Untitled-2
 

 
 
 
العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ
 
 

رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ خاصٌّ بالأَخواتِ فقط ! ويُمنع مُشاركة الرجال نهائياً! .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-01-2010, 09:05 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




New سلسلة أعمال القلوب.. ألا تُحبين صلاحه؟؟

 

السلام عليكُن ورحمة الله وبركاته

بسم الله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده مُحمد بن عبد الله صلوات الله وسلامهِ عليهِ
أما بعد:

كم من أُخت تشتكي حال قلبها وتُريد صلاحه؟
ولكنها لا تبدأ فيه تغيرهُ بداية صحيحة أم لا تعلم كيف تفعل
حتي ترجع كما كانت فى بداية الهداية
فهل فكرنا يوماً في العيش مع الله بالقلب؟؟
فهل فكرنا كيف نجعل الله رقيب علينا فى جميع أحوالنا؟؟
فعلينا بترك الدُنيا بما فيها من هموم وأحزان ونرحل للعيش
مع المولي عز وجل وعبادته عبادة قلبيه لا عادة

ولذلك أحبببت اليوم أن أُقدم إليكُن سلسلة أعمال القلوب
فقد قراتها بـ دار لَبِنات الإلكتروني

وهذه السلسلة قدمتها الأُخت الداعية عطـاء حفظها الله
والذي تُقدمها كل أسبوعين يوم الإثنين
بقاعة النور بـ دار لَبِنات الإلكتروني
وقامة بتفريغ الدروس الأُخت إشراقة مُعلمة القرآن بالدار حفظها الله

وما أنا إلا ناقلة للدروس

فأسأل الله عز وجل أن يبارك في الأُخت الداعية وفي الأخت إشراقة التي قامت بالتفريغ
وأن يبارك في الأخوات القائمين علي الدار
وأسأله سُبحانه أن يجعل ما قدمهُ في ميزان حسناتهم يوم القيامة
وأسال الله عز وجل أن ينفعني وإياكُن بها
ويرزُقني وإياكُن الإخلاص والصدق وصلاح القلوب
آمين .. آمين .. آمين
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-01-2010, 10:01 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي







بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونَسْتَعينُهُ ونَسْتَهديه ونَسْتَغفِرُه ، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا ، من يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ ورسولُه ، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصَحَ لهذه الأمّة وجاهَدَ في اللهِ حقَّ جهادِهِ وتركَنا على البَيْضاء ليلُها كنهارِها لا يَزيغُ عنها إلا هالِك ؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبِهِ وسلَّم تسليماً كثيراً ....


أما بعد ،،


أحبتي في الله ...
لا شك ونحن ننظر في أحوالنا هذه الأيام ، ننظر أمراً عجباً ، وأحوالاً عجيبة, ذلك أنّ الغفلة قد استحكمت والقلوب قد شُغِلت وقسَت .
و المنكرات أصبحت تدخل إ بيوتنا بكل سهولة ويسر، وأصبح أحدنا يستطيع أن يَهْتـِك سِترَ الله - عز وجل - بين يديه دون أن يخاف رقابة أحد من الناس . ويزداد الإنسان أَشَراً وبَطَراً حينما يظن أنّ الله - عز وجل - بما أسْبَلَ عليه من سِتْر - وحَلُمَ عليه ؛ يظن أن ذلك عدم عِلْم من الله - عز وجل به - أو أنّ الله عز وجل لا يراه { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق !!.
صدقاً ..نحن نحتاج للحديث عن مثل هذا الموضوع ..
و أن نوجد تلك العين التي ترقُبنا في حركاتنا وسكناتنا . عَينٌ داخلية ، رقابةٌ ذاتية ، نستشعر بها معِيَّة الله - عز وجل - عينُ المؤمنِ البصيرة المتيَقِّظة التي استشعرت أن الله معها وحققت قول ذلك التابعي الذي ربى في نفس غلام صغير هذه المعاني الجليلة ... "استشعار معية الله عز وجل ".



نحن نحتاج للحديث عن مثل هذا الموضوع لأن القلب قسَى وبَعُد وغَفُل واغْتَرَّ بما عنده .حينما يرى الإنسان أنّه يُسرِف على نفسه في سرِّه وعلانيتِه بالمعاصي والله - عز وجل - لا يعاقبه ولايعجّل له في الجزاء!
ومسكين هذا المعاقب وهو لايشعر ظاناً أنّ العقوبة لا بد أن تكون شيئاً محسوساً مادياً , وما يدري المسكين أنّ قسوة قلبه هذه أكبر عقوبة يعاقب بها لو يدري!
يغضب الله – عز وجل – بها على قلبِ أحدنا ، ما نشعر به من قسوة .
نحن نحمل صخوراً في صدورنا لو تعلمون ! نتمنى أن يسيل الدمع ويجري ولكن أنّى لقلوب ٍأجدبت أن تجود بمائها إلا أن يرحمها ربها سبحانه وتعالى.، نتمنى أن تقشعر الأبدان ، و أن تهزنا المعصية قبل أن نُقدِم عليها فنرجع من أجل الله عز وجل !و نتمنى أن نكف عن أن نهتِكَ ستراً لله - عز وجل - طَوَاعِيَةً لله !
كم نتمنى أن نقبل على الله طاعة ننشط لها من أجل الله - عز وجل - ، وكم نتمنى أن نترك شهواتنا من أجل الله عز وجل !.





كــل هذا لـمـ لا يكون ؟؟



هذا السؤال نريد أن نطرحه على أنفسنا, ونريد أن نرى كيف يكون ؟ أو ما هو المحرك لهذا كله ؟ وما هو المانع من هذا كله ؟ سؤال نسأله لأنفسنا .. لماذا نجْتَرِئ على حُرُمات الله عز وجل ؟ لماذا نلبِس لِبَاس أهل الإيمان أمام الناس ثم إذا خلونا بمحارم الله انتهكناها ؟ لماذا نجد قسوة في قلوبنا ؟ لماذا نحن مستمرون على ما نحن عليه لا نُـغَـيِّر ولا نُبَدِّل ولا يزداد حالنا حسناً ؟ لماذا لا نشعر برقة في قلوبنا ؟ لماذا تستحكم هذه الغفلة يوماً بعد يوم ؟.
مع أنرصيدنا في العلم يزداد - و يُسّرت لنا أسبابه ، ولكننا نزدادُ سوءاً وجهلاً وبُعداً وغفلة ورَقْدة – وتعلق وتمسك بالدنيا.- سبحان الله ! ما أعجب الحال!
لهذا نحن نحتاج أن نربي في أنفسنا مثل هذا الشيء..ألا وهو مراقبة الله عزوجل فهو صمام أمان لنا في دنيانا .


، دعوني أذْكُر لكم هذه القصة لسهل بن عبد الله التَّسْتُرِيّ وكيف ربى خاله معنى الرقابة في نفسه وهو طفلٌ صغير عبد الله بن سِوَار ..
يقول : أنني كنت غلاماً ثلاث سنوات أو أربع سنوات من العمر وكنت أنام عند خالي عبد الله بن سِوَار وكنتُ أقوم في الليل فأجده يصلي ( كان يجد خاله عبد الله بن سوار يصلي ) فيقول أقوم أنظر إليه وهو يصلي ثم إذا انتهى من صلاته أتاني وقال لي :
يا سهل قل : " اللهُ مَعِي .. اللهُ شاهِدي .. اللهُ ناظِري "
ثم أقولها ثم يقول : كرِّر، فأكررها ثلاثاً ، ثم في اليوم الثاني يقول : كرِّرْها سبعاً ، وفي اليوم الثالث إحدى عشر مرة ، وكان يكرر عليّ مثل هذا الأمر مدة طويلة وهو كلما بِتّ عنده كان يُعَلِّمني مثل هذا الأمر،
يا سهل قل : " الله مَعِي .. الله يَرانِي .. الله ناظِري .. الله شاهِدي " ، ويكرر مثل هذا الأمر .



لاشك أنّ الخال لم يكن مقصوده العدد ، وإنما تَلْقِين الطفل مثل هذا الأمر لعلَّه في يوم من الأيام يَتَفَكَّر أن لهذا مَغْزَى حينما ينضج ويكمل عقله ، وحقيقة كان يريد أن يُربِّيه شيئاً فشيئاً ، وغالب ما تكون نربيتنا لأبنائنا في أول نشأتهم تلقينهم بعض الأمور
فالأمر بدايته يكون تلقيناً ثم يعوا مثل هذه المعاني ، حينما يكبرون ، فيُبنى في نفوسهم شيئاً عظيماً وهذا ماسلكه رسولنا صلى الله عليه وسلم مع ابن عباس رضي الله عنه عندما كان غلاماً صغيراً وقال له:"احفظ الله يحفظك"فعقل عنه هذه الوصية رضي الله عنه .


وانظري إلى هذا الرجل البارّ الـمُربِّي ماذا قال لابن أخته بعد مدة من التلقين ؟ وكان يلقنه يوماً بعد يوم يقول :
قل : " الله مَعِي .. الله يَراني .. الله شاهِدي .. الله ناظِري "
ثم بعد مدة , قال له : يا بُنَـيّ من كان الله معه ومن كان الله ناظره وشاهده ويراه أفيعصيه ؟!
أفيعصيه ؟ من كان الله معه ومن كان الله ناظره ومن كان الله شاهده ومن كان الله يراه . أفيعصيه ؟؟ فترك الدرس معلقاً في نفس هذا الغلام .يُبنى الإيمان والخشية شيئاً فشيئاً مع توالي الأيام والسنين



- كيف أصبح هذا الغلام الصغير سهل بن عبد الله التَّسْتُرِيّ فيما بعد ؟ لقدكان من الزهّاد العبّاد الذين وَعَوْا هذه المعاني الجليلة ، فطبقها في حياته سراً وعلانية ..فكان مدرسة في التقوى وخشية الله
كيف نستشعر مَعِيَّةَ الله - عز وجل - بحيث نراقبه سراً وعلانية -في خلواتنا وجلواتنا, فيتحقق فينا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما أتاه جبريل - عليه السلام - وسأله عن معنى الإِحْسَان فقال " الإِحْسَان : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ "


أنا على يقين أنّ الجميع يقول هذا كلام نعرفه ، ونعرف أننا نحتاج إلى أن نراقب الله عز وجل ، ونعلم أن هذه المنزلة عظيمة ، لكنها ليست زراً نضغط عليه ثم تأتي المراقبة مباشرة في أنفسنا ، كل نفس تتوق إلى أنها تحسن مع الله ، ولكن هيهات هيهات أن تصل لهذا المراد مباشرة فالأمر دونه مفازات فلابد من معرفة طبيعة الطريق الذي نسير فيه حتى لايخذلنا الشيطان فنقعد عن السير من أول عثرة نعثرها.!


وأنا أقول هذه بشارة لكِ ولكل من سار على هذا الطريق ،: كل عمل نريد أن نتقرب فيه إلى الله - عز وجل - ونحسن فيه ونأتي به على الوجه المأمور به, لا يأتي بضغطة زر يا أخوات فإياكن ّأن تشعرن باليأس أو الإحباط أو العجز!.


كل عمل كان ظاهراً أو باطناً لا تظنين أن عمل يمارسه الإنسان ويتعبَّد به الله - عز وجل - مُمْتَثِلاً لأمر الله - عز وجل - أي عمل من الأعمال سواء كان عملاً قلبياً أو كان عملاً بالجوارح أو باللسان ، ثقي أن هذا العمل يحتاج إلى علم أولاً ، يحتاج إلى جهد ، يحتاج إلى حسن امتثال ، يحتاج إلى صبر، يحتاج إلى مداومة .. ولا يأتي بضغطة زر أبداً!.
ولكِ أن تنظري في جميع الأعمال التي فرضها الله - عز وجل - علينا ليس هناك عمل من الأعمال نستطيع أن نقول أنه يأتي بضغطة زر ، وإنما يحتاج إلى مجاهدة وكذلك على رأس الأعمال .. الأعمال القلبية .






يتبع ..
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-02-2010, 06:12 PM
ام القوارير ام القوارير غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

ما شاء الله موضوع رائع
ساعود قريبا للتعقيب
جزاكي الله خير

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-02-2010, 07:48 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

السلام عليكُن ورحمة الله وبركاته
هُنا رابط الموضوع

لكن هناك فارق بين الأعمال القلبية وأعمال الجوارح ..
فأعمال القلوب : هي مُراد الرب - عز وجل أولاً - وإذا صلح القلب صلحت الجوارح تبعاً له والعكس صحيح كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم " أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وِهِيَ الْقَلْبُ "
إذا وُفِّقنا إلى أن تصلح هذه القلوب بالأعمال الصالحة التي هي التوحيد, وأتينا بالأعمال على مُرَاد الله عز وجل وعلى ما يريده الله - سبحانه وتعالى - ويحبه ويرضاه ثقي أن الجوراح ستنقاد لهذا القلب بالأعمال التي أُمِرنا بها تبعاً، وستكف هذه الجوارح عن ماذا ؟ عن المعاصي التي نُهِينا عنها .
إذاً علينا أن نشتغل حقيقة بإصلاح هذه القلوب فإن هذه المضغة إذا صلحت أعان الله ويسر ووفق بأن تنقاد الجوارح لها ولابد

إن صلاح الجوراح هذه معقود بصلاح القلب وفسادها بفساده

ونحن نتناول بالحديث عمل قلبي مهم جداً. أقول لكم إن لم يكن هو أُسّ الأعمال التي تدفعك إلى كل خير ، فلاأدري مايكون؟!
هذا العمل يكاد يكون أساس الأعمال القلبية كلها بل - سبحان الله - نحتاجه في كل عمل قلبي ونحتاجه في كل أعمال الجوارح وهو المراقبة فالمراقبة من أعمال القلوب ، ومنزلةمن منازل السائرين إلى الله تعالى, نريد أن نصل إليها ونحقق بذلك منطوق الحديث أن" تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

طبعا هذه المادة ( المراقبة ) مأخوذة من راقب,يراقب دليل على الانتصاب
مثله مثل الإنسان الذي ينتصب ويرفع رقبته ليراعي الشيء و يراقبه
فالرقيب ينتصب ، لو أنّ شخصاً نُصِّبَ رقيباً على غيره, تجدينه ينصب رقبته ويبدأ يلتفتُ بهايَمْنَةً ويَسْرَة ، يرقُب الشيء ويراعيه
قال ابن منظور : راقب الله تعالى في أمره أي خافه ، ورقب الشيء يرقبه :حرسه
وتبسيطاً للمعنى وتقريباً له بحيث يعينناذلك على التطبيق العملي للمراقبة ..
المراقبة من معانيها : أن الإنسان يكون في حالة من اليقظة و من الحراسة ، بحيث يقوم بدور الحارس المراقب اليقظ ، إذنالأمر يحتاج إلى يقظة لاإلى نوم ولا إلى إلى غفلة ، ويحتاج إلى حراسة لاإلى إهمال, لأن الحارس لابد أن يكون يقظاً لأنه لو نام عن حراسته فسَيُسْرَق منه وسَيُعْبَثُ بماذا ؟ بالأمانات التي اؤتُمِن عليها
إذاًالأمر يحتاج منه إلى مراقبة حتى يراعي الأمانات التي ائتمنه الله عز وجل عليها ، عليه أن يكون ماذا ؟
رقيباً حارساً أميناً لا يرقد ولا يغفل عن المهمة التي أُوكِلَت إليه

قالوا المراقبة في الاصطلاح : هي التعبد لله عز وجل باسمه الرقيب .. الحفيظ .. العليم .. السميع .. البصير.. الخبير .. الشهيد ، هذا كلام العلماء في معنى المراقبة
التعبد لله ، يعني إذا أردت أن تراقب وتحقق مقام المراقبة ,عليك أن تتعبد لله بمقتضى هذه الأسماء فإنك إذا عرفت معانيها وتعبدت لله عز وجل بمقتضياتها واستشعرت هذه المعاني الجليلة ( معاني أسماء الرب عز وجل ) وماذا يجب عليك حينما تؤمن بها فإنك ستصل إلى مرحلة المراقبة .... هذا سنشرحه إن شاء الله

قال ابن القيم رحمه الله : المراقبة دوام علم العبد وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه
وهذا التعريف من أجمع التعريفات التي ذكرها ابن القيم
تأملوا معي هذا التعريف
دوام علم العبد : أسألكم سؤالاً .. هل في واحدة منا تشك أن الله عز وجل يعلم سرها وعلانيتها ؟ هل هناك من تشك بذلك ؟
هل هناك واحدة تشك في قول الله عز وجل { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق- 14
أبداً لايوجد!.. أنا متأكدة وهذا ما يوجبه علينا إسلامنا أن نؤمن بأن الله يرانا, يعلم سرنا وعلانيتنا ,لا تخفى عليه خافية
كلنا يعلم هذا لكن ..
ما مدى يقيني بهذا العلم ؟ ما مدى يقيننا ؟ نحن نعلم علم ذهني حقيقة ولكن أين اليقين ؟
دوام علم العبد وتيقنه بإطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه
لو كنت أتكلم بكلام لا يرضي الله عز وجل ...ولنضرب المثل ( ولله المثل الأعلى )
لنفرض أن هناك شخص له وجاهة وله مكان ،،
مديرتي في العمل آذتني كثيراً وأنا أتيت وبدأت أتكلم إلى فلانة من الناس في مكان ليس فيه أحد سوانا ، ومديرتي هذه بعيدة عني, ستجديني أتكلم بكل طلاقة عن ظلمها و..و..و.. إلى آخره ، لماذا ؟ لأني أنا أعلم أنها لا تراني
دعيني أطرح سؤالاً لو أنّ مديرتي هذه كانت أمامي فهل أستطيع أني أتكلم بكلمة واحدة عليها ؟؟ ... هل أستطيع أني أقول نفس الكلام الذي بحتُ به لفلانة من الناس ؟
طبعاً الجواب:لا أستطيع ..لماذا ؟ لماذا لا أستطيع ؟

.. لماذا لا أستطيع ؟ لأنها موجودة ، لأني متيقنة أنها أمامي وستسمع هذا الكلام ,وهذا الكلام لن يعجبها وهذا الكلام ربما سيستجلب غضبها عليّ وربما يترتب عليه عقوبة ومجازاة أوأشياء أخرى ,ستغضب عليّ مثلاً وستسخط عليّ ولربما طردتني من العمل .. أليس كذلك؟...ولله المثل الأعلى
كم نفعل من الأشياء- الله يعفو عنا ويغفرلنا -وكلنا هذا الشخص-
التي نعلم علم اليقين أنها لا ترضي الله عز وجل ؟
كم من الكلام قلناه ونحن نعلم ونتيقن أنه باطل وأنه لا يرضي الله عز وجل ؟ ورغم ذلك نحن نقوله
رغم أننا نعلم ,ونؤمن بقول الله عز وجل { يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ } الأنعام 3 – وربك { يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } البقرة77{ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}الحديد 6{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14 ....
كثير من الأشياء نفعلها نحتاج إلى أن نتوقف عنها و كثير من الأشياء نقولها نحتاج أن نصمت عنها!
، كم مرة توقفنا وقلنالأنفسنا هذا لا يصلح ؟!

وأنتِ تتكلمين تستمتعين بشهوة الحديث . هل جربتِ مرة تتوقفين عن مواصلة الحديث وتقولينلنفسك:توقفي ! هذا الكلام لا يرضي الله لماذا أنا أتكلمه ؟
لماذا أنا أواصل الكلام هذا ؟ لماذا أنا أتكلم في هذا ؟ هذا الكلام لا يرضي الله
ينبغي أن أتوقف ، ما الذي دعاك إلى التوقف ؟ لا شك أنك استشعرت أن الله رقيب .. رقيب عليك
لكن لو استرسلت لا شك إنك الآن في رقدة ، في غفلة ، لم تستشعري معنى المراقبة... أنتِ تعلمين علم ذهني لكن ليس يقيني أن الله – عز وجل - يراكِ .
هذا الذي نريد أن نصل له وهذا الذي أردت أن أقربه لك


يتبع ..


التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-02-2010, 08:01 PM
ام القوارير ام القوارير غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

جزاكي الله خيرا
موضوع اكثر من رائع بارك الله فيكي
علينا ان نراقب الله في كل كلامنا وافعالنا وسلوكياتنا
"خوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته"
ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-02-2010, 10:51 PM
جمانه المسلمه جمانه المسلمه غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

أثابك الله الجنه ومحى عنك الزله وأبدلها بالحسنة
وجعل العسير برحمة عليك يسرا والحزن فرحا
والضيق فرجا والرزق رغدا والعيش هينا
والجنه موعدا مع الصدقين والشهداء
وجميع المسلمين
اللهم آمين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-03-2010, 01:45 AM
ياسمين الإسلام ياسمين الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

ياالله كم نحن بحاجة إلى هذه المراقبة كم نحن بحاجة إلى أن تنقى قلوبنا من حب الدنبا وشواتها اللهم إنّا نسألك أن تطهر قلوبنا وقلوب المسلمين أجمعين آآمين
جزيت خيراً على هذا الموضوع الجميل والرائع وجعله في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-03-2010, 02:36 AM
ام الدرداء ام الدرداء غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكِ الله خيرًا اخيتى
نحن فى حاجة الى سماع وقراءة هذة المواضيع

اللهم اصلح قلوبنا واغفر لنا

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-03-2010, 02:52 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي


السلام عليكُن ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً جميعاً
ولا تنسوا ما انا إلا ناقلة للموضوع
وأرجوا ألا تملوا أو تقفوا عنها
فصدقاً يا اخوات كم هي سلسلة رائعه نحنُ بحاجة إليها
اللهم أصلح حال قلوبنا
آمين آمين آمين
انظروا إلى أحوالنا جميعاً, في سرنا و علانيتنا نحن نُزيِّن العلانية لكن السر كم ننتهكه ..!!
ولذلك نحن نحتاج إلى المراقبة حتى لا نأتي يوم القيامة فيكون حالنا كحال أولئك الذي يغترون بأنفسهم - ونحن منهم - يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة لكنها يوم القيامة تغدو ماذا ؟ ... هـبـاءً مـنـثـوراً
لماذا تغدو هباءً منثوراً ؟ لأنهم إذا خَلَوْا بمحارم الله انتهكوها
ما السبب الذي يجعل الإنسان جريء على محارم الله ؟ يتكلم بأي كلام ويطلق بصره في كل المحرمات ! يغلق داره عليّه ويفتح مثلا ً مواقع إباحية. أو تعمل( دردشة) مع أحد من خلف زوجهاتحادث شخصاً أجنبياً عنها عبر الهاتف! أجلس أنا وزميلتي أو أقع في عرض فلانة من الناس .. ما أحد يعلم بي، أو أدبر مكيدة لأخرى وهي لاتدري عني...

{ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ }النساء108

، هذه الأخطاء العظيمة ، نحن نقع فيهاصراحة ًو ليس أناس آخرين
دعونا دائماً نزيل النظرة المثالية لأنفسنا؟
نقول دائماً: لماذا الناس يفعلون كذا ؟وكأننا لسنا من الناس! بل نحن الذين نفعل

نحن الذين إذا خَلَوْنا بمحارم الله انتهكناها ، ونحن الذين نتكلم كلاماً لا يرضي الله عزوجل، ونفعل فعلاً لا يرضي الله ، ونطلق أبصارنا فيما لا يرضي الله ، ونسمع كلاماً لا يرضي الله ، وتخطو أقدامنا لأماكن لا يرضاها الله عز وجل وتُضَم قلوبنا أشياء لا ترضي الله عز وجل من حقد وغل ودغل ونبيت المكائد لبعضنا البعض ونحسد بعضنا البعض .. كل هذا, هل يرضي الرب عز وجل ؟ الذي قال عن نفسه سبحانه محذراً للمتهاونين الغافلين {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14
يرى كل هذا - سبحانه وتعالى ويحصي على عبده -
نحن نحتاج فقط أن نفتش ونقلب الأوراق ونعرض أحوالنا على نصوص الكتاب والسنة
ونحاول أن نرى أو نقارن بين أوضاعنا وأوضاع السلف الصالح وكيف هي نظرتهم لأعمالهم ؟وكيف نظرتهم لحياتهم الدنيا ؟وكيف أن الله - عز وجل - استأمنهم على هذه الأمانات فأدوا حق الله عز وجل فيها
الأمر يحتاج حقيقة لوقفة صادقة مع أنفسنا



يقال:"- الناس في هذه الدنيا نُوَّم فإذا رحلوا إلى الآخرة استيقظوا"
الآن نحن في غفلة وفي نوم ، لكن إذا رحلنا للآخرة عرفنا الحقيقة ، بدأنا نرى الأمور التي كنا نفرط فيها على حقيقتها تمر كالشريط متتابعة صوره ، تأتي الحسرات ونحن لا نريد الحسرات
نحن في دار العمل الآن وليس في دار الحساب ، فنريد أن نكون في حالة من اليقظة.
وهكذا المؤمن يستيقظ ويفتش ويرتب أوراقه وينظر ويعرض عمله على الكتاب والسنة


كيف أعرف أني بوصلت لمرحلة المراقبة ؟
كل منا تريد أنها فعلاً تتمثل حالة المراقبة
، تريد أنها تتعلم كيف تكون كالحارس على نفسها

ربماتقول أنا لا أستطيع ذلك أن أكون حارساً على لساني ولا أستطيع أن أكون حارساً على نظري ..

طبعا لا شك أن أي عمل يحتاج إلى عونٍ من الله عز وجل
ولكن قبل العون هناك شيء من الله وهو العون ، وهناك شيء من العبد وهو التوحيد والإخلاص


، إذا أردت أن أراقب الله عز وجل في كل أفعالي وأقوالي وحركاتي وسكناتي ومدخلي ومخرجي وسري وعلانيتي ,ينبغي أن أريد الوصول لذلك من أجل لله
أريد أن تزكو أقوالي وأعمالي لله ليس ليمدحني الناس وليس ليثني عليّ الناس ، أريد كل أعمالي على الوجه المأمور به ، فأنا أريد أن أراقب نفسي من أجل الله ، أنا أريد أن تصلح أحوالي ، أريد أن أستقيم على شرع الله من أجل الله فلابد أن أكون مخلصة وصادقة .. هذه من جهة العبد
ومن جهة الرب - سبحانه وتعالى - نسأل الله العون والتوفيق في أي عمل بدءاً بالمراقبة وانتهاءً بأعمال كثيرة
إذاً نحتاج إلى العون من الله والتوفيق منه سبحانه , وهذه تحتاج إلى سؤال الله - سبحانه وتعالى - ودعاءه والإلحاح عليه بذلك. والاعتماد وحسن التوكل عليه ونحتاج إلى أن نخلص ونصدق مع الله

لو أني أردت وبدأت أفكر في هذا الأمر حقيقة و رجعت إلى نفسي وواجهتها حقيقة قائلة ً: هذا الكلام صحيح أناعمري ما حاسبت نفسي عليه
نظري أطلقه ما قلت لنفسي لماذا أنظر لهذا الشيء ؟ ، سماع كثير أنا أسمع ما يصلح وما لا يصلح لماذا أنا هكذا ؟ أنا أتكلم كلاماً كثيراً, ضرره أكثر من نفعه عليّ! أنا وقتي أضيعه في أشياء كثيرة لافائدة منها، أنا أعمالي ما أدري هذا لله أو لغير الله
الأمور فوضى ! والمؤمن يحتاج إلى أن يرتب أوراقه و ينظر إلى العمل هذا ما يتركه مخلوطاً هكذا بل يحتاج فعلا أن يكون مراقباً لنفسه حتى يخف عليه الحساب في الآخرة
إذا كان مراقباً ورقيباً على نفسه سيعرف الداخلة والخارجة وسيدخل الصالح ويخرج الفاسد ، لكنه إذا ترك الحبل على الغارب كما يقولون " المال السايب يعلم السرقة "
أي إذا تركت بيتي بلا حراسة سيأتي السرَّاق وسيسرقون كل شيء ، وأنا إذا تركت جوارحي وتركت قلبي وتركت هذه الجوراح ( اللسان والنظر والسمع والقدمين واليدين ) تركتهم بدون حراسة ، بدون أن أحرسهم أو أراقبهم ( الداخل والخارج ) لا شك أن الخرق سيتسع عليّ ، والأمور لن أستطيع ضبطها فأنا أحتاج أني أحرس هذه الجوراح

حتى أحرس هذه الجوارح ماذا علي أن أفعل؟
، عملية مهمة جدا نحتاج لفهمها جيداً,من الذي سيحرس هذه الجوراح ؟؟
من الذي له سلطان عليها وكلمة وتأثير عليها وضبط لها وسلطة عليها ؟ إنه...
الـقـلـب

القلب له الدور الكبير أحتاج أني أشحن قلبي الآن أريد أن أشحن قلبي حتى يتيقظ ويستشعر المهمة العظيمة التي يجب علي أن أقوم بها,أحتاج لشحنه إيمانياً لأن سلطانه ضعيف,و لأن الأمر يبدو أنه خرج من يده فالجوارح متفلتة لضعفه, كلام كثير محرم, نظر كثير محرم ,سماع كثير محرم والأمور مخرقة عليّ والقلب أصبح في حالة قسوة ومرض إذاً يحتاج القلب لشحن،
طريقة أجعل بها عنده استشعار لرقابة الله ، يقين بأن الله يعلم .. يقين بأنّ الله قريب ، يقين بأن الله خبير.. بأن الله مطلع .. محيط


فالعبد يحتاج إلى ماذا ؟هذه الحالة - يكون القلب فيها يراعي
– يقول العلماء –
مراعاة القلب للرقيب واشتغاله به و التفاته إليه وملاحظته إياه وانصرافه إليه

يعني يصبح القلب في حالة لا ينظر إلا لله . كيف لا ينظر إلا الله ؟ يعني يهمه إن فعل شيء أن يرضي الله ، يهمه أنه ما يتصرف تصرفاً يغضب الله

أعطيك مثالاَ حتى أقرب لك المراد :
شخص تحبينه ، لما تكوني جالسة معه في مجلس ما وترقبينه لعله يطلب شيء حتى تقومين لعله متأذي من شيء حتى تبعديه عنه– سبحان الله العظيم – تبعدين هذا الشيء الذي يؤذيه ، لعله محتاج إلى شيء تعطينه إياه . لماذا ؟ لأنك تحبينه
فأنت تراقبينه ، تراقبين حركاته ، هل هو منزعج ؟ هل هو متأذي ؟ هل هو سعيد ؟ وكذلك – ولله المثل الأعلى – كذلك القلب يكون في هذه الحالة
يراقب الله عز وجل كأنه ينظر إلى ربه .. كأنه يراه
ينظر هل هذا الفعل يرضي الله ؟ إذا يرضي الله أنا أفعله
هل هذا الفعل مما يغضب الله ؟ ..إذا يغضبه, أنا أتركه
أي يعود إلى عقله للأمور– – فيبدأ يميز الأشياء التي تستجلب سخط الله وغضبه فيجتنبها، والأشياء التي تستجلب رضاه فيمتثلها .

يُتبع
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-03-2010, 02:55 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

فتجد القلب في حالة رقابة فيخاف أن يفقد قربه من الله عز وجل بسبب انشغاله بغيره، فهذه عملية " فلترة " تصفية .. تصفية لماذا ؟ تصفية للأشياء الداخلة
هل هذه الكلمة ترضي الله ؟ أقولها أمأتوقف عنها ؟
يهم أحدنابالكلام فيقول لنفسه:.. أقول هذه الكلمة أم لا؟هل من وراءها نفع ؟
.. يتوقف إن كانت الإجابة بالنفي لماذا؟ لأن هذا يغضب الله ، والله عز وجل لا يحب هذاالكلام

{ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }الفرقان72
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ }المؤمنون3
يُـعرض عن اللغو.. كفّ نفسه عن كلام ما ينبغي ، ما في نفع منه .. لماذا ؟ لأن أقل أحواله أنه سينقص قدره عند الله ، لماذا أنقص ميزان حسناتي عند الله ؟ ..كَفّ .. كَفَّ عن هذا

وهكذا القلب يشتغل بأن يكمل الأشياء التي تقربه إلى الله عزوجل ويبعد عن الأشياء التي تنقص مكانته عند الله ... في حالة مراقبة
لماذا ؟ لأنه ينظر إلى الرب عز وجلكأنه يراه

الآن مشكلتنا يا أحبة نظرنا إلى شهواتنا ماذا نريد ؟ نظرنا للنفس ماذا تريد ؟ ولذلك نحن نجيب النفس
أنا شهوتي الكلام .. النفس تشتهي أنها تتكلم - وشهوة الكلام من أعلى الشهوات - فتجديني أطلق لساني في كل شيء ما يصلح وما لا يصلح ..مباح .. باطل .. لغو.. شيء ينفع .. شيء ما ينفع .. محرم .. انتهاك أعراض ..!

هذه المشكلة .. لماذا أنا أجيب شهوات النفس ؟ ليس هناك مراقبة
فما تشتهي نفسي أنا ألبيه ، أسمع أي شيء ، ما أتوقف وأقول هذا ما يصلح ..هذا لا ينبغي .. هذا يحرم .. ، ولا أوقف نظري عن شيء محرم أكف نظري وأغطي نظري وأغض بصري عن الحرام
هذا لا تجدينه .. لماذا ؟ لأني ألبي شهوات نفسي ، فأنظر ماذت تريد هذه النفس فأي شهوة متعلقة بهذه النفس أنا ألبيها .



بعكس العبد المؤمن ..
الذي أثمرت المعرفة في قلبه حالة تجعله يراقب ربه عز وجل ..." أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "

اللوم .. النفس اللوامة هذه صمام أمان هي التي تجعل الإنسان يرتقي إلى مرتبة الإحسان

سبحان الله العظيم نعجب من بعض قصص السلف - رحمهم الله - وكيف استولت المراقبة على قلوبهم ؟ جعلت الإنسان فعلاً وَقَّـافاً عند أمر الله عز وجل ، وما تجدينه – - سريع في مواقفه ، إنما هو يراقب نفسه ، بطيء في التصرفات عنده رقابة ، عينه رقيبة على هذا القلبأن يأتي شيئاً لا يحبه الله عز وجل ولا يرضاه ...سبحان الله العظيم



لعلكم تذكرون قصة تلك المرأة التي خرج بها ذلك الرجل أخذ يرقُبها من مكان :
وقف لها في مكان ، كانت ترعى الغنم ، وكان في حال عودتها من المرعى , فلما بدأ يرقب هذه المرأة في شيء من الليل وأصبح الليل دامساً ، أرادت أن ترجع فخلا بها وظن أنها ستوافقه على ما هو عليه من الشر

ماذا قال لها ؟ .. هو يريدها عن نفسها
قال لها : ، ليس هناك ثمَّ أحد غيرنا ..أنا وأنتِ والكوكب .
انظري إلى تلك المرأة التي كانت رقابة الله - عز وجل - في قلبها ، واستحضار واستشعار مثل هذا الأمر في قلبها ماذا قالت له ؟

قالت : أيــــن مُكَوْكِـبَـهَـا ؟؟!
يقول لها : لم يبقى إلا أنا وأنتِ والكوكب يعني الآن خلا لكِ الجو ، فنفعل ما نشاء الآن ، والليل يغطي بظلامه كل شيء
قالت : أين مكوكبها ؟؟

هذه الكلمة ما قالها لسان ما استشعر معناها .. أين مكوكبها ؟!!



وانظري إلى قصة شبيهة لها :
عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. هذه القصة يرويها عبد الله بن دينار يقول :
" خرجت مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى مكة فعرّسْنا في بعض الطريق ( يعني باتوا في تلك الليلة ) ، فانحدر عليه راعٍ من الجبل
- فقال له: يا راعي، بعْـني شاةً من هذه الغنم ( الآن هم في الليل وناموا بذلك المكان ونزل عليهم هذا الراعي فكان عمر محتاجاً إلى شاة من الغنم وكان هذا الراعي يخرج بهذه الغنم..يرعاها لسيده, الغنم ليست له )
- فقال : إني مملوك
- فقال : قُل لسيدك أكلها الذِّئبُ
..! ماذا قال ؟
- قال : فـأيـن الله ؟!!
(ممكن أنا أكذب عليه وأقول له أكلها الذئب) قال فأين الله ؟! (أنا أقول له ما في مشكلة لكن) أين الله ؟!!
أين الله من هذا القول ؟
هل تظنون - يا أحبة - أن هذا الكلام الذي يقوله هذا الراعي الذي ربما يُعدّ حقيراً عند الناس ومملوكاً ، ربما يعد حقيراً عند الناس لكنه ليس عند الله حقيراً .
هذه الكلمة لو أنه ما استشعرها .. هل كانت تُوقِفه ؟؟!أبداً!
ما أوقفته لكنه استشعرمعنى جليل ألا وهو مراقبة الله وخشيته في السر والعلن ، وما أحد جبره على أن يقول مثل هذا لكنه مُسْتَشْعِر... أين الله ؟!
{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }العلق 14

- قال : فأين الله ؟
تعجبين من حال هذا الراعي ؟ أم تعجبين من حال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟
..

- :
- :
- قال : فبكى عمر رضي الله عنه ...

(أبكاه صنيع هذا الغلام أو هذا الراعي)
لماذا رَقَّ قلبه ؟ لمثل هذا الموقف الذي حجز صاحبه عن أن يقول كلاماً لايطيقه ..
الكاذب حين يكذب هولم يستشعر رقابة الله ولذا ينطلق لسانه بكل سهولة ، اشترى بعهد الله ويمينه ثمناً قليل فيحلف بسهولة ويكذب بسهولة لماذا ؟ لأنه لم يستشعر
لم يستشعر رقابة القول!
والذي يدبر المكائد لم يستشعر رقابة الله عز وجل

والذي يبيت ما لا يرضى الله عز وجل من القول لم يستشعر رقابة الله
الله عز وجل يقول .. وكأن الإنسان يقرأها لأول مرة : {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ... }النساء108

هذه الآية تنطبق على كم واحدة منا يا أحبة ؟؟
هذه الآية نحن نقرأها كأنها نزلت في الصحابة ، كأن الأمر لا يعنينا ، ولكن أنزليها على حالك ، كم من الأحوال والمواقف مرت علينا مثل هذا الموقف ؟

قيسي على حياتك كلها ، ضعي هذه الآية أمامك وطبقيها شهر .. سنة كاملة
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ ... }النساء108

كم مرة بيتنا ما لا يرضى من القول ؟
كم مرة قلنا كلام خلاف ما يرضي الله عز وجل ؟
كم مرة تجملنا بكلام أمام الناس ولما خلونا بأنفسنا قلنا كلام آخر
سبحان الله !

- فبكى عمر - رضي الله عنه - ثم غدا إلى المملوك فاشتراه من مولاه وأعْـتَـقَـهُ

لاحظي - اشتراه من ماذا ؟ من مولاه وأعتقه
سبحان الله انظري كيف كان جزاء الله عز وجل لهذا الإنسان في الدنيا

- وقال : أعْـتَـقَـتْـكَ في الدنيا هذه الكلمة وأرجو أن تُـعْـتِـقَـكَ في الآخرة ... فأين الله ؟؟
فأين الله؟( أعتقتك في الدنيا وأرجو أن تعتقك في الآخرة )..

يُتبع
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مما, أعلام, القلوب.., تُحبين, صلاحه؟؟, سلسلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 01:15 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.