سؤال بخصوص نشأة اللغــة العربيـــة

[الطامعة في رضا ربها]

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أردتُ الإستفسار عن معلومة في نشأة اللغة العربية ..

ذكر لنا دكتور اللغة العربية أن اللغة العربية هي اللغة الأم

وأن سيدنا آدم عليه السلام كان يتكلم العربية بما أنه كان في الجنة ثم أٌهبط إلى الأرض

- فهو مع القول الذي يرى أن آدم كان في الجنة ، وبما أن لغة أهل الجنة العربية فهذا دليل

على أن آدم عليه السلام كان يتكلم العربية -

وكان يعرض الموضوع بصورة تشويقية تجعل الواحد منا يتساءل أين نحن من نشأتنا ؟

مما جعلني أبحث قليلاٌ في موضوع النشأة هذا على الشبكة العنكبوتية ..

لكن وجدتُ أن اللغة الأم ليست العربية بل هي البابلية ..بل اختلفوا في ذلك ..

فهل صحيح أن العربية هي اللغة الأم أم ماذا؟

وجزاكم الله خيراً ..

[أبو عمر الأزهري]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا الأمر اختُلِفَ فيه على آراء كثيرَةٍ، ولكل رأيٍ من يناصرُه؛ بل ويُصَنِّفُ المُصَنَّفاتِ انتصارًا له، فمِنْهم من ذهبَ إلى ما ذهب إليه هذا الدكتور الفاضل، واستنتج من هذا أن اللغة العربية في أصلها كانت وحيًا وتوقيفًا من الله العزيز الحكيم، ومنهم من ذهبَ إلى أنها نشأتْ من خلال الاصطلاح والمواضعة، بمعنى أن حكماء القوم وكبارهم اصطلحوا على تسمية المسميات بأسماء يميزونها بها عن غيرها ثم انتشرت تسمياتهم كلَبِنَةٍ أولَى في بناء اللغة العربية ومفرداتها، ومنهم من ذهبَ إلى أنَّ أصل اللغة كان في تقليد الإنسان ومحاكاته لما يتنامَى إلى سمعه من الأصوات في الطبيعة والبيئة المحيطة به، وكما قلتُ لكل رأيٍ من يتبناه وينتصر له، ولكن في نهاية الأمر أراها _عن نفسي_ جميعًا آراءً تفتقر إلى الاستدلال على صحتها، وكلٌّ منهم رادٌّ ومردودٌ عليه وإنما هي اجتهادات أهل الفن، ويكفيناالنظر في اللغة التي بين أيدينا اليومَ والتي جاءتنا غريرة في مفرداتها غنية ثرية في اشتقاقاتها وتصريفاتها وتنوعها إلى علومٍ وفنونٍ شتى، وبصرف النظر عما إذا كانت هي أول لغة عرفتها الدنيا وتكلم بها آدم عليها السلام أم لا، فيكفينا أن نفخر ونعتز بكونها اللغة التي اختارها رب العالمين واصطفاها لقرآنه الكريم.
هذا هو الرأي الذي أميل إليه، وهو أنَّ أحدًا اليوم لا يمكنه الجزم بقول من هذه الأقوال على حساب بقية الأقوال، والأمر يحتاج لدراسة شديدة الدقة والتعقيد في علوم الأنساب ونشأة القبائل المتعددة في شبه الجزيرة وفي غيرها كاليمن والعراق وفلسطين وغير ذلك.

[أبو عمر الأزهري]

يمكنكم النظر هنا كذلك.

[الطامعة في رضا ربها]

جزاكم الله خيراً ، ونفع بكم الإسلام والمسلمين . اللهم آمين