Untitled-2
 

 
 
 
العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ
 
 

رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ خاصٌّ بالأَخواتِ فقط ! ويُمنع مُشاركة الرجال نهائياً! .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 11-06-2010, 12:16 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي


نحن نحتاج أن نقول لأنفسنا فأيـن الله ؟
لا تحتاجين أن تقوليها بأعلى صوتك أمام الناس فتنهينهم عن منكر وتوقفينهم عن غيبة وتأمرينهم بمعروف ، تحتاجين تصرخين بها داخل نفسك وتقولين فأين الله ؟
لماذا تقولين هذا الكلام ؟ لماذا تفعلين هذا الكلام ؟ هذا ليس من صنيع أهل الإيمان ..هذا لا يرضي الله عز وجل أن يراه
أنا غلَّقت بابي عليّ وفعلت أشياء ، أنا ربما انتهكت حرمات الله سبحانه وتعالى
فأين الله ؟؟ والناس يروني بأحسن صورةولايعرفون حقيقتي
أين الله ؟ أين الله من هذا كله ؟
ما الفائدة إني أظن - ومسكنية أنا وكل من كانت على شاكلتي - مسكينة التي تظن أن الله عز وجل يراها ولا يعاقبها في الدنيا قبل الآخرة
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14

من عَلِمَ بأن الله يرى عَلِمَ أن هذا الذي عَلِمْ سيعاقِب ، سيؤاخِذ بالذنب حتى لو أمْلَى لنا
لكن إذا أخذنا لن يفلتنا
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14

من منا الذي أَرَّقَـتْـهُ {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14 ؟، واسترجع ذنباً فعلَه فبكى نفسه وتقصيره في جنب الله ؟

كثيرة هي الذنوب ولا نستطيع أن نحصيها
ولذلك الأمر يفلت سبحان الله من الإنسان
" عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال يَا رَسُولَ اللَّهِ , أَوْصِنِي ، قال : اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ مِنَ الْمَوْتَى وإنْ شِئْتَ أنْبأتُكَ بِمَا هُو أمْلَك لكَ مِنْ هذا كله) (أعطاه شيء يملك عليه أمره كله ويعينه على المراقبة ، يعينه على الإحسان ) قال : هذا .. وَأَشَارَ بيدِهِ إِلَى لِسَانِهِ "

أي مفتاح لهذا كله .. ما هو ياترى؟ اللـسـان

" قال بن المبارك لرجل راقِب الله تعالى فسأله عن تفسيرها فقال : كُن أبداً كأنَّك تَرى الله عز وجل "
طبعا هذه كلها أشياء تنشط بالمراقبة ، لكن قد يقول قائل :

ما هي مفاتيح المراقبة ؟

لعل أولى مفاتيح المراقبة : تـدبـر آي القرآن الكريم
لا شك أن تدبر آيات القرآن الكريم سبب للمراقبة .لماذا ؟ لأني لو عرضت نفسي على آي الكتاب وسرت على منهجه الذي رسم لي لوجدت حلولاً كثيرة لما أنا فيه ..
الله عز وجل يقول : {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ..}الإسراء9
لو أني عرضت عليكم آية من الآيات وهي {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ... }النساء108
لو عرضت ُهذه الآية . أو وما يشبه هذه الآية كقوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14
لو أنني ما عرضت نفسي يومياً على كتاب الله عز وجل لن أستطيع أن أصل إلى هذه الحالة الإيمانية التي تجعلني أراقب .. تجعلني أحاسب .. تجعلني أتيقظ .. تجعلني أكف عما أنا فيه من التقصير

فتدبر القرآن وعرض نفسي عليه مفتاح عظيم للوصول إلى حالة المراقبة وتقويتها في نفسي.
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 11-06-2010, 12:18 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

هذا الكتاب ما أُنْزِل ليُعلَّق ، ولا أنزل ليُتَبَرَّكْ فيه فقط ، ولا أنزل ليصبح في المكتبات و السيارات وعند الوسادات ..
ولم ينزل ليتخذ تميمة وغيره
وإنما أُنْزِل ليُقرأ ويتعبد به ويُتدبر ويُتأملمافيه من الآيات ويُعمل به
هذا الكتاب نحتاج ونحن نقرأه ، أن نقرأه قراءة المتدبر ، أعرض نفسي عليه عند كل آية تمر بي

أين أنا من هذه الآية ؟
لو - يا أحبة - آخذ آية واحدة فقط وأبدأ أطبقها على نفسي ، قراءة المتدبر الذي يكرر القرآن ويعرض نفسه عليه

أين أنا من هذا ؟
ولذلك أبو الدرداء رضي الله عنه كيف كان ينظر للقرآن ؟
قال : والله ما من آيةٍ في كتاب الله إلا وسائلتي يوم القيامة
الآمِرة : هل ائتمرت ؟ ، والنَّاهِية : هل انتهيت ؟
هذا شخص عنده يقين ، وأبو الدرداء رضي الله عنه كان من أهل القرآن وكان يقوم على حَلَق الذِّكر
ماذا كان يقول ؟
يقول : والله الذي لا إله إلا هو ما من آية إلا وسائلتي
إذا هو أعدّ للسؤال جواباً ، يعلم أن كل آية ستسأله يوم القيامة . ستسأله عن ماذا ؟ الآمرة هل ائتمرت ؟ والناهية هل انتهيت ؟

هذه رقابة أم لا ؟ .. هذه رقابة
من أين تأتي الرقابة ؟ بأنني أعرض نفسيعلى القرآن ثم أنظر هل تمثلت أمره ونهيه في هذا الموضع؟!
لا تظنون أن الآيات هذه كلها نزلت لجيل الصحابة فقط ، إنما كل هذا الخطاب لنا نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ .. } ، ماذا كان يقول عبد الله بن مسعود عنها ؟؟
يقول : إذا قال الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ .. }فأرعِ لها سمعك ، فإنماهو أمر تؤمر به ، أو نهي تُنهى عنه .

أين نحن من هذا ؟!

ما في القرآن هو خطاب لنا نحن ، ما فيه من مواعظ الرب عز وجل هو وعد لنا نحن ، ما فيه من وعيد توعد الله عز وجل لمن خالف ، ما فيه من وعد .. وعد لأهل الإيمان الذين صبروا ، ما فيه من أوامر هي لنا نحن ، ما فيه من نواهي هو نهي لنا ، ما فيه - - من عظات ومن حض ومن حث كله لنا نحن ليس لأشخاص آخرين .

ولذلك لو استشعرنا مثل هذا الأمر لقامت رقابة الله في قلوبنا

نحن نحتاج حقبقة ليس إلى تلاوة القرآن فقط ، بل نحن نحتاج إلى أن نتدبر كلام الله عز وجل
وهذا لا يأتي مرة واحدة يحتاج إلى دربة ومران

لو تقفين عندآية واحدة وتمررينها على قلبك ستجدين الأثر ولابد!، وهكذا كانوا يعرضون القرآن على قلوبهم
يعني يكرره قراءةً مرة واثنين وثلاث . لماذا ؟ حتى يقف على الآية كأنه أول مرة يقرأها
يعرضها على قلبه حتى تداوي الأمراض التي في قلبه ، فتُحدِث أثراً على بدنه وعلى جلده وعلى قلبه وعلى عينه وعلى سلوكه وعلى حياته .
فكانوا يتون القرآن والإيمان معاً ، يؤتون العلم والإيمان معاً
لكن نحن فقط نهذه هذ الشِعْر ، نقيم حروفه ولا نقيم حدوده ..
أين ستكون الرقابة إذا لم نعرض أنفسنا على القرآن ؟
هذا أمر ..


الأمر الآخر يا أحبة ممّا يعين على الوصول إلى مراقبة الله عز وجل:
الـتَّـعَـبُّـد لله عز وجل بأسـمـائـه وصـفـاتـه والتعبد بمقتضاها:
كيف نتعبد لله عز وجل بأسمائه وصفاته ؟
نحن لو أردنا أن نستعرض أسماء الله التي نحتاجها في إيجاد أو تحريك أو في شحن القلب بمعنى الرقابة.نجدها كثيرة
من هذه الأسماء التي تعرض لنا على سبيل المثال، وتدل على مراقبة الله عز وجل وتحيي هذا المعنى في أنفسنا ..
العليم – الخبير – السميع – الرقيب – المحيط – البصير – الحفيظ – الشهيد ..
هذه كلها من الأسماء التي نحتاج إلى أن تعبد الله عز وجل بها

التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11-06-2010, 12:19 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

دعونا نأخذ اسم من أسماء الله كمثال وننظر كيف تعبدنا لله به؟ كيف استشعرنا ؟
( )
لماذا الله عز وجل قال { وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148 ؟ لماذا قال الله وهو { الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ }التحريم3
نحتاج إلى أن نعود إلى المعنى
ولو أننا تأملنا قول الله عز وجل { وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة137 أو { وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
أنا مؤمنة بأن الله هو السميع إيماناً جازماً ولكن مامقتضى هذا الإيمان بهذا الاسم وهذه الصفة؟
إذاً علينا أن نتدبر القرآن ومافيه من الأسماء والصفات التي هي لله عزوجل ومقتضيات الإيمان بهذه الصفات ، وهو مايسمّى بالتعبد لله بأسمائه وصفاته ، الاثنين معاً تدبر القرآن والتعبد لله عزوجل بمقتضى أسمائه وصفاته
خذي آية من الآيات خُتِمَت باسم من أسماء الله هذه واقرئي تفسيرها وتدبريها ومرريها على قلبك وانظري أين أنتِ منها ؟
إذا قال الله عز وجل عن نفسه السميع ، ماذا يجب عليّ أن أثبت لله عز وجل ؟


ما موقفي من هذا الاسم ؟
ماذا يجب عليّ أن أُثبِت ؟

أثبت صفة السمع لله ، أن الله يسمع سمعاً حقيقياً ، سمعاً يختلف عن سمع المخلوقات ، سمعاً يليق بجلاله ، سمعاً من غير تكييف ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تحريف ؛ إنما سمع يليق بجلاله

نحن نثبت لله السمع
هذاالسمع يختلف عن سمع البشر والمخلوقات { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الشورى11
نثبت لله سمعه ، ونثبت لله بصره

سمع الله عز وجل يسمع كل شيء ، بعمق هذا المعنى أنا أقول لك استشعريه ..
يسمع دبيب النملة السوداء ، دبيبها وقع أقدامها ، النملة الحقيرة التي لا نراها
الأشياء التي لا تُرى يسمع دبيبها ، حركتها ، أصواتها ، حتى هذه الهوام التي لا تُرى ، حتى الكائنات التي لا تُرى يسمع الله عز وجل حركتها في الأرض
دبيب النملة السوداء في ظلمة الليل البهيم,يسمع وقع أقدامها على صخرة سوداء في ظلمة الليل ..
ويبصر من فسر أنه بصر الله عز وجل ، يقول:يبصر دبيب النملة :أي:وقع أقدام النملة السوداء على صفاة سوادء أو ملساء في ظلمة الليل ..

نحن آمنا بأن هذا السمع هوسمع للأشياء الخفية ، {يعلم ُسِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ ..}الأنعام:3الأنعام3، { وربك يعلمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النحل19 ، {.. مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25
يعلم .. يسمع كل هذه الأشياء الخفية ،حتى الوساوس يسمعها مهما دقت مهما عظمت يسمعها الله عز وجل


ماذا يكون في قلبك ؟ يكون في قلبك عظمة الله
فقط عظمة الله ؟!
إذا كان الله يسمع أين أنتِ من سمعه ؟
أين أنا من سمع الله ؟؟
حينما أتكلم بكلام لا يرضيه هل يغيب كلامي مهما أخفيته ؟!
هل تغيب النية ؟ مهما أخفيت,لو كانت نية ملوثة أردت فيها ثناء الناس ، أردت فيها مكسباً دنيوياً, عرضاً من أعراض الدنيا ، أردت فيها أن أظهر بين الناس

أقرأ ليُقال قارئ ، وأتصدق ليُقال متصدق ، وأعمل في الأعمال الخيرية ليقال أني كذا وكذا ... ، وأُعَلِّم الناس حتى يعرفون أني كذا وكذا ..
{وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النحل19
يسمع النية الخفية ، يسمع الأقوال البارزة الظاهرة والخفية، ويسمع الحركات ، ويسمع حقائق الأشياء بداخل نفسك ، حقيقة كل الأمور يسمعها ، أين أنت من هذا كله؟

إذا كنت أوقن بأنه يسمع كل شيء إذاً أنا لا أستطيع أن أخفي عن الله شيء ولذلك لا بد أن يكون سِرِّك وعلانيتك سواء

هذا يجعلني أقف .. أنتبه للشيء لا أتكلم فيه إلا وأنا أراقب قولي ، وأنتبه للشيء لا أفعله إلا وأنا أراقب فعلي ، وأنتبه للشيء لاأنوي فيه إلا ماينجيني عند ربي ، وبالجملة :يكون عندي رقابة
لأن في قلبي عظمة للسميع ، استشعرت عظمة الرب عز وجل وسمعه الذي لا تخفى عليه خافية
{سَوَاء مِّنكُم من أر القول ومن جهر به.وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ }الرعد10 .. الأمر سيان عنده سبحانه
{.. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ..}الأنعام73 .. الأمر سيان عنده
{.. مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25 ، {.. سِرّاً وَعَلاَنِيَةً ..}البقرة274
كل هذه الأمور عند الله عز وجل سيان

إذاً هذا يجعلني أقف .. وأعرف من أنا ؟؟ ومن هو الله ؟؟أعرف حقيقة نفسي وقدرها ومن هو الله وكيف هي عظمته؟!
وإذا وقفت مع اسم العليم – – يعلم كل شيء ، يعلم ما كان وما هو كائن الآن ، وما سيكون وما لم يكن أن لو كان كيف يكون
حتى الشيء الذي لم يحدث لم يكتبه .. لو كان كيف يكون
علمه وَسِع كل شيء علماً، ما في شيء يغادر علم الله ، ما في شيء يخرج عن علم الله {.. أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12
ويعلم حقيقة ما في صدرك
إذا ما أحتاج أن أغش في النية ، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ ..}غافر19 ، عيني لماذا تطرف ؟
أنا أعتقد نفسي ما شاء الله نظرتي نظرة صالحة ، كافَّة بصري عن المحرمات، لكني أخون وأنظر إلى حرمات الله والله يعلم حقيقة هذا الطرف ....



إلـى لـقـاء فـي الدرس القادم بإذن الله ..
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-10-2010, 07:59 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

:: الجزء الثاني ::



إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونَسْتَعينُهُ ونَسْتَهديه ونَسْتَغفِرُه ، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُه ، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصَحَ لهذه الأمّة وجاهَدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ وتركَنا على البَيْضاء ليلُها كنهارِها لا يَزيغُ عنها إلا هالِك ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبِهِ وسلَّم تسليماً كثيراً ....


أما بعد ،،


كنّا قد تحدثنا في الدرس السابق عن عمل من أعمال القلوب وهو المراقبة ولم نُكْمِل الحديث عنهُ ، ولعَلَّنا أخَذْنا نقطتين مِن النقاط التي تناولنا فيها كيف نُقَوِّي مراقبة الله لأنفسنا ؟ أو ما هي مفاتيح المراقبة ؟ أو كيف يستطيع العبد أن يتَخَلَّق أو يصل إلى مَرْتبة أو مَقَام المراقبة ؟

لكن قبل ذلك أنا أريدكم أن تَسْتَشعِروا معي حقيقةً أننا نحتاج إلى هذه المراقبة كَوْنها عمل من أعمال القلوب ، وأعمال القلوب تكاد تصل أحياناً إلى مرحلة الوُجُوب - والناس يتفاوتون فيها - أي من أعمال القلوب منها ما هو واجب ومنها ما هو دون ذلك ، لكن لا شك أنه عمل من أعمال القلوب والناس لَيْسُوا على درجة واحدة في مُراقبتهم لله عز وجل ... هذا إن شاء الله متفقين عليه

الأمر الثاني : أن هذه المراقبة وسيلة أيضاً ، كونها عبادة يتعبَّد بها الإنسان لله - عز وجل - لأنه يُحقق التعبُّد لله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاتِهِ العُليا

العبد الذي لا يَسْتشْعِر رَقابة الله لا شكّ أنهُ يغيب عنه معنى اسم " العليم والمحيط والخبير والشهيد والرقيب والحفيظ والسميع والبصير" وكأنه جعل الله - عز وجل - أهون الناظرين إليه

هو يقول ذلك بلسان الحال ، لا بلسان المقَال
لا شك أن الإنسان حينما يعصي الله - عز وجل - لن يستشعر في حالة عصيانه أن الله يراه

لن يقع في قلبه مثل هذا الأمر أو ربما يكون قارف المعصية وهو عنده تردد وخوف ، لكن الرقابة ليست قوية بحيث أنها تحجب هذا الإنسان عن مواصلة اقترافه للمعصية .

يعني مثلاً حتى أقرِّب لكم هذا المعنى ..
المراقبة قد تكون شيئاً ذِهْنياً بالنسبة لنا فالإنسان مراقب الله - عز وجل - ويؤمن بأن الله سميع وعليم وبصير و... إلى آخره ولكنها معرفة ذهنية لاتجاوز الذهن وليس لها أثر في كبح العبد عن مقارفته للمعاصي ووقوعه في المخالفة

هذه المراقبة كما قلت لكم نحتاج لها لماذا ؟ لأنها
أولاً : كونها عبادة نتعبد لله عز وجل بها
الشيء الثاني : أنها تعيننا على أمور أخرى ( يترتب عليها أمور أخرى ) من إتيان العبد للطاعة وكَفّه عن المعصية والتأدب مع الله عز وجل

يترتب على هذه المراقبة أن الإنسان يُحسِن مع الله , يعبد الله عز وجل على الوجه المأمور به
وهذه المراقبة ليست على درجة واحدة وإنما يتفاوت الخلق فيها

لا شك أننا كلنا نؤمن أن الله عز وجل يرانا .. يسمعنا .. يبصرنا .. خبير بأحوالنا .. الله سبحانه وتعالى شهيد ..الله حفيظ .. يُحصي علينا كل صغيرة يحصي علينا أنفاسنا هذا نعلمه حقيقة

ولكن ما قوة هذا العلم في كفّنا عن المعاصي أو حّجْزنا عن المعاصي ؟؟ الناس يتفاوتون في ذلك
هذا العلم قد يكون مجرد معلومة في أذهاننا نؤمن بها لكن هل الإيمان على درجة واحدة ؟ هل يصل إلى درجة اليقين ؟ الخلق يتفاوتون في ذلك

وهذا يجيب على سؤال ، نحن نعلم أن الله عز وجل يقول لنا "{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14 نعم الكل يعلم بأن الله يرى ، المسلم يعلم بأن الله يرى ، ولكن لماذا نجد أنفسنا نتجترئ على معاصي الله بفعل المحرمات وترك الواجبات ؟ وعدم سلوك مسلك الأدب مع الله عز وجل ما السبب ؟

لأن هذا العلم لم يصل إلى درجة اليقين بحيث أنه ينتقل بنامن المعلومة إلى اليقين القلبي الذي يُباشر القلب حتى أن العبد يصل إلى المرتبة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم حينما سأله جبريل - عليه السلام - وسأله عن معنى الإِحْسَان فقال " الإِحْسَان : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "

استشعري معي هذا المعنى
وهل حقيقة نحن نحققه ؟ نحن نعلم أن الله يرانا
أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ

هل نحن نستشعر ونحن نؤدي العبادات والطاعات أو المعاصي التي نفعلها أنّ الله يرانا؟.. هل نستشعر أننا ونحن نقترفها أننا نرى الله فيكفنا ذلك الخوف أوذلك الحياء عن المواصلة؟ ؟

و حتى أقرب لك المثال الأول
الحديث مرتبتين : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ

في فعلنا للطاعات أو فعلنا للمعاصي هل نحن نستشعر حقيقة ونحن نقترف المعصية أو نفعل الطاعة وكل واحدة تضع نفسها في هذا الموقف حتى نجيب على كثير من التساؤلات التي تمر بنا يا أخوات

ونحن ما طرقنا هذه الأعمال إلا لننزلها حقيقة على حياتنا ونرى كيف تكون أمور ملموسة وتطبيقية تصل إلى درجة العمل وليس فقط المعلومة

الآن أنا لما أفعل الطاعة ، أفعل الطاعة وأنا مقصرة فيها أو أفعل المعصية وأنا مُجْترِئة عليها . هل أنا استشعرت المرتبة الأولى ؟ أنني وأنا أفعلها خالية كأنني أرى الله ؟ مثل ما ترين رئيستك في العمل ؟ مثل ما ترين شخص تتحشمي منه ؟ مثل ما ترين الرجل الصالح من قومك الذي لا تريدين أن يراك وأنت تقترفين المعصية ؟ هل نستشعر ونحن نفعل الطاعة ونحن نجترئ على المعصية شعورنا مثل ما يكون شخص معنا يرانا ونحن نقصر في الواجب ؟ ونجترئ على المحرم ؟

لا شكّ أن الناس يتفاوتون في هذا ..

يتبع ...
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 03-03-2011, 03:06 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

المرتبة الثانية :

دعينا من المرتبة الأولى وهي " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " فهي عـالـيـة
- -
هل نَسْتَشْعِر حقيقة أننا ونحن نفعل الطاعة ( أنها ليست كما ينبغي ) أي أن فيها شيء من التقصِير ،و ليسَت على الوجهِ المأمُور به ؟ ..هذه واحدة
أو أنا أَجْتَرِئ على المعصية وأفْعَلها ، هل أنا حقيقة أسْتشْعِر أنّ اللهَ يرانـي ؟ فيقع في قلبي الخوف فأَكُفّ كَما كَفَّ ذلك الرَّجُل الذي ذَكَرَهُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من الثلاثة الذين أُطْبِقَت عليهم الصخرة من بني إسرائيل ولعلنا نذكر هذه القصة .

هل اسْتَشْعَرْت حقيقة مثل ما اسْتَشْعَر ذلِك الرَّجُل لَمّا جلس بين شعبها الأربع ( لما جلس بين رجليها ) كما أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرادَ منها ما يريد الرجُل من المرأة ، وكان مُحِبّاً لها وقد مَكَّنته مِن نفسِها رَجَاء ماذا ؟ بعض الدراهم ، لأنها كانت تَعُول صِبْيَة صِغار مسؤولة عنهم ، ومكنته من نفسها وهي تخاف الله فلما اقتربَ منها فقالت : اتقِ الله ولا تَفُضَّ الخاتِم إلا بحقِّهِ

هي امرأة تخاف الله فوَعَظَتْهُ هذه الموْعِظَة
هل تعجبين من حالها أم من حال هذا الرجل ؟ بالله عليكِ هل تعجبين من حالها أم من حاله ؟
خوفها مِن الله في آخِر لحظة رغم أن هناك ضغوطات كثيرة عليها ، وهي محتاجة للمال لفقرها ألَمَّت بها سنة من السنوات ومحتاجة أن تَرعى أولئك الصبية حتى لا يموتون أمامها ، وقالت له: اتقِ الله ولا تَفُضَّ الخاتِم إلا بحقِّهِ

أم تعجبين من صَنيِع ذلك الرجُل الذي تمكَّن مِنها ما إن تمكَّن منه أي رجُل لا يستطيع أن يَتَراجَع سبحان الله العظيم!

ولكنَّهُ الخوف مِن الله .. رقابة الله عز وجل

من كان معهما ؟ لا أحد ..
فقام عنها وترك المال لها ، اللهمَّ إن كُنْت تعلم أنني فعلتُ هذا مِن أجلِك أو خوفاً مِنك أو ابتِغَاء مَرْضاتِك أو ابتغاء وجْهِك ( أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ) اللهم فافرج عنّا ما نحنُ فيه .

هذه الحالة ،من الرقابة في هذه اللحظة: كأنه يراه

لاحظي – سبحان الله العظيم – انظري الرقابة ماذا صنعت ؟ الرقابة التي نحتاجها .. نحتاجها جداً ، وكل ما غفِلنا عنها أو - - حدث منّا شيء من التراجُع أو النقْص أو القصُور.
نحن نحتاج إلى أن نُنَشِّط الرقابة في نفوسنا لأنها غير كونها عبادة نتقرب بها إلى الله عز وجل ؛ إلا أنها تُعيننا على أشياء كثيرة نحن نحتاجها .


تُعيننا على أن نعبد الله عز وجل على الوجه المأمور به ، فعلاً للطاعة وتركاً للمعصية ، تعيننا على تقوى الله عز وجل ، تعيننا على إتقان العمل وإحسان العمل سبحان الله العظيم ..

ولذلك مَنْـزِلة المراقبة جمعها حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكرتُه لكم " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "

بعض أهل العلم قالوا هذا الحديث مرتبة واحدة ، أي المرتبة " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " هذه مرتبة واحدة
هذا الحديث مرتبة واحدة كأنه تفسير واحد ، وهي الخوف من الله سبحانه وتعالى

لكن بعض العلماء – وهذا القول يرجحه بن القيم – يقول أنها مرتبتين :
المرتبة الأولى : " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ "وهي الأعلى ، فإذا لم يستطع العبد أن يُحَصِّل ذلك فإنه ينْحَطّ إلى المرتبة التي بعدها
وهو أن يستشعر أن الله يراه وهذا هو اختيار الحافظ بن القيم رحمه الله

تقولوا لي ما معنى هذا الكلام ؟
أقول هم قسموه إلى قسمين :
- أن تعبد الله كأنك تراه فهذه عبادة ، هذه مراقبة الله عز وجل ، المرتبة هذه مراقبة الله أو الإحسان مع الله أو إتقان العمل
كأنك تراه : عبده بماذا ؟ أي كان مبدأ المراقبة قائم ومبنيٌ على المحبة ,فالمحبة عنده أعلى فلذلك هو مُستشعِر أن الله معه
ما يغيب عنه الله عز وجل ، عالم الغيب والشهادة ، فهو يستشعر أن الله معه ، إن كان يقارف المعصية ، كان محيط به ، شهيد ، حفيظ .. فهو كأنه يراه
هنا هذه المرتبة الأعلى أن تعبد الله كأنك تراه وهي الأعلى ..هذه بالمحبة

فإذا لم يستطع العبد أن يُحَصٍّل ذلك فإنه ينحَطّ إلى المرتبة التي بعدها وهو :
أن يستشعر أن الله يراه .. وهذه بالخوف ( يكون الخوف عند أأعلى )

ولا تظنين من هذا الكلام أننا نقول اعبدي الله بالمحبة ، أوالذين يعبدون الله بالمحبة أعلى ، والذين يعبدون بالخوف أقل .... لا
أصلاً أي عبادة من العبادات لا تقوم إلا على ثلاث ركَائِز ( ركائز العبودية ) :
أي عبادة سواء كانت عبادة قلبية أو عبادة جوارح ، لابد أن يتوفر فيها ثلاث شروط أو ثلاثة ركائز
- عبادة الله بالمحبة ........ والخوف ............والرجاء

هذه الثلاثة لا تنفك عن بعضها ، لابدمنها في أي عبادة .. والله ما يقبل منا عبادة بدون محبة وبدون تعظيم
والمحبة داخل فيها الرجاء.
والتعظيم هو الخوف


إذن هنا ثلاث ركائز في أي عبادة أنتِ تفعلينها وإلاكانت مردودة عليك غير مقبولة منك
لكن هنا لما يقسم هذا الحديث المرتبتين يقول محبة وخوف

بمعنى أن استحضارك لعبادة الخوف وشعور الخوف من الله عز وجل " فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " أو استشعارك المحبة وكأن الله قريب منكِ جداً شهيد على عملك حفيظ ، هذا يجعلك - - في حالة من الحياء والأدب مع الله
فأنتِ دائماً مستشعرة أن الله قريب منك محيط بك أنتِ تستحين أن تفعلين مثل هذا الأمر ، أنت تستحين أنك تقصرين ، من الذي ولَّد هذا الحياء ؟ من السبب في توليد هذا الحياء ؟ إنها الرقابة وتحقيق المرتبة الأولى التي هي بالمحبة ..عبادة الله عز وجل هنا للمحبة
وإذا تحققت هذه - - يقول وإذا تحققت للعبد لم يكن التِفاتُه للمخلوقين فيتزيَّن لهم ويتصَنَّع ويكون مُحاسِباً على حدودِ الله عز وجل في الجَلْوة ويكون مُنْتَهِكاً لحرماته في الخلوة فإن هذا لم يُراقِبُه

انظري للفائدة العظيمة التي استخرجها من هذا الكلام
إذا تحققت للعبد الإحسان ، المرتبة التي هي المراقبة " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ " لو حققها العبد لن يكن منه الْتِفات للمخلوقين
لأن الإنسان لو التفت لله عز وجل لن يهمه المخلوقين ، لكن لو التفت للمخلوقين لأنه يعنيه فقط أن يرضى الله عز وجل عليه ، يخاف أن الله عز وجل يراه على عمل سيء ، فلذلك هو دائماً قلبه مُلتفت ينظر إلى الله عز وجل ، يرى الله عز وجل
أنا فعلت المعصية قلت هذه الكلمة الله سيغضب عليّ الله سيسخط عليّ ، أن فعلت هذا الشيء أو قصَّرت فيه سينقص من محبة الله عز وجل لي ، الله عز وجل لن يحبني كما يحب مثلاً رجُل من المؤمنين أكْمَلَ هذا العمل ، فتجدينه مُلْتفِت قلبه تماماً إلى من ؟ إلى الله ، مُبتعِداً عن المخلوقين لا يلتفت إلى المخلوقين .

بينما لو فقد الرقابة - سيلتفت إلى المخلوقين ويبدأ يتزين لهم لأنه يريد مدحَهم وثَنائَهم ويتصنَّع لهم
، فإذا تحققت للعبد هذه المرتبة ( مرتبة المراقبة ) لن يكن التفاته للمخلوقين فيتزين لهم ويتصنع ، ويكون محافظاً على حدود الله عز وجل في الجلْوة ، يمثل أمامهم أنه رجُل صالح أو امرأة صالحة ظاهرها الاستقامة ومُتحَجِّبة أوتقرأ القرآن وحافظة .. وإذا خَلَتْ - - بمحارم الله ماذا ؟ انتهتكتها ..

وهذا حال كثير ،و هذا شيء نراه ، تجدين أن المرأة ( ولا نشكك في إخواننا ولا أخواتنا ) تجدين كثيراً منا ، تجدين الهيئة والمظهر - ما شاء الله - وربما تجدين يهذ القرآن هذاً كما يقولون ، حافظ لكلام الله عز وجل - ما شاء الله - لا يُخطِئ في حرف، ولكن هذه أمور سهلة ما تُكلِّفه شيء ، الجلْوة أمام الناس يتصنَّع ويتزين فيها ، ما تكلفه أي شيء ..

لكن الحقيقة والعمدَ ةعلى ما يكون في الخلوات ، إذا خَلوْا بمحارم الله انتهكوها
فإذاً هنا .. من يكون منتهكاً لحرمات الله في الخلوة فإن هذا لم يراقبه في الحقيقة .

الأشياء العجيبة التي يراها الواحد منا كثيرة
يقول أحد المشايخ - تجد الرجل يكتب السؤال يريد أن يستفتي الشيخ ويسْتحي من هذا الشيخ أن يعرف من هو ؟
أي يكتب السؤال فيه مشكلة .. أنا زنيت أو أنا وقعت في محرم أو فعلت شيء من المحرمات ، يكتب السؤال تجدينه يبدأ يلم الورقة ويحاول ما يظهر أبداً ولا يكتب اسمه أو حتى لو سأل عنه صاحب هذا السؤال ما يرد ، يخاف أن أحداً يعرف شخصه أنه فعل هذا ..

تجدين هذا التردد وهذا الخوف منه ممن من الناس - وهذا نجده في أنفسنا - ولكننا نفعل هذا أمام الله ، نفعله وهو يرانا سبحانه وتعالى ، يرانا لا نغيب عن عينه سبحانه وتعالى ، هذا من البشر لا يملك أن ينفعني أو يضرني وإذا سقطت من عينه ماذا يصنع لي ؟ ولا شيء ..
ولكن تجديننا خوفنا وحيائنا من مخلوق أكثر من خوفنا وحيائنا من الله عز وجل ..

فإذاً نحن نحتاج للـمـراقـبـة كـثـيـراً

التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مما, أعلام, القلوب.., تُحبين, صلاحه؟؟, سلسلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 07:15 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.