انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة

ملتقى نُصح المخالفين ، ونصرة السنة لرد الشبهات ، ونصح من خالف السنة ، ونصرة منهج السلف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-14-2008, 06:23 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي مقالات الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل{فتنة النفاق والمنافقين }

 

فتنة النفاق والمنافقين



النفاق داءٌ عضال، وفتنةٌ عمياء، تأكل الأخضر واليابس، بل تأكل الدين من جذوره. نعوذ بالله من النفاق وفتنته، ومن فتنته (أن يكون الرجل ممتلئاً منه وهو لا يشعر، وكثيراً ما يخفى على من تلبس به " فيزعم أنَّهُ مصلح وهو مفسد) [1] .

ويتناول الحديث عن هذه الفتنة جانبين مهمين:

1- الفتنة التي تنشأ من تمكن النفاق من القلب.

2- الفتنة التي تنشأ من تمكن المنافقين وظهورهم.

أولاً : الفتنة التي تنشأ من تمكن النفاق من القلب :

النفاق على قسمين:

أحدهما: النفاق الاعتقادي : ويسمى النفاق الأكبر، وهو إبطان الكفر، وبغض الإسلام وأهله، وإظهار الإسلام ومحبة أهله، وهذا النوع من النفاق يعد أعظم فتنة يبتلى بها العبد؛ وذلك لأنَّه ينقل صاحبه من الملة، ويؤول بصاحبه إلى الخلود في الدرك الأسفل من النار؛ وأيُّ فتنةٍ أعظم من ذلك؟ قال تعالى: (( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا)) [النساء:145].

لأنَّ المنافق اعتقاداً أشد جرماً وفتنة وذنباً من الكافر الصريح، المظهر كفره، ويكفينا في ذكر شناعته وأهله وعظيم فتنتهم

ما ذكر الله- عز وجل- عنهم في صدر سورة البقرة، وما ذكرهُ الله- عز وجل- عن أوصافهم في سورة التوبة التي فضحت النفاق وأهله، وما جاءَ عنهم في سورة المنافقون.

والآيات في ذكر المنافقين وأوصافهم والتحذ ير من فتنهم كثيرة، وما ذكر عن فتنة الشرك وأنواعه في الفقرة السابقة، فإنَّهُ من باب أولى ينطبق على هذا النوع من النفاق بل هو أشد؛ لأنَّ مظاهر الشرك السابق ذكرها، تظهر على أصحابها فيعرفهم الناس فيحذروهم، أمَّا المنافق الذي يُبطن هذه الشركيات والكفريات ويظهر خلافها، فإن فتنتهُ على نفسه وغيره أشد.

ومن أول من يصدق عليه أوصاف المنافقين في عصرنا الحاضر، أولئك الباطنيون الزنادقة، من رافضة، وإسماعيلية، ودروز، ونصيريين، وعلمانيين وغيرهم؛ ممن يظهرون الانتساب إلى الإسلام وهم يُبطنون الكفر به، وبغضه، والسعي لهدمه وإطفاء نوره.

الثاني : النفاق العملي: (ويسمى النفاق الأصغر) .

وهذا النوع من النفاق لا ينقل صاحبه عن الإسلام، ما دام أصل الإيمان في القلب، لكنهُ سمي نفاقاً لتلبس صاحبه ببعض أعمال المنافقين، التي يخالف فيها الظاهر ما في الباطن كالكذب والخيانة والغدر... إلخ.

ولا شكَ أنَّ هذه ذنوب عظيمة، وصاحبها على خطر شديد، وقد عرض نفسه لفتنة النفاق الأكبر، فيما لو تمكنت منه جميعها، وهذا النوع من النفاق هو الذي ورد ذكره في قوله e : ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً،ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من نفاق حتى يدعها، إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر)) [2] .

وهذا النوع من النفاق هو الذي خافه السلف، وأشفقوا من فتنته الكبرى؛ وحريٌ بمن بعدهم أن يكونوا أشد خوفاً على أنفسهم من هذه الفتنة؛ فما يخافها إلاَّ مؤمن، ولا يأمنها إلاَّ منافق، ومن هذه المواقف السلفية ما يلي:

* ذكر الإمام البخاري- رحمه الله تعالى- في صحيحه قوله:

(باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر) .

- وقال إبراهيم التيمي: ما عرضت قولي على عملي إلاَّ خشيتُ أن أكون مكذباً. - وقال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي e كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقولُ إنَّهُ على إيمان جبريل وميكائيل.

- ويذكر عن الحسن: ما خافه إلاَّ مؤمن، ولا أمنهُ إلاَّ منافق، وما يحذر من الإصرار على النفاق والعصيان من غير توبة، لقول الله تعالى: (( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [آل عمران:135] [3] .

وإتماماً للفائدةِ أسوقُ شرح ابن حجر- رحمه الله تعالى- لهذه الآثار حيث يقول:

قوله : (وقال إبراهيم التيمي)، هو من فقهاء التابعين وعبادهم، وقوله: " مكذباً" يروى بفتح الذال يعني: خشيتُ أن يكذبني من رأى عملي مخالفاً لقولي؛ فيقول: لو كنت صادقاً ما فعلتَ خلاف ما تقول، وإنَّما قال ذلك لأنَّه كان يعظ الناس، ويروى بكسر الذال وهي رواية الأكثر، ومعناه أنَّه مع وعظه الناس لم يبلغ غاية العمل، وقد ذم الله من أمرَ بالمعروفِ ونهى عن المنكر، وقصر في العمل، فقال: (( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)) [الصف:3] .

فخشي أن يكون مكذباً : أي مشابهاً للمكذبين، وهذا التعليق وصلهُ المصنف في تاريخه عن أبي نعيم وأحمد ابن حنبل في الزهد، عن ابن مهدى كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي حيان التيمي عن إبراهيم المذكور.

قوله: (وقال ابن أبي مليكة.. إلخ) هذا التعليق وصلهُ ابن أبي خيثمة في تاريخه، لكن أبهم العدد، وكذا أخرجه محمد بن نصر المروزي مطولاً في كتاب الإيمان له، وعينه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه من وجه آخر مختصراً كما هنا، والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلهم: عائشة وأختها أسماء، وأم سلمة، والعبادلة الأربعة، وأبو هريرة، وعقبة بن الحارث، والمسور بن مخرمة، فهؤلاء ممن سمع منهم، وقد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء كعلي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال، ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك، فكأنَّهُ إجماع؛ وذلك لأنَّ المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم، بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى- رضي الله عنهم-.

- وقال ابن بطال : إنَّما خافوا لأنهم طالت أعمارهم حتى رأوا من التغير ما لم يعهد وه ولم يقد روا على إنكاره، فخافوا أن يكونوا داهنوا بالسكوت.

قوله: (ما منهم أحدٌ يقول إنَّهُ على إيمان جبريل وميكائيل) ، أي لا يجزم أحد منهم بعدم عروض النفاق لهم، كما يجزم بذلك في إيمان جبريل، وفي هذا إشارة إلى أن المذكورين كانوا قائلين بتفاوت درجات المؤمنين في الإيمان، خلافاً للمرجئة القائلين بأنَّ إيمان الصديقين وغيرهم بمنزلة واحدة، وقد روي في معنى أثر ابن أبي مليكة حديث عن عائشة مرفوع رواه الطبراني في الأوسط لكن إسناده ضعيف.

قوله: (ويذكر عن الحسن) هذا التعليق وصله جعفر الفريابي في كتاب (صفة المنافق) له، من طرق متعددة بألفاظ مختلفة. وقد يستشكل ترك البخاري الجزم به مع صحته عنه، وذلك محمول على قاعدة ذكرها لي شيخنا أبو الفضل بن الحسين الحافظ- رحمه الله- وهي: أنَّ البخاري لا يخص صيغة التمريض بضعف الإسناد، بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره أتى بها أيضاً، لما علم من الخلاف في ذلك، فهنا كذلك؛ وقد أوقع اختصارهُ له لبعضهم الاضطراب في فهمه.

- فقال النووي: ما خافه إلاَّ مؤمن، ولا أمنه إلا منافق . قال الله تعالى: (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)) [الرحمن:46].

وقال: ((أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) [الأعراف:99]. وكذا شرحهُ ابن التين وجماعة من المتأخرين، وقرره الكرماني هكذا، فقال: ما خافه، أي: ما خاف من الله، فحذف الجار وأوصل الفعل إليه. قلت: وهذا الكلام وإن كان صحيحاً لكنه خلاف مراد المصنف ومن نقل عنه.

والذي أوقعهم في هذا هو الاختصار، وإلاَّ فسياق كلام الحسن البصري يبين أنَّهُ إنما أراد النفاق فلنذكره.

- قال جعفر الفريابي: حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان عن المعلى بن زياد: سمعت الحسن يحلف في هذا المسجد بالله الذي لا إله إلا هو: ما مضى مؤمن قط ولا بقي إلاَّ وهو من النفاق مشفق، ولا مضى منافق قط ولا بقي إلاَّ وهو من النفاق آمن. وكان يقول: من لم يخف النفاق فهو منافق) [4] 1. هـ.

* عن مجاهد: أن رجلاً قدم على ابن عمر فقال له: كيف أنتم وأبو أنيس الضحاك بن قيس؟ قال: نحن وهو إذا لقيناه قلنا له ما يحب، وإذا ولينا عنه قلنا له غير ذلك، قال: ذاك ما كنا نعد ونحن مع رسول الله e من النفاق) [5] .

* كان أبو الدر داء (رضي الله عنه): إذا فرغ من التشهد في الصلاة يتعوذ من النفاق، ويكثر التعوذ منه، فقال له أحدهم: وما لك يا أبا الدر داء أنت والنفاق؟ فقال: دعنا عنك؛ فو الله إنَّ الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فيخلع منه[6] .

*عن خالد بن صفوان قال: لقيت مسلمة بن عبد الملك فقال :

يا خالد، أخبرني عن حسن أهل البصرة؟ قلت: أصلحك الله، أخبرك عنه بعلم، أنا جاره إلى جنبه، وجليسه في مجلسه، وأعلم من قبلي به: أشبه الناس سريرة بعلانية، وأشبهه قولاً بفعل،إن قعد على أمر قام به، وإن قام على أمر قعد عليه، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس به، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، رأيته مستغنياً عن الناس، ورأيت الناس محتاجين إليه، قال: حسبك، كيف يضل قوم هذا فيهم؟)[7]

* عن أبي جعفر الحذاء قال: سمعت ابن عيينة يقول: (إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل، وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور) [8].



--------------------------------------------------------------------------------

1 انظر مدارج السالكين 34711.

2 البخاري ك. الإيمان (34) (فتح 11111) مسلم ك الإيمان 7811 واللفظ له (58).

3 البخاري ك الإيمان (13511 فتح) .

4 فتح الباري 1/ 115، 111.

5 المطالب العالية (3/ 185) (5 0 32).

6 سير أعلام النبلاء6/ 382.

7 سير أعلام النبلاء57612.

8 صفة الصفوة (12 234).
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-01-2009, 03:02 AM
أم الزبير محمد الحسين أم الزبير محمد الحسين غير متواجد حالياً
” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
ونفع الله بكم
التوقيع



عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ )
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:21 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.