انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-25-2009, 07:34 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي قصة جميلة أعجبتني ..

 

بسم الله الرحمن الرحيم

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة ....إلا إن هذهِ الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا وتملك القناعة التي هي كنز لايفنى .... لكن اكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء.
فالغرفة عبارة عن اربع جدران , وبها باب خشبي غير إنه ليس لها سقف "
وكان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادتهِ لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات خفيفة وقليلة , إلا إنهُ ذات يوم تجمعت الغيوم وأمتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة...... ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها ,فأحتمى الجميع في منازلهم . أما الأرملة والطفل فكان عليهم مواجهة أمر عصيب """
نظر الطفل إلى أمهُ نظرة حائرة وأندس في أحضانها لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقاً في البلل .....
أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته ووضعته مائلاً على الجدران وخبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر ......
فنظر الطفل الى أمه في سعادة بريئة وقد علت وجهه إبتسامة الرضا,
وقال لإمه: ماذا ياترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط المطر؟"
لقد أحس الطفل الصغير في هذهِ اللحظة إنهُ ينتمي إلى طبقة الأثرياء.....
ففي بيتهم باب"""""

ما أجمل الرضا .... إنهُ مصدرالسعادة وهدوء البال ووقاية من المرارة والتمرد والحقد..أردت بهذه القصة التي أعجبتني أن أجعلها مدخلا لموضوع الارزاق..........اعلموا يا إخوتي أن قضية الأرزاق شغلت الناس قديمًا ومنذ الأزل، والسبب في ذلك إنما هو سوء فهمها من قبل كثير من العباد، لأن الله تبارك وتعالى صاحب العظمة والجلال لو نظرنا في شرعه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنه أولى هذه القضية اهتمامًا كبيرًا لعلمه بتعلق الناس بها، ولذلك أخبرنا جل جلاله بقوله أولاً: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}، وقال جل وعلا: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}، ويقول: {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ}.

فقضية الأرزاق من القضايا التي استأثر الله تبارك وتعالى بها وحده، فلا دخل فيها لملَك من الملائكة ولا لنبي من الأنبياء ولا لولي من الأولياء، لأن الله جل جلاله يرزق عباده وفق علمه وحكمته وقدرته وتدبيره وإرادته، والدليل على ذلك أنه يرزق الكفرة الذين لا يعترفون بوجوده ولا يؤمنون به ويشركون معه آلهة أخرى، فلو أن أي مخلوق في الكون أساء إليه أحد يحسن إليه لقطع عنه عطاءه، ولكن الله جل جلاله يعلم أنهم يكفرون به ورغم ذلك يرزقهم لأنه كتب على نفسه الرزق، وضمن لكل دابة تدب على الأرض من إنسان أو غيره أن يرزقها وترك قضية الأعمال ليحاسبهم عليها يوم لقائه، ونحن أمام قضيتين كبيرتين: قضية المضمون وقضية المفروض، وكما ورد في كلام الحسن البصري عليه رحمة الله تعالى: "لا يشغلك المضمون لك من الرزق على المفروض عليك من العمل فتضيع أمر آخرتك ولن تنال من الدنيا إلا ما قد كتبه الله لك".

ونبينا صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (إن الله قدر المقادير قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)، ومن هذه المقادير قضية الرزق، فهي مقدرة للإنسان قبل أن يُخلق الإنسان، بل قبل أن تُخلق السموات والأرض، كل إنسان منا قدر الله له رزقه إما مبسوطًا وموسعًا وإما مضيقًا، وذلك وفق حكمة وعلم الله تبارك وتعالى، وليس ظلمًا لأحد وحاشا الله جل جلاله أن يكون ظالمًا، فلقد حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرمًا، ولكن الله تبارك وتعالى بعلمه بالإنسان يرزقه ما ينفعه، وقد يلح الإنسان على الله فيوسع الله له رزقه ولكنه يتضرر بذلك في دينه، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)، هذه حقيقة هي أساس السعادة الحقيقية، ولذلك قال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (ليس الغنى عن كثرة العرض - أي الأموال أو العقارات أو غيرها مما يملكه الإنسان – ولكن الغنى غنى النفس)، فمن أكرمه الله ورزقه القناعة فهو أغنى الناس، ولذلك فإن السعادة أمر نسبي ليس لها من تعريف محددٍ بقدر ما هي تأقلم الإنسان مع نفسه ورضاه بما قدره الله تبارك وتعالى له.

فإذا رضيتُ بما قسم الله لي فسأكون سعيدًا حتى وإن كان الذي يأتيني دراهم معدودة، وإذا لم أرض بما قسم الله لي فسأكون تعيسًا شقيًا حتى وإن كانت أرزاقي بالمليارات يوميًا أو شهريًا أو سنويًا، ولذلك فإن القضية هي القناعة.

وقد أُمرنا بالسعي وأُمرنا بالأخذ بالأسباب والسعي، والأخذ بالأسباب ما هو إلا عبارة عن وسيلة مواصلات تنقلنا إلى أماكن أرزاق الله التي قدرها لنا، وأما كثرة السعي فلا تؤدي غالبًا إلى زيادة الرزق، وإنما يقول الله تبارك وتعالى:
{فامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ}، فإذن فامشوا وكلوا، ويقول: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}.

إذن نحن أُمرنا بالسعي، وأمرنا بالأخذ بالأسباب، وأمرنا بالجد والاجتهاد لنصل إلى الرزق الذي قدره الله لنا قبل خلق السموات والأرض، ولذلك مهما حاول الإنسان أن يغير هذه المنظومة فهذا من المستحيل، الرزق ليس له لون وليس له طعم وليس له ريح حتى يستطيع أحد أن يتحكم فيه أو يحول بينك وبينه، الرزق يعرف عنوانك وأنت لا تعرف عنوانه، فأنا رجل أعمل في وزارة الأوقاف يأتيني رزقي في وزارة الأوقاف، وآخر يعمل في وزارة الصحة يأتيه رزقه في وزارة الصحة، وثالث يعمل في وزارة الدفاع يأتيه رزقه في وزارة الدفاع، ورابع يعمل في وزارة التربية والتعليم يأتيه رزقه في وزارة التربية والتعليم، وخامس يعمل نجارًا أو حدادًا يأتيه رزقه إلى محله الذي يعمل فيه، فأرزاقنا تأتينا إلى أماكننا ما دمنا قد أخذنا بالأسباب.

ولذلك لا ينبغي أن نُشغل أبدًا بقضية الأرزاق مطلقًا لأنها قضية تكفل الله بها وضمنها ووعدنا أن يرزقنا حتى وإن كنا غير صالحين، ولكن الرزق يُبارك فيه بالطاعة والاستقامة على منهج الله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى سبيل المثال: (من سره أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه)، فجعل الله صلة الرحم من عوامل زيادة الرزق، وهناك أمور كثيرة تؤدي في الزيادة كما أن المعاصي أيضًا تؤدي إلى تضييق الأرزاق، إلا أن الرزق لا ينقطع أصلاً، فأنت لك عند الله خزانة أودع الله فيها رزقك الذي قدره لك قبل خلق السموات والأرض، ونبينا عليه الصلاة والسلام أخبرنا فقال: (لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها).

وختاماً: فإن السعي والأخذ بالأسباب لا يؤدي إلى مضاعفة الأرزاق أو تغييرها وإنما يؤدي إلى الوصول إليها، ويؤدي إلى ما قدره الله، لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراده الله ، فإذا أراد الله أن يوسع رزقك في هذا اليوم اتسع حتى وإن لم تسع، ولكنك أُمرت بالسعي لأن الله أمرك بذلك وهو من الأخذ بالأسباب، والدليل على ذلك أن الله يرزق بعض العباد بدون عمل، كما رزق مريم ابنة عمران ورزق غيرها، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إني أبيت عند ربي فيطعمني ويسقيني).

فانشغل بالعبادة بأداء حق الله الواجب علينا وهو المفروض ونترك المضمون لله فإن الله لا يضيع أهله ولا يخيب ظن عباده به، ونسأل الله أن يوسع أرزاقنا وإياك وسائر المسلمين.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-25-2009, 07:52 PM
رحمتك يارب رحمتك يارب غير متواجد حالياً
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
 




افتراضي

جزاكم الله خيراً
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-15-2009, 05:22 PM
الشمعة المتفائلة الشمعة المتفائلة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وجزاكم الله خيرا منه
أشكرك على مرورك الكريم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
.., أعجبتني, جميلة, قصة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:13 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.