انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > القرآن الكريم

القرآن الكريم [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوبٍ أقفالها] .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 09-16-2008, 08:04 PM
ملك ملك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ما شاء الله
مجهود مممتاز
جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 09-17-2008, 06:21 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

جزاكم الله كل خير ونتابع............
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 09-17-2008, 06:23 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ(47) يذكرهم تعالى بسالف نعمة على ابائهم واسلافهم وما كان فضلهم به من ارسال الرسل منهم وانزال الكتب عليهم وعلى سائر الامم من اهل زمانهم والتفضيل بما اعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان فى ذلك الزمان
وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ(48)} لما ذكرهم الله تعالى بنعمه اولا عطف على ذلك التحديد من طول نعمته يوم القيامة فقال : وَاتَّقُوا يَوْمًا يعنى يوم القيامة . لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا : اى لا يغنى عن احد ولا يقبل شفاعة اى من الكافرين وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ : اى لا يقبل منها فداء فإنهم ان لم يؤمنوا برسزله ويتابعوه على ما بعثه به ووافوا الله يوم القيامة على ما هم عليه فإنه لا ينفعهم قرابة قريب ولا شفاعة ذى جاه ولا يقبل منهم فداء ولو بملء الارض ذهبا
عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ : لا احد يغضب لهم فينصرهم وينقذهم من عذاب الله فلا ينصرهم ناصر كما لا يشفع لهم شافع ولا يقبل منهم فدية. بطلت هنالك المحاباة واضمحلت الرش والشفاعات وارتفع من القوم التناصر والتعاون وصار الحكم الى الجبار العدل
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49)وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(50) اذكروا يا بنى اسرائيل نعمتى عليكم اى :خلصتكم منهم وانقذتكم ن ايديهم صحبة موسى وقد كانوا يذيقونكم : يسومونكم سوء العذاب والعذاب هنا اما ذبح الابناء او انهم يديمون عذابهم
وفى الذى فعلنا بكم من نجائنا اباءكم مما كنتم فيه من عذاب ال فرعون
بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ : اى نعمة عليكم فى ذلك
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ : اى بعد ان انقذناكم من ال فرعون وخرجتم مع موسى خرج موسى فى طلبكم ففرقنا بكم البحر فَأَنْجَيْنَاكُم: اى خلصناكم منهم وحجزنا بينكم وبينهم واغرقناهم وانتم تنظرون ليكون ذلك فى صدوركم وابلغ فى اهانة عدوكم
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 09-28-2008, 03:39 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

اعتذر عن التوقف المؤقت وان شاء الله نعود بقوة بعد رمضان
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 09-29-2008, 12:51 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




New

وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(51)ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(53
يقول تعالى : واذكروا نعمتى عليكم فى عفوى عنكم لما عبدتم العجل بعد ذهاب موسى لميقات ربه ،/ عند انقضاء امد المواعدةوكانت اربعين يوما {وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} أي معتدون في تلك العبادة ظالمون لأنفسكم وقوله تعالى : " وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ " يعنى التوراة والْفُرْقَانَ هو ما يفرقبين الحق والباطل والهدى والضلالة {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} أي لكي تهتدوا بالتدبر فيها والعمل بما فيها من أحكام.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(54)}
يا قوم لقد ظلمتم أنفسكم {بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} أي بعبادتكم للعجل {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} أي توبوا إِلى من خلقكم بريئاً من العيب والنقصان
{فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} أي ليقتل البريء منكم المجرم واخبر الذين عبدوا العجل فجلسوا وقام الذين لم يعكفوا على العجل {ذَلِكُمْ} أي القتل {خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ} أي رضاكم بحكم الله ونزولكم عند أمره خير لكم عند الخالق العظيم {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} أي قبل توبتكم {إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} أي عظيم المغفرة واسع التوبة.. فجعل يقتل بعضهم بعضا فانجلت الظلمة عنهم وقد جلوا عن سبعين الف قتيل كل من قتل كان له توبة وكل من بقى كانت له تقوى
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ(55)ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(56)
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى} أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين خرجتم مع موسى لتعتذروا إِلى الله من عبادة العجل فقلتم { لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ} أي لن نصدّق لك بأنَّك رسول من عند الله {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} أي حتى نرى الله علانية.يقول تعالى : اذكروا نعمتى عليكم فى بعثى لكم بعد الصعق اذ سالتمرؤيتى عيانا جهارا مما لا يستطاع لكم ولا لامثالكم والصاعقة هى صيحة من السماء او النار
ثم لما ماتوا قام موسى يبكي ويدعو الله ويقول: ربّ ماذا أقول لبني إِسرائيل وقد أهلكت خيارهم، ومازال يدعو ربه حتى أحياهم قال تعالى {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ} أي أحييناكم بعد أن مكثتم ميتين يوماً وليلة، فقُاموا وعاشوا ينظر بعضهم إِلى بعض كيف يحيون {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} أي لتشكروا الله على إِنعامه عليكم بالبعث بعد الموت
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57
لما ذكر الله تعالى ما دفعه عنهم من النقم شرع يذكرهم ايذا بما اسبغ عليهم من النعم فقال : " وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ" } أي سترناكم بالسحاب من حر الشمس وجعلناه عليكم كالظُلَّة ظللوا به فى
التيه ليقيهم حر الشمس
وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ اى نزلنا عليكم الطعام والشراب وغير ذلك مما من الله به عليهم مما ليس لهم فيه عمل ولا كدا، والسلوى: طير يشبه السماني كانوا يأكلون منه
كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ : امر اباحة وارشاد وامتنان بأكل ما انزل الله
"وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ("57
اى أنهم إذ كفروا هذه النعم الجليلة، ما ظلمونا ولكن ظلموا أنفسهم، لأن وبال العصيان راجع عليهم
اى امرناهم بالاكل مما رزقناهم وان يعبدوا ، كما قال : " كلوا من رزق ربكم واشكروا له" سبأ 15
فخالفوا وكفروا فظلموا انفسهم هذا مع ما شاهدوه من الايات البينات والمعجزات القاطعات وخوارق العادات
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(58)فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59)
يقول تعالى لائما لهم على نكولهم عن الجهاد ودخولهم الارض المقدسة لما قدموا من بر مصر صحبة موسى عليه السلام فأمروا بدخول الارض المقدسة التى هى ميراث لهم عن ابيهم اسرائيلوقتال من فيها من العماليق الكفرة فنكلوا عن قتالهم وضعفوا واستحسروا فرماهم الله فى التيه عقوبة لهم وهذه البلده هى بيت المقدس
سُجَّدًا : اى شكر لله تعالى على ما انعم به عليهم من الفتح والنصر ورد بلدهم عليهم وانقاذهم من التيه والضلال
وَقُولُوا حِطَّةٌ: مغفرة استغفروا
نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ : اى اذا فعلتم ما امرناكم غفرنا لكم الخطيئات وضاعفنا لكم الحسنات وحاصل الامر : انهم امروا ان يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالفعل والقول وان يعترفوا بذنوبهم ويستغفروا منها والشكر على النعمة عندها والمبادرة الى ذلك من المحبوب عند الله
فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ: وحاصل ما ذكره المفسرون : انهم بدلوا امر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل فأمروا ان يدخلوا سجدا فدخلوا يزحفون على ادبارهم رافعى رؤسهم وامروا ان يقولوا حطة اى احطط عنا ذنوبنا وخطايانا فاستهزءوا فقالوا : حنطة فى شعيرة وهذا فى غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ولهذا انزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم وهو خروجهم عن طاعته ولهذا قال : فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ(59) وكل شىء فى كتاب الله من الرجز يعنى به العذاب، أي أنزلنا عليهم طاعوناً وبلاءً {بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} أي بسبب عصيانهم وخروجهم عن طاعة الله،
وَإِذْ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60)}
{وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ} أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين طلب موسى السقيا لقومه وقد عطشوا في التيه {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} أي اضرب أيّ حجر كان تتفجر بقدرتنا العيون منه {فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} أي فضرب فتدفق الماء منه بقوة وخرجت منه اثنتا عشرة عيناً بقدر قبائلهم.
وهنا ينبغي أن نقف وقفة، فالإنسان حين يستسقي الله يطلب منه أن ينزل عليه ماء من السماء، والحق جل جلاله كان قادراً على إنزاله من السماء، ولكنه تعالى أرادها معجزة لبني إسرائيل فسقاهم من الحجر التي تحت أرجلهم، ليعلموا أنه يستطيع أن يأتي بالماء من الحجر الصلب، وأن نبع الماء من متعلقات "كُنْ فيكون" وإن اقتضت حكمته تعالى ربط الأسباب بمسبباتها.
وصح هذا فقد تعنت بنو إسرائيل وقالوا لموسى عليه السلام: هب أننا في مكان لا حجر فيه، من أين ينبع الماء؟ فلا بد أن نأخذ معنا الحجر حتى عطشنا ضربت الحجر وشربنا. وقد نسوا أن سقوا بكلمة "كُنْ" لا بالحجر، ولكنهم قوم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأُمِّ أعينهم.
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ} أي علمت كل قبيلة مكان شربها لئلا يتنازعوا {كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ} أي قلنا لهم: كلوا من المنّ والسلوى، واشربوا من هذا الماء، من غير كدّ منكم ولا تعب، بل هو من خالص إِنعام الله {وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} أي ولا تطغوا في الأرض بأنواع البغي والفساد
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 10-07-2008, 06:15 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(61)}
يقول تعالى : واذكروا يا بنى اسرائيل نعمتى عليكم فى انزالى عليكم المن والسلوىطعاما طيبا نافعا هنيئا سهلا واذكروا دبركم وضجركم مما رزقناكم وسؤالكم موسى استبدال ذلك بالاطعمة الدنيئة من البقول ونحوها مما سألتم {مِنْ بَقْلِهَا}البقول {وَقِثَّائِهَا} يعني القتَّة التي تشبه الخيار {وَفُومِهَا} الحبوب التى تؤكل{وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} أي العدس والبصل المعروفان
قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْر" فيه تقريع لهم وتوبيخ على ما سألوا من هذه الاطعمه الدنيئة مع ما هم فيه من العيش الرغيد والطعام الهنىء الطيب النافعٌ"
اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} أي ادخلوا مصراً من الأمصار وبلداً من البلدان أيّاً كان لتجدوا فيه مثل هذه الأشياء.فهذا الذى سألتم ليس بأمر عزيز بل هو كثير فى اى بلد دخلتموه وجدتموه
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُون : يقول تعالى " وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ " َاى وضعت عليهم والزموا بها شرعا وقدرا اى لا يزالون مستذلين، من وجدهم استذلهم واهانهم وهم فى ذلك اذلاء مستكينون
وَبَاءُو بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ:اى استحقوا الغضب من الله
"ذلك بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقّ" يقول تعالى : ِهذا الذى جازيناهم من الذلة والمسكنة واحلال الغضب بهم بسبب استكبارهم عن اتباع الحق وكفرهم بأيات الله وإهانتهم حملة الشرع وهم الانبياء وأتباعهم فانتقصوهم الى ان افضى بهم الحال الى ان قتلوهم، فلا كفر اعظم من هذا انهم كفروا بأيات الله وقتلوا انبياء الله يغير الحق ولهذا جاء فى الحديث المتفق علي صحته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الكبر بطر الحق وغمط الناس "
وقوله تعالى : " ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" وهذه علة اخرى فى مجازاتهم بما جوزوا به انهم كانوا يعصون ويعتدون فالعصيان فعا المناهى والاعتداء المجاوزة حد المأذون فيه والمأمور به
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(62)}
نبه تعالى على ان من احسن من الامم السالفة واطاع فإن له جزاء الحسنى وكذلك الامر الى قيام الساعة كل من اتبع الرسول النبى الامى فله السعاده الابدية ولا خوف عليهم فيما يستقبلونه، ولا هم يحزنون على ما يتركونه ويخلفونه.
والصابئين : فقد اختلف فيهم فقيل : قوم بين المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين
وقيل انهم كالمجوس
وقيل هم قوم يعبدون الملائكة
وقيل هم قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرر لهم يتبعونه ويقتفونه وقيل هم الذين لم تبلغهم دعوة نبى
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 10-15-2008, 12:43 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

نتابع ان شاء الله
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 10-15-2008, 12:44 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




Announce

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(63)ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ(64) }.

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين أخذنا منكم العهد المؤكد على العمل بما في التوراة.

وذلك بعد أن أنجاكم وأهلك عدوكم بالغرق ورجع موسى عليه السلام بالألواح والتوراة ووجدكم قد عبدتم العجل، ثم أعرضتم عن اتباع ما جاء فيها زاعمين أنها فوق طاقتكم، عندها كان التأديب الإلهي لكم بأن رفع جبل الطور فوقكم وخيّركم بين الامتثال لأوامره وبين أن يطبق عليكم الجبل.


{وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} أي نتقناه حتى أصبح كالظلة فوقكم وقلنا لكم {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} أي اعملوا بما في التوراة بجدٍّ وعزيمة {وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي احفظوه ولا تنسوه ولا تغفلوا عنه {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} أي لتتقوا الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة، أو رجاء منكم أن تكونوا من فريق المتقين.
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي أعرضتم عن الميثاق بعد أخذه {فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} أي بقبول التوبة {وَرَحْمَتُهُ} بالعفو عن الزلة {لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ} أي لكنتم من الهالكين في الدنيا والآخرة. لقد توليتم بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم عنه وانثنيتم ونقضتموه

فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ اى : بتوبته عليكم وارساله النبيين والمرسلين اليكم
لَكُنتُمْ مِنْ الْخَاسِرِينَ اى بنقضكم ذلك الميثاق


وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(65)فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ(66)}.

يقول تعالى " ولقد علمتم" يا معشر اليهود ما حل من البأس بأهل القرية التى عصت امر الله وخاتلفوا عهده وميثاقه فيما اخذه عليهم من تعظيم السبت والقيام بأمره إذ كان مشروعا لهم ، فتحيلو على اصطياد الحيتان يوم السبت بما وضعوا لها من الحبائل والبرك قبل يوم السبت فلما جاءت يوم السبت على عادتها فى الكثرة نشبت بتلك الحبائل والحيل فلم تخلص منهال يومهافلما كان الليل اخذوها بعد انقضاء السبت
فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَفلما فعلوا هذه الحيل جعل الله منهم القردة والخنازير
فَجَعَلْنَاهَا نَكَالا : فجعل الله هذه القرية : اهلها بسبب اعتدائهم فى سبتهم نكالا اى : ما عاقبناهم عقوبة فجعلناها عبرةً

لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ اى فجعلهم عبرة ونكالا لمن فى زمانهم وموعظة لمن يأتى بعدهم بالخبر المتواتر عنهم ولهذا قال : " وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" اى فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما اصابهم


{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ(67)قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ(68)قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ(69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ(70)قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ(71)وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ(72)فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73)}.


يقول تعالى واذكروا يا بنى اسرائيل نعمتى عليكم فى خرق العادة لكم فى شأن البقرة وبيان القاتل من هو بسببها واحياء الله المقتول ونصه على من قتله منه
ذكر بسط القصة:
أن رجلاً من بني إسرائيل كان ثرياً جداً ولم يكن له وارث، فتآمر على ابن أخيه فقتله ليلاً ثم أخذ الجثة وألقاها في مكان قريب من إحدى القرى المجاورة ليتهموا بقتله. وكذلك كان الحال واحتدم الخلاف بينهم وأقارب القتيل، فذهبوا إلى موسى عليه السلام ليدعو ربه فيكشف القاتل، فاستجاب الله دعاءه وأمرهم بذبح البقرة.
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قال لكم نبيكم موسى إِن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة.
جاء الأمر هنا من غير علة وقد أرجئت إلى آخر القصة، والحكمة في ذلك أن الأمر إذا كان صادراً ممّن هو أعلى ينبغي المبادرة إلى تنفيذه من غير البحث عن علة ذلك، فالعبد يمتثل أوامر مولاه ظهرت له الحكمة والعلة أو أخفيت عنه للابتلاء. قال تعالى: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء: 23].
{قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا} أي فكان جوابكم الوقح لنبيكم أن قلتم: أتهزأ بنا يا موسى {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ} أي ألتجئ إِلى الله أن أكون في زمرة المستهزئين الجاهلين.
ولو لم يعترضوا لاأجزأت عنهم ادنى بقرة ولكنهم شددوا فشدد عليهم حتى انتهوا الى البقرة التى امروا بذبحها فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ} أي ما هي هذه البقرة وأي شيء صفتها؟ {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ} أي لا كبيرة هرمة، ولا صغيرة لم يلحقها الفحل {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} أي وسط بين الكبيرة والصغيرة {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} أي افعلوا ما أمركم به ربكم ولا تتعنتوا ولا تشدّدوا فيشدّد الله عليكم.
{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا} أي ما هو لونها أبيض أم أسود أم غير ذلك؟ {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} أي إِنها بقرة صفراء شديدة الصفرة، حسن منظرها تسر كل من رآها. ومع هذا اختلفوا بينهم في تحديدها فرجعوا إلى موسى عليه السلام.
و {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ} أعادوا السؤال عن حال البقرة بعد أن عرفوا سنها ولونها ليزدادوا بياناً لوصفها، ثم اعتذروا بأن البقر الموصوف بكونه عواناً وبالصفرة الفاقعة كثيرٌ {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا} أي التبس الأمر علينا فلم ندر ما البقرة المأمورة بذبحها {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} أي سنهتدي إِلى معرفتها إِن شاء الله، ولو لم يقولوا ذلك لم يهتدوا إِليها أبداً كما ثبت في الحديث أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لو لم يستثنوا ويقولوا: إن شاء الله لما تبينت لهم آخر الأبد".
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ} أي ليست هذه البقرة مسخرة لحراثة الأرض، ولا لسقاية الزرع {مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا} أي سليمة من العيوب ليس فيها لونٌ آخر يخالف لونها فهي صفراء كلها {قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} أي الآن بينتها لنا بياناً شافياً لا غموض فيه ولا لبس، وكأن ما قاله لهم موسى عليه السلام وحياً من ربه قبل ذلك ليس حقاً. قال تعالى إِخباراً عنهم {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} لغلاء ثمنها أو خوف الفضيحة أو تماطلاً في تطبيق الأوامر الإلهية كما هو شأنهم ولعله الأرجح.
ثم أخبر تعالى عن سبب أمرهم بذبح البقرة، وعما شهدوه من آيات الله الباهرة {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا} أي اذكروا يا بني إِسرائيل حين قتلتم نفساً {فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} أي تخاصمتم وتدافعتم بشأنها، وأصبح كل فريق يدفع التهمة عن نفسه وينسبها لغيره {وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} أي مظهر ما تخفونه {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} أي اضربوا القتيل بشيء من البقرة يحيا ويخبركم عن قاتله {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} أي كما أحيا هذا القتيل أمام أبصاركم يحيي الموتى من قبورهم {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أي يريكم دلائل قدرته لتتفكروا وتتدبروا وتعلموا أن الله على كل شيء قدير.
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 10-18-2008, 04:56 PM
سترك ربى سترك ربى غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
يقول تعالى توبيخا لبنى اسرائيل وتقريعا لهم على ما شاهدوه من ايات الله تعالى واحيائه الموتى : )ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) كله فى كالحجارة التى لا تلين ادبا فصارت قلوب بنى اسرائيل مع طول الامد قاسية بعيدة عن الموعظة فهى فى قسوتها كالحجارة التى لا علاج للينها او اشد قسوة من الحجارة فإن من الحجارة ما يتفجر منه العيون بالانهار الجارية ومنها ما يشقق فيخرج منه الماء وان لم يكن جاريا ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية الله
قوله تعالى: { وما الله بغافل عما تعملون }: فنفى سبحانه وتعالى أن يكون غافلاً عما يعملون؛ وذلك لكمال علمه، وإحاطته تبارك وتعالى..
(أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونوَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ(76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (البقرة:77)

يقول تعالى : افتطمعون " ايها المؤمنون "ان يؤمنوا لكم " اى ينقاد لكم بالطاعة هذه الفرقة الضالة الذين شاهد اباؤهم من البينات ما شاهدوه وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ اى يتأولونه على غير تاويله مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ اى فهموه على الجلية ومع هذا يخالفونه على بصيرة وَهُمْ يَعْلَمُون : انهم مخطئون فيما ذهبوا اليه من تحريفه وتأويله ... هى التوراه حرفوها
اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُون : يجعلون الحلال فيه حراما والحرام فيه حلالا والحق فيه باطل والباطل فيه حقا
تَعْقِلُونَوَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ : يعنى المنافقين من اليهود كانوا اذا لقوا اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا امنا وكانوا يقولون اذا دخلوا المدينة : نحن مسلمون ليعلموا خبر رسول الله وامره فإذا رجعوا رجعوا الى الكفر فلما اخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم قطع ذلك عنهم فلم يكونوا يدخلون
وقوله تعالى : قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ : يعنى بما انزل فى كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم
او : أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" من العذاب لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ هؤلاء ناس من اليهود امنوا ثم نافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عذبوا به فقال بعضهم لبعض : أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ من العذاب ليقولوا نحن احب الى الله منكم واكرم على الله منكم
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ يعنى ما اسروا من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به وهم يجدونه مكتوبا عندهم
وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ(79)
اى ومن اهل الكتاب اميون والامى هو الرجل الذى لا يحسن الكتابة لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ اى لا يدرون ما فيه إِلَّا أَمَانِيَّ قيل : الا احاديث وقيل : الا قولا يقولون بأفواههم كذبا : هم اناس من اليهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما فى كتاب الله ويقولون : هو من الكتاب امانى يتمنونها : اى يتمنون على الله ما ليس لهم ... تمنوا فقالوا نحن من اهل الكتاب وليسوا منه وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ : يكذبون
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً هؤلاء صنف اخر من اليهود وهم الدعاة الى الضلال بالزور والكذب على الله وكا اموال الناس بالباطل والويل والهلاك والدمار وهم احبار اليهود
كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم يبيعونه من العرب ويحدثونهم انه من عند الله فيأخذوا به ثمنا قليلا
فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ اى فويل لهم مما كتبوا بأيديهم من الكذب والبهتان والافتراء وويل لهم مما اكلوا به من السحت فَوَيْلٌ لَهُمْ يقول : فالعذاب عليهم من الذى كتبوا بأيديهم من ذلك الكذب وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ اى مما يأكلون به الناس السفلة وغيرهم

(وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:80)
يقول تعالى اخبار عن اليهود فيما نقلوه لانفسهم من انهم لن تمسهم النار الا اياما معدودة ثم ينجون منها فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى : " قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً " اى : بذلك ، فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده ولكن هذا ما جرى ولا كان ، ولهذا اتى ب " ام " التى بمعنى بل " تقولون على الله ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه
وقال بعض العلماء : زعمت اليهود انهم وجدوا فى التوراة مكتوبا ان ما بين طرفى جهنم مسيرة اربعين سنة الى ان ينتهوا الى شجرة الزقوم فتذهب جهنم وتهلك فذلك قوله تعالى وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 10-20-2008, 05:51 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

بارك الله فيكم و نفع بكم
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:05 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.