انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2019, 09:26 AM
كامل محمد محمد محمد عامر كامل محمد محمد محمد عامر غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي كيفية قرأءة النصوص

 

سلسلة
برامج الوصول إلى استخراج الأحكام من القرآن ومن صحيح سنة الرسول عليه السلام

كيفية قرأءة النصوص

إعداد
دكتور كامل محمد عامر

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذى أنعم علينا بحفظ الذكر فقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9] والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قال فى كتابه: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } [الشعراء: 192 - 195]؛ والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قال: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: 103]
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرسله ربنا جلَّ وعلا ليبين للناس ما أنزله الله الينا فقال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}[النحل: 44]
وقال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } [النحل: 64]
وصلى وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .
أَمَّا بَعْدُ:
فعندما أصَّل علماء أصول الفقه قواعدهم بالإستناد إلى قواعد اللغة، وأساليب العرب فى كلامهم وتعاملاتهم؛ وجدنا اختلافاً شديداً بين الأئمة رضى الله عنهم، وكلٌ منهم تمسك بمطلق الفهم للأساليب العربية؛ فهل يجوز أن نستند فى فهم نصوص الشريعة إلى مطلق الفهم لأساليب العرب ؟
يقول الله سبحانه وتعالى:{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[يوسف: 2]
وقال تعالى: { بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } [الشعراء: 195] والعرب فى ألفاظها وأساليبها تختلف اختلافاً كثيراً؛ فهي تخاطب بالعام يراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام فى وجه والخاص فى وجه، إلى غير ذلك مما هو معلوم فى اللغة(ملحق 1)
ويقول تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } ويقول جلَّ وعلا: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ}.
ربى سبحانه وتعالى أرسل رسوله عليه السلام؛ ليبين لنا كتاب ربى الذى نزل بلغة العرب، فبِنَصِّ آيات القرآن؛ لا يجوز أن نقرأ نصوص الشريعة بمطلق الفهم للسان العرب؛ بل لا بد من بيان الرسول عليه السلام لفهم النصوص! فرسولنا عليه السلام هو الذى يرشدنا إلى الطريق المعتمد لفهم ما أنزله الله إلينا من نصوص الوحى المَتْلُوّ وغير المَتْلُوّ ؛ فالطريق الوحيد الذى يمكن به قراءة النصوص هو بيان الرسول عليه السلام لنا؛ بيان أى الفهم لأساليب العرب نتبع.
إننا إن اتبعنا هَدْيِ رسولنا عليه السلام فى كيفية قراءة وفهم النصوص فلن يكون هناك اختلاف...!
فكيف بيَّن لنا رسولُنا عليه السلام كيفية قراءة وفهم النصوص؟
هذا ما هَدَى ربى إليه فى تلك السطور؛ والله من وراء القصد وهو الهادى لسواء السبيل.
مقدمة
يجب أن نتبع فى قراءة النصوص وفهمها بيان الرسول عليه السلام، وليس مطلق الفهم العربى، ويجب أن نحمل الألفاظ فى النصوص على المعنى الشرعى، ونفسرها بطريقة ميسرة يفهمها عامة الناس.
يجب أن نَحْمِل النص على ظاهره وعلى عمومه وإطلاقه ولا نُحَمِّله بأكثر مما فيه.
يجب أن نقرأ ونفهم خطاب الرسول عليه السلام لفرد واحد على أنه خطاب عام لجميع المسلمين، وكذلك يجب أن نقرأ ونفهم أن الخطاب الموجه للرسول عليه السلام هو خطاب عام لجميع المسلمين.
عندما نجد جملتين أو أكثر فى نص واحد فلا نقرن بينهما فى الحكم، فالْأَصْلَ فِي كُلِّ كَلَامٍ تَامٍّ أَنْ يَنْفَرِدَ بِحُكْمِهِ الخاص به.
وإن شاء ربى سوف تناقش تلك المقدمة فى الفصول الآتية:
(1) يتبع فى قراءة النصوص وفهمها بيان الرسول عليه السلام
(2) تحمل الألفاظ فى النصوص على المعنى الشرعى
(3) تفسر النصوص بطريقة ميسرة يفهمها عامة الناس
(4) يُحْمَلُ النص على ظاهره
(5) يُحْمَلُ النص على العموم والإطلاق
(6) لا يُحَمَّل النص بأكثر مما فيه
(7) خطاب الرسول عليه السلام لفرد واحد خطاب عام لجميع المسلمين
(8)الحكم فى شيئ ما حكم على جميع أنواع ذلك الشيئ
(9) الخطاب الموجه للرسول عليه السلام عام لجميع الأمة
(10) وجود جملتين أو أكثر فى نص واحد لا يوجب المساواة بينهما فى الحكم.
الفصــــــــــــــــل الأول
لايجوز أن نتبع فى قراءة النصوص وفهمها طُرُق العرب فى فهمها لألفاظها وأساليبها ؛ ولكن يجب أن نُقَيِّد ذلك ببيان الرسول عليه السلام. يقول تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } [التوبة: 80] فالْعَرَبَ فِي أساليبها تَذْكُرُ السَّبْعِينَ للمُبَالَغَةِ، وَلَا تُرِيدُ بالعدد "سبعين" التَّحْدِيدَ؛ وهذا كلام العلماء وهذه أساليب اللغة(ملحق 2) ولكن رسولنا عليه السلام يقول: "إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ"(1)
فهكذا يبين لنا رسولنا عليه السلام كيف نقرأ الآيات، وأَىّ معنى من أساليب العرب نتبع؛ وهكذا وبهذه البساطة واليسر، يجب أن نفهم النصوص، ونعمل بها حتى نحقق أمر ربنا جلَّ وعلا بعدم الاختلاف. قال تعالى: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] ويقول تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } [الشورى : 13]
الفصــــــــــــــــل الثانى
الألفاظ الواردة فى نصوص الشريعة يجب أن تُحْمَل على المعنى الشرعى ؛ فإذا لم يكن لها معنى شرعى، فيجب أن تحمل على المعنى العرفى الذي يتعارفه جميع الناس وقت التنزيل، فإذا لم يكن للمعنى عرف عام؛ فالمحمول عليه المعنى اللغوي(ملحق 3).
الفصــــــــــــــــل الثالث
يجب أن يكون تفسير النصوص بطريقة ميسرة يفهمها عامة الناس؛ فالشريعة جاءت لأمة أُمّيّة يقول تعالى: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ }[الجمعة:2] ويقول تعالى: { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ }[الاعراف:157] وفى الحديث "إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ"(2) فالناس فى الفهم ليسوا سواء؛ قَالَ عَلِيٌّ رضى الله عنه حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ(3)؛ وقال ابن مسعود رضى الله عنه مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً (4).
ولذلك يجب أن يكون تفسير النصوص بطريقة ميسرة؛ فإنها لو كانت مما لا يدركه إلا الخواصّ لم تكن الشريعة عامة؛ ففى حديث طويل عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ "...... وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي ....... قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ"(5)
الفصــــــــــــــــل الرابع
يجب أن نأخذ بظاهر النص بدون تأويل؛ فلا يصرف الكلام عن ظاهره إلا: بنصِّ أو إجماع أو ضرورة عقلية.
فالرسول عليه السلام يعلمنا الأخذ بظاهر النصوص فلَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، قَالَ عمر: يَا رَسُولَ اللَّهِ تصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ»(1)
وفى هذا بيان كاف في حمل كل شيء على ظاهره فحمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللفظ الوارد «أو» على التخيير والعدد (سبعون) على ظاهره وليس للتكثير ، فلما جاء النهي المجرد حمله عليه السلام على الوجوب.
نعم بهذه البساطة التى يفهمها ويعقلها عموم المسلمين «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ»(1)
وانظر إلى الصحابة عليهم رضوان الله يلتزمون بالأمر على ظاهره بدون تفكير؛ فعن جابر قال:لَمَّا استوى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الجمعة قال: "اجلسوا" فسمع ذلك ابن مسعود؛ فجلس على باب المسجد(6).
وعندما قال الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" بدلاً من " وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" قَالَ له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ"(7)
الفصــــــــــــــــل الخامس
يجب حمل الأمر وسائر الألفاظ على العموم والإطلاق فلا يخصص العام ولا يقيد المطلق إلا بدليل من نصٍّ أو إجماع.
فالرسولُ عليه السلام بين لنا وجوب حمل اللفظ على عمومه، وأَقِّرُ الصحابةَ على هذا.
فعندما نزل قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] حملها الصحابة على عمومها حتى قالوا: أينا لم يظلم نفسه، وأقرهم الرسول على هذا الفهم، ولكنه عليه السلام بين لهم أن الظلم هنا ليس على عمومه، وإنما المراد به الشرك(8).
وفى قصة صلح الحديبية يقيد عمر رضى الله عنه مطلق الزمان ولم يقره الرسول عليه السلام على هذا "قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ"(9)
الفصــــــــــــــــل السادس
يجب عدم تحميل النص بأكثر مما فيه؛ وبلغة أُخرى عدم الأخذ بأى مفهوم للنص والإلتزام بالظاهر فقط فعمر رضي الله عنه أراد أن يحمل الحكم الوارد في النهي عن اللباس على سائر وجوه الانتفاع به وأراد أن يقيس سائر وجوه الأنتفاع من البيع والتملك والهبة وغيره على النهى الوارد فى اللباس؛ فلم يقرّ رسول الله عليه السلام ذلك وقرر عليه السلام أن النص لا يحمل أكثر مما فيه وأن قياس عمر رضى الله عنه باطل.(10)
وأسامة رضي الله عنه أراد أن يحمل حكم التملك حيث بعث بها الرسول إليه على سائر وجوه الانتفاع به من اللباس وغيره فلم يقرّ رسول الله عليه السلام ذلك. فأنكر رسول الله عليه السلام على عمر تسويته بين الملك والبيع والانتفاع، وبين اللباس المنهي، وأنكر على أسامة تسويته بين الملك واللباس أيضاً(10)
ففي هذا الحديث تعليم لكيفية قراءة النصوص والعمل بها؛ دون استنباط أية أحكام أُخرى ليست فى ظاهر النص؛ لأنه عليه السلام أباح ملك الحلة من الحرير وبيعها وهبتها وكسوتها للنساء بالإباحة الواردة فى سورة البقرة فى قوله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة: 29]. واستثني من تلك الإباحة العامة ذلك اللباس المذكور في هذا الحديث فقط.
وفى قصة صلح الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لنَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ عليه السلام بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ(9)
فنص الخبر ".. أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ..."
وعمر رحمه الله ورضى عنه حمّل النصّ أكثر مما فيه وقيد مطلق الزمان وفهم أنه فى هذا العام، فأخبره عليه السلام أن ليس فى الخبر ذكر العام "....فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ..."
وعندما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا وقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ لم يُقِرّ رسول الله عليه السلام السائل على سؤاله عندما حَمَّلَ الأمر بأكثر مما فيه ولم يلتزم بظاهر الأمر فقط(11)
الفصــــــــــــــــل السابع
الرسول عليه السلام يبين لنا أن خطابه عليه السلام لفرد واحد، هو خطاب عام لجميع الأمة؛ إلا إذا بَيَّنَ عليه السلام أن هذا الحكم خاص بهذا الفرد
هناك أحاديث وردت فى رجال بأعيانهم، ثم بين عليه السلام أن حكمها عام لجميع الأمة، فكل خطاب منه صلى الله عليه وسلم لإنسان واحد هو خطاب لجميع المسلمين إلى يوم القيامة؛ وفى قصة حلة عطارد دليلٌ قوي على ذلك فالقضية كانت عن حُلَّةٍ سِيَرَاءَ والنهى كان عاماً " إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ" ويفهم عمر ذلك العموم، وأصبح ذلك نهى عام لجميع المسلمين؛ يؤكد ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بِحُلَّةٍ؛ فلبسها أسامة، فأنكر الرسول عليه السلام ماصنع أسامه، وقال عليه السلام: إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا وَلَكِنِّي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُشَقِّقَهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ(10)
وذلك أيضاً مثل ما روي وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي خلف الصف وحده فأمره بالإعادة"(12)
ورأى رجلاً يحتجم فقال عليه السلام : "أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ"(13) [البخاري: كِتَاب الصَّوْمِ؛ بَاب الْحِجَامَةِ وَالْقَيْءِ لِلصَّائِمِ]
الفصـــــــــــل الثامن
الحكم فى شيئ ما حكم على جميع أنواع ذلك الشيئ .
ففى حديث حلة عطارد وقع الكلام على حلة سيراء كان يبيعها عطارد، ثم أخبر عليه السلام:
• أن ذلك حكم جار في كل حلة حرير.
• وأن ذلك الحكم لا يتعدى إلى غير نوع اللباس.
ففى الحديث الذى أورده مسلم أنَّ الرسول عليه السلام أعطى نفس الحلل إلى على بن ابى طالب ولأسامة بن زيد وقرر عليه السلام أن هذا الحكم أيضاً ينطبق عليهم(10)
الفصـــــــــــل التاسع
الخطاب الموجه للرسول عليه السلام عام لجميع الأمة؛ ولا يكون خاصاً بالرسول عليه السلام؛ إلا ببيان من القرآن، أو من الرسول عليه السلام.
فعندما قال سبحانه وتعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ } [الطلاق: 1] وهذا خطاب للنبى عليه السلام، بين لنا الرسول عليه السلام أن ذلك عامّ للأمة، " فعندما طَلَّقَ عبد الله بن عمر امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ أمره رسول الله عليه السلام أن ْيُرَاجِعهَا ثُمَّ ِيُمْسِكهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ وقال عليه السلام "فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ"(14)
وإذا كان الحكم خاصّ بالرسول عليه السلام ذُكِر هذا ببيان واضح؛ فَلَمَّا أَحَلَّ الله سبحانه وتعالى لنبيه عليه السلام أَنْ يَنْكِحَ الْمَوْهُوبَةَ بَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ خَالِصٌ لَهُ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ. يقول تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}
الفصــــــــــــــــل العاشر
وجود جملتين أو أكثر فى نص واحد لا يوجب المساواة بينهما فى الحكم؛ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ ، وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ } فالْأَكْلُ يَجُوزُ فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، وَالْإِيتَاءُ لَا يَجِبْ إلَّا فِي خَمْسَةِ أَوْسُقٍ؛ فالْأَصْلَ فِي كُلِّ كَلَامٍ تَامٍّ أَنْ يَنْفَرِدَ بِحُكْمِهِ؛ فالأوامر المعطوفة قد تكون غير متفقة فى أحكامها؛ فلكل أمر حكمه الخاص به؛ وكذلك إذا جمعت الآية أو الحديث حكمين أو أكثر، وتيقنا بالبرهان بنسخ أحد الحكمين أو بنقله من رتبة إلى أخرى؛ فلا يجوز أن نقول إن الحكم الآخر منسوخ، أو منقول لمجرد اقترانهما فى نصٍّ واحد. ولا فرق بين عطف حكم على حكم وبين عطف آية على آية، ولا فرق بين ذكر حكمين في آية، وبين ذكرهما في سورة.
يقول تعالى :{ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ } [الجمعة: 9] فالسعي خاصّاً للرجال دون النساء، ولم يمنع ذلك الأمر بترك البيع من أن يكون فرضاً على ظاهره وعامّاً لكل أحد من رجل أو امرأة.
ويقول تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} [النساء: 15] ثم نسخ تعالى الإمساك في البيوت(15) وأثبت استشهاد الاربعة.
وقد أخبر عليه السلام أن ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ فى حديث واحد ثم خرج كسب الحجام من النهى إلى الإباحه، واستمر ثمن الكلب ومهر البغى على التحريم(16)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملاحق
(ملحق 1)
قال الشافعي فى رِسَالَتِهِ (ص:52) : فإنما خاطب الله بكتابه العربَ بلسانها، على ما تَعْرِف مِن معانيها، وكان مما تعرف من معانيها: اتساعُ لسانها.......وتسمِّي الشيءَ الواحد بالأسماء الكثيرة، وتُسمي بالاسم الواحد المعانيَ الكثيرة [ الرسالة للشافعي: الجزء الأول؛ باب البيان الخامس]
وقال الشاطبى فى الموافقات إِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ بِلِسَانِ الْعَرَبِ وَإِنَّهُ عَرَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا عُجْمَةَ فِيهِ، فَبِمَعْنَى أَنَّهُ أُنْزِلَ عَلَى لسان معهود العرب فِي أَلْفَاظِهَا الْخَاصَّةِ وَأَسَالِيبِ مَعَانِيهَا، وَأَنَّهَا فِيمَا فُطِرَتْ عَلَيْهِ مِنْ لِسَانِهَا؛ تُخَاطِبُ بِالْعَامِّ يُرَادُ بِهِ ظَاهِرُهُ، وَبِالْعَامِّ يُرَادُ بِهِ الْعَامُّ فِي وَجْهٍ وَالْخَاصُّ فِي وَجْهٍ، وَبِالْعَامِّ يُرَادُ بِهِ الْخَاصُّ، وَالظَّاهِرُ يُرَادُ بِهِ غَيْرُ الظَّاهِرِ، وَكُلُّ ذَلِكَ يُعْرَفُ مِنْ أَوَّلِ الْكَلَامِ أَوْ وَسَطِهِ أَوْ آخِرِهِ، وَتَتَكَلُّمُ بِالْكَلَامِ يُنْبِئُ أَوَّلُهُ عَنْ آخِرِهِ، أَوْ آخِرُهُ عَنْ أَوَّلِهِ، وَتَتَكَلَّمُ بِالشَّيْءِ يُعْرَفُ بِالْمَعْنَى كَمَا يُعْرَفُ بِالْإِشَارَةِ، وَتُسَمِّي الشَّيْءَ الْوَاحِدَ بِأَسْمَاءَ كَثِيرَةٍ، وَالْأَشْيَاءَ الْكَثِيرَةَ بِاسْمٍ وَاحِدٍ، وَكُلُّ هَذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهَا لَا تَرْتَابُ فِي شَيْءٍ مِنْهُ هِيَ وَلَا مَنْ تَعَلَّقَ بِعِلْمِ كلامها. [الموافقات: المجلد الثاني؛ كتاب المقاصد ؛الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: مَقَاصِدُ الشَّارِعِ : النَّوْعُ الثَّانِي: فِي بَيَانِ قَصْدِ الشَّارِعِ فِي وَضْعِ الشَّرِيعَةِ لِلْإِفْهَامِ]
(ملحق 2)
قال تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]
قال ابن كثير فى تفسيره: يُخْبِرُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ لَيْسُوا أَهْلًا لِلِاسْتِغْفَارِ وَأَنَّهُ لَوِ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ سبعين مرة فلن يغفر الله لَهُمْ، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ السَّبْعِينَ إِنَّمَا ذُكِرَتْ حَسْمًا لِمَادَّةِ الِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، لِأَنَّ الْعَرَبَ فِي أساليب كلاهما تَذْكُرُ السَّبْعِينَ فِي مُبَالَغَةِ كَلَامِهَا، وَلَا تُرِيدُ التَّحْدِيدَ بِهَا وَلَا أَنْ يَكُونَ مَا زَادَ عَلَيْهَا بِخِلَافِهَا.أ.ه.
وقال أبو جعفر الطبرى: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ادع الله لهؤلاء المنافقين، الذين وصفت صفاتهم في هذه الآيات بالمغفرة، أو لا تدع لهم بها. وهذا كلام خرج مخرج الأمر، وتأويله الخبر، ومعناه: إن استغفرت لهم، يا محمد، أو لم تستغفر لهم، فلن يغفر الله لهم.
قال فى أوضح التفاسير ...... المقصود من العدد التكثير، لا التحديد..... [أوضح التفاسير لمحمد عبد اللطيف الخطيب الناشر: المطبعة المصرية ومكتبتها]
و قال فى زهرة التفاسير .... فالأمر في معنى بيان الياس......وعدد السبعين يراد به الكثرة، وكان العرب يستعملونه في الكثرة التي لَا يحصيها عد......... وقد قيل إن السبعين مرة ذكرت حسما لمادة الاستغفار لهم؛ لأن العرب في أساليب كلامها تذكر السبعين في مبالغة كلامها، ولا تريد التحديد بها......[ زهرة التفاسير لمحمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة (المتوفى: 1394هـ) دار النشر: دار الفكر العربي]
(ملحق 3)
الفرق بين اللفظ والمعنى
قد نشاهد شيئاً ما أو حدثاً ما، فتنقل أعضاء الحس، من العين، والأذن وغيرهما صفات هذا الشيئ من الواقع الملموس أو المُشَاهَد إلى مراكز الذاكرة فى المخ بصورة ما؛ ونحن عندما نريد نقل ما استقر فى مراكز الذاكرة إلى إنسان آخر، فنحن بحاجة إلى نظام نتفق عليه، نعبر به عمّا استقر فى عقلنا أو قل فى مادة المخ.
هذا النظام الذى يتفق عليه المجتمع هو ما يعرف باللغة؛ قد تكون تلك اللغة إشارات باليد، وقد تكون أصوات ملفوظة، وقد تكوان خطوط معينة متفق عليها.
إن تلك الصورة الذهنية التى استقرت فى المخ لذلك الشيئ أو ذاك الحدث هو المعنى الذى أردت نقله إلى الغير؛ وذلك الصوت الذى اتفقنا عليه لنقل ذلك المعنى إلى الغير هو اللفظ أو الإسم ، وهو مع غيره من الألفاظ يكون النظام اللغوى الذى تتفق عليه الجماعات؛ فقد يكون المعنى واحداً وتختلف الألفاظ الحاملة لذلك المعنى من مجتمع لآخر ومن قبيلة لأخرى.
فكأن اللفظ هو الحامل للمعنى أو هو قالبٌ للمعانى، والمفروض أنه فى أى لغة يكون لكل معنى لفظٌ معين خاصّ به حتى يتم التعارف بين أفراد المجتمع؛ فكان أفراد القبيلة أو أى مجتمع يتعارفون فيما بينهم بالألفاظ التى توارثوها وبالمعنى الذى تحمله تلك الألفاظ.
وعندما مَنَّ الله على البشرية ببعثة رسولنا علي السلام ؛ وَجَدَّتْ معانى وأحداث لم تكن معروفة من قبل؛ أنتقلت كثير من مفردات اللغة من المعنى اللغوى البحت إلى معانى شرعية؛ كلفظ الصلاة الزكاة والصوم؛ وعلى هذا يجب فهم أى لفظٍ فى النصوص بالمعنى الشرعى أولاً.
لأسباب كثيرة قد تتغير معانى الألفاظ من قبيلة لأخرى، ومن مجتمع إلى آخر؛ هذا واقعٌ مشاهدٌ فى جميع الأزمنة وفى كافة التجمعات البشرية، وانظر مثلاً إلى أسماء الملابس والأحداث التى يُسْتَحَى من ذكرها، فتجد كل مجتمع يغير من الفاظها كل فترة زمنية طالت أو قصرت، وانظر إلى أصحاب الحرف كيف اصطنعوا لأنفسم الفاظ وكأنها مصطلحات خاصة بهم؛ وها همو علماء الأصول والنحو والفقه قد استحدثوا مصطلحات خاصة بهم كالرفع والنصب وغير ذلك.
وبناءً على ماسبق؛ يجب أن تُحْمَل الألفاظ الواردة فى نصوص الشريعة على المعنى الشرعى ؛ فإذا لم يكن لها معنى شرعى، فيجب أن تحمل على المعنى العرفى الذي يتعارفه جميع الناس وقت التنزيل، فإذا لم يكن للمعنى عرف عام؛ فالمحمول عليه المعنى اللغوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأحاديث
(1) فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ فَأَعْطَاهُ ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ.
فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ } وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ»
قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ
قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } [البخاري: كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ؛ بَاب قَوْلِهِ تعالى:{ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ }
ففي هذا الحديث بيان كاف في حمل كل شيء على ظاهره ، فحمل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللفظ الوارد «أو» على التخيير ، فلما جاء النهي المجرد حمله على الوجوب.
وصح بهذا أن لفظ الأمر والنهي غير لفظ التخيير والندب، ورسوله عليه الصلاة و السلام أعلم الناس بلغة العرب التي بها خاطبه ربه سبحانه و تعالى.
(2) " عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ" [البخاري: كِتَاب الصَّوْمِ؛ بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ]
(2)"إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ وَالشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا يَعْنِي تَمَامَ ثَلَاثِينَ" [مسلم: كِتَاب الصِّيَامِ؛ بَاب وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ]. (3) " وَقَالَ عَلِيٌّ حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " [البخاري: كِتَاب الْعِلْمِ؛ بَاب مَنْ خَصَّ بِالْعِلْمِ قَوْمًا دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لَا يَفْهَمُوا]
(4) "..... أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً" [مسلم: مُقَدِّمَةٌ؛ و حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ......]
(5) " عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ فَلَا تَأْتِهِمْ قَالَ وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ قَالَ قُلْتُ وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قَالَ كَانَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ قَالَ وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا قَالَ ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ" [ مسلم: كِتَاب الْمَسَاجِدِ وَمَوَاضِعِ الصَّلَاةِ؛ بَاب تَحْرِيمِ الْكَلَامِ فِي الصَّلَاةِ وَنَسْخِ مَا كَانَ مِنْ إِبَاحَتِهِ]
(6) فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ لَمَّا اسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ قَالَ ‏"‏ اجْلِسُوا ‏"‏ ‏‏ فَسَمِعَ ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَجَلَسَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ‏"‏ تَعَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ ‏"‏ [أبو داوود فى السنن كتاب الصلاة باب الإِمَامِ يُكَلِّمُ الرَّجُلَ فِي خُطْبَتِهِ][ قال الالبانى: حديث صحيح، وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي]
(6) وعن ابن عباس قال : لما استوى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر قال للناس : « اجلسوا » ، فسمعه ابن مسعود وهو على باب المسجد فجلس ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « تعال يا ابن مسعود » [صحيح ابن خزيمة: كتاب الجمعة؛ ..... جماع أبواب الأذان والخطبة في الجمعة ........]
(7) عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ وَقُلْ "اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ فَقُلْتُ أَسْتَذْكِرُهُنَّ وَبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ لَا وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" [مسلم كتاب الذكر باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع]و [البخارى كتاب الوضوء باب فَضْلِ مَنْ بَاتَ عَلَى الْوُضُوءِ]
(8) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:لَمَّا نَزَلَتْ:{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ { يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [ البخاري:كِتَاب أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ؛ بَاب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ إِلَى قَوْلِهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }]

(9) " عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ ........... قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَأَتَيْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ أَلَسْتَ نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَسْتُ أَعْصِيهِ وَهُوَ نَاصِرِي قُلْتُ أَوَلَيْسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ فَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى فَأَخْبَرْتُكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلْتُ يَا أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ هَذَا نَبِيَّ اللَّهِ حَقًّا قَالَ بَلَى قُلْتُ أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَعَدُوُّنَا عَلَى الْبَاطِلِ قَالَ بَلَى قُلْتُ فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا إِذًا قَالَ أَيُّهَا الرَّجُلُ إِنَّهُ لَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ يَعْصِي رَبَّهُ وَهُوَ نَاصِرُهُ فَاسْتَمْسِكْ بِغَرْزِهِ فَوَاللَّهِ إِنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قُلْتُ أَلَيْسَ كَانَ يُحَدِّثُنَا أَنَّا سَنَأْتِي الْبَيْتَ وَنَطُوفُ بِهِ قَالَ بَلَى أَفَأَخْبَرَكَ أَنَّكَ تَأْتِيهِ الْعَامَ قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنَّكَ آتِيهِ وَمُطَّوِّفٌ بِهِ قَالَ الزُّهْرِيُّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا ........." [البخاري: كِتَاب الشُّرُوطِ؛ بَاب الشُّرُوطِ فِي الْجِهَادِ وَالْمُصَالَحَةِ مَعَ أَهْلِ الْحَرْبِ وَكِتَابَةِ الشُّرُوطِ]
(10) فعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ عُطَارِدًا التَّمِيمِيَّ يُقِيمُ بِالسُّوقِ حُلَّةً سِيَرَاءَ وَكَانَ رَجُلًا يَغْشَى الْمُلُوكَ وَيُصِيبُ مِنْهُمْ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُ عُطَارِدًا يُقِيمُ فِي السُّوقِ حُلَّةً سِيَرَاءَ فَلَوْ اشْتَرَيْتَهَا فَلَبِسْتَهَا لِوُفُودِ الْعَرَبِ إِذَا قَدِمُوا عَلَيْكَ وَأَظُنُّهُ قَالَ وَلَبِسْتَهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا يَلْبَسُ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فِي الْآخِرَةِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحُلَلٍ سِيَرَاءَ فَبَعَثَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ وَبَعَثَ إِلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بِحُلَّةٍ وَأَعْطَى عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حُلَّةً وَقَالَ شَقِّقْهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ قَالَ فَجَاءَ عُمَرُ بِحُلَّتِهِ يَحْمِلُهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَذِهِ وَقَدْ قُلْتَ بِالْأَمْسِ فِي حُلَّةِ عُطَارِدٍ مَا قُلْتَ فَقَالَ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ بِهَا إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا وَلَكِنِّي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُصِيبَ بِهَا وَأَمَّا أُسَامَةُ فَرَاحَ فِي حُلَّتِهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَظَرًا عَرَفَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَنْكَرَ مَا صَنَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَنْظُرُ إِلَيَّ فَأَنْتَ بَعَثْتَ إِلَيَّ بِهَا فَقَالَ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ لِتَلْبَسَهَا وَلَكِنِّي بَعَثْتُ بِهَا إِلَيْكَ لِتُشَقِّقَهَا خُمُرًا بَيْنَ نِسَائِكَ" [مسلم:كِتَاب اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ ؛َباب تَحْرِيمِ اسْتِعْمَالِ إِنَاءِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ]
(11)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ [صحيح مسلم: كِتَاب الْحَجِّ ؛ بَاب فَرْضِ الْحَجِّ مَرَّةً فِي الْعُمُر]
(12) ".... روي وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلِّي خلف الصف وحده فأمره فأمره بالإعادة"[التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (4/ 67)] [تعليق الشيخ الألباني :صحيح]
(13) ورأى رجلاً يحتجم فقال عليه السلام : "أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ" [ البخاري:كِتَاب الصَّوْمِ؛ بَاب الْحِجَامَةِ وَالْقَيْءِ لِلصَّائِمِ]
(14)"فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ" [البخاري: كِتَاب الطَّلَاقِ؛ بَاب قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ }]
(15) " عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذُوا عَنِّي خُذُوا عَنِّي قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا الْبِكْرُ بِالْبِكْرِ جَلْدُ مِائَةٍ وَنَفْيُ سَنَةٍ وَالثَّيِّبُ بِالثَّيِّبِ جَلْدُ مِائَةٍ وَالرَّجْمُ" [مسلم: كِتَاب الْحُدُودِ؛ بَاب حَدِّ الزِّنَى]
(16)"عَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَمَنُ الْكَلْبِ خَبِيثٌ وَمَهْرُ الْبَغِيِّ خَبِيثٌ وَكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ"[مسلم: كِتَاب الْمُسَاقَاةِ؛ بَاب تَحْرِيمِ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ..]
(16)" عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ" [البخاري: كِتَاب الْبُيُوعِ؛ بَاب ثَمَنِ الْكَلْبِ]
(16)" عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ مُحَيِّصة: أَنَّ أَبَاهُ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَرَاجِ الْحَجَّامِ فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَهُ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: (أَطْعِمْهُ رقيقك واعلفه ناضحك)" (قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ..... وَلَوْ كَانَ كَسْبُ الْحَجَّامِ مَنْهِيًّا عَنْهُ لَمْ يَأْمُرْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِطْعَامَ الْمَرْءِ رَقِيقَهُ مِنْهُ إِذِ الرَّقِيقُ مُتَعَبَّدُون وَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ يَأْمُرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْلِمَ بِإِطْعَامِ رَقيقه حَرَامًا)" [صحيح ابن حبان: كتاب الإجارة؛ ذكر الخبر المدحض .....] [التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان: تعليق الشيخ الألباني: صحيح]





التوقيع


يقول إلهنا رُدُّوا إِلَىّ إذا اختلفتم
وقائلُهم يقولُ:أنا أختارُ إن كثر المقــول
فأىُّ الفريقين أشــــــــــــــــــــــــدُّ قرباً
من البيضـــــــــــــــــاءِ يترُكهـــا الرســـــــولُ
دكتور كامل محمد
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 12:15 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.