ان للمصائب والابتلاءات فى الكتاب والسنه سببين مباشرين الى جانب حكمة الله تعالى
فى قضاءه وقدره..
السبب الاول : هو الذنوب والمعاصى التى يرتكبها الانسان فيبتليه الله عز وجل بسببها
بالمصيبه كعقوبة عاجله وذلك يتضحك من خلال قوله تعالى
((وما اصابك من سيئه فمن نفسك ))
السبب التانى: هو ارادة الله تعالى رفع درجات المومن الصابر فيبتليه بالمصيبه ليرضى ويصبرفيوفى اجر الصابرين فى الاخره وقد رافق هذا البلاء الانبياء والصالحين فلم يغادرهم وجلعه الله تعالى مكرمة لهم ينالون به الدرجات العاليه فى الجنه ولهذاء جاء
الحديث الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ((ان العبد اذا سبقت له من الله
منزله لم يبلغها بعمله ابتلاه الله فى جسده او فى ماله او فى ولده ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((ان الله اذا احب قوما ابتلاهم فمن رضى فله الرضى ومن سخط فله السخط ))
فتقدير الله لبعض عباده بمنزله عاليه مع نقصان اعمالهم الصالحه سبب رئيسى
فى ابتلائهم بالمصائب ..
عن عائشة رضى الله عنها ان النبى صلى الله عليه وسلم قال
((ما يصيب الله المومن من شوكة فما فوقها الا رفعه الله بها درجة او حطعنه بها خطيئه
فقد يكون احد السببين فى البلاء وذلك حسب الشخص نفسه اذا كان المبتلى غير مومن
فلا يكون بلاؤه لرفع درجته و لكن قد يكون فى ذلك عبرة وعظه لغيره حتى لا يفعل مثله
وقد يكون من عاجل عقاب الله له بالدنيا وزيادة ما ادخره له فى الاخره يقول الله تعالى
((بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد لهم
عذاب فى الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اشق ةما لهم من الله واق ))
اما اذا كان المبتلى عاصيا فقد يغلب على الظن ان ابتلاءه عقوبة لان تكفير السيئات
اسبق من رفع الدرجات والعاصى احوج الى تكفير سيئاته ..
وفى المقابل فاذا المسلم عابدا طائعا صالحا فهذا يغلب عليه الظن فى ابتلاءه وجه المكرمه ورفع الدرجات والعباد شهداء الله فى الارض ,فاذا عرفوا التقوى والصلاح فى
احد كان ان يبشروه برفعة درجته عند الله ان هو صبر على بلائه..
اما اذا ابدى السخط والجزع فلا يظن ان يكون ابتلاؤه لرفع درجاته , وقد قال بعض
الصالحين : علامة الابتلاء على وجه والعقوبه والمقابله : عدم الصبر عند وجود البلاء
والجزع والشكوى الى الخلق .. وعلامة الابتلاء تكفيرا وتمحيصا للخطيئات : وجود الصبر
الجميل من غير شكوى ولا جزع ولا ضجر ولا ثقل فى اداء الاوامر والطاعات ..
وعلامة الابتلاء لرفع الدرجات:وجود الرضا والموافقه وطمانيه النفس والسكون للاقدار..
فكل مصيبه وابتلاء تكون خيرا للعبد ان صبر واحتسب سواء علم سببها او لم يعلمه
وتكون سوءا ان جزع وسخط..