انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى اللغة العربية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-19-2011, 06:47 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




Ramadhan05 الشعر في حياة الصالحين.

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
السَّلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

الشعر في حياة الصَّالحين.

كتبه/ عصام حسنين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد أولع كثير من أبناء الصحوة -اليوم- بالأناشيد إنشاءً واستماعًا حتى صارت ديدنهم وإلفهم، وأخذت مساحة أكبر من القدر المباح الذي ورد عن السلف.
- أصبح لها فرق تُطلب بالأموال لإقامة الأفراح والاحتفالات، وتُسجل لهم أشرطة وتباع، واستخدمت الآلات الموسيقية حتى صرتَ لا تفرق بينها وبين أغاني أهل الفسق والفجور إلا إذا أنصتَّ لتفرق بين الكلام! وكانت من قَبلُ تنشد بدون آلة موسيقية، وأخذهم الشيطان خطوة خطوة حتى وصلوا إلى القول بإباحة استماع الموسيقى مستدلين بقول ابن حزم -رحمه الله-!
- ولم يُكتفَ بهذا، بل صارت بعض الجماعات تنشِّئ الناشئة على حفظ الأناشيد والتدرب على إلقائها؛ ليكونوا أعضاءً في فرقهم الإنشادية والمسرحية!
وتكون النتيجة -غالبًا- انصراف هؤلاء النشىء عن طريق الالتزام فيما بعد، وهم بذلك يخونون أمانة الدعوة والتربية؛ لأن الدعوة وتربية النشء تكون بكتاب الله -تعالى-، وحضهم عليه، وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفهم سلف الأمة لا بغيرها.
فهل كان سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- يفعلون مع أبنائهم ذلك، وهل كانت الأناشيد تأخذ منهم هذه المساحة؟! لا والله كما سنبين -إن شاء الله- في رؤوس الأقلام التالية:
الشعر وما يُحمد منه ويُذم:
- "الشعر في الأصل اسم لما دق، ومنه: "ليت شعري"، أي: ليتني أعلم، ثم استعمل في الكلام المقفى الموزون قصدًا، وما وقع موزونًا اتفاقًا فلا يسمى شعرًا" انتهى من فتح الباري.
- والشعر كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (الشِّعْرُ بِمَنْزِلَةِ الْكَلامِ، فَحَسَنُهُ كَحَسَنِ الْكَلامِ، وقَبِيحُهُ كَقَبيحِ الْكَلامِ) (رواه الطبراني والطيالسي والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).

قال القرطبي -رحمه الله-: "يعني أن الشعر ليس يُكره لذاته، وإنما يكره لمضمناته، وقد كان عند العرب عظيم الموقع كما قال الأول منهم: وجرح اللسان كجرح اليد.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشعر الذي يرد به "حسان" على المشركين من قريش: (فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ) (رواه مسلم).

ما يحمد منه:


وأما ما يحمد منه: فهو الذي حمده الله -تعالى-، وحمده رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد ذكر الله -تعالى- الشعراء في كتابه فعمم وخصص؛ فقال -تعالى-: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ)(الشعراء:224). "أي يروون أشعارهم؛ لأن الغاوي لا يتبع إلا غاويًا مثله" فتح الباري 10/ 661.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ) (الشعراء:225)، قال الحسن البصري: "قد والله رأينا أوديتهم التي يهيمون فيها: مرة في شتمه فلان، ومرة في مدحه فلان... ".
(وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ) (الشعراء:226)، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أكثر قولهم يكذبون فيه".
- ثم استثنى الله -تبارك وتعالى- الشعراء المؤمنين الصالحين فقال: (إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227).
(وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا) أي: "في شعرهم؛ بأن كان غالبه في توحيد الله -تعالى- والثناء عليه، والحكمة والموعظة والآداب الحسنة" تفسير القاسمي 7/502.
وقيل: في كلامهم بأن ذكروا الله كثيرًا في مقابلة ما تقدم من الكلام السيء؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات، وامتدح الإسلام وأهله في مقابلة ما كذب بذمه كما حدث من أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله الزبعري.. " تفسير ابن كثير 10/387. وهناك من جمع بين القولين حيث قال: "وكلاهما صحيح مكفر لما سبق" السابق10/387.
(وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا) قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "يردون على الكفار الذين كانوا يهجون به المؤمنين".
والشعر المحمود أيضًا الذي حمده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إن من الشعر لحكمة) (رواه البخاري)، أي: قولاً صادقًا مطابقًا للحق.
- وقيل: إن من الشعر كلامًا نافعًا يمنع من السفه.
- وقال أبو بكر -رضي الله عنه-: "ربما قال الشاعر الكلمة الحكيمة" (رواه ابن أبي شيبة).
- وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: جَاءَ أَعْرَابِيُّ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حُكْمًا) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
- وأما الحُداء -وهو سوق الإبل بضرب مخصوص من الغناء الذي جرت عادة الإبل أن تسرع به- فقد أباحه النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فعن أنس -رضي الله عنه- قال: أَتَى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ فَقَالَ: (وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالْقَوَارِيرِ) (متفق عليه).
قال ابن حجر -رحمه الله-: "والحداء -في الغالب- يكون بالرجز نوع من الشعر، وسمي بذلك لتقارب أجزائه واضطراب اللسان به، وقد يكون بغيره من الشعر، وقد نقل ابن عبد البر الاتفاق على إباحته... ويلتحق بالحداء هنا غناء الحجيج المشتمل على التشوق إلى الحج بذكر الكعبة وغيرها من المشاهد ونظيره ما يحرض أهل الجهاد على القتال، ومن: غناء المرأة لتسكين الولد في المهد" اهـ بتصرف من الفتح 10/661.
قال الشيخ الفوزان -حفظه الله- تعليقـًا على قول ابن حجر -رحمه الله-: "جواز الغناء للحجيج فيه نظر، فهل ورد ما يدل عليه من الكتاب والسنة، إن الذي ورد أن الحجيج في عبادة يناسبهم الاشتغال بذكر الله، والتلبية لا بالغناء لا سيما في حالة الإحرام، قال الله -تعالى-: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة:197)، وهل كان الحجيج يغنون وهم مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويُقرهم على ذلك" اهـ بتصرف من البيان المفيد في حكم التمثيل والأناشيد ص55.
واستنشد -صلى الله عليه وسلم- الشعر من الشريد حيث قال الشريد: رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا فَقَالَ: (هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْئًا). قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: (هِيهِ). فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ: (هِيهِ). ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ: (هِيهِ). حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ. (رواه مسلم).
قال القرطبي -رحمه الله-: "في هذا دليل على حفظ الأشعار، والاعتناء بها إذا تضمنت الحكم والمعاني المتسحسنة شرعًا وطبعًا، وإنما استكثر النبي -صلى الله عليه وسلم- من شعر أمية؛ لأنه كان حكيمًا، ألا ترى قوله -عليه الصلاة والسلام-: (وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ).
وقال ابن بطال -رحمه الله-: "ما كان من الشعر والرجز ذكر الله -تعالى- وتعظيم له ووحدانيته وإيثار طاعته والاستلام له، فهو حسن مرغب فيه، وهو المراد في الحديث بأنه حكمة وما كان كذبًا وفحشًا فهو مذموم" اهـ من الفتح 10/662.

الشعر المذموم:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا) (متفق عليه).
قال البخاري: "باب ما يكره أن يكون الغالب على الإنسان الشعر حتى يصده عن ذكر الله والعلم والقرآن"، والقيح: المِدة يخالطها دم.
قال أبو عبيد -رحمه الله-: "وجهه عندي أن يمتلئ قلبه من الشعر حتى يغلب عليه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله، فيكون الغالب عليه، فأما إذا كان القرآن والعلم الغالبين عليه فليس جوفه ممتلئًا من الشعر" اهـ من الفتح 10/674.
قال ابن حجر -رحمه الله-:
"تنبيه: مناسبة هذه المبالغة في ذم الشعر أن الذين خوطبوا بذلك كانوا في غابة الإقبال عليه، والاشتغال به، فزجرهم عنه؛ ليقبلوا على القرآن، وعلى ذكر الله -تعالى- وعبادته، فمن أخذ من ذلك ما أمر به لم يضره ما بقي عنده مما سوى ذلك".
ونقل عن ابن أبي جمرة قوله: "ويلحق بالشعر المذموم والامتلاء من السجع مثلاً، ومن كل علم مذموم كالسحر وغير ذلك من العلوم التي تقسي القلب وتشغله عن الله -تعالى-، وتحدث الشكوك في الاعتقاد، وتفضي به إلى التباغض والتنافس" اهـ من الفتح 10/674، 675.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الصالحين., الشعر, حياة, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:42 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.