انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: مشروعات واصدارت المنتدى ::. > قِسْـمُ فَريقُ عَمَلِ تَفْريغِ الدُّروسِ > أرشيف قسم التفريغ

أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-06-2009, 02:19 PM
الاسلام دينى الاسلام دينى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ المحاضره الثالثه عقيده للفرقه الثالثه

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تفريغ المحاضره الثالثه عقيده للفرقه الثالثه



ولكن فى أخر حوالى ثلاث دقائق


كان الصوت ضعيف جداا


وكتبت ما أستطعت سماعه

وقد ساعدنى فى التفريغ أختى

جزاها الله خيرا
  #2  
قديم 04-06-2009, 02:24 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله سلمت يداكِ أختي الحبيبة
وليتكِ تُخبرينا باسمها فلها حق علينا بذكر اسمها رعاها الله وحفظها
وبإذن الله أضع لكِ هنا العمل الجديد يسر الله لكِ.
  #3  
قديم 04-07-2009, 11:00 AM
الاسلام دينى الاسلام دينى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

هى أختى من أمى وأبى

كانت موجوده عندى يومين

وسعدتنى فى التفريغ

جزاها الله خيرا

وفى أنتظار المحاضره القادمه
  #4  
قديم 04-07-2009, 11:38 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي

نعم ما اسمها يا حبيبة؟؟
  #5  
قديم 04-07-2009, 06:44 PM
الاسلام دينى الاسلام دينى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أسمها أم أيه
  #6  
قديم 05-27-2009, 11:58 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي

المحاضرة رقم






( 3)


مادة العقيده



للفرقه الثالثه




نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمد عبد الله ورسوله أما بعد: فقد وقفنا فى المرة السابقه بحول الله وقوته عند ذكر القواعد الكليه طبعاً مختصره موجزه حول الأسماء والصفات وانتهينا من ذكر هذه القواعد في الأسماء والصفات بحولِ الله وقوته ،قلنا
ص-نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله إن الله واحدٌ لا شريك ولا شئ مثله ولا شئ يعجزه ولا إله غيره
ش- ونقول (ولا شئ مثله ) هذه العبارات التي جاءت في كلام المؤلف رحمه الله تعالى هي تأكيد لما سبق هو قال (نقول في توحيد الله) نقول بألسنتنا في توحيد الله معتقدين بقلوبنا بتوفيق الله لأن الإنسان لا يهتدي إلى الحق إلا بتوفيق الله ( فمن يُرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيق حرجاً كأنما يصعَّدُ فى السماء ) فقال هنا إن الله واحد لا شريك له نفى قال( لا شريك له )حتى يثبت كمال الضد قلنا دائما هذه قاعده عندنا ننفى حتى نثبت كمال الضد لذلك قلنا أن بعض الناس يعتبرون مجرد النفي هذا نفى الصفه فقط بدون إثبات كمال الضد مثل ما ذكرنا في الذى يمدح أناس بأنهم لا يغضبون (قبيلة لا يغدرون بزمة ولا يظلمون الناس حبة خردل ) هو فى الحقيقه لا يمدحهم إنما يذمهم فهو نفى عنهم أنهم لا يظلمون لكن لا يريد أن يثبت لهم كمال الضد لكن مع الله تبارك وتعالى أنت تثبت كمال الضد وهنا قال (ولا شئ مثله )ولم يقل ولا شئ شبهه
وهنا التمثيل لا يوافق التشبيه، التشبيه ينقسم إلى قسمين تشبيه تام وتشبيه ناقص- وانتبه فهي مهمه- والتشبيه التام هو هو التمثيل أما التشبيه الناقص فهو غيره وأنت عندما تقول (لا شئ مثله) إي إننا قد نتفق في اسم
لكن يختلف ما وراء الإسم يعني نتفق في الإسم ونختلف فيما ورائه من الكيفيات فمثلا الله تبارك وتعالى له يد سبحانه وتعالى وللمخلوق يد فتَّفق الإنسان في أن له يد ولله تبارك وتعالى يد واختلف الأمر فى أن الله تبارك وتعالى له يد لا تشبه أيدي المخلوقين فأنت إن قلت بالتشبيه لا شئ شبهه فأنت معناها أنك تنفي أن يتفق حتى المخلوقين فى الإسم حتى وأنا سأوضح بالأمثله حتى المعنى فى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حديث الذي في بدأ الواحد في صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم في قول أم المؤمنين عائشه رضي الله تعالى عنها وفي حديثها والنبي صلى الله عليه وسلم يصف حال الوحي معه فقال صلى الله عليه وسلم (أحيانا يأتينى مثلُ صلصة الجرس )فلماذا لا نعبر بشبه صلصة الجرس ؟الجرس عندنا بعض الناس قالوا الجرس إذن الجرس يجوز إستخدامه و يجوز أن يدق به إلى أخره فقلنا لو عُبِّر بشبه يستقيم المعنى أنه يجوز إستخدامه ،لكن لما عُبِّر بمثل فلأمر مختلف فالجرس يملك أمرين: الأمر الأول وهو الصوت والشده فى قوة الصوت يعنى، والأمر الثانى وهو النغمه فالنبي عليه الصلاة والسلام لما عَبَّر بالجرس ما أراد النغمه (أحيانا يأتيني في شدته مثل صلصة الجرس) إذن الموافقه ليست فى كل الأشياء يعني هو ينفى أن يتفق ،هو يثبت أن يتفق نزول الوحي وشدته مثل الجرس لكن ليس في كل الأحوال ليس فى كل أحوال الجرس و أشكاله إنما يصف فقط الشده أحيانا يأتينى مثل صلصة الجرس وهنا لما نقول (ولا شئ مثله) أو ننفي عن الله عز وجل التمثيل إذا ننفي عن الله أن يشابهه إحنا نعبر بالتعبير الدارج أن يشابهه أحد في أي شئ إلا ما اتفقنا عليه في الإسم اتفقوا فقط في الاسم وهو أن لله عز وجل يد ، والمخلوق له يد لكن هل يتفق فى الكيفيه؟ أبداً محال هذه أردنا أن نبينها فى قول المؤلف ولا شئ مثله ولا يجوز أن يعبر بي (ولا شئ شبهه)
طيب لا بأس بارك الله فيكم قلنا التعبير إعاده لمن فاته
التعبير بى التمثيل والتشبيه التعبير بالتشبيه طبعاً هذا الكلام مُستقى من كلام الإمام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- حيث إن التشبيه ينقسمُ إلى قسمين تشبيه تام وتشبيه ناقص والتشبيه التام هو التمثيل وأنت عندما تنفي التشبيه الناقص فمعناه أنك لا تثبت لله عز وجل الموافقه ،ما توافق عليه في الإسم ومثلنا بمثال اليد وقلنا أن لله عز وجل يد وللمخلوقين يد، لكن هل يد الله كيد المخلوقين؟الكيفيه مع الله تبارك وتعالى لا نعلمها لذلك لما تريد أن تنفي ،تنفي التمثيل والمقصود أن الله تبارك وتعالى لا يشابهه أحدٌ في كيفيته ومثلنا بمثال أخر ..قال:
ص- ولا شئ مثلُهُ ولا شئ يعجزُهُ
ش- لما قال (ولا شئ مثله )هذه في توحيد الأسماء والصفات (ولا شئ يعجزه )هذا في توحيد الربوبيه فهو سبحانه وتعالى لا يعجزه شئ فى الأرض ولا فى السماء (وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا فى الأرض إنه كان عليماً قديرا )وتأمل ختم الأيه بهذين الإسمين (العليم القدير)
قال( وما كان الله ليعجزه من شئ )الإنسان إذا عجز عن شئ معين فبسبب جهله وعدم قدرته عجز الإنسانُ عن الشئ لسببين الأول الجهل ،والثاني عدم القدره فلذلك الله تبارك وتعالى قال (وما كان الله ليعجزه من شئ في السموات ولا في الأرض )ذلك بأن الله تبارك وتعالى عليمٌ قديرٌ، عليم بكل شئ قديرعلى كل شئ سبحانه وتعالى لذلك فهو لا يعجزه شئ ،و أيضا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه (أنكم لا تدعون أصَمْ ولا غائبَ ولكن تدعون سميعاً بصيرا) لما رفع الناس أصواتهم بالدعاء (أنكم لا تدعون أصَمْ ولا غائبَ إنما تدعون سميعا بصيرا ) فالله تعالى لا يعجزه شئ ،
طيب (ولا إله غيره) وسبق الحديث عن قول لا إله إلا الله وأزيد شئ وهو أن كلمة (إله) بمعنى مألوه وليست بمعنى( أله) لو قلنا بعض الناس إللي بيتكلمون في العقائد يقولون لا إله إلا الله ألَهَ يَـأْلَهُ إلاهةً فهو أَلِه أي فاعل أي صانع إذن لا صانع إلا الله فيخرجون من هذا التطبيق إلى القول بأن المقصود بـ لا إله إلا الله أي لا صانع إلا الله ويصرفونها إلى توحيد الربوبيه لكن المقصود لا إله أي لا مألوه المقصود لا مألوه مثل عندنا الكتاب هل تقول( كاتب )الكتاب أصله مكتوب وليس كاتب الكتاب مكتوب فـ إله مألوه ،فهنا نقول هو فِعَال بمعنى مفعول كما يقول الصرفيون
(طالب يسأل000؟) طبعا والأسماء والصفات (طالب يسأل00؟) أه نعم المقصود جميع ما ذكرنا قبل ذلك فهو أصلا أنت لا تعبد إله إلا إذا كان قادر إذن أثبت توحيد الربوبيه ولا تعبد إله إلا إذا اتصف بأحسن الأوصاف وأكملها، إذن وحدتَّهُ في توحيد الأسماء والصفات فتوحيدك لـ الربوبيه يستلزم الجميع وقلنا أن المشركين قديماً ما وحدوا الله في الربوبية حتى ولكن أقروا بربوبية الله -وتنبه لهذا الأمر- لا تقل أنهم وحدوا الله في ربوبيته طيب إذن العناصر التي سبقت معنا فى الدرس السابق نُعيدُ عليها

أولاً تفسير التوحيد وسبق، نُعيد العناصر فقط من باب التذكر
الثانيه: حصول التوحيد بتوفيق الله تعالى، أقسام التوحيد وذكر من رد هذا التقسيم ،قلت إرجعوا إلى ما سبق كتابته قبل ذلك
النقطه التي تليها أول واجب على العبيد وقلنا وهو توحيد الله بعض الناس يقولوا النظر والتفكر ولذلك المؤلف رحمه الله تعالى أول ما بدأ قال نقول فى توحيد الله أول شئ بدأ به لأنه أول واجب على الإنسان أن يوحد الله تبارك وتعالى
طيب اسم الله( الواحد )هذا لم نذكره لذلك إعادة العناصر هذه فيها فائده قال الشيخ السعدي- رحمه الله-: الواحد والأحد وهو الذي توحَّد بجميع الكملات ،بحيث لا يشاركه فيها مشارك ويجب على العبيد توحيده عقلا وقولاً وعملا ،بأن يعترفوا بكماله المطلق وتفرده بالوحدانيه ويُفردوه بأنواع العباده فهو الأول في جميع الكملات ،أي كمال فالله هو المتفرد به هذا هذا خلاصة الكلام أي كمال فالله تفرَّد به ولا مشارك له ولا منازع
ثم النقطه التي تليها أنواع الشركه في الربوبيه وهذه متضمنه وظاهره في قول الله تعالى (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السمواتِ ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) ابن القيم عليه رحمه الله تعالى لما ذكر هذه الأيات في بدائع الفوائد قال :هذه الأيه تقطع عروق شجرة الشرك من القلب، فهنا فى الأيه قال (قل أدعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك) هذه الثانيه والثالثه ( وما له منهم من ظهير)
فالأول (لا يملكون مثقال ذرة )إللي هي الشركه المستقله ،يعني كأنهم يكون لهم ملك مستقل عن الله تبارك وتعالى هل لأحد ذلك ؟أبداً هذه الأول منتفيه ،قال (وما لهم فيهما من شرك) في مُعاوانة مع الله تبارك وتعالى هل هذا حاصل؟أبدا، قال (وما لهم منهم من ظهير) هل أحد يكون حمايه وظهير لله تبارك وتعالى ؟أبداً، إذن ما توفرت في أحداً أحد هذه الشروط إذن لا يحقُّ للناس أن يدعونه من دون الله وهذه في الحقيقه لا تتوفر في أحد لذلك قال الله تعالى( قل أدعوا الذين زعمتم من دون الله) إفعلوا ما تريدون وحقيقتهم (لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير)
ثم بعد ذلك النقطه التي تليها وهى ولا شئ مثله وتكلمنا عن نفي الممثله
والمشابه، والمشابه التامه والمشابه الناقصه
و نتكلم عن الكاف في قوله تعالى (ليس كمثله شئ) وهذه للعلماء فيها قولان :الأول: أن الكاف بمعنى مثل، والثاني: بمعنى الصله ،و الصله هذه التي يذكرها بعض من تكلم في النحو أو يعني فيما أشتهر على ألسنة بعض الناس الزائده لكن نحن عندما نتكلم في كتاب الله تعالى لا تقل زائده ،تقل صله لأن ليس في القرأن الكريم شئ زائد إنما تقول صله فهنا على المعنى الأول وهو بمعنى مثل أي ليس مثلُ مثله شئ (ليس كمثه شئ) معناها ليس مثل مثله شئ وهذا كقول الشاعر (لو كان في قلبى كقدر قُلامة) أي مثل قدر قلمة (حب لغيرك ما أتتك رسائلي) المعنى على هذا أن المقصود أنه لا يوجد أحد مثل المثل بالنسبة لله تبارك وتعالى، هذه فيها أبعاد للأمر أن الله تبارك وتعالى لا يمكن أن يماثله أحد أو يشابهه أحد ،وعلى المعنى الثاني وهوأن الكاف صله والصله هذه في كلام أهل العلم للتأكيد تكون للتأكيد وهي وموجوده فى كتاب الله تعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم)
المقصود فبرحمة من الله لِنت لهم وقول الله تعالى(فبما نقضهم ميثاقهم لعنَّاهُم) فالمقصود فبنقضهم (ميثاقهم) إذن الـ ما هذه نقول إنها صله والمعنى للتأكيد إذن (ليس كمثله شئ) أي لا يماثله أحد عبارةٌ مؤكده من الله تبارك وتعالى على هذا الأمر والمعنيان قال بهما أهل العلم
ثم النقطه التى تليها (ولا شئ يعجزه) ثم بعدها (ولا إله غيره) طيب بهذا يكون هذا الدرس- إللي هو الدرسين -يعتبروا إنتهوا ثم ننتقل إلى الدرس الذى يليه هذا كان المفترض ينتهى في المره السابقه ثم بعد ذلك سنشرع في الدرس التالي قال (ولا شئ مثله ولا شئ يعجزه ولا إله غيره قال قديمٌ بلا ابتدأ دائمٌ بلا انتهاء لا يفنى ولا يبيد ولا يكون غير ما يريد) طيب نرجع للنسخه يقول المؤلف رحمه الله تعالى:
( قديمٌ بلا ابتدأ دائمُ بلا أنتهاء لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يُشْبِهُ الأنام) في بعض النسخ (يشبهُهُ) فهو خطأ (ولا يُشْبِهُ الأنام) هي موجوده في النسخه عندك تشبهه هذا خطأ يشبه بهاء واحده لأنه قلنا (ولا شئ مثله) ثم بعد ذلك نُعبِّر (ولا يُشْبِهُ الأنام) فاحنا نفينا أن يكون شئ يعني يماثل الله تبارك وتعالى وكذلك الله تبارك وتعالى لا يشبهه أحدا فلو قلنا (ولا يشبهه الأنام) إذا أعدنا العباره إللي (ولا شئ مثله)
( حي لا يموت ،قيوم لا ينام، خالق بلا حاجه ،رازق بلا مَؤنة، مميت بلا مخافة، باعث بلا مشقه، مازال بصفاته قديماً قبل خلقه لم يزدد بكونهم شئ لم يكن قبلهم من صفته وكما كان بصفاته أزليلاً كذلك لا يزالُ عليها أبدياً ليس بعد خلق الخلق إستفاد أسم الخالق ولا بإحدث البرية إستفاد إسم الباري) ش-هذه (من )هذه تحذف عندك في( من )؟هذا خطأ إن شاء الله تحذفها من النسخه
ص-(ولا بإحدث البرية إستفاد إسم الباري ،له معنى الربوبيه ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق وكما أنه محي الموتى بعد ما أحي إستحق هذا الإسم قبل إحيائهم)
ش- وسنحاول أن نصل إلى قول المؤلف (وكما أنه مُحيي الموتى بعد ما أحيا)
وهذه سيأتي أن فيها تنبيه عل كلام المؤلفه رحمه الله تعالى وسيعتبر هذا أول تنبيه في هذه العباره هنا قال رحمه الله تعالى(قديمٌ بلا أبتدأ)
العنصر الأول في درسنا: اسم (القديم والدائم) سنتكلم عليه يصح أن يسمى به الله تعالى أولا يسمى به ؟سيأتي
النقطه الثانية :وهس (التقيد بالإبتداء والإنتهاء)
النقطةالثالثة:(لا يفنى ولا يبيد)
النقطة الرابعة: (ولا يكون إلا ما يريد) ثم (لا تبلغه الأوهام) والتي تليها (لا تُدركه الأفهام) ثم (الأوهام والأفهام) نقف إلى هذا الحد ثم نعود نكمل بقية العناصر .
أولأ(إسم الله القديم) هل يصح أن يُتسمى الله تبارك وتعالى بالقديم ؟
الصواب أنه لا يسمى الله تبارك وتعالى بالقديم لأننا سبق معنا في القواعد أنه لا يتسمى الله تبارك وتعالى إلا بما سمى الله به نفسه وبما سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنَّا قلنا أن أسماء الله توقيفيه ،وهل هذا الإسم ورد في كتاب أو في سنه ؟لا لم يريد إذن لا يتسمى الله عز وجل به، وكذا الدائم وكذا الباقي إلى أخره
والمؤلف رحمه الله تعالى هل أراد أن يسمى الله تبارك وتعالى بإسم ؟في الحقيقة لا وإنما أراد أن يخبر عن الله تبارك وتعالى وفي باب الإخبار لا بأس أن تخبر عن الله تبارك وتعالى بأشياء هي في الحقيقه صحيحه، و يقصدون بقديم بلا ابتدأ هو مراد إسم الله تبارك وتعالى (الأول)، و دائمٌ بلا انتهاء وهو اسم الله (الأخر) ،فقلنا قديم بلا إبتدأ هو الأول ،و دائم بلا انتهاء هو الأخر ،طيب إطلاق المتكلمين للفظة (القديم) ماذا يعنون بها! هل يعنون بها المعنى اللغوي؟ طبعاً إذا كانوا يعنون به المعنى اللغوي فهذا معنى باطل لأن المقصود لما نقول كما في قول الله تعالى (حتى عاد كالعرجون القديم) إذان هو مُتقدِّم لكن يسبقه شئ ويتلوه شئ ،هو متقدم لكن مع ذلك يسبقه شئ ويتلوه شئ، والمتكلمون لا يقصدون ذلك إنما يقصدون المتقدِّم فقط بدون هاتين الحاشيتين وهي أنه يسبقه شئ أو يتلوه شئ ،فإذن هذا هو مرادهم لذلك لما قالوا قديم بلا ابتدأ هذه اتضحت وأرادوا أن يؤكدوا هذا المعنى (قديم بلا ابتداء)وهذا الذي صار عليه المؤلف ،والمؤلف ما أراد أن يسمي الله تبارك وتعالى إسم الله القديم إنما أراد أن يخبر أن الله تبارك وتعالى لم يتقدم عليه أحدٌ فهو الأول ،وأراد أن يبين لك معنى الأول ،لذلك قيد بالإبتدأ وفي الدائم قيد بالإنتهاء ثم قال رحمه الله تعالى (لا يفنى ولا يبيد) كل هذه مؤكدات (لا يفنى ولا يبيد )لكمال حياته وقيوميته و هنا الله تبارك وتعالى يقول في أيه الكرسي
(الله لا إله إلا هو الحىُّ القيوم لا تأخذهُ سنةٌ ولا نَوْم) والتعبير في القرأن أوضح من التعبير في كلام المؤلف، فهنا نفي الأقل يقتضى نفي الأكثر، يعني مثلا لما نقول لواحد إنت معاك فلوس يقول ولا مليم ،فهنا نفى الأقل إذن معهوش ولا جنيه ولا أكثر من ذلك فنفي الأقل يقتضى نفي الأكثر
(لا تأخذه سنة ولا نوم) إذن لا يفنى ولا يبيد وهكذا هذه في عبارات كثيره تجدها في القرأن الكريم أن نفي الأقل يقتضى نفي الأكثر ثم قال:
(ولا يكون إلا ما يريد) مراد المؤلف (ولا يكون إلا ما يريد )وهي المشيئه إللي هي الإراده الكونيه، المشيئه أو الإراده الكونيه، طبعاً المشيئه لا تأتي
في القرأن إلا اللي هي الكونيه فلذلك لما نقول مشيئه في العباره فيكون المقصود الإراده الكونيه (وما تشاؤن إلا أن يشاء الله) هذه إراده كونيه، قال (ولا يكون إلا ما يريد) هذه من قول الله تعالى (فعَّالٌ لمايريد) طبعاً هذه العباره فيها رد من المؤلف على المعتزله ،أنه يتبرأ من مذهبهم لأن المعتزله ينفون الإراده الكونيه، وعندهم من أصولهم الباطله (العدل) و من خلال هذا المذهب ينفون القدر، ومن نفيهم للقدر ينفون مشيئة الله تبارك وتعالى، تعالى الله عما يقولُ هؤلاء علوا كبيرا، فعندهم أن مشيئة الله تبارك وتعالى ليست عامه، فكل أفعال العباد عندهم ليست بمشيئة الله، لذلك لما قرأوا قول الله تعالى (إن كلَّ شئ خلقناه بقدر) تعرف كيف قرأوها (إن كلُّ شئ خلقناه بقدر) ،طيب لما قلنا (إنا كلَّ شئ خلقناه بقدر)المعنى أنَّا خلقنا كل شئ بقدر ،لكن لما أن نقول (إنَّ كلُّ شئ خلقناه بقدر) إذن (كلُّ شئ) هذه ليست مفعول (لخلقناه) إنا خلقنا وكل شئ بقدر ،هذا الذي يقولونه هم ولم يقرأ بها أحد من القراء لا في قراءة متواتره ولا شاذة طبعاً ،والشاذة عند القراء ما صح إسناده، هم شرطهم غير شرط المحدثين، وكذلك قراؤا قول الله تعالى (من شرِ ما خلق) قالوا (من شرٍٍ ما خلق) وقراؤا (ولا تُطع من أغْفَلْنَا قلبَهُ عن ذكرنا وأتبعَ هواه) (ولا تطع من أغْفَلَنَا قلبُهُ عن ذكرنا) طبعاً كل هذه يعني الناس لما تحفظ الأمر يسير ،نحفظ بالتشكيل المعروف ،الأمر يسير نستطيع نردها مباشرة لكن الأدهى أن يكون في الوقف والإبتدأ، كما يقرؤن ويبتدأون بقول الله تعالى ( ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم)،الأيه( وجعلنا في قلوب الذين أتبعوه رأفةً ورحمةً )ثم يقف بعد ذلك يقول (ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم )لا يريد أن ينسب هذه إلى الله، هيقولك والشر ليس إليك الله عز وجل لا ننسب إليه الشر، طبعاً هو معروف أن الله عز وجل لا ينسب إليه الشر لكن الله تبارك وتعالى كما سبق في المحاضره السابقه ،وقلنا أن أفعال الله تبارك وتعالى كلها خير وإن كان ظاهرها بالنسبة للناس الشر، زي ماقلنا مثلا الحقنه يأخذها الطفل يبكي و يحزن ومئالِهِ إلى شفاء، لذلك لما نقرأ لا تقف ،تجد في بعض المصاحف يضعون جيم هذا خطأ ظاهر ،مثل مع أهل التفويض مثلا في سورة آل عمران (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايتٌ محكمت هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين فس قلوبهم زيغٌ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله ) ثم يقف (والراسخون فى العلم) أهل التفويض يوجبون الوقف ،طبعاً هو الوقف جائز على (وما يعلم تأويله إلا الله) لكن أنك توجبه هذا هو الخطأ لذلك تجد في بعض المصاحف ميم ،ميم هذه خطأ ،ورهبانية لا تقف الله عز وجل (يقول)(وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم) فهنا في هذه الأيه قلنا (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)
الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في هذه الأيه بيَّن أن (وما يعلمُ تأويله إلا الله) ففي الأمور التى يعلمها العلماء التي بَلَّغَ بها وأوحى الله -عز وجل- بها إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فهذه يعلمها الراسخون في العلم إذن هم يعلمون، أما الكيفيات التي لا يعلمها إلا الله وإذا كنت تنوي هذا المعنى فتقف (وما يعلم تأويله إلا الله* والراسخون في العلم يقولون) (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) و (والراسخون فى العلم يقولون أمنا به كل من عند ربنا) حتى تتنبه للوقف والإبتدأ
طالب يسأل...؟
المقصود هل الله -تبارك وتعالى- يُضِرُّ بأحدٍ؟ ظاهر العباره الأصل لا، لكن قد يفعل الأمر الأصلح ويكون في هذا الأمر الأصلح بعض الضرر الظاهر وهو في الحقيقه ليس بضرر (وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفةً ورحمةً) هذه من الخير (ورهبانيةًابتدعوها) هذا شر فأرادو أن ينسبوا الخير لله، والشر هذا لا ينسبوه إلى الله تبارك وتعالى، وطبعاً هذا لعدم فهمهم ،الله تبارك وتعالى لما الإنسان يزيغ يُهئ له طريق الزيغ ،(فلما زاغوا أزاغَ اللهُ قلوبَهم) وهؤلاء لما أرادو هذه البدعه مهدها الله -عز وجل -لهم لذلك (والله خلقكم وما تعملون) وطبعا هنا لما يقرءوا
(والله خلقكم وما تعملون) هذه (والله خلقكم *وما تعملون) هذه مفصوله عندهم.
طيب ثم بعد ذلك قول المؤلفه رحمه الله تعالى (لا تبلغه الأوهام)
ش- وهذه العباره فيها رد على المجسمه والمعطله جميعاً، وكذلك (لا تدركه الأفهام) فبعض الناس يجوزون رؤية الله تبارك وتعالى لمن بلغ مرتبة معينة فى العباده كـ غُلاةِ المتصوفه فهو يرد بهذه العباره عليهم ( لاتبلغه الأوهام) فهنا في هذه العباره للتخيل، فخيالك لا يصل
-ثم قال (ولا تدركه الأفهام)
ش-حتى بالبصر ،حتى بالقلب، أي حاسة من الحواس لا تستطيع أن تدرك الله تبارك وتعالى (لا تُدْرِكُهُ الأبصارُ وهو يُدْرِكُ الأبصارَ وهو اللطيفُ الخبير) لكن هل لا نرى الله تبارك وتعالى في الأخره؟ نراه
طالب يسأل000؟
الشيخ -أكرمه الله-أجابَ: .. نحن نتكلم الأن على رؤية الله عز وجل عياناً.
- كنا نقول في (لا تبلغه الأوهام) يعني تخيلك لا يصل وكذلك حواسك لا تصل، طيب هنا عبر بالإدراك ولم يعبر بالعلم لم يقل ولا تعلمه الأفهام؟ وطبعاً التعبير بالإدراك أولى لأن العباد يعرفون الله تبارك وتعالى ولكنهم يتفاوتون على حسب المراد
طيب هل الله تبارك وتعالى بهذه الأيه (لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) معناها أننا لا نرى الله عز وجل يوم القيامه ؟
الجواب:يعني لما نقول لا تدركه هذه غير لما نتكلم على أننا نرى الله تبارك وتعالى، وكذلك قول الله تعالى لموسى عليه السلام ( لن تراني ) والتعبير بـ (لن) هل هذه تنفى أن يرى العباد الله تبارك وتعالى ؟طيب هذا يقولون أن لن هذه لنفي الإستقبال يعني لا يمكن ،للأبديه (لن تراني) لكن نقول أن لن أصلا ليست للنفي المؤبد، ابن مالك يقول- ليس في الألفيه وإنما في الكافية- هو قال أحصى من الكافية الخلاصه ؛فقال "ومن رأى النفي بلم مؤبدا فقوله اردد وسواه فعضدَ"
أن (لن) ليست للنفي المؤبد ،وتجد في القرأن الكريم (لن) ولا تعني النفي المؤبد مثل قول الله تعالى (لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) (لن ندخلها أبداً ما داموا فيها) فهذا ليس بنفي مؤبد ،وعبارات أخرى في القرأن الكريم
طيب قول بعض الناس والبعض ينسبها للسلف (فكل ما خطر ببالك عن الله -تبارك وتعالى- فإن الله بخلاف ذلك)
طالب يسأل...؟
الشيخ-أكرمه الله- أجابَ : الأصل إنك تقول بمجرد إن (لن) تفيد التأبيد هذا خطأ،لكن الأصل فيها هل التأبيد؟ لا.
ثم بعد ذلك قلنا عبارة "كل ما خطر ببالك عن الله- تبارك وتعالى- فإن الله بخلاف ذلك" هذه العباره هكذا تطلقها دي عباره خاطئه،لا نقول خاطئه أي يعني خطأ أننا نذكرها ،فلأنه بداية لم يأتي نص بهذا المعنى فيجب أن يحكم عليه بأنه من العبارات المجمله، في عبارات كثيره مجمله لابد بمعنى كلمة( مجمله) إن لابد أن يُبين المراد منها، فإذا بينت لي مرادك منها حكمنا على مرادك؛فما خطر بالبال عن كيفية ذات الله تبارك وتعالى وصفاته صحيح أن الله بخلاف ذلك فإذا كنت تقصد هذا المعنى فهذا صحيح ولا إشكال فيه، طيب وما خطر بالبال من أن الله تبارك و تعالى فوق السماوات مثلاً فإن الله بخلاف ذلك! فنقول فإن هذا علم وحق فيجب الإيمان به ولا يصح أن يقال أن الله تبارك وتعالى بخلاف ذلك فكل ما يخطر بالبال من المعاني الثابته فهو حق ،الخواطر إما أن تكون مما تُعلم صحته وإما أن تكون مما يُعلم بطلانه، إما أن تكون مما لا يعلم بطلانه ولا صحته
إذن عندنا أمور معاني ثابته وخواطرحتى نستطيع أن نستفيد من هذا التقسيم معاني ثابته هذا حق ،خواطر الخواطرهذه إما أن تكون مما يُعلم صحته ،وإما مما يُعلم بطلانه ،وإما مما لا يُعلم بطلانه ولاصحته ؛طيب الذى لايعلم بطلانه ولا صحته كيف نتعامل معه؟
الجواب: نتوقف نسكت لاتقل بخلاف ذلك لأنك ما تدري أصلا ،فشئ لم يُذكر لاتقل أنه بخلاف ذلك ،إذن فالواجب في هذا التفصيل، فإذا كانت الخواطر هذه مما يعلم صحته، أنه مثلاً يعني شئ واضح أنه لا يُنسب إلى الله تبارك وتعالى فالله بخلاف ذلك ،وإما مما يُعلم بطلانه، شئ باطل، فنقول الله بخلاف ذلك الباطل ،أما غير ذلك من الخواطر التي لا يعلم بطلانه ولا يعلم صحته ،فهو يتوقف فيه
طالب يسأل...؟
الشيخ-أكرمه الله-أجابَ:يعني مثل ما ذكرنا في الجسم مثلاً هل هذه تثبت لله تبارك وتعالى؟ لا تثبت لله تبارك وتعالى فلا تقل والله بخلاف ذلك وقلنا هذه أيضا من المعاني المجمله
-وقفنا عند عبارة" كل ما خطر ببالك عن الله تبارك وتعالى فإن الله بخلاف ذلك" هوممن نبه على هذا الخطأ الشيخ عبد الرحمن البرَّاك في شرحه على الطحاويه يرجع له للفائده،ثم النقطه التي تليها قلنا (الأوهام والأفهام) وهذه تكلمنا عنها في خلال الكلام وقلنا أن الوَهَم بيرجع إلى الخيال فقال (لا تبلغه الأوهام) فخيالك لا يصل إلى إدراك وصف الله تبارك وتعالى، والأفهام يرجع إلى القياس والمقارنه لا تستطيع إنك بخلال قياس ومقارنه تصل إلى وصف الله تبارك وتعالى والأقيسه والمقارنات هذه كيف ندركها؟
الجواب: ندركها إما بأحد الحواس الخمسة، أو رؤية ما يُماثل الله تبارك وتعالى فتقيس عليه، وهذا كله محال ،ثم بعد ذلك قوله قول المؤلف :
ص-(ولا يُشْبِهُ الأنام)
قلنا هي بهاء واحده هذه بداية عناصر جديده
- الأول(لا يُشْبِهُ الأنام)
-الثاني (حيٌ لا يموت قيومٌ لا ينام)
-الثالث (الحي القيوم)
-الرابع (خالق بلا حاجه مميت بلا مخافه باعث بلا مشقه).
بدايةً (ولا يُشْبِهُ الأنام) قلنا لو قلنا (لا يشبهه الأنام) إذن تفيد نفس المعنى السابق ولا شئ مثله، فنريد أن العباره تختلف لذلك قلنا ولا يُشْبِهُ الأنام
- والتمثيل الذي يجب نفيه نوعان :أولاً /تمثيل الخالق بالمخلوق ،والثاني/ تمثيل المخلوق بالخالق؛ فتمثيل الخالق بالمخلوق، أي نُشبِّه الله أو نمثل الله عز وجل بخلقه فهذا ممتنع و،نُشبِّه المخلوق بالخالق هذا أيضا ممتنع فأراد أن يوضح العبارتين فقال (لا شئ مثله) وقال هنا( ولا يشبه الأنام) ولا يشبه الأنام إللي هي مماثلة الخالق بالمخلوق
- ثم النقطه التي تليها (حىٌ لا يموت قيوم لا ينام) وهنا أيضا ما سبق فى قولنا نفي الأقل يقتضى نفي الأكثر هذه معها ،مع هذه العباره أيضا
الله تبارك وتعالى لما قال (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) وهنا قال (حي لا يموت قيوم لا ينام) فلو نفى بالنوم لكان أولا و أحسن كما هي عبارة القرأن فحي قيوم لا ينام تنتهى المسألة،
وبالتالي لا يموت لذلك قال الله تبارك وتعالى (لا تأخذه سِنةٌ ونوم) فنقول أن الصفات بما يناسب الذوات فكلٌ له حياةٌ تناسبه ،فالله تبارك وتعالى له حياه والمخلوق له حياه لكن (أفمن يخلُقُ كمن لا يخلُقُ) طيب تقول هل كل شئ له حياه ؟
الجواب:كل شئ بالطبع له حياه حتى الحجر لِما جاء في صحيح مسلم من حديث جابر قول النبي صلى الله عليه و على أله وصحبه وسلم (أني لأعْرِف حجر بمكه كان يُسَلِّمُ عليّ ) فهو أيضا له حياه، وتسبيح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الصحيح ،هذا كله يدل على أنها لها حياه طيب إذن الأولى في هذه العباره أن نقول (حىٌ لا تأخذه سنة ولا نوم) أو نقول (حيٌ لا يموت ولا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم)
طيب اسم الله (الحي) واسم الله (القيوم) دائما أو غالبا الإسمانِ يأتيان مقترنين ،ابن القيم عليه رحمة الله تعالى يقول في بدائع الفوائد (مدار الأسماء الحسنى كلِّها وإليهما) يعني يقصد أن (الحي القيوم) مدار الأسماء الحسنى كلها (وإليهما مرجع معانيهما جميعا وهو اسم الحي القيوم فإن الحياة مستلزمه لجميع صفات الكمال ،ولا يتخلف عنها صفة منها إلا لضعف الحياه فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياةٍ وأتمها إستلزم إثباتها إثبات كل كمال يُضاد نفي كمال الحياه وبهذا الطريق العقلي) أن نقول نفي (يقتضي ثبوت كمال الضد (لا تأخذه سنة ولا نوم) إذن كمال الحياه وكمال القيوميه، وبهذا الطريق العقلي أثبت متكلموا أهل الإثبات له تعالى صفة السمع والبصر والعلم والإراده والقدره والكلام وسائرصفات الكمال ،(وأما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته ،فإن القائم لا يحتاجُ إلى من يقيمه بوجه من الوجوه وهذا من كمال غناه بنفسه عمن سواه وهو المقيم لغيره تبارك وتعالى إذا القيوم قائم بنفسه مقيم لغيره فلا قيام لغيره إلا بإقامته سبحانه وتعالى له وهذا من كمال قدرته وعزته) ثم يقول ابن القيم رحمه الله تعالى (فانتظَمَ هذان الإسمان لهذان الاسمان صفات الكمال والغنى التام والقدره التامه فكأن المستغيث بهما مستغيث بكل أسم من أسماء الرب تعالى وبكل صفة من صفاته لأنه في دعاء الإستغاثه بالله تعالى "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" فما أولى الإستغاثه بهذين الإسمين أن يكونا في مظنة تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإينالة الطلبات)
ش- فهو يريد أن يوضح النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر هذين الأسمين فى مثل هذا الدعاء ،دعاء الإستغاثه بالله تعالى ومكانة هذين الأسمين أن مدار الأسماء كلها على هذين الإسمين فأنت تستغيث لله تبارك وتعالى بكل أسمائه وبكل صفاته إذن فهذا مظنة لتفريج الكربات، لذلك كل إنسان نابه شئ لابد أن يستغيث بالله تبارك وتعالى أن يستغيث بالله تبارك وتعالى، إنسان أصابه أي شئ حتى في في أصعب الأمور ،في أقل الأمور يستغيث بالله تبارك وتعالى لسيما بهذين الاسمين
قال الشيخ السعدى طيب الله ثراه "(الحي القيوم) كامل الحياة والقائم بنفسه القيوم لأهل السماوات والأرض القائم بتدبيرهم وأرزقهم وجميع أحوالهم فالحيُّ الجامع لصفات الذات ،والقيوم الجامعُ لصفات الأفعال) إذن خلاص ننتهى الحي يجمع لك صفات الذات والقيوم يجمع لك صفات الأفعال إذن جمعتَ في ندائك ودعائك وإستغاثتك لصفات ذات الرب تبارك وتعالى وصفات أفعاله؛ والحي ورد في كتاب الله تعالى خمس مرات قال الإمام الطبري -رحمه الله- في الكلام على الحي (الذي له الحياة الدائمه والبقاء الذي لا أوَّلُ له بحد) طبعاً في بعض النسخ يحد وهذا خطأ في نسخ الطبري (ولا أخر له بأمد) وفي بعض النسخ (يؤمَد) وهذا أيضا خطأ (إذ كان كل ما سواهُ فإنه وإن كان حياً- كل ما سواه يعني وإن كان حي-فالحيات أول المحدود وأخر ممدود- في نسخه مئمود وهذا خطأ أيضا -ينقطع بانقطاع أمدها وينقضي بانقطاع أمدِها وينقضي بانقضاء غايتها) هو يقول لك وإن كان لغيره حياه فحياته تختلف عن حياه (أفمن يخلق كمن لا يخلق) قال :>فـ لحياته أول المحدود -هذا لغير الله تبارك وتعالى- وأخِرٌ ممدود ينقطع بأاقطاع أمدها وينقضي بانقطاع أمدها وينقضي بانقضاء غايتها.
لكن ننبه أن الطبري رحمه الله تعالى نقل أقوال أخرى لكنه عبَّر بعباره لابد أن تنتبه لها أنا أثرت أني أنقل بقية العباره لأمور هو قال :>وقد اختلف أهل البحث في تؤويل ذلك) هو يعني على ما يعني في وجهة نظري أنه لم يعني لم أستقصي البحث في ذلك لكن الأظهر أني لم أجد كلمة أهل البحث هذه في الطبري إلا في هذا الموضوع هو يقصد بها المتكلمين ،أختلف أهل البحث فى تؤويل ذلك وهم المتكلمون ،لأن العبارات التي سيأتي بها عبارتان خطأ وعباره صحيحه وافقت ما قاله واختاره في الأول الذي ذكرناه ،فلا يعني أنه ذكر هذه الأقوال أنه يقول هذا خلاف وخلاف سائغ لا إشكال فيه وسنأتي
على العبارات التي ذكرها قال رحمه الله تعالى :>"فقال بعضهم إنما سمى الله نفسه حياً لصرفه الأمور مصارفها وتقديره الأشياء مقديرها فهو حيٌ بالتدبير لا بالحياه-وهذا خطأ -
وقال آخرون : بل هو حي بحياة هي له صفة ( وهذا الذي نريده) .
وقال آخرون وتنبه : بل ذلك اسم من الأسماء تسمى به فقلناه تسليما لأمره.
تفويض. يعني حي ؟ .. طيب ، حي .
ما معنى الحي؟
ليس لها معنى . وطبعا قلنا في هذا الموضع هو فقط قال أهل البحث : هذا مما يظهر أنه لا يقصد بها أهل العلم من أهل السنة والجماعة . فإذن هو يقصد المتكلمين . فالقول الأول أنه حي بلا حياة ، هذا قول النفاة المعطِّلة الجَهمية فأثبت اللازم ونفى الصفة . وتجد في بعض المفسرين مثلا يقولون لك : رحيم بلا رحمه ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ـ

والقول الآخر ، قلنا أن هذا قول التفويض .

(طالب يسأل ..

الشيخ يجيب :
.. أى نعم . هو يثبته كاسم. يعني : حاء، ياء . هو في الحقيقة لم يُثبت الإسم أصلا . لكن هو أثبت الحاء والياء لله تبارك وتعالى .

(طالب يسأل ...

الشيخ يجيب :
...نعم فهو يعبد عدَما ، شيء غير معروف. أنت لا تعرف شيئا عن الله.
لكن المؤلف الطبري ـ رحمه الله تعالى ـ في موضع آخر بيَّن أن المراد والأصح وأقوال أهل العلم هو الذي ذكره قبل ذلك حيث قال : ومعنى ذلك عندي..( في سورة آل عمران ) قال أنه وصف نفسه بالحياة الدائمة التي لا فناء لها ولا انقطاع . ونفى عنها ما هو حالٌّ بكل ذي حياة من خلقه من الفناء وانقطاع الحياة عند مجيء أجله . فأخبر عباده أنه المستوجب على خلقه العبادة والألوهة . هوالحي الذي لا يموت ولا يبيد كما يموت كل من اتخذ من دونه ربا . ويبيد كل من ادعى من دونه إلها . واحتج على خلقه بأن من كان يبيد فيزول ويموت فيفنى فلا يكون إلها . فيستوجب أن يُعبد دون إلاله الذي لا يبيد ولا يموت وأن الإله هو الدائم الذي لا يموت ولا يبيد ولا يفنى . ومن هو هذا؟ ..
قال: وذلك الله الذي لا إله إلا هو .

ثم إسم الله القيوم .. هذا ورد في كتاب الله تعالى مقرونا في ثلاث مواضع . وسبق بيان معناه في كلام الشيخ السعدي ـ رحمه الله ـ

ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى ، الأمام الطحاوي : خالق بلا حاجه رازق بلا مؤونة .
وهذا الذي نفهمه من قول الله تعالى :
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56 {مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }الذاريات57 {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }الذاريات58
وقول الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }فاطر15{إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ }فاطر16 {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }فاطر17

الله تبارك وتعالى خلق لا لأنه يحتاج عباده . ورزق لا لكي يكون ذلك جميل يؤديه الناس بعد ذلك إليه سبحانه وتعالى . إنما ذلك لحكمة بالغة قضاها يستوجب الحمد على اقتضاها سبحانه وتعالى.
والله تبارك وتعالى يده ملأى ، لا تغيظها النفقة ، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن يمين الله ملأى . لا يغيظها نفقة . سحاؤوا الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلَق السماوات الارض؟ . فإنه لم ينقص ما في يمينه وعرشه على الماء وبيده الأخرى الفيض أو القبض يرفع ويخفض .
هذا الحديث من رواية البخاري .

.. ثم قال بلا مؤونة . معنى مؤونة أي بلا مشقة و بلا كلَفة ، بلا صعوبة . فالأمر يسيرعليه .
{وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }العنكبوت60
الأمرعلى الله عز وجل يسير . {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ }فاطر16 {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ }فاطر17 .

ثم قال : مميت بلا مخافة .
بعض الناس مثلا يقول : هذا فلان قتل أبي . وأريد أن آخذ بثأري لكني أخاف إن قتلته ، أهله كذا وكذا وكذا .. أو : أنا لا أقوى عليه . فإن حاولت قتله آذاني بكذا وكذا وكذا .
لكن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يميت أحدا لا يخاف أن يحصل شر من هذا الفعل . مميت بلا مخافة :
فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا }{وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا }الشمس15 سبحانه وتعالى.

ثم قال : باعث بلا مشقة . قال الله تعالى :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ }الروم25 المسألة لا تحتاج إلى عملية صعبة .

{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }العنكبوت19 .
وقول الله تعالى :
{مَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }لقمان28

وقال الله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ }الروم27
طبعا أهون هنا ليس معناها تفضيل . يعني أن هناك شيء هين وشيء أهون منه. كل شيء هين على الله تبارك وتعالى في قدرة واحدة . ليس هناك شيء صعب قليلا .. سيُنفد طبعا لكنه صعب بعض الشيء ... لا..
وهنا : وهو أهون عليه ، معناها : وهو هين عليه .
وهذا معروف عند أهل اللغة . نحن لا نبرر العبارات . هذا معروف من لغة العرب .فالنحاة قالوا أن أحيانا تأتي صيغة أفعل على غير التفضيل . ومثلوا بقول الله تعالى : { ربكم أعلم بكم } .
ليس المقصود أن أعلم هنا للتفضيل . لكن معناها : ربكم عالم بكم ... {وهو أهون عليه } وهو هين عليه .

وقول الشاعر :

وإن مُدَّت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجلُ

قال : بأعجلهم أي بعجلهم . لم أكن بأعجل أو لم أكن عجلا في ذلك . لأنه أصلا لن يفعل . فأنا ،
يقول ، وجدت الناس يمدون أيديهم . أنا لن أمد يدي . ولم أكن أنا أول من يمد يده . لكن قال النحاة هنا أن المقصود بأعجلهم أي عجلهم . هذا تجده في شرح ابن عقيل مثلا وغيرهم من الكتب .

وأيضا قول الشاعر :

إن الذي سَمَك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول

أي بنى بيتا دعائمه طويلة عزيزة . وعليه فلا تأتي وتقول أن هذه مسألة أهون على الله عز وجل . وهذه هينة . لا تقل هذا في حق الله عز وجل . هذا يسير وهذا أيسر . لا تقل هذا مع الله تبارك وتعالى . فقدرة الله على كل شيء واحدة .
وهناك تأويل آخر لأهل العلم رحمهم الله تعالى . وهو تأويل مستفاض . والأول الذي ذكرناه أولى . لكن الثاني أيضا له وجاهة . حيث قالوا بأن الله تبارك وتعالى يخاطب الناس على ما يفهمونه . فهنا قال الله تعالى :
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} .. فهنا عندنا بدء خلق . يعني خلق من البداية.
خلق من عدم . وعندنا أنه أصلا خُلق ثم أعيد .
يعني مثلا ، نمثل بمثال الحاضر . شخص لديه كرسي . فهو الآن يذهب ليشتري الخشب . ثم بعد ذلك المسامير . ثم بعد ذلك يفكر في التصميم ... إلخ
فينتج هذا الكرسي .. فبدأ بالصنع ...
الآن ، هذا الكرسي تهالك . فيبدأ يعيده إلى حالته . فأيهما أسهل بالنسبة للبشر ؟..
ـ أن يعيده إلى حاله أسهل . فخاطب الله عز وجل الناس بما يفهمونه .
هذا هو التأويل الآخر للآية :
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} .

فإذن الناس يُخاطبون على قدر ما يفهمون . مثل قول الله تعالى :
{قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }يس78 {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ }يس79

{قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ }يس78 .. المعنى على هذا التأويل . وقلنا أن الأول أولى . لكن على هذا المعنى : أي ، كما أنكم تريدون إعادة شيء إلى أصله سهل عليه . فهذا يسير على الله عز وجل .
كثير من المفسرين ذكروا هذا التفسير . على ما أذكر ، ذكره ابن الجوزي في " زاد المسير "
والقرطبي . ولم ينكره أحد . وله وجاهة ، وهو مخاطبة الناس بما يفهمون . يعني كما لو أنك تقول : أنا أتنزَّل لك . فعلى الفرَض ، هذا أهون على الله عز وجل . لأنهم كانوا يستصعبون ذلك . وكان الإشكال عندهم أن الله تبارك وتعالى يعيد بعد الموت ... فأنتم وافقتم على أن الله عز وجل يخلق من عدم . ثم تقولون أن الله تبارك وتعالى لن يعيد ؟ .
فهذه عندكم أهون . طبعا . لكن عند الله عز وجل كل في قدرة واحدة . وليس المقصود حين إطلاق هذه العبارة أن الله تبارك وتعالى شيء عنده هين وشيء أهون وشيء أقل وشيء أقل . ليس هذا المقصود في التأويلين . لا يُفهم هذا في كلا التأويلين . لكن جاء بهذه اللفظة للتقريب للناس . فأنتم أنكرتم الإعادة ووافقتم على البدء . والإعادة عندكم أيسر .

ثم بعد ذلك قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ : مازال بصفاته قديما قبل خلقك . لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته . (عبارة متداخلة ) .
هنا العبارة تحتاج إلى ترتيب للفهم . هي عبارة صحيحة لا إشكال فيها . لكن نرتبها لنفهما .
هنا لم يزدد شيئا بكونهم : يعني بوجودهم . أو بإيجادهم . فهنا المعنى ما زال بصفاته قديما قبل خلقك . يعني لا آتي وأقول أن الله تبارك وتعالى تسمى الخالق بعدما خلق . لا . هو الخالق قبل أن يخلُق . وهو المميت قبل أن يميت .
هنا : لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم . المعنى ، مازال بصفاته قديما لم يزدد شيئا من كماله وصفاته بوجودهم وإيجادهم وخلقهم . طبعا لم يزدد شيئا لم يكن قبلهم من صفته . يعني كالخَلق.
فهل لما خلقهم إستحق اسم الخالق ؟ .. فهو استحق إسم الخالق قبل أن يخلقهم . فلم يزدد شيئا لم يكن من صفته وكماله بكونهم ـ أي بإيجادهم وخلقهم ووجودهم .

قال الله تعالى :
{إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً }النساء58
{إن الله كان غفورا رحيما }.. إلخ ..
هنا إشكال . كان . إذن كان وفقط . من عنده عبارات طفيفة في اللغة بمجرد ما يقرأ هذه العبارة يقول إن الله كان وفي المستقبل لا .
إن الله كان : هذه أقوى في الدلالة . أنا لو قلت مثلا فلان مجتهد . هذه معناها أنه ممكن أن يكون هو مجتهد . لكن قبل فترة لم يكن مجتهدا . إجتهد مثلا في سنة كذا .. لكن في سنة كذا وكذا كان ضعيفا . العبارة تحتمل هذا . لكن لا يُفهم منها في البداية بالتسليم أنه مجتهد من أول ما أنشئ . فلذلك التعبير ب : إن الله كان : أي كان في الأزل سبحانه وتعالى سميعا بصيرا ، ولا يزال كذلك . هذا هو المعنى . حتى لا يتطرق للذهن أن قبل هذا الكمال وُجد نقص . فأراد أن ينفي ذلك فقال : إن الله كان ... والله تبارك وتعالى مُنزَّه عن النقص .

قال : ما زال بصفاته قديما قبل خلْقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته .
هنا يقول المؤلف ـ رحمه الله ـ :
" وكما كان بصفاته أزليا كذلك لا يزال عليها أبديا " . هذه عبارة تأكيد لما سبق .
كما كان بصفاته أزليا .. هذه منحوتة . يعني أنه يُعبَّر بهذه العبارة ، عبارة النحت ، أي كلمة أُخذت من كلمة . أي أن أزلي هذه أُخِذت من " ما زال " . وهذه يُعبَّر بها عند أهل اللغة بالنحت .
ينحت من كلمة مثلما يقول : التهليل .مثلا يقولون : الحي على .. أي حي على الصلاة . هذه الكلمة نُحِتت من حي على الصلاة ... وهكذا .. إلخ ..
البسملة أيضا منحوتة . نُحتت من بسم الله الرحمن الرحيم . فأزلي ، نُحتت من : ما زال .

وكما كان بصفاته أزليا .. وصفاته أنه خالق ، يخلق ويرزق .. إلخ .. كذلك لا يزال عليها أبديا .
لا تنقضي ولا تنتهي . فهي دائمة لله تبارك وتعالى .
ويؤكد هذه العبارة ويقول :
ليس بعد خلْق الخلق إستفاد اسم الخالق . ولا بإحداث البرية استفاد اسم البارئ . له معنى الربوبية
ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق .
هنا معنى إسم الله " الخالق و الخلاق والبارئ أو الباري " .. الخالق ورد في كتاب الله تعالى أحد عشر مرة . وورد مرتين بصيغة فعَّال التي هي خلاَّق . وأما البارئ فقد ورد مرة واحدة بهذا الاسم : البارئ . وورد بلفظة : بارئكم في موضعين في سورة البقرة .

في المجمل ، البارئ هي الخالق . برأ أي خلق . لكن البْرء .. هذه مرتبة من مراتب الخلْق . حيث يجعل الخلْق على صورة صحيحة وهذا سيأتي .

إسم الله الخالق على مقتضى اللغة له مراتب .
المرتبة الأولى : التقدير . فالخلق لغة هو التقدير . وكما قال الله عز وجل :
{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14
وقال تعالى :
{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }الفرقان2
وتقدير الشيء يكون على وفق علم المقدِّر . ويدل على ذلك قول الشاعر زهير ابن أبي سلمى يمدح رجلا . يقول :

فلا أنت تدري ما خلقتَ وبعض القوم يخلُقُ ثم لا يفتي

المعنى يعني أنك أنت إذا قدَّرتَ أمرك أمضيته . أما غيرك فلعجزه بعد أن يقدر لا يستطيع أن يمضي أمره .

فهنا الله تبارك وتعالى يقدِّر الخلْق بداية . ثم بعد هذا التقدير تأتي المرتبة الثانية وهي التصوير.
فنقول للمخلوق أنه يقدِّر . لكنه يخشى ألا يصل . فهو يقدر للشيء لأنه ربما لا يصل . لكن الله تبارك وتعالى يقدر ، لا للعجز ، ولكن من باب الأسباب . والله قادر . يقول للشيء : كن ، فيكون.

يقولون : ما الحاجة هنا للتقدير ؟ ... الجواب : حكمة الله عز وجل .
هل الله عز وجل يحتاج إلى هذا التقدير ؟ .. الله عز وجل خلق كل شيء لا لحاجة لنفسه ، لا لحاجة كي يعينه الناس ، أو فعل ذلك حتى يكون هناك مصلحة عند هؤلاء الناس . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . ولكن لحكمة لا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى .
ومنه أيضا نستفيد أن الله تبارك وتعالى لما جعل مراتب ومراحل تستفيده أنت في حياتك وفي سيرك وفي عملك .

المرتبة الثانية قلنا ، وهي تصوير الأشياء . أو الإنشاء على مثال أبدعه تبارك وتعالى لم يُسبَق إليه . يعني على غير مثال سابق . وبالطبع يكون من عدم .
فتصوير الأشياء أيضا خَلْق لها . فمثلا الناس في حياتهم أرادوا أن يصنعوا شيئا : مكتبا ، سريرا
يقدر له كم يحتاج من الخشب . وكم يحتاج من كذا وكذا . وكم يحتاج من الوقت ... يقدر للشيء.
ثم بعد ذلك يبدأ في الإنشاء . وهو الذي نذكره الآن ولله المثل الأعلى .

قال الله تعالى :
{هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يشاء }آل عمران6 ..
والتصوير يكون على مراحل .
وفي حديث ابن مسعود المتفق عليه المعروف : أخبرنا الصادق المصدوق ... وقال فيه إن أحدكم
يُجمَع خلْقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة . ثم أربعين يوما علقة .... إلى آخر الحديث .
فجعل هذه المراحل داخلة في الخلق . ..إذن التصوير خلْق .

المرتبة الثالثة وهي البرْءُ .
فبعد أن قدَّر وصوَّر ، أنفذ آخر المراحل . فجلعه خلقا سويا يريده الرب تبارك وتعالى . ولهذا قال الله تبارك وتعالى :
{هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ }الحشر24
فأفاد الخلق التقدير والتصوير والبرء وهو المرحلة الأخيرة . ( ولا يُفهم من وجودها هكذا على الترتيب . لكن وجود لفظة " المصور " أفاد هذا المعنى . وهو معنى التصوير ) .
لما يقول الله عز وجل :
{مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ }الملك3
إذن هذا صُنع البارئ . هذا يُستفاد من اسم الله : البارئ .( ويجوز أيضا : الباري ).


نكمل الدرس القادم إن شاء الله حتى لا نثقل عليكم .

( أحد الإخوة كان قد طلب أن نذكر المصطلحات التي تُذكر في كتب أهل العقائد . هناك كتاب للشيخ محمد ابن عبد الرحمن خميس في ذكر المصطلحات في شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز . وإن شئتم أستطيع أن آتيكم بالكتاب مصورا على هيأة أوراق . فهذا يفيد في شرح الحقيدة الطحاوية . وأنا سأختار من هذا الكتاب بعض الأشياء وإن شئتم صورته لكم . لكنه ليس معنا . لأن الأصل لدينا ما نقوله في الأصل . لكن في بعض المصطلحات سنهتم بها ونؤكد عليها لأننا سنحتاجها . فمثلما تكلمنا عن مسألة أصول الدين في المحاضرة الأولى . وتكلمنا عن
إشارة إلى كلمة الجسم ... إلخ ..
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 06:27 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.