٌّ منهما بلون النقيض للآخر؛ الأبيض و الأسود



فها هي القلوب التي آمنت بالقضاء ، وهتفت باسم ربها ذو الجلال والكبرياء ، تنزيها وتسبيحًا له سبحانه واستقواء ،
بعزته وقدرته على قهر الأعداء، فنصرهم بنَصرِه وأيدهم بجُندٍ من السماء.

و ها هي القلوب
التي هتفت بكلمةٍ سرابٍ في الهواء، وابتعدت وناءت عن ربِّ السماء، فعاقبهم بالهزيمة وغَلبَة الأعداء.

أبيضٌ وأسودٌ .. تقرُّب وابتعادٌ .. استقامةٌ وانحرافٌ .. نصرٌ وهزيمةٌ


فأي الضدَّيْن منهما يجب أن نحرص على التمسك به والتشبث به والحرص عليه؟






وأيام وليالي رمضان زمااان .. لما كانت من غير ألوااان

كانت الصور أبيض واسود؛ لكن بتظهر الحقائق بدون تزييف،
وكانت شاشات التليفزيون أبيض واسود؛ لكن ياترى.. هل كانت بتظِهْر أو تنقِل الحقائق!

أجل.. كانت كلها حقائق مُجردَة، تنبعث من التلفاز في كل بيت، يدركها أصحاب العقول المُمَيِّزة للحق وأصحاب القلوب السليمة.
كانت كلها حقائق تنحصر بين لونيّ بث التلفاز -بياضه وسواده-، وتُنقَل لنا وتُعرَضُ علينا لهدفين:
إفادة الناس نسبيًا والتذكِرة بالله إلى حدٍ ما، و إلهاء الناس تمامًا عن ذكر الله!!
لكن حجم أعمال التذكرة كان أقل بكثير جدًا عن أعمال الإلهاء والإفساد!

وفي كلتا الحالتين من اختياراتنا للمشاهدة كنا نشعر بالسعادة والهدوء وعدم الصخب وقلة الصراعات؛
لكنَّ شعورًا عن شعور يختلف تمامًا!

لأننا زمان في أيام وليالي رمضان كُنَّا أيضًا بين لونين، أو بالأحرى كنا أحد
الصنفين:
مُغتنِم لساعات شهر الخيرات، أو مضيِّع لأوقات الخيرات!!

أبْيَـضٌ
و أسْــوَدٌ
إِغْتِنَـامٌ للوَقْتِ وانْتِـهــازٌ لِلْفُرْصَـة ، أو
اسْتِهَانةٌ بالْوَقْتِ وإِهْمالٌ لِلْوَاجِب



وللحديث بقية إن شاء الله، فتابعونا بأمر الله..


التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-06-2015, 03:00 AM
أبو أحمد خالد المصرى أبو أحمد خالد المصرى غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي




استكمالًا لما سبق إيجازه
من ذكرياتِ ... شهر الخير .. شهر رمضان .. زماااان زماااااان

يظلُّ حديثنا معًا عن اللونين المتضادَّيْن:
الأبيـض
و الأســود

ويظلُّ الحديث أيضًا مرتبطًا بالقلوب وألوانها، طبقًا لأصنافها وأنواعها التي أفضلها وأنفعها قوله سبحانه:

{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء: 88 ، 89

قال الإمام البغوي رحمه الله:

( بقلب سليم )
أ
ي: خالص من الشرك والشك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد.
قال سعيد بن المسيب: القلب السليم هو الصحيح ، وهو قلب المؤمن لأن قلب الكافر والمنافق مريض. قال الله تعالى :
"في قلوبهم مرض" البقرة: 10،
قال ابن عثمان النيسابوري: هو القلب الخالي من البدعة المُطمئِنّ على السُنّة.
أ.هـ

رزقنا الله وإياكم بالقلب السليم في الدنيا ويوم العرض عليه سبحانه وتعالى.

فالقلـب السليم؛ سَالِمٌ مُعَافَى و القلـب السَّقيم؛ عَلِيلٌ مَرِيض

و شتَّــــــانٌ بيــــن هــــذا و ذاك!!
قَلْبٌ أبْيَـضٌ و قَلْبٌ أَسْــوَدٌ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"
تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ،
حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ؛
عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا ، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ،
وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ
" [1]

وقال صلى الله عليه وسلم:
"
إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ،
وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ:
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} " [2]


قَلْبَيْــنِ مُتضَــادَّيْـــنِ
.............
أبْيَـــضٌ ؛ بإنكار الفتن والشهوات والإعرض عنها و أَسْـــوَدٌ ؛
مُشرَّبٌ بالفتن وحب الشهوات والإغراق فيها


أبْيَـضٌ و أسْــوَدٌ
طَـــاعَـــةٌ و مَعْصِيَةٌ
عملٌ
صالِحٌ و عَملٌ طَالحٌ
و بحسب العمل؛ فالإيمان
يــزيــد و ينقــص

ولايتحقق الإيمان إلا بالعمل، وأفضل الأعمال عند الله تعالى هي أعمال القلوب

فما أحوجنا جميعًا إلى زيادة الإيمان.. في شهر رمضان.. شهر الصوم والقرآن
نصوم فيه بقلوبنا، ونزداد في العمل الصالح بقلوبنا، والأهم هو اغتنام أيام الخيرات في تدريب نفوسنا على أعمال القلوب، التي منها:

المحبة ، الإخلاص ، الإخبات ، التسليم ، الإنابة ، الخشية ، الخشوع ، التوكل...

ولنتعرف أكثر على ما يتعلق بصوم القلب، وللفائدة؛
يرجى قراءة هذا الموضوع وباقي الملحق به، على موقع إسلام ويب:
هنــا






والآن، وبعيدًا عن أحد الضدَّيْن من الألوان؛ فلنترك الحديث عن اللون الأسود، ونجعل كلامنا عن اللون الأبيض كأفضل عنوان..
فالأبيض إشراقةٌ للنفوس وإشراقات، يأملها كل عبد في شهر الخيرات والبركات
والأبيض ضياء للقلب ونور، يسعى له كل عبد شكور، يرجو رحمة ربه الرحيم الغفور


الآن، وبعد ما مضى من أيام وليالي رمضان؛ فلنحرض كل الحرص على اغتنام ما بقي من شهر القرآن

ومن هنا أنصح نفسي أولا ثم أنتم -أعزَّكم الله جميعًا- بالتمسك بكل دقيقة من الوقت في طاعة وعبادة وتقرب إلى الله تعالى بخصال الخير،
ولنحرص جميعًا على تجديد العهد والنية الخالصة لله تعالى أن نخرج من شهر رمضان بنفس الهِمَّة والعزيمة، وأن نضع أمام أعيننا وفي قلوبنا
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديثين السابقين

ابحثوا عن مواضيع ومحاضرات أعمال القلوب واقرأوها جيدًا، واجعلوا لأنفسكم برنامجا تدريبيا على تحقيق أعمال القلوب،
اجعلوا هدفكم في الحياة الدنيا هو سلامة قلوبكم يوم العرض على ربنا تبارك وتعالى
أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، واعلموا أن الحياة الدنيا مهما بلغنا فيها من تحقيق آمالنا الدنيوية فهي زائلة لا محالة ولا قيمة لها!

ومع اقتراب العشر الأواخر وتحرِّي ليلة القدر -رزقنا الله وإياكم بقيامها إيمانًا واحتسابًا لننال أجرها-، أهمس في أذن كل باغٍ للخير:
لا تجعل الدنيا أكبر همِّك في دعائك، واجعل همَّك كله في الدعاء بطلب العفو، كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فمن ذكرياتي
في مرحلة شبابي مع رمضان زمان من غير ألوان، أعرض عليكم هذه الهمسة للتذكرة والنصح لله سبحانه..
ففي أحد ليالي شهر رمضان الوترية، وفي الثلث الأخير من الليل، حيث سواد السماء يتخلله بياض بعض السحب
(
أبيض و أسود) أيضًا،
التمست ليلة القدر، فأُريتها بتوفيق الله لي، واجتهدت في الدعاء بين النقيضين؛ طلب للدنيا وطلب للآخرة، متطلعًا إلى السماء بين وقت وآخر..

أما طلب الآخرة؛ فهو ماورد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي، وهذا طلب يرجوه ويأمله كل عبد،
لكنَّ طلب الدنيا كان للدنيا فقط!
طلبٌ اجتهدت فيه لشدة تعلق قلبي به
، فاستجاب الله لي من فضله، إلا أنني لم أقوى على بذل المجهود للمحافظة عليه!!

ضاع مني ماتمنيته وحققه الله لي، بسبب أعباء العمل وضغوطه اليومية، فأدركت وتعلمت جيدًا حقيقة الأمر..
أنَّ الدعاء والطلب والرجاء من الله تعالى في أمر دنيوي مشروع لا غُبار عليه، بل نحن مُطالبون به؛ لكنَّ التعلق الشديد بأمور الدنيا لا يصِحّ!






رمضان زمان من غير ألوان
و رمضان الآن بكــل الألوان
ويظل اللونان هما العنوان
أبْيَـضٌ
و أسْــوَدٌ
تعلقٌ بالآخرة
و تعلقٌ بالدنيا

ومقياس العنوان هو التلفاز؛ ليس لأهميته، بل لشدة خطورته ..
زمــان
و الآن
أبيض وأسود زمان و كل الألوان الآن

فالهدف واضح من زمان .. بتكثيف الإلهاء في رمضان؛ لكنه ازداد وضوحًا الآن، مع تلوّن الشياطين بكل الألوان
شياطين من الإنس، أشكال وألوان، هدفهم واحد في فتنة الناس وإغوائهم، يفخرون بأنهم فنَّانون مُفتِنون ضالّون مُضِلّون، ويظنُّون أنهم مُبدعون!
لكنهم أفَّاقون مُنافقون، يُرائون ويخدعون..
أصيبوا بعمى الألوان، فلم يعودوا
بين الحق والباطل يُميّزون أو يُفرقون؛ فأصابهم الله بسواد قلوبهم، وصاروا تائهون!!

فهل نُصاب بعمى الألوان نحن أيضًا ، و لا نُميّز بين الألوان في هذا الزمان؟!

أيليقُ بنا أن ننساق وراء من جاهروا بالعداء الصريح للإسلام، ونتابع أعمالهم المنحرفة عن مبادئ الدين الحنيف،
وعن الأعراف التي كانت سائدة بيننا؟!


بالله عليك يا من تعلق قلبك بالتلفاز وهؤلاء، بعدما عرفت حقيقتهم، وشاهدت أعمالهم الحقيرة الساقطة
هل مازلت تقبل على نفسك مشاهدة أعمالهم، في رمضان وفي باقي أشهر العام؟!!


أبْيَـضٌ
و أسْــوَدٌ
تعلقٌ بالآخرة
و تعلقٌ بالدنيا
إِغْتِنَـامٌ للوَقْتِ وانْتِـهــازٌ لِلْفُرْصَـة ، أو اسْتِهَانةٌ بالْوَقْتِ وإِهْمالٌ لِلْوَاجِب

فلنجتهد جميعًا إن شاء الله على اغتنام كل أوقاتنا في الأيام والليالي القادمة، وبخاصة في الليالي، حيث الدعاء مع القيام وتلاوة القرآن
وفقنا الله وإياكم لبلوغ ليلة القدر وقيامها إيمانًا واحتسابًا، وجعلنا وإياكم من عتقائها من النار،
وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال




__________________________
[1] رواه الإمام مسلم في صحيحه-رقم: 144، من رواية مُطَوَّلة ذكر فيها:
وقال: قَالَ أَبُو خَالِدٍ: فَقُلْتُ لِسَعْدٍ: يَا أَبَا مَالِكٍ ، مَا أَسْوَدُ مُرْبَادًّا ؟
قَالَ: شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ ، قَالَ : قُلْتُ: فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا ؟ قَالَ: مَنْكُوسًا.
[2] رواه الإمام الترمذي في سننه- رقم: 3334، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ


التوقيع



{ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } سورة الطلاق

جَعَلَنَـاَ اللهُ وإيِّاكُم مِنَ المُتَّقِيِـن
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:25 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.