Untitled-2
 

 
 
 
العودة   منتديات الحور العين > .:: المجتمع المسلم ::. > رَوْضَــــةُ الأَخَــــوَاتِ > دروس غـرفة الأخوات
 
 

دروس غـرفة الأخوات يُدرج فيه دروس " العقيدة - الحديث - التفسير - التجويد - اللغة العربية " كتابة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-12-2011, 12:55 AM
الصورة الرمزية الطامعة في رضا ربها
الطامعة في رضا ربها الطامعة في رضا ربها غير متواجد حالياً
( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
 




New الدرس الثالث:: خبّاب بن الأرت ::(دروس قصص من حياة الصحابة )

 

القصة الثالثة
قصّة خبّاب بن الأرتّ- رضي الله عنه -



تحدثنا عن :

- أم أنمار الخزاعية شرت خباب بن الأرت من سوق النخاسين ( الحدادين ) في مكة ، وسبب وصوله لسوق النخاسين.
- استأجرت أم أنمار لخباب بن الأرت دكانا واستثمرت مهارته في صنع السيوف ..
- كان دائم التفكير في أن قومه على ضلال .. وكان ينتظر أن يذهب هذا الظلام عن قومه وعنه ..
- إسلامه ، حيث كان سادس ستة أسلموا على وجه الأرض ، وإعلانه لإسلامه ، ووصول خبر إسلامه إلى أم أنمار وأخيها سِباع بن عبد العُزَّى اللذين عذّباه أشد التعذيب !
- أغرت جرأة خباب بن الأرت الكثير من أصحابه أن يعلنوا إسلامهم ..
- لما أذن النبي – صلى الله عليه وسلم- لأصحابه بالهجرة إلى المدينة تهيأ خباب للخروج غير أنه لم يبارح مكة إلا بعد أن استجاب الله دعاءه على أم انمار.
- حياته في المدينة وقربه من النبي – صلى الله عليه وسلم - .. خرج إلى أُحُد فأقر الله عينه برؤية سباع بن عبد العزى أخي أم أنمار وهو يلقى مصرعه على يد أسد الله حمزة بن عبد المطلب
- موقفه مع عمر بن الخطاب ..
- موقفه من أمواله !


التوقيع

رسالتي في الحياة :


سأطوّر نفسي باستمرار
من أجل خدمة الإسلام والمسلمين
وسأسخّر التقنية في مجال دعوة الآخرين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-12-2011, 01:03 AM
الصورة الرمزية الطامعة في رضا ربها
الطامعة في رضا ربها الطامعة في رضا ربها غير متواجد حالياً
( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
 




افتراضي

أنتظر منكنّ ما يُستفاد من الدرس ، قصّة أو تعليق أو موقف حدث لإحداكن ..
أنتظركن بشوق ||~
التوقيع

رسالتي في الحياة :


سأطوّر نفسي باستمرار
من أجل خدمة الإسلام والمسلمين
وسأسخّر التقنية في مجال دعوة الآخرين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-12-2011, 09:55 AM
عذراء البتول عذراء البتول غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

بارك الله فيكِ اختي الغالية...الدرس كان ممتع ومفيد....نرى مدى قوة ايمان الصحابي ولايخاف في الله لومة لائم....وقد اعز الله هذا الصحابي ان اكرمه الله واعاد اليه عزه وماله وانتقم ممن كان يؤذيه...ويجب ان يتعظم الناس بان الظلم لن يدوم...وان الله بالمرصاد للظالمين....وجزاكِ الله خيرا"...ونفعناالله بعلمكِ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-12-2011, 06:17 PM
*أم مريم* *أم مريم* غير متواجد حالياً
مهتمة بقسم القرآن الكريم وفروعه .
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله عنا خيراً أختنا الغالية الطامعة في رضا ربها

لقد كان الدرس مشوق وفوق الرائع .. كيف لا وهي نفحات من أريج الصحابة نستنشق منها رائحة أيام عز الإسلام !!

من الفوائد التي استعشرناها من هذه القصة العظيمة

العزة كلها في الإسلام والذل والصغار فيما سواه

- الدنيا لاتدوم على حال ولو اسقطنا هذه لجملة على أيامنا لرأينها جلية في سقوط حكام وعروشهم نسوا أن الله عز وجل بيده ملكوت السماوات والأرض
عدم الركون للدنيا ولا اطمئنان لها وهذا يستنفرنا للدعاء لإخواننا المعذبين الذين ينكل بهم يمينا وشمال وان نفكر أننا ممكن ان نكون مكانهم يوما

- في العذاب الذي فعلته ام انمار في الصحابي الجليل عظة وعيرة لكل ظالم فلقد أذاقها الله الذي يمهل ولا يهمل جزائها من جنس عملها .

- الثبات والصبر على الأذى في سبيل الله بالاستعانة به وان يكون الله وجنته هو الهدف الأعلى .

- الإتيان بالصالحات من الأعمال مع الخوف من عدم الإخلاص وأن لا يقبلها الله عز وجل، مخافة الرياء والعجب .

حقيقة الفوائد كثيرة جدا ولكن اترك مساحة لخواتي لكي يضعوا لنا ما استشعروه من هذه القصة الرائعة .

دمتم في حفظ الله

التوقيع



اللهم جاز معلمتنا الخير عنا خيرا واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة يارب

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-16-2011, 12:30 AM
الصورة الرمزية الطامعة في رضا ربها
الطامعة في رضا ربها الطامعة في رضا ربها غير متواجد حالياً
( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
 




Arrow

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذراء البتول
بارك الله فيكِ اختي الغالية...الدرس كان ممتع ومفيد....نرى مدى قوة ايمان الصحابي ولايخاف في الله لومة لائم....وقد اعز الله هذا الصحابي ان اكرمه الله واعاد اليه عزه وماله وانتقم ممن كان يؤذيه...ويجب ان يتعظم الناس بان الظلم لن يدوم...وان الله بالمرصاد للظالمين....وجزاكِ الله خيرا"...ونفعناالله بعلمكِ


جميل .. جميل ..
الله يجزاكِ خير يا عذراء ..
طيّب ما كتبتِ يا حبيبة ..
ومن أجمل الفوائد التي يمكن أن نستفيدها : اليقين بالله .. اليقين بأن الرزق بيد الله ، وأن ما كتبه الله لنا سنأخذه وسيأتينا عاجلاً أم آجلاً..
فهاهو خبّاب يتنقل بين العزّ والفقر ، ثم يغنيه الله تعالى من فضله .. فلا نخاف ولا نوجل ولا نقارن بين ما عندنا وماعند الآخرين - كما يفعل الكثير إلا من رحم الله-
فهذا عنده ، وتلك تزوّجت ولم أتزوّج ، وذاك رُزق بمال وقدره وليس عندي مثله .. الخ !
يقول تعالى : {اِنّ اللهَ هو الرَزّاقُ ذُوْ القُوَّةِ المَتِين} سورة الذاريات آية 58
فوالله لو توكلنا على ربّنا ، وتيقّنا فيما عنده ؛ لعشنا أجمل حياة ، ولاطمأنت قلوبنا ، ولرضينا بما يأتينا - وإن كان قليلاً - ! فما أجملها من حياة ،
نسأل الله أن يجعلنا من الموقنين ، الراضين .. آمين .



اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *أم مريم*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله عنا خيراً أختنا الغالية الطامعة في رضا ربها

لقد كان الدرس مشوق وفوق الرائع .. كيف لا وهي نفحات من أريج الصحابة نستنشق منها رائحة أيام عز الإسلام !!

من الفوائد التي استعشرناها من هذه القصة العظيمة

العزة كلها في الإسلام والذل والصغار فيما سواه

- الدنيا لاتدوم على حال ولو اسقطنا هذه لجملة على أيامنا لرأينها جلية في سقوط حكام وعروشهم نسوا أن الله عز وجل بيده ملكوت السماوات والأرض
عدم الركون للدنيا ولا اطمئنان لها وهذا يستنفرنا للدعاء لإخواننا المعذبين الذين ينكل بهم يمينا وشمال وان نفكر أننا ممكن ان نكون مكانهم يوما

- في العذاب الذي فعلته ام انمار في الصحابي الجليل عظة وعيرة لكل ظالم فلقد أذاقها الله الذي يمهل ولا يهمل جزائها من جنس عملها .

- الثبات والصبر على الأذى في سبيل الله بالاستعانة به وان يكون الله وجنته هو الهدف الأعلى .

- الإتيان بالصالحات من الأعمال مع الخوف من عدم الإخلاص وأن لا يقبلها الله عز وجل، مخافة الرياء والعجب .

حقيقة الفوائد كثيرة جدا ولكن اترك مساحة لخواتي لكي يضعوا لنا ما استشعروه من هذه القصة الرائعة .

دمتم في حفظ الله

ماشاء الله !!
فوائد رائعة ، ومشاركة طيبة يا أم مريم ..

من أجمل الفوائد التي ذكرتيها :

= الإخلاص ! فالله المستعان حقاً .. نسأل الله أن يجعلنا من المخلصين ، المقبولين ، آمين .
= أيضاً ، الثبات والصبر ! فكم هي الشدائد التي نمرّ بها ، وكم هي الكروب التي نعيشها ..
وكم هم الثابتون عليها !
عندما نمرّ بالشدائد ؛ نشعر وكأن الدنيا كلها سواد في سواد ، وكأننا غارقون في بحر لا مفرّ منه ولا ملجأ ..
لكن الناجي هو الذي حقاً يتشبث بحبل الإيمان ، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه !

سُعدتُ بمشاركتكِ الطيبة يا حبيبة ..
كوني دائماً بالقرب ~
التوقيع

رسالتي في الحياة :


سأطوّر نفسي باستمرار
من أجل خدمة الإسلام والمسلمين
وسأسخّر التقنية في مجال دعوة الآخرين

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-16-2011, 01:03 AM
الصورة الرمزية الطامعة في رضا ربها
الطامعة في رضا ربها الطامعة في رضا ربها غير متواجد حالياً
( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )
 




افتراضي عن الإخلاص

كما ذكرنا : أنّ مما يستفاد من قصة الصحابي خبّاب بن الأرت - رضي الله عنه وأرضاه - الإخلاص .. وفيما يلي كلمات منقولة ( من موقع صيد الفوائد )عن الإخلاص

**************************


تعريف الإخلاص:
قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي". أ.هـ.
قال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة". أ.هـ
وقيل: "هو تفريغ القلب لله" أي: صرف الانشغال عمّا سواه، وهذا كمال الإخلاص لله تعالى .

منزلة الإخلاص:
الإخلاص هو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء).
وقوله: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
قال الفضيل بن عياض في هذه الآية: "أخلصه وأصوبه". قيل: "يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟" قال: أن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم تقبل وإذا صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصاً صواباً؛ والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة". أ.هـ



الإخلاص سبب لعظم الجزاء مع قلة العمل :

وقيل لبعض السلف: "الحاج كثير" فقال: "الداج كثير، والحاج قليل". أ. هـ
فالمَحْوُ والتكفير يقع بما يتقبل من الأعمال، وأكثر الناس يقصرون في الحسنات حتى في نفس صلاتهم، فالسعيد منهم من تكتب له نصفها، وهم يفعلون السيئات كثيراً، فلهذا يكفر بما يتقبل من الصلوات الخمس شيء، وبما يتقبل من الجمعة شيء، وبما يتقبل من صيام رمضان شيء آخر، وكذلك سائر الأعمال.
وحديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟! قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت؛ ولكنك قاتلت ليُقال: جرئ، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل تعلّم العلم وعلمه، وقرأ القرآن، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها فقال: فما عملت؟! قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت القرآن. قال: كذبت، ولكن تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال قاري، فقد قيل. ثم أمر به فسُحب على وجهه حتى أُلقي في النار.
ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من صنوف المال، فأتى به فعرفه نعمته فعرفها. قال: فما عملت بها؟! قال: ما تركت من سيبل يحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال: جواد، فقد قيل. ثم أمر به على وجهه حتى أُلقي في النار". [رواه مسلم].


درجات الإخلاص:

الدرجة الأولى:
إخراج رؤية العمل عن العمل، والخلاص عن طلب العوض عن العمل، والنزول عن الرضى بالعمل.
فالأولى: يشاهد منة الله تعالى وتوفيقه له على هذا العمل: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ).
الثانية: ليعلم إنه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوض.
الثالثة: مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره فيه.

الدرجة الثانية:
الخجل من العمل مع بذل المجهود حيث لا يرى العمل صالحا لله مع بذل المجهود (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ). فالمؤمن جمع إحساناً في مخافة، وسوء ظن بنفسه.

الدرجة الثالثة:
إخلاص العمل بالخلاص من العمل، إلا بنور العلم، فيحكمه في العمل حتى لا يقع في البدعة.

ثمار الإخلاص:
لا بد من أمرين هامين عظيمين أن تتوفرا في كل عمل وإلا لم يقبل:
1- أن يكون صاحبه قد قصد به وجه الله تعالى.
2- أن يكون موافقا لما شرعه الله تعالى في كتابه أو بينه رسوله في سنته.
فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحاً ولا مقبولاً، ويدل على هذا قوله تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً).
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: " وهذان ركنا العمل المتقبل؛ لا بد أن يكون خالصًا لله، صواباً على شريعة رسول الله". أ.هـ

ولهذا من ثمار الإخلاص:
1- تفريج الكربات .
2- الانتصار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ * وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَاء النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
3- العصمة من الشيطان: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ).
(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ).
4- نيل شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "قلت يا رسول الله؛ من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟! فقال: لقد ظننت يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصاً من قِبَل نفسه".
5- مغفرة الذنوب ونيل الرضوان: كما في حديث البطاقة، والمرأة البغي التي سقت الكلب، والرجل الذي أزاح الشجرة من الطريق.

هنا ثلاث أمور دقيقة للرياء على النحو التالي:
o أولها: ما ذكره أبو حامد الغزالي في أحبائه حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي: "وأخفى من ذلك أن يختفي (العاقل بالطاعة) بحيث لا يريد الاطلاع ولا يسر بظهور طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدأوه بالسلام وأن يقابلوه بالبشاشة والتوقير، وأن يثنوا عليه، وأن ينشطوا في قضاء حوائجه كأنه يتقاضى الاحترام مع الطاعة التي أخفاها، ولو لم يفعل ذلك ما استبعد تقصير الناس في حقه". o ثانيها: أن يجعل الإخلاص وسيلة لا غاية وقصداً لأحد المطالب الدنيوية "كالحكمة - كالكرامة - كالحوائج الدنيوية".
o ثالثها: ما أشار إليه ابن رجب بقوله: "وها هنا نكته دقيقة وهي أن يذم الإنسان نفسه بين الناس يريد بذلك أن يرى الناس أنه يتواضع عن نفسه ويرتفع بذلك عنهم ويمدحونها به، وهذا من دقائق أبواب الرياء وقد نبه السلف الصالح"، قال مطرف بن عبد الله ابن الشخير: "كفى بالنفس إطراء أن تذمّها على الملأ كأنك تريد بذمها زينتها، وذلك عند الله سفه". [شرح حديث ما ذئبان جائعان]. الصبر على الطاعة ثلاثة أنواع:
صبر قبل الطاعة - وصبر أثناء الطاعة – صبر بعد الطاعة.
o رابعها: ربما كره الرياء ولكنه عندما يتذكر أعماله ويثني عليه لم يقابل ذلك بالكراهية، بل يشعر بالسرور، ويشعر أنّ ذلك روح عنه شيئاً من عناء العبادة فهذا نوع دقيق من أنواع الشرك الخفي.

كيف يتحقق الإخلاص؟! (أو: أمور تعين على تحقيق الإخلاص):
أ‌. أن يعلم المكلف يقيناً بأنّه عبد محض، والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضاً ولا أجراً، إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته، فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه، ولا معاوضة.
ب‌. مشاهدته مِنَّه الله عليه وفضله وتوفيقه، وأنه بالله لا بنفسه، وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو، وكل خير فهو مجرد فضل الله ومنته.
ت‌. مطالعته عيوبه وآفاته وتقصيره منه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان، فقلّ عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل، وللنفس فيه حظ، سئل صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في صلاته؟! فقال: "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد". فإذا كان هذا التفات طرفه فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله؟! ث‌. تذكير النفس بما أمر الله به من إصلاح القلب وإخلاصه، وحرمان المرائي من التوفيق.
ج‌. الخوف من مقت الله تعالى، إذا اطلع على قلبه وهو منطوٍ على الرياء.
ح‌. الإكثار من العبادات غير المشاهدة وإخفاؤها، كقيام الليل، وصدقة السر والبكاء خالياً من خشية الله.
خ‌. تحقيق تعظيم الله، وذلك بتحقيق التوحيد والتعبّد لله بأسمائه الحسنى وصفاته "العلي العظيم – العليم – الرزاق – الخالق".
د‌. أن يشعر أنه عبد محض لله تعالى.
ذ‌. معرفة أسماء الله وصفاته وتعظيم الله.
ر‌. تذكر الموت وأهواله.
ز‌. الإكثار من الأعمال المخفية.
س‌. أن يرد الرياء بالاقتداء.
ش‌. أن يعلم عاقبة الرياء.
ص‌. الإلحاح على الله بالدعاء، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء والإلحاح على الله.
ض‌. تدبر القرآن.
ط‌. التخلص من حظوظ النفس، فانه لا يجتمع الإخلاص في القلب وحب المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلّا كما يجتمع الماء والنار، فإذا أردت الإخلاص فاقبل على الطمع فاذبحه بسكين اليأس، وقم على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة، حينئذ فقط يسهل عليك الإخلاص، والطمع يسهل ذبحه باليقين أنه ليس من شيء تطمع فيه إلا وبيد الله خزائنه، لا يملكها غيره.
ظ‌. المجاهدة: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
فالمطلوب منك بذل الجهد في دفع خواطر الرياء وعدم الركون إليها، وكلّما أولى لا بد من قياسها حتى تصل إلى المرحلة التي قال الله تعالى فيها (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ). وهي المرحلة التي تكون النفس فيها مطمئنة بطاعة الله، ساكنة إليها لا تخالجها الشكوك الأثيمة.
ع‌. إخفاء الطاعات وعدم التحدّث بها.
غ‌. عدم الاكتراث بالناس.
ف‌. الخوف من الشرك بنوعيه.
ق‌. الدعاء بكفارة الرياء. ففي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس اتقوا هذا الشرك فانه أخفى من دبيب النمل. قالوا: وكيف نتقيه؟! قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه".
ك‌. تعاهد النفس بالوعظ ومجالس الذكر ومصاحبة أهل الإخلاص.
ل‌. تذكّر عظم نعمة الله سبحانه على المرء وشكرها، ونسبتها إلى مسببها، والاعتراف بها ظاهراً وباطناً.
م‌. اعتياد الطاعات بحيث تصير جزءاً لا يتجزأ من حياة المرء.


التوقيع

رسالتي في الحياة :


سأطوّر نفسي باستمرار
من أجل خدمة الإسلام والمسلمين
وسأسخّر التقنية في مجال دعوة الآخرين

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
), ::(دروس, من, المرة, الثالث::, الدرس, الصحابة, بن, خبّاب, حياة, قصص


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator


الساعة الآن 03:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.