Untitled-2
 

 

رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ خاصٌّ بالأَخواتِ فقط ! ويُمنع مُشاركة الرجال نهائياً! .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-06-2008, 10:41 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي علاج حر المصيبة وحزنها ...

 

أحبنا الكرام اقتنصت لكم هذه الفوائد القيمة واختصرتها
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله


***
قال الشيخ رحمه الله :


" فَصْلٌ " في هديه صلي الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة وحزنها


قال الله تعالى : ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ .
وفي المسند عنه  أنه قال : « ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها » . ( صحيح /ص ج ص )
وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له في عاجلته وآجلته . فإنها تتضمن أصلين عظيمين - إذا تحقق العبد بمعرفتها تسلى عن مصيبته –
( أحدهما ) : أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقةً .
وقد جعله عند العبد عاريةً فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير وأيضًا فإنه محفوف بعدمين : عدم قبله ، وعدم بعده ، وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير .
وأيضًا فإنه ليس هو الذي أوجده من عدمه حتى يكون ملكه حقيقة ؛ ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده ولا يبقى عليه وجوده .
فليس له في تأثير ولا ملك حقيقي . وأيضًا فإنه متصرف العبد المأمور المنهي ، لا تصرف الملاك . ولهذا لا يباح من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي .


يتبع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-06-2008, 10:43 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن علاجها : أن يعلم أن الجزع لا يردها ، بل يضاعفها ، وهو في الحقيقة من تزايد المرض .
ومن علاجها : أن يعلم أن فوت ثواب الصبر والتسليم - وهو من الصلاة والرحمة والهداية التي ضمنها الله على الصبر والاسترجاع - أعظم من المصيبة في الحقيقة .
ومن علاجها : أن يعلم أن الجزع يشمت عدوه ، ويسيء صديقه ، ويغضب ربه ، ويسر شيطانه ، ويحبط أجره ، ويضعف نَفْسهُ . وَإِذَا صبر واحتسب أقصى شيطانه ، ورده خاسئًا ، وأرضى ربه ، وسر صديقه ، وساء عدوه ، وحمل عَنْ إخوانه ، وعزَّاهم هُوَ قبل أن يعزوه . فهَذَا هُوَ الثبات والكمال الأعظم ؛ لا لطم الخدود ، وشق الجيوب والدُّعَاء بالويل والثبور ، والسخط على المقدور .

يتبع ...
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-06-2008, 10:44 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن علاجها : أن يعلم ما يعقبه الصبر والاحتساب - من اللذة والمسرة - أضعاف ما كَانَ يحصل لَهُ ببقاء ما أصيب به ، لو بقي عَلَيْهِ . ويكفيه من ذَلِكَ بيت الحمد الَّذِي يبنى لَهُ فِي الْجَنَّة ، على حمده لربه واسترجاعه . فلينظر أي المصيبتين أعظم : مصيبة العاجلة ؟ أَوْ مصيبة فوات بيت الحمد فِي جنة الخلد ؟
وَفِي الترمذي مرفوعا : « يود ناس يوم القيامة أن جلودهم كَانَتْ تقرض بالمقاريض فِي الدُّنْيَا ، لما يرون من ثواب أَهْل البَلاء » . ( حسن / ص ج ص )
وقَالَ بَعْض السَّلَف : ( لولا مصائب الدُّنْيَا ، لوردنا القيامة مفالَيْسَ ) .


يتبع ...
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-06-2008, 10:54 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


ومن علاجها : أن يروح قَلْبهُ بروح رجَاءَ الخلف من الله ، فإنه من كُلّ شَيْء عوض ، إلا الله فما منه عوض .
ومن علاجها : أن يعلم أن حظه من المصيبة ما تحدثه لَهُ ، فمن رضي فله الرِّضَا ، ومن سخط فله السخط . فحظك مَنْهَا ما أحدثته لَكَ ، فاختر أما خَيْر الحظوظ ، أَوْ شرها .
وَفِي مسند الإِمَام أحمد والترمذي - مِنْ حَدِيثِ محمود بن لبيد يرفعه -:
« إن الله إِذَا أحب قومًا ابتلاهم ، فمن رضي فله الرِّضَا ، ومن سخط فله السخط » . زَادَ أحمد : « ومن جزع فله الجزع » . ( حسن / ص ج ص )


يتبع ...
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-06-2008, 10:59 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن علاجها : أن يعلم أنه وإن بلغ فِي الجزع غايته فآخر أمره إِلَى صبر الاضطرار . وَهُوَ غيره محمود ولا مثاب .


قَالَ بَعْض الحكماء : ( العاقل يفعل فِي أول من المصيبة ، ما يفعله الجاهل بعد أيام ، ومن لم يصبر صبر الكرام ، سلا سُلُوَّ البهائم ) وَفِي الصحيح مرفوعًا : « الصبر عَنْدَ الصدمة الأولى » . وقَالَ الأشعث بن قيس : ( إِنَّكَ إن صبرت إيمانًا واحتسابًا ؛ وإلا سلوت سُلُوَّ البهائم ) .
ومن علاجها : أن يعلم أن أنفع الأدوية لَهُ موافقة ربه وإلهه ، فيما أحبه ورضيه لَهُ ، وان خاصية المحبة موافقة المحبوب ، فمن ادعى محبة محبوب ، ثُمَّ سخط ما يحبه وأحب ما يسخطه فقَدْ شهد على نَفْسهُ بكذبه ، وتمقت إِلَى محبوبه .
وقَالَ أبو الدرداء : ( إن الله إِذَا قضى قضاء ، أحب أن يرضى به ) . وكَانَ عمران ابن الحصين يَقُولُ فِي علته : ( أحبه إِلَيَّ أحبه إليه ) . وكَذَلِكَ قَالَ أَبُو العالية .
وَهَذَا دواء وعلاج لا يعمل إلا مَعَ المحبين ، ولا يمكن كُلّ أحد أن يتعالج به ..
يتبع ...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-06-2008, 11:01 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن علاجها : أن يوازن بين أعظم اللذتين والتمتعين وأدومها : لذة تمتعه بما أصيب به ، ولذة تمتعه بثواب الله لَهُ فَإِنْ ظهر لَهُ الرجحان ، فآثر الراجح فليحمد الله على توفيقه ، وإن آثر المرجوح من كُلّ وجه فليعلم أن مصيبته فِي عقله وقَلْبهُ ودينه ، وأعظم من مصيبته التي أصيب بها فِي دنياه .
شِعْرًا :
وَإِذَا تَصِبْكَ مُصِيبَة فَاصْبِرْ لَهَا
( عَظُمَتُ مُصِيبَةُ مُبْتَلَى لا يَصْبِرُ
(
ومن علاجها : أن يعلم أن الَّذِي ابتلاه بها أحكم الحاكمين ، وأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وأنه سُبْحَانَهُ لم يرسل إليه البَلاء ليهلكه ولا ليعذبه به ، ولا ليجتاحه ، وإنما افتقده به ليمتحن صبره ورضاه عَنْهُ وإيمانه ، وليسمَعَ تضرعه وابتهاله ، وليراه طريحًا ببابه ، لائذًا بجنابه ، مكسور الْقَلْب بين يديه رافعًا قصص الشكوى إليه .
قَالَ الشَّيْخ عبد القادر : ( يَا بني إن المصيبة ما جاءت لتهلكك ، وإنما جاءت لتمتحن صبرك وإيمانك : يَا بني القدر سبع ، والسبع لا يأكل الميتة ) .
والمقصود : أن المصيبة كير الْعَبْد الَّذِي يسبك به حاصله ، فَإِمَّا أن يخَرَجَ ذهبًا أحمر ، وإما أن يخَرَجَ خبثًا كله .
فَإِنَّ لم ينفعه هَذَا الكير فِي الدُّنْيَا فبين يديه الكير الأعظم . فإذا علم الْعَبْد أن إدخاله كير الدُّنْيَا ومسبكها خَيْر لَهُ من ذَلِكَ الكير والمسبك ، وأنه لابد من أحد الكيرين فليعلم قدر نعمة الله عَلَيْهِ فِي الكير العاجل .
فلولا أنه سُبْحَانَهُ يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء ، لطغوا وبغوا وعتوا ، وَاللهُ سُبْحَانَهُ إِذَا أراد بعبد خيرًا سقاه دواء - من الابتلاء والامتحان - عَلَى قَدْرِ حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ؛ حَتَّى إِذَا هذبه وصفاه أهلَّه لأشرف مرا تب الدُّنْيَا - وهي عبوديته - وأرفع ثواب الآخِرَة ، وَهُوَ رؤيته وقربه .


يتبع
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-06-2008, 11:35 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ومن علاجها : أن يعلم أن مرارة الدُّنْيَا هِيَ بعينها حلاوة الآخِرَة ، يقابلها الله سُبْحَانَهُ كَذَلِكَ ؛ وحلاوة الدُّنْيَا هِيَ بعينها مرارة الآخِرَة ولأن ينتقل من مرارة منقطعة ، إِلَى حلاوة دائِمَّة خَيْر لَهُ من عكس ذَلِكَ .
فَإِنَّ خفى عَلَيْكَ هَذَا فَانْظُرْ إِلَى قول الصادق المصدوق : « حفت الْجَنَّة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات » . متفق عليه
وَفِي هَذَا المقام تفاوتت عقول الخلائق ، وظهرت حقائق الرِّجَال فأكثرهم آثر الحلاوة المنقطعة ، على الحلاوة الدائِمَّة التي لا تزول ، ولم يحتمل مرارة ساعة بحلاوة الأبد ، ولا ذل ساعة لعز الأبد ، ولا محنة ساعة لعافية الأبد . فَإِنَّ الحاضر عنده شهادةٌ ، والمنتظر غيبٌ ، والإِيمَان ضعيفٌ ، وسلطان الشهوة حاكم . فتولد مَعَ ذَلِكَ إيثار العاجلة ، ورفض الآخِرَة .
يتبع ...
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-06-2008, 11:36 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وَهَذَا حال النظر الواقع على ظواهر الأمور وأوائلها ومبادئها ، وأما النظر الثاقب الَّذِي يخرق حجب العاجلة ، ويجاوزه إِلَى العواقب والغايات ، فله شأنٌ آخر .
فادع نفسك إِلَى ما أعد الله لأوليائه وأَهْل طاعته من النَّعِيم المقيم ، والسعادة الأبدية ، والفوز الأكبر ، وما أعد لأَهْل البطالة والإضاعة من الخزي والعقاب ، والحسرات الدائِمَّة ، ثُمَّ اختر أي القسمين أليق بك . و﴿ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ ، وكل أحد يصبو إِلَى ما يناسبه وما هُوَ الأولى به . ولا تستطل هَذَا العلاج فشدة الحاجة إليه - من الطبيب العليل - دعت إِلَى بسطه . وبِاللهِ التَّوْفِيق .
اللَّهُمَّ اجعلنا من المتقين الأَبْرَار وأسكنا معهم فِي دار الْقَرَار ، اللَّهُمَّ وَفَّقَنَا بحسن الإقبال عَلَيْكَ والإصغاء إليك وَوَفِّقْنَا لِلتَّعَاوُن فِي طَاعَتكَ ، ، اللَّهُمَّ يَا من خلق الإِنْسَان فِي أحسن تقويم وبقدرته التي لا يعجزها شَيْء يحيي العظام وهي رميم نسألك أن تهدينا إِلَى صراطك المستقيم صراط الَّذِينَ أنعمت عَلَيْهمْ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن تغفر لَنَا ولوالدينا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِين الأحياء مِنْهُمْ والميتين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 02:07 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.